تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عبدالله غل أول رئيس إسلامي لتركية العلمانية......الملف الكامل



مقاوم
08-29-2007, 10:00 AM
http://qawim.net/images/stories/gul_01.jpg

عبدالله غل أول رئيس إسلامي لتركيا العلمانية
متابعات موقع قاوم www.qawim.net (http://www.qawim.net)

انتخب عبد الله غل وزير الخارجية رئيساً للجمهورية التركية في الجلسة الثالثة للبرلمان التي عقدت اليوم لانتخاب رئيس جديد خلفا للرئيس المنتهية ولايته أحمد نجدت سيزر.
وقد حقق غل الفوز بأغلبية 339 صوتاً من أصل 550 هم أعضاء البرلمان، كما هو متوقع، بعد أن فشل في جلستي البرلمان السابقتين في تحقيق ثلثي أصوات النواب وسط معارضة شديدة من أحزاب المعارضة العلمانية التي ترى فيه رمزا للإسلام السياسي الذي يتناقض حسب رأيها مع النظام العلماني الذي أسسه كمال أتاتورك على أنقاض السلطنة العثمانية عام 1923...


http://qawim.net/images/stories/gul_02.jpg

مآذننا حرابنا وقبابنا خوذنا جوامعنا معسكراتنا ومؤمنينا جنودنا

... وضع الحزب جانباً شعارات الإسلام هو الحل وأعطى الأولوية لتخليص تركيا من مشاكلها السياسية والاقتصادية المزمنة من أجل قيام دولة قوية مستقلة في قراراها السياسي التنمية والديمقراطية كانت الأولوية للحزب الذي قرر تجنب الدخول في سباق على إثبات إسلاميته وسط مجتمعاً يدين 90% منه بالإسلام.


عبدالله غل أول رئيس إسلامي لتركية العلمانية

انتخب عبد الله غل وزير الخارجية رئيساً للجمهورية التركية في الجلسة الثالثة للبرلمان التي عقدت اليوم لانتخاب رئيس جديد خلفا للرئيس المنتهية ولايته أحمد نجدت سيزر.

وقد حقق غل الفوز بأغلبية 339 صوتاً من أصل 550 هم أعضاء البرلمان، كما هو متوقع، بعد أن فشل في جلستي البرلمان السابقتين في تحقيق ثلثي أصوات النواب وسط معارضة شديدة من أحزاب المعارضة العلمانية التي ترى فيه رمزا للإسلام السياسي الذي يتناقض حسب رأيها مع النظام العلماني الذي أسسه كمال أتاتورك على أنقاض السلطنة العثمانية عام 1923.

ويدين غل بهذا الفوز إلى حزب العدالة والتنمية الذي حقق في الانتخابات البرلمانية الأخيرة الفوز بـ340 صوتاً ضمنت له الأغلبية البسيطة في جلسة الاقتراع الرئاسي اليوم الثلاثاء.

واستبق غل ترشحه لمنصب الرئاسة بالإعلان عن تعهده بالمحافظة على النظام العلماني للبلاد القائم على أساس فصل الدين عن الدولة.

وكان الجيش قد أعلن أمس الاثنين في بيان بمناسبة ذكرى تأسيس القوات المسلحة الذي يوافق 30 أغسطس/ آب الجاري أنه "لن يقوم بأي تنازل عن واجبه في حماية الجمهورية التركية دولة القانون العلمانية والاجتماعية".

وقال الجنرال يشار بويوكانيت رئيس هيئة أركان الجيش في البيان الذي نشر على الموقع الإلكتروني الخاص بالقوات المسلحة إن الأمة التركية تراقب تصرفات من أسماهم "الانفصاليين ومراكز الشر" التي تحاول بشكل مدروس ومنظم "تحطيم الطبيعة العلمانية للجمهورية التركية".

ويأتي هذا الموقف المتشدد من قبل الجيش والمعارضة العلمانية تجاه غل نظرا إلى ماضيه السياسي المنحدر أصلا من التيارات الإسلامية، فضلا عن أن حجاب زوجته كان واحدا من الأسباب التي خلقت عقدة لدى العلمانيين الذين يرون في الحجاب رمزا للإسلام السياسي.

وقد نجح غل بتقديم نفسه دبلوماسيا مرموقا منذ فوز حزبه "حزب العدالة والتنمية" بالانتخابات البرلمانية عام 2002 ليضمن لنفسه مركز القيادة في مفاوضات تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

حزب العدالة والتنمية (AKP):

تم تشكيل حزب العدالة والتنمية من قبل النواب المنشقين من حزب الفضيلة الإسلامي الذي تم حله بقرار صدر من محكمة الدستور التركية في 22 يونيو/حزيران 2001، وكانوا يمثلون جناح المجددين في حزب الفضيلة.

تاريخ التشكيل: 14 أغسطس/آب 2001
رئيس الحزب: رجب طيب أردوغان
عدد أعضائه في البرلمان حاليا: 55

انتخب رجب طيب أردوغان عمدة إسطنبول السابق وأحد البارزين في الحركة السياسية الإسلامية في تركيا أول زعيم للحزب. حزب العدالة والتنمية هو الثالث والتسعون بعد المائة ضمن الأحزاب السياسية التي دخلت الحياة السياسية التركية.

توجهه الفكري:

يشكل هذا الحزب الجناح الإسلامي المعتدل في تركيا، ويحرص على ألا يستخدم الشعارات الدينية في خطاباته السياسية، ويؤكد أنه لا يحبذ التعبير عن نفسه بأنه حزب إسلامي، فهو حزب يحترم الحريات الدينية والفكرية ومنفتح على العالم ويبني سياساته على التسامح والحوار، ويؤكد عدم معارضته للعلمانية والمبادئ التي قامت عليها الجمهورية التركية، كما يؤيد انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، ويؤكد أنه سيواصل تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي يجري تطبيقه في تركيا تحت إشراف صندوق النقد الدولي مع نقده لبعض جوانبه.

ويرفض الحزب أي عملية عسكرية ضد العراق. أهم مميزاته أنه يرفض التعصب لزعيم واحد حتى النهاية، ويعد بديمقراطية واسعة النطاق داخل الحزب.

شعبيته:

تشير كافة استطلاعات الرأي إلى أن حزب العدالة والنهضة سيفوز بالحظ الأوفر من الأصوات بنسبة 30% في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني، وهو الأمر الذي يكسبه 250 مقعدا على الأقل في البرلمان، وقد تزيد هذه النسبة فينفرد بالسلطة. وتعود معظم شعبية حزب العدالة والتنمية الجدير بالدرجة الأولى إلى شخصية زعيمه رجب طيب أردوغان. وقد أصدرت لجنة الانتخابات العليا مؤخرا حكما بعدم أهلية أردوغان لعضوية البرلمان، أي لن يتمكن زعيم أكبر حزب في تركيا من دخول البرلمان ولا من تولي منصب رئيس الوزراء، الأمر الذي أثار تساؤلات عديدة من قبيل مدى انعكاس ذلك على أصوات الحزب سلبا أو إيجابا، لكن المراقبين يرون أن ذلك لن يؤثر سلبا بل يزيد من شعبية الحزب.

كما اضطر أردوغان إلى الاستقالة من مهمته عضوا مؤسسا للحزب بسبب الحظر القانوني مع بقائه زعيما له. غير أن المدعي العام لمحاكم التمييز يرى أنه لا يحق له أيضا أن يبقى زعيما للحزب وأن الحظر السياسي المفروض عليه لا يزال مستمرا.

وقبل الانتخابات بعشرة أيام أقام المدعي العام لمحاكم التمييز صبيح قناد أغلو دعوى لحل حزب العدالة والتنمية، غير أنه لا يمكن الحكم في مثل هذه القضايا في مدة زمنية قصيرة، فقد تطول المحاكمة وتستغرق ما يقارب السنتين. أما التساؤلات الثائرة عمن سيكون رئيس الوزراء إذا فاز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات، وكيف سيتخلص الحزب من ازدواجية الزعامة وما هو الحل السحري.. فهذا لا يزال مجهولا، ولكن يبدو أن معظم التساؤلات لن تجد إجابة إلا بعد انتهاء الانتخابات.

النظام التركي - إعداد: شفيق شقير

يمتاز النظام التركي بتحفزه واستعداده الدائم لمواجهة أعداء العلمانية، مع الحرص على توكيد الروح القومية التركية بوصفه مكونا أساسيا ينسخ المعاني الدينية التي جاءت بها السلطنة العثمانية، فشحنت مواده بروح عدائية لكل ما يمت لتلك الحقبة بصلة، مما أوقع تركيا في أزمة هوية ما زالت مثار جدل لدى الأتراك وغيرهم.

الدستور في العهد العثماني

”"قانون أساس" أول دستور عثماني في عهد السلطان عبد الحميد الثاني ونص على إنشاء مجلسين للنواب والشيوخ”

http://qawim.net/images/stories/gul_04.jpg

كان النظام العثماني يقوم على أساس السلطنة، وكانت صلاحيات السلطان العثماني مطلقة ولكنها في الوقت نفسه منضبطة بأحكام الإسلام بشكل عام إذ إن الدولة يومذاك كانت تستمد شرعية وجودها وقوة سلطانها على الشعوب التي تحكمها من دين الإسلام. وفي بعض مراحل ضعف السلطنة وأمام تعاظم الدور الأوروبي السياسي والحضاري كانت تنطلق محاولات للتحديث يرجع مؤرخون أتراك بدايتها إلى السلطان سليم الثالث (1789-1807) وتمتد مراحلها إلى عهد السلطان محمود الثاني (1808-1839)، ولكنها لم تلامس جوهر النظام.

وبقي هاجس الإصلاح السياسي والقانوني ولا سيما الدستوري منها ملازماً للدولة العثمانية، ولعل محاولة وزير خارجية الدولة العثمانية رشيد باشا في عام 1839 إدخال أحكام دستورية في نظام الدولة في عهد السلطان عبد المجيد الأول (1839-1861) هي أول محاولة جادة في هذا الاتجاه، ولكن لم تلق طريقها للنجاح.

وفي عهد السلطان عبد العزيز (1861-1876) قام مدحت باشا -وكان وزيراً للعدل- باقتراح دستور على السلطان، فما كان من الأخير إلا أن أمر بعزله فوراً من الوزارة.

وتولى مدحت باشا الصدارة العظمى (رئاسة الوزراء) في عهد السلطان عبد الحميد الثاني (1876-1909)، فعهد إليه السلطان تأليف لجنة لإعداد دستور للبلاد، فكان أن أعدته اللجنة ونشرته تحت اسم "قانون أساس" في 23 ديسمبر/ كانون الأول 1876، وضم الدستور الجديد الذي تأثر واضعوه بالدستور البلجيكي والروسي 12 قسماً و119 مادة، وأصبح دستوراً رسمياً للدولة ونص على أن الإسلام دين الدولة وعلى إنشاء مجلسين للنواب والشيوخ وأناط وضع الميزانية بمجلس النواب وأقام الحكم في الولايات على أساس اللامركزية. وبعد 11 شهراً من الحياة النيابية أوقف عبد الحميد العمل بالدستور، واستمر هذا التوقيف 30 عاماً إلى أن أصدر السلطان عبد الحميد الثاني مجدداً قراراً في 23 يوليو/تموز 1908 بإعادة العمل به.

وبعد سقوط الخلافة العثمانية اختارت تركيا دستوراً مدنيا مستوحى من الدستور السويسري بدلاً من الدستور العثماني، وذلك في نوفمبر/ تشرين الثاني 1922، وبعد إعلان الجمهورية في 29 أكتوبر/ تشرين الأول 1923 وانتخاب مصطفى كمال أتاتورك رئيساً لهذه الجمهورية الناشئة وإعلان إلغاء نظام الخلافة وفصل الدين عن الدولة في 3 مارس/آذار 1924 بدأ تحول جذري في الحياة السياسية التركية وفي الدستور التركي لتأخذ تركيا العلمانية موقعها الجديد في العالم.

