تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كيف انتهت المعركة(نهر البارد)... تحليل عسكرى استراتيجى



البشناتي
09-10-2007, 11:17 AM
كيف انتهت المعركة(نهر البارد) / بقلم : مامون اسعد التميمي-تحليل عسكرى استراتيجى
نحن في البداية لاندعي التحليل العسكري من فراغ ، او اقحام ، ولكننا نعطي تحليلنا هذا من خلال معرفتنا بأدق التفاصيل العسكرية لحروب المخيمات ، مستندين على تجارب ميدانية واهم معارك الحصارات في بيروت وثانيها معرفة اهم التفاصيل من القادة العسكريين الذين خاضوا المعارك في مخيمات لبنان وهم بالعشرات وتجاربهم قريبة من مخيم نهر البارد .

ان ماحدث بالأمس من انتهاء المعركة وحسمها من قبل الجيش اللبناني ، ماهي الا عملية غامضة ومبهمة ولكن لو جمعنا كافة التصاريح الاعلامية التي صدرت عن الجيش والصحافة عن كيفية انتهاء المعركة ، فسنخرج بما يلي : لقد أدرك المقاتلون انهم ان لم يتحولوا إلى مرحلة الهجوم فأنهم سيواجهون الموت الحتمي من خلال الجوع والعطش ناهيك عن القصف الشرس الغير مسبوق في تاريخ الحروب الا ما ندر فأن يتعرض مخيم او منطقة إلى قصف متواصل غير منقطع لا في الليل ولا في النهار وبواسطة اثقل انواع القذائف والصواريخ بحيث انه لم يبقى ولا متر في المخيم الا وقصف بعشرات القذائف من العيار الثقيل جداً ، من خلال المدفعية المباشرة وقذائف الهاون التي تسقط بشكل قوسي والرشاشات الثقيلة ، اضافة إلى الزوارق البحرية ، ناهيك عن الطيران الحربي الهوكر هنتر الذي يستعمل لأول مرة إلى جانب طائرات الهليوكبتر التي زودت بصواريخ تدمر كل 100 متر تدميراً شاملاً ، عدا عن تقسيم المخيم إلى مربعات وطحن تلك المربعات وتحويلها إلى ارض محروقة ، ثم اتخاذ خطوة بتدمير كافة البنايات والعمارات والبيوت في المخيم تدميراً شاملاً وكاملاً وبعد ذلك تأتي امريكا لتزويد الجيش اللبناني بصواريخ تخرق التحصينات العميقة وامام الجوع والعطش والمرض ، وامام قلة الحيلة في المقدرة على معالجة الجرحى او اجراء عمليات لهم ، اضافة إلى قتل مئات العائلات والذي لم يتبقى منهم الا العشرات عدا عن العائلات التي سدت عليهم الملاجئ وامام كل هذه المعطيات فلقد قرر مقاتلوا فتح الاسلام اتخاذ مبادرة عسكرية انتحارية ولكنها اسلم لهم بألف مرة من انتظار الموت المحتم تحت وابل قصف مجنون لا يرحم ، وعليه فلقد اتخذ هؤلاء المقاتلون خطوة قوية وجريئة ومذهلة حينما قرروا اقتحام محور من محاور الجيش وتدميره والسيطرة عليه حتى يتمكنوا من الخروج ولقد نجحت خطتهم نجاح مذهلاً بحيث انهم تمكنوا من الانسحاب من المخيم دون ان يعرف اين ذهبوا وانتشروا .

