تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : نهر البارد...انتصار بطعم الهزيمة



البشناتي
09-07-2007, 12:18 PM
http://www.alasr.ws/myfiles/news/aaahaer.jpg



نهر البارد...انتصار بطعم الهزيمة
05-9-2007
http://www.alasr.ws/images/asr-spacer.gif
من المؤلم أن دولنا ومجتمعاتنا، لا تستطيع استخلاص الدروس والعبر من الأحداث الأليمة والموجعة، كأحداث نهر البارد، ليتم معالجة أسبابها ودوافعها، وبالتالي تفاديها في المستقبل، وتجنيب المجتمعات ويلاتها وتبعاتها المرَة، ذلك لأن الطبقة السياسية في غالبية عالمنا العربي فاسدة، ولا تملك من أمرها شيئا

بقلم ياسر سعد (http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.authors&authorsID=566)

في المعارك الشبيهة بمعركة نهر البارد, وحين تكون جزءا من هذه الأمة المكلومة, يكون الانتصار بأي معنى أمرا غير وارد, فمهما تكون النتائج على الأرض فالخسارة لجميع الأطراف واضحة والهزيمة مرة وفاضحة.

لعل رئيس الوزراء اللبناني ووزير دفاعه كانا سياسيين فحسب وواهمين أو متوهمين، حين أعلنا الانتصار وحين قدما التهنئة بهذا الانجاز الكبير، ورددا ما مللنا من سماعه عن سيمفونية الحرب على الإرهاب، والتي حمت المنطقة من الإخطار والشرور.

وحتى لا يساء فهمي, فإنني لا أقر مقاتلي فتح الإسلام على ما فعلوه, وإن كانت ملابسات قضيتهم مازالت غامضة وأتصور أنها ستبقى كذلك حتى يشاء الله. غير أن قراءة متأنية للحدث وتداعياته، تستوجب الحداد والحزن، ولا يمكن بأي لغة أو فهم، أن تستدعي الاحتفال أو التهاني أو التبريكات.

ففتح الإسلام، وإلى يوم تفجر الأحداث الدامية، لم تكن في عالمنا، الذي يضج بالقنوات الإخبارية والخبراء والمحللين السياسيين، طرف فاعل، أو حتى حالة تستدعي التذكر أو التدبر, فجأة سمعنا بتنظيم في رقعة أرض صغيرة، تعجز الدولة اللبنانية لأسابيع طويلة على إنهائه على الرغم من الدعم العربي والدولي الكبيرين.

السؤال الكبير: كم عدد التنظيمات أو التجمعات الشبيه بحالة فتح الإسلام منتشرة في لبنان وفي غيرها؟ وما هي العوامل التي أدت لظهور مثل هذا التنظيم وأمثاله؟ وهل أسلوب معالجة مأساة نهر البارد ستكون إنزيما منشطا، لولادة المزيد من هذه التنظيمات أم مثبطا لها؟

معركة نهر البارد التي تجاوزت مئة يوم, أعادت للأذهان هشاشة الجيوش العربية وضعف قدراتها القتالية، على الرغم من أنها تستهلك نصيبا وافرا من الدخل القومي، بتجهيزاتها ومصاريفها ورواتب منتسبيها. الجيوش العربية في مفهوم غالبية منسوبيها، هي باب للارتزاق والمجد الاجتماعي بالرتب والنياشين، والتي تزين صدور حامليها، بعد أن عُبئت رؤوسهم وعقولهم بالمفاهيم المغلوطة والأهداف الموهومة.

لا أستطيع أن أتخيل أن أكثر من 5% من منسوبي القوات المسلحة في غالبية الدول العربية يضع في ذهنه احتمالية الموت دفاعا عن الوطن أو السعي لتحرير السليب منه, بل إن الهدف الأساسي للغالبية العظمى من العسكريين العرب، الحصول على المزايا والمنافع الاجتماعية والراتب التقاعدي من بعد ذلك.

في الجانب الآخر، نجد مقاتلين أشداء، قاتلوا بضراوة وشراسة في ظروف صعبة. ماذا لو كانت أوضاع أمتنا السياسية صحية، وكانت أوضاعنا الاجتماعية سليمة، لكان هؤلاء الشباب جزء من قدرات الأمة الدفاعية والقتالية؟؟

مقاتلو فتح الإسلام كانوا عقائديين بشكل لا غبار عليه, لكن هل كانوا ضحية ألعاب استخبارية وضيعة, وهل كان قادتهم أدوات مستأجرة بأيدي مخابرات خارجية؟ أسئلة ليس من السهل الإجابة عليها، وإن كانت مسؤولية الحكومة اللبنانية كبيرة في الرد عليها، خصوصا مع توقيفها المفترض لعدد كبير من المقاتلين.

ليس من المقبول على الإطلاق تسطيح الأمور على الطريقة الأمريكية، وجعل تنظيم القاعدة شماعة نهرب إليها، من استحقاقات أسئلة خطيرة أو لتبرير تصرفات وسياسات خاطئة!!

التعامل القاسي مع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وحرمانهم من ممارسة أكثر من 5 مهنة، والظروف المعيشية الصعبة, تعتبر عاملا رئيسيا في انتشار مفاهيم الرفض والتطرف والمواجهة.

كما أن الظلم الكبير، الذي تتجرعه وبشكل يومي أعداد ضخمة من العرب والمسلمين، إن كان في فلسطين والعراق وأفغانستان وغيرهم، بالإضافة إلى الفقر المدقع والأحوال البائسة للكثير من الشعوب العربية والإسلامية، التي تتحكم ببلاده أنظمة فاسدة، تتلقى الدعم والإسناد من الولايات المتحدة والغرب، يفجر براكين من الغضب والسخط، تترجم باعتناق أعدادا متزايدة من الشباب للفكر التفجيري والصدامي.

المأساة المركبة هنا, تكمن في أن خصوم أمتنا نجحوا وما زالوا في توجيه هذا الغضب وإفرازاته، وما ينتج عنه من صدامات دموية وأحداث مأساوية، ليتفجر في بلادنا وفوق أراضينا، لتُضاعف خسائرنا ويزداد نزفنا وينتشر الدمار في ربوعنا، ولنحرم نعمة الأمن والأمان.
من المؤلم أن دولنا ومجتمعاتنا، لا تستطيع استخلاص الدروس والعبر من الأحداث الأليمة والموجعة، كأحداث نهر البارد، ليتم معالجة أسبابها ودوافعها، وبالتالي تفاديها في المستقبل، وتجنيب المجتمعات ويلاتها وتبعاتها المرَة، ذلك لأن الطبقة السياسية في غالبية عالمنا العربي فاسدة، ولا تملك من أمرها شيئا, وأن المقربين منها هم من المطبلين والمداهنين، فيما يقصي أصحاب الفكر والعقول الإستراتيجية هذه، إذا لم يحاربوا ويحاصروا.

المصدر: http://www.saowt.com/forum//newthread.php?do=newthread&f=5

من هناك
09-07-2007, 01:31 PM
يبدو ان الأخ البشناتي صار ينقل عن الدكتور ياسر ايضاً :)
جزاك الله خيراً على هذا النقل وإن شاء الله نرى الحق حقاً