تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عودة طالبان



FreeMuslim
10-09-2007, 07:44 AM
طالبان الكبرى تزحف.. يوم الرعب للأمريكيين / مهنا الحبيل
المختصر/ الشرق / الاضطراب الشديد في الموقف الأمريكي الذي وصل إلى حد الحسم في تصفية الرئيس مشرّف سياسياً ولكن عبر البديل الأنسب لواشنطن كما هو المعتاد في سياسة واشنطن والذي تركّز في الآونة الأخيرة على الدفع ببناظير بوتو لتكون الليبرالية الباكستانية الخيار البديل بعد الدكتاتورية العسكرية، غير أن واشنطن تعمل جاهدة لصمود مشرّف مؤقتا أمام المعارضة الإسلامية لتي يقودها مجلس العمل الموحد بقيادة جمعية علماء باكستان والجماعة الإسلامية وفي نفس الوقت تتزامن هذه الأحداث السياسية الكبرى مع ثورة طالبان باكستان الجديدة في منطقة القبائل خاصة منذ أن ارتكب مشرّف أكبر جريمة إبادة جماعية عرفتها باكستان في تاريخها المعاصر حين قصف الجيش الباكستاني المسجد الأحمر الشهير بباكستان وأباد المئات من طلبة العلم رجالاً ونساءً في احتفاء بالغ من واشنطن.
هذه الحادثة التاريخية أشعلت المعارضة المسلحة مجدداً لدى طالبان باكستان وأصبح مصير مشرف بالفعل في مهب الريح لكن ما الذي يفاقم القضية خاصة لهدم ما عملت عليه واشنطن طوال هذه السنوات من خطط سياسية في هذا الجسم الآسيوي الحساس باكستان وأفغانستان؟
إنها الوحدة وحدة الإقليم الخطير فعوضاً عن أن يجني الأمريكيون حصاد كل ما بذلوه من تسخير للمادة والإعلام والدعم السياسي العسكري للجنرال مشرف وكرزاي لكي يتوحد الخصمان في مواجهة طالبان فإن الصورة انقلبت إلى العكس تماماً في انكسار تاريخي لآسيا الهندية.
كل الدلائل على الأرض تشير إلى أن مقابل اهتزاز الحكم العسكري الدكتاتوري الحليف لواشنطن في باكستان هناك حركة صعود قوية جدّاً لطالبان أفغانستان مع حالة تغيير عام في مناطق القبائل الباكستانية التي تخضع لنفوذ كبير لطالبان باكستان.
إن إعلان حامد كرزاي الذي نُصّب منذ الحرب التي شنّتها الولايات المتحدة على الحكم الوطني الأفغاني المتمثل -بحسب المفهوم الإسلامي والقانون الدولي - بحكومة طالبان ومناشداته المتكررة للحوار مع قيادة طالبان يقابل فيها بالرفض من قبل القيادات الوسطى وصولاً إلى الملا عمر الذي تمنى عليه كرزاي مؤخراً أن يقبل فقط باستقباله مؤشرا لانهيار العملية السياسية التي تبنتها واشنطن وهو ما يعكس حالة الهلع التي بعثها الحكم المتداعي لواشنطن في كابل والقوة المتزايدة لحركة طالبان على الساحة الميدانية في أفغانستان.
لم يعد ما يهدد الأمريكيين استراتيجيّاً هو زوال التحالف الحاكم الموالي لهم في كابل أو إسلام آباد وحسب ولكنه أصبح مهددا بما يشبه ثورة إسلامية كبرى قد توحد البلدين تتمثل في قيام جمهورية طالبان الإسلامية الكبرى أو على الأقل في موقف سياسي استراتيجي موحد وما تعنيه هذه الحقيقة الكارثية على واشنطن من اختلال في موازين قواها على الساحة الآسيوية سيصل تأثيره إلى الخليج.

لكن المفارقة الكبرى هي أن كلتا القوتين اللتين تحالفتا ضد أفغانستان والعراق وهما طهران وواشنطن في حالة صراع محتدم الآن فيما تزحف طالبان الكبرى لكي تفرض توازناً تاريخياً قد تعيد ترتيب الأوراق التي سيخسر فيها الأمريكيون والإيرانيون جميعاً.
وإن عودة الطلبة بهذه القوة والزخم مرة أخرى تفتح الباب على مصراعيه ليوم الجحيم الأسود الذي ستغرق فيه واشنطن ليس فقط انسحاباً من الهزيمة ولكن سقوطها في مرمى الحصار والمواجهة أمام طالبان الكبرى فهل باتت معايير الموازين الاستراتيجية الدولية بالفعل في مهب الريح؟! هذا ما سنشهد جوابه غداً.. لكن الغريب أن صاحب كلمة السر هذه المرة ليس الرئيس جورج دبليو بوش ولكنه (أمير المؤمنين) الملا عمر.