تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المأزق العوني الجديد في مواجهة الأغلبية المسيحية... والأكثرية النيابية



14_Azar
08-14-2007, 09:47 AM
المأزق العوني الجديد في مواجهة الأغلبية المسيحية... والأكثرية النيابية







أديب عزيزي (*)
أهم ما انتجته الانتخابات النيابية الفرعية في المتن هو نزع الغطاء الأكثري المسيحي عن الجنرل ميشال عون أمام الرئيس أمين الجميّل، وسقوط مقولة تمثيله لـ72% من أصوات المسيحيين في لبنان، وإذا كان الجنرال عون قد أضاف الى كتلته النيابية نائباً جديداً، فإن هذا النائب الماروني الجديد فاز بأصوات المجنسين السوريين والناخب الشيعي إضافة الى الصوت الأرمني، فإنه غير قادر على إلغاء دور الأكثرية النيابية في اللعبة السياسية، كما لا يمكنه دفع ماكينة الأقلية الى الأمام، بمعنى آخر فالنائب الجديد المحسوب على الفريق المعارض حيناً والمعطل أحياناً والذي دعمه بقوة في الانتخابات الفرعية قد أفاد الحكومة لأنه كرس شرعيتها ودستوريتها من خلال القبول والمشاركة في الانتخابات الفرعية في المتن، حيث لا يمكن على الأقل للتيار الوطني الحر من الآن وصاعداً وصف حكومة الرئيس فؤاد السنيورة بأنها غير شرعية ودستورية.
أما الرئيس أمين الجميّل والد الشهيد بيار الجميل الذي خاض هذه المعركة الانتخابية بكل جرأة وعناد فيستحق التهنئة لحصوله على أغلبية الأصوات المسيحية، كما يستحق التأييد والدعم للاستحقاق الرئاسي المقبل كونه نال ثلثي أصوات الناخبين المسيحيين ولا سيما الموارنة في انتخابات المتن الفرعية التي كانت بمثابة الاختبار الفعلي للشارع المسيحي في لبنان.
نعم، إن الرئيس أمين الجميل أو من يختاره فريق 14 آذار له الحق الدستوري والشعبي في الترشح لرئاسة الجمهورية، أليس هذا ما كان يُقال عن العماد ميشال عون وحق ترشحه لمقعد الرئاسة، فأي مرشح لمقعد رئاسة الجمهورية تقرره قوى 14 آذار أصبح يملك حالياً النسبة الأعلى من أصوات الناخبين المسيحيين، كما أن حركة 14 آذار بدورها تمتلك الأكثرية الشعبية والنيابية.
ومما لا شك فيه أن الجنرال ميشال عون الذي ظهر على التلفزيون عشية الانتخابات الفرعية محبطاً وغير مرتاحاً لنهاية مشاهد العملية الانتخابية، كونها رسمت عنواناً عريضاً يؤكد سقوط مقولة امتلاكه للأكثرية المسيحية، قد وضع نفسه في المكان الخطأ عندما قرر خوض الانتخابات الفرعية في المتن، لملء مقعد نيابي، شغر باستشهاد نائب ووزير خارج من رحم حزب لبناني يحمل في تاريخه الكثير من المواقف والتضحيات دفاعاً عن الوجود المسيحي ويمثل خطاً لبنانياً استقلالياً سيادياً ضمن جو ضاغط حمل ويحمل في خفاياه أساليب متنوعة في القتل والتفجير والإرهاب، كان من الأفضل والأرقى للجنرال عون لو تجنب هذه المعركة لكان احتفظ على الأقل أمام الرأي العام بوهم تمثيله للأكثرية المسيحية التي كانت يومها فورة عاطفية موقتة تمثلت في انتخابات عام 2005، لكن الغرور السياسي والخيارات الخاطئة التي أقل ما يُقال فيها إنها تأييد وتحالف غير مباشر لقوى تعبث بالأمن اللبناني وتقتل رجالاته الذين يطالبون بالحرية والسيادة والاستقلال وكان آخرهم الشهيدين بيار الجميّل ووليد عيدو، قادت به الى هذه الخسارة السياسية القاتلة التي بات من المؤكد أنها ستكون تمهيد لحصوله على تأشيرة عودة الى باريس، أو ربما هذه المرة الى بلجيكا.
الجنرال ميشال عون خسر في معركته الأخيرة حجته الأقوى أمام شعب لبنان العظيم، فعندما كان يتحدث في السياسة ويسير في خياراته وتحالفاته كان يرتكز الى واقع أساسي وقوي كنا نحن الذين لا نوافقه الرأي نتوقف عنده ونحترم تمثيله للأكثرية المسيحية، أما اليوم وقد تغيرت المعادلة وسقطت كل الأوهام وأصبحت الساحة المسيحية بالتحديد بعد الانتخابات الفرعية في المتن غير ما كانت عليه بالسابق، بات على قوى 14 آذار وكل الوطنيين اللبنانيين الشرفاء الذين يقفون الى جانب دولتهم ومؤسساتها وجيشها الباسل بعدما امتزجت دماء شهداء ثورة الأرز ­ ثورة الاستقلال بدماء الجيش اللبناني دفاعاً عن سيادة لبنان وفي مواجهة الإرهاب وكل أساليب الغدر والقتل والتفجير، السير في عملية الاستحقاق الرئاسي بكل قوة لأنهم يمتلكون أكثرية نيابية وأكثرية شعبية ولا سيما منها المسيحية أخيراً، السلاح الوحيد الذي كان يمتلكه الجنرال عون قد فقده في معركة انتخابات المتن الفرعية ووضع نفسه في مأزق صعب لا بل قاتل في مواجهة الأغلبية المسيحية والأكثرية النيابية، وأفضل ما يمكن القيام به لحفظ ما تبقى من حجم مسيحي له هو في التعاون والسير مع الفريق السيادي فريق قوى 14 آذار وبرعاية البطريرك مار نصرالله بطرس صفير والدخول معاً الى الاستحقاق الرئاسي عبر تسوية مشرّفة تحفظ حق اللعبة الديموقراطية السياسية وتحفظ موقع رئاسة الجمهورية الموقع المسيحي الأول في الشرق العربي. بهذا العمل يمكن أن يصل رئيس جمهورية قوي يحفظ موقع رئاسة الجمهورية، بهذا نكون قد ألغينا تهميش موقع الرئاسة الذي يجب فصله حالياً ومستقبلاً عن مزاجية الرئيس أي رئيس كان، فالرئيس الذي يصبح طرفاً أو فريقاً في أي نزاع لبناني داخلي كما هو حاصل اليوم يكون قد همش موقع الرئاسة وأفقدها وقارها وهيبتها.

(*) اعلامي