تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : التجربة الأخيرة



سهيل الحلبي
09-17-2007, 01:41 PM
التجربة الأخيرة

إن مواجهة التحديات الجديدة التي تُفرض علينا مع استمرار التمادي في فرض النظريات الدينية والاقتصادية التي تهدد العالم والأمن الوطني ، جعل عملية تناسي الخلافات والالتفاف بصدق حول الوطن أولوية عقدية وقومية على أعلى المستويات ، وذلك لمواجهة التجارب السياسية والاجتماعية والاقتصادية الحديثة التي تمارس ضدنا جهاراً نهاراً ...
ولكن يجب أن نعلم أن هذه التجربة ليست فريدة من نوعها و ليست حالة خاصة .. فقد تم تطبيق إجراءات مماثلة ومشابهة على مجتمعات ودول متعددة ومتنوعة وعبر مراحل مختلفة ومتكررة عبر الزمن ،والتاريخ أصدق شاهد على ذلك.
فقد بُدئ – وقد تستغرب - بالولايات المتحدة الأمريكية ذاتها وما تم فيها من عمليات ترويض فشلت الدولة الغير متماسكة والحديثة الولادة في مقاومتها ، ثم انتقلت التجربة إلى أوربا وما تم خلالها من إعادة صياغة مجتمعات بأكملها كـ ألمانيا وما تم أيضاً من تدجين لأقوى الدول الآسيوية ( اليابان ) ، وما شهدناه في جيلنا الحاضر من تجارب غير كاملة ، ومازالت لم توضع لها اللمسات الأخيرة كـ ( الصومال – أفغانستان – البوسنة وكوسوفو ) ولنعلم جيداً أن الذي أسهم في نجاح هذه التجارب ( التآمرية – الحاقدة – الشخصانية ) وساهم في استمراريتها هو فشل التجارب السابقة في عملية التصدي والمقاومة ...
والرهان الآن على الدور العالمي الذي ستلعبه التجربة الأخيرة ( الشام بالعموم و سوريا بالتحديد )، والذي سيترتب عليه نتائج خطيرة ومروعة ... طبعاً مع وجود مغفل يملك أقوى أسلحة العالم ( جورج بوش ) والذي يسمع نداءات من الله – كما يدعي- تقول له اضرب أفغانستان .. اضرب العراق .. اضرب ؟!!
إن القنابل الأكبر حجماً ، والبنادق الأفضل تأثيراً ، وأنظمة الأسلحة الجديدة التي لا نستطيع أن نجاري أعداءنا في امتلاكها – نسبياً – هي في الحقيقة ليست كل شيء ولا تستطيع مواجهة المنظرين الأصوليين الإنجيليين الصهيونيين الذين يديرون عن بعد ساحات المعارك المحتدمة ،والتي سيختمونها بالمعركة الكبرى –حسب ادعائهم لفناء الغويم في هرمجيدون –
ونرى الآن الدكتور محمود آغاسي مافتئ يحلّل ويشرح هذه الظاهرة ، وهو يسعى إلى رفع مستوى المواجهة لدى أبناء الأمة وذلك عن طريق نهجٍ تحليلي شامل للدفاع عن قيم ومبادئ منتهكة .
إننا بحاجة إلى التوصل إلى فهم أفضل لهؤلاء المنظرين ، وكيف يعملون ، وما الذي يحفِّزهم وما الذي يمكن عمله لمنعهم من زيادة عدد المنخدعين بأفكارهم ونظرياتهم ، كما أننا بحاجة إلى فهم أفضل لمواطن ضعفهم ليسهل اختراقهم ، وفي الوقت نفسه نحن بحاجة لمعرفة مواطن الضعف في بلدنا لكي نقلل حجمها و حساسيتها ونجد الحلول الأفضل لتدعيمها وتقويتها .
ويقوم الدكتور محمود آغاسي بدور بارز في المساعدة على تحسين الأداء الشعبي و الرسمي ، وذلك عن طريق فاعلية إيجابية وتفاعل مستمر ، وتواصل يؤدي إلى تقارب بالمفاهيم ، و توافق على خطط العمل الممنهج للخروج من المطبات المتراكمة والمتكاثرة .