واذا علمنا ان الجيش اللبناني الذي يحاول الان تحويل هزيمته إلى نصر عسكري ولكنها محاولات مضحكة في العلم العسكري ، فالجيش اللبناني يدعي انه استعمل فقط 3000 جندي ، علماً ان قوات المغاوير التي اسندت الجيش اللبناني عشرة الاف عسكري ، ناهيك عن ادعاء الجيش ان الذي كان يعيقه من الحسم الدروع البشرية التي استعملها مقاتلوا فتح الاسلام لحمايتهم من الجيش وكأن العالم لم يشاهد عبر شاشات التلفزة القذائف المدمرة وهي تسحق المخيم وكأن هذا التدمير الشامل والسحق الكامل وتحويل المخيم الى ارض محروقة كأن كل هذا الشيء فيه اعتبار لدروع بشرية او فيه أي حرمة من المحرمات التي وضعها الله او التي وضعتها البشرية او التي فرضتها قوانين الحروب النظيفة والتي هي معدومة في هذه الايام نهائياً .ان المعجزة العسكرية التي حققها مقاتلوا فتح الاسلام ، تكبر في عيني أي محلل عسكري اذا عرفنا ان المخيم محاصر حصاراً لم يمر في التاريخ ، بحيث ان المخيم اغلق من خلال حلقات متتالية فلو تمكن هؤلاء المقاتلون من كسر الحلقة الاولى فسيواجهون الحلقة الثانية ثم بعدها الثالثة ثم الرابعة ثم الخامسة ، ومن الطبيعي امام حجم هذه المعركة التي اصبحت مصيبة على هيبة الجيش والذي لانشك ابداً انه ان لم يستعمل كله في هذه المعركة التي تحولت الى معركة مصيرية لان الجيش اعتبر انه سيصبح بحكم المنتهي وخارج المعادلة السياسية ان لم يحسم هذه المعركة بأي ثمن كان ، فأن لم يكن كله فأنه قد خاض المعركة بأهم وحداته العسكرية على الاطلاق ، ولا نستبعد ان الجيش فرض اكثر من عشرة حلقات على المخيم ، فكيف استطاع مقاتلوا فتح الاسلام من ناحية عسكرية ان يخرجوا من خلال كل هذه الاطواق والحلقات ، وحتى نعرف هذه الحقيقة التي تفرض نفسها بقوة فعلينا ان ندرك مايلي :

اولاً ان فتح الاسلام وطوال المعركة كان يجب ان يكونوا بأستمرار على خطوط التماس مع الجيش اللبناني، وذلك من اجل التمركز في الاماكن التي هي اقل عرضة للقصف من الاماكن العميقة بالمخيم ، فخطوط التماس يجبر الجيش على عدم قصفها بشكل عشوائي والا فأنه سيقتل جنوده .
ثانياً : يجب ان يكون مقاتلي فتح الاسلام هجموا على الجيش من محور واحد بعد ان يكونوا قد جمعوا انفسهم من عدة محاور دون ان يشعروا الجيش بأنهم تركوا بقية المحاور بدون مقاتلين .
ثالثاً : واضح ان مقاتلي فتح الاسلام قرروا حسم المعركة منذ اللحظة التي قرروا فيها التفاوض بشأن اخراج عائلتهم ، لانهم ان لم يخرجوا عائلتهم من المخيم سيصوروا بأنهم هربوا من الجحيم وتركوا عائلتهم ، عدا عن ان عائلتهم قد تتعرض للأبادة نتيجة اشتداد القصف بشكل غير مسبوق ، واضافة للعائلات فلقد حاول مقاتلوا فتح الاسلام التفاوض لأخراج الجرحى الا ان الجيش اللبناني الذي اراد ان يجعل من الجرحى عبأ على هؤلاء المقاتلين رفض اخراج هؤلاء الجرحى .

بعد ذلك يجب ان يكون هؤلاء المقاتلين قد وضعوا خطة الانسحاب من المخيم ويجب ان تكون من ناحية عسكرية على الشكل التالي :

