تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الدور القذر للنظام السوري مستمر



ابن خلدون
08-29-2007, 07:11 PM
كذبة سورية الكبرى



كذبة كبرى ادعاءات النظام السوري بأنه دخل إلى لبنان لإنقاذه وإعادة توحيده ووقف نزيف الدم فيه, ومهزلة أكبر مقولته بالوقوف على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين, فهذه الأراجيف هي ذر للرماد في عيون العرب والعالم, وخداع موصوف لكل اللبنانيين الذين وثق بعضهم ب¯ »الشقيقة الكبرى سورية«, ثم اكتشف أن نواياها الحقيقية هي اقتطاع لبنان وتحويله إلى محافظة على غرار السويداء ودير الزور وطرطوس... إنها كذبة كبرى في التاريخ العربي المعاصر امتدت لأكثر من ربع قرن, فالنظام السوري شجع أعوانه في لبنان على تأجيج الحرب الأهلية عام 1975 ثم دخل إلى قمتي الرياض والقاهرة متوسلاً المشاركة في قوات الردع العربية بثمن معلوم, لكنه سرعان ما دفع أدواته للاعتداء على الجنود السعوديين والإماراتيين والمصريين وتفريغ الساحة من كل وجود عربي عسكري سواه وسوى أجهزة مخابراته, ما دفع الرئيس الراحل أنور السادات إلى القول: »ارفعوا أيديكم عن لبنان«... ولم تسلم كل المبادرات العربية والدولية لحل الأزمة اللبنانية من خناجر الغدر السورية, إذ أجهضت دمشق مقررات مؤتمر بيت الدين برعاية الأمير سعود الفيصل وأسقطت نيرانها طائرة السفيرين السعودي علي الشاعر والكويتي عبدالحميد البعيجان وأوقفت مساعيهما التوفيقية, ووجهت الميليشيات في بيروت لإحراق معظم السفارات العربية, وأحدثت انقساما سياسيا حاداً عطل الانتخابات الرئاسية لخلافة أمين الجميل, ثم ابتزت العماد ميشال عون وحكومته العسكرية وكرست التقسيم الرسمي بتشكيل حكومتين ودولتين وجيشين وبرسم حدود الكانتونات, وعندما انعقد مؤتمر الطائف بجهود سعودية وعربية, كانت أول معارضيه فأشعلت لبنان لمنعه, ثم جيشت أعوانها لنعيه, وعندما نجح المؤتمر بولادة قيصرية اغتالت المخابرات السورية الرئيس رينيه معوض ووظفت كل إمكاناتها لتجويف اتفاق الطائف من محتواه واستبداله بمرئياتها الاقتطاعية وخططها الاستحواذية... نعم, إنها كذبة كبرى تتوج مزاعم »الشقيقة الكبرى« في لبنان... فهي لم تترك مسؤولا لبنانيا يعمل لانقاذ وطنه بصدق وشرف إلا وجعلته إما في القبر أو في المنفى... فالسيد موسى الصدر اغتيل بتنسيق مخابراتي سوري - ليبي نفذه أحمد جبريل... والرئيس رشيد كرامي داهمت المخابرات السورية منزله قرب طرابلس وصادرت وثائقه وأوراقه الرسمية قبل اغتياله بعشر دقائق فقط... وهي أوصت حلفاءها في بيروت قبل ساعتين بعدم التواجد في المنطقة التي اغتيل فيها المفتي الشيخ حسن خالد... والسجل يطول ويمتد إلى رؤساء ووزراء ونواب وقيادات حزبية وسياسية إضافة إلى نقيب الصحافة رياض طه الذي لا يزال قاتله يرتع حراً في إحدى الدول الأفريقية!... وصولا إلى الزلزال الكبير الذي تمثل باغتيال الرئيس رفيق الحريري وسائر الشهداء اللبنانيين من بعده والذي تسببت ارتداداته بطوفان شعبي طرد النظام السوري من لبنان وواجه, ولا يزال عملاؤه الأصلاء والبدلاء وصغار المتنفعين متعددي الأهداف الخبيثة من ساعين لاستنساخ التجربة الإيرانية إلى المتطلعين لمنصب أو دور بائد لفظه اللبنانيون وأسقطوا عنه أوراق التوت.
هذه الكذبة الكبرى التي اسمها الدور السوري الأخوي في لبنان فضحتها دماء الحريري وكشفت حقيقتها السوداء, فيد هذا النظام الممدودة كانت دائما ملوثة بالدماء.. ومساعيه تمحورت حول ضرب الدستور اللبناني واسقاط القوانين واستباحة الأعراف والعبث بالتركيبة اللبنانية بعائلاتها وطوائفها ومناطقها ونسف ركائز الاقتصاد وقتل العملة الوطنية ومصادرة المداخيل من المرافق والمؤسسات وضخ مئات الآلاف من السوريين لمنافسة المواطن اللبناني في رزقه فيما زنازين المخابرات ملأى بالمخطوفين والمأسورين وأهل الرأي.
هذه الكذبة الكبرى يحاول النظام السوري اليوم تلميعها واستعادتها على يد حلفائه من خبراء الإرهاب وأخصائيي الردح والشتم ومروجي الغرائز الانفصالية, وهو يجتر »السيناريو« القديم بتهديد وتهجير البعثات الديبلوماسية العربية, وخاصة السعودية, وبدفع لبنان إلى الانقسام الحكومي والطائفي بعد تعطيل الانتخابات الرئاسية... لكن اليوم غير الأمس, وما كان متاحا لحكام دمشق بموجب ظروف سابقة تقاطعت فيها ارادات دولية وإقليمية, لم يعد موجودا اليوم, والطوفان الذي أحدثته دماء الحريري شكل صحوة للعالم والعرب على حقيقة هذا النظام ونواياه التخريبية, وقطع كل خيوطه العنكبوتية, وتحولت هذه الدماء إلى أمثولة في كيفية مقاومة العين للمخرز, وانتصار الإرادة الحرة, وصنع الحياة وبناء مقومات الدولة العادلة, وكل ذلك سيجعل ساعة النظام السوري قريبة.. وقد أقسمنا أنها باتت قريبة وإن غداً ليس ببعيد!




أحمد الجارالله