تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عمرو خالد وصناعة نموذج الإسلام الأمريكاني



مقاوم
10-22-2007, 11:25 AM
عمرو خالد وصناعة نموذج الإسلام الأمريكاني /1

محمد إبراهيم مبروك

لاعتبارات عديدة لم يكن بالحسبان لديّ التعرض للداعية عمرو خالد بالنقد أو الإشارة.. لكن هناك شيء يجعلني الآن أقتحم ذلك المجال وأعرض نفسي للكثير من المشاكل من مؤيدي عمرو خالد وناقديه على السواء.. هذا الشيء هو تجسيد عمرو خالد لنموذج داعية الإسلام الليبرالي الذي يستهدف الأمريكيون ترويجه في منطقتنا.. مع ملاحظة أنني عندما أتهم أحد الدعاة أو المفكرين بتجسيد نموذج الإسلام الليبرالي الأمريكاني فإن ذلك لايعني بالضرورة تصنيع الأجهزة الغربية لهذا الشخص أو ذاك، وإنما يكفي في ذلك أن تجد في هذا الشخص التكوينات المبدئية لهذا النموذج لتقوم على تبنيه ورعايته وتنمية هذه التكوينات فيه حتى يكتمل النموذج المنشود.

لماذا كان الرجل منذ بداية أمره مثيراً للارتياب؟!

والحقيقة أن هناك بعض الأمور في دعوة عمرو خالد حتى في بادئ أمره خلاف أخطائه في الأمور الفرعية أو دعوته التقليدية أثارت ارتيابي إلي درجة كبيرة.

هذه الأمور هي:

* الافتعال: فالسمة الأساسية للداعية هي الانطلاق المباشر من الشعور الصادق بما يقول والرجل علي خلاف ذلك تماماً أشعر دائماً أنه (يؤدي) كلاماً تم الإعداد له جيداً ولا يعبر عن مشاعره بشكل صريح وطبعاً عندما أقول (أشعر) فإن ذلك أمر غير موضوعي ليس من حقي أن أقنع الناس به (على الرغم من أن الكثيرين غيري أشاروا إليه والحديث عنه منتشر على النت) ولكني مع ذلك أشير في هذا الصدد إلي أمرين تحدث عنهما الكثيرون وأعتقد أنهما واضحان في خطابه غاية الوضوح وهما: أن الرجل لا يبكي حين يبدو أنه يبكي. ولا يضحك حين يبدو أنه يضحك بل هو يفتعل الأمرين معاً وعلي كل الأحوال فإن بعض مريديه لا ينكرون كونه يمثل، بل أن أحد العلماء الذين أشرت إليهم قد وصفه بأنه يصلح أن يكون ممثلاً.

* الأمر الثاني هو السطحية الشديدة في كل ما يقول وانعدام الصلة بينه وبين الواقع الفعلي المحيط فالخطاب يبدو وكأنه يدور علي السطح الخارجي للقضية المطروحة بلا أي عمق ومنقطع الجذور عن أي تصور أصيل للإسلام وما ينبغي أن تكون عليه الدعوة الإسلامية في الواقع المعاصر وهذه السطحية الشديدة تصنع مع الافتعال المذكور والبراءة المدعاة لأغلب الحضور حالة من البلاهة المستشرية الطافحة بالتفاهة والعبط إلي درجة تصيب المراقب اللبيب بالدهشة لما يُقال من أن الرجل يعمل علي تحسين صورة المسلمين في الغرب في الوقت الذي يكفي فيه تقديم هذه الحوارات الساذجة (العبيطة) بين عمرو خالد ومريديه ليدرك الغرب تمام الإدراك أن المسلمين ما هم إلا مجموعة من الحمقى والبلهاء.

* الأمر الثالث الذي أثار استغرابي بشدة هذه الجماهيرية العريضة والانتشار المذهل لرجل يحمل مثل هذا الخطاب البسيط وهذا أمر بلا شك مثير للارتياب ويدعو بيقين إلى التفكير بأن هناك جهة ما تقف وراء هذا الانتشار المصطنع.

أما الحديث عن كون أن الرجل (صحيح هو غير عالم ولكن خطابه مؤثر)، فهو ليس حديثا في الهواء الطلق وإنما يمكن تحليله بطريقة معيارية .

فالخطاب المؤثر إما أن يعود تأثيره لعمق علم صاحبه أو لحرارة صدقه أو لقدرته البلاغية أو حتى لصوته الجميل وبما أن عمرو خالد لا يتميز تميزاً خاصاً في أي شيئ من الأشياء التي ذكرناها حتى وإن كان جيداً فيها جميعاً فإن القول بقوة تأثير خطابه هو مجرد ادعاء أيضاً.

ولكي لا أكون متجنياً فعلى القارئ أن يقوم بهذه التجربة بنفسه لكي يختبر صحة ما أقول وذلك بعيداً عن الصخب الإعلامي المفتعل والألاعيب الشيطانية التي تستخدم لصناعة النجوم. وهذه التجربة هي أن يسمع شريطاً ما لعمرو خالد ثم يفكر بعد ذلك ما الذي استفاده أو تأثر به من هذا الشريط ثم يسمع شريطاً لإمام الخطباء عبد الحميد كشك أو للشيخ إبراهيم عزت أو للشيخ أحمد القطان أو للشيخ أبو إسحاق الحويني أو للشيخ محمد بن إسماعيل المقدم ويسأل نفسه ذات السؤال.

ومن السذاجات التي تُقال في هذا الصدد علي لسان مريديه أو من يبدون كذلك أو العاملين بالشركات الإعلامية التي يتعاقد معها للدفاع عنه أو (غير ذلك مما هو أخطر) أن الرجل صنع كل هذا الحب والانتشار والجماهيرية لأنه يتحدث عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأخلاق الصحابة ويتحدث عن ذكر الله وقيام الليل!!

ياللعبط و ياللتضليل الوقح!!

وكأن الأزهر لم يخرِّج عشرات الآلاف من الدعاة من الدكاترة أو حتى حاملي الليسانسات القادرين علي التحدث في هذه المواضيع أفضل كثيراً أو قليلاً من عمرو خالد بل وكأن ليست هذه هي المواضيع بالفعل التي يتحدث عنها هؤلاء مع مواضيع أخرى في خطبهم ودروسهم بشكل دائم !.

وبناءً على ما سبق فإنه تنقطع الصلة بين الادعاء الكاذب بقوة تأثير خطاب "عمرو خالد" وبين تحقيقه لهذه الجماهيرية العريضة التي التفت حوله منذ خطواته الأولي ويغدو السؤال حول من يقف وراء اصطناع هذه الجماهيرية سؤالا مشروعاً للغاية.

إذن لابد من البحث عن السبب الحقيقي الذي يقف وراء هذه الجماهيرية شديدة الغرابة والمسألة ليست بسيطة أو هامشية بل قد تكون هي محور الموضوع كله الذي إذا تم تفسيره تم تفسير كل شيء آخر وبطل السحر.

ونظراً لأن الرجل لم يكن يمثل من وجهة نظري حتى هذا الوقت حالة من الخطر الشديد على الدعوة الإسلامية فقد اكتفيت في تفسير ذلك بما هو ملحوظ من وقوف بعض الأجنحة في جماعة الإخوان المسلمين وراءه والرجل معروف أنه كان من قيادات الإخوان في الجامعة والإخوان معروفون بوجه عام بامتلاك قدرات خاصة في نشر هالات من العظمة علي أشخاص بسيطي الحال إلى أقصي درجة (أرجو ممن يعتبر كلامي هذا نقداً للإخوان ألا يتعدى ذلك إلى اعتباري عدواً لهم؛ لأن كل التيارات الإسلامية الموجودة على الساحة تحتاج إلى هذا النقد، بل وإلى النقد المكثف، وسيجد القارئ في هذه الدراسة ذاتها الكثير من ذلك النقد الموجه ضد هذه التيارات) ولكن ذلك يطرح سؤالا أخر هو: ما التميز الخاص الذي يمتلكه "عمرو خالد" حتى يعمل الإخوان علي تدعيمه بالذات كل هذا الدعم في تلك المرحلة، ولِمَ لم يقفوا وراء منافس أخر يقطن نفس المنطقة (الدقي)؟!

الإجابة ببساطة أن عمرو خالد يملك تميزاً خاصاً لا أعتقد أن هناك أحداً من الإخوان الآخرين يملكه في هذه المنطقة هذا التميز هو أنه يقف علي قمة الأرستقراطية المصرية تماماً، فهو من الأم حفيد عبد الهادي باشا رئيس وزراء مصر في عهد الملك فاروق فإذا استبعدنا الأسرة الحاكمة من أحفاد محمد علي لما أشيع عنها من سيرة غير حسنة فضلا عن عدم مصريتها فإن منصب رئيس الوزراء هو أعلى منصب أرستقراطي خلفه لنا العهد السابق. وبذلك يكون حفيد رئيس الوزراء هو أكثر الأشخاص وجاهة يملكه الإخوان لتقديمه إلي الأرستقراطيين ومنافسيهم الجدد من كبار البرجوازيين.

كما أنه بخطابه الهادئ الذي لا يحمل نقداً لأي طرف من الأطراف أو جهة من الجهات (وقد استمر على ذلك طوال حياته والاستثناء الوحيد الذي خرج فيه عن ذلك هي تلك الحادثة العجيبة التي لام فيها الشعب على استخدامه لوصلات الدش) أقول أنه بهذا الخطاب الهادئ يمثل أفضل الحلول للتوافق مع جهات عديدة خصوصا أن لحظة تصعيد عمرو خالد كانت نفسها لحظة استبعاد الشيخ عمر عبد الكافي الذي سبب إزعاجاً كبيراً للسلطة في تلك المرحلة ومن ثم يجب تقديم وجه المصالحة معها المتمثل في عمرو خالد من قبل الإخوان ليخلف عبد الكافي في مكانه وجماهيره . وهكذا تسلم عمرو خالد - على الجاهز - تلك الجماهيرية بالإضافة إلي ما تم إنجازه له بوجه خاص في أنشطته السابقة .

وإلى الحلقة القادمة إن شاء الله.
___________________________________ ________

مقاوم
10-22-2007, 12:02 PM
عمرو خالد وصناعة نموذج الإسلام الأمريكاني /2

المعايير التي يجب الاحتكام إليها في نقد ظاهرة عمرو خالد قد تكون مشكلة المشاكل بين ناقدي "عمرو خالد" والمدافعين عنه، هي غياب المعايير المتفق عليها بينهما؛ لأنه لو ثبتت هذه المعايير لكان الخلاف محض افتراء من أحد الطرفين، حيث أن التطبيق العملي لتلك المعايير بشأن الحالة التي نحن بصددها لا يعد كونه تطبيقاً تلقائياً لها.

وتبرز أهمية تثبيت المعايير من ناحية كون أن الجانب الأعظم من مريدي "عمرو خالد" لا يكادون يعرفون شيئاً لا عن الإسلام أو غيره.


وتنقسم هذه المعايير إلى: المعايير الاعتقادية، ومعايير الكليات الإسلامية، ومعايير الواقع. المعايير الاعتقادية ومن الطبيعي أن تكون المعايير الاعتقادية هي أهم المعايير التي نحتكم إليها في موضوعنا هذا دون أن يعني ذلك أننا سنستعرض أسس العقيدة الإسلامية هنا ولكن سوف نذكر باختصار أهم هذه الأسس التي بدا واضحاً انحراف دعوة عمرو خالد عنها.


* التوحيد: لا شك أن التوحيد هو أهم أسس العقيدة الإسلامية وهو يعني ثلاثة أمور أولها: أن الله وحده لا شريك له هو الذي خلقنا وخلق العالم أجمع وهو رب الناس أجمعين وهو مالك الأمر في هذا العالم كله لا شريك له في ملكه ولا معقب له في حكمه.


وثانياً: أنه لا عبودية إلا لله سبحانه وتعالى وهذا يعني أمرين أولهما : أن الله وحده لا شريك له هو الذي توجه إليه دون سواه جميع الشعائر والأعمال التعبدية من صلاة ودعاء وتوكل وخوف ورجاء واستعانة ، أما الثاني : فيعني أن الله وحده لا شريك له هو الحاكم الآمر الذي نتلقى منه الشرائع التي تحكم كل قضايانا وأمور حياتنا ونظام معيشتنا وكل ما يتعلق بدنيانا من سياسة واقتصاد وقواعد اجتماعية وغير ذلك من الأمور. وكل ذلك يلخصه قوله تعالى: "إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ" [الفاتحة : 5].


يقول "ابن تيمية" عن هذا التوحيد الذي يُسمى توحيد الألوهية: "وهذا التوحيد هو الفارق بين الموحدين والمشركين، وعليه يقع الجزاء والثواب في الأولى والآخرة، فمن لم يأتِ به كان من المشركين"(1).


وثالثها : الإيمان بالذات الإلهية كما تحدثت عنها النصوص الإسلامية وليس النصوص المستمدة من أي دين أو فلسفة أخري . والخلاصة في هذا المعنى هو أننا لا يحق لنا أن نصف الله إلا بما وصف به نفسه. وعدم الإلتزام بذلك يعني الإنحراف عن قواعد التوحيد كما جاء بها الإسلام.


وقد تواطر العلماء على التعبير عن هذه المعاني بالمصطلحات التالية كما وردت في شرح قاضي القضاة ابن العز الحنفي 731: 792هـ علي متن العقيدة الطحاوية : التوحيد يتضمن ثلاثة أنواع : أحدها : الكلام في الصفات والثاني: توحيد الربوبية وبيان أن الله وحده خالق كل شيء . والثالث: توحيد الألوهية وهو استحقاقه سبحانه وتعالي أن يعبد وحده لا شريك له"(2).





* ما يوجبه الإيمان بالرسل: والإيمان بالرسل صلوات الله عليهم هو الأساس الثاني للعقيدة الإسلامية وما يهمنا هنا هو ما ينبغي على الإنسان اتباعه تجاه الأنبياء والرسل فضلا عن التصديق بنبوتهم يقول الإمام ابن تيمية، في كتابه "الصارم المسلول على شاتم الرسول، في ذلك: " إن الله سبحانه وتعالي أوجب لنبينا صلى الله عليه وسلم علي القلب واللسان والجوارح حقوقاً زائدة على مجرد التصديق (بنبوته) .


كما أوجب سبحانه علي خلقه من العبادات علي القلب واللسان والجوارح أموراً زائدة علي مجرد التصديق به سبحانه ، وحرم سبحانه لحرمة رسوله – مما يبيح أن يفعل مع غيره – أموراً زائدة علي مجرد التكذيب بنبوته . فمن ذلك : أنه أمر بالصلاة عليه والتسليم بعد أن أخبر أن الله وملائكته يصلون عليه والصلاة عليه تتضمن ثناء الله عليه ، ودعاء الخير له ، وقربته منه ، ورحمته له ، والسلام عليه يتضمن سلامته من كل آفة ، فقد جمعت الصلاة عليه والتسليم جميع الخيرات ، ثم إنه يصلي سبحانه عشراً على من يصلي عليه مرة واحدة حضاً للناس علي الصلاة عليه ؟، ليسعدوا بذلك ، وليرحمهم الله بها . ومن حقه: أن يكون أحب إلي المؤمن من نفسه وولده وجميع الخلق كما دل علي ذلك قوله سبحانه: " قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ..." [التوبة : 24]. ومن ذلك: أن الله أمر بتعزيزه وتوقيره فقال: (وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ) [الفتح : 9]، والتعزيز: اسم جامع لنصرته وتأييده ومنعه من كل ما يؤذيه، والتوقير: اسم جامع لكل ما فيه سكينة وطمأنينة من الإجلال والإكرام وأن يعامل من التشريف والتكريم والتعظيم بما يصونه عن كل ما يخرجه عن حد الوقار . ومن ذلك: أنه حرم التقدم بين يديه بالكلام حتي يأذن، وحرم رفع الصوت فوق صوته، وأن يجهر له بالكلام كما يجهر الرجل للرجل، وأخير أن ذلك سبب حبوط العمل، فهذا يدل علي أنه يقتضي الكفر، لأن العمل لا يحبط إلا به، وأخبر أن الذين يغضون أصواتهم عنده هم الذين خلصت قلوبهم للتقوى، وأن الله يغفر لهم و يرحمهم، وأخبر أن الذين ينادونه وهو في منزله لا يعقلون ، لكونهم رفعوا أصواتهم عليه، ولكونهم لم يصبروا حتى يخرج ، ولكن أزعجوه إلي الخروج. ومن كرامته المتعلقة بالقول : أنه فرق بين أذاه وأذى المؤمنين فقال تعالي : (إِنّ الّذِينَ يُؤْذُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللّهُ فِي الدّنْيَا والآخرة وَأَعَدّ لَهُمْ عَذَاباً مّهِيناً) [الأحزاب - الآية: 57]. (وَالّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُواْ فَقَدِ احْتَمَلُواْ بُهْتَاناً وَإِثْماً مّبِيناً) [الأحزاب - الآية: 58]. وقد تقدم في هذه الآية ما يدل علي أن حد من سبه القتل ، كما أن حد من سب غيره الجلد. هذا إلى خصائص له أخر يطول تعدادها(5).





* الولاء والبراء: يقول الشيخ صالح الفوزان: "من أصول العقيدة الإسلامية أنه يجب على كل مسلم يدين بهذه العقيدة أن يوالي أهلها ويعادي أعداءها ، فيحب أهل التوحيد والإخلاص ويواليهم ، ويبغض أهل الإشراك ويعاديهم ، وذلك من ملة إبراهيم والذين معه، الذين أمرنا بالإقتداء بهم ، حيث يقول سبحانه وتعالى: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِيَ إِبْرَاهِيمَ وَالّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُواْ لِقَوْمِهِمْ إِنّا بُرَءآؤاْ مّنْكُمْ وَمِمّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَآءُ أَبَداً حَتّىَ تُؤْمِنُواْ بِاللّهِ وَحْدَهُ) [الممتحنة : 4]، وهو من دين محمد عليه الصلاة والسلام قال تعالى: ( يَـَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنّصَارَىَ أَوْلِيَآءَ بَعْضُهُمْ أولياء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلّهُمْ مّنكُمْ فَإِنّهُ مِنْهُمْ إِنّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ) [المائدة : 51]، وهذه فى تحريم موالاة أهل الكتاب خصوصا . وقال تعالى: (لاّ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الاَخِرِ يُوَآدّونَ مَنْ حَآدّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوَاْ آبَآءَهُمْ أَوْ أَبْنَآءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ) [المجادلة : 22]. وكما أن الله سبحانه حرم موالاة الكفار أعداء العقيدة الإسلامية فقد أوجب سبحانه موالاة المؤمنين ومحبتهم، وقال تعالى: (إِنّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) [الحجرات : 10]، فالمؤمنون إخوة فى الدين والعقيدة وإن تباعدت أنسابهم وأوطانهم وأزمانهم، وقال تعالى: (وَالّذِينَ جَآءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاّ لّلّذِينَ آمَنُواْ رَبّنَآ إِنّكَ رَءُوفٌ رّحِيمٌ) [الحشر : 10]، فالمؤمنون من أول الخليقة إلى آخرها مهما تباعدت أوطانهم وامتدت أزمانهم إخوة متحابون يقتدي آخرهم بأولهم ويدعو بعضهم لبعض"(6).


ويقول الدكتور محمد البهي، وزير الأوقاف المصري السابق في كتابه "العلمانية وتطبيقها في الإسلام" : أخذ ببعض الكتاب وكفر بالبعض الآخر، : "ولكي يفصل القرآن مبدأ ((الولاء)) الذي هو مبدأ أساسي فى سياسة الأمة الإسلامية ويبرر أسباب ما يراه فيه يقول : (إِنّمَا وَلِيّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالّذِينَ آمَنُواْ الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ [55] وَمَن يَتَوَلّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالّذِينَ آمَنُواْ فَإِنّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ) [المائدة : 55، 56].


وكما ينهي القرآن عن أن يتجاوز المؤمنون والمؤمنات بولائهم أو صداقتهم وودهم إخوانهم في الإيمان إلى غير المؤمنين من أهل الكتاب والمشركين ممن اعتادوا أو ممن شأنهم أن يسخروا من المؤمنين ومن دينهم على السواء ينهى أيضاً عن أن يتخذ المؤمنون والمؤمنات { خاصة } و{ مستشارين } من غير المؤمنين فيقول تعالى: (يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتّخِذُواْ بِطَانَةً مّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدّواْ مَا عَنِتّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَآءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيّنّا لَكُمُ الاَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) [آل عمران : 118]، بطانة من دونكم { خاصة من غير المؤمنين } لايألونكم خبالا { أي لا يقصرون فيما يورثكم الشر والفساد } ودوا ما عنتم { أي ما يشق عليكم } قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون.


