تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : خطأ في عنوان الترشيح



March14Forces
08-18-2007, 07:41 AM
خطأ في عنوان الترشيح







كيف يمكن لقائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان أن يسجل نفسه حيادياً في معركة مصيرية كمعركة تحرير مخيم نهر البارد من عصابات الاستخبارات السورية.. بين بلده لبنان وبين هذه الاستخبارات؟ حتى يقول ان هذه العصابة هي جزء من القاعدة ولم تتلق دعماً لا من استخبارات سوريا ولا من جهات حكومية لبنانية؟

ومن نصّب قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان حكماً بين دولة لبنان والنظام السوري؟ وهل أخذ إذناً من الحكومة اللبنانية أم ان معلوماته فقط جاءت من نظام دمشق؟ وهل يعرف العماد سليمان ان من ينصب نفسه حكماً بين طرفين يحتاج إلى موافقة الطرفين لا طرف واحد؟

وهل يريد قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان أن يكون رئيساً للبنان أم رئيساً لسوريا!

ألم يسمع قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان بأن ثورة شعبية تاريخية قامت في لبنان في ربيع عام 2005 من أجل أن يختار اللبنانيون وحدهم رئيس جمهوريتهم، وان الشعب اللبناني لم يعد يرضى أن يعين رؤساء الاستخبارات السورية رئيسهم تحت أي ظرف؟

وهل يكافأ أبطال الجيش اللبناني الذين قدموا الدم وما زالوا.. والجراح والعرق في مواجهة عصابات أرسلها نظام استخبارات دمشق لقتل ضباط وعناصر الجيش والشعب وهدم المؤسسات بأن يخرج قائدهم ليبرىء استخبارات بشار الأسد من ارتكاب هذه الجرائم بحقهم؟

هل سأل العماد ميشال سليمان نفسه من أين أتت عصابة فتح الإجرام.. من سهّل لها العبور إلى لبنان؟ ومن أدخلها إلى مخيم نهر البارد؟ ولماذا فتكت بالجيش اللبناني قبل بدء معركة التحرير، ومن سلّمها الأسلحة؟

هناك مصدران للتسلح في لبنان.. إما من جانب العدو الصهيوني، وإما من جانب استخبارات بشار الأسد، فهما الممران الجغرافيان الأساسيان الإلزاميان عدا البحر وهو في عهدة القوات الدولية.. فليشرح لنا العماد قائد الجيش من أين أتى سلاح القاعدة إذا كانت هذه القاعدة غير مرتبطة بالاستخبارات السورية.. من أين صواريخها ومدافعها وذخيرتها التي لا تنتهي؟ وماذا تفعل قواعد عصابات أحمد جبريل وأبو موسى في البقاع الغربي وفي أطراف بلدة الناعمة على حدود مطار رفيق الحريري الدولي.. وهي التي سلمت وتسلم الأسلحة للقاعدة كما يحب أن يصف سليمان عصابات فتح الإجرام.

كيف دخلت وتدخل القاعدة إلى لبنان: من إسرائيل أم من البحر أم من الحدود السورية؟ وكيف مرت هذه العصابة ومن سهل لها المرور داخل لبنان بعد ان عبرت الحدود؟ وأين هو التقصير، ومن هم المقصّرون؟ فإذا كان هناك نقص في المعلومات فليحاسب الذي عجز أو قصّر في جمعها أو إذا كان رفض أو تلكأ في تسليمها إذا نجح في جمعها؟

ألم يسمع قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان تصريحات ووعود بشار الأسد وتابعه وليد المعلم بأن القاعدة أصبحت في لبنان؟ ألم يقرأ أحد حول قائد الجيش معنى هذا التصريح؟ ألم يتعظ أحد بهذا ((الوعد)) وماذا يعنيه هذا التهديد؟ ثم مرة أخرى كيف ستدخل هذه القاعدة لبنان.. وأين تهرب بعد ان تنفذ عملياتها؟

حسناً،

فلنقل ان العماد سليمان أبدى رأياً سياسياً في هذه المسألة.. فهل ننتظر من العماد قائد الجيش الذي نحترم ونعرفه محترماً للمؤسسات أن يقول انه ينتظر رأي القضاء في مسألة انتماء عصابة فتح الإجرام؟

وهل ننتظر أن يطلب العماد سليمان بعض التحقيقات التي أجراها القضاء مع معتقلي هذه العصابة وتحديداً أحمد مرعي وصلته بقائد استخبارات بشار الأسد وصهره آصف شوكت؟

هل ننتظر أن يطلب العماد سليمان التقرير الذي أرسلته وزارة الخارجية إلى وزراء الخارجية العرب وللوزراء المختصين في دول العالم المهتمة وذات الشأن والتي أوصلت نتائج هذه التحقيقات إلى أعلى المراجع في العالم ومنها الأمم المتحدة ومجلس الأمن؟

لقد قرأنا لمصدر عسكري قوله ان كلام العماد سليمان مكرر في جلساته الخاصة وان ضابطاً متحمساً نقل هذا الكلام دون إذن فهل نسمع من العماد سليمان نفياً حاسماً وقاطعاً وقولاً واضحاً بأن مسألة تحديد انتماء عصابات فتح الاجرام هي من حق وواجب القضاء اللبناني ولا حق لغيره أياً كان أن ينصّب نفسه قاضياً وحكماً حتى لو كان قائداً للجيش.

March14Forces
08-18-2007, 07:48 AM
الطاشناق ومرجعيته الايرانية – السورية





حزب الطاشناق الارمني اللبناني كحزب البعث السوري في لبنان كحزب الله الشيعي اللبناني.. ملتزمون بمرجعيات غير لبنانية، سياسية- دينية – امنية تصدر لهم الاوامر وهم ينفذونها، حتى ولو كانت على حساب لبنان، رغم امكانية الادعاء بأن هناك نقاشاً يسبق هذا الالتزام.. حتى اذا صدرت الاوامر تستخدم المراجع البديهية العسكرية المعروفة.. نفذ ثم اعترض.

حزب الطاشناق في لبنان هو جزء من تركيبة المكتب السياسي الدولي للطاشناق في العالم، ومقره في يريفان عاصمة جمهورية ارمينيا، ورئيسه مركريان ارمني من اصل ايراني وأمين عام الطاشناق في لبنان هوفيك مختريان محسوب على مركريان وهو من اصول حلبية في سوريا.

الحضور الايراني والحلبي السوري في حزب الطاشناق طاغٍ وذو تأثير في القرار اللبناني، من واقع ان ايران تضم نحو 150 الف ارمني في اصفهان وطهران.. لهم كنائسهم ومدارسهم وتجاراتهم ووكالاتهم وان ايران تفتح الطريق عريضاً على ارمينيا التي يحكمها الآن متعاطفون مع الطاشناق في وقت يتم فيه تضييق الخناق على هذا البلد الصغير من جيرانه الآخرين، دون ان ننسى ان صراع ارمينيا وأذربيجان على نوغورني كاراباخ شهد انحيازاً ايرانياً كاملاً لأرمينيا رغم ان اذربيجان هي بلد اسلامي وان ملايين من ابنائها يشكلون جزءاً مهماً من نسيج الشعوب الايرانية..

وكان لافتاً للنظر ان ايران المسلمة سمحت بوصول عدد من النواب الارمن الى مجلس الشورى الايراني لكنها لم تسمح بوصول أي مسلم سني الى المجلس نفسه.. تماماً كما سمحت ايران الاسلامية ببناء كنيس لليهود في طهران وكنائس مختلفة للأرمن في العاصمة وأصفهان وغيرها من مدن ايران.. لكنها لم تسمح حتى الآن للمسلمين السنة ببناء أي مسجد لهم في طهران.

اما في سوريا التي يبلغ عدد الارمن فيها نحو 80 الف نسمة، وتركيزهم الرئيسي في مدينة حلب ثم مدينة دمشق، فإن مصالح الارمن هناك تتعدد بين الكنائس الكبيرة حيث للأرمن مطرانية في حلب تابعة للطاشناق، اما مطران الشام فمحسوب على منافسه اليساري حزب الهانشاق، فضلاً عن المدارس الكبرى والمصالح التجارية الكبيرة.

وقياساً بواقع الارمن المتراجع عددياً في لبنان حتى اصبح في المرتبة الثالثة بعد ايران وسوريا خارج ارمينيا، فإن هذه اضافة كي يشعر حزب الطاشناق انه لا يملك ان يغرد خارج السرب الايراني – السوري، وهو الآن محكوم بسياسة النظامين البعثي والفارسي تجاه لبنان.

وقد ترجم الطاشناق هذا الالتزام بحلفه الواضح مع جماعات طهران ودمشق في لبنان وهم حزب الله - ميشال المر – ميشال عون، وقد اضفى ميشال عون طابعاً كاريكاتورياً على فهمه لهذا التحالف عبر سعادته باسم ميشال نصر ليان (ميشال عون - ميشال المر – حسن نصر الله ومختريان).

هذا الحلف تكرس عملياً في الانتخابات الفرعية في المتن الشمالي لكنه موجود قبل ذلك سراً وعلناً في تزويد حزب الله للطاشناق بالاسلحة منذ عدة اشهر، وفي الحماية السياسية من جانب ميشال عون لهذا الحزب الارمني عندما وقع مع حسن نصر الله وثيقة التفاهم في كنيسة مار مخايل يوم 6/2/2006.

صحيح ان هناك اعتراضاً قوياً ينمو داخل حزب الطاشناق وفي صفوف الارمن على هذه المخاطرة التي يقودهم الطاشناق نحوها بمحاولة اخراج الارمن من المعادلة الصحيحة التي حفظت مواقعهم، وقيمتهم ضمن النسيج اللبناني بالولاء للبنان والدولة، وعدم الدخول في مواجهات وصراعات داخلية تنعكس سلباً على الارمن اللبنانيين.. الا ان الطاشناق خرجوا على الاجماع الارمني السابق، التزاماً بمصالح مرجعيتهم السياسية الموزعة بين طهران وحلب ودمشق.

