تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : 7akim w ibnou



بشرى
05-22-2003, 06:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

قال حكيم لابنه: يا بني ماذا تريد أن تكون عندما تكبر؟
قال الابن: أريد أن أكون حكيما مثلك يا بابا.
قال الحكيم: إذا لن تكون.

ثم علق الحكيم على كلام ابنه قائلا: يا بني، عندما كنت في سنك كان طموحي أن أكون مثل علي بن أبي طالب رضي الله عنه في حكمته وعلمه.. فوصلت إلى ما تشاهده الآن. فلو جعلت طموحك أن تصبح مثلي.. فإنك ستحقق نصف طموحك.

بعد هذه المقدمة نلاحظ:
لكي يصبح الحوار بين الأب والابن بمثل هذا الجو الصحي.. يجب أن تكون العلاقة بينهما جيدة. ونتساءل مرة أخرى: ومتى تكون العلاقة بينهما جيدة وصحية؟

عندما يعيشان على منهج من المرونة والحوار والتفاهم في كل شيء يحدث بينهما، من غير استخدام منهج المقاطعة والتهديد.

إحدى المرات، وقف رجل وقال: أريد أن أذكر لكم قصتي مع ابني الذي ضبطته وهو يعاكس إحدى الفتيات، (ليستفيد الجميع).. قال: دخلت يوما إلى المنزل ورأيت ابني الذي بلغ 18 سنة يعاكس فتاة عبر الهاتف، فغضبت غضبا شديدا لسببين: الأول لأننا عائلة محافظة.. وأنا وأمه ملتزمان دينيا. والثاني: أننا تعبنا في تربية أبنائنا تربية صالحة.. فكان هذا الموقف لي صدمة.

فكلمته بغضب وهددته إن كرر هذا الموقف.. ثم قطعت عنه الهاتف وقاطعته.. فلم أكلمه أسبوعا كاملا. أما أمه فكان موقفها مختلفا تماما عني فقد تعاملت معه بهدوء ورفق. وقالت له: يا بني، إننا لا نمانع في أن تتحدث مع فتاة عبر الهاتف ولكن ليكن لك ضمن الإطار الشرعي.. فقال لها وكيف؟

قالت: إن كنت تريد خطبة الفتاة والزواج منها فأخبرني من هي حتى أتعرف على أمها وأهلها... ولا مانع لدينا من حديثك معها.. ولكن أمام أعيننا وليس من ورائنا.. فإننا نثق بك ونحترم قراراتك.. وأنت تعرف يا بني كم أنا وأبوك نحبك..
فبدأ الابن يركن إلى أمه ويبين لها أنه صادق في مشاعره تجاه الفتاة. وأنه لم يقصد المعاكسة ولكن والده فهمه خطأ. يقول الأب: فذهبت وتكلمت معه بنفس الأسلوب الذي تحدثت به أمه.. والحمد لله النتيجة كانت ممتازة وانتهت المشكلة.

نعم إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه وقد يحتاج الوالدان إلى استخدام سلاح التهديد والمقاطعة.. ولكن كالملح على الطعام.. إن مثل هذه التربية لا تؤتي ثمارها إلا في جو المودة والرحمة. وعلينا إحتواء عيوبهم وانحرافاتهم بحبنا لهم وصدقنا معهم.