تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أنظروا كيف تخدع ايران المسلمين في العراق وتحاول ابادة العرب



ابن خلدون
08-29-2007, 07:21 PM
الدكتور رياض الأمير
بعد النجاحات الكبيرة التي تحققها كل يوم على الأرض قوات التحالف وقوات الأمن العراقية ضد عصابات القاعدة والملتفين حولها أصبحت مؤشر واضح على أن التنظيم الإرهابي ومن يقف وراءه ويقدم العون له سوف ينتهي. أن بعض المغرر بهم ايدولوجيا دينيا أو سياسيا للذهاب إلى العراق على أساس التدرب في معسكرات " دولة العراق الإسلامية" لمحاربة الكفار أصبحت خدعة كبيرة ، حيث قادة التنظيم الإرهابي بدءوا يتساقطون قتلى وأسرى ويهربون في جميع الاتجاهات . لقد أصبح تنظيم القاعدة في أغلب مناطق ألعراق مقعد تماما من شدة الضربات التي تكيلها القوات العراقية وقوات التحالف له في أغلب المناطق. وغدت العشائر ترفض مساعدة عناصره ، واخذ أبنائها في مناطق مختلفة يتعاونون مع القوات الأمنية ويرشدوهم على عناصر تلك العصابات ويكشفوا مخابئ أسلحتهم. وبدأ العراقيون يشتبكون مع الإرهابيين في قتال عنيد. في بغداد مثلا، وفي منطقة الفضل التي تعرضت قبل عدة أيام إلى هجوم عصابات القاعدة تعاونها مخلفات النظام المقبور أشتبك المواطنون بقتال ساندتهم فيه القوات العراقية وإرشاد قوات التحالف قتلوا فيه أكثر من 56 إرهابيا وهرب الباقين. لقد كانت مدينة الرمادي ملاذا آمنا للقاعدة أصبحت بعد دعم أهل الأنبار الذين أخذوا يفلون قوى التنظيم الإرهابي في مناطقهم ويطاردونهم في كل مكان يتواجدون فيه. إن تشكل قوة من الشرطة من متطوعين من أهالي العشائر في جهازها لحماية أهاليهم ومناطقهم، بدأت تمسك بيدها زمام الأمور وتحررها من عصابات الأجرام. عندما أشتد الضغط على القاعدة بدأت تدرك أن وجودها أصبح ثقيلا وليس من صالحها وأصبحت تخسر يوميا مواقع لها في عدة أنحاء من محافظات العراق، وفقدت مخابئ أسلحتها في مناطق مثل اليوسفية ، اللطيفية ،الإسكندرية(مثلث الموت) ،الضلوعية ،المدائن وغيرها ،وبدأت تنهار وتضعف وتخسر من يعاونها. نعم لازالت هناك تفجيرات وأعمال إرهابية، ولكنها ليست كما كانت سابقا، فقد شلت حركة التنظيم وقطعت ذراعه وأصبح الوقت قصير لتجفيف منابعه. ونتيجة للضربات القاتلة التي تتعرض لها القاعدة تحول عناصرها بين ليلة وضحاها من رجال إلى نساء. وقد هرب أمرائهم من قوات التحالف وهم يرتدون ملابس نساء . قال الناطق باسم خطة فرض القانون العميد قاسم عطا الموسوي في الثالث والعشرين من آب أن اللواء الرابع التابع للفرقة السادسة تمكن من اعتقال أحد الإرهابيين في منطقة اليوسفية هو رحمن سلمان الغريري، كان متخفيا بزي امرأة. وتتولى عمليات تفكيك أوصال العصابات الإرهابية يوميا .وفي الثامن والعشرين من آب الحالي قتلت قوات التحالف 33 إرهابيا في مدينة الخالص. كما أنها قتلت وألقت القبض على 24 آخرين لتنظيم القاعدة الإرهابي في عمليات أخرى وسط وشمال العراق بينهم قادة بارزون. وقبل ذلك بيومين تم قتل 17 إرهابيا وإلقاء القبض على آخرين ، من بينهم المسئول الإعلامي لتنظيم القاعدة الإرهابي، وهو مصري الجنسية، بالإضافة إلى إلقاء القبض على مسئول خلية التفخيخ في تنظيم القاعدة وهو مصري أيضاً ويحمل الجنسية العراقية ومن مواليد العام 1980. وبعد الفشل الكبير الذي تمنى به عصابات القاعدة أخذت تجند الأطفال وتستغل أجسادهم في عملياتها الإجرامية الموجه ضد الطفولة والأبرياء من المواطنين عامة.
