تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : للمنتدى وليتيمة 1



Anfal
05-07-2003, 08:02 AM
قبل كل شيء، أطلب من يتيمة ان تظل هادئة للنهاية والتفكير بعمق بهذا الكلام..

قال الأستاذ عبد الله محمد الشامي:
إن الحمد لله نستعينه ونستهديه ونتوب إليه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضلّ له. وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله شهادة أرجو بها النجاة من النار، وأن تكون لي سجلا يثقل بها ميزاني يوم الحساب. أما بعد:

فلقد أزعج الكثير منا ما رآه من أحوال طائفة الأحباش حيث نجد فيهم تارة إفراطا في بعض أمور الدين، وتفريطا في البعض الآخر تارة أخرى فنجدهم مثلا مفرطين في قضية إخراج أحرف الصفير مثلا.. مفرّطين في المحافظة على صلوات الجمعة وفي صغائر الذنوب وكبائرها، بل وفي قضية تكفيرهم للناس الذين أصبحوا بسببها أصحاب شهرة واسعة. ولقد جُزِم بأن سلوكهم الذي نفّر عوام الناس منهم ليس هو من الدين، فالدين لا يرضى هذا السلوك الشاذ.

وما أكثر ما سمعناه من كثير من عوام الناس، وذلك قولهم (إذا كان هكذا الدين هو الدين فإني لا أريده) وقول الأكثر التزاما (لقد أصبحت المساجد موضع الجدل والخصام والعداوة، لذا فإني سأكتفي على الصلوات في بيتي ولن أقرب هذه المساجد ثانية).

وليس هذا غريبا فالأحباش يُثيرون الخصومات والجدل في المساجد، ويُفسّقون ويُكفّرون الكثيرين من الأئمة، وينادون فيها بفسوق العالم الفلاني وكفر العالم الفلاني.. وهكذا حتى لا يكاد يسلم من ألسنتهم "قاذفات التكفير" عالم واحد. وهناك حديثا نبويا ينذر كل من كتم الحق، بنار تلظى، ففي الحديث الصحيح الذي رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من كتم علما، ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار".

فإن طريق الهرري ومذهبه قد سبب الفرقة بين المسلمين، وكأني أرى بداية تشيع أبنائه وانسلاخهم عن بقية المسلمين، وهذا ما أخافه؛ فالحبشية لا ترتضي زوجا إلا أن يكون حبشيا!! والعكس.. وكل ما سوى عقيدة الأحباش باطلة، لذلك فما زال أبناؤه حتى اليوم ينهشون من لحم العلماء (قديمهم وحديثهم) تكفيرا وتفسيقا وقلّما سلِم عالم من هؤلاء العلماء. حقا إنها نكبة جديدة ومأساة تُضاف إلى تلك المآسي التي يتعرّض لها أهل الإسلام في لبنان من مؤامرات جماعية وحرب شنيعة لإبادتهم في عقيدتهم. فهل كان مسلمو لبنان في حاجة إلى تلك الفلسفات والسفسطائيات التي يعلّمها الحبشي ليزيد الطين بلّة؟ والحالة التي يعانيها أبناء المسلمين في لبنان تتطلّب شيئا يجمع لا شيئا يفرّق.. فقد كفاهم التمزيق الذي كان نتيجة توجيه الضربات القاصمة التي سددها لهم أعداؤهم.

فلتتّق الله تلك الفرقة في أبناء هذه الأمّة وليعلموا أن هذا لن يشفع لهم في موقفهم أمام الله تعالى يوم الحساب، يوم يقفون عراة حفاة يسألهم الله عن كل كبيرة وصغيرة.. وليعلم شيخهم ومعلّمهم أن كل وزر يقع به أبناءه مما علّمهم إياه فإن له نصيبا منه وإن بقيت هذه الأوزار تقع من بعده.. وليستشعروا قوله تعالى: "واتقوا يوما تُرجعون فيه إلى الله ثم تُوفّى كلّ نفس ما كسبت وهم لا يُظلمون