دستور الجمهورية التركية:

”مقدمة الدستور تنعت مصطفى كمال أتاتورك بالبطل الخالد تأكيداً لاتجاه تركيا العلماني”

إن كل التعديلات الدستورية التي تلت قيام الجمهورية التركية كانت تهدف إلى الانعتاق من مؤثرات المرحلة العثمانية وتكريس النظام العلماني، وذلك ابتداء من دستور 1924 الذي كرس حكم الحزب الواحد لمدة عقدين من الزمن حكم فيها حزب أتاتورك "حزب الشعب الجمهوري" إلى أن تأسس الحزب الديمقراطي وحكم مرات متتالية، ثم انتهى أمره بانقلاب عسكري في 27 مايو/أيار 1961 حكم فيه على رئيس الجمهورية جلال بايار ورئيس الحكومة عدنان مندرس ورئيس المجلس النيابي رفيق كولتان بالإعدام بعد أن اتهموا بأسلمة الدولة وتهديد مبادئ أتاتورك ونظامه اللاديني.

ورغم أن دستور 1982 -وهو النافذ حتى الآن- قد فتح الباب أمام التعددية الحزبية وأطلق حرية التعبير، فإن الاتهامات القائمة على أساس الإساءة للمبادئ الكمالية والنظام العلماني لا تزال قائمة ولها سند في الدستور التركي أي دستور عام 1982 والذي تجدر الإشارة إلى أنه وضع إبان حكم عسكري جاء به انقلاب سبتمبر/ أيلول 1980.

http://qawim.net/images/stories/gul_05.jpg

فمقدمة الدستور تنعت مصطفى كمال أتاتورك بالبطل الخالد تأكيداً للاتجاه العلماني الذي خطه للبلاد واعترافاً بدوره الأساسي في إخراج تركيا من نظام الخلافة إلى نظام الجمهورية، وتقرر المادة الثانية من الجزء الأول من الدستور بوضوح أن تركيا جمهورية علمانية تدين بالولاء للقومية الأتاتوركية. وعلى هذا الأساس تم حل حزب الرفاه وحُظر العمل السياسي على رئيسه نجم الدين أربكان مدة خمس سنوات، ومن بعده حزب الفضيلة الذي حل بدوره لينتهي به الأمر مقسماً إلى حزبين حزب السعادة، وحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه الطيب أردوغان والذي حوكم أيضاً على خطاب ألقاه في تجمع سياسي.

وفي شق آخر وإمعاناً في سياسة التتريك يذهب الدستور إلى وحدة الأمة التركية وأن التركية لغة البلاد ويتجاهل اللغات والمجموعات الأخرى التي تتمتع بالعراقة والقدم في البلاد ولا سيما الكردية، ويحظر الدستور أي استخدام رسمي للغات المحظورة في إشارة إلى اللغة الكردية، لكن البرلمان التركي وفي محاولة للاقتراب من المعايير الأوروبية أقر في أغسطس/آب 2002 مشروعاً يسمح ببث البرامج بمختلف اللغات واللهجات التي يتداولها المواطنون الأتراك في حياتهم اليومية، كما أقر في تصويت أولي مشروع قانون عن التعليم باللغة الكردية في المدارس الخاصة.

المؤسسات الدستورية:

ينص الدستور التركي على مجموعة من الأجهزة التي تسير النظام التركي، وتتوزع على السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية وملحقاتها.

الجمعية الوطنية:

”يمنع من الترشح للبرلمان كل من حكم عليه بالسجن بما مجموعه سنة واحدة”

وتتمثل السلطة التشريعية بالجمعية الوطنية، ويبلغ عدد أعضائها 550 عضواً ينتخبون كل خمس سنوات باقتراع نسبي، ويحق للنائب الترشح لأكثر من دورة، وتنعقد الانتخابات قبل موعدها وفي غضون ثلاثة أشهر إذا شغر 5% من مقاعد البرلمان، وكذلك إذا فشل البرلمان في تشكيل حكومة في غضون 45 يوماً فيدعو رئيس الجمهورية بالتشاور مع رئيس البرلمان لانتخابات مبكرة.

وقد يتأخر إجراء الانتخابات إلى ما بعد الموعد المقرر بسبب الحرب على أن لا يتجاوز السنة، وتؤجل أكثر من مرة إذا لم تزل الأسباب الموجبة للتأجيل أو التأخير. والمفترض في كل حزب يدخل البرلمان أن يحصل على 10% على الأقل من أصوات الناخبين، ويشترط في المرشح أن يبلغ الثلاثين من عمره، ويمنع من الترشح للانتخابات كل من لم يحز الشهادة الابتدائية أو جُرّد من أهليته القانونية أو لم يؤد الخدمة العسكرية أو جُرّد من حقوقه المدنية أو حكم عليه بالسجن بما يعادل سنة واحدة مع استثناء المسجون لفعل غير متعمد، ويمنع أيضا كل من سجن لأسباب مشينة مثل الاختلاس والفساد والرشوة.. وكل من تورط في نشاطات فوضوية وأيدولوجية أو حث عليها ولو حصل على عفو. ويمنع من الترشح أيضا أصحاب بعض الوظائف الرسمية وكل من يعمل في القوات المسلحة.

رئاسة الجمهورية:

يُنتخب رئيس الجمهورية كل سبع سنوات بأغلبية الثلثين من الجمعية الوطنية ومن بين أعضائها، ويشترط أن يكون فوق الأربعين من عمره، وحاصلا على شهادة جامعية، وإذا كان من خارج أعضاء الجمعية الوطنية فإضافة إلى الشروط السابقة يجب أن يتصف بمؤهلات الترشح للجمعية الوطنية على أن يقدم اقتراح ترشيحه خُمس أعضاء البرلمان.

ويمنع الدستور رئيس الجمهورية من الترشح مرة ثانية، ويوجب على الرئيس المنتخب أثناء ولايته أن يقطع علاقته مع حزبه إذا كان عضواً في حزب، وأن يوقف عضويته في البرلمان. وأعطاه الدستور حق دعوة الجمعية الوطنية للاجتماع إذا دعت الحاجة، وكذلك له أن يدعو الحكومة للاجتماع وأن يرأس جلساتها، ودعوة مجلس الأمن القومي للاجتماع وأن يرأس جلساته، ومن صلاحياته تعيين رئيس الأركان، وهو أيضاً المرجع لإعلان القوانين والمراسيم أو فرض القوانين العسكرية أو قانون الطوارئ. وله حق إعادة القوانين للبرلمان كي يعيد النظر فيها، وإذا أعادها البرلمان مجدداً فإن الرئيس ملزم بها ولو لم يغير البرلمان فيها شيئا.

رئاسة الوزراء:

ورئيس الوزراء يعينه رئيس الجمهورية من بين الفائزين في الانتخابات التشريعية، ويختار رئيس الحكومة حكومته بالتشاور مع رئيس الجمهورية وبتصديق الجمعية الوطنية على أعضائها، ويقال الوزراء من قبل رئيس الجمهورية باقتراح من رئيس الحكومة إذا وجد ضرورة لذلك.

المحكمة الدستورية:

وتحظى بأهمية خاصة ولأحكامها تأثير بالغ في الحياة السياسية، فهي التي أقصت حزب الرفاه ومن بعده الفضيلة بتهمة تهديد النظام العلماني للبلاد بناء على القوانين التركية الصارمة والتي لم يتورع القاضي سامي سلجوق أن يدعو لتعديلها، بل دعا لإلغاء دستور عام 1982 ووصفه بأنه لا يعدو أن يكون تقريراً مكتوباً من قبل الشرطة لتعذيب المواطنين.

والمحكمة الدستورية هي الهيئة القضائية الأعلى في البلاد، ومكلفة حماية الدستور والدفاع عنه. وظهرت هذه المحكمة في عام 1961 للتأكد من عدم مخالفة القوانين التي تسنها الحكومة لمواد الدستور، وأعيد تشكيلها في عام 1982.

وبحسب دستور 1982 تتألف المحكمة من 11 عضوا منتظماً وأربعة أعضاء غير منتظمين يختارهم رئيس الجمهورية من الجهاز القضائي المدني والعسكري التركي، وتعتبر أحكامها نهائية.

مجلس الأمن القومي:

”الحفاظ على العلمانية وإثارة الخوف من يقظة التاريخ الإسلامي التركي للإمبراطورية العثمانية تشكل أهم المبررات لتدخل الجيش في السياسة”

وأكثر النقاط المثيرة للجدل في الدستور التركي هو موقع المؤسسة العسكرية التي نصبت نفسها للدفاع عن المبادئ العلمانية منذ عهد الرئيس أتاتورك وحتى اليوم، والتي لم تتورع عن التدخل بشكل غير مباشر في ممارسة الضغوط على المؤسسات المدنية أو بشكل مباشر عبر الانقلابات العسكرية إذا دعا الأمر، وحفظت لنفسها دوراً رقابياً وتنفيذياً في الحياة السياسية عبر مجلس الأمن القومي التركي.

وقد أنشئ مجلس الأمن القومي التركي ليوفر للجيش قناة قانونية تعطيه صلاحية التدخل في الشأن السياسي، ويتألف هذا المجلس من رئيس الأركان والقادة الأربعة: الجيش والبحرية والجوية وقائد الجندرما إلى جانب رئيس الوزراء ووزير الدفاع والخارجية والداخلية. وينعقد المجلس برئاسة رئيس الجمهورية الذي يعد برنامج الاجتماع ويأخذ بعين الاعتبار اقتراحات رئيس الوزراء ورئيس الأركان. وأجاز الدستور دعوة الوزراء أو غيرهم إلى الاجتماع لسماع آرائهم إذا دعت الحاجة. ووظيفة المجلس أن يقدم قراراته لمجلس الوزراء الذي يعطي بدوره هذه القرارات الأولوية والتي من المفترض أنها تتعلق بأمن ووحدة تركيا وسلامة أراضيها.

ويمارس هذا المجلس نفوذاً واسعا في الحياة السياسية أشبه بحكومة ظل، وهو ما لا ينكره أحد من الأطراف السياسية وإن اختلفوا في توصيفه، ويدرك الساسة الأتراك تماما أن المجلس بصيغته الحالية التي تعطي للجيش فرصة التدخل في الحياة السياسية يشكل عائقاً أمام دخول تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وهو ما قاله الاتحاد الأوروبي عام 2000 صراحة حتى إن الجيش التركي أصبح متهماً من بعض الأطراف الخارجية والداخلية بأنه لا يريد لتركيا أن تلتحق بالاتحاد الأوروبي كي لا يخسر نفوذه السياسي وهو ما نفاه الجيش بشكل قاطع وربط دوره بأمن تركيا ورفاهيتها.

والواقع أن الحفاظ على العلمانية وإثارة الخوف من يقظة التاريخ الإسلامي التركي للإمبراطورية العثمانية تشكل أهم المبررات التي تتذرع بها المؤسسة العسكرية لإبقاء الوضع على ما هو عليه، وهذا ما دفع مسعود يلماظ الذي كان يشغل منصب نائب رئيس الوزراء وكان مسؤولاً عن الملف التركي في الاتحاد الأوروبي إلى أن يقول "إن وضع الجيش التركي مختلف إلى حد بعيد عن الجيوش في الدول الأوروبية، وإن عملية تغيير وضع ودور الجيش التركي في الحياة السياسية سيستغرق وقتًا إذ لا يمكن أن تتم بين عشية وضحاها".

منصب الرئاسة في الجمهورية التركية:

يتم انتخاب الرئيس التركي عبر البرلمان وليس بالاقتراع المباشر

يعتبر منصب الرئيس التركي منصبا بروتوكوليا مقارنة بمنصب رئيس الوزراء، لكن مع بعض الصلاحيات التي تتعلق بالتعيينات فضلا عن أن الرئيس ينتخب عن طريق البرلمان وليس بواسطة الاقتراع المباشر.

