بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع منقول
والكاتب لم ينتهي من كتابة الحلقات بعد
وإن شاء الله الحلقات ستنقل تباعاً كلما ورد جديد
************



عـلاقـتـي ومـعـرفـتـي بـ"مـحـمـود قـول أغـاسـي"

مقدمة:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
مرت الأمة الإسلامية في العصر الحديث بأحداث كبيرة وتجارب مرة وأخرى تبعث في النفس العزة والرفعة .
وكنت أتألم كثيراً حين أرى الشباب يكررون بعض التجارب التي سبقهم إليها جيل قبلهم ، دون معرفة وتبصر ، متمنياً أن يدون كل تجربته ومعرفته ، لكي يستنير بها من بعده ويبرئ ذمته من تبعة كتم الحق ، ويعذر إلى ربه فيما يفعل ويدع .
وإذا كانت الأمة قد ابتليت في هذا الزمان بطغيان القوانين الباطلة وأحكام الجاهلية في معظم بقاع العالم ، فلم تنج أيضاً من فتنة الرعاع والدهماء من الناس ، الذين يتبعون كل ناعق ويستجيبون لكل مناد .
وإذا تفكرنا ملياً .. وجدنا أن الله تعالى لم يرسل لنا رسولا إلا وأيده بالمعجزات التي تدل على صدقهم وتجلي الحق الذي معهم ، حتى يتبين للناس سبيل المهتدين ويتبين لهم سبيل المجرمين .
فما بال أقوام كلما صاح فيهم شيطان تولوا إليه واتبعوا ناصيته حتى باتوا يرون فيه مخلصهم ومنقذهم ، دون تبين وتمحيص ، يستوي عندهم الصادق والكاذب .
ولي تجربة مع بعض الشيوخ المتبعين الذين ذاع صيتهم واشتهر أمرهم حتى رأيت أقواما أبرياء يخدعون به ويحبونه ، وأقواماً آخرين يجدون تسجيلاته عبر صفحات الشبكة فيعجبون بها ويستمعون إليها ، ورأيت أتباعه يكثرون وتلامذته يزدادون حتى بات لزاماً علي تبيين أمره ، وعرض قصته ليعرفه القاصي والداني ، ويستفيد العقلاء من سيرته فلا يقعوا في أي شراك ينصبها لهم من شاء ومن أراد .
ذلك هو المدعو محمود قول أغاسي الحلبي ، الذي جيش الشباب وألب عواطفهم في غير ما هدف واضح حتى باتوا ضحية لأجهزة الأمن السورية ، تعتقل منهم من شاءت وتقتل من شاءت .
وقد بدأت في كتابة هذه القصة قبل اغتياله بشهر تقريباً ، ثم وردني خبر هلاكه أثناء كتابتي للحلقة الرابعة من هذه القصة ، أرجو أن يجد فيها أهل الحجى ما يعتبر به ويتعظ .
والله الموفق .



أخوكم/ تحت المجهر،،

الحلقة الأولى :





(اللقاء الأول)





كانت بداية معرفتي به عندما كان بعض أقاربي




يدرسون في كلية الشريعة بجامعة دمشق ،




وكان اسم ( قول أغاسي ) يتردد على ألسنتهم وكان الاسم ــ أقصد اسم العائلة ــ له نوع تميز ويدعو للاستغراب بسبب غرابة ألفاظه ،




وقد سمعت من بعض الإخوة أنه من قرية في شمال حلب




تدعى ( كفرغان ) ، أو من ( الغوز )




وبالعموم هناك قرية كردية اسمها ( قول أغاسي )




أما معنى قول أغاسي فحسب رواية بعض الزملاء باللغة التركية :




1 / كلمة ( قول ) معناها ( عبد ) و ( آغا ) تعني السيد و ( سي ) تضاف لإفادة معنى الإضافة ( مثل ) إضافة ( S ) في قولك :




This Is Ahmeds Pen




وهي بهذا التركيب تعني ( سيد العبيد )




2 / وهناك تصريف آخر للمعنى على النحو التالي :




كلمة ( قولاغ ) أو ( قولاق ) ــ حسب اللهجة ــ تعني ( أذن ) ، ولفظة ( آصي ) تعني ( يعلق )




وهذا التركيب ( قولاق آصي ) يعني ( ينصت ) بالتركية والمعنى الأول أولى .




على كل حال كلما جاء ذكره على ألسنة الشباب كنا نتندر على الاسم مع شيء من النكتة .