بشرى
05-09-2003, 02:59 PM
إطلالة على ساحل ابن تيمية لمؤلفه الدكتور عائض بن عبد الله القرني:
هل الشمس بحاجة إذا توسّطت السماء في يوم صحو أن ينبه على مكانتها؟
هل القمر في ليلة اكتماله والسماء صافية بحاجة لمن يشيد بعلوه وسنائه؟
إن ابن تيمي بلغ من الحظوة والرفعة وسمو المنزلة إلى درجة أنه استغنى عن لقب الشيخ والعالم والإمام والمجدّد وصار أحسن أسمائه أنه: ابن تيمية!
كلما سلكنا سّبُل العلم وضربنا في فجاج الفنون تلقانا ابن تيمية فهو إمام في التفسير، حجة في الحديث، منظِّر في المعتقد، مجدّد في الملّة، مجتهد في الفقه، موسوعة في العلوم، بحر في السير والأخبار، آية في الذكاء، أستاذ في العبقرية.. ولن أُفصّل الكلام عن هذا الإمام فهو بحر لجّيّ لكنه عذب، وهو محيط هادر لكنه فرات، وهل يستطيع المرء _ولو أجاد السباحة_ أن يغوص في أعماق البحر، أو أن يهبط إلى قعر المحيط؟ كلا، لا يستطيع ولكنه يستطيع أن يطل إطلالة فقط، ولذلك فهذه "إطلالة على ساحل ابن تيمية" فحسب...!

اليتيم
05-10-2003, 06:21 AM
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد أشرف المرسلين وبعد:ـ


فإننا نضع بين يدي القارئ هذه الرسالة لإيضاح حال ابن تيمية لمن لا يعلم حاله وتفنيد بعض مقالاته الكثيرة التي شذ فيها عن اعتقاد المسلمين سلفهم وخلفهم وإجماعهم كما قال الحافظ ولي الدين العراقي في كتابه الأجوبة المرضية على الأسئلة المكية: إنه خرق الإجماع في مسائل كثيرة قيل تبلغ ستين مسألة بعضها في الأصول وبعضها في الفروع خالف فيها بعد انعقاد الإجماع عليها.اهـ وقال فيه الإمام الحافظ تقي الدين السبكي قاضي القضاة في الدرة المضية ما نصه: فإنه لما أحدث ابن تيمية ما أحدث في أصول العقائد، ونقضَ من دعائم الإسلام الأركان والمعاقد، بعد أن كان مستترا بتبعية الكتاب والسنة مظهرا أنه داع إلى الحقّ هادٍ إلى الجنة فخرج عن الاتباع إلى الابتداع وشذ عن جماعة المسلمين بمخالفة الإجماع وقال بمقتضى الجسمية والتركيب في الذات المقدس وأن الافتقار إلى الجزء ـ أي افتقار الله إلى الجزء ـ ليس بمحال، وقال بحلول الحوادث بذات الله تعالى.اهـ لتكون هذه الرسالة امتدادا لما قيل في حال ابن تيمية ولما أُلف في ذلك من الرسائل عملا بقول الله تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر}.

;) ;) ;) ;)

اليتيم
05-10-2003, 06:22 AM
الحمد لله رب العالمين وسلام على المرسلين وبعد:ـ

إن من أبشع المسائل الاعتقادية التي خالف ابن تيمية بها الإجماع وخرج بها عن صحيح العقل وصريح النقل قوله بحوادث لا أول لها لم تزل مع الله أي لم يتقدم الله جنس الحوادث وإنما تقدم أفراده المعينة أي أن كل فرد من أفراد الحوادث بعينه حادث مخلوق وأما جنس الحوادث فهو أزلي كما أن الله أزلي أي لم يسبقه الله تعالى بالوجود وقد ذكر هذه العقيدة في سبعة من كتبه: كتاب موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول وكتاب منهاج السنة النبوية وكتاب شرح حديث النـزول وكتاب شرح حديث عمران بن الحصين وكتاب نقد مراتب الإجماع ومجموعة تفسير من ست سور وكتابه الفتاوى وكل هذه الكتب مطبوعة.