يتم انتخاب الرئيس التركي عن طريق البرلمان عبر أربع جلسات حيث يقضي الدستور بأن يحصل المرشح على أغلبية الثلثين في الجلستين الأولى والثانية ليضمن فوزه بالمنصب.

وفي حال تعذر ذلك، تعقد جلسة ثالثة للتصويت ويتعين على المرشح أن يحصل فيها على الأغلبية البسيطة.

وفي حال فشل البرلمان في انتخاب رئيس جديد للبلاد في الجلسات الأربع، يتم توجيه الدعوة لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة.

ويقضي الدستور بضرورة البدء بانتخابات رئيس الجمهورية بعد 30 يوما من تاريخ انتهاء الولاية الدستورية للرئيس أو بعد 10 أيام من خلو كرسي الرئاسة، على أن يتم الانتخاب في موعد أقصاه 30 يوماً.

يتقدم المرشحون لمنصب الرئيس بطلبات الترشيح في الأيام الـ10 الأولى من الفترة الممنوحة، على أن يتم استدعاء البرلمان لعقد جلسة استثنائية في حال لم يكن في دور الانعقاد التشريعي العادي.

يجب على المرشح أن يكون قد تجاوز الأربعين من العمر وأنهى تحصيلا جامعيا، وأن يكون نائبا في البرلمان أو مواطنا تركيا مؤهلا للترشح للانتخابات البرلمانية.

وإذا كان المرشح من خارج المجلس النيابي يتعين عليه الحصول على خمس أصوات النواب لترشيحه للانتخابات الرئاسية.

الصلاحيات:

لا يتمتع الرئيس بصلاحيات واسعة، بل تنحصر في قدرته على تعطيل أو تمرير بعض التعيينات الخاصة بكبار مسؤولي الدولة في المجالين الحكومي والقضائي.

يتعهد الرئيس طبقا للدستور بالحفاظ على النظام العلماني في البلاد القائم على أساس مبدأ فصل الدين عن الدولة الذي أسسه مؤسس الجمهورية التركية كمال أتاتورك في 29 أكتوبر/ تشرين الأول 1923.

يعتبر الرئيس رأس الدولة وممثلا لها في المحافل الدولية وأحد رموز الوحدة الوطنية للبلاد، كما تنص بنود الدستور من الرقم 101 وحتى 110.

ينتخب الرئيس لولاية دستورية واحدة مدتها سبع سنوات.

ويتعين على الرئيس المنتخب قطع علاقاته بالحزب الذي ينتمي إليه، كما تلغى عضويته في البرلمان التركي تلقائيا مباشرة بعد إعلان فوزه بالانتخابات.

مقاوم
08-29-2007, 10:03 AM
العثمانيون الجدد – تحت المجهر

ضيوف الحلقة:

- عبد الله غل/ نائب زعيم حزب العدالة والتنمية

- بولنت إرينش/ أحد نواب حزب الرفاه سابقا ورئيس البرلمان الحالي

- علي بولاطش/ كاتب متخصص في الحركات الإسلامية

- حلمي غولار/ وزير الطاقة

- جنكيز شاندار/ المستشار الصحفي للرئيس الراحل تورغوت أوزال وأخرون

تاريخ الحلقة: 26/7/2007

رجب طيب أردوغان: من أجل اختيار مرشح لرئاسة الجمهورية فأنا آخر ما خرجت به بعد كل تلك المشاورات هو اسم شخص عزيز إنه صديقي ورفيق دربي.

العثمانيون الجدد

الديمقراطية.. رهان الإسلاميين في تركيا

ليلة الثالث من نوفمبر عام 2002 كادت الديمقراطية أن تثبت تفوقها كسلاح بيد الشارع الإسلامي في مواجهة القوى العلمانية المدعومة من الجيش والتي تفرض وصاية من نوع خاص على الحياة السياسية في تركيا، رهان الإسلاميين في تركيا اعتمد دائما على سلاح الانتخابات الذي إن لم يحقق الفوز في السجال فإنه قد يؤمن هدنة على الأقل بين الطرفين لكن فرحة الفوز في الانتخابات حينها جعلت قيادات حزب العدالة والتنمية تغفل عن أزمة مؤجلة تستتر وراء تلك المصالحة الزائفة أزمة انفجرت عندما أحس الجيش أن البساط يسحب من تحت قدميه وأن الحجاب الذي حاربه وطارده من المؤسسات التركية وجامعاتها على وشك أن يتسلل بشكل قانوني ديمقراطي إلى القصر الرئاسي أهم قلاع العلمانية في تركيا، أزمة انتخابات رئيس الجمهورية أعادت تركيا إلى أجواء الاستقطاب العلماني الإسلامي الذي ما انفكت تعيشه من وقت لآخر وصف بولانت أرنش أحد القيادات المتشددة في الحزب للرئيس المنتظر بأنه سيكون رئيسا متدينا ديمقراطيا أخرجت المارد العلماني من قمقمه.

أونور أويمان - نائب عن حزب الشعب الجمهوري الأتاتوركي المعارض: يقولون إنهم يريدون رئيسا متدينا معنى هذا أن جميع الرؤساء الذين سبقوا كانوا كفرة هل هذا يعقل يخرج وزيرهم ليقول إن الرئيس الجديد سيكون بشرى للعالم الإسلامي هل ينتخبون خليفة للمسلمين؟

لم يكن الوصول إلى كرسي الرئاسة بالسهولة التي خالها أردوغان سحب الكرسي من تحته وكاد يهوي من حيث أراد أن يرتقي وبدا واضحا أن سلاح العلمانيين المزدوج القضاء والجيش قادر على حسم المعركة بمعزل عما في صناديق الاقتراع يحاول الحزب صد هجمات العلمانيين بنفي الصفة الإسلامية عن نفسه لكن من يصدق خصوم الحزب من العلمانيين وربما أنصاره لا يصدقون بعيدا عن السجال والاتهامات تظهر شهادة ميلاد الحزب أنه ابن شرعي للحركة الإسلامية في تركيا لكن صحة نسبه لا تقلل من كونه حركة إصلاحية خرجت بشكل سافر عن تقاليد الأحزاب الإسلامية من خلال تحديها للزعامات التقليدية وتطبيقها العديد من الإصلاحات التي طالت نهج ومصطلحات الحركات الإسلامية إصلاحات نقلت الحركة من إطار الجماعة إلى رحاب الحزب واعتمد الديمقراطية لغة للتفاهم بين الإسلام والغرب إنهم العثمانيون الجدد الذين يحاولون استعادة أمجاد أسلافهم ولكن بأدوات العصر لا بأدوات القرون الخالية كان هذا مصير أول سياسي تركي حاول الاستقواء بأميركا على العسكر إنه رئيس الوزراء السابق عندنان مندرس الذي أعاد رفع الآذان باللغة العربية في تركيا لم تكن في حينها العلاقات مع الأميركيين الغرب جريمة في أدبيات الإسلام التركي الذي يختلف في فلسفته وروحه عن الإسلام في العالم العربي لتأثر الأول بمدارس الصوفية أمن انتشار المدارس والطرق الصوفية في تركيا تقبل أكبر للآخر وقدم روح التسامح على روح الثورة والأخذ بالقوة كانت هذه المدرسة الأكثر انتشارا قبل ظهور تيار الإسلام السياسي في السبعينيات من القرن الماضي وقدر لها أن تجنب زعيما سياسيا آخر مشى على خطى مندرس لكن بحذر في أنقرة قبل اسطنبول كانت أول فكرة تركية للجمع بين الغرب والإسلام مسجد كوجاتبا خلفي يتربع فوق مركز تسوق بني على الطراز الغربي الحديث لا يفطن كثيرون هنا إلى أن هذا المبنى المركب أريد له أن يرمز إلى فكرة الجمع بين الإسلام ممثلا بالمسجد والغرب ممثلا بالسوق الاستهلاكية هذه الفكرة تعود للرئيس الراحل ترغوت أوزال الذي طالما أخفى انتمائه إلى الطريقة النقشبندية والذي عرف بأنه كأن أول رئيس تركي يخفي إيمانه ويختلس الصلاة في القصر الجمهوري بعيدا عن أعين العسكر سعى إوزال للجمع والتوفيق مبكرا بين الثقافة الغربية والتقاليد الإسلامية لكنه لم يستخدم الدين في سياساته قط لذلك لا يذكر أغلب الناس جهوده في هذا المجال إذ أن الأنظار كانت مشدودة حينها لشخص آخر تزعم حركة الإسلام السياسي في تركيا نجم الدين أربكان مؤسس حركة الميللي غوروش أو الفكر الوطني التي تتلمذ فيها رجب طيب أردوغان وعبد الله غول قبل أن ينفصلا عنها ويؤسسا فيما بعد حزب العدالة والتنمية حركة الفكر الوطني ميللي غوروش هي الحضانة الأساس للإسلام السياسي في تركيا تلك الحركة التي عرفت بعدائها للغرب وبخاصة لإسرائيل ظهرت في الستينيات على الساحة السياسية التركية وتأثرت بمثيلاتها من حركات إسلامية وبالأخص جماعة الإخوان المسلمين.

صادق البيراق - أحد قيادات حركة ميللي غوروش (الفكر الوطني): حتى السبعينيات ظل تركيا مولية وجهها للغرب ولا علاقة لها بالشرق أو العالم الإسلامي حتى الآن لا يزال في تركيا من يصير على أن تركيا مكانها في الغرب أما نحن فكنا نقول إن قلبنا في مكة ورأسنا في الأناضول وإحدى ذراعينا في القوقاز والأخرى في البلقان.

نجم الدين أربكان: بنفس العزم والإيمان والحب سنواصل مسيرتنا نحو فتوحات جديدة.

نجم الدين أربكان هو بلا شك أكبر زعيم سياسي لتيار الإسلام السياسي في تركيا وقد عرف من خلال الأحزاب السياسية التي أنشأها منذ العام ألف وتسعمائة وتسعة وستين وتم حظرها بتهمة معاداة النظام العلماني القائم.

المتهمين من أعضاء حزب السلامة الوطني والنظام الوطني على مبادئ الجمهورية وشخصية أتاتورك مقصود وليس محض مصادفة.

نازلي اليجاك - نائبة عن حزب الفضيلة المنحل: لم يكن هدف أربكان النهائية الإطاحة بالنظام العلماني الديمقراطي لكن حديثه كان فيه ما يفسر على أنه يريد ذلك كما كان يستخدم الإسلام لأغراض سياسية بشكل بارز.

المسلم الحقيقي هو مَن يصوت لحزب الرفاه شعار طالما استخدمه أركبان أثناء حملاته الانتخابية شعار أثار الانزعاج حتى من داخل الحزب وبين المقربين لاستخدامه الدين بشكل كبير سلم للوصول إلى البرلمان.

كوركوت أوزال - شقيق الرئيس الراحل تورغوت أوزال: نحن كنا ضد الإسلام كأداة من أدوات السياسة لأن الإسلام عنصر مشترك في المجتمع ولا يمكن أن يكون عنصرا سياسيا هو فضيلة فوق السياسة إذا حاولنا استخدامه فإن الإسلام سيسيس وتسييس الدين مصيبة كبيرة.

محاولة انتزاع تركيا من أحضان الغرب:

هامش الديمقراطية المتمدد في تركيا والمتمثل في الاحتكام إلى انتخابات نزيهة شكل متنفسا للحركات الإسلامية فرغم اتهام النظام لحركة الفكر الوطني ميللي غوروش بالعمل على إقامة دولة إسلامية إلا أن ما ميز تلك الحركة عن مثيلاتها في العالم الإسلامي كان انتظام مشاركتها في الانتخابات وابتعادها عن الشدة والعنف حزب الرفاه نجح في اختبار إدارة البلديات بعيدا عن الإسراف والفساد والمالي وهو ما مهد لفوزه في انتخابات عام ألف وتسعمائة وخمسة وتسعين البرلمانية بعد سنوات من التمثيل المتواضع في البرلمان أصبحت حركة ميللي غوروش المرشحة الأكبر لتشكيل الحكومة فهل كانت الحركة مستعدة لخوض ذلك الاختبار، نجم الدين أربكان كان يشك في أن يسمح له بذلك.

