FreeMuslim
10-09-2007, 12:50 PM
لا أخفيكم سرا أنني كنت فرح جداً بالإضراب الشامل الذي دعت إليه فصائل منظمة التحرير .. ليس لأن الإضراب سيرفع الحصار أو يوجد مخرجا لحالة الضنك التي نعيشها في غزة والتي يتقاسم سببها الاحتلال ومقر المقاطعة في رام الله ، ولا لأن فصائل المنظمة العتيدة قررت أخيراً التدخل في يوميات الشعب الفلسطيني بعد أن كانت منغلقة على نفسها غارقة في خلافاتها ومشاكلها الداخلية التي لا تنته .. لكن يبدو أنها أخيرا انتهت توحدا بالتآمر على غزة ! ..
مبعث سروري يا سادة كان سببه توقعي بأن الكثير من زملائي السائقين سيضربون عن العمل مما يتيح لي فرصة العمل المتواصل بدلا من انتظاري في الموقف حتى يأت دوري بسبب كثرة سيارات الأجرة .. سموني انتهازي أو استغلالي أو ما شئتم من تسميات ولكم الحق في ذلك ، فأنتم لا تعرفون كم هي كثيرة سيارات الأجرة في غزة ، لدرجة أنني اعتقدت بأنه أصبح لكل راكب سيارة أجرة يتحكم فيها وفيمن يقودها بدراهم معدودة أغلبها يذهب وقودا وتأمينا وترخيصا وتصليحا أيضا ! ..
المهم خرجت من المنزل صباحاً متكلا على الله سعياً وراء الرزق .. وبعد أن أدرت المحرك الذي اختلط صوته بصوت مشاري العفاسي المنبعث من الكاسيت ، انطلقت بالسيارة نحو العمل وعيناي تبحثان فيمن يقف على جانبي الطريق ينتظر خدماتي ..
هاهي قد فرجت .. ثلاثة فتيات منقبات يشرن بأيديهن تلك الإشارة المحببة إلى نفسي بأن توقف .. و توقفت على الفور .. فلا أخفيكم سرا أن هذه النوعية من الركاب الملتزمين هي المفضلة عندي لأنهم يتصرفون بتحضر مع السيارة وسائقها ، عكس الآخرين الذين يظنون أنهم اشتروا السيارة وسائقها بالشيكل الذي يدفعونه كأنهم يمنحونه لشحاذ لحوح هبة وتفضلا ..
- على وين يا بنات ؟ ..
- ع الجامعة ..
أومأت برأسي أن أصعدن فصعدن على الفور وانطلقت بدوري باتجاه الجامعة وأنا مذهول من كثرة زملائي الذين خرجوا بسياراتهم عن الصف الوطني بعدم التزامهم بالإضراب الذي دعت إليه منظمة التحرير الفلسطينية !.. يبدو أن الجميع فكر مثلي وحاول انتهاز الفرصة ضارباً بعرض الحائط دعوة الإضراب التي جاءت كأنها إعلان انطلاقة منظمة التحرير في غزة !..
أمتار قليلة وراكب آخر يُشير بيده فيطرب قلبي للإشارة .. إنه الأستاذ مطيع مدير المدرسة الثانوية و المعروف بطاعته العمياء لقطيع المقاطعة .. ركب كالعادة إلى جواري دون أن ينبس ببنت شفة .. فأنا أعرف أين يذهب في مثل هذا الوقت وهو بدوره تعود اختيار من يلق عليهم السلام بعناية ولست من النوع الذي يقع عليهم اختياره ، وإن كنت اليوم بالذات حائرا في أمري لعلمي أنه سيكون من أكثر الناس حرصاً على تلبية دعوة الإضراب وهو ما دعاني أن أسأله بشكل مباشر فيه شيء من البلاهة :
- مش اليوم إضراب يا أستاذ مطيع ؟! ..
نظر إلي نظرة المستغرب لمن تخطى حدوده ثم أشاح بوجهه كأنه يبحث عن كلمات تناسب جهلي ومستواي الثقافي ليفهمني ما الذي يحدث في هذه الدنيا .. طبعاً هذه التصرفات لا تؤثر فيّ لأنني تعلمت القيام للمعلم أوافه التبجيلا .. فكيف يكون الحال مع مدير المعلمين ؟! .. المهم بعد طول صمت أجاب :
- صحيح اليوم إضراب والمفروض انت كمان تلتزم فيه لأن كل فصائل المنظمة دعت لهذا الإضراب ، وبما إنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني فلها علينا حق الطاعة .. لكن زي ما انت شايف الطلاب طالعين ع المدارس وما معهم خبر بالإضراب ، وأنا كرجل تربوي مسؤول ومكلف من الحكومة الشرعية لازم أطلع وأنبههم وأغلق المدرسة وبعدين أرجع على البيت ..