في بداية تموز الماضي نشرت مقالا تحت عنوان "تصفية حسابات أو فناء شعب وتفتيت وطن ؟)، جاء فيه: أن هناك تعاون وتنسيق بين النظام الإيراني مع اشد أعدائه ( التكفيريين من أهل السنة، القاعدة وغيرها) على أساس مبدأ الغاية تبرر الوسيلة. وليس غريبا أن يكشف النقاب أيضا عن تعاونهم مع مخلفات النظام الساقط في بغداد.... وعلى الرغم من نفي إيران عن عقد اجتماع بين الحرس الثوري وحركة طالبان الأفغانية ومسئولين في تنظيم القاعدة في مدينة مشهد الإيرانية لتسهيل دخول عناصرها إلى أفغانستان والعراق لمحاربة قوات التحالف فيهما ، عن طريق إصدار جوازات سفر إيرانية على اعتبار أنهم من عرب الأهواز وهؤلاء خبراء في أدوات التفجير والتلغيم، فأن الدلائل تؤكد ابعد من ذلك ."
لقد نشرت الوكالة الفرنسية للإنباء في الثاني من تموز الماضي خبر إلقاء القبض على المدعو علي موسى دقوق وأيضا سمي " حامد محمد جبور اللامي" وهو ضابط كبير في حزب الله اللبناني جاء للعراق لتدريب المليشيات والقيام بإعمال إرهابية لزعزعة الأمن العراقي. وقد اعترف بأنه مرسل من قبل وحدة العمليات الخاصة في قوة القدس، جهاز الاستخبارات الإيرانية. وقال إن التنظيمات التي شكلها مستنسخة في هيكلها من تنظيمات حزب الله اللبناني. وصرح علي جعفري زاده في مؤتمر صحفي في واشنطن بان إيران قد أقامت معسكرات تدريب لعناصر المليشيات العراقية وإعادة إرسالها إلى العراق لتقود عمليات موجه، ليس فقط ضد قوات التحالف وإنما ضد أبناء الشعب العراقي وقواه الوطنية وأجهزته الدفاعية والأمنية . في العشرين من آب الجاري نقلت صحيفة الاندبندنت البريطانية عن عناصر من جيش المهدي قولهم أنهم تلقوا التدريبات على يد حزب الله في جنوب لبنان حيث تعلموا تدمير الدبابات وكيفية انتظار العدو ومهاجمة الجنود الذين يحاولون الفرار. وفي المقابلة التي أجرتها الصحيفة في مدينة الكوفة مع مقتدى الصدر اقر بوجود علاقات رسمية مع حزب الله إذ قال:" إن هناك تبادل مستمر للآراء ومناقشة مستمرة للوضع الذي يواجهه الشيعة في العراق أو في لبنان، وان جيش المهدي على تواصل دائم مع حزب الله وذلك للاستفادة من التجارب السابقة والتعلم كل واحد من خبرة الآخر". أن النظام الإيراني يصرف أموالاً طائلة ومجهوداً عظيماً لتمرير سياساته التوسعية، ولم تفته أي إمكانية إلا واستغلها لإشاعة الإرهاب في العراق ودعم أطرافه، مهما كانت نوعيتها مستغلا عدم وجود حدود سياسية مميزة بحيث لم تكن علاقته مع الحكومة الوطنية علاقة متكافئة، وإنما علاقة فوقية آمرة لتبعية الكثيرين من قادة العراق الحاليين والأكثر في مفاصل الدولة العراقية لنظام طهران، مما وفر له حضوره ونفوذه الواسع في العراق وتدخلاته.أن النظام الإيراني المنهك اقتصاديا حيث عجزت طهران مثلا، عن أعادة بناء القرى المبنية من الطين التي ضربها الزلزال كما هي من فترة طويلة لم تقدم مساعدة كافية لأهلها كما تقدمه لحلفائها ؛ سوريا والقاعدة وحزب الله وحماس. ولازلت نسبة 40% من الشعب الإيراني تحت خط الفقر.