الكـليـات الإسلامية وهذه الكليات تعبر عن المعاني الجامعة لهذا الدين التي تشتمل عليها كل أركانه وتنتظم لها كل مفرداته وهي تنبع بشكل أصيل من عقائده وترتبط بها أرتباطاً عضوياً لا يقبل الانفصام . ومن أهم هذه الكليات: الشمول : والذي يعنيه ذلك أن الإسلام يمثل مرجعية كاملة ووحيدة لكل ما يخص المسلمين في تصوراتهم ومفاهيمهم وقيمهم وسلوكهم دليل ذلك : قوله (مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ) [الأنعام : 38]، وقوله: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) [الأحزاب : 36]، وقوله (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا) [النساء : 65]، وأزعم أن مفكري الإسلام في العصر الحديث منذ جمال الدين الأفغاني حتى محمد الغزالي ما كان همهم الأكبر في شيء مثل ترسيخ هذا المفهوم الشمولي للإسلام ومع ذلك نرى الآن ممن يتسمون بالمفكرين أو الدعاة الإسلاميين من يفرط في هذا المفهوم أو يلتف عليه بكافة الحيل . اقتران الأمر بالمعروف بالنهي عن المنكر: يأتي الأمر بالمعروف في القرآن مقترناً بالنهي عن المنكر (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ) [آل عمران : 110].

وهذا أمر تقرره البديهة كما يقرره القرآن – وذلك تبياناً لواقعية القرآن – لأنه لا شك أن أمري بالمعروف يحدث في بيئة واقعية تعوق بمنكرها إقرار هذا المعروف ومن ثم كان لازماً النهي عن هذا المنكر أيضاً، أما الذين يخالفون القرآن ويخالفون البديهة ويساومون الباطل بالحديث عن الأمر بالمعروف فقط فإن ذلك لا يعني سوى ذراً للرماد في العيون لأن هذا المعروف لن يطبق في الهواء الطلق ومن ثم فإنه يجب التعرض لهذا المنكر الذي يعوق تطبيقه. ولا يعني ذلك أني أرتضي إيقاف الدعوة إذا فقدت القدرة على النهي عن المنكر كل النهي ولكني أقول هنا أنه عند اعتراض الضرورة فإن الضرورة تقدر بقدرها وفي ذلك كتبت الرسائل والمباحث (راجع رسالة ابن تيمية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، ولكن دون أن تكون الضرورة مبطلة لمبدأ اقتران الأمر بالمعروف بالنهي عن المنكر بوجه عام.

* دين الفقراء والمساكين والمستضعفين في الأرض: لم يأت الإسلام كسائح متجول يتفقد المظالم السياسية والاجتماعية والاقتصادية القائمة ويعمل على الإبقاء عليها بتسويغ المراكز الاقتصادية القائمة لكسب ود أصحاب الثروات وأرباب الأموال، وإنما جاء للدفاع عن الفقراء والمساكين والمستضعفين في الأرض، فرعاية هذه الفئات واستنهاضها والدفاع عن حقوقها مسؤولية إسلامية لا يمكن الحياد عنها، كي لا يكون المال بتعبير القرآن (دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ) [الحشر : 7]. وكان صلى الله عليه وسلم يقول "اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر" ، فقال رجل : أيعدلان ؟ قال : "نعم" [صحيح رواه ابن حبان عن أبي سعيد الخدري] ويقول حجة الإسلام أبو حامد الغزالي، في كتابه "الاقتصاد في الاعتقاد"، في هذا الشأن: "إن نظام الدين لا يحصل إلا بنظام الدنيا.. ونظام الدين بالمعرفة والعبادة لا يتوصل إليها إلا بصحة البدن وبقاء الحياة وسلامة قدرة الحاجات من الكسوة والمسكن والأقوات والأمن من سائر الآفات.. فلا ينتظم إلا بتحقيق الأمن على هذه المهمات الضرورية". ولقد كان للإسلاميين اهتماماً كبيراً بهذا الجانب الاجتماعي في الإسلام خصوصاً لدى رواد جماعة الإخوان المسلمين حيث تجد صدى ذلك في كتابات حسن البنا وسيد قطب ومصطفى السباعي ومحمد الغزالي، ويبدو أن استمرار إبراز ذلك في الإسلام ارتبط بالتنافس مع النفوذ العالمي للدعاية الشيوعية في القرن العشرين، ومن ثم فقد تراجع هذا الاهتمام بعد سقوط الاتحاد السوفيتي والشيوعية في العقد الأخير من ذلك القرن، ثم أهمل تماماً بعد تمحور الصراع العالمي في استقطاب تام بين الغرب الأمريكي والإسلام والإسلاميين.

والآن وبعد بلوغ شعوب بعض الدول الإسلامية إلى دخول نسبة الأربعين والخمسين في المائة ألا يكون الحديث عن كون الفقر مسؤولية فردية، وذلك بالحديث عن كون الحل له يعود لإرادة الأفراد التي يجب أن تتوجه جهودها إلى إقامة المشاريع الشخصية هنا وهناك التي لا شك أنها ستصطدم في المعظم الأعم منها بالعوائق التي يفرضها استتباب مصالح المراكزالقائمة في الداخل والخارج ألا يكون هذا الحديث في ظل السكوت عن المظالم الدولية ومظالم أرباب السلطة والأموال هو نوع من إلهاء هذه الشعوب عن البحث عن الحلول الحقيقية وبمثابة تخدير لهم عن مواجهة المظالم التي تسحق حياتهم.

* الارتكان إلى أهل الظلم والبغي: جاء في الحديث "الظلم ظلمات يوم القيامة"، ولقد وصف الله سبحانه وتعالى الشرك نفسه بأنه ظلم عظيم، قال تعالى: (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) [لقمان : 13]. ولكن الإسلام لم يكتف بهذا، وإنما اعتبر مجرد الارتكان إلى الظالمين والسعي معهم سبباً لدخول النار. قال تعالى: (وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ) [هود : 113]. تُرى إذا كان هذا هو موقف الإسلام من الارتكان إلى أهل الظلم والبغي، فماذا يكون موقفه ممن يتحدثون باسمه ويستخدمون كوسيلة لتسويغ ظلم الظالمين ويتم استدعائهم من حكام هذه الدول إلى تلك لتسكين الشعوب وتخديرهم عما يلحق بهم من الظلم؟!! الربانيون العاملون لدين الله لا يجتهدون في جلب الثروات ولا يسرفون في مباهج الحياة الدنيا. " كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل " رواه البخاري عن ابن عمر. هذا الحديث يعبر عن الحقيقة الروحية التي ينبغي أن تعيش داخل المسلم الرباني والتي تعني عدم النظر إلى كل ماديات الحياة الدنيا مجرد وسائل إلى بلوغ الحياة الآخرة دون أن يعني ذلك حرمان المسلم الرباني من الحياة الطيبة أو تحريم زينة الله التي أخرجها للخلق، ولكنه يعني من ناحية أخرى عدم تكالب المسلم الرباني على مباهج الحياة الدنيا وتكديس الثروات بوجه عام، وإذا لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم – الذي كانت تجتمع لديه ثروات الجزيرة العربية – يشبع من خبز الشعير ثلاث ليالٍ ولا يوقد في بيته نار بالشهور، ألا يكون تصنيع الثروات الضخمة من أُناس يدعون الإقامة على دعوته والاقتداء به أمر مثير للدهشة والعجب ويطعن في مصداقية حقيقة هؤلاء؟!!.

* العزة لله ورسوله ولعامة المؤمنين : يقول الله تعالى : (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا) [النساء : 139]، وهذا يعني أن عزة الارتكان إلى الله العزيز القدير يهون بجانبه جلال الملوك وجاه أرباب الثروات، كما أن عزة هذا الدين تسمو به عن أن يتخذ مطية للتسول أو عرضه للمن والاستهوان، وهو قبل كل ذلك أعز من أن يكون عرضة للتجزئة أو المساومة، قال تعالى : (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ) [الكهف : 29]، وقال تعالى: (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) [الحجرات : 17].

مقاوم
10-22-2007, 12:09 PM
عمرو خالد وصناعة نموذج الإسلام الأمريكاني /3

(المعايير الواقعية)
1) المخطط الأمريكي لتسيد الإسلام الليبرالي:
بانتهاء الحرب العالمية الثانية ينتقل مركز الثقل الغربي إلى أمريكا، ومن ثم قيادة الفكر البراجماتي الأمريكي للعالم الغربي بوجه عام، وتحول الغرب التقليدي إلى الغرب الأمريكي أي المهيمن عليه أمريكياً، وهو الآمر الذي تم تعميمه على العالم كله بسقوط الاتحاد السوفيتي حيث غدت الأمركة نظاماً عالمياً جديداً لا يجد مارقاً يتحداه سوى الإسلام.
والفلسفة البراجماتية هي الفلسفة التي تخضع حقيقة كل الأشياء لما يمكن أن تجلبه من مصلحة من ورائها.

ومن هذا المنطلق وضع "وليم جيمس" منظر هذه الفلسفة نظريته البراجماتية للدين، فالدين يكون صحيحاً من وجهة نظره مادام يقدم نفعاً عملياً للمعتقد به، ولكن ترى ما هذه المنافع التي يريدها "جيمس" من الدين؟، إنه يحددها في التالي:

الراحة – الهدوء – السكينة – الطمأنينة – السلام – الاغتباط – المشاعر المتدفقة التي تلهب الصدور وتبعث الحركة في الحياة أي أن "جيمس" أراد من الدين أن يكون مجرد مسكن أو مخدر يستطيع الإنسان من خلاله مواصلة حياته بطمأنينة وحماسا أكبر، وبهذه الصيغة اصطبغت الحياة الدينية الأمريكية إلى الحد الذي يقول عنه "هارولد بلوم" في كتابه (الدين الأمريكي – 1992): "إن المسيحية تجربة براجماتية أمريكية، وإن "يسوع الأمريكي" أقرب لما هو أمريكي مما هو مسيحي".

ومن الطبيعي بعد الهيمنة الأمريكية على العالم والعالم الإسلامي بوجه خاص أن يعمل الأمريكيون على صبغ الدين الإسلامي نفسه بهذه الصبغة البراجماتية والذي يعنيه هذا هو العمل على توظيفه لخدمة المصالح الأمريكية في المنطقة، وكان المخطط المقترح لتطبيق هذا المنهج هو العمل على صناعة ما يُسمى بـ"الإسلام الليبرالي الديمقراطي"، والعمل على تسييده في المنطقة.

وخلاصة هذا الإسلام الليبرالي أنه إسلام يتم تفريغه من الداخل من العقائد والقواعد والأحكام التي يتم استبدالها بمحتوى علماني يسقط كل ما له علاقة بالوحي والمقدس والمرجعية الإسلامية ويضع مكانه العقل والمصلحة كمرجعية وحيدة للإنسان في تصوراته وسلوكه بينما يحتفظ بالشعارات والمظاهر الدينية من الخارج.. إسلام مزيف يتفق مع العلمانية والديقراطية والعولمة الأمريكية ومبادئ حقوق الإنسان الغربية ومقررات المؤتمرات النسوية، ويتفق مع كل شيء في العالم إلا مع الإسلام الحقيقي نفسه.

إسلام يدعو إلى السلام والتسامح والتعايش ويعادي الجهاد والمقاومة ومواجهة المظالم أو يغض الطرف عنها تماماً.

ويوجد الآن أكثر من تيار يعمل على توجيه سياسة الولايات المتحدة تجاه العالم الإسلامي والإسلاميين بوجه خاص ويتراوح الأمر مابين التطويع لخدمة المصالح الأمريكية ومابين التحجيم والمواجهة الحاسمة للإسلاميين الأصوليين. ويرى أصحاب الاتجاه الأول مثل مؤسسة كارنيجي ومركز سابان ومركز بروكينجز تطويع فكر بعض الاتجاهات الإسلامية ممن يسمون بالإسلاميين المعتدلين بما يتوافق مع المصالح الأمريكية العالمية وذلك عبر المؤتمرات المتتالية تدور مايسمى بالحوار الغربي الإسلامي، هذا فضلاً عن اللقاءات الخاصة وتهدف الى العمل على إشراك هذا النوع من الإسلاميين في الحكم والنفوذ في مقابل التأويل الإقصائي لثوابت مرجعية في الإسلام مثل الحكم والشريعة والجهاد.
أما الاتجاه الثاني الذي يرى التحجيم والمواجهة للإسلاميين الأصوليين فتقوده مؤسسة راند التابعة للمخابرات الأمريكية وهي أكبر مؤسسة فكرية في العالم وقد أصدرت تقريرين حول الموضوع في عامي 2003 ، 2007 الأول يدور حول تحجيم الإسلاميين الأصوليين ومساندة العلمانيين والحداثيين، أما الثاني فيذهب الى أنه لابد من إعادة تفسير مبادئ الإسلام لتستجيب للمصالح الغربية بل وجوب إستخدام الإسلام نفسه في مواجهة الإسلاميين الذين يجب وصمهم بالإرهاب والتطرف والجمود، بل يذهب التقرير الى وجوب دعم وتقوية العلمانيين في مواجهة الإسلاميين وتهميش سيادة الدول وتقليص قدرتها على التصدي للمشروع الأمريكي والمتتبع للسياسات الأمريكية في المنطقة يرى أنها تجمع مابين كل هذه الاتجاهات.
2) صنــاعة النجوم:

كثيرا ما تسمع الناس في عالم الفن عما يسمي بصناعة النجوم والمقصود بذلك أنه قد يكون هناك فنانون كثيرون موهبون أو غير موهوبين، أما أن يتحول بعض هؤلاء إلى نجوم ملء السمع والبصر وموضوع الاهتمام الدائم من الجمهور فهذه مسألة أخرى تنشط من أجلها صناعة إعلامية متخصصة تنفق الأموال هنا وهناك وتسلط الأضواء وتختلق الحكايات وتنشر الإشاعات كل ذلك ليتحقق غرضها في صناعة هذا النجم أو ذاك .

ليس هذا فقط بل أنه غالبا ما يصاحب ذلك صناعة أخرى هي صناعة إجهاض النجوم أو تدميرهم وذلك لإفساح الطريق أو إفراد الساحة لهؤلاء النجوم الآخرين المقصودين بالتكريم وذلك بالتضييق علي الأولين أو تشويههم أو تعمد إغفال أعمالهم بأي إشارة إلى درجة منع ذكرهم تماماً في الجرائد والقنوات والأجهزة الإعلامية الأخرى أو نشر الفضائح القائلة حولهم .

ولكن المشكلة الكبرى فيما لا يعلمه الناس أن ذلك يحدث في عالم الفكر والسياسة أكثر كثيراً مما يحدث في عالم الفن . والمسألة لا تكون هنا بغرض الربح المستهدف وراء صناعة النجم أو بهدف بلوغ الغاية المنشودة من النجمة المقصودة ولكن بهدف إيصال فكرة معينة أو القضاء على فكرة معينة؟ أو إشاعة حالة سياسية أو فكرية معينة أو إجهاض حالة سياسية أو فكرية معينة أو فعل كل ذلك أو بعضه معاً .

وليس شرطاً أن يكون فعل الصناعة هذا من الأصل أو يستمر طوال الوقت وإنما هي مسألة تدور تبعاً للمصلحة والغرض ويكفى فيها تبنى الشخص المناسب في فترة ما لتحقيق أغراض معينة ويكون ذلك من خلال دفعه أكثر إلي توجهات نمت بدايتها لديه من الأصل حتى يحقق هذه الأغراض تدريجيا سواء ً كان ذاك بالإغراء أو الضغط أو كلاهما معاً .

هل ما قلته الآن يمثل كشفاً عظيماً ؟ أو إبداعاً رائعا؟.

أبداً . ليس فيه أي شيء من ذلك بل هو من بديهيات السياسة والفكر والإعلام ولكن المشكلة في الجمهور الذي لا يعرف شيئا عن ذلك ومن ثم يتم التغرير به في الدوران حول هؤلاء النجوم .

ومن أكثر الاعتقادات الشائعة والمدمرة في نفس الوقت لدى الجمهور الاعتقاد بأن انتشار الشخص أو تواجده في أجهزة الإعلام هو تعبير عن درجة نبوغه أو أهميته والحقيقة غالبا ما تكون عكس ذلك تماماً خصوصاً في الأجهزة الإعلامية التابعة التي تقود منطقتنا فانتشار الشخص يكون تحديداً .. وأعود وأقول تحديداً .. وأعود وأقول مرة أخرى.. تبعاً لقدرته على تحقيق الأغراض السياسية والفكرية والاقتصادية للقيادات التي تقف وراء هذه الأجهزة وتقودها إليها أو تضغط عليها تجاهها .

ومن السذاجات الغريبة التي يواجهنا بها الجمهور ذلك السؤال الذي يتكرر كثيراً: لماذا لا تأتون في التلفزيون أو الفضائيات لتتحدثوا عن الموضوع الفلاني ؟ أو لماذا عندما ظهرتم لم تقولوا الكلام الفلاني؟ .

كأن موضوع ظهورنا في تلك القنوات أو محاور حديثنا فيها يرجع لإرادتنا تماماً !!!.

والحقيقة أن غاية ما يستطيعه العامل المخلص للإسلام في هذه القنوات هو استغلال المساحة الضيقة التي تتاح له للحديث عن الإسلام أو دفع محاور الأحاديث التي تم الاتفاق عليها مسبقاً لتوجيهها نحو تحقيق الغايات الإسلامية .

وليست المسألة كما يتصور البعض تتعلق بالتعرض لسياسات السلطة القائمة في البلد المقيم فيها المتحدث أو التي تتبعها هذه القناة أو تلك فهذا أبسط ما في الموضوع بل قد لا تشكل هذه السلطة الحاكمة عائقاً ذا بال مقارنة بالأمور الأخرى مثل توجهات القائمين خلفها السياسية والفكرية والاقتصادية ومدى تبعيتهم للأجهزة المخابراتية العالمية أو مدى قدرتهم على التخفيف من ضغوط هذه الأجهزة عليهم .

وما يفضل في أغلب القنوات الفضائية هو عدم التعرض للسياسة بالكلية إلا في الإطار الذي يرضاه أولياء الأمور سواء داخل العالم الإسلامي أو خارجه ولقد روى لي أحد تلاميذي كيف استضافته إحدى القنوات الفضائية بعد أن اشترطت عليه عدم الحديث في السياسة بوجه عام وبعد الحلقة المتفق عليها لامه المسئولون عنها أشد اللوم ليس لأنه تعرض للسياسة ولكن لأنه تعرض لأمر أهون من ذلك كثيرا حيث أشار في حديثه لصاحب إحدى الحوادث الإجرامية الشهيرة ويسمى التربيني أي أن المفضل لمثل هذه القنوات عدم التعرض للواقع بالكلية .

والآن هل يحتاج القارئ لأن أقول له أى القوى الدولية الأكثر سيطرة مخابراتية على الأجهزة الإعلامية في منطقتنا .

ويا ترى ما هو موقف هذه الأجهزة من الإسلام وهل من الممكن أن تعمل هذه الأجهزة على انتشار الفكر الإسلامي الحقيقي المناهض لمصالح بلادها؟!!!

أم أنها ستعمل جاهدة على نشر الفكر الذي يتوافق مع هذه المصالح؟!!!

وأليست النتيجة الحاصلة من كل ما سبق أنه كلما كان الشخص المتحدث عن الإسلام هو الأكثر انتشارا في هذه القنوات (خصوصاً القنوات المعروفة بتأثير هذه القوى المخابراتية عليها) كلما كان هذا الشخص هو الأبعد عن الفكر الإسلامي الحقيقي في كل ما يقول !!!

مقاوم
10-22-2007, 12:22 PM
عمرو خالد وصناعة نموذج الإسلام الأمريكاني /4

( أقوال العلماء في عمرو خالد) :

ـ عمرو خالد مفتون في نفسه، مضل لغيره، ويدعو إلى إسلام جديد بفهمه هو... الشيخ وجدي غنيم


-عمرو خالد صناعة يهودية أمريكية. ووالله فإن هذا الرجل متآمر على الإسلام لصناعة إسلام مختلف عن الإسلام الحقيقي.... الدكتور عبد الله بدر.


-لا أعتقد أن هذا الرجل قد قرأ كتابا شرعياً أبداً... الشيخ أبو إسحاق الحويني


-لو قلنا عمرو خالد يحبو فهذا تعبير كبير جداً، وكلماته في موضوع الدنمارك تسعى في الخراب والدمار... الدكتور سعيد عبد العظيم في تعليقه على خطاب الشيخ وجدي غنيم.


