تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : منقول : أصناف العلماء



نور الشمس
10-05-2007, 09:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

أصنـاف العلمـاء
للشيخ أبي معاوية الشامي

امتدح الله أهل العلم الذين يعملون بعلمهم في القرآن الكريم بآيات كثيرة وبيّن مناقبهم وفضائلهم ، قال تعالى :" إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء " فدلت هذه الآية على أن الذي يخشى الله الخشية الحقيقية هم أهل العلم ، فكلما ازداد علم الإنسان بالله وبأوامره وأحكامه وبالطريق الموصلة إليه ازدادت خشيته منه سبحانه .
وقال تعالى :" يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات " فكلما ازداد العبد علماً ارتفعت درجاته في الدنيا والآخرة .
قال صلى الله عليه وسلم :" من سلك طريقاً يبتغي فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ، وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورثوا العلم ، فمن أخذه أخذ بحظ وافر".


وقد قسم عدد من أهل العلم العلماء إلى ثلاثة أصناف هم:


1- عالم ملة ، 2- عالم عامة ، 3- عالم دولة .


1- عالم الملة : هو الذي يعمل بعلمه و يقوم بما أمره الله به وما أمره رسوله صلى الله عليه وسلم ، فيتحرك بأمر الله وباسم الله ، ويراعي في مواقفه حكم الله ولايخشى إلا الله ، ويبين للناس الحق ويحذر من الباطل، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر .. وتاريخ الأمة يذخر بأمثال هؤلاء العلماء الذين وقفوا في وجه الانحراف والظلم والطغيان ، مثل التابعي الجليل سعيد بن جبير الذي قتله الحجاج بن يوسف ، وإمام أهل السنة أحمد بن حنبل الذي سُجن وجُلد وكذلك شيخ الإسلام ابن تيمية الذي سُجن مرات ومرات حتى تُوفي في سجنه وأيضاً لا ننسى سلطان العلماء العز بن عبد السلام الذي مُنع من الخطابة في المسجد ثم سُجن لصدعه بكلمة الحق.
وقد برز في عصرنا الحاضر من العلماء الربانيين من سار على درب أولئك العلماء الأوائل ، فنادوا بتطبيق شرع الله وإقامة دينه والجهاد في سبيله ، فتعرضوا لبطش الطواغيت ، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، ومنهم من زج به في غياهب السجون ، ومنهم من طورد فهاجر بدينه : أما الشهيد كعبد الله عزام وأبي أنس الشامي وأبي عمر سيف ، أما السجين كسليمان العلوان وناصر بن فهد وبشر البشر وعمر عبد الرحمن وخالد الراشد ، أما الطريد الشريد فهؤلاء كثر أيضاً ولكن نتحفظ عن ذكر أسمائهم لأسباب أمنية لا تخفى على أحد.. وهؤلاء العلماء قلة نادرة ، وهذا الصنف النادر هو ما يحتاجه المسلمون اليوم ، وبهم يقوم الدين . فهؤلاء هم العلماء الربانيون الصادعون بكلمة الحق الناصرون لإخوانهم ، نسأل العزيز القدير أن يكثر في الأمة من أمثال هؤلاء فهم أمل المسلمين الصادقين – بعد الله تعالى - .

2- عالم عامة : هذا الصنف ينظر في عامة الناس وأحوالهم ، فيتخذ المواقف لإرضائهم وليس لإرضاء الله أو امتثالاً لأمر الله وحكمه ، فإذا كان تفاعل الناس في هذا الاتجاه ، كان هو في هذا الاتجاه ليكسب الجماهير حول شخصه طالباً مدحهم ورضاهم وإن أغضب الله بذلك ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من طلب رضا الناس بسخط الله ، سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ، ومن طلب رضى الله بسخط الناس رضي الله عليه وأرضى عليه الناس " .

3- عالم دولة : أما هذا الصنف فهو شر الأصناف وأصل البلاء ، يقول كما يقول الحاكم أو الزعيم ، ويسكت إذا طُلب منه أن يسكت ، يتحرك ضمن الخطوط التي رسمت له من قبل مرجعيته السياسية وعلى حساب الدين والأمة ، فيسكت عن الباطل ولا ينصر الحق حتى لا يغضب عليه رئيسه ، أما غضب الله فليس في حسابه لأن غضب زعيمه مقدم عنده على غضب الله - والعياذ بالله - ، وهذا الصنف هو من وصف الله بقوله " إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمناً قليلاً أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ، أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار" . يبيع دينه لعرض من الدنيا قليل : منصب تافه أو راتب مغرٍ أو إمامةُ مسجد أو وجاهة فانية أو سلامة دنيا على حساب الآخرة.
والأنكى من ذلك أنه لما قام عباد الله الصالحون يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويطبقون أوامر الله بالتعاون على البر والتقوى بشكل جماعي وبالإعداد المادي والتواصل مع إخوانهم المسلمين المستضعفين في الأرض ، انحاز علماء الدولة لصف الطاغوت ، فاستنكروا فعل أولئك المؤمنين بل خطبوا وكتبوا ضدهم وجرّموهم وخطؤوهم في المجالس العامة قبل الخاصة ولا حول ولا قوة إلا بالله ، فعلى الأمة أن تحذر من هذا الصنف من العلماء وأن تلتف حول عالم الملة الذي يحرص على سلامة المنهج لا على منهج السلامة .
نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من علماء الملة لكي نحظى برضا الله وننعم بالفردوس الأعلى . إنه ولي ذلك والقادر عليه . وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .


أخوكم أبو معاوية الشامي

نور الشمس
10-08-2007, 03:15 PM
أين الردود والمشاركات ؟؟؟؟؟؟؟؟