حتى قابلته في مسجد قديم ( لا أذكر اسمه ) في أحد أحياء دمشق القديمة خلف سوق الحميدية وهو قريب من باب مصلى


وقريب من مقبرة دمشق القديمة ( التي على مدخلها قبر الإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله ) ، وكان في ذلك الوقت لا يزال يدرس




في الكلية في السنة الأخيرة ، وهو يخدم الخدمة الإلزامية العسكرية في الجيش السوري




مثل كثير من طلبة الكليات النظرية التي لا تتطلب دواماً .




المسجد مسجد قديم على طريقة المساجد العثمانية : المصلى في جهة القبلة ثم ساحة كبيرة




في وسطها نافورة في بعض الأحيان وأخيراً ــ وهو المهم ــ غرف موقوفة لطلبة العلم .. يسكنونها فترة طلبهم للعلم ثم يتركونها لغيرهم .




وكان يسكن أحد هذه الغرف بعض أقاربي ، وأحدها المدعو محمود قول أغاسي أخزاه الله وكبته .




في ذلك اليوم دخلنا المسجد قادمين من حلب




فسمعت صوت رجل جهوري ينشد ويترنم ببعض الأبيات ، وكان معنا طعام بسيط ( خبز وتونة وربما خيار )




فما أن علم قول أغاسي بقدومنا حتى قدم وسلم وكان يظهر عليه قوة الشخصية وحدة النظرات .




فجلس على مائدتنا المتواضعة ( مع استيائي بسبب قلة الزاد ) وبدأ يقسم الغنيمة مثالثة ثلث وثلث وثلث .




وبعد أن تفرقنا من المسجد ــ كل في حال سبيله ــ




...

الحلقة الثانية :

(البداية صوفية!)

وبعد أن تفرقنا من المسجد ــ كل في حال سبيله ــ
انقطعت عني أخباره ، وانشغلت مثل غيري بدراستي وكنت حينها في المرحلة الثانوية . وهي فترة كنت فيها أحمل العقيدة السلفية
وكنت أعتقد الاعتقادات الصحيحة فيما يتعلق بالأسماء والصفات وتوحيد الربوبية وتوحيد العبادة والمعتقد نحو الصحابة والآل ... إلخ
إلا أني لم أكن قد اتخذت من التصوف موقفاً واضحاً .
( ليس هذا هو موضوعنا )
_._.._....._.._._.._..._.._._.._... .._.._._

لي خال يكبرني بسنة واحدة، وكان بيننا نوع صداقة، وكان خالي هذا غير مقبل على الدين بحيث قد لا يصلي الصلوات الخمس
لفترة قد تصل إلى أسبوع، ثم يصلي فرضاً أو فرضين ثم يترك، ناهيك عن بعض المعاصي الأقل شأناً مثل استماع الأغاني وغيرها
وكان هذا الخال قد أتعب أمه من سوء تعامله معها؛ فهو يرد عليها قولها ويرفع صوته عليها
وكان له صديق مثله تماماً في جميع أموره ـــ اسمه أسعد ــ ،
يسجلان في الأندية الرياضية معاً
ويمارسان هوايتهما معاً ، وفي الخير والشر معاً !
إلا أن هذا الصديق عاطفي جداً لدرجة غريبة، فقد تعظه موعظة بسيطة في مجلس من المجالس وتراه قد أجهش بالبكاء

( أذكر أنه مرة زارني وكان مرحاً جداً ، ووجد عندي ديوان شعر يتحدث عن مآسي الأمة الإسلامية
فأخذه وقرأ منه صفحة واحدة ، فتغير شكله عندما مرت أبيات الجراحات والمآسي
وبقي واجما طوال الزيارة لا ينبس ببنت شفة حتى غادر ... )
_._.._....._.._._.._..._.._._.._... .._.._._

وتمر الأيام .. وإذا بي أسمع باسم ( قول أغاسي ) هذا من جديد !!
كيف ؟ لقد أصبح خطيب مسجد في حي الأشرفية بحلب .. الأمر طبيعي .. جميع طلاب الشريعة يرد لديهم هذا الاحتمال
فهم إما مدرسو التربية الدينية أو خطباء وأئمة مساجد ... وهكذا .
لكن هذه المرة .. الأمر مختلف قليلاً .. لقد أصبح خالي وصديقه يشدون الرحال إلى هذا المسجد يوم الجمعة لسماع الخطبة
بعد أن كان خالي يستنفذ طاقة جدتي في إيقاظه ودفعه للصلاة ، يا ترى ما هو السر ؟
لقد كان لأسعد أخ يكبره قليلاً تعرف على الشيخ قول أغاسي وعلى مسجده وأصبح يجد فيه الشيخ المتحدث
الذي يملأ الفراغ العاطفي والروحي الذي يعيشه الكثيرون في الشام
فأرشد بدوره أخاه أسعد وبطبيعة الحال خالي ، وبدأنا نرى العجب العجاب ..

