تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سيكتب التاريخ يوماً!!



Anfal
08-26-2007, 06:36 AM
لسنا نعرف حقبة زمنية مثخنة بالجراح والهزيمة مرت بالأمة المسلمة كهذه الحقبة الزمنية المعاصرة التي ألمّت بأمتنا الثكلى!! وحتى إبّان العصور الدامية, بدءً من هجمات التتار الأوباش, ومروراً بحملات الصليبيين الأنجاس, وانتهاءً بتدميرالخلافة العثمانية! لم يشهد العالم الإسلامي ما يشبه وضعه المعاصر, من الإهانة والإذلال على يد أعدائه!! فمن يُصدِّق أن تُحتلَ العراق, وقبلها أفغانستان, وقبلهما فلسطين والشيشان والفلبين وكشمير, ولا تجد في المسلمين من يستنكر بصدق, فضلاً أن يجيش جيشاً, أو يُحرّك جندا!!

إذاً سيكتبُ التاريخُ يوماً أنّ فلسطين الحبيبة, والقدس الشريف, والأقصى المبارك, ظلت تئن تحت أقدام اليهود النجسة منذ ما يربو على خمسين عاما؛ً بينما المسلمون يلعبون الكرة, ويتنافسون للصعود إلى نهائيات كأس العالم!!

وسيكتب التاريخ يوماً أنّ العراق يذبح من الوريد إلى الوريد, وتُقطع أوصاله, وتُصادر خيراته, وتُرّملُ نساؤه, بينما الجماهير الرياضية تملأ المدرجات بحثاً عن الانتصارات الزائفة والبطولات الكاذبة!!

وسيكتبُ التاريخ يوماً أنّ أفغانستان الأبيّة تُدمر حجراً حجراً، وتُدك قرية قرية, بينما شباب الأمة المغفل يحمل الرايات الملونة، والأعلام البراقة لاهثاً خلف الكؤوس والدروع والمربعات الذهبية الساذجة!!

وسيكتبُ التاريخُ يوماً أنّ شيشان البطولة والمجد, تستباح خضراؤها, وتنتهك حرماتها, وتمزق أشلاؤها على يد الدب الروس الغاشم, بينما شباب الأمة يملأ غرف (الشات) و (والبالتوك) يصطاد الغافلات الساذجات, ويبحث عن الماجنات المومسات!!

وسيكتبُ التاريخُ يوماً أنّ المئات والآلاف من الشرفاء, يملأون سجون (غوانتناموا) و (أبو غريب) فيُوجعون ضرباً، ويُشبعون لكماً، ويقتلون قهراً، ويُهان كتاب ربهم أمام أعينهم ويسخر بنبيهم –عليه السلام– تحت مسامعهم.بينما شبابُ الأمة يذرع الأسواق، وتزدحم به الملاهي وعُلب الليل, ودور السنيما، وصالات المسرح, ويقتني الدشوش الخبيثة, ويتابع الفضائيات الماجنة, ويعشق الصور المحرمة, والمناظر الداعرة, وتصك آذانه الأغاني الهابطة، والموسيقى الصاخبة الآثمة!!

سيكتب التاريخُ يوماً أنّ اسرى" كوبا" و"أبو غريب" يمارس معهم كلّ أنواع الإيذاء الجسدي والنفسي, وتُقدم لهم ألوانُ الإهانة والإذلال, وفنونُ التركيع والاستبعاد؛ بينما الإعلام العربي والإسلامي مشغول حتى النخاع, بتقديم أنواع وأشكال من الإسفاف الخلقي الماجن!! ولم تتجرأ وسيلةٌ إعلاميةٌ -حتى الآن- على تبني قضيتهم, أو نقل معاناتهم, فقد طغت أخبارُ الممثلات والراقصات, ولاعبي الكرة وأبطال الرياضة على صفحات الجرائد, واستولت على ساعات البث التافهة!!

وسيكتبُ التاريخ يوماً أنّ جماً غفيراً من أدعياء العلم وطلابه, لا هم لهم إلا التصنيف والتزييف, أو الركض خلف الرُتب والمناصب, دون أن يتبنوا للمسلمين قضية, أو يرفعوا للمنكوبين رأساً, أو يصدعوا بحق, أو يبطلوا باطلاً!!

وسيكتبُ التاريخ يوماً أنّ منابر الجُمع, قد خرست عن تبني قضايا الأمة المصيرية, أو تعاطي المسائل الحيوية, أو تسليط الأضواء على جراحات الأمة، ومواجعها في أصقاع المعمورة!!

وإلا أخبروني بربكم, من ابنُ أبيه ذاك, الذي يجرؤ على تذكيرنا -ولو عرضاً- في تضاعيف خطبته عن مجازر الأعداء في أفغانستان والعراق أو الشيشان وفلسطين؟!
ومن ابنُ أبيه ذاك الذي يُنبئنا عن أسرانا في"كوبا" الكئيبة و"أبو غريب" الظالم المريب, حتى غدونا والله عاجزين عن إدراك ملامح هويتهم أبشر مسلمون هم؟ أم كائنات من عالم آخر, لا كرامة لهم ولا شعور, ولا بواكي لهم ولا أنصار؟؟!!

