تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ملخص خطب الجمعة( للصعيدي) رمضان ومعاملة المساكين



أحمدالسيدالصعيدي
09-19-2007, 10:01 PM
خطبة جمعة

أحمد السيد الصعيدي



ملخص خطب الجمعة( للصعيدي)رمضان ومعاملة المساكين

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ به من شرور أنفسنا من سيئات أعمالناانه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلاهادى له

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، له المُلك وله الحمد وهم على كل شئ قدير ، اللهملامانع لما أعطيت ، ولا معطى لما منعت ، ولا ينفع ذا الجدِّ منكَ الجدُّ " (البخارى)

قصدت باب الرجا والناس قد رقدواوبت أشكوا إلى مولاي ما أجدو

وقلت يا أملي في كل نائبةيا من عليه لكشف الضر اعتمد

اشكوا إليك أمورا أنت تعلمهامالي على حملها صبرا ولاجلد

فلا تردنها يارب خائبةفبحر جودك يروي كل من يرد

وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا وعظيمنا محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان إذا رأى الهلال قال‏:‏ ‏"‏اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام، ربي وربك الله، هلال رشد وخير‏"‏ ‏‏

(‏رواه الترمذي وقال‏:‏ حديث حسن‏)‏‏‏‏.‏



إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} (الأحزاب56)

بلغ العلا بكماله كشف الدجى بجماله عظمت جميع خصاله صلوا عليه وآله

اللهم صل على سيدنا محمد في الأولين وصل عليه في الآخرين وصل عليه في كل وقت وحين صل اللهم وسلم وبارك عليه وارض اللهم عن الصحابة أجمعين وعن التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين وارحم اللهم مشايخنا وعلمائنا ووالدينا وأمواتنا وأموات المسلمين أجمعين



(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ )آل عمران102

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) الأحزاب (71)

فإن أصدق الحديث كتاب الله , وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمورمحدثاتها , وكل محدثة بدعة , وكل بدعة ضلالة , وكل ضلالة في النار,

وبعد:ـ أيها الأخوة الأعزاء

رمضان ومعاملة المساكين

يقول رب العزة تبارك وتعالى

(لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ )البقرة177

وقال تعالى

(يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ )البقرة215

وقال تعالى

(فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )الروم38

والنبي صلى الله عليه وسلم حثنا على التودد إلى المساكين

عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما

أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير قال (تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف)

رواه البخاري ومسلم والنسائي

وعن النعمان بن بشير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

( ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضوا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ).

متفق عليه

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله‏)وأحسبه قال‏:‏ ‏( وكالقائم الذي لا يفتر، وكالصائم الذي لا يفطر)

‏‏‏(‏متفق عليه‏‏‏)‏‏

ولما منع أبو بكر رضي الله عنه الصدقة من مسطح عندما تكلم في حق عائشة رضي الله عنهانزل القرآن لفضل الصدقة يتلى

قال تعالى (وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )النور22

وقوله تعالى: ( ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة " الآية.قال البغوي المشهور من الروايات أن هذه الآية نزلت في قصة أبي بكر بن أبي قحافة رضي الله عنه ومسطح بن أثاثة. وذلك أنه كان ابن بنت خالته وكان من المهاجرين البدريين المساكين. وهو مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب بن عبد مناف. وقيل: اسمه عوف، ومسطح لقب. وكان أبو بكر رضي الله عنه ينفق عليه لمسكنته وقرابته، فلما وقع أمر الإفك وقال فيه مسطح ما قال، حلف أبو بكر ألا ينفق عليه ولا ينفعه بنافعة أبداً، فجاء مسطح فاعتذر وقال: إنما كنت أغشى مجالس حسان فأسمع ولا أقول. فقال له أبو بكر: لقد ضحكت وشاركت فيما قيل، ومر على يمينه، فنزلت الآية).

أبو الدحداح

وعن زيد بن أسلم رضي الله عنه قال: لما نزل قول الله تعالى:

(من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا) (البقرة: 245، الحديد: 11).

قال أبو الدحداح: فداك أبي وأمي يا رسول الله، إن الله يستقرضنا وهو غني عن القرض؟ قال: (نعم يريد إن يدخلكم الجنة به) قال: فإني قد أقرضت ربي قرضاً يضمن لي به ولصبيتي الدحداحة معي الجنة؟ قال: (نعم) قال: ناولني يدك يا رسول الله، فناوله رسول الله يده، فقال: إن لي حديقتين إحداهما بالسافلة والأخرى بالعالية والله لا أملك غيريهما، قد جعلتهما قرضاً لله تعالى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اجعل إحداهما لله والأخرى دعها معيشة لك ولعيالك)، قال: فأشهدك يا رسول الله أني قد جعلت خيرهما لله تعالى، وهو حائط فيه ستمائة نخلة، قال: (إذن يجزيك الله به الجنة).