- نبرأ الى الله.. نبرأ الى الله.. نبرأ الى الله من محاضرات عمرو خالد.. هذا الرجل ماجاءنا بشيء من الخير ولو مثقال ذرة... الشيخ محمد بن عبد الله الإمام.


-سفيه رويبض يسمى عمرو خالد يتصدر العامة ويقف بين العامة ويلقب بداعي الإسلام والله إنه أجدر أن يلقب بداعي الإجرام وبداعي الفتنة وبداعي الجهل والجهالات.. هذا الرجل ضائع من الضائعين ومع ذلك يستقبله المسئول الفلاني والمسئول العلاني.. الشيخ يحيى بن عبد الله الحيوري.


-شخص فتن به الشباب والنساء يدعى عمرو خالد.. رجل ممثل كلامه كلام التمثيليات.. وكلما أتيت مكتبة تجد أشرطة عمرو خالد.. عمرو خالد.. ومن عمرو خالد هذا؟! هذا مهرج دجال.. وقليلة هذه في حقه.. وهو يعد فتنة أحذر الشباب منها.... الشيخ صالح بن سعد الحثيمي.


- ياعمرو خالد: تقول نعرف الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم.. ثم تدلهم على أشرطتك المليئة بالأخطاء العقدية والفقهية.... د. محمد طرهوني.


-المتأمل لحلقات رمضان الماضي لعمرو خالد سيد أنها تدور حول محورين: قضايا المرأة والتعامل مع الآخر.. وهما قضيتان على الأجندة الأمريكية. -هذا الرجل من دعاة الضلال ولا يجوز سماع أشرطته ولا قراءة كتبه.. فياشباب الأمة لا تغتروا بهذا الرجل وأمثاله من دعاة الضلال والانحراف.... الشيخ عبد الله الجابري.


-عمرو خالد له أجندة خاصة بحوار على شاكلته سوف يحشد له من يكون على شاكلته ويحاول التدليس باستخدام أسماء بعض العلماء وكأنهم وراء عمله بهيئته الحالية.. وهذا ماأعلم أنه غير مطابق للواقع.. وحضور الاستاذ عمرو خالد بهذه الظروف وبهذه الخلفية وبالنتائج المتوقعة وبتوظيف هذه الزيارة لمصالح الظالم ضد المظلوم فإن زيارته غير محل ترحيب من المسلمين.... الشيخ رائد الحليحل: المتحدث الرسمي باسم اللجنة الأوروبية لمناصرة خير البرية )


هذه بعض أقوال العلماء فى عمرو خالد، ولا أبالغ إذا قلت إنني في هذا الفصل لا أمشي علي الأشواك وإنما بين أسنة الرماح ونصال السيوف. وأي تجاوز عما ينبغي الاكتفاء بقوله قد يعرضني للتصفية تماماً من هذه الجهة أو تلك. ولهذا فإنني لن أدعي أنني سأقول الحق الكامل فكما يقول الإمام مالك: (ليس كل ما يعلم يقال). وإنما سأكتفي بما يكفل انتصار الحق علي الباطل دون مزيد.

وبداية فإن الإنصاف يقتضي ـ ونحن بمعرض النقد العام لدعوة عمرو خالد ـ أن أعبر عن قناعتي بالدفاع عنه بصدد الكثير من المآخذ التي يوجهها له ناقدوه وذلك من منظور أساسي يجب الانتباه إليه بشدة هو أن هذه المأخذ لا تكفي لإسقاطه كما يستهدف هؤلاء النقاد.

ومن الطبيعي أننا لا نقصد من هذه الدراسة مخاطبة القاعدة العريضة من السلفيين وإلا لم نكن كتبناها أصلاً لعدم حاجتهم إلي ذلك. فلقد استطاع علماء السلفيين إحكام المشنقة حول عنق عمرو خالد وإسقاطه تماماً ولكن السؤال المطروح: لدى من استطاعوا ذلك؟!.

في الحقيقة إنهم استطاعوا ذلك في الأساس لدي جمهورهم من السلفيين وإن كان بعض صدي ذلك يتردد بين أوساط الجماهير الآخرين أما هدفنا نحن في هذه الدراسة فهو توجيهها إلي جماهير المسلمين في كل مكان وبعض جماهير الأخوان المسلمين الذين مازالوا يغترون بدعوته بوجه خاص.

وعلي الأساس السابق فإن أغلب الانتقادات التقليدية المتعلقة بالأمور الفرعية التي وجهت إلي عمرو خالد كان مصدرها الحقيقي هو المدرسة السلفية.

وإذا كان عمرو خالد يدور بالنسبة لهذه الأمور في فلك المدرسة الإخوانية (سيد سابق – محمد الغزالي - القرصناوي) فإنه قد تغدو المسألة أما الناظرين من المسلمين مجرد صراع فقهي بين المدرستين ينجو منه عمرو خالد بريء الذنب من الاتهام بالانحراف عن الدعوة الإسلامية بوجه عام!!

فما ذنب الرجل إذا كان قد ذهب في مثل هذه الأمور محل الانتقاد إلي ما ذهب إليه هؤلاء الثلاثة أو بعضهم كي يتم إسقاطه بالكامل واعتباره خائناً للدعوة الإسلامية وهو الأمر الذي لم يتم توجيهه من قبل السلفيين إلي أي من هؤلاء العلماء الثلاثة؟، وهذا في الحقيقة هو ما جعل أغلب انتقادات السلفيين لعمرو خالد غير ذات جدوى خارج نطاق مريديهم وبالنسبة لمريدي الإخوان المسلمين بوجه خاص.

إذن لكي يبرز الحق في دوافع إسقاط عمرو خالد لابد من إظهار تجاوزات عمرو خالد للمدرستين علي السواء بل وللمدرسة الأزهرية أيضاً لكن نثبت أن هذه التجاوزات التي لا يمكن الاستناد بالنسبة لها إلي أي مدرسة فقهية إسلامية علي الإطلاق.

ولكن من ناحية أخري فإن سكوتنا علي هذه الانتقادات التقليدية قد يعني لدي الانتصار للمدرسة الإخوانية وعدم الاعتبار للمدرسة السلفية التي تري في هذه المسائل علامات فارقة علي صلاح الداعية أو ضلاله خصوصاً فيما يتعلق ببعض المسائل التي تمثل إجماعاً فقهياً حقيقياً .

ويبدو أن المخرج من كل سبق بالنسبة إلي علي الأقل هو في الإشارة إلي المنهج المأمول لما ينبغي أن تكون عليه الدعوة الإسلامية لأنه من خلال هذا المنهج سيتم التجاوز مؤقتاً – عن تركيز الجهود حول هذه الأمور الفرعية حيث يمكن تلخيص هذا المنهج في التالي:-
* إن الإسلام عقيدة وشريعة، وأصول وفروع، وأركان وفروض ومستحبات وكبائر وصغائر ومكروهات، وإنه يجب توجيه الدعوة إلى الناس لتركيز الجهود بحسب هذا الترتيب، وأن "عدم الأخذ بالأولويات من جملة الغرور" كما ذهب إلى ذلك حجة الإسلام الغزالي في الإحياء.

* لا يعني ما سبق إنكار أن الناس مأمورون بالدخول في الإسلام كافة أو التهوين من النهي عن الصغائر أو الأخذ بالمستحبات أو نحو ذلك.

* لا يكون منهج الدعوة إلي الإسلام سواء في كل المجتمعات فمنهج الدعوة في بلاد الكفر يختلف عن منهج الدعوة في بلاد الإسلام وكذلك تتباين الدعوة في مجتمعات بلاد الإسلام بحسب موقفها من تطبيق الإسلام وهذا التطبيق لا يتعلق بالدرجة الكمية وإنما يتعلق بمعيارين أساسيين:-
- المرجعية العقائدية للمجتمع.
- المرجعية التشريعية للمجتمع.
ورغم ارتباط المعيارين ببعضهما ارتباطاً عضوياً لا ينفك إلا أن التدخل الغربي في المجتمعات الإسلامية عمل علي فصل المرجعية التشريعية عن الكثير من المجتمعات المؤمنة بالإسلام وعمل أيضاً علي تخريب هذه المرجعية الإيمانية ذاتها وتركها كوعاء بلا محتوى.
وعندما أقول تتباين الدعوة في هذه المجتمعات فإنني لا أقصد بذلك التباين في المضمون وإنما أقصد التباين من حيث المنهج فالمجتمعات التي تم فيها التخريب العقائدي لابد أن توجه الجهود أساساً إلي ترسيخ الأسس العقائدية فيها والمجتمعات التي غابت عنها المرجعية التشريعية لابد أن تبذل الجهود أساساً علي إرجاع تلك المرجعية إليها والمجتمعات التي تنتهك فيها المحرمات ويشيع ارتكاب المآثم لابد من التركيز فيها علي النهي علي الكبائر أولاً دون أن يعني ذلك إغفال النهي عن الصغائر .

إذن انطلاقاً من كل ما سبق فإن الإنصاف يقتضي علينا الدفاع عن عمرو خالد بالنسبة للكثير من الانتقادات التي توجه إليه علي أساس أنها لا تبرر الدعوة إلي إسقاطه وذلك من المنظور التالي:
• أن هذه الانتقادات قد تكون محل خلاف بين العلماء أو التيارات الإسلامية المعاصرة.
• أنها قد تتعلق بأمور تحتسب من الصغائر وليست من الكبائر.
• أنها قد تتعلق بأمور تحتسب من الكبائر بل من الأسس العقائدية ولكن قد يكون لم يحالفه التوفيق في التعبير عنها.

ولنأخذ الآن الأمثلة علي ما سبق.

يقولون أنه حليق اللحية ويرتدي الزى الأجنبي وأجيب عن ذلك بأن الشيخ القرضاوي يذهب إلي كراهة حلق اللحية وليس إلي تحريمها (طبعاً أعلم جيداً ذهاب الأئمة الأربعة إلي تحريم اللحية ولكني أتحدث عن الدائرة التي يدور فيها عمرو خالد ) أما بالنسبة للزي الأجنبي فقد كان سيد قطب ومحمد البهي (وهما أهم مفكرين إسلاميين مصريين في النصف الثاني من القرن العشرين) يرتديان الزي الأجنبي. بل أن حسن البنا نفسه (إمام الإخوان المسلمين) كان يرتدي الزي الأجنبي.

- يقولون أنه يبيح الغناء والفن
ولا أدري لماذا يركز السلفيون علي هذا الموضوع وينددون بعمرو خالد علي أساس وكأنه كاف لإسقاطه مع أن للرجل مهرب متسع بالنسبة إليه.
فبالنسبة للغناء فإن المرجعيات الإخوانية الثلاث (سيد سابق – الغزالي - القرصناوي) تبيح الغناء . هذا بالإضافة إلي الغالب الأمم من علماء الأزهر فكيف يمكن تبرير الدعوة إلي إسقاط عمرو خالد من خلال هذا الموضوع ؟!

ولكن موقف عمرو خالد تجاوز مجرد الإباحة التي ذهب إليها هؤلاء العلماء وهذا ما سنذكره في الفصول المتعلقة بنقده ولكن علينا أن نوضح هنا أن مسألة إباحة أو تحريم الغناء لدي العلماء يحدث فيها خلط كبير ولذلك فنحن نضع بعض الضوابط التي توضح ما ذهب إليه العلماء قديماً وحديثاً حول هذا الموضوع والتي يمكن مراجعتها في كتب الفقه المختلفة.
أولاً: لا يختلف أحد من الفقهاء قديماً أو حديثاً علي تحريم الفاحش من القول من الغناء أو أن يكون أداة للإلهاء عن ذكر الله.
ثانياً: لا يختلف أحد من الفقهاء قديماً أو حديثاً إلا في النادر علي إباحة الصالح من القول من الغناء عن طريق الرجال أو الجموع من النساء في بعض المناسبات كالأفراح أو الأعياد دون موسيقى.
ثالثاً: الخلاف الأساسي بين الفقهاء في ظل هذه الإطارات يدور حول إباحة الموسيقى.
وعلي هذه الأسس السابقة فإن موقف عمرو خالد في الحقيقة يتجاوز كثيراً مجرد موقف العلماء الذاهبين إلي الإباحة مع الموسيقي تبعاً للضوابط المذكورة وهذا ما سنشرحه في الفصول المتعلقة بنقده .

أما بالنسبة للفن فإن المسألة تنطوي علي مسائل عديدة يمكن أن نذكر منها :
- إنه بالنسبة للرسم فالقرصاوي يبيح الرسم غير المتحيز .
- وبالنسبة للتمثيل والمسرح والسينما كفن مجرد يدعو إلي موضوع هادف فأغلب المدرسة الإخوانية وعلي رأسها حسن البنا نفسه تذهب إلى إباحة ذلك وكذلك الغالب الأعم من علماء الأزهر فما الذي يدعو إذن لكل هذه الثورة علي عمرو خالد استناداً على موقفه من الفن ؟!.
في الحقيقة فقد كان يجب إبراز أن موقف عمرو خالد لا يقف عند هذه الحدود التي ذهب إليها العلماء في إباحة الفن فقد وضعوا لذلك ضوابطاً معينة (ولصاحب هذه السطور رسالة في الموضوع منشورة علي النت) لكنه تجاوز هذه الحدود والضوابط تماماً كما سنبين فيما بعد.

- يأخذون عليه أن دروسه تجمع ما بين النساء والرجال وأنه يدعو بذلك للاختلاط وأن المصورين يتعمدون تسلط الكاميرا على الجميلات من الحاضرين الذين هم في الغالب الأعم منهم من أبناء الطبقات العليا في المجتمع التي تتميز بذلك.

- وقد يمكن الدفاع عنه في هذا الصدد بالقول أن أحاديث الرسول صلي الله عليه وسلم في المسجد كانت تجمع ما بين الرجال والنساء وما دامت النساء تلتزم بالحجاب فلا ضير في ذلك وأنه يجب حسن الظن بموقف عمرو خالد من تسليط الكاميرا علي الجميلات . ولكني في الحق أجد مشاكل عندما أدافع عنه في هذا الصدد خصوصاً أنني رأيت هذه المشاهد بنفسي لأن النساء أيام الرسول صلى الله عليه وسلم كانت تجلس في الصفوف الخلفية من الرجال أما ما رأيته فهو أن النساء تتناثر بين الرجال في مجالس عمرو خالد والمصيبة الكبرى أن بينهن عدد من المتبرجات ومع تسليط الكاميرا على ذلك يكون السؤال المطروح هو: هل هذه الدروس دعوة للتدين أم للفتنة؟!.

والمسألة هنا ليست مسألة صغائر وكبائر وإنما مسألة مفهوم جديد للدين الإسلامي يختلط فيه التدين بالفتنة.

- يأخذون عليه أنه يستند إلي الأحاديث الضعيفة ولا يخرجها ويعتمد في قصصة علي الآثار الواهية.

- وأجيب علي ذلك أنه من الأفضل للداعية تحري صحة الأحاديث التي يذكرها وللسلفيين فضل كبير في تعليم الناس ذلك لكن أغلب الدعاة لا يفعلون هذا وهو غير مطالب أن يكون عالم أحاديث. أما تخريج الأحاديث فإن الإمام ابن تيميه نفسه كان يذكر بعض الأحاديث بالمعني وليس بالنص، وأما اعتماده في قصصه علي الآثار الواهية فيرد عليه بأن تحقيق صحة هذه الآثار يحتاج إلي نوعية خاصة جداً من علماء المرويات والتاريخ ومن النادر جداً أن تجد أحد من الدعاة أو حتى العلماء لديه القدرة علي تحرى هذا ولذلك فإن المهم في هذه المرويات هو الغاية من السياق الذي تروى فيه ليدرك ما المقصود من الاستدلال بها وهل هو مطابق الإسلام أم لا . وفي هذا الإطار فإن هناك من العلماء ما يقول أن عمرو خالد لا يكتفي بإيراد الأحاديث الضعيفة والآثار الواهية ولكنه يضيف إليها من عند نفسه ما يساعده علي إكمال الصورة التي يستهدفها علي النحو الذي سنفصله لاحقاً .

- يأخذون عليه (والكلام مسجل بالصوت والصورة) أنه قال: "سنتحدث اليوم عن موضوع حساس هو تعدد الزوجات".
مع أن هناك آراء تقول إنه مقيد وغير مطلق، وإنه يجب المحافظة على مشاعر الزوجة وأنه مقيدة بظروف خاصة وأن الأصل في الموضوع هو الزوجة الأولى.
طبعاً لا يوجد فقيه من الفقهاء يقول أن تعدد الزوجات مقيد بقيود شرعية، يجب تطبيقها قانونياً، ولكن قد يقول الفقهاء أن على الزوج مراعاة تطبيق العدل بين الزوجات عند التعدد والإحجام عن هذا الزواج إذا رأى في نفسه عدم القدرة على تطبيق ذلك وأنه يجب مراعاة الوفاء للزوجة الأولى.

هل هذا الكلام هو الذي كان يقصده "عمرو خالد" فأخطأه التعبير، ربما لو ضغطت ذكائي إلى حد الموت – كما هو حادث لأغلب مريديه – لصدقت ذلك.

تأخذون على "عمرو خالد" قوله: (مسجل ذلك بالصوت والصورة): "لقد حدثت أخطاء في تجربة الرسول والصحابة حتى يعلم الناس إنه لم يكن رسول مثالي أو دولة مثالية غير قابلة للتطبيق".
المعنى المباشر لهذا الكلام يخرج عن كل قواعد الإسلام، ومع ذلك فإنني أجزم في هذه النقطة أن الرجل لم يقصد ذلك على الإطلاق.
فالمسألة كالتالي:
ما يفهمه الغالب الأعم من المسلمين في العالم العربي من كلمة "مثالي" إنه الشرع الأفضل والنموذجي دائماً، وعلى هذا الأساس فإن نفي "عمرو خالد" هذه الصفة عن الرسول صلى الله عليه وسلم ودولة الرسالة يعني نقضه للقعيدة الإسلامية تماماً، لكن الرجل استخدم الكلمة استخداماً مخالفاً لهذا المعنى وأقصد بذلك إنه استخدمها بالمعنى الغربي والذي لا يفهمه إلا العلمانيون العرب وبعض المثقفين الإسلاميين، هذا المعنى هو (المنفصل عن الواقع غير القاتل للتطبيق) فإذا عدنا لكلام الرجل وفهمناه بهذا المعنى لوجدنا إنه كان يقصد الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم من كونه غير واقعي أو أن دولته غير قابلة للتطبيق.

ولكن السؤال المطروح هنا: ما الذي اضطر "عمرو خالد" إلى استخدام هذه الكلمة هذا الاستخدام الشاذ خصوصاً إنه يردد دائماً إنه يخاطب البسطاء من الناس؟!.
الإجابة ببساطة أن الرجل يسيطر على عقله الغرب سيطرة كاملة إلى الدرجة التي تعميه عما يمثله إطلاق مثل هذه الجمل من إساءة للرسول صلى الله عليه وسلم في فهم أغلب جماهير المسلمين على الرغم من كونه لم يقصد ذلك بتاتاً.

وعلى القارئ أن يلاحظ إنني أعرض نفسي لمشاكل عدة بسبب دفاعي عن "عمرو خالد" في النقاط السابقة على الرغم من الاستداركات التي ذكرتها في نهايتها والتي لم أنوي أذكرها في الغالب قبل أن أبدأ الكتابة، ولكن غرضي من وراء كل ذلك أن يعي المسلمون أنه عند أخذه المواقف الفاصلة من أحد الدعاة أو العلماء أو المفكرين فإن ذلك يجب أن يستند على أسس كبرى وحاسمة ولا مجال للخلاف حولها بين علماء الأمة وتياراتها المختلفة وهذا ما ننوي عمله بإذن الله في المقالات القادمة.

صهيب
10-22-2007, 12:25 PM
حملة أمريكية منسقة ومنظمة على عمر خالد من طرف عملاء للمخابرات المركزية الأمريكية في المنطقة العربية

إذا قلت هذا الكلام وهو كلام يلقى جزافا
ألا يترك أثره في النفوس ويخلق البلبلة بين الناس.

قلنا يا ناس اتقوا الله في انفسكم قبل ان تتقوه في عمرو خالد

نحن لا ندافع عن أحد ولكن لا نقبل بأن نكون في هذا المنتدى مستهلكين للتفاهات.

عمرو خالد يجوز ويجوز ويجوز أن يقال فيه

ولكن هؤلاء المتقولين ماذا قدموا لنا .

نرجو أن نرى ثمرة.

أتحدى

صراحة لم أر في حياتي أسخف من هذا المقال بكل المقاييس.