اللهم نشكو إليك جلد المنافق, وعجز الثقة، وقلة ذات اليد, وجور ذي الطغيان!!

ولا نملك ختاماً إلا أن نقول: صبراً مجاهدي الأمة وأسراها؛ فإنَ موعدكم الجنة!

طرابلسي
08-26-2007, 10:09 AM
كلامك قوي وجميل
بارك الله فيك
سأقوم بنقله مع الإحالة لمصدره

كلسينا
08-26-2007, 06:45 PM
أخي بارك الله فيك ، على هذا الطرح الموجز والمضغوط والكامل الوضوح لقضايا الأمة ولحال أبنائها ،ولكن هذا الحال وهذا المرض . وعلينا أن نبدأ بوضع تصور للحل والعلاج ؟ودعوتك للمجاهدين والأسرى بالصبر هي أهم خطوة ، ولكن الرسول عليه وعلى آله الصلاة عندما قالها ،قالها وكانت الدعوة للصبر مع العمل ، كانت الدعوة لعدم أختصار الزمن مع دوام والسرعة بالحركة والعمل . فهل يحق لنا أن نقولها ونحن قاعدون ، ولو سألنا شباب الأمة ما العمل ؟هل سنفعل كغيرنا نهيج مشاعرهم ونشحنهم ونحمسهم ، ونتركهم لمن يتاجر بهم وبأخلاصهم لله ويسيس حركتهم ويستقطب حماسهم على الجاهز ويجيره للطواغيت ويتركهم للمصائر المجهولة ويتخلى عنهم .أخي قضايانا كبيرة وهمومنا كثيرة . ولكن علينا البداية والإنطلاق من شارعنا من أبنائنا وأخواننا وجيراننا من حوارينا وبيوتنا ، أصعب مشكل نحن واقعين به هو البداية والتحرك والعمل . إما تكون البداية بفوهة البندقية ،إما من الدخول بالمكتبة الإسلامية دون الخروج منها ، إما العمل على الوصول للسلطة بطريقة أو بأخرى . وشارعنا وشبابنا وأسرنا ومدننا متروكة على الله ، لايوجد فيها من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، وعند بداية أي عمل إسلامي ترى الشاب يعتزل الشارع ويعكف على رفقاء المسجد أو الدرس أو الزاوية .ويترك رفقاء السوء ويهجرهم بدل من أن يكونو المشروع الأول له بالدعوة والعمل لله .أخي نقول لا حول ولا قوة إلا بالله ، الهموم كبيرة والقضايا جارحة وأليمة ولكن مواجهتها وحلها يحتاج لوعي وإدراك وألتزام كتاب الله وسنة نبيه .

كلسينا
08-26-2007, 06:47 PM
أخي بارك الله فيك ، على هذا الطرح الموجز والمضغوط والكامل الوضوح لقضايا الأمة ولحال أبنائها ،ولكن هذا الحال وهذا المرض . وعلينا أن نبدأ بوضع تصور للحل والعلاج ؟ودعوتك للمجاهدين والأسرى بالصبر هي أهم خطوة ، ولكن الرسول عليه وعلى آله الصلاة عندما قالها ،قالها وكانت الدعوة للصبر مع العمل ، كانت الدعوة لعدم أختصار الزمن مع دوام والسرعة بالحركة والعمل . فهل يحق لنا أن نقولها ونحن قاعدون ، ولو سألنا شباب الأمة ما العمل ؟هل سنفعل كغيرنا نهيج مشاعرهم ونشحنهم ونحمسهم ، ونتركهم لمن يتاجر بهم وبأخلاصهم لله ويسيس حركتهم ويستقطب حماسهم على الجاهز ويجيره للطواغيت ويتركهم للمصائر المجهولة ويتخلى عنهم .أخي قضايانا كبيرة وهمومنا كثيرة . ولكن علينا البداية والإنطلاق من شارعنا من أبنائنا وأخواننا وجيراننا من حوارينا وبيوتنا ، أصعب مشكل نحن واقعين به هو البداية والتحرك والعمل . إما تكون البداية بفوهة البندقية ،إما من الدخول بالمكتبة الإسلامية دون الخروج منها ، إما العمل على الوصول للسلطة بطريقة أو بأخرى . وشارعنا وشبابنا وأسرنا ومدننا متروكة على الله ، لايوجد فيها من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، وعند بداية أي عمل إسلامي ترى الشاب يعتزل الشارع ويعكف على رفقاء المسجد أو الدرس أو الزاوية .ويترك رفقاء السوء ويهجرهم بدل من أن يكونو المشروع الأول له بالدعوة والعمل لله .أخي نقول لا حول ولا قوة إلا بالله ، الهموم كبيرة والقضايا جارحة وأليمة ولكن مواجهتها وحلها يحتاج لوعي وإدراك وألتزام كتاب الله وسنة نبيه . بجوهرها وليس بمظاهرها وازيائها أو بأجتزائها .