إعادة ترتيب وهيكلة هؤلاء المقاتلون من اجل اقتحام تلك الحلقات والاطوق العسكرية التي تحاصرهم ، وحتماً سيكونوا قسموا انفسهم الى مجموعات اقتحام ومجموعات هجوم ومجموعات اسناد ، تقوم مجموعات الاقتحام بأقتحام المواقع العسكرية على شكل رأس حربة دائرية من خلال قصف الاليات بصواريخ الاربي جي في ذلك المحور الذي تم اختياره وبعد الاقتحام تقدم مجموعات الهجوم على مباغتة الجنود الهاربين من الدروع والخارجين من التحصينات ، فيتم التعامل معهم بسرعة وأبادتها ثم تتبدل المواقع فتتحول مجموعات الاقتحام الى مجموعات اسناد ومجموعات الهجوم الى مجموعات اقتحام ومجموعات الاسناد الى مجموعات هجوم ، وهكذا يجب ان يكون هؤلاء المقاتلون تواصلوا بالمعركة وبتدمير كافة الحلقات والاطواق بسرعة من اجل ان يهيروا معنويات الحلقات الاخرى التي لابد انها هربت امامهم حتى تمكنوا من المغادرة والانسحاب دون ان يتابعهم احد والدليل على ذلك ان كل التصريحات التي خرجت عن الجيش وعن الصحافيين لم تحدد اين ذهب هؤلاء المقاتلون ولا اين اصبحوا الى ان احدى التصريحات اشارت ان هنالك مجموعات كانت تساندهم من خارج المخيم وهذا الامر قد يكون صحيح وقد يكون تبرير ليس اكثر ، اما لمن يتسائل انه كيف لنا ان نعرف ان هذه هي الطريقة الوحيدة التي خرج فيها المقاتلون فنقول له ليس هنالك طريقة عسكرية للخروج لمخيم محاصر بحلقات واطواق من الجيش الا بهذه الطريقة لا غير ، تماماً كما يأتي شخص ويسأل ، كيف اخرجت هذه الشجرة هذه الثمرة فتقول له ان الشجرة زرعت ثم ترعرعت وكبرت ثم اثمرت ، وليس هناك طريقة اخرى ، فألامر لايحتاج الى الكثير من التفكير او التخمين فهذه معطيات واضحة اعطت نتيجة واضحة اما حجم الخسائر من قبل فتح الاسلام 28 قتيل فهذا شيء طبيعي لمعركة من هذا الحجم ولكن الجيش تكتم على خسائره فلو اعلن الجيش خسائره الحقيقية لكانت اضعاف ذلك العدد بكثير وذلك لان المهاجم ان كان جريئاً ومدرباً يشل حركة المهجوم عليه فكيف ان كان هؤلاء المقاتلين انتحاريين لا يهابون الموت ، اما المحللين العسكريين من الجانب اللبناني فأنهم قد خرجوا عن الاقناع بتاتاً في تحليلاتهم ، بحيث ان احدهم عكس الحقائق ويريد ان يثبت ان الجيش اللبناني حقق انتصاراً مذهلاًَ وعلى طريقة ( عنزة ولو طارت ) فقال ان هذا الانتصار اذهل كل المراقبين ولقد كنا قد خططنا ان المعركة قد تستمر 9 أشهر ولكننا تفاجئنا انه بسبب قوة وصلابة جنودنا وضعف مقاتلين عصابة فتح الاسلام وقلة تدريبهم فلقد حسمنا تلك المعركة في خلال ثلاثة اشهر ، ولا ندري كيف يخرج هذا الكلام عن عاقل ، فالجيش اللبناني الذي استعملت كل قواته الضاربة في هذه المعركة وفي المقابل كان يواجه عشرات المقاتلين والذين هم بكل الاحوال لايتجاوزون ثلاثمائه واسلحتهم لاتعدوا عن كونها اسلحة خفيفة جداً معززة ببعض قاذفات الاربي جي وعشرات من صواريخ الكاتيوش التي استعملت بالكامل ، عدا عن ان الجيش لم يستطع ان يقتحم المخيم الا بعد ان انسحب مقاتلوا فتح الاسلام من المخيم . ونحن متأكدون ان الجيش اللبناني والذي فقد هيبته في المعركة لو تأكد ان هذه المعركة ستستمر 48 ساعة لما اقدم عليها حفاظاً على هيبته ، ففي العرف العسكري ان اقتحام جيش مؤلل ومجهز ومدرب ويعد بعشرات الالاف يجب ان لا يأخذ معه مخيم حجمه لايتعدى الكيلو متر المربع الواحد ، سوى دقائق معدودة ، اما الوصف بأنه كان يحتاج إلى تسعة اشهر فتفاجئ الجيش ان فتح الاسلام ضعفاء وغير مدربين فلذلك حسم الجيش المعركة بثلاثة اشهر فهذه ترهات ، تدل على حجم الضيق الذي يعاني منه القادة العسكريون في الجيش اللبناني من نتيجة هذه المعركة التي اغلقت لهم عقولهم ، فلم يعودوا قادرين على أي حديث مقنع .

من هناك
09-10-2007, 02:16 PM
هذه تحليلات طوباوية لا معنى لها الآن ولا قيمة لها.

كلسينا
09-10-2007, 02:25 PM
يبدو أنو الكاتب مركز بالموضوع على طرح صورة المعركة ببهاراته وتوابله الخاصة أكثر منها على التحليل وشرح صورة النهاية .أو أنه مع الأسف فايت بخسة من زمان وعايش فيها ومرتاح .

من هناك
09-10-2007, 02:27 PM
بهارات سوداء ايضاً يا حاج.

الله اعلم كيف انتهت المعركة والله اعلم بهم كيف كان وضعهم وكيف صاروا إلى ما صاروا إليه. الآن يجب ان نركز على كيفية إعادة الناس إلى بيوتها وممتلكاتها بدل ان ننظر في تاريخ لن يعود ابداً