عقلاء الارمن في الهانشاق والرامغفار والتيار الارمني الحر وتيار رافي مادويان وبعض قادة الكنيسة الارمنية في لبنان يدعون للعودة الى المعادلة السابقة حتى لا تتأثر مصالح الارمن اللبنانيين.. لكن حزب الطاشناق كحزب البعث السوري كحزب الله.. لا يهمهم مصالح اللبنانيين طالما ان مصالح نظامي طهران ودمشق مؤمنة ومحفوظة على حساب مصالح لبنان.

ولعل هناك بين الارمن من يذكر حزب الطاشناق بالثمن الذي دفعه خلال فترة الصراع الروسي – الاميركي – كما يقول النائب في الطاشناق اغوب بقرادونيان، حيث سمحت الاستخبارات السورية للجيش الارمني السري بتصفية قيادات الطاشناق في بيروت عام 1986، حين كان هذا الجيش محسوباً على طهران ودمشق ومدعوماً منهما بالمال والسلاح في وقت كانت فيه قيادة الطاشناق محسوبة على التوجه الاميركي في المنطقة تحت قيادة زتاليان الذي خطفه الجيش الارمني السري وتمت تصفيته بغطاء من الاستخبارات السورية.

واذا كان من حق حزب الطاشناق ان يطلب الحماية لنفسه، كقوة سياسية لبنانية، فليكن هذا بالولاء للبنان، مثلما هو مطلوب من حزب الله ومن البعث السوري ومن غيرهم.. لأن الالتزام بمرجعيات معادية للبنان سيجلب كما هو حاصل الآن الخراب على لبنان واللبنانيين بمن فيهم انصار الطاشناق وحزب الله.. هذا اذا كان للبعث السوري في لبنان.. من وجود.

حسن صبرا

March14Forces
08-18-2007, 07:49 AM
دولة الطاشناق وخطأ الداخلية







ساهم الجو السياسي عشية الانتخابات النيابية وخاصة نشرات شركة الاحصاء الخاصة التي تم تكليفها من قبل كل ماكينة سياسية في بلبلة الرأي العام وكانت بعض شركات الاحصاء طريفة في معلوماتها.

من هذه الشركات شركة ((مختارات)) التي أفادت بأن الناخب في المتن قد اختار أولاً حسن نصرالله ثم الجنرال عون وبعدها باقي المرشحين وأعطت تلك النشرات فارقاً كبيراً للجنرال عون على الرئيس الجميل وقد تكون تلك النشرات التي لا تمت للحقيقة بصلة هي التي خدعت المقاول السياسي ميشال المرّ في حسم أمره لصالح ميشال عون في منتصف آخر أسبوع من الانتخابات بعد ان بقي متردداً لفترة طويلة وكان يجري حسابات ويقترح أسماء عدة وكان السيناريو على النحو التالي:

*في البداية اقترح المر على عون أن يختار أحد المذكورين أدناه للترشح مقابل الرئيس أمين الجميل وهم:

*مسعود الاشقر (نفوسه من ديك المحدي – المتن).

*سركيس سركيس (من قرنة الحمرا).

*سامي أمين الجميل (مرشح منفرد بدعم التيار بدل والده).

*مرشح من آل أبو جودة من الساحل (وهذا الاختيار كان مقبولاً من المر مرفوضاً بشدة من الجنرال عون لأنه لا يريد أن يوقظ عائلة كبيرة ما تزال نائمة وغير مبالية بالسياسة).

*وكان لدى التيار الوطني اتجاه إلى طرح اسم طانيوس حبيقة من بسكنتا، والاسم المذكور مقبول من كافة أفراد حزب التيار باعتبار ان حبيقة مسؤول عن التعبئة في التيار الوطني الحر.

*النائب ابراهيم كنعان اقترح على عون اسم الدكتور كميل خوري فقبل عون الاسم دون تردد، على اعتبار ان الدكتور المذكور كان أقصى طموحه في حزب التيار هو لجنة الأطباء وبالإمكان كبح جموحه السياسي عندما يريد عون ذلك.

فكان الاخراج الاعلامي مع ماكينة الطاشناق أولاً وأرغم المر على القبول بذلك على الرغم من معارضته المبدئية. ومن السخرية أن يعلن التحالف وإعلان الاسم والدكتور كميل خوري غائب عن اللقاء في الرابية يومها.



الماكينات الانتخابية

*نشطت في البداية ماكينة الشيخ أمين الجميل وبدأت العمل الميداني باكراً وقبل التيار الوطني ونجحت على صعيد التنظيم إلى أبعد الحدود وخاصة من الناحية اللوجستية. وقد ساعدها في ذلك انتشار كثيف لعناصر القوات اللبنانية الذين أدوا دوراً مهماً في عرقلة ماكينة التيار الوطني.

وتوزعت ماكينة حزب الكتائب بين الجديدة، والبيت المركزي وبكفيا وكان كل قسم كتائبـي مقراً للعمل الانتخابي.



ماكينة التيار الوطني الحر

كان مركزها الرئيسي على طرف قضاء المتن في المنصورية. وكانت اللوجستية فيها غائبة عن العمل تقريباً ومشلولة. لم يكن هناك تنسيق بين المراكز الانتخابية والماكينة وكل ما أقدموا عليه كان إحضار عناصر حزبية من الخارج ساهمت في الازدحام أمام مراكز الاقتراع (نقلوا ذلك عن حزب الله).

كان الشعور السائد عندهم بأن النتيجة ستكون مثل العام 2005 ولم يبذلوا جهداً في الحشد على صعيد الناخبين إذ راهنوا على الرغبة عندهم في الاقتراع وعلى همة الناخب.

وأتت المفاجآت عند البدء في الفرز وإعلان النتائج.



دولة الطاشناق

اما في منطقة برج حمود فإن سيطرة حزب الطاشناق كاملة وهي تمتد من اعلى الهرم والى اسفله أي من البلدية الى المخاتير والحزب الذي هو مفتاح الحياة السياسية، ففي برج حمود يسيطر الحزب على المحلات التجارية والمصانع الصغيرة والحرف وحتى مواقف السيارات والوظائف وتمتد السيطرة الى التسلية عبر ملعب برج حمود الرياضي، وبعض الملاعب الأخرى ويمتد كذلك الى الحركة الثقافية الى مركز مسرح دين ملكونيان والتدخل المباشر في الرحلات المدرسية الثقافية حيث يتم اعداد برنامج موحد في مقر نادي الطاشناق الرئيسي في برج حمود المعروف باسم سرادار أباد.

ومنذ حوالى 15 سنة اصبحت السيطرة مطلقة على كافة المستوصفات الطبية في الاحياء وثم جمعها في مركز واحد معروف باسم (صليب اعانة الارمن) ومركز قرب الجسر الجديد ومدخل حي النبعة من جهة برج حمود.

ان ارتباط كافة مفاصل الحياة السياسية المذكورة بالحزب لم يكن ليتم لولا:

1- الارتباط السياسي مع كافة اجهزة الدولة، من القائمقام وحتى المخفر وشركات المياه، الهاتف، الكهرباء وهذا الامر ساهم في السيطرة على اية انتخابات تجري في منطقة المتن حيث يتدخل الحزب في اختيار المرشحين.

ومنذ العام 1992 تولى النائب ميشال المر تنظيم الشؤون الانتخابية للطائفة الارمنية على ضوء التحالفات معها، الامر الذي استمر حتى تاريخه على الرغم من مغادرته وزارة الداخلية وحتى الوزير الحالي لم يقدم على اية تعديلات ادارية في التنظيم المعتمد وهي:

أ – في منطقة برج حمود هناك 71 قلم اقتراع تم توزيعها من العام 1992 كما يلي:

1- بلدية برج حمود.

2- مدرسة مسروبيان للأرمن.

3- مدرسة وكنيسة الاربعين شهيداً.

4- مدرسة شامسيان

ب – في منطقة الجديدة البوشرية – السد هناك 31 قلم اقتراع للأرمن منها 4 اقلام تم جمعها في مدرسة اهرمجيان للأرمن قي تلة البوشرية.

ج – في بلدة الزلقا هناك 8 اقلام اقتراع للأرمن كما يلي:

1- في المدرسة الرسمية.

2- في كنيسة الارمن الكاثوليك في حي الزغبي.

د - في بصاليم – مزهر قلم واحد للأرمن في مدرسة جيمارين.

هـ – في انطلياس هناك قلمان للأرمن تم وضعهما في مدرسة فينيقيا قرب ملهى كريزوس، وفي كل المنطقة الساحلية اقلام للأرمن منفصلة عن العرب اللبنانيين.

هذا التوزيع في ساحل المتن سمح لحزب الطاشناق بالاتفاق مع الكنيسة الارمنية الارثوذكسية بأن يكون له اشراف مباشر على الصوت الارمني الراغب بالاقتراع، وسهل له هذا الامر عمليات الاحصاء وعمليات الاستدعاء لوضعهم بالتصرف. وحتى في اختيار المعاونين له في الدائرة المذكورة عبر فرض افراد الحزب على الاقلام والمراكز.

والسؤال المطروح: كيف كانت العملية الانتخابية في المتن، يوم 5/8/2007؟

- ان اختيار مكان الانتخاب حيث السيطرة المعنوية لفريق على آخر هو حاجز نفسي للراغب في الاقتراع خاصة عندما يكون افراد الحزب خلف المدخل يسألون الداخل الى الاقتراع عن الورقة الراغب في انـزالها بالصندوق وذلك كان واضحاً طوال اليوم الانتخابي خاصة في بلدية برج حمود.

- ان كافة عناوين المقترعين موجودة لدى الحزب او فرعه المسؤول عن مركز الاقتراع حيث كان يتم الاتصال بهم واحضارهم بسيارات من المنازل ابتداء من الساعة السابعة الى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم لصالح الماكينة الانتخابية.

- ان عدداً لا يحصى من البطاقات الانتخابية موجود في مركز الحزب ومعدة من عدة سنوات لاشخاص غير موجودين في لبنان.

