تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : يتحدثون عن "ديمقراطية " في العراق



المحمود
10-11-2007, 04:17 AM
يطلق بعض الأخوة الشيعة على ما حدث من احتلال العراق وتدميره بالكامل مصطلح تحرير ويفتخر آخرون بالدميقراطية والحرية وأنا لا أود التطرق إلى الشق السياسي من هذا التحرير فالأخبار اليومية المتسارعة تعطينا مؤشر لهذه الديمقراطية المزعومة ..

ولكني أتحدث عن هؤلاء الغواغئيون القادمون لحكم الناس واستعبادهم ، أول ما يلفت النظر حقيقة هو حجم هؤلاء المعممين بالعمامات السوداء والبيضاء الذين لا يتوقف عملهم على التوعية والتعليم الديني ومصادرة الدين والعلم به والإستيلاء على أموال المؤمنين عبر الخمس بل الأمر يتعدى إلى تهديد أمنهم وما رأينا مؤخراً في منتصف شعبان من صراع دموي بين عمامة الحكيم وعمامة الصدر الذي راح ضحيته المئات من الناس دون سبب إلا أن (سماحة السيدين يمزحوا ) ..

أمر آخر أن العراقيين الآن أمام رجعية في الفكر الإنساني فترى المجتمع عاد لتقسيم الناس إلى طبقات فهذا "سيد " وذاك "آية لله عظمى " وذاك فلان "قدس سره الشريف " إلى آخر الألقاب التي يقصد منها غرس الدونية في عقول الناس .. وسيد تعني أنه في طبقة أعلى من غيره وهذه ا؟لأفضلية لم تأت من علم أو إحسان بل لأنه ينتسب لو الأمر توقف إلى هنا لكانت هينة ولكن هذه "السيادية " أوصلتهم وهم لا يفكون الخط إلى قيادة الناس –مقتدى الصدر مثال واضح – ورعاية شؤونهم .. وبمناسبة القيادة فيقال أن مجلس الوزراء العراقي "الديمقراطي" أصبحت تتداول فيه مثل هذه الألقاب فأصبح لقب رئيس الوزراء هو "الحاج نوري المالكي " الذي أطلق بدوره لفظة "العلوية أم حسين " على إحدى النائبات في مجلس النواب .فانظر بارك الله فيك هذه عقلية إدارة دولة أو عقلية عامي في حسينية ؟

أيضاً على مستوى الممارسة الدينية ارتبط الدين بأفكار تسربت من عصور كانت جاهلة وفقيرة في المعرفة ومن ضمنها فكرة المهدي التي تعني سفسطة العقل ..فهذا المهدي الذي اختفى منذ 1000 سنة لم تستطع الأقمار الإصطناعية ووسائل النقل والإتصال الحديثة أن تكشف موقعه على الرغم من أن الأرض كلها اقتطعتها دول فلا أدري هل المهدي الآن يحمل جواز استرالي أو كندي وهل يتعامل بالدولار أو الفرنك ..أمر آخر ربط عقول الناس بالقبور والأضرحة واجترار سير أناس توفوا قبل آلاف السنين وإيهامهم أن هذا دين الله المنزل سيؤدي بالتيجة إلى احتقار العقل واحتقار الدين ونحن نشاهد كيف يتسارع العالم وتتقدم الحضارة التي يصنعها بشر مثلنا ..وكدليل على ذلك اختزال الدين في معركة وقعت منتصف القرن الأول الهجري وتجميد البحث والفكر عندها

على المستوى الإجتماعي أشاعت الديمقراطية الجديدة "الزنا المقنن " وهو زواج المتعة وأصبحت شوراع النجف مليئة بمكاتب الصاغة الذين يعقدون للباحثين عن المتعة وانظروا رعاكم الله في الوقت الذي أصبحت المطالبة بحقوق المرأة حديث العالم تشرعن الديمقراطية في العراق أكثر الممارسات استحقاراً للمرأة حيث تجعلها على صورة حوض يتبول فيه الرجل من أجل دنانير مقدرة وعلى مسمع من الناس وتحت غطاء رجال الدين الفاقدين للمروءة ..فأي زواج هذا بل أي فساد ودعارة هذه ..

* جزء من رسالة بعثتها إلى كاتب عراقي شيعي يمدح ما وصل له العراق من "ديمقراطية " ويدعو الشعوب العربية إلى الأخذ بالتجربة