تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قمير.. من "جنة السويد" لجحيم التيه بغابة صومالية



أم عمر
09-27-2007, 03:01 PM
هادي يحمد
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?blobcol=urldata&blobheader=image%2Fjpeg&blobkey=id&blobtable=MungoBlobs&blobwhere=1190879148591&ssbinary=true قمير يرى نجاته معجزة إلهية جوتنبرج (السويد)- أكلت الحلزون وقاسمت قردة البابون "زيتونهم" ومرضت بالملاريا نتيجة شرب مياه المستنقعات ولم أر بشرا طيلة 3 أشهر، وبالأحرى تهت في الغابات الحدودية بين الصومال وكينيا.. في أحيان كثيرة أرى أن نجاتي كانت معجزة إلهية وأنا كل ليلة أسمع صوت الضباع والسباع على بعد أمتار مني... هذا ليس سيناريو خياليا بل قصة "يوسف قمير".. شاب سويدي من أم سويدية وأب تونسي انضم مع متطوعين أجانب لمساندة قوات اتحاد المحاكم الإسلامية عند وصولها لمقديشو، وانتهى به الأمر إلى الضياع بأدغال جنوبي الصومال.
في المحطة الرئيسية للقطارات بمدينة "جوتنبرج" (500 كم جنوب غرب أستوكهولم) كان موعدي مع قمير الحريص على العيش بعيدا عن الأضواء، ولكن تجربته المعلومة للقلة القليلة حوله تجعله شخصا غير عادي بالمرة.

فعندما مد يده الصغيرة للسلام علي في يوم رمضاني بمدينة في أقاصي أوروبا لم أكن أصدق أن هذا الشاب (23 عاما) ذا القامة القصيرة والابتسامة الطفولية الخجولة، ترك كل هذا العز السويدي أو "جنة السويد" ليعيش جحيم التيه أولا ومعجزة النجاة من الضياع ثانيا بالغابات الكينية/الصومالية طيلة 3 أشهر.
بداية القصة
لنبدأ القصة من مأساتها، يقول قمير في لقاء خاص مع "إسلام أون لاين.نت": "كان ذلك بعد عيد الأضحى بيوم أو يومين، أي يوم 2 أو 3 من يناير 2007، كنا حوالي خمسين متطوعا عربيا بغابة على الحدود الصومالية/الكينية، وفي غمرة الفوضى التي سادت قوات المحاكم، وانسحابها من أغلب مدن الصومال بما فيها مقديشو انقسمنا داخل غابات السافانا مجموعات تتكون فيما بين 7 إلى 10 أفراد بعض منها مجهز بأسلحة خفيفة".
في هذه الأثناء "باغتتنا الطائرات الأمريكية والإثيوبية والمدفعية من كل صوب، كانت حمم النيران تشطر الأشجار نصفين، وتشعل كل أخضر حولنا، وسادتنا الفوضى، وبما أن أغلبنا لم يكن مسلحا، وحتى المسلحين لا حول ولا قوة لهم أمام الحمم القادمة من الخطوط الإثيوبية، تشتتنا وتفرقت بنا السبل".
يغرق قمير في ذكرياته للحظات: "كان الهجوم الإثيوبي يومها بعد صلاة الفجر مباشرة، كنا قد أنهينا صلاتنا وكنت حافيا حين اختفيت وسط الأعشاب الطويلة، ومع حلول الصباح وجدت نفسي وحيدا وسط غابة أعشابها تغطي قامتي وأشجارها الكثيفة حولي تبث هالة من الأسرار والرهبة.. كان سلاحي الوحيد في اليوم الأول هو الابتهال والصلاة والذكر وقراءة القرآن والبكاء والتضرع لله".
غير أن قمير يقول: "بالرغم من كل هذا تلبستني سكينة وقناعة بأني إذا مت في هذه الغابة فسأكون شهيدا إن شاء الله.. مر اليوم الأول والثاني دون أن يعترضني أحد.. تأكدت أني تهت وأن ما سيأتي أصعب.. كان على أن أتكيف مع الوضع الجديد، وأواجه الجوع والعطش وأخطار الغابة.. كانت الحيوانات بالنهار على مقربة مني لكن أغلبها غير وحشي كالقردة والغزلان بأنواعها والزواحف، أما الليل، وما أدراك ما الليل، فهو مملكة الحيوانات المفترسة، فتخرج الضباع والقطط الوحشية المرقطة والأسود وتختلط أصوات العراك بين الوحوش باختلاف أنواعها، فلا أملك إلا تسلق أعالي الشجر وقضاء ليلي نصف نائم، متضرعا قارئا للقرآن، داعيا الله أن ينجيني من ليلتي هذه.. وتكررت ليالي التضرع لأسابيع".
في تلك الأيام -يروي قمير- "كانت القوات الإثيوبية من حين لآخر تغير على مواقع معينة بالغابة، كنت أسمع طلق نار وانفجارات ثم يسود هدوء، وفي أحيان كثيرة أراقب إنزالات من بعيد يقوم بها الإثيوبيون، ربما لملاحقة أفراد مثلي".