صاحبه نكرة بالنسبة لجل شباب الأمة. ومناظرة في قناة الجزيرة لا تعني شيئا

ومن ناظر ؟ ناظر يساريا وهؤلاء معروف عنهم أنهم فقدوا كل مقومات الحجة

فهل ناظر مثيلا له ولو كان عمرو خالد نفسه؟ أبدا ومقالته هذه تغني بما فيها من أحكام يبرأ الطفل أن يقولها.

وسأعطي مثالا وهو كاف


لإجابة ببساطة أن عمرو خالد يملك تميزاً خاصاً لا أعتقد أن هناك أحداً من الإخوان الآخرين يملكه في هذه المنطقة هذا التميز هو أنه يقف علي قمة الأرستقراطية المصرية تماماً، فهو من الأم حفيد عبد الهادي باشا رئيس وزراء مصر في عهد الملك فاروق فإذا استبعدنا الأسرة الحاكمة من أحفاد محمد علي لما أشيع عنها من سيرة غير حسنة فضلا عن عدم مصريتها فإن منصب رئيس الوزراء هو أعلى منصب أرستقراطي خلفه لنا العهد السابق. وبذلك يكون حفيد رئيس الوزراء هو أكثر الأشخاص وجاهة يملكه الإخوان لتقديمه إلي الأرستقراطيين ومنافسيهم الجدد من كبار البرجوازيين.
هل بعد هذا من سخف

ألايجوز أن يكون الإنسان من أغنى أسرة على وجه الأرض ويتخلى عن كل ذلك للدعوة لله تعالى

وأسأل السادة: ما تقولون إذا في الشيخ أسامة؟

أليس من أكبر العائلات السعودية ثراء

هل نقول حيا الله أيام الشيوعيين ومصطلحاتهم : كمبرادورية /امبريالية /طبقية ولا فائدة من ذكر الأرستقراطية فقد استعملها الكاتب.

وانقلب السحر على الساحر؟

مقاوم
10-22-2007, 12:28 PM
عمرو خالد وصناعة نموذج الإسلام الأمريكاني /5

أثناء قيامي بالبحث عن أشرطة "عمرو خالد" أو الأشرطة الناقدة لها، قال لي أحد أصدقائي من أصحاب دور النشر وموزعي الأشرطة وهو أتباع الاتجاه السلفي: - لماذا تهتم كل هذا الاهتمام بعمرو خالد وقد انتهى تماماً؟ الحقيقة إن حكاية السقوط النهائي لعمرو خالد والمشاعة الآن بين أغلب الملتزمين تعبر عن مدى ما أصاب العمل الإسلامي من خمول وركون إلى الدعة والإخلاد إلى النوم.

حقاً إنهم يستندون في هذا إلى ذلك السقوط المريع في حركتي توزيع أشرطته المسجلة والمصورة إلى درجة فقدان وجودها لدى البائعين ليس لدوافع شرعية فقط ولكن لعدم جدواها التجارية أيضاً ولكن هذا لا يعني السقوط الواقعي وزوال الخطر ليس خطر دعوة "عمرو خالد" فقط، ولكن دعوة طابور طويل عريض على امتداد العالم الإسلامي من الطامحين الطامعين في تحقيق ولو قدر قليل من المكاسب المادية والاستعلائية التي حققها عمرو خالد بدعوته التطويعية للإسلام وهم يعلمون جيداً أن هناك قوى عالمية تحيط بنا من كل جانب تملك أن تحيي وتميت (بالمعنى النمرودي للإحياء والإماتة) وتملك ما يمكن أن يملكه المسيخ الدجال من نعيم وجحيم، وتقف في شوق وتلهف واستغاثة لتتلقف هؤلاء وتنميهم وتخمهم وتجعل منهم نجوماً إعلاميين تبهر بهم أبصار جماهير الثقافة الفضائية العولمية المسطحة التافهة.

إذن فالفارق كبير للغاية بين كون دعوة "عمرو خالد" قد سقطت لدى الملتزمين وبين كونها قد سقطت في الواقع الفعلي ولم تعد هي والدعوات الشبيهة بها مطية لخداع الجماهير لترويج الإسلام المتكيف مع الواقع الفعلي المصنوع بالإسلام الليبرالي أو الأمريكاني. لأنه قد يكون من السهل إيضاح الخديعة الكبرى لدى الملتزمين، أما إظهارها أمام الجماهير أمام الجماهير العريضة فيحتاج إلى جهد جهيد متواصل.

والسؤال المطروح الآن: ما الذي جعل إسقاط "عمرو خالد" لدى الملتزمين أمراً سهلاً الآن بعد أن كان محلاً للخلاف لفترة طويلة؟! قد يقول أحد المتحمسين لكتاباتي أنه قد كان لها الأثر الكبير في إسقاطه، خصوصاً إنها من أول الكتابات التي دعت إلى ذلك منذ أن نشرت مقالي الأول عنه في جريدة "الحياة" اللندنية في صيف 2003 .

وقد يستبعد آخر ذلك للأثر المحدود لهذه الكتابات؛ نظراً لطبيعتها الفكرية، وأن الهجوم العام لعلماء السلفيين على أقواله هو الذي أدى لهذا السقوط لقوة تأثيرهم على الجماهير. وقد يرى آخرون أن تأثير الهجوم السلفي محدود في نطاق قاعدة الجماهير السلفية في البلاد، أما صاحب الأثر الحقيقي لدى جماهير المسلمين بوجه عام فهو الداعية الكبير "وجدي غنيم" لأن رسالته الشهيرة إليه والتي نعته فيها ضل وأضل كانت بمثابة انقلاب عام على "عمرو خالد" خصوصاً إنها انطلقت من أحد أهم دعاة المدرسة الفكرية التي تربى فيها "عمرو خالد" وهي مدرسة الإخوان المسلمين.

وقد يرجع البعض ذلك إلى سحب علم الأعلام العلامة "يوسف القرضاوي" الثقة منه بعد واقعة الدنمارك، وقد عاش "عمرو خالد" يحتمي بمظلة "القرضاوي" على امتداد دعوته.
أما ما أذهب إليه وأود أن ينتبه إليه الجميع – ليكونوا على تيقظ للمخطط الأمريكي الذي يستخدم مثل هذه الدعوات – هو أن الذي أسقط "عمرو خالد" لدى جماهير الملتزمين هو "عمرو خالد" نفسه لخروجه على إجماع الأمة – الذي لا يبطله خلاف بعض المدعين – في وجوب اعتذار الحكومة الدانماركية في حادثة نشر الصور المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، ولما حمل ذلك من الاستهتار بإهانة الرسول صلى الله عليه وسلم وحرصه على أرض الغرب أكثر من حرصه على رضى أهله من المسلمين، وفعله ذلكت بطريقة من التحدي الصارم لمشاعرهم تخرج عن أي حدود من اللياقة السياسية وتصطدم مع كل المعاني البديهية التي تفهم عن السلوك المفترض للداعية الإسلامي في مثل هذه المواقف (راجع حديث الدكتور "رائد حليحل" المتحدث باسم الرابطة الإسلامية لمسلمي الدنمارك عن هذا الموضوع في الحلقة الرابع).

أما الأمر الآخر الذي سارع في هذا السقوط فقد جاء من قبل الأمريكيين أنفسهم؛ وذلك حين تم اختياره عن طريق بعض وسائلهم الإعلامية كأحد أهم مائة شخص ذو تأثير في العالم وتلك الحفاوة التي تم استقباله بها في أمريكا من قِبل أعلام أمريكيين مثل "كيسنجر" و"مارثن آنديك" مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق ورئيس أحد المراكز الفكرية ذات العلاقة الوثيقة بالمخابرات الأمريكية (مركز سابان) والذي صاحبه طوال رحلته إلى هناك، والملتزمون على امتداد تاريخهم يعرفون جيداً إنه لا يمكن أن يتصوروا أن يحتفي الأمريكان ويضخمون من شخص يعمل حقيقة لصالح الإسلام الذي يتناقض مع مصالحهم مثل هذه الحفاوة وهذا التضخيم. أما عند غير الملتزمين فمازال "عمرو خالد" موجوداً وبقوة لدى فئات عديدة من المجتمع. فهو موجود لدى جناح معين من الإخوان المسلمين يرى في تحقيق المكاسب السياسية والجماهيرية الكمية الغاية الكبرى من عمله.

وهو موجود لدى تيار نشيط مدعوم بقوة يسمى تيار الإسلام الوسطي أو الليبرالي يعمل في نفس الاتجاه ويرى في "عمرو خالد" فارسه الأكبر. وهو موجود لدى الطبقات العليا الباحثة كاهن جديد يجمع لها بحسب اعتقادها بين نعيم الحياة المادية المعولمة المعاصرة وبين نعيم الآخرة المرتجى.

وهو موجود لدى الجماهير العريضة غير الملتزمة من المسلمين والتي لا تعرف عن الإسلام إلا ما يوجهه لها نجوم الفضائيات وهؤلاء هم في الأساس محل الاعتبار في توجيه الغرب الأمريكي مثل هذه الدعوات إليهم وهؤلاء هم في الأساس الذين يجب أن ننتبه إلى مدى ما يمكن أن يمثله خطر مثل هذه الدعوات إليهم.

وأخيراً: أحب أن أشير إلى أن اهتمامي الأساسي في هذا المقال كان منصباً على إبراز مدى خطورة المسألة وعدم زوالها وليس على نقد دعوة "عمرو خالد" لأن هذا النقد سنتحدث عنه بشكل تفصيلي في المقالات القادمة.

مقاوم
10-22-2007, 12:32 PM
عمرو خالد وصناعة نموذج الإسلام الأمريكاني /6

ما سنقدمه هنا هو محاولة لنقد دعوة عمرو خالد في مرحلته الأولى أقول محاولة لأن هذه الدراسة تنشر الآن في إطار سلسلة من المقالات ومن ثم تفقد الكثير من الحرية في التفاصيل بحسب ماتقتضيه الضرورات الفنية في نشر المقالات وأقصد بقولي مرحلته الأولى أنني سأتناول موضوع دعوة عمرو خالد من خلال مرحلتين: المرحلة الأولى هي المرحلة التي كان يتوجه فيها بالدعوة الى الطبقات الثرية في المجتمع (أقول الثرية وليس الأرستقراطية لأن هذه الطبقة قد غدت أوسع كثيراً من الأرستقراطية التقليدية وتضم فئات اجتماعية تختلف عن الأخيرة من الناحية القيمية خلافاً كبيراً بل يمكن القول أن الطبقة الأرستقراطية في مصر بموروثاتها القيمية تكاد تكون منعدمة).

أما المرحلة الثانية فقد وسع فيها عمرو خالد من نطاق اهتمامه الى جهات أخرى نؤجل الحديث عنها وأعتقد أن عام 2003 تقريباً كان عام الانتقال بين المرحلتين.

وبقدر طاقتي سأقدم نقد تفصيلي قائم على استعراض كل أحاديثه التي جاءت في مجموعة من السلاسل مثل قصص الأنبياء – الهداية – الأخلاق.. وهكذا.. وسأحاول جاهداً أن ألتمس له الأعذار فيما يمكن أن يحتمل ذلك من الأخطاء وأستطيع أن أقرر بوجه عام أنه من منظوري الذي سبق حديثي عنه فإن الكثير من الأخطاء المباشرة التي أخذت على عمرو خالد في هذه المرحلة يمكن تأويلها أو التقليل من عظم أهميتها ولذلك فإن جهدي سينصب على التوجه الذي استرضاه عمرو خالد لنفسه وأثره على الدعوة التي أذاعها.

وأبدأ الآن بحديثي عن سلسلة الطريق الى الله ولقد إستمعت فيها إستماعاً دقيقاً الى ثلاثة دروس هي: التقوى والمحبة والعفة.. والى بعض الأجزاء من بعض الدروس الأخرى.
وأود أن أسجل هنا أن هذه الدروس اشتملت على جهد طيب جداً ينفي تماما صفة الجهل التي يطلقها بعض المخالفين على عمرو خالد مرجعين إليها السبب في كل ما يأخذون عليه من أخطاء وعلى العكس من هذا تماماً فالقدر الذي تتبعته من دروس الرجل ينبئ أنه على علم جيد للغاية من الناحية الشرعية والواقعية بالقدر الذي يتطلبه الداعية المعاصر (طبعا مع التسليم بأن المتطلبات العلمية للعالم أو المفكر تفوق ذلك كثيرا).

كما يلحظ المتابع المنصف لتلك الدروس حرص الرجل الدؤوب على دفع الفئات التي يتوجه إليها للإلتزام بأحكام الإسلام والإهتداء بهدايته.

وعمل عمرو خالد في هذه المرحلة الأولى يدور في الأساس في إطار الدعوة الجزئية بالإضافة الى بعض التوجهات الأخرى التي تميزت بها دعوته.

وفي إطار الدعوة الجزئية فإن الكثير من الانتقادات التي توجه الى عمرو خالد يمكن توجيهها الى العديد من الدعاة الآخرين. وما يسمى بالدعوة الجزئية تعني الدعوة التي تهتم بالشئون الروحية من الدين دون التعرض للواقع السياسي، خصوصاً في الواقع السياسي الداخلي، ومن أهم الدعوات التي اتسمت بذلك دعوة جماعة التبليع والدعوة وبعض الجماعات السلفية المؤسسية ودعوة الجمعية الشرعية وإن كانت الأخيرة قد نص مؤسسها على ذلك عند إنشائها وإن كانت في الحقيقة لا تلتزم بذلك واقعياً التزاماً كبيراً.

وحكاية تشابه دعوة عمرو خالد مع دعوة التبليغ والدعوة لا تقف فقط عند حدود الإطار العام ولكن في التفاصيل أيضاً من حيث الترتيب والأسلوب وطريقة أداء الكلمات.. فقد كان الرجل يتردد على مسجد أنس بن مالك الذي كان يمثل ركيزة دعوة التبليغ والدعوة في الثمانينات، والفارق بين الإثنين أن الجانب المسكوت عنه (الجانب السياسي) هو جانب فارغ تماماً لدى التبليغ والدعوة ولكنه جانب مليء بالإشارات والخطط المؤجلة والتوجهات اللاحقة عند عمرو خالد. ولا غرابة في ذلك لأن عمرو خالد كان يمثل حتى هذه المرحلة نقطة الإلتقاء بين فكر الإخوان وأسلوب التبليغ والدعوة. ويمكن القول أن ما يؤخذ على الدعوة الجزئية بوجه عام الآتي:

1 أنها تبعض الدين فلا تتحدث إلا عن النواحي الروحية من الإسلام ومن ثم تخالف دعوة الإسلام الشمولية (راجع معيار شمولية الإسلام).
2 أنها لا تواجه الباطل ولا تنكر المنكر إلا في حدود الحياة الفردية للبشر.
3 أنها تفصل الإسلام عن الواقع ومن ثم تحقق عمليا ما تريد العلمانية تطبيقه على الإسلام.
4 أنها تصنع خللاً كبيراً في حياة المسلم الواقعية من حيث تضخيمها لبعض الجوانب الإسلامية وإهمالها التام للجوانب الأخرى والتوازن أو الوسطية سمة أساسية من سمات الإسلام.

ونعود الآن الى سلسلة الطريق الى الله فنلحظ الأخطاء المباشرة التالية:

قال الاستاذ عمرو خالد: "ربنا بيقولك يا أخي حس بقه" وهو خطأ غريب للغاية لأنه يتجافي تماماً مع أدب الحديث مع الله، وحرفياً يقول الله ما لم يقله وينسب الى الله الأخ.. ولكن على اليقين فإن عمرو خالد لايقصد شيئاً من ذلك، وقد جاء قوله هذا في معرض حديث حماسي عن هداية الإنسان وللحق أسجل هنا أن مثل هذه الأخطاء تحدث مرة أو مرتين تقريباً في كل حديث له لأن تجميع مثل هذه الأخطاء في شريط واحد – كما يفعل البعض – يوهم المطلع عليها بكثرة حدوثها في أحاديثه. ولكن حتى ينطوي على قدر من الاستهتار بهذه النواحي العقائدية حتى لو كان هذا الخطأ غير مقصود.

قال تعليقاً على الآية (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض) كأنه عايز يقولهم من تقواك أيتها المرأة إنك متدلعيش وانت بتتكلمي.

قرأ عمرو خالد في معرض حديثه (طه ما أنزلنا عليك الكتاب لتشقى) والصحيح (طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى).. طبعا الخطأ غير مقصود والجميع متعرض للوقوع في مثل ذلك لكن المشكلة أني استمعت الى ذالك من موقع عمرو خالد نفسه يوم 29 اغسطس 2007، والمعروف أن الأزهر منذ مدة أنذر عمرو خالد من كثرة الأخطاء في آيات القرآن في أحاديثه وأخيراً قرر منع تداول هذه الشرائط لعدم القيام بتصحيح هذه الأخطاء. وأذكر أنني عندما ذكرت اندهاشي لعدم تصحيح عمرو خالد لمثل هذه الأخطاء في تسجيلات أحاديثه أمام أحد الأصدقاء قال لي:
ياعم هو فاضي.. أرجو ألا تكون المسألة هكذا.

قال عمرو خالد في تفسيره لقوله تعالى (ولقد همت به وهم بها): ولا حتى هم بها، واعتمد في ذلك على تأويل لغوي لم يقل به أحد من المفسرين على حد علمي. وما يجوز للمفسر هو تفسير المعنى أياً كان تأويله داخل إطار اللفظ القرآني أما نفي اللفظ القرآني ذاته في إطار التفسير فهذا ما لا أعلم أحداً قد قال به.

ذكر عمرو خالد في نص الحديث الشهير للثلاثة الذين سددت عليهم الصخرة مخرجهم أن إبنة عم الشخص الثاني كانت متزوجة والصحيح أنها لم تكن كذلك لأن نصر الحديث "إتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه".

قد يقول بعض إن ذلك لا يغير من الموضوع ولكن المسألة الأكبر هي عدم التقول على الرسول مالم يقله مع إقرارنا بانتفاء القصد لدى الرجل في هذا الخطأ.

هذه هي الأخطاء المباشرة أردنا أن نذكرها مع الإقرار بأنها لا تقدح كثيراً في قدر الرجل من منظورنا مع الإقرار أيضا بخطورة تكرارها بعد ذلك وإنما ينصب جهدنا الأكبر على نقد توجههه العام في هذه الأحاديث في مرحلته الأولى وهذا ما سنتعرض له في الحلقة القادمة.

مقاوم
10-22-2007, 12:36 PM
عمرو خالد وصناعة نموذج الإسلام الأمريكاني/7: تجاهل علم التوحيد!

بسم الله الرحمن الرحيم ماسنذكره في هذا المقال هو الهدف الأساسي الذي يراد إبرازه، والذي تعد كل المقالات السابقة مجرد مقدمة له.. وسنحاول أن نوجز ذلك في تركيز شديد نأمل أن يتسع المجال لشرحه إذا أذن الله بأن تحول هذه المقالات الى كتاب. هذا المراد وهو أن عمرو خالد يختزل الإسلام في دعوته الى جزء من أجزائه ويتجاهل الأجزاء الأخرى في مرحلته الأولى ويساوم عليها في مرحلته الأخيرة.


وثالثة الأثافي أن ذلك يتم بالنسبة لدعوة التوحيد نفسها ونحن سنركز هنا على مجموعتين أساسيتين من دروسه. • سلسلة الهداية (أو الطريق الى الله كما كتب على الشراط المسجلة لتلك الدروس) • سلسلة قصص الأنبياء. واختيارنا لهاتين المجموعتين يرجع الى كونهما بحسب موضوعيهما أكثر المجموعات التي يفترض أن يتعرض فيها لعلم التوحيد أو العقائد الإسلامية. وحتى لا أتهم من قبل الجهلاء من أتباعه بالوهابية أو السلفية ( وكلاهما ليست تهمة) فلن أعتمد في كتب العقيدة على المراجع الكبرى مثل كتب ابن تيمية أو شرح الطحاوية لابن أبي العز الحنفي أو معارج القبول لحافظ بن أحمد حاكمي، وإنما سأعتمد على كتاب وحيد تقريباً وهو كتاب معاصر للدكتور محمد نعيم ياسين.. وتأتي أهمية هذا الكتاب من كونه أكثر كتب العقيدة المعاصرة التي أخذته الأمة الإسلامية بالقبول.. ويعتقد أن مؤلفه من علماء الأزهر والأهم من كل ذلك أن هذا الكتاب يعد مرجعاً أساسياً لدى جماعة الإخوان المسلمون ولحد علمي فإنه يدرس في شعب الجماعة منذ عقود وحتى هذه اللحظة وهذا يعني أننا نحاكم دعوة عمرو خالد هنا إعتماداً على أهم مرجع عقائدي لدى جماعة الإخوان، ومن ثم فلا مجال للاتهام بالنظرة المتحزبة ضده.