وأما قوله في كتابه الموافقة فهو ما نصه: وأما أكثر أهل الحديث ومن وافقهم فإنهم لا يجعلون النوع حادثا بل قديما ويفرقون بين حدوث النوع وحدوث الفرد من أفراده كما يفرق جمهور العقلاء بين دوام النوع ودوام الواحد من أعيانه .أهـ وفي موضع ءاخر يقول ابن تيمية ما نصه: فمن أين في القرءان ما يدل دلالة ظاهرة على أن كل متحرك مـُحدَث أو ممكن وأن الحركة لا تقوم إلا بحادث أو ممكن وأن ما قامت به الحوادث لم يخل منها وأن ما لا يخلو من الحوادث فهو حادث، وأين في القرءان امتناع حوادث لا أول لها.اهـ



فهذا من عجائب ابن تيمية الدالة على سخافة عقله قوله بقِدَمِ العالـم القِدَمَ النوعي مع حدوث كل فرد معين من أفراد العالم. قال الكوثري في تعليقه على السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل ما نصه: وأين قِـدَمَ النوع مع حدوث أفراده؟؟ وهذا لا يصدر إلا ممن به مَـسٌ بخلاف المستقبل، وقال أبو يعلى الحنبلي في "المعتمد": والحوادث لها أول ابتدأت منه خلافا للملحدة.اهـ وهو من أئمة الناظم. يعني ابن القيم، فيكون هو وشيخه من الملاحدة على رأي أبي يعلى هذا، فيكونان أسوأ حالا منه في الزيغ. ونسأل الله السلامة.اهـ

;) ;) ;) ;)

اليتيم
05-10-2003, 06:23 AM
وقد نقل الإجماع ابن حزم في كتابه مراتب الإجماع على أن الله لم يزل وحده ولا شىء غيره معه وأن المخالف بذلك كافر باتفاق المسلمين.اهـ فنقد ابن تيمية هذا الإجماع الذي نقله ابن حزم في كتاب سماه نقد مراتب الإجماع فقال ابن تيمية بعد كلام ما نصه: وأعجب من ذلك حكايته الإجماع على كفر من نازع أنه سبحانه لم يزل وحده ولا شىء غيره معه.اهـ فعبارت ابن تيمية هذه صريحة في اعتقاده أن جنس العالم أزلي لم يتقدمه الله بالوجود.



وأما عبارته في تفسير سورة الأعلى قال ما نصه: والوجه الرابع أن يقال: العرش حادث كائن بعد أن لم يكن ولم يزل مستويا عليه بعد وجوده وأما الخلق فالكلام في نوعه ودليله على امتناع حوادث لا أول لها قد عُرف ضعفه والله أعلم اهـ .ثم هذا يتحصل منه مع ما نَـقل عن ابن تيمية الجلال الدواني في كتابه شرح العضدية بقوله: "وقد رأيت في بعض تصانيف ابن تيمية القول به ـ أي بالقدم الجنسي ـ في العرش." أي أنه كان يعتقد أن جنس العرش أزلي أي ما من عرش إلا وقبله عرش إلى غير بداية وأنه يوجد ثم ينعدم ثم يوجد ثم ينعدم وهكذا، أي أن العرش جنسه أزلي لم يزل مع الله ولكن عينه القائم الآن حادث.



قال العلامة البياضي الحنفي في كتابه إشارات المرام بعد ذِكرِ الأدلةِ على حدوث العالم ما نصه: فبطل ما ظنه ابن تيمية من قدم العرش كما في شرح العضدية.اهـ



فقول ابن تيمية بأزلية نوع العالم مخالف للقرءان والحديث الصريح وإجماع الأمة وقضية العقل، أما القرءان فقوله تعالى: {هو الأول والآخر} فليس معنى هو الأول إلا أنه هو الأزلي الذي لا أزلي سواه أي أن الأولية المطلقة لله فقط لا تكون لغيره فأشرك ابن تيمية مع الله غيره في الأولية التي أخبرنا الله بأنها خاصة له وذلك لأن الأولية النسبية هي في المخلوق فالماء له أولية نسبية أي أنه أول المخلوقات بالنسبة لغيره من المخلوقات ثم تلاه العرش ثم حدث ما بعدهما وهو القلم الأعلى واللوح المحفوظ ثم الأرض ثم السموات ثم ما ذكره الله تعالى بقوله: {والأرض بعد ذلك دحاها}.