أومأت برأسي متفهما وكأنني مقتنع بهذه الإجابة وتلك النصيحة .. فكما تعلمون الزبون دائماً على حق ولا أريد أن أخسر زبوناً في نقاش لن يقدم أو يؤخر من الأمر شيئا .. لكن يبدو أن إحدى الراكبات لم يعجبها كلام حضرة الناظر فقالت بتحد واضح :
- مش من حقك يا أستاذ تسكر المدرسة .. لو كنت خايف على الراتب خليك في بيتك وما تطلعش ، لكن ما تفرض على الطلبة وبقية المدرسين الالتزام بشيء مش مقتنعين فيه ، مش هيك برضو الديمقراطية؟ !..
نظر الأستاذ مطيع خلفه ليرى محدثه فإذا بوجهه يتمعر كأنه رأى شيطانا ثم اصدر شخيرا كما يفعل بعض العربجية عديمي الأخلاق وقال :
- وانت شو دخلك في اللي من حقي ومش من حقي على هالصبح .. ولا أقلك .. خلي هنية يسلمك إدارة المدرسة بدالي عشان تطبقي الديمقراطية تبعتكم !! ..
واضح أن الفتاة لم يعد لديها رغبة في إكمال النقاش بعد كلام الأستاذ مطيع الخالي الفج و الخالي من الذوق .. عموماً هو دوماً هكذا لا يتحدث كمثقف أو يستخدم الفصحى إلا مع أمثالي ممن لم ينالوا قسطاً وافرا من العلم ، أما مع مدرسيه وتلاميذ مدرسته فلا فرق بينه وبين صايع قضى ليلته يدخن البانجو !..
حاولت أن لا أتدخل في النقاش رغم أنه انتهى فعلا ، ولكن نفسي التي لدي معها الكثير من المشاكل أبت إلا أن تحشر نفسها فيما لا دخل لها فيه فاستغلت تحكمها في لساني وقالت بخبث :
- في عندي سؤال يا أستاذ مطيع نفسي أعرف إجابته .. مين هم فصائل منظمة التحرير ؟ .. انا ما بعرف غير فتح والجبهة الشعبية والديمقراطية وفدا ..
تراجع الأستاذ مطيع بظهره على مسند مقعد السيارة كأنه يتمنى سحق من يجلس خلفه ، ثم قال بزهو كمن يلقي محاضرة :
- فصائل المنظمة هي ما ذكرت وأضف إليهم منظمة الصاعقة والحزب الشيوعي الثوري وجبهة التحرير العربية وجبهة التحرير الفلسطينية و جبهة النضال الشعبي و الجهاد الإسلامي كتائب الأقصى وهذا غير الجهاد تبع الشقاقي وكمان حزب الشعب الفلسطيني بالإضافة لمجموعة من المنظمات الأهلية ..
حاولت أن أبدو فخورا وأنا أقول :
- ما شاء الله ، ربي يزيد ويبارك .. كل هدول ؟! .. لكن كيف يا أستاذ كل هالمنظمات والجبهات والأحزاب فازت عليهم حماس في الانتخابات مجتمعين ولساتهم ممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني ؟!! .. وتنساش كمان عندك الجهاد الإسلامي والمقاومة الشعبية وفتح الياسر وجبهة أحمد جبريل مش في المنظمة !! .. ياريت تشرحلي كيف ممكن تكون المنظمة ممثل شرعي لشعب فضل عليها حزب من خارجها لما صح إلو ينتخب بحرية ؟ ، مع العلم أن مش كل الأحزاب اللي خارج المنظمة دخلت الانتخابات ..!!
- لأنو شعب جاهل وقليل أدب .. وقف هون بدي أنزل أكمل الطريق مشي ..