صحيفة يني غون:

على ما يبدو فإن تلك القوى المعروفة اتخذت قرارا بعدم الاعتراض على وصولنا للسلطة ولكنهم سيحاولون الإطاحة بنا فور تشكيلنا الحكومة وسيضعون أمامنا العراقيل وينصبون لنا الفخاخ.

صدقت نبوءة أربكان ولم يصدق العالم الإسلامي ما حدث حكومة الإسلامي أربكان توقع اتفاقيات عسكرية مع إسرائيل وتحذر الحجاب في الجامعات تحت ضغط العسكر الذي لم ينسحب من الساحة السياسية حتى أمن انقلابا سياسيا أطاع بحكومة أربكان واطمئن بعد أن أجهزت المحكمة الدستورية على حزبه السياسي وحكمت بحظره فيما عرف بعد ذلك بانقلاب الثامن والعشرين من شباط، لم يكن قرار الإطاحة بتجربة أربكان داخليا محض إذا كان للغرب المتحالف حينها مع العسكر دور كبير في توجيه الأحداث فتخصيص أول زيارة رسمية لأربكان إلى طهران وتشكيل مجموع الدول الصناعية الثماني بالإضافة إلى سياسة الاقتصاد الوطني المغلق في وجه الاستثمارات الغربية اعتبرت تحديا سافرا من قبل الغرب وبخاصة أميركا.


http://qawim.net/images/stories/gul_06.jpg

عبد الله غل - نائب زعيم حزب العدالة والتنمية: عملت قريباً جداً من أربكان كانت سياستنا حينها بعيدة عن الواقعية تعتمد تماماً على الخطى الحماسية والشعارات ومداعبة مشاعر الناخبين.


لم يدرك أربكان أن محاولة انتزاع تركيا من أحضان الغرب إلى قبل العالم الإسلامي قد يكلفه الكثير فلا الحضن الغربي كان مستعداً للتخلي عن حليفته العسكرية في المنطقة ولا القلب الإسلامي كان قوياً بما يجب ليتقبل ويخذي هذا العضو الجديد.

رجائي كوطان - زعيم حزب الفضيلة المنحل: سياسات حكومة أربكان كانت ضد مصالح القوى الإمبريالية 100% أعلن أربكان وقف الاقتراض من الخارج وأن تركيا ستعتمد على نفسها في تنمية اقتصادها بعدها دشنا مجموعة الدول الصناعية الثمانية الإسلامية الغرب فهم معنى تلك السياسات جيدا فهمها أفضل من كثير من الأوساط في تركيا وأعتبر الغرب أن هذه السياسات ستفقد الغرب سيطرته وتحكمه في العالم الإسلامي.


http://qawim.net/images/stories/gul_07.jpg

بولنت أرينش - أحد نواب حزب الرفاه سابقا، رئيس البرلمان الحالي: كان واضحا أن القوى التي رفضت سياسات وأفكار أربكان تدخلت بشكل قوي وضغط للإطاحة بحكومته.

سقوط حكومة وحل الحزب كشف عن أصوات معارضة داخله لسياسات زعيمه المتفرد بالقرار إذ تشكلت جبهة معارضة بين قيادات شابة اعتبرت أن حزب الرفاه وقع في أخطاء لم تعرف قيادته كيف تخرجه منها أخذت هذه الأصوات في الارتفاع شيئا فشيئا وشكلت جبهة معارضة عرفت بالإصلاحيين أو المجددين.

عبد الله غل: كنا بين خيارين فإما أن يكون لدينا حزب شفاف أو غير شفاف يمكن أن يكون داخل الحزب أفكار متعددة ومختلفة بل وربما مخالفة ومناقضة للطرح العام المهم هو السماح بمناقشة جميع تلك الأفكار بأسلوب علمي والخروج باتفاق وتفاهم وإجماع كنا نعاني الكثير هذا الصعيد وبسبب تلك المشاكل فإن حزبنا خذل ناخبيه ولم تحقق سياساته النجاح المنشود.

رجائي كوطان: في الحقيقة بدأت بعض الأفكار والمفاهيم المختلفة والجديدة تظهر داخل الحزب بعد انقلاب الثامن والعشرين من شباط فبراير وخلال حل حزب الرفاه وتشكيل حزب الفضيلة بدأت تلك التيارات بالظهور بشكل علني وواضح داخل الحزب.

لم يكلف الأمر نجم الدين أربكان سوى تبديل لوحة الحزب ليعود من جديد في ركاب حزب الفضيلة الذي عهد بزعامته إلى رفيق دربه رجائي كوطان إلى حين انتهاء فتره حظره من العمل السياسي هذه التخريجة زادت الأزمة الداخلية تفاقما.

نازلي اليجاك: بالتحديد كانت قيادة أربكان للحزب من بعيد عن طريق رجائي كوطان سببا في تشكل تيار رافض من الشباب كانوا ضد تفرد أربكان في الحكم وكانوا أيضا ضد استخدام التعابير الدينية في سياسة الحزب وفيما بدا أنه محاولة لتبرئة ذمة من التوقيع على قرار حظر الحجاب في الجامعات دفع أربكان بالنائبة مروة قوقجي محجبة إلى البرلمان نائبة عن حزب الفضيلة كثيرون من داخل الحزب رفضوا هذا الأسلوب المتحدي للنظام في عقر داره وأدركوا سلفا أن الأمر سينتهي إلى أزمة جديدة فجرت الخلاف هذه المرة داخل الحزب.

عبد الله غل: حولنا أن نوصل وجهة نظرنا لحل مشاكلنا بشكل هادئ وبالحوار لكننا أدركنا أن الحوار لا يفيد ولا يغير من سياسة الحزب لذلك لجئنا إلى قانون الأحزاب وطالبنا بعقد مؤتمر طارئ للحزب.

مؤتمر حزب الفضيلة كان على موعد من سابقة في تاريخ حركة الفكر الوطني ميللي غوروش فلأول مرة تشهد الحركة انتخابات حقيقية حول الزعامة إذا يجرأ أحد خلال ثلاثين عاما الماضية على أن يقف في وجه الزعيم نجم الدين أربكان أو يطالب بمحاسبته ومناقشة سياساته.

جميعكم أخوتنا حكموا عقولكم أنتم الذين ستحددون نتيجة هذه الانتخابات لا تقبلوا أن يفرض أحد وصايته عليكم.

باءت جميع محاولات نجم الدين أربكان لمنع ترشح منافس لزعيم الحزب بالفشل وبدا أن المواجهة واقعة لا محالة بعد أن رشح المجددون عبد الله غل ضد كوطان وتبادل الطرفان الاتهامات بقسوة خلال الكلمات التي ألقيت في المؤتمر.

عبد الله غل: تقولون إننا ما زلنا صغار أبعد هذا العمر يجب أن كون شركاء في القرار.

رجائي كوطان: في هذا المؤتمر شهدنا خروجنا سافرنا على تقاليدنا الحزبية إذ أصر زملائنا الذين أسسوا فيما بعد حزب العدالة والتنمية أن يخوضوا الانتخابات ضدي وبقائمة ترشح منفصلة تماما خسر المجددون أو التيار الشاب تلك الانتخابات بفارق بسيط لكنهم فازوا بما هو أهم.
عبد الله غل: حققنا نجاحاً كبيراً الغالبية كانت تؤيدنا وترى أننا على حق وأن سياستنا هي الصحيحة نصف الأعضاء صوتوا لنا والنصف الآخر امتنع لكن بلا شك كان ذلك المؤتمر نقطة تحول مهمة في تاريخ الحياة السياسية في تركيا كنا نتمنى أن ننجح تغيير من خلال الحوار والانتخابات لنكون مثالا يحتذي لبقية الأحزاب الإسلامية في الشرق الأوسط التي تسعى وراء الإصلاح كان ذلك سيصبح نموذجا للإصلاح والتجديد من الداخل.

مصطفى كارا علي أوغلو - صفحي: حزب العدالة والتنمية خرج على جميع العادات والتقاليد الحزبية المعهودة في تركيا إذ أنه لم كتب قبلا النجاح لأي حركة تتمرد على زعيم الحزب.

فشل الحوار في إنجاح أهم محاولة تجديد وإصلاح في تيار الإسلام السياسي في تركيا فكان الانقسام إلى محافظين.

مآذننا حرابنا وقبابنا خوذنا جوامعنا معسكراتنا ومؤمنينا جنودنا.

لم يدري أردوغان أن حراب العسكر لا تقبل بحراب مآذنه وأن خوذهم قادرة على تحدي قبابه بيتان من الشعر كان كفيلان بأن تعيث حراب العسكر بمن كان على عرش اسطنبول متربعا حكم بالسجن على أردوغان غير أن خطاه نحو السجن بعيدا عن عرش اسطنبول كانت تقودها ولو بعد سنين إلى عرش رئاسة الوزراء الوداع الجماهيري الحاشد الذي سبق تنفيذ أردوغان العقوبة كان مؤشرا واضحا على أن شعبية الفتى باتت تنافس شعبية شيخه أربكان ولم يدري العسكر أن سجنه سيكون منحة لا محنة وإن أوصد باب السجن عليه فتحت من دونه أبواب.

رجب طيب أردوغان – زعيم حزب العدالة والتنمية: دخلت السجن بعد ذلك تجربة السجن كانت تجربة مهمة جعلتني أراجع مواقفي وتحركاتي مع العديد من الزملاء واتخذت حينها قرارات حاسمة.

على العكس من السرعة التي اشتهر بها أربكان في تشكيل الأحزاب فإن ولادة حزب العدالة والتنمية أخذت الكثير من الوقت سبق تشكيل الحزب سيل من الاجتماعات والنقاشات كان أمام المجددين تحد كبير للخروج بصورة تجمع بين الإصلاح والتجديد دون التخلي عن هويتهم الإسلامية.

عبد الله غل - نائب زعيم حزب العدالة والتنمية: من أجل إظهار اختلافنا عن البقية وجديتنا كان علينا أن نعمل بشكل جدي وعلمي فأقمنا مركزا للبحوث السياسية والفكرية تمت فيه مناقشة جميع الأفكار دون تحفظ بحثنا كيف نشكر حركة تجديد وإصلاح واستعنا في سبيل في ذلك بأصدقاء لنا من الخارج لهم تجربة جيدة من أجل الوصول إلى تصورا واضح لحركتنا الجديدة.

بولنت إرينش - أحد نواب حزب الرفاه سابقا- رئيس البرلمان الحالي: أهم عوامل نجاح تلك المرحلة إننا لم نقصي أي فكرة من النقاش أو الحوار كان عملا جماعيا بكل ما في الكلمة من معنى نحن نؤمن بأن الديمقراطية هي أفضل وسيلة للحكم اليوم وفي برنامجنا الحزبي ذكرنا إننا سنشكل نموذجا يحتذى في المنطقة في تطبيق الديمقراطية وتوسيعها من خلال هويتنا الإسلامية دون التخلي عن هويتنا الأصلية.

المشاريع الإصلاحية والعلاقة بأميركا والعرب:

وضع الحزب جانبا شعارات الإسلام هو الحل وأعطى الأولوية لتخليص تركيا من مشاكلها السياسية والاقتصادية المزمنة من أجل قيام دولة قوية مستقلة في قراراها السياسي التنمية والديمقراطية كانت الأولوية للحزب الذي قرر تجنب الدخول في سباق على إثبات إسلاميته وسط مجتمعا يدين 90% منه بالإسلام.