وأما الحديث فقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري في كتاب بدء الخلق والبيهقي وابن الجارود: كان الله ولم يكن شىء غيره. الذي توافقه الرواية الأخرى رواية أبي معاوية: كان الله قبل كل شىء، ورواية: كان الله ولم يكن معه شىء.

;) ;) ;) ;)

اليتيم
05-10-2003, 06:23 AM
أما رواية البخاري في أواخر الجامع: كان الله ولم يكن شىء قبله، فـتُرد إلى روايته في كتاب بدء الخلق وذلك متعين ولا يجوز ترجيح رواية: كان الله ولم يكن شىء قبله على رواية: كان الله ولم يكن شىء غيره كما أومأ إلى ذلك ابن تيمية لأن ظاهر رواية: كان الله ولم يكن شىء قبله يوافق ما يزعمه كما أشار لذلك الحافظ ابن حجر في شرح البخاري عند ذكر حديث: كان الله ولم يكن شىء قبله فقال فيما حاول ابن تيمية من ترجيح هذه الرواية على تلك الرواية توصلا إلى عقيدته من إثبات حوادث لا أول لها ما نصه: وهذه من أشنع المسائل المنسوبة لـه. يعني ابن تيمية. اهـ



وابن تيمية جريء في رد الحديث الذي لا يوافق غرضه ولو كان في الصحيح: روى البخاري في صحيحه حديث: كان الله ولم يكن شىء غيره وهو موافق لدلائل النقل والعقل والإجماع المتيقن، لكنه خالف رأيه في اعتقاده قِدَمَ العالَم فعمد إلى رواية للبخاري أيضا في هذا الحديث بلفظ: كان الله ولم يكن شىء قبله فرجَّحها على الرواية المذكورة بدعوى أنها توافق الحديث الآخر: أنت الأول فليس قبلك شىء. قال الحافظ ابن حجر: مع أن قضية الجمع بين الروايتين تقتضي حمل هذه الرواية على الأولى لا العكس والجمع مُقدم على الترجيح بالاتفاق.



وكذلك رواية مسلم: اللهم أنت الأول فليس قبلك شىء تُرد إلى رواية البخاري: كان الله ولم يكن شىء غيره فإن لم ترد ورجحت رواية مسلم كان ذلك رجوعا إلى قول الفلاسفة وإلغاء لرواية البخاري.



فخالف ابن تيمية القرءان والحديث وقضية العقل التي لم يخالف فيها إلا الدهرية وأمثالهم وهذا ليس مشكوكا في نسبته إلى ابن تيمية فإنه ذكر ذلك في عدة من كتبه كما مر بيانه، وعبر في بعضها بأزلية جنس العالم. وابن تيمية قد أخذ هذه المسألة أعني قوله بقدم نوع العالم عن متأخري الفلاسفة لأنه اشتغل بالفلسفة كما قال الذهبي وإن كان معروفا بتشديد النكير على أرسطوا وغيره لقولهم: العالم أزلي بجنسه وتركيبه وصورته على أن قِسما من الفلاسفة لم يقولوا بهذه المقالـة.

;) ;) ;) ;) ;)