ويعني من جهة أخرى أن هذا المرجع معلوم تماماً لدى عمرو خالد فلا مجال لتبرير أخطائه هنا بعدم علمه بمثل هذه الأمور. والحق الذي ينبغي الجهر به إن علم التوحيد أو العقائد الإسلامية علم بسيط للغاية تتفق بساطته مع دعوة الله عباده الى هذا التوحيد.. فلا داعي لادعاء البعض بصعوبة هذا العلم والاستطالة على الناس بتحصيل محتواه ولا داعي لتبرير الآخرين أخطاء بعض أصحاب الدعوات اعتماداً على ادعاء هذه الصعوبة. وخلاصة هذا العلم كما جاء في القرآن والسنة أن أغلب أمم الأرض تعبد الله رب العالمين ولكن يختص الإسلام بأنه يدعو الى عبادة الله وحده دون سواه وأن تكون هذه العبادة من خلال رسالة محمد صلى الله عليه وسلم والتي ذكرت لله صفات لاينبغي الحياد عنها لا بالزيادة ولا النقصان ولا بالتعطيل ولا التأويل وهذا ماتلخصه شهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله.


هل توجد صعوبة في إدراك هذه الدعوة؟! ومن ثم فتقسيم دعوة التوحيد الى توحيد ربوبية وألوهية وأسماء وصفات هو مجرد تقسيم فني أخذ به أئمة العقيدة كشرح لهذه المفاهيم. والتقسيم كما أوردته في مقال سابق ذكر ابن أبي العز الحنفي في شرحه للطحاوية أواخر القرن السابع الهجري أي أن المسألة لا تخص سلفية ابن تيمية أو سلفية الوهابية. ولكن التركيز في إدراك هذه المعاني للتوحيد يرقى به عن الاعتقاد في الله لدى الأمم الأخرى فإذا كان عمرو خالد يدعو الناس الى القرب من الله فإن الأمر ليس كما ذكر هو في معرض حديثه أن الدعوة الى الله هي أن تدعو أهلك وجيرانك وأصحابك الى الهداية، وإنما هو ملزم إلزاماً لا مجال للتزحزح عنه أن يدعوهم الى القرب من الله بما يتوافق مع دعوة التوحيد في الإسلام على وجه التحديد وليس بما يشابه القرب من الله في أغلب الأمم ولا يكون ذلك إلا بحديث الناس عن معاني التوحيد في الإسلام أولا والفرق بينها وبين الإيمان بالله في الأمم الأخرى وبحديث الناس عن صفات الله الذي يدعوهم الى القرب منه والالتزام بعدم الخروج عنها ورأس ذلك أن يلتزهم هو نفسه بعدم الخروج عن هذه الصفات.


أما عندما يتحدث عمرو خالد عن القرب من الله فقط دون أن يذكر هذه المعاني للتوحيد في الإسلام يقتصر في ذلك على الإيمان العام بالله فإنه يختزل معاني التوحيد في الإسلام في توحيد الربوبية فقط (أي الإيمان برب خالق لهذا العالم) ويتهاون في معاني التوحيد الأخرى التي تشرح كيفية التوجه الى الله وحده بالعبادة دون سواه أو ماهي صفات الذات الإلهية كما جاء بها الإسلام بخلاف الأديان الأخرى. وهذا الاختزال يجعل الدعوة الى القرب من الله بالحب أو التقوى أو الرضا تشابه نفس الدعوة في بعض الأمم الأخرى.


ومن عجيب الأمر الذي ينبغي ذكره في هذا السياق أن عمرو خالد يسأل في بعض الحوارات لماذا بعض النصارى يستمعون الى محاضراته؟! فأجاب بأن ذلك يرجع الى التشابه الكبير في الروحانيات بين الديانتين. ولا أحتاج الى الكثير من التدليل لأثبت أن أي حديث عن العقائد الإسلامية أو علم التوحيد يحتم إحداث نفور شديد لدى أتباع النصرانية فإذا لم يحدث هذا النفور الشديد بالنسبة لبعض الدروس فإن الأمر يعنى ببساطة أن صاحب هذه الدروس اختزل علم التوحيد في الإسلام الى علم عام يمكن أن تنتفع به ديانات أخرى لاتقوم على التوحيد.


الأغرب من ذلك أن عمرو خالد عندما تعرض لدعوة الأنبياء التي تقوم على التوحيد أساساً تجاهل هذه الأمور أيضاً وقبل أن أسترسل في هذه الشواهد أذكر بعض الأمور التي ذكرها الدكتور محمد نعيم ياسين عن التوحيد في الإسلام. يذكر الدكتور محمد نعيم ياسين في كتابه (الإيمان: أركانه – حقيقته – نواقضه) أن توحيد الله في الوهيته يستلزم:


• وجوب إفراد الله تعالى في الدعاء والتوكل والرجاء فيما لايقدر عليه إلا هو (ولا تدعو من دون الله ما لاينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين) "يونس : 106".


• وجوب إفراد الله سبحانه بجميع أنواع العبادات البدنية من صلاة وركوع وسجود وصوم وذبح وطواف وجميع العبادات القولية من نذر واستغفار وغير ذلك. ويذكر أنه مما يناقض ذلك: إثبات هذا الاستحقاق لأي مخلوق من مخلوقات الله.. فيكفر كل من يثبت لغير الله شيئاً من تلك العبادات ويكفر من يدعي استحقاقاً لتلك العبادات.. وكذلك من أحب أن يخشى أو يستعان به أو أن يتوكل عليه.. وكذلك يكفر من أنكر استحقاقه للطاعة وامتثال أمره واحتناب نهيه، فإن لله عز وجل شرعاً ضمنه كتابه وأوصى به الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن ادعى أن شيئاً من هذا الشرع لايستحق الامتثال والتطبيق أو لايصلح في هذا الزمان أو نحو ذلك كفر بهذه الدعوى لأن من خصائص الألوهية الأمر والحكم والتشريع (إن الحكم إلا لله) "يوسف : 40".


ويقول الدكتور محمد نعيم ياسين عن الإيمان بالأسماء والصفات الثابتة في الكتاب والسنة الثابتة أنه يقتضى: "الاقتصار فيما يثبت لله من الأسماء والصفات على ماورد منها في القرآن الكريم أو في السنة النبوية فهي تتلقى عن طريق السمع لا بالآراء.. فلا يوصف الله عز وجل إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يسمى إلا بما سمى به نفسه أو سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم لأن الله عز وجل أعلم بنفسه وصفاته وأسمائه". ويقول عن ذلك في موضع آخر: "الإيمان بالأسماء والصفات الثابتة في الكتاب والسنة دون تجاوزها بالنقص منها أو الزيادة عليها أو تحريفها أو تعطيلها".


فإذا أتينا لدعوة عمرو خالد في سلسلة قصص الأنبيا الذين يدور مدار دعوتهم حول التوحيد تجده أنه يصول ويجول في قصص وحكايات ومواضع أثار يحاول إثبات أنها كانت مسرحاً لقصص الأنبياء ولكنه مع ذلك لايكاد يذكر عن هذه المعاني في التوحيد شيئاً، ولا اقول أنه كان ينبغي تطبيق هذه المعاني على الواقع فإنني أكون بذلك ناشداً من الصخر الماء، ولكن أقول على الأقل كان ينبغي التعرض بما يقتضيه تناول الآيات القرآنية التي تذكر تلك القصص. إن مدار دعوة نوح عليه السلام على سبيل المثال كانت تدور حول الاشراك بالله لأن قومه قد عبدوا معه وداً وسواعاً ويغوثاً ويعوقاً ونسرا.. والذي يتابع حديث عمرو خالد عن سورة نوح يجد أنه وقف طويلاً عند الكثير من الآيات، أما الآية التي تذكر هذا الشرك فقد مر عليها مرور الكرام وكان قد ذكر في أول القصة أنهم كانوا مجموعة من العلماء أغر الشيطان الناس أن يصنعوا لهم تماثيل ليعبدوها.


وكأن عبادة الأصنام لا تكون إلا بعبادة التماثيل فقط ولا تكون بمجرد التوجه بالعبادة أو بعض الشعائر الى أي وثن سواء كان في صورة حجارة أو شجرة أو ضريح أو مقام ولكن عمرو خالد إلتزم بألا يصدم بعض الناس بالخلاف معهم في العظيم من الطقوس الشعائرية المخالفة للتوحيد في الإسلام التي يمارسونها بالفعل. وعندما وعظ الناس بعدم الوقوع بما وقع فيه قوم نوح تعليقاً على هذه الآية حدثهم عن خطأ الوقوع في الزنا.


أما عندما نتتبع قصصاً لسيدنا يوسف نجده يصول ويجول في شرح آيات سورة يوسف لأكثر من عشرة شرائط وطبعاً مع القصص والحكايات الصحيحة والضعيفة ولكنه مع ذلك يمر على الآية (إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه) مرور الكرام فلا يكاد يعلق عليه بشيء وهي مدار الأمر كله. وعندما لاحظت ذلك قلت ياترى ماذا سيفعل عمرو خالد حيال قصة سيدنا موسى أرى أنه لا مناص له من التعرض لدعوة التوحيد وخصوصاً يتعلق فيما يتعلق بادعاء بعض الطواغيت من البشر الحق في العبودية من دون الله لأن مدار القصة يقوم على الصراع حول هذا الموضوع بين موسى وفرعون.. فقمت بالبحث عن الشرائط التي تذكر قصة سيدنا موسى فلم أجدها في سلسلة الأنبياء. بحثت عنها في السيديهات فلم أجدها!.. ذهبت الى موقعه الرسمي لم أجدها. وطبعا لم أجدها في أي مكان على الإطلاق. وقال لي من يتابعونه: لن تجدها لأنه لم يتعرض لهذه القصة في هذه السلسلة. وبالفعل لم أجدها أبداً ووجدت بدلاً من ذلك أن عمرو خالد اقتصر في قصة سيدنا موسى على قصة موسى والخضر فقلت في نفسي ما أقوله الآن أمام الدنيا جميعاً:


أن عمرو خالد ليس جاهلاً وإنما هو رجل يعرف ما الذي يفعله تماماً. أما موقف عمرو خالد من الصفات الإلهية فيكفي فيه الحديث عما يفعله هو نفسه تجاه وجوب الالتزام بهذه الصفات وهو أمر شهير كثر حديث علماء الحديث عنه، وقد أشرت إليه من قبل. ومن بعض ذلك قوله (خاطر ربنا – ربنا عايز يقولك يا أخي استحي بقي – ربما عايز يمر مطر). وهي أقوال يكثر ذكرها على الانترنت ومازالت موجودة على أشرطته على الرغم من حديث العلماء عن خطأ ذلك الأمر. الأمر الذي يعبر عن استهتاره بهذا الموضوع. أما حكاية قوله إن الشيطان لم يكفر فسنقف عندها طويلاً فيما بعد.

مقاوم
10-22-2007, 12:42 PM
عمرو خالد وصناعة نموذج الإسلام الأمريكاني/8: شريط الشباب والصيف!


شريط عمرو خالد عن الشباب والصيف شريط بلغت شهرته الآفاق بسبب ما أثاره من دهشة واستغراب لدى مريديه وناقديه منذ سنوات ومرد ذلك الجرأة البالغة لصاحب الشريط في تناول تفاصيل كثيرة في العلاقة بين الجنسين من موقف إسلامي، وهي مجرأة تحسب له لا عليه مادام محافظاً على القواعد الإسلامية في تنظيم هذه العلاقة.


والحق يقال أنه بعكس الشهرة الشائعة التي صاحبت رواج هذا الشريط بأنه يعبر عن تحلل أخلاقي يشاع بين الجماهير باسم الإسلام فإن عمرو خالد في هذا الشريط لو التزمنا متابعة حديثه إلتزاماً حرفياً فقد كان يدعو الشباب الى العفة بكل ما يملك من قوة، غاية ما في الأمر أنه تدرج في حديثه الى أمور واقعية حساسة لم تعتد الغالبية من رجال الدعوة تناولها من قبل وسأذكر لذلك مثالين تناولهما. ففي إبرازه لمساوئ العلاقات العاطفية قبل الزواج ذكر عمرو خالد أن بحثاً اجتماعياً رصد أن ستين في المائة من حالات الطلاق تحدث بسبب علاقات ما قبل الزواج. وشرح عمرو خالد (طبعا في واقع الطبقة الغنية الذي لايخرج عنه) أن المقارنة التي تعقدها المرأة بين زوجها والشخص الذي سبق أن أقامت علاقة معه هي دائماً مقارنة ظالمة لأنها علاقة تعقد بين شخص يتحمل أعباء مسئولية الحياة الزوجية وشخص لا مسئولية له، ونفس الأمر يحدث إذا بدلنا الموضوع الى الطرف الآخر.


وعند إبرازه لمدى مساوئ هذه العلاقات بالنسبة للفتيات حث كل فتاة لها علاقة بآخر وكانت عازمة على مقابلته أن تجرب معه هذه التجربة أن تقول له فجأة: لقد رأيت أختك في السيارة العابرة مع شخص غريب.. فيكون أمامه حل من اثنين إما أن يتركها ليلاحق أخته فتكون قد عرفت قدرها، وإما أن يقول لها (وإيه يعني) فتكون قد عرفت قدره. طبعاً لم يذكر عمرو خالد أن هذه التجربة تقوم على الكذب وتحمل مخاطرة كبيرة إذ قد يحدث من رد الفعل لذلك الخبر المفاجئ وماينجم عنه ضرر عظيم. لكن لو وقفنا على المقصد لرأينا عمرو خالد حريصاً على العفة لا على الانفلات بل ومحرضاً على قطع كل علاقات ما قبل الزواج الى درجة يبدو معها كتابي (موقف الإسلام من الحب بين الرجل والمرأة) كتاباً مبالغاً في التيسير والترخص.


فإذا كان الأمر هكذا فما الذي ننقمه إذن على عمرو خالد في هذا الشريط؟!. الإجابة ببساطة هي أن عمرو خالد دعا في هذا الشريط الى أمر يجعل كل كلامه عن الالتزام الأخلاقي مجرد عبث في عبث. هذا الأمر الذي دعا إليه هو الاندماج في عالم الفجور. إن منهج عمرو خالد في دعوته يحمل قاعدة أساسية لاينصرف عنها أبداً هذه القاعدة هي التكيف مع الواقع القائم أياً كان ضلاله ولست أقصد في ذلك التكيف مع الواقع القائم المتعلق بالسلطة السياسية تحديداً حتى لايقول البعض انني لايحق لي أن ألوم الرجل عن عزوفه السياسي – وهو أمر غير حقيقي – وهو قوله أنه لاطاقة له لغير ذلك وإنما التكيف مع أي واقع قائم سواء تمثل في طبقة حاكمة أو إعلام رائج أو أعراف وتقاليد متبعة أو قيم مسيطرة وأخيراً قوى خارجية.. هو يتكيف مع كل هؤلاء ويحمل المفاهيم الإسلامية على أن تتكيف مع كل هؤلاء، وهو يداهن كل القوى التي من الممكن أن تعترض دعوته، ومن أهم هذه القوى عوام الناس والأغنياء من عوام الناس على وجه التحديد، فعمرو خالد يدعوا الى الاندماج مع كل هذا الواقع. هل يعني ذلك أنني من دعاة الانغلاق والانعزال عن المجتمعات الإسلامية بوجه عام؟ أبداً على الإطلاق بل إنني أرى أن عمرو خالد يمثل أحد طرفي تطرف في هذه المسألة التي يدعو الطرف الآخر فيها الى الانعزال التام عن المجتمع وربما الاستطالة على خلق الله بما يفترض أن حصله المرء من التزام ولكن الحكمة التي علمها لنا الإسلام هي الاندماج والانعزال بحسب المواقف والظروف وبما يحفظ للإنسان التزامه ويعينه على الدعوة الى الله في الوقت نفسه، فإذا ملك المسلم أمر نفسه فإنه كما روى ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أعظم أجرا من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم " ( صحيح - المشكاة 5087 ، السلسلة الصحيحة 939) .


ولكن متى كان الواقع مفعماً بالمعاصي فالنجاة بالنفس بالبعد عن هذا الواقع واجبة الاتباع. فإذا عدنا الى الواقع الذي يخاطبه عمرو خالد وجدناه كما يتردد على لسانه هو شخصياً – واقع صيف مارينا والغردقة والساحل الشمالي وهو الواقع المتعلق بالطبقة الغنية التي يخاطبها والذي يحدد أماكن النزول في هذه المناطق هم القائمون على سلطة الأسرة التي ينصح بعدم مخالفتهم.


إذن كيف من الممكن أن يكون موقف عمرو خالد هو أن يدعو الشباب الى الاندماج في مثل هذه الأماكن.. ليس هذا فقط بل هو ينهى شاباً - أرسل له خطاباً ذكر فيه كرهه لموافقة الأهل على الاستمتاع في المصيف – عن مخالفة الأهل بل قام بدعوته الى الاندماج معهم في هذا المصيف مبرراً ذلك بكلماته (لا نريد أن تكون هناك فجوات بين الشباب وأهلها ويمكن يكون المصيف هو الفرصة الوحيدة لهداية أهلك.. انت مش عايز تطلع معاهم علشان تتجنب المعصية.. أنا عايزك تطلع معاهم علشان تأخذ بإيديهم.. ياسيدي مش لازم تتواجد في الحتة اللي فيها حرام قوي أو معصية شديدة.. وبعدين احنا عايزينك تنبسط ده في حد ذاته هدف إسلامي).


عمرو خالد يتجاهل أنه يحدث شباباً زمام الأمر ليس في أيديهم من حيث اختيار الأماكن وامتلاك القدرة الاقتصادية على التنقل والتعايش في هذه الأماكن ذات التكاليف المعيشية الباهظة في الوقت الذي يحيط بهم الفجور من كل جانب فيكون تحصيل الحاصل في النهاية هو أنه يلقي بهم في المهالك باسم الاندماج والتعايش. وحكاية إحنا عايزينك تنبسط تأخذنا الى قاعدة أساسية أخرى في منهج عمرو خالد هي قاعدة أن الاسلام حلو وجميل وعلى الجميع أن يلتزمواً لأن الإسلام حلو وجميل.


وبما أن المستمعين إليه تسيطر عليهم القيم المادية القائمة فإن هذا الكلام يعني أن الإسلام حلو وجميل بمعيار هذه القيم فإذا أخذنا في الاعتبار خصوصية الطبقة الثرية التي يوجه إليها خطابه لفهمنا لماذا ينتشر هذا الخطاب داخل هذه الطبقة ببساطة لأنه يقدم لهم (الإسلام الحلو الجميل) بمعاييرهم هم ومن ثم يجمع لهم ما بين متعة الحياة الدنيا ومتعة الحياة الآخرة معاً. ولا لحل لعمرو خالد للنجاح في ذلك إلا بتقديم إسلام متكيف مع واقع هؤلاء لكي يكون هو الإسلام الحلو الجميل بحسب معاييرهم وفي غمرة عملية التكيف هذه يضيع الغالب من إرشاداته الأخلاقية هباءً.


استمع إليه يقول: طبعا عايزكو تستمتعوا.. اوعوا تعتقد أن الدرس ده بيدعوك الى صيف كئيب أبداً.. من غير معصية.. ياسيدي الحتة اللي فيها حرام قوي أو معصية شديدة بلاش منها". هذا ليس سوى مثال بسيط من قاعدة منهجية تطبق في كل دروس عمرو خالد تقريبا هي قاعدة إن الإسلام حلو وجميل والتي كثيراً ما تثير سخرية ناقديه.


هل هذا يعني أن الإسلام ليس حلواً أو جميلاً؟ السؤال المطروح هو: بأي معايير أنتم تقصدون ؟ وفي أي ظروف أنتم تتحدثون؟ فالإسلام حلو وجميل لأنه جاء من الله ولأنه جاء من الله فإن علينا التزامه. أما من حيث المعايير المادية فليس دائماً من الممكن أن يكون الإسلام حلواً وجميلاً؟ فعندما يكون الإسلام ممتحناً – كما هو الواقع القائم – تداعى الأمم على أبنائه كما تتداعى الأكلة الى قصعتها فإنه بالمعايير المادية لايكون الإسلام حلواً جميلاً بمعنى أن واقع الإلتزام بالإسلام في ظل هذه الظروف لا يكون ممتعاً لذيذاً بالمعايير المادية وإنما عند ذلك يجب أن نتذكر حديث أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر " (أخرجه مسلم). وحديث أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات ". ( أورده الترمزي في سننه وقال حسن غريب). وقوله صلى الله عليه وسلم :"يأتي على أمتي زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر"، صححه الألباني (السلسلة الصحيحة 957 ) .