لقد التزم الاثنان

خبر مفرح

كيف حصل هذا ؟؟

لقد أصبحا يلبسان الثياب البيضاء ، ويضعان على رأسيهما الطواقي المخرمة ، ويحملان يأيديهما السبحة التي لا تفارقهم
ويحافظان على الصلوات الخمس ، وفي المسجد ويقرآن القرآن ... وأحداثاً أخرى طيبة

ما الجديـــــد في الأمـــــر ؟

عرفت أن للشيخ مجلساً بعد كل صلاة جمعة يجلس فيه في أحد بيوت أهل الحي ، ويتحدث إليهم بأحاديث نبوية
وبسيـــرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وبأحوال السلف الصـــالح
ثم يختم الجلسة بأناشيد متنوعة ، وهو صاحب الصوت الشجي

وكان خالي وصاحبه أسعد
يحضران هذا المجلس ويحرصان عليه ، بل ويجلبان الأشرطة التسجيلية لوقائع هذه الجلسات ويستمعانها في البيت أيضاً

ولم يكن الأمر كما تخيلت في البداية إلى خير محض
بل بدأت تساورني بعض الشكوك ..

كنت في تلك الفترة مغرماً بسماع الأناشيد من شتى الأنواع والأشكال ( بالدف وبدونه )
وبالمناسبة لا توجد أناشيد في سوريا وبلاد الشام إلا بالدف
حتى أناشيد الصوفية وحفلات الموالد والمدائح النبوية كنت أستمعها ، وأستطيع التمييز بين ما هو بدعي فيها وما هو شركي وما هو سليم
وكان أحب ما لدي من الأناشيد : ( أناشيد الصحوة الإسلامية ) التي كانت في أوجها في سوريا أيام السبعينات ، وانتهت بنهايتها
وبالأخص أناشيد أبي دجانة ، وأبي الجود ، ثم أبي راتب وأبي مازن

وكنت أعرف تماماً معنى أن تشغل شريطاً لأبي دجانة في مكان عام
أو أن يعرف أحد رجال المخابرات حيازتك لشريط من هذا النوع
أو أن تنشد شيئاً من هذه الأناشيد أمام مجموعة من الناس ( حتى لو كنت تعرف ولو كانوا من أقاربك )
الأمر واضح
إنه الإعدام أو السجن الذي لا يعرف له آخر

هذا الشيخ القول أغاسي
يضرب الدف في مجلسه وينشد نشيد ( هبي يا ريح الإيمان وكوني إعصاراً )،
ثم ينشد موال ( أذن بلال وأسمع الجوزاء ) وغيرها من الأناشيد والمواويل ، ثم ينشد أشياء لا تترك في سوريا بهذا السهولة .
وهذا ما جعلني أتخوف من حضور مجالسه في بداية أمره

ثم تبينت أمراً آخر أشد غرابة وأدعى لي ( كوهابي ) أن أبتعد عنه

لاحظت أن خالي وأسعد
يذكران بعضهما البعض بالورد : هل أنهيت وردك ؟ كم بقي عليك منه ؟ سيسألك الشيخ غداً
ما هو الورد يا شباب ؟؟ هل أنتم على طريقة معينة
نعم .. نحن على الطريقة الشاذلية
ومن هو شيخكم ؟
إنه ( محمود قول أغاسي ) !!!!!!!

كيف أجمع بين الأناشيد الجهادية ، وبين الطريقة الشاذلية ؟ غريب حقاً
وهذا هو ما وضع الفيصل النهائي أمام فضولي في حضور مجالسه والاستماع إليه



" شيخنا هو الشيخ ( عبد الهادي خرسا ) في دمشق
إنه شيخ جليل وصادق الأقوال والفعال ، إنه مسحة ربانية على وجه البشرية "
( لم يبق إلا أن يوحى إليه )

كان قول أغاسي يردد هذا الكلام كثيراً
ويعلن تبعيته لعبد الهادي خرسا هذا وربما أخذ بعض كبار مريديه ليقابلوا الشيخ
وليأخذوا عنه مباشرة بسند عال

لم يدم الأمر طويلاً ..