مثال على ذلك: يوجد موظف في ((اوجيرو)) ارمني اسمه موسيك بوغوصيان صرّح في انتخابات عام 2000 بأنه اقترع 4 مرات بواسطة 4 بطاقات انتخابية معدة له سلفاً في مركز الحزب، وهذا الشخص صرّح بأن المركز الانتخابي الحزبي التابع له استعمل هذا الامر مع العديد من الافراد الحزبيين وفي عدة مراكز اقتراع في برج حمود.



خطأ وزارة الداخلية

اعتمدت وزارة الداخلية تعميماً يسمح لرئيس القلم بأن يعتمد على مساعدين له من ضمن المقترعين من القلم لمعاونته في عملية الاقتراع اضافة الى مندوب عن كل مرشح.

هذا الامر يكون عادياً في أيام واماكن الاقتراع العادي بسبب أي ان كل رئيس قلم بإمكانه اختيار فرد اضافي من كل فريق أي واحد اضافي من جماعة عون وآخر من جماعة الجميل. لكن الامر المذكور لم يكن عادلاً ولا يمكن ان يكون عادلاً في اقلام الارمن حيث كان يوجد مندوب عن الجميل من الدائرة الانتخابية ومن خارج القلم وكان لحزب الطاشناق 3 مندوبين مختارين بعناية مع رئيس القلم الذي يكون اجمالاً موظفاً في الدولة أحضر بالإجمال من منطقة طرابلس وعكار (كما كانوا يوم 5/8/2007) (كان مندوب الجميل إبن العرب في المركز مثل الاطرش بالزفة داخل القلم)، كان همهم انجاز العملية الانتخابية كيفما كان بسبب الضغط الامني السياسي المشحون يومها.

هذا الامر تم التنبيه إليه عدة مرات وكان بإمكان وزارة الداخلية تلافيه عبر نقل مراكز الاقتراع المذكورة الى اماكن اخرى، خاصة الى المدارس الرسمية الكثيرة في احياء النبعة وبرج حمود لكن القائمقام في المتن لم يكلف نفسه عناء تبليغ وزارة الداخلية الامور المذكورة والسبب ان:

- الآنسة مارلين الحداد القائمقام بالتكليف اساساً موظفة في القائمقامية وهي ابنة عديل مخايل نصير مدير اتحاد بلديات المتن السابق وأحد مساعدي ميشال المر المقربين جداً.

ومن مركزها المذكور التي تدين به بالولاء اساساً لمن سعى لأن تكون في المنصب المذكور ادارت العملية الانتخابية المذكورة وكان حري بأجهزة وزارة الداخلية العمل على استبدالها وتعيين موظف كفؤ مكانها لا يتمتع بأية صبغة سياسية ويكون حيادياً في عمله، خاصة عندما سمحت الآنسة مارلين حداد للموظف السابق في بلدية الجديدة ايلي صفير بالعمل معها على الرغم من بلوغه السن القانونية منذ عدة سنوات وقد سمحت له بالعمل من خلال مكتب بالطابق السابع في مبنى القائمقامية، وحجتها بأنه يتمتع بخبرة تنظيمية عالية والمذكور كذلك من المقربين من ميشال المر.

وما ساهم في النتيجة المذكورة هو اعتماد غالبية المخاتير في منطقة المتن، وهم اساساً مع رؤساء دوائر النفوس معينون من قبل جماعة المر على تأخير اصدار البطاقات الانتخابية لمناصري الرئيس امين الجميل وقد سبب ذلك بعض البلبلة.

ان القانون اللبناني يمنع المختار من العمل في السياسة وإبداء الرأي ويعاقبه اذا عمل مفتاحاً انتخابياً في المحلة وذلك واضح في القانون وان الجهاز المكلف بذلك على صعيد ضبط تلك المخالفات هو الأمن العام وقد كان غائباً كلياً عن مراقبة الامر المذكور مما سمح للمخاتير بحرية الحركة على صعيد حشد المؤيدين وخاصة لمرشح التيار الوطني الحر لأن غالبيتهم من أتباع المر




http://futuremovement.org/forum/images/aria/buttons/post_thanks.gif (http://futuremovement.org/forum/post_thanks.php?do=post_thanks_add&p=324229)

March14Forces
08-18-2007, 07:49 AM
الجميل ربح رغم عدم نجاحه وبكركي تسترد المتن
عون يخسر مارونية ويتحصن بالضواحي المسيحية





انتهت معركة المتن الانتخابية الفرعية، الى نتيجة يعوزها الوضوح المطلوب للموارنة ولطرفي الصراع في البلد : 8 اذار/مارس و 14 اذار/مارس.

ويظل السؤال عن نوعية النصر الذي احرزه العماد ميشال عون مشروعاً وأجوبته ملتبسة، كما ان النصر الذي احرزه الرئيس امين الجميل بحاجة لتأويل ارقامه لاستنباط معانيه السياسية.

وعلى مستوى الارقام انتجت الانتخابات نتائج واضحة في دلالاتها المارونية المباشرة :

57 بالمئة من الناخبين الموارنة اعطوا اصواتهم لأمين الجميل.

43 بالمئة اقترعوا لصالح ميشال عون.

والواقع ان نسبة الـ57 بالمئة التي حصل عليها الجميل، هي مزيج من اصوات القوى السياسية المارونية التي اصطفت بمواجهة عون، على خلفية مناهضة خياره السياسي . ابرز هذه القوى من حيث حجمها الانتخابي وتأثيرها على المناخ العام الماروني، هي بكركي وبتعبير ادق واشمل، الكنيسة.

وتؤكد معلومات ان سلك الرهبنة او ما يطلق عليه اصطلاحاً ((الجيش الاسود)) جير لأمين الجميل نحو 12 الف صوت. وهذه اصوات كانت بكركي منحتها لعون في انتخابات العام 2005، ما جعله يكسب اصوات الاغلبية المارونية في المتن. ويسود داخل محافل متنية كلام من نوع ان بكركي سحبت وديعة اصواتها من عون وجيرتها في الانتخابات الفرعية للجميل وللخيار المناهض له.

ويبدو ان بكركي اكدت من خلال نتائج المتن الفرعية انها هي الجهة الوحيدة القادرة على منح سمة الاغلبية المارونية لأي مرشح . وهذه السمة تعطيها بكركي لهذه الشخصية او تلك على شكل وديعة انتخابية، تقوم بسحبها منها عندما تتعارض توجهاتها معها.

ولكن نجاح بكركي في تأكيد دورها الفاصل في موضوع منح سمة الاغلبية المارونية في المتن، يتزامن مع بروز استنتاج آخر لا يقل خطورة ،وهي ان وديعة بكركي الانتخابية تستطيع ضمان ان يحصل مرشحها غير المعلن على الاغلبية المارونية ، ولكنها لا تستطيع ان تحصل له الاغلبية المسيحية غير المارونية في تلك المنطقة. وهذا الاستنتاج جعل بكركي تواجه مشكلة طارئة وخللاً مستجداً في ادارتها لمعادلة المتن ليس فقط الانتخابية بل السياسية ايضاً.


الصورة العامة



والقراءة السياسية الاجمالية التي تبرز امام بكركي اليوم، وغيرها من المحافل المسيحية، قياساً بالارقام الانتخابية التي افرزتها معركة المتن تبرز الصورة التالية:

بات واضحاً ان بكركي انتخبت لصالح اسقاط ((اغلبية)) عون المارونية. واستعادت هيبتها بعد ان تعرضت للكثير من الانتقاص نتيجة فشل تجربة حزب بكركي السياسي المتمثل بتيار قرنة شهوان، وأيضاً نتيجة استقلال التيار الوطني الحر بخياره السياسي عن توجهاتها.

و((موقعة)) المتن الشمالي بين ((الجيش الاسود)) و ((الجنرال المتمرد))، كانت طاحنة، وتم خلالها ممارسة كل النفوذ بين مسيحية سياسية جديدة (حسب وصف انصار التيار الوطني الحر) ومغامرة (حسب وصف مناهضيه) أراد عون بناءها، ومسيحية تقليدية يعمل البطريرك صفير للحفاظ على تقاليدها ومواقفها السياسية النمطية.

وأوضح نتيجة لمعركة المتن الفرعية، تمثلت بأن بكركي نجحت في اخراج ثقل عون من عمق المتن الماروني، ولكن كان مفاجئاً لها ان الاخير احتمى في ((ضواحيه المسيحية)) غير المارونية :الارمن وبدرجة تالية الارثوذكس.

وليس مغالاة القول ان اصطفافات معركة المتن الطائفية الحادة، انتجت في اثرها ضاحية سياسية للمتن مكونة من الارمن والارثوذكس، وبكلام آخر، ضاحية تضم مسيحيي المتن غير الموارنة. فلقد اقترع لعون ثمانون بالمئة من الارمن وخمس وسبعون بالمئة من الارثوذكس. واستطاع عون بهذه الاصوات غير المارونية اخضاع المتن الماروني انتخابياً، ولكنه خسر المعركة بالمعاني السياسية المرتبطة بالصراع على التمثيل الماروني ورئاسة الجمهورية، الخ..

ويدرك عون اليوم ان مرشحه كميل خوري، هو نائب عن الضواحي السياسية المسيحية في جبل لبنان، وليس عن مقعد المتن الماروني. وبات يدرك ايضاً ان حلفه مع ميشال المر الارثوذكسي ومع حزب الطاشناق الارمني، يستطيع ان يمنحه ((فيتو انتخابي رقمي)) في المتن، ولكن لا يمنحه قدرة على تغيير المعادلة السياسية المارونية.

ولكن صورة معركة المتن لا تكتمل من دون احتساب تأثيراتها على موارنة كسروان وموارنة الشمال. لقد اعترف عون بأنه هزم في المتن الماروني، عندما قال، بعد صدور نتائج الانتخابات، ان ثقل الموارنة ليس في المتن وحده ويوحي هذا الكلام باستراتيجية مستجدة لعون فرضتها عليه نتيجة انتخابات المتن غير المتوقعة، ومفادها النـزول من الجبل الماروني و التحصن في ((الضواحي المسيحية)) غير المارونية والاستنجاد بموارنة الاطراف.