قاعدة أخرى من قواعد دعوة عمرو خالد مارسها في هذا الشريط بطريقة غاية في الابتذال ، وبما كان هذا هو السبب المباشر فيما أثاره هذا الشريط من دهشة واستغراب.. هذه القاعدة هى : الاستجابة للهداية من أهل الانحراف ( ونظراً لالتباسات كثيرة لم استخدم تعبير اخر) فكثيرا ما يرجع عمرو خالد ويستعطف هؤلاء الناس بالهداية مخالفاً بذلك منهج العزة لله ولرسوله وللمؤمنين : " قل لا تمنو على إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان .." سورة الحجرات ( راجع معيار العزة الذي أشرنا إليه في مقال المعايير في هذه السلسلة).





والذي فعله عمرو خالد في هذا الشريط أنه برر الرجاء لأهل الانحراف في المصايف باستعطاف شديد أن يعملن على ستر أنفسهن بأكبر قدر ممكن فصاحبة الرداء اللصيق عليها أن توسع منه ومن ترتدي فوق الركبة أن تدني ملابسها تحت الركبة.. أما غاية الابتذال فتمثل في رجائه المستعطف لمن ترتدي المايوه القطعتين وتعري بطنها أن تكتفي بارتداء المايوه قطعة واحدة الذي لا يعري البطن!!!.





هل شعرتم بالرغبة في القىء بعد ان قرأتم هذا الكلام؟! أرجو أن تجيبوا.

مقاوم
10-22-2007, 12:47 PM
عمرو خالد وصناعة نموذج الإسلام الأمريكاني /9: كلامه في السيرة النبوية

ترى ما الذي يمكن أن يقوله عمرو خالد في السيرة النبوية؟
وكيف يمكننا تقويم ذلك؟
بداية أحب أن أؤكد أننا بخلاف مناهج أخرى نرى أن الخطورة الكبرى في دعوة عمرو خالد بوجه عام تتعلق فيما لا يقوله وليس فيما يقوله. مع التأكيد على أن هناك استثناءات كبرى تخرج عن هذه القاعدة العامة.
وعلى الأساس السابق نعيد السؤال مرة أخرى: كيف يمكننا تقويم أحاديث عمرو خالد في السيرة النبوية؟ وعلى أي معايير نستند في ذلك؟
وكيف نخرج من خندق الاتهام بالتحزب لاتجاه ما على اتجاه آخر؟.
فتبوء دعوة عمرو خالد ظافرة بالنجاة متذرعة بأن الأمر لايعدو خلافاً بين بعض الاتجاهات.
لذلك سأستعين مباشرة بمرجعين من أهم مراجع الإخوان في السيرة وهما : "فقه السيرة" للشيخ "محمد الغزالي"، و"فقه السيرة" للدكتور "محمد سعيد رمضان البوطي"، ويعد المرجعان من أهم الكتب التي كتبت في السيرة بوجه عام، على الرغم من تحفظنا على بعض ما جاء فيهما من مواد.
لكن المقصد الأكبر في هذا أننا سنحتكم في الموضوع الى كتابين لاثنين من أهم مفكري الإخوان (أي المدرسة الفكرية التي يفترض أن عمرو خالد ينتمي لها) وبذلك ندلل على أن مجهودنا هنا لا يعبر عن موقف معاد للإخوان المسلمين – كما يحب البعض أن يفترض – وكذلك على أن دعوة عمرو خالد تخرج عن كل الاتجاهات الدعوية المتعارف عليها بما في ذلك دعوة الإخوان المسلمين ( ملحوظة: هل يجب أن أضيف هنا صفة "القدامى"؟).
بالنسبة للشيخ الغزالي فإنه يلخص موقفه من سرد السيرة النبوية في هذه المقولة: ألا ما أرخص الحب إذا كان كلاماً، وما أغلاه عندما يكون قدوة وإماماً.


إذن ما الذي يجب أن يؤخذ من السيرة النبوية؟.
يقول الغزالي: ومحمد ليس قصة تتلى في يوم ميلاده كما يفعل الناس الآن.. فبدلاً من الاستماع الى قصة المولد يتلوها صوت رخيم ينهض المرء الى تقويم نفسه وإصلاح شأنه حتى يكون قريبا من سنن محمد - صلى الله عليه وسلم - في معاشه ومعاده وحربه وسلمه وعلمه وعمله وعاداته وعباداته.
ثم يناقش الغزالي مسألة خطيرة للغاية خصوصاً فيما سنراه من عمل عمرو خالد في السيرة.. يقول الغزالي: أما أن محبة رسول الله واجبة فهو ما لايماري فيه مؤمن وما يغيض حبه إلا من قلب منافق جحود. ولكن أن تكون هذه العاطفة مظهر الولاء له، فهذا مايحتاج الى تهذيب وبيان. إن أعداء الإسلام استطاعوا – في غفلة من أهله – أن يصدعوا بناءه ويجعلوه أنقاضاً، فكيف يترك تراث محمد نهباً للعوادي؟ وكيف يمهد للجاهلية الأولى أن تعود؟ وكيف يقع هذا التبدل الخطير في سكوت بل في مظهر من الحب لرسول الله؟!
فليفقه المسلمون سيرة رسولهم وهيهات أن يتم ذلك إلا بالفقه في الرسالة نفسها والإدراك الحق لحياة صاحبها والالتزام الدقيق لما جاء به. ألا ما أرخص الحب إذا كان كلاماً، وما أغلاه عندما يكون قدوة وإماماً.
ويذكر الغزالي الأمور العقائدية التي أخذها من السيرة فيقول:
إنك لن تحب الله إلا إذا عرفت أولا الله الذي تحب من أجله.. وليس عمل محمد عليه الصلاة والسلام أن يجرك بحبل الى الجنة وإنما عمله أن يقذف في ضميرك البصر الذي ترى به الحق ووسيلته الى ذلك كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.. ليس الرسول - صلى الله عليه وسلم - وسيطا يحمل لك خيرا قدمته ولاقرباناً يحمل عنك عقاباً استحققته لأنه لا تكسب كل نفس إلا ما عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى.. وهنا يبدو بعد الشقة بين المسيحية والإسلام.


وعلى ماسبق، فإن أهم ما اشتملت عليه دعوة الرسول – صلى الله عليه وسلم – عند الغزالي:
* الوحدانية المطلقة: فالإنسان ليس عبداً لكائن في الأرض أو عنصر في السماء لأن كل شيء في السماء والأرض عبد لله يحنو لجلاله، ويذل في ساحته ويخضع لحكمه، وليس هناك شركاء ولا شفعاء ولا وسطاء.
ومن حق كل امرئ أن يهرع الى ربه رأساً غير مستصحب معه خلقاً آخر كبر أم صغر. وحق على كل امرئ أن ينكر من أقاموا أنفسهم أو أقامهم غيرهم زلفى.
* حفظ كيان الجماعة المسلمة: باعتبارها وحدة متماسكة تقوم على الاخوة والتعاون وذلك يقتضي نصر المظلوم وإعطاء المحروم وتقوية الضعيف.
ولكن ما العلاقة بين سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - والواقع الراهن؟ وكيف نتمثل ذلك في دفع الخطر الذي يتهددنا من كل جانب؟ يقول الغزالي:
مامن أيام القتال فيهن أوجب على المسلمين من أيام يهدد فيها الإسلام وآله بالفناء وتتكالب عليه شتى القوى بل يصطلح ضده الخصوم والألداء؟ محاولين سحقه إلى الأبد، وقد وقع ذلك في صدر الإسلام قبل الهجرة وبعدها ووقع في هذه الأيام فسقطت أوطان الإسلام في أيدى لصوص الأرض ثم رسمت أخبث السياسات للذهاب به رويداً رويداً.
وكيف نستغرب الدعوة الى التسلح والإهابة بأهل النجدة أن يوطنوا أنفسهم على التضحية في سبيل الله؟
وكيف تستذكر صناعة الموت في أمه يتواثب حولها الجزارون من كل فج؟.


ويلخص الغزالي ما يجب أخذه من دراسة السيرة النبوية فيقول: قد تظن أنك درست حياة محمد - صلى الله عليه وسلم - إذا تابعت تاريخه من المولد الى الوفاة وهذا خطأ بالغ إنك لن تفقه السيرة حقاً إلا إذا درست القرآن الكريم والسنة المطهرة، وبقدر ما تنال من ذلك تكون صلتك بنبي الإسلام.


أما كتاب "فقه السيرة" للبوطي فقد اهتم فيه بالنواحي العلمية اهتماماً خاصاً ومن بين ذلك هذا التقسيم الذي ذكره لمراحل الدعوة الإسلامية:
مرت الدعوة الإسلامية في حياته عليه الصلاة والسلام منذ بعثته الى وفاته بأربع مراحل:
المرحلة الأولى: الدعوة سراً واستمرت أربع سنوات.
المرحلة الثانية: الدعوة جهراً وباللسان فقط واستمرت إلى الهجرة.
المرحلة الثالثة: الدعوة جهراً مع قتال المعتدين والبادئين بالقتال أو الشر، واستمرت هذه المرحلة الى عام صلح الحديبية.
المرحلة الرابعة: الدعوة جهراً مع قتال كل من وقف في سبيل الدعوة أو امتنع عن الدخول في الإسلام - بعد فترة الدعوة والإعلام – من المشركين أو الملاحدة أو الوثنيين. وكانت هذه المرحلة هي ما استقر عليها أمر الشريعة الإسلامية وقام عليها حكم الجهاد في الإسلام.


ويتوقف البوطي توقفاً خاصاً عند مفهومي النصرة والموالاة في الإسلام وهما مفهومان لهما أهمية شديدة عند متابعتي دعوة عمرو خالد بوجه خاص.. يقول البوطي في ذلك: وجوب نصرة المسلمين بعضهم لبعض مهما اختلفت ديارهم وبلادهم ما دام ذلك ممكناً فقد اتفق العلماء والأئمة على أن المسلمين إذا قدروا على استنقاذ المستضعفين أو المأسورين أو المظلومين من إخوانهم المسلمين في أي جهة من جهات الأرض ثم لم يفعلوا ذلك فقد باءوا بإثم كبير.


يقول أبو بكر ابن العربي: "إذا كان في المسلمين أسراء أو مستضعفون فإن الولاية معهم قائمة والنصرة لهم واجبة بالبدن، بأن لاتبقى منا عين تطرف حتى نخرج الى استنقاذهم إن كان عددنا يحتمل ذلك أو نبذل جميع أموالنا في استخراجهم، حتى لايبقى لأحد درهم من ذلك".
وكما تجب موالاة المسلمين بعضهم لبعضهم فإنه يجب أن تكون هذه الموالاة فيما بينهم ولا يجوز أن يشيع شيء من الولاية أو التناصر أو التآخي بين المسلمين وغيرهم. وهذا ما يصرح به كلام الله عز وجل، إذ يقول: (والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير).


يقول ابن العربي: "قطع الله الولاية بين الكفار والمؤمنين فجعل المؤمنين بعضهم أولياء بعض وجعل الكافرين بعضهم أولياء بعض يتناصرون بدينهم ويتعاملون باعتقادهم" ولا ريب أن تطبيق مثل هذه التعاليم الإلهية هو أساس نصرة المسلمين في كل عصر وزمن كما أن إهمالهم لها وانصرافهم الى ما يخالفها هو أساس ما نراه اليوم من ضعفهم وتفككهم وتكالب أعدائهم عليهم من كل جهة وصوب.


ومن بين القضايا العلمية التي ذكرها البوطي في كتابه عن السيرة تلك القضية المتعلقة بموقف الإسلام من الأموال (وهي قضية غائبة تماماً لدى عمرو خالد) حيث يعلق البوطي على تعليل الله تعالى تقسيم فيء بني النضر بقوله: (لكي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم).. فيقول البوطي: أي لا يكون المال محصوراً بين طبقة الأغنياء منكم فقط.
والتعليل بهذه الغاية يؤذن بأن سياسة الشريعة الإسلامية في شؤون المال قائمة في جملتها على تحقيق هذا المبدأ وإن كل ماتفيض به كتب الشريعة الإسلامية من الأحكام المتعلقة بمختلف شؤون الاقتصاد والمال يبتغى من ورائها إقامة مجتمع عادل تتقارب فيه طبقات الناس وفئاتهم ويقضي فيه على أسباب الثغرات التي قد تظهر فيما بينها، والتي قد تؤثر على سير العدالة وتطبيقها.


هل يمكننا بعد ذلك أن ننظر كيف يتناول عمرو خالد السيرة النبوية أم أن الأمر سيبدو أمامنا شيئاً مختلفاً تماماً عما أرادته تلك المدرسة الإخوانية من هذه السيرة؟؟!!.

عبد الله بوراي
10-22-2007, 12:49 PM
يحتاج الي وقفة ومراجعه ونخل

وبعدها تكون تلبية السؤال عن قناعة

وقبلها

تسجيل مشاركة



وشكر

واجب

للفاضل مقاوم

أخوكم

عبد الله

مقاوم
10-22-2007, 12:53 PM
عمرو خالد وصناعة نموذج الإسلام الأمريكانى/10: كلامه فى السيرة النبوية

بحسب علمي فهناك مرتان تناول فيهما عمرو خالد السيرة النبوية . واحدة فيهما موجزة تناولها في درسين مدتهما حوالي مائتي دقيقة أما الثانية فتشمل عدة دروس طويلة وسنتناول في هذا المقال عرضه لهذه السيرة الموجزة.. ويمكن تقسيم عرضه هذا كالتالي:


• تسعون دقيقة تعرض فيها لأسماء الرسول صلى الله عليه وسلم ونسبه وصفاته وأخلاقه.
• حوالي أربعين دقيقة تحدث فيها عما سماه (لماذا نحتاج الرسول صلى الله عليه وسلم؟).
• عشرة دقائق أدعية.
• حوالي ستين دقيقة تعرض فيها لسرد سيرته قسمها كالتالي:
o حوالي ست وثلاثين دقيقة لسيرته في مكة المكرمة.
o ستة دقائق بالضبط لسيرته في المدينة.
o حوالي أربع وعشرين دقيقة لوفاته صلى الله عليه وسلم.


الشاهد مما سبق أنه لم يتعرض لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة وهي التي تمثل الجانب التشريعي من حياته إلا لستة دقائق وهي مدة أقل من المدة التي تعرض فيها لاسمه ونسبه، ولم يذكر في الستة دقائق هذه إلا حادثين.. الأول: سير الرسول صلى الله عليه وسلم الى بدر وتبادله للركوب مع علي بن أبي طالب وصحابي آخر والآخر هو ماتعرض له من جراح وأذى في معركة أحد.


هذه هي الإشارة الأولى، أما ما فعله في المدد الأخرى فسنتناوله على التوالي ولكن لابد من الإشارة سريعاً لبعض الأخطاء الشهيرة التي أعتقد لشهرتها أن عمرو خالد ما وقع فيها إلا بقصد مجاملة طرف ما.
• قال: وما فيش عيب إنك تتفرج على فيلم الشيماء.. ولكن فيلم الشيماء يحتوي على مشاهد رقص وهذا ما لا يختلف أحد على حرمته لكن الكلام يبدو أنه قد جاء مجاملة للفن.
• قال وكرر قوله: إن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج مارية.. وإنما كانت ملك يمين وهذا أمر مشهور للغاية.. ولكنه بحسب منهج عمرو خالد فإن الكلام جاء مجاملة للنساء.
• ذكر حديث "خير أجناد الأرض" وهو شهير ضعفه ويبدو أنه قاله مجاملة للمصريين.


وهناك بعض الأخطاء الغريبة الأخرى (وإن لم تكن غريبة على منهجه) فعندما ذكر عبادة التفكر في خلق الله قال: ياناس ياللي حتطلعوا تصيفوا كم شهر أو شهرين خلي بالكم من عبادة التفكر في خلق الله.


وكما ذكرت سابقاً فإن الواقع المعروف يؤكد أن التصييف هو مناسبة للفجور ومن التكلف أن تدعو هؤلاء لأن يكون عبادة للتفكر في خلق الله، ومن البلية ما يضحك فإن ذلك عادة ما يكون مناسبة للفجور بخلق الله.


خطأ آخر من أخطاء عمرو خالد التقليدية ولكنها مدمرة لوعي الناس بحقيقة هذا الدين وهي المتعلقة بتقديمه للإسلام على أسس براجماتية (نفعية) تجمع لهم بين نعيم الدنيا والآخرة معاً وعلى هذا المنوال جاء قوله: "عايزك تعيش أحسن عيشة وعايزكم تستمتعوا بحياتكم بس خدوا الدين بجد"، وكأنه يلبي حاجة قوم يشترطون لأخذ الدين عدم تعكير صفو حياتهم المادية المتنعمة وفى الحديث عن معاذ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إياك والتنعم فإن عباد الله ليسو بالمتنعمين" (رواه أحمد وصححه الألبانى)، كما أنه من الطبيعي ألا يكون أخذ الدين في هذا العصر الذي يمتحن غير موافق لأن يعيش الانسان أحسن عيشة كما يحاول عمرو خالد أن يغرى مريديه. ولقد أشرت لهذا الموضوع كثيراً من قبل.
ومن أخطائه أيضاً قوله: إن عدد الصحابة أكثر من سبعين ألف وأنهم جميعا سيدخلون الجنة بغير حساب، وهكذا فبدلاً من حديث الدعاة عن العشرة (أو الأكثر قليلاً) المبشرين بالجنة فإنه اقتداء بعمرو خالد يكون الحديث عن السبعين ألف صحابي المبشرين بالجنة.


أما خطأ عمرو خالد الفاحش بل الفاحش جداً (وأعتقد أن هناك من سيلومني على الاكتفاء بهذه الأوصاف في حقه بسبب هذا الخطأ) هو وصفه لجبريل عليه السلام عند نزول أول الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه "تنين".
فهل تعرفون ماهو التنين؟
التنين هو حيوان ضخم مخيف.


فكيف أجاز لنفسه تشبيه جبريل عليه السلام بذلك وتوقير الملائكة جزء لا يتجزأ من الإيمان بهم وهو أحد أركان الإيمان الستة في الإسلام؟!


ثم كيف ينزلق شخص ظاهره للناس أنه متخصص في الروحانيات الى هذا التشبيه العجيب؟.
أعود للمنهج مرة أخرى، فأقول تحدث عمرو خالد بكلام جميل في التسعين دقيقة الخاصة بأسماء الرسول صلى الله عليه وسلم ونسبه وصفاته وأخلاقه أخذه من كتب الشمائل الشهيرة.
أما الأربعون دقيقة التي تحدث فيها عما أسماه (لماذا نحتاج للرسول صلى الله عليه وسلم) فهي العجب العجاب فبداية فإن الصحيح في الموضوع أن يقال (أعرف أن هناك من سينتقدني على الاكتفاء بقولي هذا) لماذا نحتاج الى الاقتداء بالرسول أو منهج الرسول صلى الله عليه وسلم؟
وليس لماذا نحتاج الى الرسول صلى الله عليه وسلم؟.


وفي الحديث ما معناه: "جئنا نستغيث بك فقال: إنما يستغاث بالله".
ومع ذلك فإن عمرو خالد على امتداد أربعين دقيقة أورد الاجابات التالية حصراً تقريباً (طبعاً مع الشرح والأمثلة):
• محتاجنله علشان الدنيا بقت صعبة.
• محتاجنله علشان الحب قل في البيوت.
• محتاجنله علشان تعرف أن تبسمك في وجه أخيك صدقة.
• محتاجنله علشان يشفع لنا يوم القيامة.
• محتاجنله علشان يشفع لنا في إدخال سبعين مليون وسبعين ألف من أمته الجنة بغير حساب.
• محتاجنله علشان يشفع لنا في فتح باب الجنة بعد ما نعبر الصراط.
• محتاجنله ليشفع في إخراج عصاة المسلمين من النار.
• محتاجنله لكي نصل الى الفردوس الأعلى.