الحلقة الثالثة :



أغاسي تلميذ المهدي المنتظر!


كان قول أغاسي يردد ويعلن تبعيته لعبد الهادي خرسا هذا وربما أخذ بعض كبار مريديه ليقابلوا الشيخ


وليأخذوا عنه مباشرة بسند عال


لم يدم الأمر طويلاً ..


حتى سمعنا بأمر جديد


لقد انفصل القوم عن الطريقة الشاذلية !!


(( والطرق الصوفية ــ لمن لا يعلم ــ إنما تتوارث بالأسانيد المتواصلة حتى تصل ــ بزعمهم ــ إلى شيخ الطريقة ))


وهؤلاء نبذوا طريقتهم ، فما الذي حصل ؟


لقد رأى عبد الهادي خرســـا ( ذلك المبارك ) النبي صلى الله عليه وسلم في منامه


وصافحه نبي الهدى والرحمة وقال له أنتم طريقتكم اسمها : ( الأنوار المحمدية )


الأنوار المحمدية هو اسم طريقتنا أيها الجمع الكريم


ولم نعد أتباع الطريقة الشاذلية


( وهي خطة محكمة منهم ، فالطريقة الشاذلية لها شيوخها المعروفون في حلب وفي دمشق ،


وإعلان الانتساب لها ليس سهلاً لهذه الدرجة ، فأقل استفسار من شيخ الطريقة قد يفضح القوم )


أيها الجمع المبارك يا من أفاض عليكم من خلق الأنوار المحمدية وجعلكم خداماً للنبي العدناني


يا من رضيتم أن تكونوا مع حبيبكم وشفيعكم سيد الأولين والآخرين في المحشر


نحن لا نتقرب إلى الله من أجل الجنة ونعيمها


ولا نفعل ذلك خوفاً من النار وعذابها


بل حبا في الذات الإلهية


وشوقاً إلى الحبيب المصطفى الشفيع المجتبى اللهم صل عليه


ثم أعلن إعلاناً خطيراً عن الشيخ :


أيها الإخوة شيخنا ( عبد الهادي خرسا ) قد تواترت الرؤى عنه في دمشق وبين أهل العلم وأهل الله


ولقد رآه أحدهم وهو عالم كبير كأن عمامته قد أظلت دمشق


وتعبير هذا المنام واضح جداً


إنه المهدي .. مهدي هذه الأمة الذي يظهر في آخر الزمان


الحمد لله .. بدأ الضلال يظهر بوضوح


يا خالي الكريم .. المهدي من آل محمد صلى الله عليه وسلم


وهذا لا نعرفه ..


والمهدي اسمه يواطئ اسم النبي الكريم عليه الصلاة والسلام


واسم أبيه يواطئ اسم أبي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام


وهذا اسمه عبد الهادي


إلا أنهم قوم لا يسمعون


وبعد فترة ليست بالقصيرة


انتهج هذا الأغاسي أسلوباً جديداً ..


لقد نبذ مهديه المزعوم أمام مريديه وأظهر براءته منه ومن أتباعه


يتبع في الحلقة القادمة
إن شاء الله

الحلقة الرابعة :




سر أشرطة الصحوة ؟؟





وبعد فترة ليست بالقصيرة
انتهج هذا الأغاسي أسلوباً جديداً ..

لقد نبذ مهديه المزعوم أمام مريديه وأظهر براءته منه ومن اتباعه

أصبحت أدرس في ذلك الوقت في الجامعة
وكنت قد أصلت الكثير من الموضوعات التي يكثر فيها الجدل بين السلفية والصوفية
وقد قد قررت أن أنتهج منهج الاستقامة بعيداً عن الهلامية التي تكون فيها سلفياً وصوفياً في نفس الوقت
كما تكون ملتزماً بين الملتزمين وعادياً بين العوام

وبالمناسبة فقد كان لدي مكتبة لا بأس بها من أشرطة ( مشايخ الصحوة )
وكان خالي قبل التحاقه بهذا الأغاسي يسمع أطرافاً منها عندي

بعد فترة فوجئت بمستجدات من نوع جديد !!

