تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اقرار الكونجرس الأمريكي للقانون غير الملزم لتقسيم العراق



ابو شجاع
09-30-2007, 02:02 PM
قرار الكونجرس الامريكي تقسيم العراق


أُعلنَ أمس أن الكونجرس الأمريكي، بأغلبية 75 صوتاً ومعارضة 23، قد أقر قانوناً (غير ملزم) بتقسيم العراق إلى ثلاثة كيانات (كردية، شيعية، سنية) ...
والسؤال كيف يقر الكونجـرس بأغلبية كبيرة جداً قانوناً، وفي الوقت نفسه يكون غير ملـزم؟ ثم لماذا إذن يتخـذ مثل هذا القانون؟

الجواب: إن الأعمال السياسية لها أشكال عدة، وهي إذا أتقن استعمالها تؤدي نتائج لا تؤديها الأعمال العسكرية.

كما أن الدول الكبرى التي تتطلع للهيمنة والنفوذ لا تقوم بأعمال سياسية هكذا لمجرد الترف، بل هي تكون لغرض حتى وإن لم يكن بادياً للعيان.

ثم إن هناك أمراً آخر وهو أن قوة وعظمة العمل السياسي هو أن تُخفى أهدافه فتفجأ الخصم دون أن تكون مكشوفةً لديه لاتخاذ ما يلزم في وجهها.

فإذا أدرك ذلك فإنه يمكن فهم الأعمال السياسية لتلك الدول.
إنها أحياناً تسرب خبراً، وقد تلاحق من نشر الخبر في الوقت الذي تكون فيه هي من زودته به .. وكل ذلك لترى ردود الفعل على ذلك الخبر، حتى تبني عليه مقتضاه.

وهكذا هو هذا القانون غير الملزم، فإن الكونجرس لا يجتمع ويبحث قانوناً ويتم مناقشته، وترتفع الأصوات، ثم الصخب في الأخذ والرد فيه، ومن بعدُ التصويت عليه ويفوز بأغلبية كبيرة ...، لا يكون ذلك إلا إذا كان هناك غرض من وراء هذا القانون، وحتى لو أظهر البيت الأبيض معارضته ..

أما الغرض فإن أمريكا تدرس إدخال موضوع التقسيم في (أجندتها)، وهو أمر ليس سهلاً بل له مضاعفات محلية وإقليمية ودولية، وهي أرادت من هذا القانون (غير الملزم) جس النبض، وأن ترى ردود الفعل المتوقعة على فكرة التقسيم، بعد أن نقلتْها من البحث النظري إلى البحث العملي بتقديمها إلى الكونجرس للتصويت عليها.

وهم الآن يرصدون ردود الفعل حولها، وسيرون ما تعكسه محلياً بالنسبة للمسلمين السنة والشيعة، وكذلك ما تعكسه إقليمياً: رد فعل تركيا على أن يكون للأكراد كيان، وكذلك رد فعل الدول المحيطة وخشيتها من أن يلحقها التقسيم، وكذلك رد الفعل الدولي وقبوله للفكرة بعد أن كان شبه عرف دولي عدم تغيير الخارطة الحدودية التي وضعت بعد الحرب العالمية الثانية ...

وعلى ضوء ذلك تفكر أمريكا في الخطوة التالية، أي تحويل القانون غير الملزم إلى قانون ملزم!

ولذلك، فإن المسلمين إذا لم يتخذوا موقفاً صلباً في هذه المسألة، وإذا لم يغيروا على الحكام العملاء الذين لا يهمهم سوى الكرسي حتى وإن كانت معوجةً قوائمه، وحتى لو ضاعت البلاد والعباد، وإن لم يدرك المسلمون خطورة تقسيم بلادهم وتجزئتها بعد التجزئة التي هي عليها، إن لم يدركوا ذلك فإن خطوات موتهم أحياءً قد بدأت ...

إن المسلمين قادرون على إحباط مخططات أمريكا وأحلافها، فبلادهم غنية بالرجال والمال، والأهم من ذلك فإن بين أيديهم كتاب الله وسنة رسوله، الإسلام العظيم الذي فرض عليهم نظام الخـلافة للحكم حيث هو العلاج الناجع والدواء الشافي لمشاكلهم، الكفيل بإذن الله أن يجعلهم قادرين ليس فقط على منع جنود الكفار أن يطأوا بلاد الإسلام، بل كذلك على اللحاق بهم إلى عقر دارهم لنشر الإسلام وإزالة الظلام.

وأخيراً فإن هذا القانون غير الملزم هو نذير خطر والنار من مستصغر الشرر.




15 من رمضان 1428هـ27/09/2007م

http://www.hizb-ut-tahrir.info/arabic/index.php/isdarat/single/2482 (http://www.hizb-ut-tahrir.info/arabic/index.php/isdarat/single/2482)