أهل الكهف
فيما يتعلق بالأكل والشرب يقول قمير: "في أحيان كثيرة كان يسودني يأس في أن أعثر على ما يسد رمقي، فأبحث عن الحلزون على أغصان الأشجار وكثيرا ما أكلت العشب الذي أتوسم فيه أنه غير سام، وأسعد أيما سعادة كلما عثرت على ما يسميه الصوماليون (زيتون القردة)، وهي قطعة بحجم حبة الزيتون لها مذاق مقبول، وتعتبر أحد أطعمة القردة.. وبالنسبة للشرب، وجدت صعوبة كبيرة في العثور على المياه، وأحيانا بعد ساعات من المشي المتواصل دون جدوى، وفي اللحظة التي أشعر فيها أني استنفدت كل أمل في العثور على الماء، فجأة أعثر على بقعة من مياه المستنقعات الراكد، فأصفي الماء بقميصي قدر الإمكان من الأعشاب والشوائب، وبالطبع هذا لم يمنع إصابتي بالملاريا فيما بعد".
هيئة قمير أيامها لا تختلف عن هيئة أهل الكهف: "شعري طويل، ولحيتي بلغت صدري، وسروالي القصير مقطع من كل جانب، وقميصي تغير لونه بعد أن صفيت به المياه". ويشير إلى ساقيه: "إلى الآن، وبعد 6 أشهر من التيه، توجد فطريات بين أصابع قدمي نتيجة المشي حافيا بين المياه الراكدة والصخور وأشواك النباتات".

بصيص أمل
في أواخر مارس، أي بعد 3 أشهر من المشي، "بدا لي بصيص أمل حين وصلت لمضارب قرية على مشارف الغابة علمت فيما بعد أنها قرية (كوليبو)، وأنها تحاذي الغابة التي تهت فيها، والتي تسمى غابة (الكتا) الصومالية".
"الحقيقة، ظننت أني بالأراضي الكينية، فمع 3 أشهر قضيتها أدور في الغابة التي يوجد جزء منها بالصومال، فلا شك أني دخلت كينيا مرارا، ولكن رجعت في النهاية من حيث لا أدري إلى الصومال".
الأمر اللافت للانتباه: "بقيت بالقرية نحو أسبوعين عند شيخ طيب كساني وأطعمني وآواني رغم أن أهل القرية، بما فيهم الشيخ، لا يتكلمون العربية، فهم يتحدثون إحدى اللهجات المحلية الصومالية، وبالتالي كنت أستخدم لغة الإشارة، وعلمت من قريب للشيخ يحفظ القرآن، أي يتكلم العربية، أن الأهالي يعلمون بمأساة المقاتلين الأجانب".
السؤال بعد إقامتي بالقرية: "هو كيف يمكنني مغادرة الصومال، وخاصة أن الطريق لكينيا غير آمن، فعرض علي الشيخ نقلي للشمال، ومنه أخرج عبر قارب باتجاه اليمن، وهو ما تم حينما كلف أحد أقاربه، وبدون مقابل، بنقلي، حيث قطعنا حوالي 2700 كم بالسيارة، وحين مرورنا بأراض يسطر عليها الإثيوبيون والقوات الحكومية الصومالية أخفاني بمؤخرة السيارة، حيث لا أخرج إلا ليلا، وكثيرا ما لاحظت أن صاحب السيارة يستثمر علاقاته وأقاربه بالقبائل المجاورة للمرور بسلام بين حواجز التفتيش".
يقول قمير: "تمكنت من ركوب قارب يمني فيه صومالية ويمنيون إلى السواحل اليمنية، وفي اليمن اتصلت بصديق في السفارة السويدية بالسعودية (لا توجد سفارة سويدية باليمن) وأمدتني السفارة بوثيقة مرور وقتية عوضا عن جواز سفري، عدت بها لبلدي عبر الأردن في مرحلة أولى، ثم عبر فرنسا والدانمرك في مرحلة ثانية".
أثناء لقائي بيوسف قمير كان يتلقى من حين لآخر مكالمات هاتفية من زوجته السويدية من أصول مصرية تسأله عن هذا الأمر أو ذاك ونحن في شهر رمضان.
ولما سألته كيف ترك زوجته وابنه للقيام بمغامرة غير محسوبة العواقب، رد بأنه "عندما تقارن في ميزان العدل الإلهي بين مصلحتك كفرد ومصلحة الأمة.. فمصلحة الأمة أولى".

فـاروق
09-27-2007, 03:55 PM
سبحان الله...لقد شغلتنا الدنيا....

من هناك
09-27-2007, 04:22 PM
نسأل الله العفو الوعافية

جزاك الله خيراً على نقل هذه القصة والله اعلم كم هناك من رجال قد تاهوا او ضاعوا في غمرات الغابات او الحياة

nawwar
09-27-2007, 08:09 PM
هذا ليس قمير......
هذا أسد ضرغام........
باع الدنيا للقاء ربه........ولم يحن اللقاء بعد.......
فهل من مقارنة بين صحبة الأهل ولقاء الله!!!!!!!!!!!!!!!!

أم عمر
09-27-2007, 09:57 PM
والله لهو أهون عليه أن يعيش في الغابات بين الوحوش الضارية على أن يعيش بين البشر.

وأين يعيش؟؟

في بلاد الإسلام

حيث يخطفون الآمن من بيته أمام عيون زوجته وأطفاله ثم تمر الأيام والشهور وهو هناك في ظلمة السجون.

وله التهمة جاهزة: أسامة أو فتح الإسلام

ولو سألتم امرءاً ممن عرفهم لأخبركم أنهم خيرة الرجال في وقت عز فيه الرجال.

ثم نحزن على هذه الدنيا التي كادت تفلت من يدي هذا الرجل, وأي دنيا !!!

لاااااااااااا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

إدعوا لهم : إنهم ظلموا بوشاية كلاب يعتاشون بتلفيق التهم على أناس.