ومن البديهي ان يذهب عون لمعادلة مقاتلة بكركي بموارنة الشمال او الاطراف، لتعويض خروجه من جبل لبنان الماروني . ولكن في طريقه للنـزول من الجبل سيترك في اثره الكثير من الخسائر. وعملياً فان لعبة تشجيع الارثوذكس والارمن في المتن لتحدي مرجعية الموارنة، لا تربح منها المعادلة السياسية المارونية العامة . فتجييش المسيحيين غير الموارنة لمشاكسة معادلة المتن المارونية، جعل هذه الدائرة الانتخابية اشبه بدائرة جزين. ففي الاخيرة يفوز المرشح عن المقعد الماروني بأصوات الشيعة ، وفي الاولى ( أي المتن ) نجح المرشح عن المقعد الماروني بأصوات الارمن والارثوذكس. ان هذا الواقع سيعزز احساس الموارنة بأن حالة عدم اهمية صوتهم الانتخابي، يتم تعميمها، وانه يجري سحب البساط الديموغرافي الانتخابي الخاص بمناطق تمثيلهم الاساسية، من تحت ارجلهم. وكاستتباع انفعالي، يقودهم هذا الى سجال سياسي مع شركائهم المسيحيين الاخرين في الجبل، وبالاخص الارمن، ترشح منه ((عنصرية)) غير مرغوبة.

والواقع ان اصعب ما في منازلة بكركي ضد عون، هو ان حجم الكلفة المدفوعة من اجل تحجيمه، كبيرة ومليئة بالانعكاسات الصعبة على مجمل الوضع الماروني. فعون يهرب من الانكسار الماروني للتحصن بالصوت غير الماروني في الجبل. ويؤدي هذا الى اثارة اشكالات داخل البيت المسيحي . كما يستدرج الاطراف المسيحية غير المارونية الى منطق يحمل الموارنة المسؤولية عن تهميشهم السياسي في الماضي.

ورغم ان بكركي مرتاحة لأن المتن ايد خيارها في انتخابات المتن الفرعية، الا ان محصلة النتيجة العامة لهذه الانتخابات يجعلها تتوجس من كون المتن (قلب جبل لبنان الماروني) اصبح دائرة انتخابية ذات رافعة تصويتية غير مارونية ، وجعله، ايضاً، مساحة لريبة متبادلة بين الموارنة و المسيحيين الاخرين القاطنين فيه. كما ان تأثيرات معركة المتن الاخيرة على موارنة الاطراف ، قد يكون له استتباع من خلال توظيف علاقة عون مع سليمان فرنجية لتعميق الشرخ بين بكركي وشريحة واسعة من رعاياها المقيمين خارج جبل لبنان.

وفي جردة سريعة للوقائع الجديدة التي استجدت على منطقة المتن من جراء انتخاباتها الفرعية، تندرج المعطيات التالية:

اولاً- لقد حصل فرز سياسي بين الموارنة والارثوذكس من خلال انفضاض مئات العناصر الكتائبية عن ميشال المر، وهي كانت تؤيده نتيجة حمايته لها خلال الوجود السوري في لبنان. وكانت هذه العناصر ويقدر عددهم بثلاثة الاف عنصر والبعض يقول سبعة آلاف عنصر، يشكلون قاسماً مشتركاً مصلحياً بين حزب الكتائب الماروني وزعامة المر الارثوذكسية. وكان يمكن النظر الى هذا الحدث، بوصفه تحولاً سياسياً وليس طائفياً لو ان رجوعهم الى حزب الكتائب تم لأسباب على صلة فقط بالخلاف بين المر والجميل، ولكن دخول بكركي كطرف غير مباشر في الصراع ضد عون في انتخابات المتن الاخيرة، خلق تأويلاً ارثوذكسياً للاحداث الانتخابية.

ثانياً – ان موارنة الجرد هم عملياً الذين سحبوا عن عون غطاء زعامته للموارنة في الانتخابات الاخيرة. وكان هؤلاء هم الذين مدوه بالأغلبية في الانتخابات الماضية عام 2005 عبر اعطائه اصواتهم بأمر من الكنيسة، لتضاف الى اصوات مناصري عون في الساحل المتني. وموارنة جرود المتن، هم القوة الانتخابية الفعلية لسلك الرهبنة التابع للكنيسة والجيش الاسود الذراع الانتخابي الخفي لبكركي . وما من شك ان هؤلاء الاخيرين هم الذين اوعزوا لموارنة الجرد بالتصويت لامين الجميل. وعلى هذا فإن طرد عون من جبال المتن المارونية، كان قراراً من الكنيسة، مما جعل عدم فوز الجميل انتخابياً نتيجة اصوات المسيحيين غير الموارنة، يبدو وكأنه ردة فعل على الكنيسة من المسيحيين الآخرين. وثمة اغراء يدعو عون لان يشجع تعميق هذه الصورة لخلق توازن رعب في المتن بين الكنيسة التي انقلبت عليه وبين المسيحيين غير المورانة الذين استدرجتهم طبيعة نتائج صناديق الاقتراع لهذا الصراع.

واذا كانت اشكالية الصوت الارمني في المتن، اثارت هذه المرة، نوعاً من السجال غير المسبوق بين الكتائب والطاشناق، فان المستجد عليه، ايضاً، ان الطرفين انقادا لصراع بينهما، يهيئ ، في حال تطوره، الى فتح جبهة مذهبية مسيحية – مسيحية في قلب المتن.


الصوت الشيعي

وخارج التصادم بين صوتي الموارنة والمسيحيين غير الموارنة، فان الصوت المسلم في هذه الانتخابات لم يسجل اشكالية سياسية او حتى طائفية على علاقة بثقل مارونية هذه الدائرة. فالشيعة على عكس ما هو شائع لم يقترعوا بأكثر من 1500 صوت من اصل 2500 صوت. صحيح ان كل اصواتهم ما عدا 25 صوتاً، ذهبت لمصلحة مرشح عون، ولكن الصحيح ايضاً ان حجم تصويتهم ساده البرودة، ولم يكن حاسماً في تغليب نسب النجاح، قياساً بالصوت الارمني والارثوذكسي مثلاً، رغم ان فارق الفوز بين المرشحين لم يتجاوز عدة مئات من الاصوات.


((ارثوذكسية سياسية))

.. كما ان ظاهرة ميشال المر في المتن التي نمت، بالاساس، برعاية سورية لتعويض استقالة الموارنة من الحياة السياسية في الفترة الماضية (عبر جعل الارثوذكس يؤدون دور البديل المسيحي لهم)، وجدت فرصة لها، خلال انتخابات المتن، لإعادة تأكيد دورها كبيضة قبان الديموغرافيا الانتخابية المارونية - المسيحية في المتن. فالارثوذكسية التي يمثلها المر، هي استتباع لنظرية سابقة برزت مع بداية جمهورية الطائف، تم طرحها آنذاك بوصفها ارثوذكسية سياسية منفتحة او متفاءلة حسب توصيف آخر، ترث، او يستعيض بها، عن المارونية السياسية المحبطة . وكان غسان تويني راودته هذه الفكرة للحظة غير طويلة. واللافت حينها ان اكثر المنظرين حماسة لفكرة تويني هذه، كانت ابنة الارثوذكسي انطون سعادة مؤسس الحزب القومي السوري الاجتماعي.

ويبدو ان قرابة المصاهرة بين غسان تويني و ميشال المر، التي انفرط عقدها لاحقاً، والمتأتية عن طريق زواج الشهيد جبران تويني بابنة ميشال المر، جعلت الاخير تصل اليه فكرة انشاء ارثوذكسية سياسية في المتن عن طريق التحالف بين ارثوذكس المر وقاعدة ((القومي)) الارثوذكسية. وقاد هذا الطموح الى بلورة فكرة انشاء زعامة ((العربة الارثوذكسية)) الناشطة بالدعم السوري التي تجر ((الحصان الماروني)) المتعب. وطوال فترة الوجود السوري في لبنان، مارس المر عملياً فكرة بناء ارثوذكسية سياسية في المتن. ونجح في ذلك بالشكل، حيث تزعم اللوائح التي عادة ما كان يتزعمها ماروني، وجعل بتغرين الارثوذكسية عاصمة لزعامته المتنية، في مقابل بعبدات وبكفيا عاصمتي الزعامة المارونية.

وليس سراً ان اللمسات السورية كانت واضحة في تشجيع هذا التحول السياسي في المتن. وكانت هذه الفكرة ولدت على يد الرئيس حافظ الاسد، كما يقال، فهو كان شديد القناعة بأن الدور السياسي للموارنة يجب ان يقتصر على دور رئيس الجمهورية بحسب الصلاحيات المنتقصة الممنوحة اليه في دستور الطائف، في حين انه يجب ان تنتقل قيادة المسيحيين في لبنان من الموارنة الى الارثوذكس.

..وضمن هذا السياق، كانت خطة تشجيع ارثوذكسية الحزب القومي عبر حصر قراره بيد امينه العام الفعلي احياناً والخفي والدائم احياناً اخرى، اسعد حردان. وكانت ايضاً، خطة تعزيز تحويل المر في المتن من ناخب كبير الى زعيم لتلك المنطقة، واستدراكاً كانت خطة قتل اللون الماروني في حزب الكتائب، عبر اسناد رئاسته لأرمني هو كريم بقرادوني.

وربما كانت نتائج انتخابات المتن انعشت بشكل من الاشكال، فكرة الارثوذكسية السياسية، عن طريق اعادة شيء من البريق لها، عبر تسليط الضوء في هذه المرحلة على ميشال المر بوصفه اكبر من ناخب كبير واقل من رئيس لائحة، وبوصفه طريقاً اجبارياً، يجب ان يسلكه اي ماروني لكسر تحالف ((مناخ بكركي)) مع ((المعادلة السياسية المارونية)) في المتن الذي عادة ما ينتج زعامات تلك المنطقة.