فانطلق أبو الدحداح حتى جاء م الدحداح، وهي مع صبيانها في الحديثة تدور تحت النخل، فأنشأ يقول:
هداك ربي سبل الرشاد إلى سبيل الخير والسداد

بيني من الحائط بالوداد فقد مضى قرضاً إلى التناد

أقرضته الله على اعتمادي بالطوع لا من ولا ارتداد
إلا رجاء الضعف في المعاد فارتحلي بالنفس والأولاد
والبر لا شك فخير زاد قدمه المرء إلى المعاد


فقالت أم الدحداح: ربح بيعك! بارك الله لك فيما اشتريت! وأجابته أم الدحداح أنشأت تقول:

بشرك الله بخير وفرح مثلك أدى ما لديه ونصح

قد متع الله عيالي ومنح بالعجوة السوداء والزهو البلح

والعبد يسعى وله ما قد كدح طو الليالي وعليه ما اجترح

ثم أقبلت أم الدحداح على صبيانها تخرج ما في أفواههم وتنفض ما في أكمامهم، حي أفضت إلى الحائط الآخر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (كم من عزق رداح ودار فياح لأبي الدحداح في الجنة).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بينا رجل في فلاة من الأرض فسمع صوتاً في سحابة: اسق حديقة فلان، فتنحى ذلك السحاب فأفرغ ماءه في حرة فإذا شرجة من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله فتتبع الماء فإذا رجل قائم في حديقتة يحوّل الماء بمسحاته فقال له: يا عبد الله، ما اسمك؟ قال له: فلان للاسم الذي سمع في السحابة، فقال له: يا عبد الله لم تسألني عن اسمي؟ قال: سمعت في السحاب الذي هذا ماؤه صوتًا يقول: اسق حديقة فلان, لاسمك، فما تصنع فيها قال: أما إذ قلت هذا فإني أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه وآكل منها وعيالي ثلثًا وأرد فيه ثلثه) رواه مسلم

وعن عدي بن حاتم قال: سمعت رسول الله يقول صلى الله عليه وسلم: (ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار, ولو بشق تمرة) رواه البخاري ومسلم

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من يوم يصبح العباد فيه إلا وملكان ينزلان, فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً, ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً) رواه البخاري ومسلم

صدقة بيرحاء

وعن أنس بن مالك قال: كان أبو طلحة أكثر أنصارى بالمدينة مالا، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب.

قال أنس: فلما نزلت: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) قال أبو طلحة: يا رسول الله، إن الله بقول: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)، اللهم إن أحب أموالي إلى بيرحاء، وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (بخ، ذاك مال رابح، ذاك مال رابح، وقد سمعت وأنا أرى أن تجعلها في الأقربين). فقال أبو طلحة: افعل يا رسول الله. قال: فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه

وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }النور31

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العلمين

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له

وأشهد أن محمد عبده ورسوله

أما بعد

ورد عن بعض العلويين: انه كان نازلاً ببلاد العجم، وله زوجة علوية وبنات، وكانوا في نعمة واسعة، فمات الزوج وأصاب امرأته وبناتها بعده الفقرة والحاجة، فخرجت المرأة ببناتها إلى بلدة أخرى خوف شماتة الأعداء، فأدخلت أولادها في بعض المساجد المهجورة من شدة البرد، ومضت لتبحث عن قوتها فمرت بجمعين، جمع على رجل مسلم وهو شيخ بلد، ورجل مجوسي وهو ضامن البلد، فبدأت بالمسلم وحكت له ظروفها، وأنها علوية شريفة، وتريد قوت أولادها.

فقال لها: أقيمي الدليل والبينة على أنك علوية شريفة، فقالت: أنا امرأة غريبة ما في البلد من يعرفني، فأعرض عنها فمضت من عنده منكسرة حزينة، فجاءت المجوسي فحكت له ظروفها، فقام وأرسل بعض نسائه وأتوا ببناتها إلى داره، فأطعمهم أحسن الطعام، وألبسهم افخر الثياب، وباتوا عنده في نعمة وكرامة.

فلما انتصف الليل رأى الشيخ المسلم في منامه: كأن القيامة قد قام وقد عقد اللواء على رأس النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا بقصر من زمرد أخضر، شرفاته من اللؤلؤ والياقوت، فيه قباب لؤلؤ ومرجان. فقال: لمن هذا القصر؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: لرجل مسلم موحد، فقال: يا رسول الله أنا رجل مسلم موحد. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: أقم عندي الدليل والبينة أنك مسلم موحد. قال: فبقى متحيراً قال صلى الله عليه وسلم: لما قصدتك العلوية قلت لها أقيمي عندي البينة أنك علوية، فكذا أنت أقمت عندي الدليل انك مسلم، فاستيقظ الرجل حزينا على رده المرأة خائبة، ثم جعل يطوف بالبلد ويسأل عنها حتى علم انه عند المجوسي، فأرسل إليه فأتاه، فقال له: أريد منك المرأة الشريفة العلوية وبناتها. فقال: ما إلى هذا من سبيل وقد لحقني من بركاتهم ما لحقني. قال: خذ مني ألف دينار وسلمها إليها، فقال: لا أفعل. فقال: لا بد منهم، فقال: الذي تريده أنت أنا أحق به والقصر الذي رأيته في منامك خلق لي، أتدل علي بالإسلام، ما نمت البارحة أنا وأهلي حتى أسلمنا على يد هذه المرأة الشريفة، ورأيت في منامي مثل الذي رأيته أنت، وقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: العلوية عندك وبناتها؟ قلت: نعم يا رسول الله. قال: القصر لك ولأهل دارك وأنت وأهل دارك من أهل الجنة خلقك الله مؤمنا في الأزل. قال: فانصرف المسلم وبه من الحزن والكآبة ما لا يعلمه إلا الله

فانظر إلى بركة الإحسان إلى الأرملة والأيتام وما أعقبه من كرامة.

اللهم عاملنا بالإحسان إحسانا وبالإساءة عفوا وغفرانا

اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى

اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا

وأكرم نزلنا ووسع مدخلنا واغسلنا من خطايانا

بالماء والثلج والبرد

اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين

وارفع بفضلك رايتي الحق والدين

وصل اللهم على سيدنا محمد

وأقم الصلاة