لقد زارني خالي يوماً وسألني عن شريط كان سمعه عندي سابقاً ، وهو شريط محاضرة بعنوان :
يسمونها بغير اسمها .. طبعاً للشيخ الطريري

وأثار هذا لدي نوعاً من الاستغراب ، ثم اعتبرته أمراً عادياً .. وأعطيته الشريط .. فالخال الآن ملتزم ، وحسب أدبيات الالتزام
يجب أن يسمع من هذه الأشرطة وهذه المحاضرات الشيء الذي ينمي به فكره وتوجهه

وفي مرة زرت فيها صديقه أسعد
سألني عن محاضرات للشيخ علي بن عبد الخالق القرني
فأجبته أنها متوفرة لدي ، ووعدته إذا زارني أن يستعير منها ما يحب
وكما هو الحال في طلب الخال
فقد اعتبرت الطلب اعتيادياً أيضاً
إلى أن حدثتني نفسي بحضور خطبة جمعة لدى هذا الأغاسي
فسألت الأخوة عن مكان مسجده ، فدلوني على مسجد جديد لم يتم إكساؤه الداخلي بعد
في حي السبيل ( أحد أرقى أحياء حلب ) واستمعت إلى العجب العجاب!
لقد حضرت خطبة جمعة للشيــــخ علي بن عبد الخالق القرني
بعنوان ( دعوة للتأمل )
عجيبة قدرات " قول أغاسي " !!
إما أنه ماهر في المحاكاة أو أنه يحفظ الخطب عن ظهر قلب!

وكان صاحبنا أسعد يأتي إلي ويستعير الأشرطة ويسمعها ثم يقول للشيخ العظيم :
شيخي لقد سمعت المحاضرة التي ألقيتها البارحة ، إنها مستفادة من شريط الشيخ فلان وعندي شريطه
فيقول : نعم نعم ... هه هههه
وأصبـــح الأسعد يطلب من هذه الأشــــرطة
والحقـيقــــــة أني أعطيتهم منها ما طلبــوا
وكانت لقـــــــاءاتي بخالي وصاحبه
تتم كل أسبوع أو أسبوعين

لكن الذي حصل أن خالي وصاحبه لم يستطيعا الصمود أكثر أمام الملذات والمغريات
فسمعـــا ذات يوم
صوتاً طرباً يغني مع معزوفته المعروفة :
( يا طيب القلب وينك .. حرام تهجر ضنينك .. مشتاق لك يا حياتي .. يا شوق عيني لعينك )
فشعرا بالشوق والحنين إلى الأيام الخوالي
واشتريـــا الشــريط
وخلعـا الـثيـــاب البيضــاء
والطواقي المخرمة
وأعادا المسابح إلى أماكنها على الحائط
وعادت حليمة إلى عادتها القديمة !

لكن أبرز ما لاحظته على الأغاسي في هذه الفترة الأمور التالية :
1 / أصبح يظهر بمظهر سلفي ، وأصبح ــ حسب تقديري ــ جذاباً لسامعي ومحبي أشرطة ( مشايخ الصحوة )
2 / لقد عزف على وتر فلسطين عزفاً شديداً جداً حتى اقتنع أتباعه أن الذهاب لجهاد اليهود فرض عيني ،
وقد لمست هذا من أسعد الذي كان يبدي رغبته الشديدة في الجهاد لتحرير القدس ويبكي عند ذكرها
ويعلق صور ولوحات المسجد الأقصى وقبة الصخرة في غرفته حتى تظن أنه فلسطيني،
ولا أنسى أيضاً أنه استثمر مذبحة قانا ليقوم بطباعة منشورات يدين فيها هذا العمل الإجرامي
وكان أتباعه يتداولون هذه المنشورات كبيانات سرية يخشون من اطلاع الحكومة عليها .
3 / كانت تلك الفترة فترة بداية الأزمة الكوسوفية ، فتكلم فيها كلاماً شديداً ، وأبكى الحاضرين
وأذكر منشوراً وزع في هذه الفترة يبين فيه أن المؤامرة كبيرة في كوسوفا حيث لم يفتح المجال للمنظمات الإغاثية
والجمعيات الخيرية بالعمل فيها إلا عن طريق الأمم المتحدة فقط ، وأن هذا الإجراء تم لتلافي ما حصل في البوسنة
من دخول كثير من المجاهدين ببطاقات تربطهم بمنظمات إغاثية .






واتجه أمره بعدها اتجاهاً آخر ..




يتبع في الحلقة القادمة

ما شاء الله على هذه الحرباء

لقد سبق جنبلاط في التقلب. انا متابع معكم وشكراً لك

ما شاء الله على هذه الحرباء

لقد سبق جنبلاط في التقلب. انا متابع معكم وشكراً لك

شكر الله لك المرور أخي الكريم بلال

وإن شاء الله لا اقصر في النقل