تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عدسات الإعلام تنتظر «السيّدة الأولى»



admin
08-28-2007, 06:14 AM
عدسات الإعلام تنتظر «السيّدة الأولى»


http://www.al-akhbar.com/files/images/p06_20070828_pic2.jpg
سيدتان تغادران مسجد دار الأرقم أمس صيدا ــ خالد الغربي


«ماذا تنتظر... ؟! باب التوبة مفتوح»، لافتة تطالعك عند مدخل مسجد دار الأرقم في صيدا حيث يقيم بداخله «نزلاء» من نوع آخر، هم بعض زوجات مقاتلي فتح ـــــ الإسلام وأولادهم، ممن لم يتوافر لهم أقارب في مدينة صيدا ومخيماتها. إنها إقامة مؤقتة، بانتظار إجراءات الترحيل إلى خارج لبنان، والأرجح إلى سوريا والأردن.


في داخل المسجد تقيم العائلات، والمعلومات التي تخرج من الداخل تكاد تكون معدومة. أما في الخارج حيث وقف على المدخل عناصر أمنية لبنانية بثياب مدنية، فالحركة ناشطة.


جمع من مشايخ رابطة علماء فلسطين التي تشرف على إقامة من بالداخل، يتوافدون فرادى. بعضهم يدخل، والبعض يخرج، والعيون الأمنية تراقب.


الإعلاميون يترقبون بدورهم في الخارج، وعلهم يمنون النفس بحديث ما مع واحدة من اللواتي في الداخل، وخصوصاً إذا ما كان الصيد ثميناً، وتم التحدث مع «السيدة الأولى» في فتح الإسلام، أي زوجة شاكر العبسي أو «مدام عبسي» (على حد قول إحدى المارات)، وقد تردد أنها كانت في عداد من باتوا ليلتهم في المسجد، وغادرت بحراسة أمنية في وقت مبكر من الصباح.


ومع الانتظار الذي يطول، يصبح باستطاعة الإعلاميين تفسير أية حركة. ها قد تقدم أحد المشايخ بسيارته المرسيدس الفارهة إلى مدخل البوابة، وسيارات الأمن يدير سائقوها المحركات. يستنفر الإعلاميون، وتصيب التوقعات، ليتبين بعد لحظات خروج امرأتين منقبتين، لا يمكن إلا مشاهدة عيونهما التي تخفيها نظارات داكنة، وتجلسان في المقعدين الخلفيين من سيارة المرسيدس التي تنطلق مسرعة بمواكبة سيارتين أمنيتين. البعض ذكر أنهما استدعيتا إلى أحد المراكز الأمنية لاستكمال التحقيقات، والبعض قال إنهما قد تكونان استدعيتا إلى الأمن العام لأخذ البصمات المطلوبة لإنجاز المعاملات المتعلقة بأوراق التسفير.


وقد كشفت مصادر أمنية أنه أنجِزت عدة معاملات لهؤلاء وأُصدرت وثائق سفر مؤقتة تمهيداً لترحيلهم في وقت لاحق، بعدما أمكن ترحيل خمس عائلات تضم عدداً من النسوة والأطفال إلى خارج لبنان، ومن بقوا لا يربون على خمسة عشر امرأة وطفلاً.


المشايخ، والمشرفون على استضافة النسوة والأطفال قاموا بتزويد هؤلاء بالمأكل والمشرب والحلويات واللبن والمشروبات الغازية.


سيارة تاكسي أقلت امرأتين منقبتين إلى المسجد، وسجال بسيط مع السائق على خلفية الأجرة، يوقفهما رجل الأمن عند المدخل ويمنعهما من الدخول ويدقق في هويتيهما وفي الحقيبتين اللتين بحوزتهما، ويقوم الأمنيون باتصالات قضت بالسماح للمنقبتين بالدخول إلى مدخل المسجد قبل أن تغادرا بسيارة مدنية واكبتها سيارتان تابعتان لجهاز أمني لبناني.


جماهير «حي الزهور»، حيث يقع المسجد، تجمعت في أكثر من نقطة «لك من مبارح حابب شوف حدا منن بس قاعدين جوا والظاهر ممنوع يطلوا» يقول واحد من أبناء الحي، لكن معظم المواطنين في الحي المذكور يميزون بين براءة الأطفال الذين لا ذنب لهم وآبائهم الذين تلطخت أياديهم بقتل عناصر الجيش اللبناني. «شو ذنب هالصغار» يقول بقّال يملك حانوتاً في الحي، بينما صوت ماجدة الرومي يصدح من أحد المنازل «.... ليس في الأمر انتقاص للرجولة»، فيما أم محمود تسأل: «بكرا بيلتغى درس الدين الأسبوعي». حان وقت الظهيرة، يرتفع الأذان، يحضر حشد من المصلين إلى المسجد المذكور، يؤذن لهم بالدخول على اعتبار أن «الضيوف» يمكثون في قاعة أخرى غير المخصصة للصلاة.


إلى ذلك، قصد عضو رابطة علماء فلسطين الشيخ محمد الحاج مسجد دار الأرقم، واجتمع للحظات مع العائلات بداخله، ثم خرج وهو يحمل «وثائق سفر» عائدة للنسوة حيث قيل إن هناك مشاكل إدارية بسيطة تُعالَج.


وأوضحت مصادر مطلعة أن الجهات اللبنانية لا مشكلة لديها في توجه العائلات إلى أي مكان تريده ومن أين أتوا (وبعضهم كما ذكر ينتمون إلى جنسيات سورية وأردنية وسعودية وفلسطينية) وقد فضلت النسوة المغادرة إلى سوريا، وإن الاتصالات مع الجانب السوري اصطدمت بتحفظات سورية، حيث أبدى الجانب السوري استعداده لدخول هؤلاء، لكن يعتقد أن استغلالاً إعلامياً ستمارسه بعض وسائل الإعلام اللبنانية للإيحاء بأن سورية التي ستستقبل هؤلاء هي من تدعم فتح ـــــ الإسلام وتمولها،وأن حملة ستنظم ضدها. وعلم أن رابطة علماء فلسطين سعت لتذليل هذه التحفظات السورية.