"لا يمكننا أن نحمل الدين مسؤولية فشلنا، الدين يجب أن يبقى فوق كل شيء، ونؤمن بأن توزيع الحريات والديمقراطية هو الذي سيضمن إزالة أية عوائق أمام حرية الدين والعبادة"

عبد الله غل: من الخطأ القول إن كحزب إسلامي في بلد مسلم لا يمكنك احتكار الدين لنفسك وإلا فماذا ستكون الأحزاب الباقية والسياسة في نجاح وفيها فشل فلا يمكننا أن نحمل الدين مسؤولية فشلنا الدين يجب أن يبقى فوق هذه المسائل لكن هل يعني هذا تخلينا عن الدين أبدا الدين حقيقة لا يمكن إنكارها لكننا نؤمن بأن توزيع الحريات والديمقراطية هو الذي سيضمن إزالة أي عوائق أمام حرية الدين والعبادة لأن حرية الدين هي من أهم مباد حقوق الإنسان.

لكن هذا العمل الجماعي ما كان لينجح لولا علاقة خاصة جمعت أهم شخصين فيه علاقة تجاوزات الصداقة والزمالة الحزبية وترفعت عن التنافس السياسي، علاقة جعلت تبادل المناصب بينهما ممكنا وسلسا فغل يسلم طواعية رئاسة الوزراء إلى أردوغان الذي بدوره يرد الجميل بعد أربع سنوات من خلال ترشيح غل لرئاسة الجمهورية.

مصطفى كارا علي أوغلو: عبد الله غل هو الرجل الثاني في الحزب لكن شخصيته وتأثيره يتجاوزان أحيانا تلك المرتبة لأنه رفيق درب أردوغان منذ البداية وشريكه في كل شيء الرجلان يدركان قيمة هذا التفاهم الذي يجمعهما والأهم أنهما يدركان فداحة المشاكل التي قد تنشأ في حال خلافهما.

أمر آخر ميز عملية التحضير لتشكيل حزب العدالة والتنمية كان إعداد عشرات المشاريع الإصلاحية الجاهزة للتنفيذ فور وعدم الاكتفاء بالتنظير الفكري فقط.


http://qawim.net/images/stories/gul_09.jpg

حلمي غولار- وزير الطاقة: أنا أيضا من مؤسسي الحزب وقد توليت مسؤولية الأبحاث وتطوير المشاريع وأذكر أننا كنا أعددنا نحو ثلاثمائة مشروع جاهز للتنفيذ.

في صيف عام 2001 وبالتحديد في الرابع عشر من أغسطس شهدت تركيا ولادة حزب العدالة والتنمية الذي ضم عدد من السياسيين اليمينيين والقوميين والليبراليين بالإضافة إلى أردوغان ورفاقه رفع الحزب شعار الإصلاح والديمقراطية وخرج بمصطلح جديد يصف به هويته بمصطلحات سياسية لا إسلامية.

رجب طيب أردوغان: نحن حزب محافظ وديمقراطي بمعنى أننا نحافظ على عادات وتقاليد وثقافة الأمة التركية ونسعى لتطبيق ديمقراطية قوية ومتطورة لا تقل عن الديمقراطيات المتطورة في العالم.


http://qawim.net/images/stories/gul_08.jpg

علي بولاطش - كاتب متخصص في الحركات الإسلامية: الحركات الإسلامية جميعها كانت نشيطة واستفادت من الظروف الدولية خلال فترة الحرب الباردة وفي تلك الفترة كان مسموحا لها استخدام تعابير إسلامية قوية ولكن جميع تلك الحركات بدت عاجزة عن مواكبة التحول العالمي الذي بدأ بعد انتهاء الحرب الباردة حزب العدالة والتنمية هو أول من نجح في تطوير لغة جديدة لتلك الحركات في النظام العالمي الجديد ترك الشعارات الدينية وخرج بهوية الحزب المحافظ الديمقراطي.

في ذات العام انزلقت تركيا إلى أزمة اقتصادية حادة وفقد الشعب ثقته بجميع الأحزاب التقليدية التي كان فسادها أو سوء إدارتها عامل أساس في تلك الأزمة في حلكة تلك الظلمة كان الجديد الذي جاء به حزب العدالة والتنمية بمثابة مصباح يضيء لهم طريق الخروج فاق تجاوب الشارع مع داوت حزب العدالة والتنمية للإصلاح والتجديد كل التوقعات ووصل الحزب على أكتاف الناخبين وتحت حصانتهم إلى السلطة بحثت عيون العلمانيين عن الجيش حينها لكن أمام هذا الدعم الشعبي الكبير ما كان للجيش أن يخرج من ثكناته علاوة على وجود سبب آخر منع الجيش من التدخل ورد في دراسة أعدها مقربون منه إن تركيا ممثلة بالرئاسة والحكومة والجيش وقوى الاقتصاد الخاص اتفقت عام 1999 على دفع تركيا لدخول الاتحاد الأوروبي اتفاق رسم إستراتيجية تركيا للمرحلة القادمة وهو ما منح حزب العدالة والتنمية الفرصة للوصول إلى السلطة دون عائق مقابل تعهده بالحفاظ على هذا الاتفاق والسعي بكل قوته لإكمال مسيرة العضوية في الاتحاد الأوروبي جبهة الجيش التي هدأت آنذاك فتحت على أردوغان نيران جبهة أخرى من ذوي القربى إذ اتهم أربكان تلاميذه بالعمالة لأميركا وإسرائيل وخيانة القضية الاتهامات بنيت على تصريحات سابقة لخبير الحركات الإسلامية الذي سبق أن عمل في الـ (CIA) نحن نشج اندماج الحركات الإسلامية في السياسة ونعتقد أن انقسام تلك الحركات يفسح المجال أمامها للحوار والنقاش والمراجعة فتظهر أحزاب معتدلة وتقدمية في مقابل تلك الراديكالية ويمنع احتكار حزب واحد لتيار الإسلام السياسي العلاقة مع الغرب كانت أحد أهم المعايير التي ميزت المجددين الإصلاحيين عن بقية التيار الإسلامي في تركيا.

عبد الله غل: علاقاتنا مع أميركا بدأت بعد وصولنا للحكم وليس قبل ذلك أميركا هي القوة العظمى في العالم سياسيا وعسكريا واقتصاديا بالطبع ستكون لنا علاقة معها المهم هو أن تكون هذه العلاقة متوازنة وعلى أرضية سليمة.

هجمات الحادي عشر من سبتمبر جاء بمثابة هدية الميلاد لحزب العدالة والتنمية إذا نقلت الحزب من المحلية إلى العالمية أصبح الحزب مسؤولاً عن نفي تهمة الإرهاب عن الأحزاب الإسلامية عموماً والتأكيد على أن اللقاء ممكن بين الإسلام والديمقراطية.

"حزب العدالة والتنمية سيثبت للعالم أن الإسلام والديمقراطية يلتقيان ولا يتصارعان على عكس ما يدعي البعض"

رجب طيب أردوغان: حزب العدالة والتنمية ليس حزبا محليا فقط لكنه مرشح أيضا ليكون نموذجا عالميا نجحنا في أخذ مكاننا في الساحات التركية والآن سنثبت للعالم أن الإسلام والديمقراطية يلتقيان ولا يتصارعان على عكس مما يدعي البعض.

أخذ غل على عاتقه دعوة العالم الإسلامي تطبيق إصلاحات سياسية لتوسيع دائرة الديمقراطية والحريات ومواجهة مشاكلهم بأنفسهم لسد الطريق على التدخل الخارجي في شؤونهم.

داود أوغلو: ما نسعى إليه هو أن يخرج الشرق الأوسط من أزماته ويتحول إلى منطقة تقوم مسيرة العولمة سياسيا واقتصاديا هذا ممكن ومن أجل ذلك فأن المنطقة بحاجة إلى قيادة سياسية قوية تثق بنفسها وتطرح أفكارا إصلاحية جديدة وتستند إلى قاعدة اقتصادية سليمة.

بقيت الدول العربية والإسلامية تتابع بين مؤيد ومشكك ومعارض دعوة حكومة العدالة والتنمية للإصلاح واستخدام الديمقراطية كسلاح للاستقلال بالقرار لكن تلك الدول قررت إعطاء تركيا فرصة لتفريغ شحنتها الإصلاحية داخل منظمة المؤتمر الإسلامي التي اختارت مرشح حكومة والعدالة والتنمية البروفيسور التركي أكمل الدين إحسان أغلو لأول مرة بالانتخاب أمينا عاما أعطى الأولوية لتطبيق إصلاحات جذرية داخل ثاني أوسع منظمة دولية في العالم بعد الأمم المتحدة دعوة أخرى للديمقراطية جاءت من خلف الأطلسي على ظهر الدبابات التي احتلت العراق لغرس الديمقراطية في أرض هقصرى تزامن الدعوتين الأميركية والتركية أتاح للبعض اعتبار التحركات التركية جزء من مشروع الشرق الأوسط الكبير الأميركي.


http://qawim.net/images/stories/gul_10.jpg

جنكيز شاندار - المستشار الصحفي للرئيس الراحل تورغوت أوزال: ما هو بربك مشروع الشرق الأوسط الكبير هذا الذي تتحدث عنه أميرك هل له وجود أصلا هل هو حقيقي إنه وهم وسراب كبير وبالتالي فأن لا شأن لحزب العدالة والتنمية بهذا المشروع.

مصطفى كارا علي أوغلو: لو كان حزب العدالة والتنمية صنيعة أميركية لا توارى عن الأنظار ليس لأميركا أو إسرائيل تأثير على صوت الناخب التركي الناخبون لا يصوتون في تركيا بأمر من أميركا أو إسرائيل أو فرنسا أو أوروبا.

بعد انتخابات 2002 بأسبوعين فقط رفض أردوغان طلب ملحا من السفير الإسرائيلي للقاء به وعوضا عن ذلك جمع أردوغان السفراء العرب في أنقرة وكشف لهم عن نيته إعادة إحياء العلاقات مع العالمين العربي والإسلامي من جديد ربطت حكومة العدالة والتنمية تطوير علاقاتها بتل أبيب بمدى التزام إسرائيل بعملية السلام في الشرق الأوسط أعيد تصميم العلاقة بين تركيا وإسرائيل من حليفين عسكريين إلى ندين متنافسين في منطقة تعيد رسم خريطة موازين القوى فيها.

أونور أويمان - نائب عن حزب الشعب الجمهوري الأتاتوركي المعارض: سياسات حكومة العدالة والتنمية أفقدت تركيا حيادها القديم في الشرق الأوسط فنحن منذ زمن كنا نحرص على الحياد وعدم دعم أي طرف على طرف آخر في الشرق الأوسط وكنا نرفض التفاوض مع الإرهابيين لكن حكومة العدالة والتنمية دعت حزب حماس الإرهابي لزيارة تركيا رسميا.

لكن العلاقة مع واشنطن ما كانت لتنتظر فحرب احتلال العراق الأميركية كانت تدق أبواب الحكومة التركية طالبة من حزب العدالة والتنمية أن يحدد موقفه في أول وأصعب اختبارا يواجه قرر حزب العدالة والتنمية استخدام أهم سلاح بيده في وجه الضغوط الأميركية، فاوضت الحكومة التركي وماطلت في الرد على الإدارة الأميركية وقرر عبد الله غل رئيس الوزراء حينها ترك القرار بيد البرلمان رافضا إجبار نواب حزبه على التصويت لصالح قرار بعينه وجاءت النتيجة ، رفض البرلمان السماح لأميركا استخدام الأراضي التركية كانت مفاجئة مدوية فهل كان تعويم التصويت حيلة لتجاوز الضغوط الأميركية أم قرار بريئا المحصلة انفجرت أكبر أزمة سياسية في تاريخ العلاقات التركية الأميركية قبل عشر سنوات كان الاتحاد الأوروبي في أدبيات أردوغان ناديا مسيحيا معاديا للعالم الإسلامي أما اليوم فأنه يوقع داخل كنيسة في روما نيابة عن حكومته اتفاقية الدستور الأوروبي ومن ثم بدء المفاوضات على عضوية تركيا أصاب أردوغان إذ أن دخول تركيا الملعب الأوروبي ولو كلاعب احتياط حقق لأنقرة قفازات كبيرة في مجال تطوير اقتصادها وتدعميه.