لقد جدد البيت الأبيض في الخامس والعشرين من آب الجاري اتهامه طهران بممارسة لعبة مزدوجة في موضوع العراق، عبر إعلانها أنها تريد استقراره واستمرارها في الوقت نفسه بإدخال الأسلحة إليه. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض غوردن جوندرو للصحافيين :"سبق أن قلنا بوضوح أن الأنشطة الإيرانية في العراق لا تساهم في تقليص العنف". واتهم إيران بممارسة لعبة مزدوجة حيال الولايات المتحدة، مشيرا إلى المباحثات الأخيرة بين مسئولين إيرانيين كبار والسفير الأميركي في بغداد راين كروكر. وأضاف :"يقول الإيرانيون علنا في كل مرة يلتقون فيها السفير كروكر أنهم يريدون الاضطلاع بدور بناء في العراق. ولكن، بحسب قادتنا على الأرض، نلاحظ تدفقا متزايدا لمتفجرات قاتلة للغاية. هذا الأمر لا يؤدي إلى دور بناء في العراق". وتابع جوندرو :"هذه الأسلحة التي يقدمها الإيرانيون إلى الميليشيات مسئولة عن عمليات إرهابية.ودعم هذه الميلشيات مسئول عن موت عراقيين أبرياء". وفي الحقيقة والواقع أن لعبة مزدوجة يلعبها نظام طهران أيضا مع العراق حكومة وشعبنا . ففي الوقت الذي يهاجم احمدي نجاتي السياسيين العراقيين الذين يعارضون الحكومة وإن الحكام الإيرانيين مع الاستقرار الأمني في العراق ويدعمون الدولة ضد الإرهاب، يقومون في نفس الوقت في تأجيج العنف الطائفي واستمرار الاضطرابات الداخلية وتهريب الأسلحة المختلفة وتقديمها لأطراف عديدة ومتنوعة لأنهم يناصبون الشعب العراقي العداء والكراهية على الرغم من التناغم ما بين بعض القوى والزيارات العلنية والسرية التي يقوم بها بعض المسئولين إلى إيران. هناك اسئلة عديدة يغمض العض عينيه ويسد اذنيه لسماعها : فلماذا يتم تدريب عناصر المليشيات في إيران على مختلف الأسلحة وإرسالهم إلى العراق؟ ولماذا يتم تهريب الأسلحة الإيرانية وبواسطة ضباط "إطلاعات" والحرس الثوري وجيش القدس ؟ (غدت نتيجة ذلك بعض المدن العراقية خاضعة تماما لسيطرتها)، ولماذا تصمت عن ذلك حكومتنا الوطنية عن تلك التدخلات المكشوفة والمثبتة . كما هو الحال ما تقوم به المليشيات الممولة من قبلها بتوجيه قذائفها على المنطقة الخضراء حيث يعمل رجال الحكومة العراقية وأكثرهم إيراني الولاء. هناك سؤال لا زال يدور في خلد المتتبع للشأن العراقي ودور عصابات القاعد الإجرامية خارج أماكن توجدها المنظم ( أفغانستان، العراق....الخ ) حيث قامت بإعمال إرهابية ضد المدنيين في الرياض، الدار البيضاء ، مدريد وبالي عدا تلك التي أصابت مركز التجارة العالمي في نيويورك وفشلت في القيام بمثلها في ألمانيا ، فهل قامت بأي عمل موجه ضد إيران أو المصالح الإيرانية في داخلها أو خارجها، كما هو الحال في العراق حيث المصالح الإيرانية واسعة ومتشعبة ؟ لا لم يحدث هذا قطعا . أن الإجابة عن هذا السؤال ليس صعبا حيث قام النظام الإيراني وبعد تحرير أفغانستان بحجز مجموعة من عناصر القاعدة القياديين الهاربين من ضمنهم سيف العدل أبو حفص الموريتاني وثلاثة أبناء لأسامة بن لادن(سعد،عثمان ومحمد) كرهائن . هذا ما دفع بالظواهري أن يطلب من المقبور الزرقاوي عدم التعرض للإيرانيين في العراق. ان الضمانة لدي النظام الإيراني هم مجموعة الرهائن من قادة القاعدة الموجودين لديها . أن دعم النظام الإيراني لجماعات القاعدة في العراق لم يعد سرا . فقد جاء في نص البيان الختامي لبعض القادة السياسيين العراقيين (المالكي ، الطالباني البرزاني ، عبد المهدي والهاشمي ) الصادر في السادس والعشرين الجاري : "إن هذه الأعمال (الإرهابية) التي تدور شبهات قوية وتوجد أدلة شبه دامغة عن القائمين بها سواء من أطراف القاعدة وميليشيات محلية وأيد أجنبية". وعلى الرغم من عدم تحديدها فهي معروفة حيث يقف النظام السوري والإيراني على رأسها . أن دعم النظام الإيراني للمليشيات المختلفة وعناصر تنظيم القاعدة الغرض منه هو إضعاف النظام العراقي الحدث وتفتيت تراب العراق الوطني لمصالح قومية وليست دينية أو حتى طائفية. أن إيران لن تكن يوما سنداً لمذهب الأغلبية العراقية ، بل تريد العراق وشعبه ضمانة لامنها وبقاء نظامها . وان كانت معنية فعلا بالدفاع عن الشيعة لماذا لم تقفت إلى جانب دولة أذربيجان التي غالبية شعبها من الشيعة في حربها ضد أرمينيا, حيث ساندت أرمينيا الدولة المسيحية للانتصار على الدولة التي يحكمها الشيعة ؟ كما وان الشعب العربي الأهوازي بأغلبيته الشيعية يلاقي كل صنوف التميز والقهر ، حتى عرب العراق الشيعة الذين هربوا من بطش النظام الصدامي لم يكن حالهم أحسن .
