تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة بن لادن تربك مناصري القاعدة:تحليل عميييييييييييق ومختصر وشيق وممتع



عمرو
10-24-2007, 12:04 PM
أتمنى قراءة هذا التحليل الموضوعي جيدا

رسالة عراقية مهمة لبن لادن * ياسر الزعاترة لعل الرسالة الجديدة لأسامة بن لادن هي الأهم بين رسائله الأخيرة ، والسبب هو معالجتها للقضية العراقية التي تشكل ساحة الاستنزاف الأكبر للولايات المتحدة ، وتبعاً لذلك ساحة الاشتباك الأهم بين القاعدة وبين العدو الأكبر للأمة الإسلامية بحسب رؤية قادتها التي شكلت الانطلاقة الأولى قبل حوالي عشر سنوات.
تأتي هذه الرسالة في توقيت بالغ الأهمية لجهة التراجع في مد المقاومة العراقية ، وهو تراجع ساهمت فيه (ليست سببه الوحيد) تلك الصدامات التي دارت بين تنظيم القاعدة وبين العديد من قوى المقاومة والعشائر وأدت إلى نشوء تحالفات أطلق عليها مجالس الصحوة أو مجالس الإنقاذ تعمل في السياق الأمريكي ، وكل ذلك تحت لافتة الرد على تجاوزات التنظيم. لا خلاف على أن تنظيم القاعدة قد ارتكب الكثير من الأخطاء في الساحة العراقية رغم قوة حضوره في سياق استهداف الأمريكان ، وجاء تشكيله لدولة العراق الإسلامية ومطالبته الجميع بمبايعتها ليعمق مسار الأخطاء ويعزز التناقضات بينه وبين القوى الأخرى ، وهنا دخل الأمريكان وبعض المتعاونين معهم على الخط ليستثمروا هذه الحالة في استقطاب عشائر وقوىً لصالحهم ، الأمر الذي حقق نجاحات ملحوظة دفعت جورج بوش إلى زيارة الأنبار والإشادة بتجربتها.
والحال أن هذه السلسلة من الأخطاء لم تضرب مسار المقاومة فحسب ، بل حجّمت تنظيم القاعدة أيضاً ، إذ حرمته من الحاضنة الشعبية في مناطق العرب السنة ، وتركت ظهره مكشوفاً أمام ضربات الأمريكان ومن تعاون معهم من العشائر التي ردت عليه بمنطق الثأر فكانت حرباً بلا هوادة تورطت فيها بعض قوى المقاومة الإسلامية أيضاً ، مع العلم أن بعض تلك القوى ذات طبيعة عشائرية ، ومن السهل استنفارها بمنطق الثأر أيضاً.
الآن يحاول أسامة بن لادن تصحيح المسار عبر الوسيلة التي يملكها في التواصل مع جنوده في العراق ، مع العلم أن وجود خط اتصال ما بين الطرفين لم يكن ليقلل من أهمية بث الرسالة التي وجهت لأهل العراق جميعاً على أمل إعادة اللحمة إلى صفوفهم.
الرسالة في بعض تجلياتها كانت شكلاً من أشكال الاعتذار من بن لادن عن الأخطاء التي ارتكبها رجاله في العراق ، إضافة إلى كونها دعوة لهم إلى تصحيح المسار ، كما هي دعوة للآخرين إلى تجاوز الماضي وعدم الذهاب بعيداً في مسارات لا تصب في مصلحة خيار المقاومة.
المجاهدون يخطئون ، تلك هي كلمة السر في الرسالة ، والمجاهدون يستحقون النصح تبعاً لذلك ، والأصل أن يصار إلى وقف مسلسل الأخطاء والممارسات ذات الطبيعة الحزبية من قبل الجميع ، وعلى رأسهم الطرف الذي نسب إليه الكم الأكبر منها ، وهو تنظيم القاعدة ، مع العلم أن أطرافاً أخرى قد ارتكبت بعض الأخطاء ، لا سيما من ركب منها الدبابات الأمريكية في حربه على القاعدة وأخذ المحسن منها بذنب المسيء.
بعد هذه الرسالة الواضحة جاء الرد من قبل قوى المقاومة وبعض العشائر وهيئة علماء المسلمين إيجابياً إلى حد كبير ، إذ رحب ناطق باسم المجلس السياسي للمقاومة بالرسالة ، هو الذي يضم قوىً سبق أن اصطدمت بالقاعدة ، كما رحبت بها هيئة علماء المسلمين التي كان لأمينها العام الشيخ حارث الضاري موقف مشهود بمطالبته بنصح التنظيم بدل استهدافه ، مؤكداً على أن 90 في المئة من أعضائه عراقيون.
الرد الأهم سيأتي من قيادة التنظيم في العراق ، وأعتقد أنه سيكون إيجابياً في ظل شعورها الحقيقي بالأزمة ، واحتمال أن تمنحها الرسالة فرصة النزول عن السلّم الذي صعدت إليه باستعدائها للكثيرين في مناطق العرب السنّة.
كل ذلك يؤكد أننا إزاء رسالة مهمة ، وستتأكد أهميتها أكثر عندما تتبدى مساهمتها في ترميم وضع المقاومة في الساحة العراقية.