علي بابا جان - وزري الاقتصاد والاتحاد الأوروبي: هدفنا دخول الاتحاد الأوروبي وقد عملنا بجد على تعزيز سيادة القانون وتوسيع الحريات والديمقراطية وقد أسس ذلك الاستقرار الكبير وتنمية لاقتصادنا وتحولت بذلك تركيا إلى دولة جاذبة للاستثمارات.

جنكيز شاندار: خلال النصف الأول من هذا العام فقط جذبت تركيا مليار دولار كاستثمارات أجنبية إلى أرضها وهذا ضعف ما كانت تحصل عليه تركيا خلال السنوات الماضية نجح حزب العدالة والتنمية في دمج الاقتصاد التركي والاقتصاديات العالمية وفتح أمامها باب التنافس مع القوة الاقتصادية الأخرى مشاهد التغيير التي طرأ على أفكار وسياسات أردوغان ورفاقه كانت تتجسد يوما بعد يوم إذ سمح أردوغان بهدم مبنى مركز لتحفيظ القرآن الذي درس فيه صبيا تنفيذا لأوامر القضاء للتخلص من المباني العشوائية غير المرخصة غير أن ثمة من يرى أن حجارة القديم المتهدم ماهية إلا لبنات لبناء جديد أعلى وأمتن فمقابل هدم مبنى متداعي كان العلمانيون لا يخفون سخطهم من دعم المدارس القرآنية وخريجها.

أونور أويمان: حزب العدالة والتنمية جاء بشعار الإصلاح والتجديد وقالوا إنهم تركوا سياسات الأحزاب الإسلامية التي جاؤوا منها وقالوا إنهم تغيروا لكن فور استلامهم السلطة ظهر من خلال سياستهم أنهم لم يتغيروا لأنهم عادوا إلى استغلال الدين في السياسة من جديد.

كما أجل بل حذف من أجندة حزبه لاحقا مشكلة الحجاب طالبا الصبر إلى حين توفر توافق شعبيا على حلها لكن أردوغان ورغم ذلك وجد نفسه محاصرا باتهامات متناقضة فمن بقي اتهام أستاذه أربكان له بالخروج عن الصف الإسلامي والعمالة للغرب ومن جانب آخر ازداد اتهام العلمانيين له بالسعي سرا لبناء نظام إسلامي من خلال توزيع المتدنيين على مناصب هامة في مفاصل الدولة لهؤلاء وهؤلاء جاء جواب أردوغان في قاعة البرلمان علنا.

رجب طيب أردوغان: تغيرت بل تطورت لم أبق على ما كنت عليه قبل ثلاثين سنة لأن عقلي ليس متحجراً.

كروكوت أوزال - شقيق الرئيس الراحل تورغوت أوزال: أردوغان تعلم من دروسه السابقة واستطاع أن يطور نفسه أراه اليوم وقد تقدم في السن كنت أراه كابن لي لكنه كبر اليوم وأصبح أقوى مما سبق واستطاع أن يفرض نفسه وتجربته على العالم.

على العكس من أردوغان بدا أن بعض الأمور لا تتغير ومنها شك العلمانيين الأتراك في كل المتدنيين وعدم قبولهم المصالحة معهم أو الوصول إلى حل وسط مرة أخرى لجأ الجيش مدعوما بقوة علمانية إلى استنهاض الاستقطاب العلماني الإسلامي بقطع الطريق على أردوغان ورفاقه الذي كانوا قاب قوسين من الوصول إلى قصر الرئاسة قناع الدفاع عن العلمانية عاد ليغطي على الوجه الحقيقي للصراع القائم.

نازلي اليجاك – نائبة عن حزب الفضيلة المنحل: الأمر يتجاوز برأيي مسالة الخلاف العلماني الإسلامي إلى مسألة صراع على السيادة في تركيا والتحكم في مقاديرها هناك طبقة نخبة تحكم تركيا بأفكارها وثقافتها الغربية وهذه الطبقة لا تريد أن تتخلى عن هذا الحكم لغيرها عبد الله وأردوغان وأناس من العامة جاؤوا من الأناضول يحملان معهما ثقافة الأناضول المحافظة الصراع الحقيقي هنا بين هاتين الطبقتين.

مصطفى كارا علي أوغلو: هذا أهم صراع تشهده تركيا حاليا ليس الخلاف على وجود أو حل حزب العدالة والتنمية الخلاف هنا طبقي وصراع بين الفئات على السلطة.

انتهت أول فترة حكم لحزب العدالة والتنمية بكبوة لكن تلك الكبوة دفعت أردوغان ورفاقه للقيام من جديد لإكمال مشاور طويل ملئ بالتحديات تحديات إغراءات السلطة التي قد تدس بذور الفرقة في قلوب متآلفة قبل تحقيق الهدف المرجو بتحويل تركيا إلى نموذج سياسي في المنطقة.

مصطفى كارا علي أوغلو: النموذج الذي قدمه حزب العدالة والتنمية هو نجاحه في تجديد أفكاره وإصلاح شانه بنفسه واندماجه في النظام السياسي للوصول إلى السلطة بشكل ديمقراطي بعيدا عن العنف وشخصيا لا أعتقد أن تركيا ستتحول إلى نموذجا يحتذى في المنطقة فلكل دولة شروطها الخاصة لكن لا يجب أن ننسى أن كل تجربة ناجحة تعطي دفعة أمل لبقية الحركات والقيادات السياسية في المنطقة.

استطاع حزب العدالة والتنمية أن يفسح لتركيا مكانا مهما ومؤثرا في الخريطة السياسية للمنطقة وكشف عن إمكانات لديها للتأثير كانت غائبة مستترة فتحولت من جسر جغرافي بين الشرق والغرب إلى جسر سياسي ثقافي اقتصادي لا يكتفي بالربط بينهما وإنما يعمل على التأثير فيهما معا لتقريب المسافة لكن يبدوا أن الجسور قبل أن تكون بين الإسلام والغرب يجب أن تمتد أولا بين أبناء الدين ذاته فالهوة بين أبناء تركيا أنفسهم ليست أقل من الهوة التي تفصل بين الإسلام والغرب.

مقاوم
08-29-2007, 10:03 AM
عبد الله غل في سطور:

دخل عبد الله غل البرلمان التركي عام 1991، وظل يترقى في حزب الرفاه الإسلامي التوجه حتى أصبح نائب رئيس الحزب عام 1995. وبعد حظر الحزب عام 1998 انضم غل إلى حزب الفضيلة برئاسة نجم الدين أربكان، ثم اتجه إلى تشكيل حزب العدالة والتنمية الذي فاز في انتخابات العام 2002 ليشكل غل حكومته ويترك رئاستها لرفيقه رجب طيب أردوغان.

عبدالله غل والعثمانيون الجدد:

لم يتعود المواطن التركي أن يرى سياسييه بهذه الطيبة.. يفطر في بيت فقير، ويطلب من الخدم مشاركته الطعام.. وتدمع عيناه إذا سمع بكاء طفل…

في رمضان يقوم عبد الله غل يوميًّا باصطحاب زوجته إلى منزل إحدى العائلات الفقيرة بالعاصمة أنقرة، كي يتناول الإفطار بينهم؛ ليطالع أحوال الشعب، وليؤكد خروجه من بين هؤلاء الفقراء وانتماءه الحقيقي لهم، وكان من الطبيعي أن تنتشر في الأشهر الأخيرة صورة "غل" وهو يقوم بعمل السَّلطة في مطبخ إحدى هذه العائلات الفقيرة التي شاركها إفطارها.

إن اهتمام غل بالود والتراحم في تعامله ليس مبعثه الدعاية الانتخابية، ولا هي مجرد صور تلتقط للشهرة، ولكنها خلق أصيل -على ما يبدو- من حديث محمد أردوغان وهو بستاني يعمل في فيلا لأحد أصدقاء غل بإستانبول الذي قال: "في الصيف الماضي جاء عبد الله غل لزيارة صاحب المنزل، وكان وقت الصباح فساعدت في إعداد مائدة الإفطار في الحديقة، وعندما بدأ الجميع في تناول الطعام، انصرفت ناحية الحديقة لأقوم بعملي الروتيني، فوجئت بعبد الله غل ينادي علي باسمي، هرعت عائدا للمكان معتقداً بأنه سيطلب مني القيام بعمل ما أو أن شيئا في الأكل لم يعجبه، ولكني فوجئت به يدعوني لتناول الطعام مع أهل المنزل، فاعتذرت قائلا: "لقد تناولت فطوري قبلكم.. شكرا لك" لكنه أصرّ، فقلت له سأشرب الشاي بعد انتهائكم من الطعام، ولكنه كان مصرا فاضطررت للمشاركة فلم يكن أمامي غير القبول بعدما وجدت غل مُصرًّا، لا أستطيع نسيان هذا الموقف، لقد كنت أعتقد بأنه من كبار القوم وعلى الأكثر سيقول لي تعال لتأخذ بعض الطعام وتنصرف.. ويضيف محمد: تعودنا من كبار القوم ألا يلتفت أحدهم لأمثالنا من طبقات الشعب، ولكنه أثبت بحق أنه ابن محافظة قيصري، كما أثبت أنه رجل مسلم بحق وجدير بالاحترام أيضًا".

الأمير ينشق عن الملك:

يعد عبد الله غول واحداً من أبرز العناصر الشابة التي ظهرت في حزب الرفاة (المحظور) عام 1991 كعضو برلماني عن محافظة قيصري بوسط الأناضول التركي، لدرجة أن الإعلام التركي قد أطلق عليه تعبير "أمير" -على أساس أنه أحد الشباب المقربين من أربكان الملك- فقد عينه وزيرا للدولة للشؤون الخارجية وقضايا العالم الإسلامي، ومتحدثاً رسميا في الحكومة الائتلافية التي تشكلت بين عامي 96-1997م.

ولم يمنع احترام غول لأستاذه قوطان وزعيمه أربكان من الاختلاف معهم في الرأي وأن يقوم هو والطيب أردوغان بقيادة حركة تجديدية داخل التيار الإسلامي في تركيا، وبالفعل ترشح غل في مايو 2000 لرئاسة الفضيلة ضد قوطان في سابقة تاريخية في الأحزاب الإسلامية أن يتنافس أكثر منمرشح، لكن تأييد أربكان الزعيم الإسلامي التاريخي لخليفته قوطان أفشل مساعي التجديديين في النجاح.. فأعلن غل عن قيام حزب العدالة والتنمية عام 2001م.

أولى خطوات المشوار:

ولد عبد الله غل بمحافظة قيصري في 26/10/ 1950م، لوالده أحمد حمدي غل الذي يعمل في مصنع الطائرات بقيصري، وهي من المحافظات الشهيرة بالتمسك بالإسلام والعادات والتقاليد الشرقية، حيث كانت قيصري أحد أهم مراكز الثقافة الإسلامية القديمة التي ذاع صيتها أيام الدولة السلجوقية (1071 - 1299م).

بعد انتهائه من التعليم الابتدائي بمدرسة غازي باشا، والثانوي بمدرسة الأئمة والخطباء، تخرج في كلية الاقتصاد جامعة إستانبول عام 1972 ثم حصل على درجة الماجستير، وذهب بين 76-1978 لجامعة لندن لجمع المادة العلمية اللازمة لرسالة الدكتوراة؛ مما مكنه من إجادة الإنجليزية تماما.

