تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصة مغترب



Hanan
05-15-2003, 02:08 PM
لقد قرأت هذه القصة وأحببت أن تكون بين أيديكم وتشاهدون ما هو الحاصل في بلاد الحريات كما يدعي البعض

----------------------------------------------------------

جاء إلىّ منكسراً ذليلاً .. وقال : يا شيخ !! مللت من هذه الحياة !! كنت أسكن في بلد من بلاد المسلمين .. أسمع الأذان .. وأشهد الصلوات .. وأذكر الله مع الذاكرين .. وأركع مع الراكعين .. ولا أرى صليباً ولا كنيسة ..
نعم كنت في عيش قليل لا أملك الأرصدة والأموال .. ولا شقة فاخرة .. ولا يعالجني مستشفى متطور .. لكنني كنت ملكاً متمكناً .. أتربع على عرش منزلي الصغير .. وأولادي وزوجتي حولي كأننا قمر حوله كواكب ..
بالأمس كنا ولا يرجى تفرقنا *** واليوم صرنا ولا يرجى تلاقينا
كنت أعلم أين يذهب ولدي .. ومع من تجلس ابنتي .. ومن تقابل زوجتي ..
ثم زين لي بعض الأقارب أن آتي إلى هذا البلد المتطور الذي يعطيني الجنسية والراحة ، والأمن والرفاهية ، والراتب والعلاج .. و .. فانخدعت بذلك وجئت إلى السويد ..
قبلت الدولة لجوئي .. أسكنوني في شقة فاخرة .. درسوا أولادي في مدارس متطورة .. عشت الأيام الأولى وكأني في حلم جميل ..
نعم تبدل صوت الأذان .. بجلجلة النواقيس والصلبان .. الوجوه المتوضئة .. المشرقة المؤمنة .. تبدلت بوجوه عليها غبرة ترهقها قترة ..

لكن هذه الحياة الجديدة .. والراحة والدعة جعلتني أغفل عن هذه الأمور ..
مضت أيامي في هذه البلاد .. ومضت الشهور وبدأت أتنبه إلى هذا الواقع الفاسد .. أخاف على أولادي من حولي .. صرت كالجبان المختبئ من عدوه الذي يمسك أولاده عن يمينه وشماله خوفاً عليهم من القتل ..
وفي يوم من الأيام :
طرق باب المنزل طارق ، فلما فتحت الباب فإذا بفتاة شقراء !!
ما تريدين ؟!!
أنا صديقةُ ( موهمد ) في المدرسة ، وأريد أن أدخل عنده في غرفته !!
فزجرتها وطرتها .. وعاتبت ولجدي وناصحته ..
وبعد يومين ..
طرق باب المنزل طارق ، فلما فتحت الباب فإذا بشاب أشقر !!
ما تريد ؟!!
أنا صديق ( سارا ) في المدرسة ، وأريد أن أدخل عندها !! في غرفتها !!
فزجرته وطرته ..
وأعلنت حالة الطوارئ في البيت .. وأصدرت المراسيم والأنظمة :
ممنوع الاختلاط ..
ممنوع الذهاب إلى أي مكان غير المدرسة .. أو المسجد يوم الجمعة ..
ممنوع مقابلة الفتيات السويديات .. أو الشباب السويديين ..
ممنوع .. ممنوع ..
وأخذت أراقب تطبيق هذه الأنظمة بكل دقة ..
ومضت الأيام وأحسست بالراحة وأن الأزمة انقضت ..
حتى كانت الكارثة الكبرى !! ..
في يوم من الأيام خرجت لأشتري بعض الأغراض الخاصة للبيت .. وبعد خروجي بدقائق خرجت زوجتي وابنتي إلى مكتب الشرطة وقدمتا شكوى ضدي !! بأنني أكبت حريتهم .. ولا أحسن التعامل معهم .. وأمنع البنت من أصدقائها !! .. والولد من صديقاته !!.. الخ القائمة الطويلة ..
فثارت ثائرة العدالة ( !! ) على هذا الأب المتخلف .. كيف يحول بين الحبيب وحبيبة ؟! كيف يمنع الشباب والفتيات عن ملذاتهم ؟! .. كيف يقع هذا في بلاد الحرية والتطور ؟!..
فلما عدت إلى البيت .. متعباً .. محملاً بالأرزاق والأطعمة .. فإذا بالشرطة ينتظرونني !! فظننت أن البيت سرق في غيابي .. أو أن أولادي وفلذات كبدي تعرضوا لخطر ..
ألقيت ما في يدي وهرعت إلى البيت لأدخل فإذا برجال العدالة والشرف ( !! ) يوقفوني !!
أنت فلان ؟
نعم !! ماذا تريدون ؟!!
عندنا بلاغ ضدك !! تعال معنا ..
واقتادوني إلى التحقيق .. ثم المحكمة .. وحُكم عليَّ بالسجن ثلاث سنوات .. لأكون عبرة للمعتبرين ..
أما أولادي فقد أعطتهم العدالة ( !! ) منزلاً في غير المدينة التي سجنتُ فيها .. وصرفوا رواتب الأولاد باسم أمهم .. ولم يخبروني بعنوانهم .. ولم يسمحوا لي بالاتصال بهم .. ولا تسأل عن حالي اليوم ..




من كتاب : جلسة مع مغترب
للشيخ د / محمد بن عبدالرحمن العريفي

مجاهده
05-15-2003, 09:34 PM
اسأل الله ان يثبت كل فتاه و شاب في بلاد الغربه....اختي حنان اعتقد ان الأمور اكثر من ان يمنع الأب ابنائه من الإختلاط...فالفتاه او شاب في هذه البلاد يستطيع فعل ما يخطر بباله و من دون علم الأهل...فإذا لم يوجد الورع و الخوف من الله فلا اب ولا ام يستطيع ان يقف في وجه الفتاه او الشاب..و مع الإنفتاح و الإختلاط و كثره الفساد فوالله هناك شباب و فتايات ملتزمات اكثر من إلتزام الشباب و الفتيات في البلاد الإسلاميه....و انا متأكده ان البيئه الإسلاميه المتوفره هنا متماسكه و قويه اكثر من اي بيئه اسلاميه في اي بلد عربي...لاننا نشعر بأمس الحاجه لهكذا جو و بيئه...