والآن ما هو جماع كل هذا الذي يقوله عمرو خالد؟
إن جماع ذلك هو أنه يأخذ الناس بعيداً عن واقع سيرة الرسول ويستغرقهم تماماً في الجانب الروحاني من الدين دون أن يرشدهم حتى إلى الطريق إلى ذلك.
لأن الطريق إلى ذلك يعني الاقتداء بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ومواقفه بدءً بأصول عقيدته وامتداداً بقواعد شريعته بلوغاً الى ذروة سنام هذا الدين المتمثل في الجهاد ولكن عمرو يأخذ الناس بعيداً عن كل ذلك ويستغرقهم في عالم من الروحانيات تماماً.. مبشرا لهم أن السبيل إلى هذا العالم يعتمد في الأساس على الحب ودون أن يشرح لهم أن هذا الحب يرتبط ارتباطاً لاينفك بالاتباع ومن غير ذلك يكون مجرد ادعاء.
لكنه لم يذكر لهم في سيرته شرحاً لما يجب اتباعه وتطبيق ذلك على العصر الذي نعيشه لكي يكون قد رسم لهم طريق هذا الحب المدعى. وأين هذا من فقه السيرة للغزالي الذي يقول: "فليفقه المسلمون سيرة رسولهم. وهيهات أن يتم ذلك إلا بالفقه في الرسالة نفسها والإدراك الحق لحياة صاحبها والالتزام الدقيق لما جاء به.
ألا ما أرخص الحب إذا كان كلاماً، وما أغلاه إذا كان قدوة وزماماً".


وفي مقابل هذا الحديث الطويل عن الروحانيات تحدث عمرو خالد حوالى ستة وثلاثين دقيقة لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة لم يتعرض فيها لموضوع العقيدة الذي هو أصل رسالته في شيء ثم تحدث ستة دقائق بالضبط عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة وهي المرحلة التي نزلت فيها كل الشرائع الإسلامية ولكنه لم يتعرض لشيء من ذلك وإنما أنهى حديثه الذي امتد مائتي دقيقة بحديث امتد أربعاً وعشرين دقيقة عن وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.
والذي يعنيه كل ما سبق أن الرجل يدور حديثه عن الروحانيات فقط ودون أن يشرح للناس ما هو التمثل الشرعي الحقيقي لبلوغ هذه الروحانيات. وقد يكون هذا الذي يحدث يحدث مع دعاة كثيرين ينتشرون في القرى والنجوع الأمر الذي يعني عدم أحقيتنا في توجيه كل هذا اللوم لعمرو خالد. ولكن اختلاف المسألة يعود لتوجيه كل هذا الضوء على عمرو خالد وإيهام الناس بأن هذا هو الداعية الأوحد والتفاف العوام عليه يأخذون منه دينهم.


إذن عند هذا الحد يختلف الموقف وتكون الحاجة شديدة لإظهار تأثير دعوة عمرو خالد. وأن استمرار ذلك التأثير يعني أن هناك دوراً يقوم به يؤدي في النهاية إلى إلهاء الناس عن مواجهة واقعهم الحقيقي اعتماداً على الإسلام، بل إلهائم عن المخاطر التي تدور حول الإسلام نفسه. في إحدى التعليقات على مقالاتي كتب أخ ذكي: "إن عمرو خالد يشبه خطيب يدعو أناساً في القرى الى عدم الاصطياف في أوروبا وهم لا يعرفون المدينة أصلاً".


ومع ذلك فأرى أن التشبيه الأصوب لعمرو خالد في مرحلته الأولى يتخذ المثال التالي: مدينة ما أحاط بها العدو من كل جانب بل احتلوا أجزاء منها وفعلوا فيها الأفاعيل وعند اجتماع الناس لمواجهة ذلك قيل لهم إن فلان الفلاني هو الوحيد الذي لديه الحل العجيب فاستمعوا، وإذا بهذا الشخص يرتقي المنبر ليحدث الناس عن فضل الأذكار وقيام الليل ولا يتعرض في شيء لما يحيط المدينة من مخاطر.


ترى ماذا يكون عند ذلك رأي كل من يعقل ما حوله في هذا الشخص؟!!.

مقاوم
10-22-2007, 12:57 PM
أخي صهيب على رسلك كي لا يخالف قولك فعلك.

إقرأ الموضوع إلى نهايته!

أخي عبد الله حياك الله وبياك

الحلقة العاشرة هي آخر ما كتب د. مبروك ونحن بانتظار مزيده

من هناك
10-22-2007, 02:40 PM
نقرأ إن شاء الله اخي مقاوم

تذكرني بسياسة الإغراق الحكومية التي ترمي الشعوب بكل ما لديها حتى لا يكون عندهم وقت للتفكير ابداً

مقاوم
10-22-2007, 02:49 PM
نقرأ إن شاء الله اخي مقاوم

تذكرني بسياسة الإغراق الحكومية التي ترمي الشعوب بكل ما لديها حتى لا يكون عندهم وقت للتفكير ابداً

ذاكرتك غير منصفة أخي بلال لأن هذا غيض من فيض ونزر يسير من كم هائل

اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه

صهيب
10-22-2007, 02:57 PM
ظننا المقالة انتهت

وإذا بك أغرقتنا
سنحاول إعادة القراءة

وياربي إن شاء الله ما يكون جهد ضائع

تحياتي اخينا مقاوم

حفصة
10-23-2007, 02:23 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيراً أخي الكريم مقاوم على هذا النقل الرائع

جعل الله كل حرف منها في ميزان حسناتك

اللهم آمين

واستغرب ممن تعجل و وصف المقال بالتافه قبل إنهاء القرأة !



بعض الإقتباسات المهمة التي لفتت نظري


في الحلقة الخامسة كتب الكاتب وقال :





ولكن هذا لا يعني السقوط الواقعي وزوال الخطر ليس خطر دعوة "عمرو خالد" فقط، ولكن دعوة طابور طويل عريض على امتداد العالم الإسلامي من الطامحين الطامعين في تحقيق ولو قدر قليل من المكاسب المادية والاستعلائية التي حققها عمرو خالد بدعوته التطويعية للإسلام وهم يعلمون جيداً أن هناك قوى عالمية تحيط بنا من كل جانب تملك أن تحيي وتميت (بالمعنى النمرودي للإحياء والإماتة) وتملك ما يمكن أن يملكه المسيخ الدجال من نعيم وجحيم، وتقف في شوق وتلهف واستغاثة لتتلقف هؤلاء وتنميهم وتخمهم وتجعل منهم نجوماً إعلاميين تبهر بهم أبصار جماهير الثقافة الفضائية العولمية المسطحة التافهة




وهو موجود لدى الجماهير العريضة غير الملتزمة من المسلمين والتي لا تعرف عن الإسلام إلا ما يوجهه لها نجوم الفضائيات وهؤلاء هم في الأساس محل الاعتبار في توجيه الغرب الأمريكي مثل هذه الدعوات إليهم وهؤلاء هم في الأساس الذين يجب أن ننتبه إلى مدى ما يمكن أن يمثله خطر مثل هذه الدعوات إليهم.

وأخيراً: أحب أن أشير إلى أن اهتمامي الأساسي في هذا المقال كان منصباً على إبراز مدى خطورة المسألة وعدم زوالها وليس على نقد دعوة "عمرو خالد" لأن هذا النقد سنتحدث عنه بشكل تفصيلي في المقالات القادمة.




في المقال السابع







وكأن عبادة الأصنام لا تكون إلا بعبادة التماثيل فقط ولا تكون بمجرد التوجه بالعبادة أو بعض الشعائر الى أي وثن سواء كان في صورة حجارة أو شجرة أو ضريح أو مقام ولكن عمرو خالد إلتزم بألا يصدم بعض الناس بالخلاف معهم في العظيم من الطقوس الشعائرية المخالفة للتوحيد في الإسلام التي يمارسونها بالفعل. وعندما وعظ الناس بعدم الوقوع بما وقع فيه قوم نوح تعليقاً على هذه الآية حدثهم عن خطأ الوقوع في الزنا.


أما عندما نتتبع قصصاً لسيدنا يوسف نجده يصول ويجول في شرح آيات سورة يوسف لأكثر من عشرة شرائط وطبعاً مع القصص والحكايات الصحيحة والضعيفة ولكنه مع ذلك يمر على الآية (إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه) مرور الكرام فلا يكاد يعلق عليه بشيء وهي مدار الأمر كله. وعندما لاحظت ذلك قلت ياترى ماذا سيفعل عمرو خالد حيال قصة سيدنا موسى أرى أنه لا مناص له من التعرض لدعوة التوحيد وخصوصاً يتعلق فيما يتعلق بادعاء بعض الطواغيت من البشر الحق في العبودية من دون الله لأن مدار القصة يقوم على الصراع حول هذا الموضوع بين موسى وفرعون.. فقمت بالبحث عن الشرائط التي تذكر قصة سيدنا موسى فلم أجدها في سلسلة الأنبياء. بحثت عنها في السيديهات فلم أجدها!.. ذهبت الى موقعه الرسمي لم أجدها. وطبعا لم أجدها في أي مكان على الإطلاق. وقال لي من يتابعونه: لن تجدها لأنه لم يتعرض لهذه القصة في هذه السلسلة. وبالفعل لم أجدها أبداً ووجدت بدلاً من ذلك أن عمرو خالد اقتصر في قصة سيدنا موسى على قصة موسى والخضر فقلت في نفسي ما أقوله الآن أمام الدنيا جميعاً:


أن عمرو خالد ليس جاهلاً وإنما هو رجل يعرف ما الذي يفعله تماماً. أما موقف عمرو خالد من الصفات الإلهية فيكفي فيه الحديث عما يفعله هو نفسه تجاه وجوب الالتزام بهذه الصفات وهو أمر شهير كثر حديث علماء الحديث عنه، وقد أشرت إليه من قبل. ومن بعض ذلك قوله (خاطر ربنا – ربنا عايز يقولك يا أخي استحي بقي – ربما عايز يمر مطر). وهي أقوال يكثر ذكرها على الانترنت ومازالت موجودة على أشرطته على الرغم من حديث العلماء عن خطأ ذلك الأمر. الأمر الذي يعبر عن استهتاره بهذا الموضوع.




الحلقة الثامنة




والذي فعله عمرو خالد في هذا الشريط أنه برر الرجاء لأهل الانحراف في المصايف باستعطاف شديد أن يعملن على ستر أنفسهن بأكبر قدر ممكن فصاحبة الرداء اللصيق عليها أن توسع منه ومن ترتدي فوق الركبة أن تدني ملابسها تحت الركبة.. أما غاية الابتذال فتمثل في رجائه المستعطف لمن ترتدي المايوه القطعتين وتعري بطنها أن تكتفي بارتداء المايوه قطعة واحدة الذي لا يعري البطن!!!.

هل شعرتم بالرغبة في القىء بعد ان قرأتم هذا الكلام؟! أرجو أن تجيبوا.







الحلقة التاسعة







بداية أحب أن أؤكد أننا بخلاف مناهج أخرى نرى أن الخطورة الكبرى في دعوة عمرو خالد بوجه عام تتعلق فيما لا يقوله وليس فيما يقوله. مع التأكيد على أن هناك استثناءات كبرى تخرج عن هذه القاعدة العامة.











في الحلقة العاشرة





وسنتناول في هذا المقال عرضه لهذه السيرة الموجزة.. ويمكن تقسيم عرضه هذا كالتالي:


• تسعون دقيقة تعرض فيها لأسماء الرسول صلى الله عليه وسلم ونسبه وصفاته وأخلاقه.
• حوالي أربعين دقيقة تحدث فيها عما سماه (لماذا نحتاج الرسول صلى الله عليه وسلم؟).
• عشرة دقائق أدعية.
• حوالي ستين دقيقة تعرض فيها لسرد سيرته قسمها كالتالي:
o حوالي ست وثلاثين دقيقة لسيرته في مكة المكرمة.
o ستة دقائق بالضبط لسيرته في المدينة.
o حوالي أربع وعشرين دقيقة لوفاته صلى الله عليه وسلم.


الشاهد مما سبق أنه لم يتعرض لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة وهي التي تمثل الجانب التشريعي من حياته إلا لستة دقائق وهي مدة أقل من المدة التي تعرض فيها لاسمه ونسبه، ولم يذكر في الستة دقائق هذه إلا حادثين.. الأول: سير الرسول صلى الله عليه وسلم الى بدر وتبادله للركوب مع علي بن أبي طالب وصحابي آخر والآخر هو ماتعرض له من جراح وأذى في معركة أحد.





وهناك بعض الأخطاء الغريبة الأخرى (وإن لم تكن غريبة على منهجه) فعندما ذكر عبادة التفكر في خلق الله قال: ياناس ياللي حتطلعوا تصيفوا كم شهر أو شهرين خلي بالكم من عبادة التفكر في خلق الله.


وكما ذكرت سابقاً فإن الواقع المعروف يؤكد أن التصييف هو مناسبة للفجور ومن التكلف أن تدعو هؤلاء لأن يكون عبادة للتفكر في خلق الله، ومن البلية ما يضحك فإن ذلك عادة ما يكون مناسبة للفجور بخلق الله





أما خطأ عمرو خالد الفاحش بل الفاحش جداً (وأعتقد أن هناك من سيلومني على الاكتفاء بهذه الأوصاف في حقه بسبب هذا الخطأ) هو وصفه لجبريل عليه السلام عند نزول أول الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه "تنين".
فهل تعرفون ماهو التنين؟
التنين هو حيوان ضخم مخيف.


فكيف أجاز لنفسه تشبيه جبريل عليه السلام بذلك وتوقير الملائكة جزء لا يتجزأ من الإيمان بهم وهو أحد أركان الإيمان الستة في الإسلام؟!








وفي الحديث ما معناه: "جئنا نستغيث بك فقال: إنما يستغاث بالله".
ومع ذلك فإن عمرو خالد على امتداد أربعين دقيقة أورد الاجابات التالية حصراً تقريباً (طبعاً مع الشرح والأمثلة):
• محتاجنله علشان الدنيا بقت صعبة.
• محتاجنله علشان الحب قل في البيوت.
• محتاجنله علشان تعرف أن تبسمك في وجه أخيك صدقة.
• محتاجنله علشان يشفع لنا يوم القيامة.
• محتاجنله علشان يشفع لنا في إدخال سبعين مليون وسبعين ألف من أمته الجنة بغير حساب.
• محتاجنله علشان يشفع لنا في فتح باب الجنة بعد ما نعبر الصراط.
• محتاجنله ليشفع في إخراج عصاة المسلمين من النار.
• محتاجنله لكي نصل الى الفردوس الأعلى.


والآن ما هو جماع كل هذا الذي يقوله عمرو خالد؟
إن جماع ذلك هو أنه يأخذ الناس بعيداً عن واقع سيرة الرسول ويستغرقهم تماماً في الجانب الروحاني من الدين دون أن يرشدهم حتى إلى الطريق إلى ذلك.
لأن الطريق إلى ذلك يعني الاقتداء بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ومواقفه بدءً بأصول عقيدته وامتداداً بقواعد شريعته بلوغاً الى ذروة سنام هذا الدين المتمثل في الجهاد ولكن عمرو يأخذ الناس بعيداً عن كل ذلك ويستغرقهم في عالم من الروحانيات تماماً.. مبشرا لهم أن السبيل إلى هذا العالم يعتمد في الأساس على الحب ودون أن يشرح لهم أن هذا الحب يرتبط ارتباطاً لاينفك بالاتباع ومن غير ذلك يكون مجرد ادعاء







إذن عند هذا الحد يختلف الموقف وتكون الحاجة شديدة لإظهار تأثير دعوة عمرو خالد. وأن استمرار ذلك التأثير يعني أن هناك دوراً يقوم به يؤدي في النهاية إلى إلهاء الناس عن مواجهة واقعهم الحقيقي اعتماداً على الإسلام، بل إلهائم عن المخاطر التي تدور حول الإسلام نفسه. في إحدى التعليقات على مقالاتي كتب أخ ذكي: "إن عمرو خالد يشبه خطيب يدعو أناساً في القرى الى عدم الاصطياف في أوروبا وهم لا يعرفون المدينة أصلاً".


ومع ذلك فأرى أن التشبيه الأصوب لعمرو خالد في مرحلته الأولى يتخذ المثال التالي: مدينة ما أحاط بها العدو من كل جانب بل احتلوا أجزاء منها وفعلوا فيها الأفاعيل وعند اجتماع الناس لمواجهة ذلك قيل لهم إن فلان الفلاني هو الوحيد الذي لديه الحل العجيب فاستمعوا، وإذا بهذا الشخص يرتقي المنبر ليحدث الناس عن فضل الأذكار وقيام الليل ولا يتعرض في شيء لما يحيط المدينة من مخاطر.


ترى ماذا يكون عند ذلك رأي كل من يعقل ما حوله في هذا الشخص؟!!.

حفصة
10-23-2007, 12:40 PM
يرفع للأهمية بارك الله فيك اخي الكريم مقاوم

هنا الحقيقه
10-23-2007, 01:36 PM
وفي الحديث ما معناه: "جئنا نستغيث بك فقال: إنما يستغاث بالله".
ومع ذلك فإن عمرو خالد على امتداد أربعين دقيقة أورد الاجابات التالية حصراً تقريباً (طبعاً مع الشرح والأمثلة):
• محتاجنله علشان الدنيا بقت صعبة.
• محتاجنله علشان الحب قل في البيوت.
• محتاجنله علشان تعرف أن تبسمك في وجه أخيك صدقة.
• محتاجنله علشان يشفع لنا يوم القيامة.
• محتاجنله علشان يشفع لنا في إدخال سبعين مليون وسبعين ألف من أمته الجنة بغير حساب.
• محتاجنله علشان يشفع لنا في فتح باب الجنة بعد ما نعبر الصراط.
• محتاجنله ليشفع في إخراج عصاة المسلمين من النار.
• محتاجنله لكي نصل الى الفردوس الأعلى.


بماذا يذكركم هذا الكلام

الا يذكركم بالقساوسة والابوات النصارى

نفس الكلام


المسيح يحبكم وانتو ليه لازم تحبوا المسيح علشان يخلصكوا من الخطيئة

علشان هو يحبكم
علشان يطهركم
علشان العيشة صعبه




هذا مايريد عمرو ختالد ان يكون عليه الاسلام



اشكرك اخي مقاوم على ما نشرته لنا وبارك الله بكاتب المقال وناقله وننتظر التكملة ان كانت هناك تكملة وان ما قراناه يكفي

فـاروق
10-23-2007, 01:40 PM
انا غير موافق على آخر مشاركة للحبيب هنا الحقيقة

لانها تحمل الكلام ما لا يحتمل....

القصد واضح بين..فضلا على ان ليس كل الجمل فيها مشكلة ول اخذناها ظاهريا!!

مقاوم
10-23-2007, 04:17 PM
أختي حفصة وأخي هنا الحقيقة
جزاكم الله خيرا على التفاعل الطيب
كما أشكر الجميع على المرور والتعليق

شيركوه
10-24-2007, 10:12 AM
• محتاجنله علشان الدنيا بقت صعبة.
• محتاجنله علشان الحب قل في البيوت.
• محتاجنله علشان تعرف أن تبسمك في وجه أخيك صدقة.
• محتاجنله علشان يشفع لنا يوم القيامة.
• محتاجنله علشان يشفع لنا في إدخال سبعين مليون وسبعين ألف من أمته الجنة بغير حساب.
• محتاجنله علشان يشفع لنا في فتح باب الجنة بعد ما نعبر الصراط.
• محتاجنله ليشفع في إخراج عصاة المسلمين من النار.
• محتاجنله لكي نصل الى الفردوس الأعلى.


بماذا يذكركم هذا الكلام

الا يذكركم بالقساوسة والابوات النصارى

نفس الكلام


المسيح يحبكم وانتو ليه لازم تحبوا المسيح علشان يخلصكوا من الخطيئة

علشان هو يحبكم
علشان يطهركم
علشان العيشة صعبه




اغالطك في هذه النقطة اخي الحبيب
وانا لست اصلا ممن يدافعون عن عمرو خالد والجميع يعرف هنا كم تجادلت والذين يتبعونه حذو القذة بالقذة

ولكنك هنا اخي الحبيب جانبت الصواب بعض الشيء في كلامك

لا احد ينكر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سيشفع لنا يوم القيامة
واذا اقتصر كلامه فقط على ما ذكرت فليس في ذلك شيء بحسب ما اعلم

فالحاجة له لا يقصد بها الرجل هنا الدعاء
بل الحاجة الى الاتباع
واتباعه

اقول ان اقتصر على ما ذكرت
انما ان تعداها الى القول بالحاجة للاستشفاع به في الدعاء او التوسل به صلوات ربي وسلامه عليه فهنا تقع المغالطة من قبله

عندها تكون قد اصبت اخي
ولكن فيما اقتصرت على نقله فلم تصب

السلام عليكم

صهيب
10-24-2007, 10:37 AM
الفهم مراتب
والفهم أفهام

من يعترض على هذا


محتاجنله علشان الدنيا بقت صعبة.

الدنيا اصبعت صعبة: فساد ودعارة وكذب ونفاق وبهتان

محتاجبن لهديك يا رسول الله


محتاجنله علشان الحب قل في البيوت.