اليتيم
05-10-2003, 06:24 AM
وقد نقل المحدث الأصولي بدر الدين الزركشي في تشنيف المسامع اتفاق المسلمين على كفر من يقول بأزلية نوع العالم فقال ما نصه: وهذا العالم بجملته علويه وسفليّه جواهره وأعراضه مُحدَث أي بمادته وصورته كان عدما فصار موجودا، وعليه إجماع أهل الملل ولم يخالف إلا الفلاسفة ومنهم الفارابي وابن سينا قالوا إنه قديم بمادته وصورته وقيل قديم المادة مُحدث الصورة، حكى الإمام في المطالب قولا رابعا بالوقف وعدم القطع وعزاه لجالينوس فإنه قال في مرض موته: اكتب عني أني ما عرفت أن العالم مُحدث أو قديم لأني ما عرفت أن النفس هو المزاج أو شىء غيره، قال: ولهذا طعن به عليه، وقيل إنه خرج من الدنيا كما دخل حيث لم يعرف حقيقة هذه الأشياء ، وكل هذه الأقوال باطلة وقد ضللهم المسلمون في ذلك وكفروهم، وقالوا: مَن زعم أنه قديم فقد أخرجه عن كونه مخلوقا لله. اهـ ثم قال الزركشي: ومن قال بقدم العالم فقد أخرج العالم العلوي والسفلي والملائكة عن كونه مخلوقا لله تعالى وقد برهن الأئمة على حدوثه البراهين القاطعة ومنها أنه يتغير عليه الصفات ويخرج من حال إلى حال وهو ءاية الحدوث واقتفوا في ذلك طريقة الخليل صلوات الله عليه، فإن الله سمّاها حجة وأثنى عليها فاستدل بأفول الكواكب وشروقها وزوالها بعد اعتدالها على حدوثها واستدل بحدوث الآفل على وجود المحدِث، والحكم على السموات والأرض بحكم النيرات الثلاثة وهو الحدوث طرْدا للدليل في كل ما هو مدلوله لتساويها في علة الحدوث وهو الجسمانية، فإذًا وجب القضاء بحدوث جسم من حيث إنه جسم وجب القضاء بحدوث كل جسم وهذا هو المقصود من طرد الدليل وفي صحيح البخاري عن عمران بن حصين: جاء نفر من اليمن قالوا : يا رسول الله جئناك لنتفقه في الدين ولنسألك عن أول هذا الأمر قال: كان الله ولم يكن شىء قبله، وفي لفظ: معه، وفي لفظ: غيره وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شىء وخلق السموات والأرض، وفي لفظ: ثم خق السموات والأرض. قال أئمتنا: وهذا تلقين من النبي صلى الله عليه وسلم إياهم أصول الدين وتعريف لهم حدوث العالم ووجوده بعد أن لم يكن موجودا، وانفرد الرب بالوجود الأزلي دون ما سواه من سائر الموجودات.اهـ



قال القاضي عياض في الشفا ما نصه: وكذلك نقطع على كفر من قال بقدم العالم أو بقائه أو شك في ذلك على مذهب بعض الفلاسفة والدهرية.اهـ وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري شرح صحيح البخاري ما نصه: قال شيخنا ـ يعني العراقي ـ في شرح الترمذي: الصحيح في تكفير منكر الإجماع تقييده بإنكار ما يُـعلَمُ وجوبه من الدين بالضرورة كالصلوات الخمس ومنهم من عبر بإنكار ما عُلم وجوبه بالتواتر، ومنه القول بحدوث العالم، وقد حكى القاضي عياض وغيره الإجماع على تكفير من يقول بقدم العالم، وقال ابن دقيق العيد: وقع هنا مَن يدعي الحَذْقَ في المَعقولات ويميلُ إلى الفلسفة فظن أن المخالف في حدوث العالم لا يكفر لأنه من قبيل مخالفة الإجماع، وتمسك بقولنا: إن منكر الإجماع لا يكفر على الإطلاق حتى يثبت النقل بذلك متواترا عن صاحب الشرع، قال: وهو تمسك ساقط إما عن عمى في البصيرة أو تعام، لأن حدوث العالم من قبيل ما اجتمع فيه الإجماع والتواتر بالنقل.اهـ



وقال الحافظ اللغوي محمد مرتضى الزبيدي في شرحه على الإحياء ما نصه: وقال السبكي في شرح عقيدة ابن الحاجب: اعلم أن حكم الجواهر والأعراض كلها الحدوث فإذا العالم كله حادث وعلى هذا إجماع المسلمين بل وكل الملل، ومن خالف في ذلك فهو كافر لمخالفة الإجماع القطعي.اهـ



