تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل السياسة من الدين؟



أبو نوح
09-28-2007, 10:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



هل السياسة من الدين؟

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين. أما بعد:
نعم أخي السياسة هي الدين نفسه فالدين هو الانقياد لله تعالى بما شرعه في كتابه العزيز أو على لسان نبيه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم عن إيمان وحب وتسليم ابتغاء مرضاة الله تعالى، والسياسة في الإسلام هي أن تسوس نفسك وتقودها أو غيرك بأحكام الله تعالى وشرعه عن إيمان وحب وتسليم ابتغاء مرضاته سبحانه، والقرآن كله يحث على ذلك ويأمر به، يقول تعالى{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}[التحريم:6]، ويقول{وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا .فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا.قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا.وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا}[الشمس:7-10]، ويقول{إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً}[النساء:105]، ويقول{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ.وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ}[المائدة:48-49]، ولا يكون المرء مسلمًا إلا إذا بالكفر بالساسة الذين يسوسون أنفسهم والناس ويقودونهم بأهوائهم وشرائعهم الذين سماهم الله تعالى في كتابه الكريم طواغيت، وساس نفسه ورعيته بأمر الله تعالى وشرعه عن رضًا وتسليم وحب لله تعالى وابتغاء مرضاته، يقول تعالى{لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[البقرة:256]، ويقول{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ}[النحل:36]، ويقول{فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً}[النساء:65]، وإن رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ما لقي وأصحابه الكرام في مكة المكرمة قبل الهجرة إلى المدينة المنورة صنوف العذاب وألوان الأذى إلا لرفضهم السياسة الجاهلية أي الخضوع لحكم الجاهلية والحاكمين به ودعوتهم إلى عبادة الله وحده بالخضوع له لا شريك له، وأما الذين يسلخون السياسة من الدين فقد انسلخوا من الدين كله ودخلوا في دين اليهود والنصارى ولم يبقوا لهم من الإسلام شيئًا إلا أعمالاً باطلات وكلمات زائفات وشعارات باهتات لا قيمة لها ولا نفع لا في الدنيا ولا في الآخرة، يقول تعالى{وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}[المائدة:5]، ويقول{وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}[الزمر:65]. والله المستعان وهو يهدي السبيل. وكتبه أخوكم أمير جماعة المسلمين الشيخ/محمود عبد العزيز جودة في يوم الأربعاء السابع من شهر رمضان المبارك لعام1428هـ الموافق الثامن عشر من شهر سبتمبر لعام 2007م

منقول من هذا الموقع (http://www.m-goudah.com)

مقاوم
09-29-2007, 03:57 AM
جزاك الله خيرا أخونا أبو نوح

ومرحبا بك عضوا جديدا في بيتك وبين إخوانك

أبو نوح
10-01-2007, 11:10 PM
شكرا لك أخي المشرف المشرق كالشمس مقاوم
وأتمنى أن يوفقني الله لأضع هنا كل ما هو مفيد