تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : خالد بن الوليد (رضي الله عنه)



مجاهده
08-26-2002, 03:15 PM
نتدارس سيرة هذا الصحابي الجليل والقائد الشجاع في هذا الوقت العصيب من تاريخ أمتنا الذي يُبرز فيه الأقزام من الناس ويُصوَرون في وسائل الإعلام على أنهم الأبطال والشجعان, فتراهم يطلقون عليهم ألقاب مثل: القائد الأعلى والقائد الركن وهم في الحقيقة أذناب عملاء, حتى أنهم خرجوا علينا ببدعة جديدة وسمَوا هؤلاء الخونة " أبطال السلام"

أما خالد فليس بطل سلام بل هو بطل حرب

دعونا من الأقزام الآن ولنذهب إلى الأبطال إلى أبي سليمان ذلكم القائد البطل الشجاع بل هو أعظم قائد في التاريخ بعد الأنبياء بشهادة الأعداء.

خالد ابن الوليد الذي ساوى بمملكة فارس والروم التراب.

خالد بن الوليد الذي قطع العراق والشام شبرا شبرا مجاهدا في سبيل الله.

خالد بن الوليد الذي كانت ترتعد فرائص الشجعان من الأعداء عندما يعرفون أنه في الجيش ويحسبون له ألف حساب.

ونحن نتدارس سيرة هذا الصحابي الجليل والقائد العظيم والبطل الشجاع , فليس المقصود هو التفاخر بالماضي المجيد الذي أضعناه , وليس المقصود مجرَد التسلية ,

إنما لكي نحذوا حذو هؤلاء الرجال ونقدَم ولو قليلا مما قدموا, ولكي نربَي أبنائنا على الشجاعة البطولة والفداء لعل الله أن يُخرج منهم من يحرَر المسجد الأقصى ويرفع عن المسلمين الذل والهوان الذي هم فيه ويعيد للأمة مجدها وقوتها وعزَها.



نسبه
هو خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم ويكنَى بأبي سليمان

أمًه لبابة الصغرى بنت الحارث به حزن الهلالية وهي أخت ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنها وأخت لبابة الكبرى زوج العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه وهو أي خالد ابن خالة أولاد العباس الذين من لبابة الكبرى.

وكان رضي الله عنه أحد أشراف قريش في الجاهلية , وكانت إليه القبَة وأعنَة الخيل فأما القبَة فكانوا يضربونها ويجمعون فيها ما يجهَزون به الجيش وأما الأعنَة فإنه كان يكون المقدَم على خيول قريش في الحرب.

وصفه
كان خالد بن الوليد يشبه عمر بن الخطاب رضي الله عنهما حتى أن علقمةُ بن علاثةَ كلَم عمرَ بن الخطاب في السحر وهو يظنه خالد بن الوليد لشبه به.

إسلامه
عندما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة في عمرة القضية تغيَب خالد فلم يشهد دخوله صلى الله عليه وسلم وكان أخوه الوليد بن الوليد قد دخل مع النبي صلى الله عليه وسلم فطلب خالدا فلم يجده وكتب له كتابا فإذا فيه:-

بسم الله الرحمن الرحيم: أما بعد فإني لم أرى أعجب من ذهاب رأيك عن الإسلام وعقلك عقلك !!؟ ومثل الإسلام جهله أحد؟! وقد سألني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (أين خالد؟) فقلت يأتي الله به فقال (ما مثل خالد جهل الإسلام ولو كان جعل نكايته وجدَه مع المسلمين على المشركين لكان خيرا له ولقدَمناه على غيره ) فاستدرك يا أخي ما فاتك منه فقد فاتك مواطن صالحه.

قال: فلما جاءني كتابه نشطت للخروج وزادني رغبة في الإسلام وسرَني مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم

فلما أجمعت للخروج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قلتُ: من أصاحب إلى محمد؟ فلقيت صفوان بن أمية فقلت: يا أبا وهب: أما ترى ما نحن فيه؟ إنما نحن أكلةُ رأس {أي : نحن قليل} وقد ظهر محمد على العرب والعجم فلو قدمنا على محمد فاتَبعناه فإن شرف محمد لنا شرف!! فأبى أشدَ الإباء فقال: لو لم يبق غيري من قريش ما اتبعنه أبدا , فافترقنا وقلتُ: هذا رجل موتور يطلب وترا قُتل أبوه وأخوه ببدر, قال : فقليت عكرمة بن أبي جهل فقلت له مثلما قلت لصفوان فقال لي مثل ما قال صفوان, قلتُ" فاطْوي ما ذكرتُ لك قال : لا أذكره, وخرجتُ إلى منزلي فأمرتُ براحلتي تُخرج إلي إلى أن ألقى عثمان بن طلحة فقلتُ : إن هذا لي صديق ولو ذكرت له ما أريد ثم ذكرت من قُتل من آبائه فكرهت أُذكَره ثم قلت: وما علي وأنا راحل من ساعتي فذكرت له ما صار الأمر إله وقلتُ : إنما نحن بمنزلة ثعلب في جحر لو صُبَ عليه ذنوب من ماء خرج!! قال : وقلتُ له نحوا مما قلت لصاحبيه , فأسرع الإجابة وقال : لقد غدوت اليوم وأنا أريد أن أغدو, وهذه راحلتي بفخَ مناخة(واد بمكة) , فاتَعدت أنا وهو بيأجُح (موضع على ثمانية أميال من مكة) إن سبقني أقام وإن سبتقه أقمت عليه.

قال: فأدلجنا سُحرة فلم يطلع الفجر حتى التقينا بيأجح فغدونا حتى انتهينا على الهدة (موضع بأعلى مرَ الظهران ) فنجد عمرو بن العاص بها فقال : مرحبا بالقوم قلنا : وبك قال : أين مسيركم؟ قلنا : ما أخرجك ؟ قال : فما الذي أخرجكم؟ قلنا : الدخول في الإسلام واتَباع محمد صلى الله عليه وسلم قال: وذاك الذي أقدمني , قال : فاصطحبنا جميعا حتى قدمنا المدينة , فأنخنا بظاهر الحرَة ركابنا وأُخبر بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسُرَ بنا.

قال خالد : فلبستُ من صالح ثيابي ثم عمدتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقيني أخي فقال: أسرع المشي فطلعتُ فما زال يتبسَم إلي حتى وقفتُ عليه فسلَمتُ عليه بالنَبوة فردَ علي ا لسلام بوجه طلْق فقلتُ: إني أشهد أن لا إله إلا الله وأنَك رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الحمد لله الذي هداك , قد كنتُ أرى لك عقلا ورجوت أن لا يُسلمك إلا إلى خير!) قلت: يا رسول الله قد رأيت ما كنتُ أشهد من تلك المواطن عليك معاندا عن الحق, فادعُ الله يغفرها لي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الإسلام يجبَ ما كان قبله) قلتُ: يارسول الله على ذلك فقال: ( اللهم اغفر لخالد بن الوليد كلَ ما أوضع فيه من صدَ عن سبيلك )

قال خالد: وتقدم عمرو وعثمان فبايعا رسول الله صلى الله عليه وسلم , وكان قدومنا في صفر سنة ثمان. فوالله ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أسلمتُ يعدلُ بي أحدا من أصحابه فيما حزبهُ.

وقد قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه حين رآهم : ( رمتكم مكة بأفلاذ كبدها