انهيار الخطوط الحمر

وكانت بكركي منذ البداية، تدرك ان اجراء انتخابات المتن الفرعية، ستترك في اثرها خسائر في الجسد الماروني، مهما كانت النتيجة التي ستستقر عليها. وينطلق هذا التقدير من عدة اعتبارات، اهمها ان مجرد اجراء منافسة انتخابية على مقعد شهيد ماروني كان يفترض ان يتم ملؤه بالتزكية، يعني ان الموارنة تخلوا عن احد اهم تقاليدهم الاخلاقية السياسية، وانهم تجاوزوا في صراعاتهم الداخلية كل الخطوط الحمر. ويعني ايضاً ان الموارنة باتوا من دون مرجعية سياسية اخلاقية ومعنوية جامعة، يحتكمون اليها، وهي هنا ليست الا بكركي.

ويقال ان البطريرك صفير لم يكن مرتاحاً لواقع ان ميشال المر هو من كان يقوم بدور تعريب التسوية الاخلاقية بين عون و الجميل عشية انتخابات المتن. واشار هذا الامر الى ان الموارنة احتكموا في موضوع اخلاقي، للمعادلات السياسية الانتخابية التي يمثلها الاخير، بدل ان يحتكموا لصرح بكركي الرمزي .

اما الاعتبار الثاني فينطلق من ان المعركة الانتخابية جرت على كتف موعد استحقاق رئاسة الجمهورية، وهو استحقاق يجعل الموارنة ميالين الى الصراع ، ويستسهلون فيه استخدام كل الاسلحة حتى المحرمة منها. وربما كان في تقدير بكركي ان تستتبع انتخابات المتن في اثرها ازمة امنية مسيحية، لأن اي طرف لن يقبل بهزيمته عشية الاستحقاق الرئاسي. وقد تكون الحسنة الوحيدة في هذه الانتخابات التي حالت دون انفجار الصراع الامني، هو ان نتائجها اتسعت لفائزين ومهزومين في آن معاً: عون الناجح انتخابياً والمهزوم ماورنياً والجميل الراسب انتخابياً والناجح مارونياً . انها معادلة التعادل السلبي التي سمحت بابقاء حيز للأمل بالرئاسة لفريقي النـزاع، فيما بكركي ما يزال يدها على قلبها من ان حدسها الذي توقع ان يخرج الموارنة من الانتخابات الفرعية اكثر ضعفاً، قد تحقق.

ناصر شرارة

March14Forces
08-18-2007, 07:50 AM
انتخابات بيروت الفرعية
نـزهة يوم أحد





قبل استشهاد الرئيس رفيق الحريري بأيام قليلة حيث كانت قريطم تشهد مرحلة التحضير لانتخابات العام 2005، نظر الرئيس الحريري الى النائب وليد عيدو قائلاً له: ((يا وليد سأترشح أنا وأنت في الدائرة الأصعب ((الثانية)) وديربالك وحضّر حالك بدهم يحاربونا))، إلا ان عيدو ترشح من دون الرئيس وفاز عن الدائرة الأصعب.

وها هو اليوم مقعد عيدو يشغر باستشهاده لكن الانتخابات الفرعية في الدائرة الثانية كانت اقل حدة وحماوة وحماسة هذا العام من العام 2005 فحضرت صور عيدو ونجله خالد وغاب 80 بالمائة من الناخبين اذ كان المقترع البيروتي يده على الصندوق وعينه وأذنه على المتن لمتابعة اخبار الانتخابات هناك التي شهدت ساحاتها ألواناً متعددة فيما صبغت بيروت وخاصة ((الثانية)) باللون الازرق وسط تحركات خجولة لمرشحي المعارضة، فمن المصيطبة مروراً بالباشورة وصولاً الى الرميل شعار واحد رفع ((بيروت خط احمر)) فيما شعار ((بيروت الثانية)) الذي اعتمده مرشح المعارضة لم يظهر كثيراً في الوقت الذي شوهدت فيه في الباشورة صور للأمين العام لـ(حزب الله) حسن نصر الله وقيادات 8 آذار/مارس والنائب ميشال عون.

تباين المشهد الانتخابي في بيروت بين شارع وآخر، فهناك شوارع تكاد تخلو من المارة والسيارات ولا تختلف في مشهدها عما هي عليه في ايام الآحاد، في حين شهدت الشوارع المحيطة بمراكز الاقتراع عجقة مواطنين وانتشاراً كثيفاً لمندوبي ((تيار المستقبل)) الذين تسابقوا على توزيع ورقة ((محمد الامين عيتاني)) يطالبون المقترعين بإنـزالها ((زي ما هي)) او بالقول ((مثل ما قال الشيخ)) لكن احدهم اجاب ((ما كله واحد على شو زي ما هي)).

وبين الادلاء باعتراضات على ممارسات السلطة كما فعل المرشح زهير الخطيب الذي اشتكى من وزارة الداخلية بمنحها مندوبيه تصاريح مغلوطة، والمرشح ابراهيم الحلبي الذي اعترض على انحياز مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني لصالح مرشح ((المستقبل)) فيما عمد المرشح محمد الأمين عيتاني الى التذكير بـ((الانتصار لدم الشهيد)) متنقلاً بين اقلام الاقتراع ومكاتب ((التيار)) الانتخابية، غابت شريحة كبيرة من الناخبين نظراً لانتمائها الطائفي والمذهبي خاصة غياب الصوت الشيعي نظراً لقرار قيادتي امل وحزب الله بعدم المشاركة في انتخابات ((غير شرعية وغير دستورية)) بالاضافة الى غياب الصوت الارمني المتمثل بحزب ((الطاشناق)) في بيروت اضافة الى تدني النسبة ايضاً لدى اقلام الطوائف المسيحية كافة.



قريطم: أحدان وهمّان

قصارى القول لقد خطفت انتخابات المتن الفرعية اهتمام اللبنانيين جميعاً، حتى قريطم، فالدارة التي كانت تخوض انتخابات بيروت الفرعية بالمرشح عيتاني كان همها همين: متابعة وقائع ونتائج الانتخابات في المتن حيث يخوض الرئيس الاعلى لحزب ((الكتائب)) امين الجميل معركة ((عالمنخار)) من جهة، ومدى اقبال مناصري ((تيار المستقبل)) في العاصمة على الاقتراع.

والداخل الى دارة الرئيس الشهيد رفيق الحريري لم يكن ليشعر بهذه الاجواء الانتخابية المزدوجة، ان لم يتوجه الى قاعة الاحتفالات الكبرى في قريطم، فالطبقة الرابعة حيث مكتب النائب سعد الحريري تغرق في الهدوء، الذي لا يعكره سوى عبور عدد ضئيل من المعاونين المتوجهين الى القاعة المذكورة، حيث تنتصب شاشتان عملاقتان تتابع إحداهما تقدم عمليات الاقتراع في المتن، وتنقل الثانية ما يوازيها في بيروت، فيما كانت شاشة تلفزيون عملاقة تنتقل بين ما يبثه ((المستقبل)) وما تنقله الـ((ال. بي. سي)).

وأحد قريطم، كان يومين، تفصلهما فترة الغداء، إذ قبلها لم تجذب الشاشات الثلاث اهتمام القلة الزائرة ومعها النائب الحريري، وبعدها بدأ توافد النواب والوزراء من قوى 14 آذار/مارس ومناصري ((المستقبل)) وقياداته الشعبية.

وتيرة المتابعة كانت أيضاً على سرعتين: سرعة هادئة قبل بدء تواتر المعلومات الممكننة عن الفوز في المتن وبيروت إلى الشاشتين العملاقتين وبعد بدء الفرز وفق الماكينة الانتخابية لتيار المستقبل في بيروت والماكينة الانتخابية للحلفاء في المتن.

كان واضحاً منذ الصباح، ولكل متابع للانتخابات الفرعية في العاصمة ان ما سيجري لن يكون معركة انتخابية إلا في حال واحدة، هي ان يتقاعس الناخبون بسبب طبيعة اللامعركة، فينتخبون لقوى الثامن من آذار/مارس، تحديداً حزب الله وحركة أمل ودفع جمهورهما إلى المشاركة بقوة لتعديل النتيجة لمصلحة مرشح حركة الشعب ابراهيم الحلبي، إذ حسب تقديرات المراقبين، استناداً إلى انتخابات العام 2005 يمكن للطرفين توفير ما لا يقل عن عشرة آلاف صوت يمكنها أن تبدل النتيجة في حال تقاعس مناصرو تيار المستقبل عن الاقتراع.

ولعل هذا ما حدا بهؤلاء إلى صب أصواتهم في صناديق الاقتراع منذ الصباح الباكر لقطع الطريق على أي بارقة أمل قد تراود المرشح المواجه.

وفي رأي مراقبين ان إعلان حزب الله وحركة أمل الامتناع عن المشاركة في انتخابات بيروت بحجة رفض مرسوم الدعوة إلى الاقتراع لعدم توقيع رئيس الجمهورية عليه إشارة إيجابية في المبدأ لكنها ليست في الضرورة حاسمة لأن الطرفين أيدا حليفهما ((التيار الوطني الحر)) في خوض انتخابات المتن التي دعا إليها المرسوم نفسه.

في المقابل، لم يثر موضوع الانتخابات في بيروت أي قلق خصوصاً ان الماكينة الانتخابية في ((المستقبل)) هي في حال يقظة دائمة على مستوى متابعة أوضاع الناخبين ومواقعهم وتحولات أوضاعهم الاجتماعية (سفر، بلوغ سن، زواج ونقل نفوس، الخ..)

وهكذا استطاع تيار المستقبل وحلفاؤه حسم صوت الناخب السني لنتائج الانتخابات الفرعية في دائرة بيروت الثانية لمصلحة مرشحه محمد أمين عيتاني في ظل انتخابات عنوانها الرئيسي ((اللامعركة)).