وفور عودته من إنجلترا وحصوله على درجة الدكتوراة في موضوع: تطور العلاقات الاقتصادية بين تركيا والعالم الإسلامي، عيّن مدرسا للاقتصاد بقسم الهندسة الصناعية بجامعة سقاريا بتركيا، لكنه ما لبث في 1980 أن ألقي القبض عليه من قبل الشرطة العسكرية، وفقا لتعليمات الجنرال كنعان

إيفرن بتهمة الانتماء لمجموعة "السنجق"، وبينما كان في الأيام الأولى لزواجه من "خير النساء" فإنه كان يقضي عدة أشهر بسجن "متريس" الشهير في إستانبول.

عمل من 83-1991 في بنك التنمية الإسلامي بجدة كخبير اقتصادي، مما مكنه من الإلمام بالعربية، وفي عام 1991 حصل على درجة أستاذ مساعد في الاقتصاد الدولي.

غل.. تاريخ سياسي حافل:

لم يهبط غل لرئاسة الوزارة بالمظلة.. لكنه رجل ذو تاريخ سياسي حافل.. ففي مرحلة مبكرة من شبابه انضم لمجموعة أطلق عليها "نادي فكر الشرق الكبير"، كما كان عضوا في "اتحاد الطلاب الأتراك"، وانتخب عضوا برلمانيا لحزب الرفاه عن محافظة قيصري 1991، ثم مسؤول العلاقات الدولية بحزب الرفاه 1993، ومن 1995- 2001 كان عضوا في لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان التركي.

حصل على ميدالية شرفية كعضو دائم بالمجلس الأوروبي، كما مثل تركيا في برلمان الدول الأعضاء بحلف الأطلنطي، وطالما عبر عن دعمه في البرلمان لقضايا دول مسلمة مثل: الجزائر، والبوسنة، والشيشان، كما يصفه البعض بأنه أحد مهندسي مشروع حكومة حزب الرفاه "مجموعة الثمانية الاقتصادية الإسلامية".

انضم لحزب العدالة والتنمية بعد إغلاق حزب الفضيلة أغسطس 2001 وهو نائب رئيس الحزب للشؤون القانونية والعلاقات الدولية.

مؤثرات في حياته:

لقد شب عبد الله فرأى والده أحمد حمدي غل الأناضولي المتديّن، عضوا في حزب السلامة الوطنى بزعامة أربكان، وعضوا مرشحا للمجلس النيابي في 1973، كما يمكن أن نقول إنه تربى على أفكار الزعيم نجم الدين أربكان، فقد كان عبد الله شابا واعيا في التاسعة عشرة حين بدأ أربكان حملته عام 1969 للحفاظ على الهوية الشرقية الإسلامية لتركيا؛ ولذا فإنه انضم لحزب الرفاه عند ظهوره، لأنه وجد في أربكان الزعيم الذي يحلم به وفي الرفاه الحزب الذي يرضي حسه الإسلامي.

واللافت للنظر أن ممن أثروا على غل كذلك عدد من الأدباء والشعراء مثل الشاعر جميل مَريتش، وكذلك الشاعر الراحل نجيب فاضل الذي تربى على يديه جيل مسلم بأكمله في تركيا، وقد كان أول تعرفه عليه حين ذهب نجيب فاضل لمحافظة قيصري في لقاء فكرى وثقافي مدعواً من قبل نادى فكر الشرق الكبير الذي كان غل أحد أعضائه، كما أثرت فيه عدة شخصيات أكاديمية مثل الدكتور نوزت يالجين طاش، الذي منحه درجة الدكتوراة في الاقتصاد، وكذا رجل الاقتصاد الدكتور صباح الدين زعيم.

لا يحب الرئاسة لكنه جدير بها:

يبدو أن هاجس رئاسة الوزراء كان يدور في خلده، بل إن الجميع كان يتوقع وصوله لهذا المنصب فقبل أيام قليلة من الانتخابات تناول معه رجل الأعمال مصطفى قيلنش الإفطار وحكى عن هذا اللقاء قائلا: "دار حولنا حوار حول منصب رئيس الحكومة، فقال لي: لقد أعددت نفسي جيّدًا لهذا اليوم".

يعد غل سياسيا مسالمًا لم يعرف عنه خلال تاريخه الطويل في العمل السياسي والطلابي أنه شارك في أي أعمال عنف على الرغم من تورط كثيرين في مثل هذه الأعمال ومن أشهرها أعمال العنف بين الفصائل السياسية التي اجتاحت تركيا بين سنوات 68-1971 وكذلك الصراع السياسي الذي اندلع بين التيارات السياسية داخل الجامعات بين حقبتي الستينيات والسبعينيات.

إن عدم الميل للشدة هو الذي جعل عبد الله غل، يتصرف بهدوء أمام منع زوجته من القيد بالجامعة بحجة ارتدائها الحجاب.. ويوّجه انتقادات للحكومة والنظام من مدخل الحريات الشخصية حتى لا يصطدم بالدستور العلماني إذا انتقد من مدخل فرضية الحجاب.

حرص غل على إحياء المناسبات القومية التركية ولم ير في الاهتمام بها ما يتنافى مع أفكاره الإسلامية، فقد ظل ينظم الرحلات الجامعية لطلابه لمضيق "شناق قلعة" في ذكرى انتصار القوات التركية على الاعتداء اليوناني الغربي في الحرب العالمية الأولى، بهدف احتلال إستانبول.

أفضل صورة لرئيس وزراء تركي:

لم يتعود المواطن التركي البسيط أن يرى سياسييه بهذا التواضع وهذه الطيبة؛ ولذا فإن أكثر الصور انتشارًا في الأيام الأخيرة بين الشباب التركي كانت لغل حين كان يمر بقرب مدرسة ابتدائية، وما إن رآه الصغار حتى اندفعوا إلى أحضانه في مظاهرة حب.. واستفتاء بريء على شعبية الرجل ورصيده في القلوب

"العثمانيون الجدد".. عودة مُشرقة
- نبيل البكيري:

الارتياح الكبير لنتائج الانتخابات البرلمانية التركية، التي أجريت في الثاني والعشرين من يوليو الماضي من قبل كل أطياف المشهد السياسي والفكري والثقافي في العالم العربي والإسلامي، تمثل شهادة حقيقية على نجاح حزب العدالة والتنمية، بقيادة ثنائييه المتألقين، غل وأردوغان، في بناء تجربة سياسية فريدة، ليس على مستوى المشهد السياسي التركي فحسب، بل على المشهد السياسي العربي والإقليمي والدولي.

هي جديرة بالدراسة والبحث، للاستفادة منها لتميزها عن مثيلاتها الأخرى، التي تنتمي إلى نفس الحقل الفكري والمدرسة السياسية الواحدة.

فأردوغان ونائبه غل، اللذان حققا هذا النجاح الكبير، سيظلان بمثابة التلميذين الذين تفوقا على أستاذيهما الأول والأب الروحي للحركة الإسلامية التركية، بميولها الإخوانية، المهندس نجم الدين أربكان، ورغم هذا النجاح وهذا التفوق الباهر، إلا أنهما سيظلان يكنان لهذا الأستاذ من الحب والتقدير والإكبار الكثير رغم اختلافهما سياسيا معه.

واللافت في هذه التجربة السياسية، التي يصفها البعض بالإسلامية مقابل نفي أصحابها لهذا التوصيف، الذي من وجهة نظرهما، هو أقرب إلى الشعاراتية منه إلى الواقعية والفعل، وهو ما كرسا نضالهما لتخطي هذه الظاهرة البغبغائية التي جمدت وسمت شريحة عريضة من حركات الإسلامية عند مستوى الشعار، وهذا ما أثبتته الحركة التجديدية التركية خلال فترة الخمس السنوات الماضية.

كما أن هناك أشياء غير معلنة في ظاهرة العدالة والتنمية وهو الهدف الجوهري الذي يسعى إليه الثنائيان الذهبيان غل وأردوغان ببرجماتية مذهلة للبرجماتيين أنفسهم، وهو إعادة الاعتبار للإرث الحضاري الذي تركته الخلافة العثمانية على امتداد أزيد من أربعة قرون من التربع على عرش أكبر إمبراطورية حكمت العالم الإسلامي, ذلك الإرث الحضاري الذي خلده التاريخ لأمة عظيمة كان لها شأن في تاريخ الحضارات الإنسانية.

هذا الهدف هو ما كان قد أشار إليه الباحث والأكاديمي المغربي إدريس بووانو في كتابه "إسلاميو تركيا: العثمانيون الجديد"، والذي أشار من خلال هذه الدراسة القيمة إلي هذا الحقيقة التي سعى عدد من الزعماء الأتراك إلي إعادة الاعتبار ليها ووضعها في مكانها الصحيح الذي تنكرت له القوى العلمانية، وحاولت من خلال كل الوسائل التي استخدمتها إلى غمط هذه المكانية التاريخية للأمة التركية.

هذا الدور الذي يهدف الإسلاميون الأتراك أو العثمانيون الجدد إلى رد الاعتبار له تمثل بمحاولة حكومة العدالة والتنمية الاقتراب منه بحذر وبرجماتية شديدة، وخاصة بعد عدد من التجارب المريرة التي خاضتها الحركة الإسلامية في هذا الاتجاه.

من أهم دلالات هذا التوجه للعدالة والتنمية هو النمو الاقتصادي الكبير والاستقرار السياسي والتطلع الإقليمي التي حققته حكومة العدالة خلال السنوات الماضية، وما منصب الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، الذي يشغله عضو حزب العدالة المخضرم، وعضو برلمانها الدكتور إكمال الدين إحسان أغلو، رئيس مركز دراسات الحضارة والتأريخ العثماني، إلا واحدة من هذه الخطوات التي تسعى إليها تركيا العدالة والتنمية.

فالإسلاميون الأتراك، أو ما يطلق عليهم بالعثمانيين الجدد، ممثلين بالحركة الإسلامية التركية بشقيها الشعبي والحركي، التي قامت على كاهل مهندسها الأول المهندس نجم الدين أربكان، زعيم حركة مللي جورش، الرأي الوطني، الذي خاض تجارب سياسية طاحنة على مدى أكثر من ثلاثة عقود من الزمن، تلك التجربة السياسية الرائدة في الفكر الإسلامي المعاصر، والتي لم تتنه بحل حكومة أربكان من قبل عسكر تركيا عام 1997م، بل استأنف تلامذة أربكان بريق هذه التجربة، من خلال تأسيس حزب العدالة والتنمية في 2001م، الذي دخل ميدان السباق الانتخابي في نفس العام، ليحصد ما يقارب 36% من أصوات الناخبين، وهي نسبة كبيرة استطاع من خلالها تشكيل الحكومة منفردا لأول مرة في تاريخ تركيا الكمالية.

هذا الاتجاه الجديد نسبيا لهذه النخبة السياسية المنبثقة من رحم الحركة الإسلامية لإعادة الاعتبار للماضي الحضاري والتاريخي لهذه الأمة التركية، كان قد ابتدءه منذ أربعة عقود الزعيم التركي الكبير ورئيس وزرائها الراحل عدنان مندريس، الذي أسس في بداية الخمسينيات من القرن الماضي حزب العدالة الوطني، الذي فاز بأول انتخابات برلمانية على حزب الشعب الجمهوري الأتاتوركي عام 1951م، والذي أدى به حظر رفع الأذان إلي الإعدام من خلال بالانقلاب عليه من قبل العسكر.

تعقيدات المشهد السياسي التركي، تكمن في التناقض بين شعارات العلمانية وممارساتها على أرض الواقع، مما أثار المزيد من الإرباك والحيرة السياسية أمام أي محالة للإصلاح السياسي، وخاصة مع تدخل العسكر في حيثيات اللعبة السياسية.

إلا أن النتائج الأخيرة التي حصدها حزب العدالة والتنمية، والتي فاقت كل التوقعات، بما فيها الحزب نفسه، وحصد منها 48% من أصوات الناخبين، وهي بحسب المراقبين، كانت بمثابة رسالة الشارع التركي إلى العلمانيين والعسكر، الذين ظلوا جاثمين على صدر الشعب التركي ردحا من الزمان، تارة بالصندوق الانتخابي وتارة على ظهر الدبابة.