ونقول: أين في الكتاب والسنة ما ادعاه ابن تيمية من جواز حوادث لا أول لها وهذه عقيدة فاسدة مصادمة لعقيدة الإسلام يـبرأ منها المسلمون. قال الحافظ اللغوي مرتضى الزبيدي في شرح الإحياء ممزوجا بالمتن ما نصه: [وافتقر محدثه إلى محدث ويتسلسل ذلك إلى غير نهاية وما تسلسل] لا إلى نهاية [لم يتحصل] أي إن تسلسل هكذا لزم عدم حصول حادث منها أصلا لما سبق أن المحال وهو وجود حوادث لا أول لها يستلزم استحالة وجود الحادث الحاضر وأيضا فإن التسلسل يؤدي إلى فراغ ما لا نهاية لـه وذلك لا يُعقل وإن كان الأمر ينتهي إلى عدد متناه فيلزم الدور وهو محال أيضا لأنه يلزم عليه تقدم الشىء على نفسه وتأخره عنها فإذا كان الحدوث يؤدي إلى الدور أو التسلسل المحالين لزم أن يكون محالا.اهـ



;) ;) ;) ;)

اليتيم
05-10-2003, 06:24 AM
وقال ملا على القاري في شرحه على الفقه الأكبر ما نصه: ثم اعلم أن المراد بأهل القبلة الذين اتفقوا على ما هو من ضروريات الدين كحدوث العالم وحشر الأجساد وعلم الله بالكليات والجزئيات وما أشبه ذلك من المسائل فمن واظب طول عمره على الطاعات والعبادات مع اعتقاد قدم العالم أو نفي الشر أو نفي علمه سبحانه بالجزئيات لا يكون من أهل القبلة.اهـ



أما البرهان العقلي على حدوث العالـم :ـ

وأما البرهان العقلي على حدوث العالم وهو كل ما سوى الله تعالى فتقريره أن يقال: إن الجسم لا يخلو من الحركة والسكون وهما حادثان لأنه بحدوث أحدهما ينعدم الآخر فما لا يخلو عن الحوادث فهو حادث، فالأجسام حادثة ففي هذا البرهان ثلاث أمور:ـ الأول:ـ أن الأجسام لا تخلو من الحركة والسكون وهذه مُدْرَكةٌ بالبديهة فلا تحتاج إلى تأمل فإن مَن عقل جسما لا ساكنا ولا متحركا كان عن نهج العقل ناكبا وللواقع مكابرا. الثاني:ـ قولنا: إنهما حادثان ـ أي الحركة والسكون ـ يدل على ذلك تعاقبهما وذلك مُشاهد في جميع الأجسام وما لم يُشاهد، فما من ساكن إلا والعقل قاضٍ بجواز حركته وما من متحرك إلا والعقل قاضٍ بجواز سكونه فالطارئ منهما حادث بطريانه لطريانه والسابق حادث لعدمه لأنه لو ثبت قدمه لاستحال عدمه. الثالث:ـ قولنا: ما لا يخلو عن الحوادث فهو حادث، وبرهانه أنه لو لم يكن كذلك لكان قبل كل حادث حوادث لا أول لها وما لا أول له من الحوادث لا تنتهي النوبة إلى وجود الحادث الحاضر في الحال وانقضاء ما لا نهاية له محال لأنك إذا لاحظت الحادث الحاضر ثم انقلبت إلى ما قبله وهلمَّ جرًّا على الترتيب لم تُفض إلى نهاية، ودخول ما لا نهاية له من الحوادث في الوجود محال، وإن لم يمكن عدم إفضائك إلى نهاية لكان لتلك الحوادث أول وهو خلاف المفروض.



ومن الأدلة العقلية أيضا أنه لو كان أفراد العالم التي دخلت في الوجود لا نهاية لها لكان لا يخلو عددها عن أن يكون زوجا وفردا معا أو لا زوجا ولا فردا ومحال أن يكون زوجا وفردا جميعا ولا زوجا ولا فردا فإن في ذلك جَمعًا بين النفي والإثبات وهما ضدان، إذ في إثبات أحدهما نفي الآخر وفي نفي أحدهما إثبات الآخر، ومحال أن يكون زوجا فقط لأن الزوج يكون فردا بزيادة واحد فكيف يُعْوِزُ ما لا نهاية له واحد، ومحال أن يكون فردا فقط لأن الفرد يكون زوجا بزيادة واحد عليه فكيف يُعْوِزُ واحدٌ ما لا نهاية لـه، فحصل من هذا أن العالم لا يخلو من الحوادث فهو إذا حادث، وإلا لزم استحالة وجود الحادث الحاضر لأنه لازم وجود حوادث لا أول لها، لكن الحادث الحاضر ثابت فانتفى ملزومه وهو وجود حوادث لا أول لها، فلانتفاء وجود حوادث لا أول لها انتفى ملزومه وهو كون ما لا يخلو من الحوادث قديما فثبت نقيضُه وهو: ما لا يخلو من الحوادث حادث، فتبيّن وجوب انتهاء الحوادث التي دخلت في الوجود إلى أول.