هدى الحسيني

March14Forces
08-18-2007, 07:50 AM
سليمان: قاتلنا بشجاعة لا توصف وباللحم العاري في نهر البارد






*اعتبر قائد الجيش العماد ميشال سليمان ان عصابات فتح الاسلام لا تقل شأناً عن العدو الاسرائيلي الذي كان في تموز الماضي يدك قرانا وبلداتنا ومنشآتنا في كل مكان من لبنان مؤكداً ان الجيش مستمر في بذل الغالي والرخيص من اجل كرامة وحرية هذا الوطن طالما ان الشعب ملتف حول الجيش وقيادته.

-.. اضاف سليمان لدى تقديمه التعازي الى عائلة النقيب الشهيد غالب احمد القلوط في الخيام: ((لقد قاتلنا المعتدي المدجج بالسلاح، باللحم الحي والصدور العارية وبشجاعة لا توصف وبطولة قلّ نظيرها)).

بري يطرح مبادرته في مهرجان الصدر آخر الشهر

*انشغلت الاوساط السياسية بما رشح من حركة ((امل)) عن مبادرة انقاذية سيطرحها رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال اسبوعين.

-.. الاوساط نفسها تساءلت عن فحوى المبادرة التي ستطرح قبل نحو شهر ونصف من حلول موعد الاستحقاق الانتخابي الرئاسي خصوصاً بعد ان تردد انها من خمس نقاط وانه سيطرحها في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر في مهرجان 31 آب/اغسطس الجاري.



*اعلنت حكومة إمارة دبي عزمها ادخال خدمة ((الحافلات المائية))، اعتباراً من 16 آب/اغسطس الجاري، كأحد الحلول غير التقليدية، لتخفيف حدة مشكلة الازدحام المروري الذي تعاني منه الامارة.

-.. وفي هذا الاطار، اصدر رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، قراراً بشأن تنظيم تشغيل الحافلات المائية في خور دبي، حيث تتسع الحافلة لنحو 36 راكباً، يتم نقلهم بين محطات عدة تتوزع في الامارة.



*اعلنت شركة ((فورد)) الاميركية لصناعة السيارات، انها ستستدعي 3.6 مليون مركبة، بسبب مخاوف من خلل في مفتاح جهاز التحكم بالسرعة والذي قد يؤدي الى نشوب حريق في المركبة.

-.. وقالت الشركة ان موديلات السيارات التي ستستدعى تبدأ من العام 1992 وتنتهي بالعام 2004، مشيرة الى ان هذه الموديلات تتفاوت ما بين سيارة وشاحنة وسيارة رياضية وحافلة.



*بعد 78 عاماً على ظهورها للمرة الاولى، عادت شخصية البحار الشجاع الكرتونية (باباي) لتجتذب الاضواء، مع طرح الجزء الاول من سلسلة مغامراتها على اقراص DVD للمرة الاولى.

-.. وسيحظى عشاق شخصية البحار الضئيل الجسم، والخشن الصوت، خلال هذا الجزء بفرصة نادرة لمتابعة مغامراته التي ظهرت في الفترة ما بين 1933 و1938، و((معاركه)) الصاخبة مع خصمه ((بلوتو)) التي يحرص خلالها باباي على تناول السبانخ للحصول على القوة اللازمة للتغلب عليه.



*وافق الرئيس المصري حسني مبارك على ترشيح وزير الثقافة فاروق حسني لمنصب مدير عام المنظمة العالمية للثقافة والعلوم والتربية، ((اليونيسكو)) والذي سيشغر عام 2009، مع انتهاء ولاية وكويشيرو ماتسورا، المدير العام الحالي.

-.. ويرتدي هذا الترشيح اهمية كبيرة بالنسبة لحسني، خاصة وانه فنان معروف بل ويعد احد اهم الرسامين المصريين في العصر الحديث، وتلقى لوحاته اقبالاً كبيراً وتقديراً واسعاً حول العالم.

March14Forces
08-18-2007, 07:51 AM
دبلوماسي غربي لـ((الشراع)):بري وعون على لائحة من 18مرشحاً لتجميد اموالهم






*حزب الله سيدرج على لائحة الارهاب الاوروبية بعد اعلان فشل المبادرة الفرنسية

*فرنسا ستتابع تحركها عبر تاجر سلاح بثياب دبلوماسية

*الخطوة الاميركية المقبلة في لبنان اجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده بنصاب ((نصف زائد واحد)) اذا تعذر نصاب الثلثين

((ثمة محاولة لرؤية النصف المملوء في الكوب اللبناني.

فاذا كانت الخسائر كثيرة وواضحة، فلماذا لا يتم وضع قائمة بالخسائر التي لم تحدث. وأكثر من ذلك لماذا لا يتم وضعها في خانة الارباح)).

هذا الكلام لدبلوماسي غربي يحاول التعبير عن وجود لغة جديدة بخصوص لبنان.

يقول الدبلوماسي المذكور : اولى الارباح في الوضع اللبناني انه حتى الآن لم تحدث عملية انتحارية في سوق عام او داخل تجمع مدني او حكومي كبير.

ثانيها انه حتى الآن لم يعلن اي طرف تخليه عن اتفاق الطائف.

ثالثها ان كل الازمات الخطرة التي تعرض لها البلد في اطار الازمة الراهنة، نُزع منها حتى الآن فتيل اندلاع حرب اهلية.

والواقع انه لا يمكن اضافة نجاح رابع على اللائحة الآنفة للخسائر التي لم تحدث.

ومع ذلك يعتقد الدبلوماسي عينه ان المنطقة تمر في مرحلة تحديد الخسائر، فالارباح المنتظرة ما تزال في كبد الازمة العاصفة.

ويضيف انه اذا حصل استحقاق رئاسة الجمهورية في موعده ومر بسلام، فيمكن اعتبار هذا الامر نجاحاً رابعاً.

اللبنانيون الذين كانوا على طاولة الحوار مع الدبلوماسي عينه، فجعوا بأن اللاخسارة اصبحت ربحاً، بينما الأخير، فجع لأن اللبنانيين ما يزالون غير مصدقين ان بلدهم يعيش منذ ما بعد حرب تموز/يوليو، تجربة عدم الانزلاق في حرب اهلية، ويقول في الماضي كان القرار الدولي والاقليمي يستدرج المحليين لخوض حروب اهلية. اما اليوم فإن المحليين يستدرجون الدوليين والاقليميين للتورط في حروبهم الداخلية.

.. في غزة، يضيف الدبلوماسي ، هناك محاولة لعدم التورط في رد فعل امني وعسكري على خطوة ((حماس)). واشنطن تطرح مقاومة ما حدث بالحصار الاقتصادي، وبتقوية حكومة محمود عباس . في لبنان لا يوجد قرار دولي او حتى اقليمي بتفكيك مخيم الاعتصام في الساحتين في وسط المدينة بالقوة. السياسة الدولية على عكس ما يشاع، تحاول الامساك بأعصابها.

تدرك واشنطن، والكلام للدبلوماسي، ان كل ما خلا ضرب ايران هو عمل يؤدي الى اذكاء لعبة جعل الازمة في المنطقة ذات طرفين: ايران – الولايات المتحدة الاميركية. نتائج حرب تموز/يوليو اكدت هذا المفهوم.. تداعيات الخطة الامنية التي اعلنتها واشنطن في بغداد بداية هذا الصيف اكدت ايضاً هذه النظرية. ان ايران الطرف الثاني في الازمة تستفيد من التصعيد الامني، لتأكيد دورها كندٍ في الصراع ضد اميركا في المنطقة.

وبرأي الدبلوماسي، لم يعد هناك الكثير من المبادرات العسكرية في الاجاندة الاميركية الخاصة بالمنطقة قوات ((اليونيفيل)) انتشرت في جنوب لبنان. الجيش العراقي بلغ اقصى حد ممكن من القوة، تسليح اسرائيل الاستراتيجي بلغ ذروته بصفقة الثلاثين مليار دولار الاخيرة. الحشد البحري العسكري والجوي الاميركي في الخليج العربي الموجود، حالياً، غير مسبوق.


اجندة اميركية

ويكشف الدبلوماسي انه منذ فترة، هناك اجندة عمل اميركية خفية في المنطقة، وهي تشجيع الخطوات السياسية الوازنة ضمن الصراع. في لبنان الخطوة الاميركية المقبلة ضمن هذه الاستراتيجية هي اجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده وبآلية النصف ((زائد واحد)) اذا تعذر نصاب الثلثين التوافقي. والرئيس العتيد المطلوب اميركياً في الحالتين، هو قطب ماروني من 14 اذا/مارس او مؤمن بخيارها السياسي.

يضيف، ثمة ((ورقتان رابحتان)) ستستعملهما اميركا لتحقيق هذا الهدف:

الورقة الاولى ، اعلان الحرب المالية على الطبقة السياسية اللبنانية التي تساير اجندة سوريا بخصوص الاستحقاق الرئاسي. وعنوانها، ((تجميد اموال سياسيين ونواب و أقطاب من كل الطوائف سيسيرون في خطة منع حصول الانتخاب بالنصف ((زائد واحد)) او سيساعدون على تهريب الثلثين لمنع حدوث جلسة الانتخاب)).

ويوجد على هذه اللائحة اسم رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب ميشال عون وغيرهما. وبإختصار ما حدث من تمنع بري بخصوص عدم فتح باب المجلس النيابي لاقرار المحكمة الدولية، لن يتكرر بدون ثمن يدفعه بري ومن معه هذه المرة. وبحسب الدبلوماسي عينه فإنه يوجد الآن لدى السفارة الاميركية في بيروت لائحة بـ 18 شخصية مرشحة لتجميد اموالها في اميركا تحت عنوان مسايرة السياسة السورية في لبنان، بينهم ممولون للوزير السابق وئام وهاب وآخرون .

الورقة الثانية، هي اضافة اسم حزب الله على لائحة الارهاب الاوروبية. وسيأتي موعد اعلان هذه الخطوة بعد اعلان فشل المبادرة الفرنسية في اواخر شهر آب/اغسطس الحالي.

