تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المفتي : أن تصل متأخراً خير



المحمود
10-06-2007, 12:12 PM
تبدو دعوة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ المفتي العام للسعودية للشباب السعودي بوقف تسللهم إلى خارج البلاد للقتال ..تبدو متأخرة ولكني أعرف كغيري من المتابعين أن الشيخ المفتي كان أصلاً يتزعم فريقاً من العلماء يرى بعدم جواز خروج الشباب إلى أفغانستان والشيشان وذلك من خلال إعتبارات شرعية أصلها فقهاء الحنابلة ، ولكن لأسباب معينة لم تكن لتلك الدعوات صدى لا في قلوب الشباب ولا على صعيد عمل إحتياطات من قبل الدولة ..

لا أخفي صعوبة إقناع البعض بفك إرتباطات الفتوى بالتأثيرات السياسية أو الإرادات الغربية المفروضة ولكن من يتحدث عن هذه الإرتباطات لماذا لا ينتقد نفسه ويرى الموضوع من جانبه الآخر ؟!

الشباب بشكل عام لديه حماس وقلة بصيرة بلا شك والخطاب الديني الغير معمق يوجه ذلك الحماس لإتجاهات غير منضبطة ولكن ألا تستغل دول وأجهزة استخبارات إولئك الشباب بكل بساطة ؟

خذو مثالاً : سوريا الدولة العلمانية –بحسب دستورها – أبان الغزو الأمريكي للعراق سمحت لأكثر التيارات الإسلامية تشدداً وإنغلاقاً إلى الظهور على السطح وأصبحنا نسمع عن خطب ومحاضرات تدعو للجهاد في العراق بل أني شاهد على حالة شخصية لسعودي استقبل في سوريا وذهب به لمعسكر ظل فيه أسبوعين فقط وبعدها إلى القائم العراقية ليلقى موعود الله في غضون يومين .. فهل يا ترى سوريا وهي الدولة التي لها سوابق بقمع العمل الإسلامي وإعتقال العلماء وإبعادهم أصبحت راعية للجهاد أم أنها وهي الدولة البوليسية لا تعرف عن هؤلاء الذين يتدربون في أرضها للجهاد في العراق ؟؟ كنت أسأل نفسي ..

سوريا لاحقاً منعت الخطب وظهر بعض نماذجها التي أرادت أن تروج لفكر الجهاد وهو خفيف اللحية يدعو من على قناة العربية إلى أنه لا جهاد في العراق والقاعدة فكر تكفيري إرهابي و ..و

سوريا أعتقلت لاحقاً مئات الشباب السعودي كما أعلنت وأني أشك أن بعضهم لم يكن إلا من باحثي المتعة والسياحة في أزقة دمشق ، وذلك من أجل الضغط على السعودية في الملفات المتقاطعة بينهما أو من أجل تخفيف الإنتقادات الأمريكية ..

إذن ونحن أمام قضية من أوسع القضايا المعاصرة التي تؤرق الشباب المسلم وهي قضية تسييس الدين والمتاجرة به نجد من واجب العلماء المخلصين أن يبينوا للناس ما نزل إليهم وأن يكثفوا تحذيراتهم من أولئك المتلاعبين بالدين المتاجرين بهموم الأمة لأجل تحقيق مكاسب شخصية أو سياسية ..

وأجد أيضاً من الواجب
على الشباب أن يحكموا عقولهم قبل عواطفهم وأن يدركوا أن الجهاد كشريعة وفريضة جزء من عمل إسلامي شامليبدأ بالعقيدة ولا فرق بين الجهاد وتطبيق الشريعة وهذا مفيد لو عملنا به فإن الملاحظ أن أكثر المتحدثين عن الجهاد اختزلوا الإسلام به ..وإن يسعوا جاهدين لتغيير صورة المتدين " الساذج " الذي يجعل منه ألعوبة على حد القائل "الدين طير من يصيده يلعبه "!