كانت هذه إجابة الأستاذ مطيع على سؤالي فأوقفت السيارة وأكملت طريقي باتجاه الجامعة لأجد هناك العديد من الخارجين عن الصف الوطني وقليلي التربية الذين لم يلتزموا بالإضراب .. وشيئاً فشيئا بدأ أصحاب المحلات والباعة المتجولين وطلاب المدارس الموظفين يقلون أدبهم بكسر الإضراب وإحراج منظمة التحرير الفلسطينية التي أخشى أن تتبرأ منا يوما وتبحث لها عن شعب غيرنا تمثله وتشرع له !!
مبعث سروري يا سادة كان سببه توقعي بأن الكثير من زملائي السائقين سيضربون عن العمل مما يتيح لي فرصة العمل المتواصل بدلا من انتظاري في الموقف حتى يأت دوري بسبب كثرة سيارات الأجرة .. سموني انتهازي أو استغلالي أو ما شئتم من تسميات ولكم الحق في ذلك ، فأنتم لا تعرفون كم هي كثيرة سيارات الأجرة في غزة ، لدرجة أنني اعتقدت بأنه أصبح لكل راكب سيارة أجرة يتحكم فيها وفيمن يقودها بدراهم معدودة أغلبها يذهب وقودا وتأمينا وترخيصا وتصليحا أيضا ! ..
المهم خرجت من المنزل صباحاً متكلا على الله سعياً وراء الرزق .. وبعد أن أدرت المحرك الذي اختلط صوته بصوت مشاري العفاسي المنبعث من الكاسيت ، انطلقت بالسيارة نحو العمل وعيناي تبحثان فيمن يقف على جانبي الطريق ينتظر خدماتي ..
هاهي قد فرجت .. ثلاثة فتيات منقبات يشرن بأيديهن تلك الإشارة المحببة إلى نفسي بأن توقف .. و توقفت على الفور .. فلا أخفيكم سرا أن هذه النوعية من الركاب الملتزمين هي المفضلة عندي لأنهم يتصرفون بتحضر مع السيارة وسائقها ، عكس الآخرين الذين يظنون أنهم اشتروا السيارة وسائقها بالشيكل الذي يدفعونه كأنهم يمنحونه لشحاذ لحوح هبة وتفضلا ..
- على وين يا بنات ؟ ..
- ع الجامعة ..
أومأت برأسي أن أصعدن فصعدن على الفور وانطلقت بدوري باتجاه الجامعة وأنا مذهول من كثرة زملائي الذين خرجوا بسياراتهم عن الصف الوطني بعدم التزامهم بالإضراب الذي دعت إليه منظمة التحرير الفلسطينية !.. يبدو أن الجميع فكر مثلي وحاول انتهاز الفرصة ضارباً بعرض الحائط دعوة الإضراب التي جاءت كأنها إعلان انطلاقة منظمة التحرير في غزة !..
أمتار قليلة وراكب آخر يُشير بيده فيطرب قلبي للإشارة .. إنه الأستاذ مطيع مدير المدرسة الثانوية و المعروف بطاعته العمياء لقطيع المقاطعة .. ركب كالعادة إلى جواري دون أن ينبس ببنت شفة .. فأنا أعرف أين يذهب في مثل هذا الوقت وهو بدوره تعود اختيار من يلق عليهم السلام بعناية ولست من النوع الذي يقع عليهم اختياره ، وإن كنت اليوم بالذات حائرا في أمري لعلمي أنه سيكون من أكثر الناس حرصاً على تلبية دعوة الإضراب وهو ما دعاني أن أسأله بشكل مباشر فيه شيء من البلاهة :
- مش اليوم إضراب يا أستاذ مطيع ؟! ..
نظر إلي نظرة المستغرب لمن تخطى حدوده ثم أشاح بوجهه كأنه يبحث عن كلمات تناسب جهلي ومستواي الثقافي ليفهمني ما الذي يحدث في هذه الدنيا .. طبعاً هذه التصرفات لا تؤثر فيّ لأنني تعلمت القيام للمعلم أوافه التبجيلا .. فكيف يكون الحال مع مدير المعلمين ؟! .. المهم بعد طول صمت أجاب :
- صحيح اليوم إضراب والمفروض انت كمان تلتزم فيه لأن كل فصائل المنظمة دعت لهذا الإضراب ، وبما إنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني فلها علينا حق الطاعة .. لكن زي ما انت شايف الطلاب طالعين ع المدارس وما معهم خبر بالإضراب ، وأنا كرجل تربوي مسؤول ومكلف من الحكومة الشرعية لازم أطلع وأنبههم وأغلق المدرسة وبعدين أرجع على البيت ..