الرئيس نيكولا ساركوزي لا يريد مبادرة جديدة في لبنان، بل توقيع اسمه على مبادرة سلفه جاك شيراك. الهدف هو اعطاء انطباع قوي بأنه هنا انتهى شيراك وهنا يبدأ ساركوزي. وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس، تتفهم هذا الامر، ولكن البنتاغون يخشى من ان يؤدي مراعاة هذا الامر الشكلي عند ساركوزي الى اعطاء انطباع خاطئ عند اطراف المعارضة ولدى سوريا.

حتى نهاية آب/ اغسطس سيكون بامكان ساركوزي التوقف عن سياسة تضييع وقت وزير خارجيته بلعبة تحريك السراب اللبناني. ولكن هناك في باريس من يقول: ليس هناك ضرر في متابعة التحرك ولكن عبر مبعوث آخر غير وزير الخارجية برنار كوشنير. ويخفي ذلك حرصاً على عدم الحاق هزيمة دبلوماسية بكوشنير المرشح للقيام بهذه المهمة فيما لو وافق ساركوزي هو شخصية مقربة من وزارة الدفاع التي لديها حوار مع شركات الاسلحة الفرنسية من اجل مد دول عربية بالسلاح. في الحقيقة فرنسا تريد ارسال تاجر سلاح يرتدي ثياباً دبلوماسية.

حرب مخيم نهر البارد، والكلام دائماً للدبلوماسي عينه، هي دليل آخر على فشل سياسة واشنطن بعدم تسليح جيوش الدول العربية. الجيش اللبناني يقاتل بسلاح معنوي. هكذا استنتج الاميركيون المصرون على تقنين تسليحه، وجهات في البنتاغون تطالب بمد الجيش بسلاح لا يتناقض مع امن اسرائيل. ويجيب المقتدرون في ادارة بوش، ((من يضمن ان هذا السلاح لن ينتقل لحزب الله في ظروف معينة)). لكن حقيقة الموقف الاميركي من هذه القضية، تقع في مكان آخر: سوق التسلح في لبنان صغير ولا يستأهل ان تنشأ من اجل مد جيشه بالسلاح قوة ضغط من اقطاب شركات صناعة الاسلحة في اميركا. والسياسيون يفضلون ان يبيعوا اسرائيل موقف التحفظ من بيع لبنان سلاح.

ومن الامور غير المعروفة على نطاق واسع، انه داخل اللوبي الاميركي الصناعي، من هو منـزعج من توسيع عمل قوات الامم المتحدة في العالم العربي وفي مجمل منطقة الشرق الاوسط. هذه القوات تأتي بسلاحها معها، ومعظمها مصنع محلياً في بلدان جنودها وتنتمي في الغالب الى العالم الصناعي. اللوبي الصناعي السلاحي في اميركا (يسأل لمن نبيع صناعاتنا من السلاح))؟ .

جرأة توريد صفقات اسلحة استراتيجية الى العالم العربي. هذه الصفقات ستجعل اللوبي الصناعي الاميركي يصمت لمدة ثلاثة اعوام على ابعد تقدير، وبعد ذلك سوف يثار من جديد السؤال: لمن تبيع اميركا صناعاتها العسكرية.

في مقابل ذلك تفيد تقارير ان ايران ستتحول في الفترة المقبلة الى مصدر سلاح لتنظيمات كبيرة تعمل في دول تسودها فوضى. باختصار ستصبح اكبر تاجر اسلحة في السوق السوداء . ومداخيل هذه السوق ستكون كبيرة فيما لو ازدهرت الفوضى التي تستدرج تدخلاً دولياً يستطيع حماية الستاتيكو القائم من جهة وتستدرج من جهة ثانية حرب عصابات متطورة طويلة المدى وقابلة للحياة والتواجد. المشكلة هنا ان الفوضى اصبح لها مصالحها في السوق العالمي . المال مادة اخرى لصراع جديد دشنته الازمة العراقية.. وشيئاً فشيئاً يصبح جزءاً من اقتصاد الحرب الباردة الجديدة.

ما تقدم وجهة نظر عن الصراع الخفي داخل المواجهة المعلنة، من فلسطين الى العراق فأفغانستان فالصومال مروراً بلبنان.

ناصر شرارة



http://futuremovement.org/forum/images/aria/buttons/post_thanks.gif (http://futuremovement.org/forum/post_thanks.php?do=post_thanks_add&p=324239)

March14Forces
08-18-2007, 07:52 AM
تفتح ملف المخيمات الفلسطينية (1)
((عين الحلوة)) عاصمة القرار السياسي والأمني للشتات:
بؤس وسلاح وأصوليات






يشكّل اللاجئون الفلسطينيون في لبنان ما نسبته 11 في المئة من مجموع سكان لبنان، وبحسب احصاءات غير رسمية، يزيد عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان عن حوالى اربعمئة الف نسمة يقيم اكثر من نصفهم في اثني عشر مخيماً مسجلاً رسمياً وهي: عين الحلوة، البص، الرشيدية، برج الشمالي، نهر البارد، البداوي، شاتيلا، برج البراجنة، مار الياس، ضبية، ويفل – الجليل، المئة ومية.

اما باقي اللاجئين، فيقيمون في بعض القرى والمناطق اللبنانية، وفي نقاط او تجمعات سكنية، منها القاسمية، المعشوق، البرغلية، جل البحر، شبريحا، ابو الاسود، عدلون، تعلبايا وغيرها.

((الشراع)) تفتح ملف المخيمات الفلسطينية في لبنان، وعلى عدة حلقات، لتسليط الضوء على واقعها بعد التطورات السياسية والامنية والاجتماعية والجغرافية والديموغرافية التي حصلت فيها منذ عام 1984 وحتى الآن.

البداية كانت من المخيم الاكثر بؤساً بين المخيمات والجزيرة الامنية الاكبر في لبنان وهو مخيم عين الحلوة.

وثمة من يضع هذا المخيم في هذه المرحلة تحت مجهر المراقبة بعد المعارك الدامية التي ما زالت تدور في مخيم نهر البارد، والخوف من انتشارها او انتقالها الى عين الحلوة، خاصة بعد ان حدثت عدة معارك بين عناصر جند الشام والجيش اللبناني، ريثما يتم جلاء المزيد من التطورات.

يقع مخيم ((عين الحلوة)) الى جنوب مدينة صيدا، وسمي بـ ((عين الحلوة)) نسبة الى المياه العذبة التي كانت موجودة حين انشائه، وهو من اكبر المخيمات في لبنان واكثرها تصويراً للخارطة السياسية والاجتماعية الفلسطينية في الشتات الفلسطيني، تأسس المخيم سنة 1951 أي بعد مرور ثلاث سنوات على نكبة فلسطين عام 1984، وتبلغ مساحته رسمياً كيلومتراً مربعاً واحداً، يقطنه ما يزيد عن 70 ألف نـزحوا من تل الزعتر وبرج حمود والنبعة ومن النبطية بعد ان دمرت اسرائيل مخيمها، وأصبح يشكل اكبر كثافة سكانية في اصغر مساحة من الارض. وللمخيم اربعة مداخل رئيسية، الاول في الشارع الفوقاني قرب مستشفى صيدا الحكومي والثاني من الشارع التحتاني من تعمير عين الحلوة والثالث من الغرب لجهة حسبة صيدا والرابع من الجنوب لجهة درب السيم. يقطعه طولاً شارعان رئيسيان الفوقاني والتحتاني.

وكما هو الحال في كافة المخيمات الفلسطينية في لبنان، فإن توزع السكان داخل المخيم، تم على اساس القربى العشائرية او العائلية او المناطقية، لذلك انقسم المخيم ديموغرافياً الى احياء او تجمعات سكنية يسمى كل واحد منها باسم البلدة او القرية التي جاء منها الفلسطينيون الى المخيم، وأهم الاحياء الموجودة فيه هي: حطين، طبريا، غرين، لوبيا، عرب، شعب، السميرية، الصفصاف، الرأس الاحمر، كويكات، سعسع، عين الزيتون، طيطية، الناعمة، الحلوة، الطيري، الدير، عرابي، كساير..

تتألف غالبية العائلات القاطنة في المخيم من النازحين الفلسطينيين الذين قدموا الى لبنان اثر نكبة فلسطين العام 1948 من القرى والبلدات الواقعة شمالي فلسطين، وأهمها: الخطيب، المقدح، يونس، ابو الهيجا، ابو الكل، حمد، الشايب، صالح، خليل، حميد، ايوب، علي، عوض، حليحل، ابراهيم، الشابات، طافشي، الافندي، الأسدي، ذياب، الصنوبر، الزرعيـني، شحادة، سنيتي، فرهود، دهشة، هريش، العقبة، شمالي، حجاج، بليبل، كردية، زعموت، زيدان، مبالي، حوراني، قاسم، مرعي، فريحة، سعدي، شعيب، حجير، طحيبش، عبدالغني، مناع، الجمال، اليوسف، عباس، عيسى، بلعوس، حيدري، ابو سويد، الرفاعي، الخ..

تشترك كافة احياء المخيم في انها تكتظ بكثافة سكانية، وبعض الاحياء لا يتجاوز عرض زواريـبها ثلاثة ارباع المتر، وأغلب هذه الزواريب مفروشة بالباطون.



نسبة بطالة مرتفعة

يمتاز مخيم عين الحلوة بارتفاع نسبة البطالة بين صفوف سكانه، وبخاصة بين صفوف الشباب، وتقدر مصادر مطلعة ان نسبة البطالة في المخيم تجاوزت الـ 60 في المئة، خاصة بعد تدني نسبة التقديمات التي كانت الفصائل تمنحها للمنضوين في اطارها.

ويعتمد اهل المخيم في تحصيل معاشهم على الموارد التالية:

- التفرغ في المنظمات الفلسطينية، والقوى الاسلامية، وهؤلاء يشكلون نسبة عالية من الشباب.

- عمالة غير دائمة في قطاعات الزراعة والبناء.

- تحويل المهاجرين من ابناء المخيم في الدول العربية، وهي محدودة.