;) ;) ;) ;)

اليتيم
05-10-2003, 06:24 AM
وبهذا الدليل يبطل قول بعض الملحدين بتسلسل الوالدية والولدية في جانب الماضي إلى غير نهاية، ويقال في البذر والزرع ونحو ذلك مثل ذلك، ويقال في إبطال قولهم: ما من نطفة إلا من إنسان ولا من إنسان إلا من نطفة وهكذا إلى غير بداية، وقولهم ما من زرع إلا من بذر ولا بذر إلا من زرع وهكذا إلى غير بداية في جانب الماضي، يلزم منه ذلك المحال وما أدى إلى المحال محال.



قال الحافظ العبدري رحمه الله تعالى: قال أهل الحق في إبطال القول بحوادث لا أول لها وإثبات صحة حوادث متسلسلة إلى ما لا نهاية له في المستقبل عقلا ما كفى وشفى، فمثَّلوا الأول بملتَزِمٍ قال: لا أعطي فلانا في اليوم الفلاني درهما حتى أعطيه درهما قبله، ولا أعطيه درهما قبله حتى أعطيه درهما قبله وهكذا لا إلى أول فمن المعلوم ضرورة أن إعطاء الدرهم الموعود به في اليوم الفلاني محال لتوقفه على محال وهو فراغ ما لا نهاية لـه بالإعطاء شيئا بعد شىء، ولا ريب أن ما ادعوه من حوادث لا أول لها مطابق لهذا المثال، فإن إعطاء الفاعل للفلك مثلا الحركة في زماننا هذا وفي غيره من الأزمان الماضية متوقف على إعطائه قبله من الحركات شيئا بعد شىء مما لا نهاية له، فالحركة للفلك في الزمان المعين نظير الدرهم الموعود به في الزمن المخصوص، والحركاتُ التي لا تتناهى قبلها نظير الدراهم التي لا تتناهى قبل ذلك الدرهم، فيكون وجود الحركة للفلك في هذا الزمان مثلا مستحيلا كما استحال وجود الدرهم الموعود به في الزمان المعين للشخص.

ومثال ما ادعيناه في نعيم الجنة كما لو قال الملتزم: لا أعطي فلانا درهما في زمن إلا وأعطيه درهما بعده وهكذا لا إلى آخر فهذ لا ريب لعاقل في جوازه عقلا إذ حاصله إلتزام الملتزم عدم قطع العطاء بعد ابتدائه فهذا المثال لا تخفى مطابقته لما ادعيناه في نعيم الجنة للمؤمنين ولا لما ندعيه في عذا جهنم للفلاسفة القائلين بقدم العالم وأضرابهم من الطبائعيين وسائر الكافرين وبما قررنا ثبت قطعا صحة قولنا في الاستدلال على حدوث الأعيان والأعيان ملازمة للأعراض الحادثة وكل ملازم للحادث فهو حادث.اهـ

;) ;) ;) ;)

منير الليل
05-10-2003, 06:27 AM
:o

كلام
كلام
كلام

جنى
05-10-2003, 10:35 AM
الله أعلم من أي كتاب مطلعيتهم والظاهر كل شي حافظيتوا عم بتسمعموا النا عشان نحطلها علامات ، والله شر البلية ما يضحك ، بس شو تسميع غير شكل حافظ الدرس تمام .......... بأي شي غير الكلام الي أخديتوا بتلاقوها بدها فترة لترد عليه لحدا يدرسها ويقلها قولي هيك لتقول ولازم يحفظوها منيح عشان تقولوا عن ظهر غيب .........جنى............