أومأت برأسي متفهما وكأنني مقتنع بهذه الإجابة وتلك النصيحة .. فكما تعلمون الزبون دائماً على حق ولا أريد أن أخسر زبوناً في نقاش لن يقدم أو يؤخر من الأمر شيئا .. لكن يبدو أن إحدى الراكبات لم يعجبها كلام حضرة الناظر فقالت بتحد واضح :
- مش من حقك يا أستاذ تسكر المدرسة .. لو كنت خايف على الراتب خليك في بيتك وما تطلعش ، لكن ما تفرض على الطلبة وبقية المدرسين الالتزام بشيء مش مقتنعين فيه ، مش هيك برضو الديمقراطية؟ !..
نظر الأستاذ مطيع خلفه ليرى محدثه فإذا بوجهه يتمعر كأنه رأى شيطانا ثم اصدر شخيرا كما يفعل بعض العربجية عديمي الأخلاق وقال :
- وانت شو دخلك في اللي من حقي ومش من حقي على هالصبح .. ولا أقلك .. خلي هنية يسلمك إدارة المدرسة بدالي عشان تطبقي الديمقراطية تبعتكم !! ..
واضح أن الفتاة لم يعد لديها رغبة في إكمال النقاش بعد كلام الأستاذ مطيع الخالي الفج و الخالي من الذوق .. عموماً هو دوماً هكذا لا يتحدث كمثقف أو يستخدم الفصحى إلا مع أمثالي ممن لم ينالوا قسطاً وافرا من العلم ، أما مع مدرسيه وتلاميذ مدرسته فلا فرق بينه وبين صايع قضى ليلته يدخن البانجو !..
حاولت أن لا أتدخل في النقاش رغم أنه انتهى فعلا ، ولكن نفسي التي لدي معها الكثير من المشاكل أبت إلا أن تحشر نفسها فيما لا دخل لها فيه فاستغلت تحكمها في لساني وقالت بخبث :
- في عندي سؤال يا أستاذ مطيع نفسي أعرف إجابته .. مين هم فصائل منظمة التحرير ؟ .. انا ما بعرف غير فتح والجبهة الشعبية والديمقراطية وفدا ..
تراجع الأستاذ مطيع بظهره على مسند مقعد السيارة كأنه يتمنى سحق من يجلس خلفه ، ثم قال بزهو كمن يلقي محاضرة :
- فصائل المنظمة هي ما ذكرت وأضف إليهم منظمة الصاعقة والحزب الشيوعي الثوري وجبهة التحرير العربية وجبهة التحرير الفلسطينية و جبهة النضال الشعبي و الجهاد الإسلامي كتائب الأقصى وهذا غير الجهاد تبع الشقاقي وكمان حزب الشعب الفلسطيني بالإضافة لمجموعة من المنظمات الأهلية ..
حاولت أن أبدو فخورا وأنا أقول :
- ما شاء الله ، ربي يزيد ويبارك .. كل هدول ؟! .. لكن كيف يا أستاذ كل هالمنظمات والجبهات والأحزاب فازت عليهم حماس في الانتخابات مجتمعين ولساتهم ممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني ؟!! .. وتنساش كمان عندك الجهاد الإسلامي والمقاومة الشعبية وفتح الياسر وجبهة أحمد جبريل مش في المنظمة !! .. ياريت تشرحلي كيف ممكن تكون المنظمة ممثل شرعي لشعب فضل عليها حزب من خارجها لما صح إلو ينتخب بحرية ؟ ، مع العلم أن مش كل الأحزاب اللي خارج المنظمة دخلت الانتخابات ..!!
- لأنو شعب جاهل وقليل أدب .. وقف هون بدي أنزل أكمل الطريق مشي ..
كانت هذه إجابة الأستاذ مطيع على سؤالي فأوقفت السيارة وأكملت طريقي باتجاه الجامعة لأجد هناك العديد من الخارجين عن الصف الوطني وقليلي التربية الذين لم يلتزموا بالإضراب .. وشيئاً فشيئا بدأ أصحاب المحلات والباعة المتجولين وطلاب المدارس الموظفين يقلون أدبهم بكسر الإضراب وإحراج منظمة التحرير الفلسطينية التي أخشى أن تتبرأ منا يوما وتبحث لها عن شعب غيرنا تمثله وتشرع له !!