الوضع المعيشي

في العام الماضي، دخلت الحكومة اللبنانية الى المخيم للمرة الاولى منذ نشأته رسمياً عبر اللجنة الوزارية التي شكلتها لهذه الغاية، وعاينت الوضع المزري لحياة اللاجئين فيه، ولكن لم يتغير شيء، علماً انه سبق وشهد المخيم هجمة كبيرة لممثلي الدول المانحة لمساعدات ((الاونروا)) عقب اتفاق اوسلو عام 1993، ويقول مصدر فلسطيني معني بالوضع الاجتماعي داخل مخيم عين الحلوة انه تصافرت ثلاثة عوامل جعلت من حياة ابناء المخيم صعبة، اولها ((الاونروا)) التي تراجعت خدماتها الصحية والتربوية والاجتماعية، والمنظمة التي قلّصت خدماتها في اعقاب اتفاق اوسلو، حيث اعطت الاولوية لتمكين السلطة في الداخل على حساب احتياجات اللاجئين، والدولة اللبنانية التي لم تمنح حتى الآن الحقوق المدنية والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين رغم الوعود الكثيرة.

ويضيف المصدر الفلسطيني ان البنى التحتية في المخيم قديمة جداً ومهترئة، وكذلك الحال بالنسبة لشبكات المياه ومجاري الصرف الصحي، ومؤخراً وعدت وكالة الاونروا اللجان الشعبية الفلسطينية بتنفيذ مشروع البنى التحتية، اما شبكة الكهرباء فهي مرتبطة بالدولة اللبنانية، وغالباً ما يكون المخيم عرضة لتقنين قاس مع كل ازمة كهرباء، النفايات تجمع بواسطة عمال من خلال عربات يدوية، وترمى في مكبات من جهات المخيم الاربع ثم تنقل الى مكب صيدا، وتتكفل وكالة الاونروا بهذا العمل.. وحتى اليوم، لا توجد في المخيم شبكة هاتف عادية، وقد برر المصدر عينه السبب بأن الدولة تخشى عدم تسديد الفواتير.



مركز القرار

يعتبر مخيم عين الحلوة تجمعاً للجماعات والتنظيمات الاصولية والقوى السياسية الوطنية والاسلامية، وهو يؤدي دوراً قيادياً مباشراً في مخيمات الجنوب خوّله ان يكون مركز القرار، ويطلق عليه لقب ((عاصمة الشتات الفلسطيني))، بحيث ان مصير هذا الشتات يتقرر داخل هذا المخيم الذي بات ساحة صراعات ومساحة لحروب الآخرين، وتتواجد فيه كل القوى الفلسطينية على الساحة اللبنانية، وقد ادى هذا التنوع الى تكريس معادلة الامن بالتراضي، اذ يتولى الكفاح المسلح الفلسطيني مسؤولية حفظ الامن والحواجز العسكرية عند المداخل الرئيسية الاربعة، وثمة توازن رعب فيه بين الفصائل والقوى على اختلافها، وقد شبهها البعض بالمثلث: فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، فصائل التحالف، والقوى الاسلامية.



فصائل المنظمة

تعتبر حركة فتح من أبرز فصائل المنظمة وأكبرها، وهي تعتبر المرجعية لها ولكل فصائل المنظمة، وساعدها في ذلك موافقة الدولة اللبنانية على افتتاح مكتب رسمي لها في بيروت برئاسة عباس زكي، ويتولى رئاسة قيادة الحركة اللواء سلطان ابو العينين، وقد سبق وتعرضت حركة فتح لانشقاقات عديدة ابرزها اسفر عن ولادة ((فتح الانتفاضة)) عام 1983، ثاني فصائل المنظمة ((الجبهة الديموقراطية)) التي انشقت عن ((الجبهة الشعبية)) وتتميز بالحضور القوي ويتولى المسؤولية فيها علي فيصل، ثالث فصائل المنظمة هي ((جبهة التحرير الفلسطينية)) وتعتبر من كبرى الفصائل، لها نفوذ قوي، وجمهور واسع ومسؤولها في لبنان صلاح اليوسف، رابع الفصائل ((الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين)) ومسؤولها في لبنان مروان عبد العال وقد تراجعت مؤخراً بعدما كانت تعتبر من أبرز الفصائل. الخامسة ((جبهة النضال الفلسطيني)) ومسؤولها في لبنان تامر عزيز السادسة ((الجبهة العربية الفلسطينية)) ومسؤولها في لبنان ابو عماد الحاج، السابعة ((جبهة التحرير العربية))، ومسؤولها في لبنان سمير سنونو كما يوجد حضور لحزب الشعب الفلسطيني ومسؤوله في لبنان غسان ايوب.



فصائل التحالف

من أبرز وأكبر فصائل التحالف حركة ((حماس)) وقد استطاعت اثبات نفوذها السياسي داخل المخيم لأنها لا تعتمد على العنصر العسكري، لكن بعد فوزها بالانتخابات التشريعية وتشكيل حكومة، اصبحت تعتبر نفسها شريكاً في القرار الفلسطيني، وممثلها في لبنان اسامة حمدان، ثاني فصائل التحالف هي حركة الجهاد الاسلامي، وممثلها في لبنان ابو عماد الرفاعي، كذلك تضم فصائل التحالف الجبهة الشعبية - القيادة العامة التي علقت عضويتها في المنظمة في اعقاب الإجتياح الإسرائيلي، مسؤولها في لبنان أبو عماد رامز.. هذا التحالف عارض اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير وإسرائيل، ويعتبر حليفاً لسوريا.



القوى الإسلامية

تتمتع القوى الإسلامية داخل المخيم بنفوذ قوي، ومن أبرزها ((عصبة الأنصار)) و((جند الشام)) و((أنصار الله)) و((عصبة النور)).

((عصبة الأنصار)) أسسها الفلسطيني هشام الشريدي عام 1985 بعدما كان أسس مجموعات مسلّحة شاركت في معارك شرق صيدا، وهو كان من أطر حركة ((فتح)). وقد اغتيل في 15/12/1991 وتولى أحمد عبد الكريم السعدي الملقب بـ((أبو محجن)) مسؤولية تنظيم عصبة الأنصار، ولكنه توارى بعدما اتهم باغتيال رئيس جمعية المشاريع الخيرية الشيخ نزار الحلبـي عام 1995، وهذا لم يمنع من توسّع نفوذ عصبة الأنصار داخل المخيم، ثم أصبح لهذا الفصيل مساجده وشوارعه وأحياؤه كحي الصفصاف وحي الطوارىء. ومؤخراً لوحظ ان عصبة الأنصار وصلت إلى مرحلة متقدمة من إثبات وجودها، وباتت تشارك الفصائل الفلسطينية في معظم اللقاءات التي تخص المخيم، وبدأت تتراجع عن دور الوسيط بين فتح والمجموعات الإسلامية الأخرى لمصلحة تأكيد دورها كطليعة للقوى الإسلامية المتشددة، وقد شهدت إنشقاقات أبرزها التي قادها عبدالله الشريدي (نجل هشام الشريدي مؤسس العصبة) وأسس ((جماعة النور)) بمبادىء وطروحات أكثر تشدداً، وخاضت معارك عنيفة مع حركة فتح، ثم لاقى عبدالله الشريدي مصير والده، فاغتيل في أيار/مايو عام 2003.. هذا بالإضافة إلى ((الحركة الإسلامية المجاهدة)) التي يرأسها الشيخ جمال خطاب، وهي مصنّفة في خانة الاعتدال، ويتولى إدارتها الشيخ عبدالله حلاق.



جند الشام

أثار ظهور هذا التنظيم عام 2004 تساؤلات عديدة من المسؤولين الفلسطينيين حول الجهات التي تقف وراءه وتموّله، وازدادت هذه التساؤلات بعد ان ربط البعض إسم جند الشام بتفجيرات واغتيالات حصلت داخل مخيم عين الحلوة وخارجه، ويؤكد المصدر الفلسطيني ان المنتسبين إليه هم خليط لبناني – فلسطيني وقد سبق أن أعلن عن هذا التنظيم في بداية عام 2000 بزعامة أبو يوسف شرقية، ووصف أنه من الجماعات المتطرفة التي لها معتقداتها الأصولية التي تكفّر الشيعة، ولا تعترف بالديانة المسيحية، ويكشف المصدر أن تنظيم جند الشام أصبح يضم الآن عناصر كانت تنتمي إلى ((عصبة النور)) التي انشقت بدورها عن عصبة الأنصار، وقد انضم إلى جند الشام أيضاً عناصر أصولية لبنانية تُعرف بـ جماعة الضنية بسبب مشاركتها في المعارك التي حصلت عام 2000 بين أصوليين لبنانيين من جماعة ((التكفير والهجرة)) والجيش اللبناني، وفيما بعد صار اللبناني غاندي السحمراني الملقب بأبي رامز الطرابلسي مسؤولهم المباشر. بعدها أعلن تنظيم جند الشام عن حل نفسه بعد صدور بيان قيل انه ملفّق، يتهمهم باغتيال مسؤول حزب الله في الضاحية الجنوبية غالب عوالي، ليعود إلى الواجهة مجدداً عند ظهور المدعو احمد أبو عدس إثر جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وإعلان مسؤوليته عن الجريمة. أما علاقة جند الشام بحركة فتح فهي متوترة دائماً، ووقعت بينهما معارك عنيفة أدت إلى وقوع العديد من الطرفين، وتتهم حركة فتح، عناصر جند الشام بأنهم موالون لفتح الإسلام. وانحصر تواجد جند الشام في ما تبقى من تعمير عين الحلوة. أما أنصار الله، فهو تنظيم إسلامي فلسطيني، نسج علاقات جيدة مع القوى الإسلامية الأخرى داخل المخيم ومع حركة فتح تحديداً. ومؤخراً برز دور ((الجيش الشعبـي)) الذي يشرف عليه العقيد منير المقدح، وهو أيضاً المشرف العام على ميليشيا فتح.

مخيم عين الحلوة، يمثل أهم تجربة فلسطينية في المنفى، بكل ما فيها من تعقيدات، وصراعات وبؤس وتناقضات، تمتزج فيه الأفكار المتطرفة والمعتدلة والاصولية والعلمانية.

تحقيق هلا بلوط