هذا الأسلوب الذي مله الشعب التركي ومل شعاراته، التي لم تعد تشبع جائرا أو تؤوي لاجئا أو تشغل عاطلا، كان دافعا قويا للشعب التركي باتجاه التغير، والسعي نحو الأفضل، وخاصة بعد تجربة الخمس سنوات الماضية، التي قضاها حزب العدالة والتنمية على رأس السلطة، وحقق من خلالها نموا اقتصاديا واستقرارا سياسيا، ومكانة دولية وإقليمية للوطن وللشعب التركي.

لكن ما يخفى على كثير من المراقبين لظاهرة العدالة والتنمية، عدة أمور: أولها ذلك الإجماع الكبير الذي ناله الحزب، ليس من قبل أنصاره فحسب، بل حتى من قبل غير المنتمي والمنتمي حزبيا معا، فالنسبة التي نالها الحزب من أصوات الناخبين، تعد مؤشرا على أن هناك إجماعا شعبيا وجماهيريا كبيرا لهذا الحزب وسياساته من قبل كل أطياف ومكونات المجتمع التركي، ومختلف القوميات، كالأكراد والأرمن واليونانيين والعرب، فضلا عن الشرائح الطائفية والمذهبية، وهو ما يضعنا أمام تجربة سياسية فريدة، استطاعت خلق هذه الإجماع، بعيدا عن الاستقطاب الطائفي أو السياسي أو العرقي، مما يعد دليلا آخر على نجاح هذا الحزب في تحقيق وتجذير معاني المواطنة المتساوية، التي لا يزال الغرب يرفعها شعارا، ويخفق في تحقيقها وقعا ملموساً.

وثانيها، هو التناغم المدهش في أداء قيادة هذا التيار، من خلال تبادل الأدوار والمناصب بسلاسة فريدة، فعقب التشكيل الأول للحكومة في انتخابات 2001م، والتي كان حينها رئيس الحزب رجب طيب أردوغان، يقضي فترة الحرمان من المشاركة السياسية، إثر خروجه من السجن على خلفية أبيات من الشعر ألقاها في فعالية سياسية، تولى عبد الله غل رئاسة الوزراء لمدة ثلاثة أشهر، وبمجرد انتهاء فترة الحرمان من المشاركة السياسية، تنازل غل ليفسح المجال لرئيسه وصديقه أردوغان لأداء مهمته، وهذا ما لم يحدث في عالم السياسية حتى اليوم.

الأمر الآخر في تجربة العثمانيين الجدد: قضية الهوية السياسية للحزب، والتي عانى منها الإسلاميون عموما، ووضع لها الإصلاحيون الأتراك نهاية جيدة من خلال برامج حزبهم، الذي جعلوا هويته أقرب إلى الواقع الوطني التركي منها إلى المثالية العالمية، من خلال نصهم على أن حزبهم هو حزب سياسي محافظ، وليس حزبا إسلاميا، إذ بحسب الزعيم الإصلاحي عبدالله غل، فإن كل الأحزاب التركية أحزاب إسلامية، وهو ما قطع الطريق أمام تربص الجيش والعلمانيين، وهذا أمر يجب على الحركات الإسلامية أن تستفيد منه جيدا.

أضف إلى هذا، أن الإصلاحيين ـ العثمانيين الجدد ـ وجدوا أن الشعارات، إذا لم يتبعها تطبيق، تطيح بصاحبها سريعا، فعملوا على تحويل كل برامجهم إلى واقع ملموس، تمثل في نمو اقتصادي وصل إلى 7%، وأوجدوا مئات الآلاف من فرص العمل، والعمل على محاصرة مصادر الفساد والإثراء غير المشروع من الأموال العامة للدولة، يضاف إلى هذه كله، القرب المباشر من بسطاء الشعب التركي، من خلال الزيارات المتكررة التي يقوم بها غل وأردوغان إلى أوساط المجتمع التركي وأحيائه الشعبية، مما أكسبهم مصداقية كبيرة وقبولاً أكثر من قبل الشارع التركي.

ورغم كل هذا، تبقى هذه التجربة السياسية الفريدة بالنسبة لأصحابها، كمن يمشي على حقل من الألغام من خلال سياسة برجماتية، تتعامل مع شريط طويل من التناقضات على الصعيدين الداخلي والخارجي، ابتداء بإشكاليات الحجاب والمدارس الدينية، وانتهاء بالعلاقة التركية مع دولة إسرائيل


http://qawim.net/images/stories/gul_11.jpg


زوجة غل تكلف مصمما عالميا بابتكار حجاب يليق بالرئاسة:

كلفت خير النساء قرينة وزير الخارجية التركي عبد الله غل مصمم أزياء عالميا من أصل تركي، بابتكار شكل جديد لحجابها وذلك استعداد لاحتمال انتخاب زوجها المتوقع رئيسا للجمهورية التركية بحسب ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

ونقلت الوكالة عن مصمم الأزياء العالمي أتيل كوتوغلو قوله إن السيدة خير النساء غل طلبت منه ابتكار شكل جديد لحجابها وثيابها يرضي الجميع ابتداء من الأكثر انفتاحا وصولا إلى المحافظين.

وأوضح المصمم المقيم في فيينا أنه سيعرض على السيدة غل خلال الأسبوع المقبل مجموعة من عشرة تصاميم، تجمع ما بين البريق الهوليوودي والجدية التي يفرضها مركزها كعقيلة للرئيس.

يذكر أن المصمم العالمي كوتوغلو من مواليد تركيا ويقيم في فيينا منذ نحو عشرين عاما، ومن أبرز زبائنه النجمة كاترين زيتا جونز والعارضة ناعومي كمبل ولورا بوش قرينة الرئيس الأميركي.

يشار إلى أن حجاب السيدة غل كان سببا في إثارة المخاوف في الأوساط العلمانية والمؤسسة العسكرية التركية من أن يحاول عبد الله غل تغيير الأسس العلمانية للدولة.

ويحظر ارتداء الحجاب في الجامعات والإدارات العامة في تركيا، علما بأن غل تعهد وفي أكثر من مناسبة بالدفاع عن العلمانية، في حال انتخابه رئيسا للجمهورية.

* لمشاهدة فيلم "العثمانيون الجدد – تحت المجهر، قناة الجزيرة الفضائية (http://www.youtube.com/watch?v=RBw35DCB_TA)

المصادر:
ـــــــــــــــــ

1- موقع الجزيرة نت
2- الدستور التركي
3- الدولة العثمانية، علي محمد الصلابي، دار البيارق، الطبعة الأولى 1999.
4- موقع عمّار توك
5- موقع السعودية تحت المجهر

متابعات موقع "قاوم"
www.qawim.net (http://www.qawim.net/)

من هناك
08-29-2007, 02:08 PM
بارك الله بهم وبارك لهم في هذا الإنتصار (وإن كان جزئياً) على العلمنة وإن شاء الله يكون في هذا درس كبير لكل علامنة العرب

شيركوه
08-29-2007, 08:09 PM
الله يوفق لنصفق
انا امبسطت بس ما كتير ... ماني مرتاح
السلام عليكم

من هناك
08-29-2007, 08:11 PM
ليس المهم ان نفرح نحن او لا نفرح ولكن عسى ان تكون هذه بارقة امل لكل محجبة معذبة في تركيا

شيركوه
08-29-2007, 08:28 PM
ان شاء الله
اخي بلال ما اصلا نحنا هون شو نايبنا؟؟
يعني لما فول فرحت بكون فرحت لحالي؟ مشاني يعني؟
او فرحتلهن؟؟

هو متل ما قلت ان شاء الله ما يخيب الامال

السلام عليكم

مقاوم
08-30-2007, 07:01 AM
هي خطوة في الاتجاه الصحيح إن شاء الله

الوصول إلى ما نريد ونصبو إليه لا بد أن يأتي تدريجيا

ويبدو لي أن الجماعة من حيث التخطيط الاستراتيجي أفضل ممن سبقهم بكثير

وفي النهاية يجب أن نعلم أن الجماهير تصوت بجيوبها وليس بآرائها السياسية

فـاروق
08-30-2007, 09:06 AM
الجماهير تصوت بجيوبها؟!! في كل مكان؟!!

اذا لا زلنا بعيدين عن الاتجاه الصحيح....

هل سنبني دولة تحكم مرتزقة او مغفلين او مذبذبين؟

ثانيا....التدريج مصطلح شرعي لا غبار عليه...ولكن ماهي حدوده وضوابطه...ما هي مساحة الحركة المتاحة للمسلم او بمعنى ادق مساحة المناورة.

لا افهم اذا كيف سنتهم حماس....وكيف سنتهم الحزب الاسلامي و كيف ننتقد عمرو خالد مثلا وغيره....0مع الفارق بين من تم ذكرهم كامثلة)

لان مصطلح التدرج سيسعهم جميعا...كما وسعهم مصطلح المصلحة

fakher
08-30-2007, 09:12 AM
المشكلة في العقل العربي ... وليس في شيء آخر ...

فـاروق
08-30-2007, 09:15 AM
المشكلة في تشاؤمك اللامتناهي....

الله يشفيك.

مقاوم
08-30-2007, 10:23 AM
الجماهير تصوت بجيوبها؟!! في كل مكان؟!!

اذا لا زلنا بعيدين عن الاتجاه الصحيح....

هل سنبني دولة تحكم مرتزقة او مغفلين او مذبذبين؟

أخي لعلي أسأت التعبير فلم تفهم مقصدي
ما أردت قوله هو أن ما يهم رجل الشارع اليوم هو النواحي المعيشية والاقتصادية.
فالناس شبعت شعارات فارغة وبالتالي تبحث عمن يؤمن لها العيش الكريم والخدمات
الأساسية.
وحزب العدالة والتنمية استطاع أن يفعل ذلك منذ أن كان أردوغان محافظا لاسطنبول
مما حباه بشعبية عارمة وأوصله إلى سدة الحكم.


ثانيا....التدريج مصطلح شرعي لا غبار عليه...ولكن ماهي حدوده وضوابطه...ما هي مساحة الحركة المتاحة للمسلم او بمعنى ادق مساحة المناورة.

لا افهم اذا كيف سنتهم حماس....وكيف سنتهم الحزب الاسلامي و كيف ننتقد عمرو خالد مثلا وغيره....0مع الفارق بين من تم ذكرهم كامثلة)

لان مصطلح التدرج سيسعهم جميعا...كما وسعهم مصطلح المصلحة

المشكلة في حماس هو نوع من انفصام الشخصية الذي يبدو لي أنه أعيا المداوي والدواء.
من الصعب جدا إن لم يكن مستحيلا ان تجمع بين مقاومة الاحتلال عسكريا والدخول في
العملية السياسية في آن معا. وقد رأينا تعثر ذلك وتعذره في أكثر من مكان وليس العراق منا
ببعيد.

وليتك لم تحشر عمرو خالد بالدق .... شو جاب لجاب؟؟!!
التدرج سنة صحيح لكننا نتكلم الآن عن بناء الدول. بناء الأفراد والمجتمع بحث آخر وإن
كان الموضوعان مرتبطان في النهاية.

فـاروق
08-30-2007, 11:01 AM
انا حشرته للحركشة....ولكني للموضوعية ذكرت "مع الفارق بين الامثلة "

ولكنك لم تجبني عن مفهوم التدرج الفضفاض...ومن يملك ضبطه..وكيف هو ايجابي في تركيا وسلبي في مكان آخر

مقاوم
08-30-2007, 11:08 AM
لا أظن أن التدرج سلبي إلا في حالات الطوارئ والله أعلم.

أما الضوابط فتختلف من منطقة إلى اخرى ومن شعب إلى شعب. ولا بد لأهل الحل والعقد
في كل مصر من الأمصار أن يضعوا خطتهم بما يتلاءم مع واقعهم.

وأظن أن تجربة العدالة والتنمية جديرة بالدراسة.