محتاجين أن نقتدي بك يارسول الله في سيرتك بين أهلك وفيما أمرتنا به.


• محتاجنله علشان تعرف أن تبسمك في وجه أخيك صدقة.

محتاجين أن نتذكر قولك : لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق.


• محتاجنله علشان يشفع لنا يوم القيامة.
محتاجنله علشان يشفع لنا يوم القيامة.
• محتاجنله علشان يشفع لنا في إدخال سبعين مليون وسبعين ألف من أمته الجنة بغير حساب.
• محتاجنله علشان يشفع لنا في فتح باب الجنة بعد ما نعبر الصراط.
• محتاجنله ليشفع في إخراج عصاة المسلمين من النار.
• محتاجنله لكي نصل الى الفردوس الأعلى


ومن ينفي شفاعته يوم القيامة؟

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ يَدْعُو بِهَا وَأُرِيدُ أَنْ أَخْتَبِئَ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي فِي الْآخِرَةِ البخاريج19 ص360

فما الخلل إذا فهمت قوله بهذه الطريقة؟

شيركوه
10-27-2007, 07:58 PM
الفهم مراتب
والفهم أفهام




والتادب والكياسة والذوق في مخاطبة الاخوان مراتب ايضا؟؟

السلام عليكم

هنا الحقيقه
10-27-2007, 08:10 PM
الاخ فاروق والاخ شيركوه

ابتداءا
اود ان ابين ان لو اخذنا هذا الكلام وقسناه على قدر عقولنا لما نرناه ولما خطأنا لكن اذا جاء الشرح على اساس

ان حبوا رسول الله لانه هو الذي يشفع

لان الحياة صعبة والعيشة غالية وغيرها
لكن يبتعد عمروا خالد بتوضيح كيف نحب رسول الله

هل بنفس الطريقة التي يحبها النصارى لعيسى ام بالعمل باتباع عقيدة رسول الله

بان نوالي المسلمين ونتبرا من المشركين
ان نوحد الله ولا نشرك به شيء

الحياة صعبة ولهذا نحتاج رسول الله

فيجب ان نتصدق ويجب ان نبتعد عن الاماكن المشبوهة
وان لا نتواجد باماكن العري ونبتعد عن الاختلاط بين الجنسين


اليس كذلك اخ صهيب اليس هذا ما ذهبت انمت اليه وفسرت قول عمرو خالد على اساسه


فارجو منك ان تذهب وتسمع ما يقول عمرو خالد في هذه الحقلة وسوف تعلم الى ماذا يدعو فلا تدافع عن شيء فقط لانك تريد ان تحاجج صاحب الراي الاخر بارك الله بك




وعذرا لاخي وحبيبي فاروق والاخ الغالي شيركوه

على عدم توضيحي لمقصدي في بادئ الامر
انما كان القصد لمن يسمع كلام عمرو خالد

بعد مقالته التي استشهدت بها انا انه لم يتطرق كيف نحب رسول الله وكيف نجعله شفيع لنا في الاخرة
وكيف بمحبة رسول الله نجعل الحياة جميلة حلوة

لم يعطينا الكيف انما اعطانا ان نحب على غير هدى
ولا يفى عنكما اخوي فاروق وشيركوه ان المتلقي ليسوا كلهم مثل ثقافتكم او علمكم ازادكم الله منه

شيركوه
10-27-2007, 08:39 PM
السلام عليكم
جزاك الله خيرا اخي

صحيح ما قلت به والاولى ان يوضح وهذا ما كنت اقوله في السابق عمرو خالد تصدى لامر ليس له باع فيه فهو ليس بعالم ودخل في امور اكبر منه
جزاه الله خيرا على خير قد قام به
ولكن ايضا يجب ان ينتبه مما يقول وكيف يقول فليس كل الناس على قدر واحد من العلم
وكما اقول الرجل دخل في امر اكبر منه وهو ليس مؤهلا له
السلام عليكم

مقاوم
11-12-2007, 10:08 AM
عمرو خالد وصناعة نموذج الإسلام الأمريكانى/11: كلامه فى "على خطى الحبيب"

كنت قد ناقشت في مقالي السابق تناول عمرو خالد للسيرة النبوية فيما سماه السيرة المختصرة، وللإنصاف كان لابد من مناقشة تناوله المتسع للسيرة والذي جاء ببرنامجه (على خطى الحبيب) وفي هذا المقال (والذي قد يمتد إلى مقالات) سأناقش الحلقات السبع الأولى من البرنامج والتي تبلغ كل منها نحو الساعة تقريباً.


وأشير هنا بداية إلى أن التزامي بمناقشة تناوله المتسع للسيرة أدى بي إلى القفز مرة واحدة من متابعة مرحلته الأولى إلى متابعة مرحلته الثانية، دون التوقف لتحديد فروق التميز بين المرحلتين اللتين أفصل بينهما ببداية ظهوره على الشاشات الفضائية وإن كنت قد أشرت إلى بعض ذلك متناثراً بين السطور فأرجو أن أوفق إلى شرح ذلك لاحقاً بإذن الله.


وبحسب اعتقادي فإن سلسلة حلقات (على خطى الحبيب) هي أهم ماتشتمل عليه دروس عمرو خالد على الإطلاق وذلك لعدة أمور على رأسها أنها تتناول باستفاضة سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وما أعظم ذلك من موضوع، وما يقتضيه من تبعات بذل الجهد على متناوله، ومن ناحية أخرى فقد جاءت في بدايات ظهوره على الفضائيات وما يقتضيه ذلك على عمرو خالد من تقديم استحقاقات هذا الانتشار الرهيب وهو بالفعل قد قدم مجهوداً مضاعفاً في هذه الحلقات عما سبقها وعما تلاها أيضا من حلقات أخرى.


وقد نجم عن هذا المجهود وعن طموح صاحبه أن عمرو خالد قدم نفسه (عملياً) في هذه الحلقات ليس على أنه داعية فقط أو عالم فقط بل على أنه عالم مجتهد ومفكر موسوعي شمولي يقدم أطروحاته في مختلف جوانب الفكر.


وقبل أن أتحدث عن الأزمة التي أدى إليها هذا التقديم والتي تعود إلى البون الشاسع بين مايتطلبه ذلك وبين القدرات الفعلية لعمرو خالد أحب أن أشير بإيجاز إلى الفروق العلمية بين أصحاب تلك الصفات.


فالداعية هو القادر على إبلاغ دعوة الإسلام للناس ويشترط فيه أن يكون ملماً بعقيدتها وقواعدها الأساسية وملماً إلماماً عاماً بالعلوم الشرعية ومتغيرات الواقع.


أما العالم فهو الملم إلماماً تفصيلياً بالعلوم الشرعية حافظاً متيقظاً للكثير من هذه التفاصيل إلى الدرجة التي تؤهله إلى استدعاء الكثير من أحكامها على الفور ودون الرجوع مرة أخرى إلى المراجع.


أما العالم المجتهد فهو فضلاً عن بلوغه المكانة السابقة بل أشد منها فهو قادر على استنباط الأحكام المتغيرة بتغير الأزمنة والظروف والأحوال وهو الأمر الذي يقتضي إلمامه بعلوم الواقع الذي يتعرض له اجتهاده.


وأخيراً فالمفكر هو الذي يجمع بين علوم العالم دون درجة الحفظ والتيقظ وبين الإلمام التفصيلي بعلوم الواقع المتغير والقدرة على تقديم الاجتهاد المناسب للعلاقة بينهما إضافة إلى استيعاب اجتهادات المفكرين السابقين له في نفس الاتجاه.


طبعاً هذه الصفة (صفة المفكر) تطلق الآن على الكثيرين من أدعياء العلم والفكر معاً ويلتصق بها بعض الصحفيين والساسة بوجه خاص، كما أنها لا تلقى اعترافاً من التيار السلفي التقليدي بوجه عام وزادهم نفوراً التصاق هؤلاء الأخيرين بها ولكن كل هذا لايغير من الأمر شيئا ولكي نزيد الأمر إيضاحاً نبرز بعض أسماء الذين تحققت فيهم صفة المفكر الإسلامي تحققاً لا شك فيه، فنذكر محمد البهي والمودودي ومالك بن نبي وسفر الحوالي ووحيد الدين خان وأبو الحسن الندوي.


والآن أقول: إذا كنت قد دافعت فيما سبق عن إمكانات عمرو خالد بالنسبة لما تتطلبه درجة الداعية من العلم فإنني أدفع عن القارئ أي مظنة للاعتقاد ببلوغه الدرجات الأخرى من العلم فهو لاعلاقة له بتاتاً بدرجة العالم فضلاً عن العالم المجتهد أو المفكر الشمولي.


ولا أقول ذلك من باب القدح به ولكن – ويالغرابة الموقف – من باب حسن الظن به أن تكون الأخطاء القاتلة التي وقع فيها فيما سنتناوله قد وقع فيها على علم منه. ولكنه قد وقع فيها عند حسن الظن نظرا لتعرضه لما لا طاقة له به على الإطلاق وإن كان السيء في الأمر الذي يشده إلى كل هذا هو الأغراض السياسية التي يرمي إليها.


من أهم هذه الأخطاء القاتلة أنه فسر الصراع بين الرسول - صلى الله عليه وسلم - وبين مشركي العرب (تفسيراً ماركسياً) أو بلغة أوضح لمن يجهل من مريديه (تفسيراً شيوعيا) بحسب دوافع المشركين وقد نجم عن تفسيره هذا أنه خالف ظاهر العديد من الآيات القرآنية.


وكذلك فقد ادعى انهياراً شبه كامل لحضارتي الفرس والروم وثروة طائلة للعرب زمن البعثة ومن ثم فقد (أنسن) انتصار المسلمين على هذين الحضارتين أي قدم تفسيراً إنسانياً (يخلو من الإعجاز) لهذا الانتصار.


ولكن قبل أن أقدم شروحاً لما سبق سأذكر للإنصاف بعض المحاسن (الايجابيات) التي جاءت في الحلقات السبع التي أتناولها هنا.


• كنت قد نفيت صفة التميز الخاص في دعوة عمرو خالد ولكني استثني هنا من ذلك الحلقة التي ذكرها عن غار حراء. ففضلاً عن زيارته الشخصية المؤثرة للغاية للغار فقد استنبط من هذا الموضوع أشياء جمة بالغة الأهمية على رأسها عبادة التفكر، ومع هذا استثنى من هذا الاستثناء أمراً خطيراً للغاية سأذكره فيما بعد.
• أصلح الصورة التي ذكرها من قبل عن جبريل عليه السلام (وكنت قد أشرت إليها في الحلقة السابقة) وتحدث عنه حديثاً جميلاً للغاية.
• من السهل أن يتحدث الداعية عن وفاء الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولكن عمرو خالد اجتهد في ربط الأحداث بين كل من قام برعاية الرسول - صلى الله عليه وسلم - في نشأته (خصوصاً من النساء) وماقدمه لهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعد عشرات السنين.


أعود للأخطاء القاتلة فأقول: إن عمرو خالد فسر معارضة قريش للرسول - صلى الله عليه وسلم - ودفاعها عن الأصنام لأسباب اقتصادية في الأساس فهو يرى أن قريش كانت تعتمد أساساً على التجارة بدليل رحلتي الشتاء والصيف ومن ثم كانت تحتاج إلى تأمين الطرق التي تمر بها قوافل التجارة، وإذا كان لكل قبيلة صنم خاص فإن الحل بالنسبة لقريش هو وضع صنم لكل قبيلة فوق الكعبة وبهذا وضعت قريش ثلاثمائة وستين صنما فوق الكعبة (الصحيح حولها)، فإذا ارتضت قريش بعبادة الله وحده فإن ذلك سيعني تخليها عن الثلثمائة وستين صنماً ومن ثم القطيعة بينها وبين القبائل وتعرض قوافلها للخطر ومن ثم ضياع مصالحها الاقتصادية. وبعد أن قدم هذا التفسير علق عليه بالكلمة التالية:
الخناقة خناقة مصالح.. ماهو لو تركنا الأصنام حنخسر تجارتنا ومصالحنا.. هي دي القصة.. إحنا كده خلصنا الموضوع.. الخناقة مش أصنام نعبدها.. لأه. الموضوع إن الأصنام ديه هي اللي موقفة التجارة بتاعتنا.
هل يدري القارئ مدى خطورة هذا التفسير؟

مقاوم
11-12-2007, 10:10 AM
عمرو خالد وصناعة نموذج الإسلام الأمريكانى/12: كلامه فى "على خطى الحبيب"

ذكرت في المقال السابق كيف أن عمرو خالد فسر معارضة قريش للرسول صلى الله عليه وسلم ودفاعها عن الأصنام تفسيراً ماركسياً بإرجاع ذلك الى خوف قريش على المصالح الاقتصادية.


وخطورة هذا التفسير أنه ينصر التفسير الماركسي المادي للتاريخ والذي يرى أن العامل الاقتصادي هو العامل الأساسي المنتج لكل البنى الفوقية للمجتمع والتي من بينها الدين، فكما يقول ماركس نفسه: "مجموع علاقات الانتاج يؤلف بناء فوقياً حقوقياً وسياسياً وتطابقه أشكال معينة من الوعي على العكس من ذلك معيشتهم الاجتماعية هي التي تعين إدراكهم".


وخلاصة هذا الكلام أن الدين مجرد منتج اجتماعي لعلاقات الانتاج والقوى الاقتصادية القائمة ومن ثم فإن المادية الداعية الى الإلحاد هي الحق الذي يجب اتباعه.


طبعاً كما ذكرت سابقاً فإن القدرات المعرفية لعمرو خالد أبعد ما تكون عن إدراك مثل هذه الأمور ولكن الذي أوقعه في ذلك هو مطاولته للقيام بدور المفكر وعدم الاكتفاء بدور الداعية.


ولكن هناك مشكلة قاتلة أيضاً نتجت عما سبق وتتعارض مباشرة مع دوره كداعية. هذه المشكلة هي أن تفسيره هذا يتعارض مع ظاهر الكثير من الآيات التي تحدثت عن أسباب رفض قريش لدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم: "ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى"


أي أنهم أرادوا بهم التوسط في القرب الى الله وليس المصالح الاقتصادية هي الأساس.


"وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون".


"بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون" (الزخرف 22).


"وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير".


وسبب اتباع الآباء هذا هو السبب المباشر الذي أعلنه أبو طالب للرسول - صلى الله عليه وسلم - حيث اعتذر له عن اتباعه بعدم تركه دين عبد المطلب.


"وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا وما يهلكنا إلا الدهر"


"وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل ينبؤكم إذا مزقتم كل ممزق إنكم لفي خلق جديد أفترى على الله الكذب أم به جنة بل الذين لايؤمنون بالآخرة في العذاب والضلال البعيد".


"وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم".


إذن كانت من أهم الأسباب أيضاً لمعارضتهم لدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم هو عدم اقتناعهم بحياة أخرى بعد الموت.


كل هذه الآيات وغيرها كثير تؤكد تأكيداً قاطعاً بأن كلام عمرو خالد عن كون الموضوع هو في الأساس (خناقة مصالح اقتصادية وإن احنا كده خلصنا الموضوع) مجرد كلام فارغ ويتعارض مع ظاهر العديد من الآيات القرآنية وأنه في أحسن الظن كان يكرر كلاماً دسه عليه بعض معاونيه في إعداد برامجه. وإن كنت مع كل ما سبق لا أنفي تأثير العامل الاقتصادي في الموضوع ولكن السؤال الآن: لماذا سهل على عمرو خالد الوقوع في مثل هذا الخطأ القاتل؟.


أجيب: لأنه لم يحدد أصلاً ما هي الدعوة التي دعي إليها الرسول - صلى الله عليه وسلم - ليتحدد أمامه لماذا مشركي قريش رفضوها.


أو أنه يغفل عن ذلك متعمداً حتى لايحرج جمهوره من المعاصرين فتكون المشكلة التي واجهت الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقط مشكلة اقتصادية.


وأياً كانت النوايا فإن عمرو خالد يتجاهل حقيقة التوحيد في الإسلام حتى في ذروة المواضع التي تحتم عليه التعرض له وهذه الذروة هنا هي حال البعثة وبدء الدعوة الى الله وهذا ما جعل حديثي يدور حول السبع حلقات الأولى من البرنامج (على خطى الحبيب) بالذات والتي تستغرق تماماً هذه الفترة ولكن عمرو خالد لم يتحدث عن شيء من ذلك.


لقد دعا الرسول صلى الله عليه وسلم الى التوحيد ولكي يفهم الناس خطورة ما دعاهم الرسول إليه كان ينبغي على عمرو خالد إفهامهم ما هي حقيقة عبادة الكفار للأصنام بدلاً من هذا الحديث الكاذب عن الأسباب الاقتصادية.


وحتى لا أفهم من جهلة مريديه وثعالب مستثمريه بأن أتحدث تلبية لتيار معين أو انطلاقاً من رؤية خاصة أترك الأمر لأحد أهم العلماء الذين تلقت الأمة بكافة تياراتها كتابه بالقبول وهو الشيخ صفي الرحمن المباركفوري حيث يقول في "الرحيق المختوم" وهو الكتاب الذي أوصى عمرو خالد نفسه بقراءته: "أما فكرة الشرك وعبادة الأصنام فقد نشأت فيهم على أساس أنهم لما رأوا الملائكة والرسل والنبيين وعباد الله الصالحين من الأولياء والأتقياء والقائمين بأعمال الخير – لما رأوهم أنهم أقرب خلق الله إليه.. ظنوا أن الله أعطاهم شيئاً من القدرة والتصرف في بعض الأمور التي تختص بالله سبحانه وتعالى وأنهم لأجل تصرفهم هذا ولأجل جاههم ومنزلتهم عند الله يستحقون أن يكونوا وسطاء بين الله سبحانه وتعالى وبين عامة عباده.. فنحتوا لمعظمهم صوراً وتماثيل، أما حقيقة تطابق صورهم التي كانوا عليها وإما خيالية تطابق ما تخيلوا لهم من الصور في أذهانهم. وهذه الصور والتماثيل هي التي تسمى بالأصنام.


وربما لم ينحتوا لهم صوراً ولا تماثيل بل جعلوا قبورهم وأضرحتهم وبعض مقراتهم ومواضع نزولهم واستراحاتهم أماكن مقدسة، وقدموا إليها النذور والقرابين، وأتوا لها بأعمال الخضوع والطاعات وهذه الأضرحة والمقرات والمواضع هي التي تسمى بالأوثان.


فكان من جملة عبادتهم للأصنام والأوثان أنهم:


1 - كانوا يعكفون عليها ويلتجئون إليها.. ويهتفون لها ويستغيثونها في الشدائد ويدعونها لحاجاتهم معتقدين أنها تشفع عند الله وتخفق لهم ما يريدون.


2 - كانوا يحجون إليها ويطوفون حولها ويتذللون عندها ويسجدون لها.


3 - كانوا يتقربون إليها بأنواع من القرابين فكانوا يذبحون وينحرون لها على أنصابها كما كانوا يذبحون بأسمائها في أي مكان". (مختصر من ص 40 : 41).

حفصة
11-12-2007, 04:33 PM
جزاك الله خيرا اخي الكريم مقاوم

بجد كوارث عمرو !!

طارق-بن-زياد
11-12-2007, 06:53 PM
الله يكون في عون عمرو
أصلاً الرجل فقد جزء ليس بقليل من شعبيته ومتابعة الناس له بسبب الأضاليل والأكاذيب التي حيكت حوله وبسبب الأوضاع المتردّية التي نمر فيها.
وأشك أن يكون قد وُجِد في العالم الإسلامي شخص مؤثر مثل عمرو خالد على الشباب في القرن الواحد والعشرين!
الشباب الذين ضاعوا إلا من رحم الله
ضاعوا بتقصير العلماء الجهابيز و هبل شيوخ السلاطين وتآمر المتآمرين!

طارق-بن-زياد
11-12-2007, 06:55 PM
حبذا لو قام هذا البطل بالإجتهاد لدعوة الشباب بدل الطعن فيمن يقوم بدوره... لأنه لم يؤد دوره كما يجب

بب123
12-07-2007, 08:26 PM
السلام عليكم انا العضو الجديد اريد منفضلكم قصص الانبياء صوت على شكل محاضرات صوتيه مع جزيل الشكر

من هناك
12-07-2007, 08:54 PM
السلام عليكم انا العضو الجديد اريد منفضلكم قصص الانبياء صوت على شكل محاضرات صوتيه مع جزيل الشكر
لا اذكر ان عمرو خالد عنده محاضرات عن قصص الأنبياء. لعلك تريد مجموعة طارق السويدان؟