أن المساعدات المقدمة لعناصر القاعدة في العراق من قبل النظام الإيراني لا تشمل فقط المال وإنما الأسلحة المختلفة التي تقتل الشيعة العراقيين في المقام الأول. كما وان أجهزة النظام الإيراني تقوم بعمليات اغتيالات منظمة ضد ضباط الجيش العراقي السابق والكفاءات العراقية من العلماء والمهندسين والأطباء لتفريغ العراق من قواه المبدعة وتهجيرها، ومن ضمنهم العدد الكبير من الشيعة انتقاما لدعمهم ومشاركتهم في الحرب العراقية الإيرانية 1979-1988 دون أن يكون لهم وللعراقيين عموما رأي أو رغبة في دعمها أو إشعال نارها. أن عشرات من الضباط والعلماء والمهندسين والأطباء العراقيين قد اغتيلوا خلال سنوات ما بعد سقوط النظام الصدامي ومن بينهم اكثر من 130 أستاذا جامعيا . أن سياسة النظام الإيراني سياسة تضليلية مزدوجة ليس على صعيد منطقة الشرق الأوسط وإنما على الصعيد العراقي تحديدا . فتصريحات المسئولين الإيرانيين بدعم الحكومة العراقية لا يلتقي مع الواقع على الأرض بتاتا. فإلقاء القبض على بعض العناصر من تنظيم القاعدة والإعلان عنها هو للاستهلاك المحلي ،كما وإن إثارة العنف الطائفي وتغذيته لا يساعد الحكومة العراقية على بسط يدها واستتباب الأمن ، وإنما على العكس أن النظام الإيراني يستغل علاقته مع القاعدة لمآربه الخاصة قصيرة وبعيدة المدى ، ليس فقط على مستوى العراق ، منطقة الشرق الأوسط وإنما على مستوى العالم . أن علاقة النظام الإيراني مع القاعدة سكين ذو حدين سوف ينعكس في نهاية المطاف ضد الشعب الإيراني حيث ستستخدم الأسلحة التي تقدم للقاعدة في العراق نفسها ضده. إن إمكانية توقيع اتفاق لإطلاق سراح رهائن قادة القاعدة وارد، إن لم يكن قد نفذ جزء منه، حيث جاءت الأنباء عن وجود احد أبناء أسامة بن لادن في سوريا لتوجيه عمليات القاعدة من هناك. كما وان إطلاق سراح الرهائن نتيجة أي صفقة بين نظام طهران والقاعدة سوف يغير من علاقة القاعدة بطهران. فخسائر القاعدة في العراق وهروب عناصرها إلى دول الجوار ومنها إيران سوف يقلب السحر على الساحر ومن اجل تعويض خسائرها في العراق أن تقوم بعمل إرهابي كبير في داخل إيران من اجل اتهام دول أخرى به كالولايات المتحدة لتأجيج العنف الطائفي لدي الشيعة في العراق وفي غيرها ضد الولايات المتحدة والدول الغربية عامة . إن النظام الإيراني الذي يزداد عزلة كل يوم وإخفاقه في إثبات نواه السلمية للمجتمع الدولي فيما يخص برنامجه النووي وتدخله في الشأن الداخلي اللبناني عن طريق حزب الله أو دعم حماس سوف لن يتوانى ، ليس فقط دفع العناصر الموالية له في العراق وفي غيره على إشعال حرب طائفية وتوريط قوات التحالف فيها وإنما إشعال حرب واسعة تروح ضحيتها شعوب المنطقة . فقد صرح قائد الحرس الثوري الإيراني يحيى رحيم صفوي في الثامن من آب الماضي بأن نظم الصواريخ التي تملكها بلاده يمكنها الوصول إلى طول الخليج "الفارسي"، وخليج عمان، وعرضهما، ولا يمكن أن تمرّ سفينة حربية في الخليج دون أن تكون في مدى صواريخ أرض- بحر التي لدينا. وأشار صفوي إلى أن صواريخ إيران، التي يصل مداها إلى 2000 كيلومتر، مزودة بمعدات تجعل من الممكن التحكم بها عن بعد. ومن اجل كسب المغفلين من المسلمين، وكانت أشارته للصاروخ شهاب 3 الذي يمكن أن يصيب إسرائيل. فمن يعقل أن العلاقة بين نظام طهران والقاعدة أكثر عمقا مما يظهر على السطح، وعلى الرغم من الخلاف الإيديولوجي ؟ لكن مصالح الهيمنة وزعزعة الاستقرار في المنطقة وفي العالم هدف مشترك لكليهما.