14_Azar
08-10-2007, 12:46 PM
معركة رجع الصدى لا نصر ولا عون ولا وهاب؟
الشرق 2007/08/10
الفرد نوار
يُقال هذه الأيام ان الرئيس نبيه بري عاد الى التحرك، من غير ان يصدر عنه ما يوضح نمط تحركه، وهل المقصود حقيقة استعادة المبادرة من الخارج (...) من الجامعة العربية ومن "الام الحنون" فرنسا، حتى وان كان مقتنعاً بان أية مبادرة "لا تحبل في لبنان لن تضع حملها في لبنان".
من هنا يفهم ان رئيس المجلس النيابي رئيس حركة "أمل" مثله مثل أي طرف في المشكلة السياسية السائدة، لكنه ليس كسواه طالما ان بوسعه تحريك اللعبة ساعة يشاء وفي هذا الاتجاه أو ذاك. غير انه يبقى طرفاً، بمعنى ان أي دور يمكن ان يقوم به، لا بد وان يحظى بموافقة تقريرية مسبقة ممن هم معه في الصف المعارض!
وفي حال اختلفت الصورة، من الواجب تحديد نوعية الاختلاف: هل غيّر الرئيس بري سياسته؟ طبعاً لا. هل اصبح مقتنعاً بغير ما كان يصدر عنه ويتمسك به؟ طبعاً لا. هل أدرك وجود استحالة أمام الأخذ بمطالب المعارضة على سلامتها وعلى علاتها في آن؟ طبعاً لا. هل توصل الى ما يجعله قادراً على تغيير وجهة نظر حلفائه وأصدقائه؟ طبعاً لا!!
لذا، يبدو الكلام على ان الرئيس بري بصدد خطوة حوار أو تقارب أم تفاهم، في غير محله، خصوصاً ان قوى 8 آذار عموماً وحزب الله تحديداً لم يصدر عن أي منهما ما يفيد ان المماحكة لم تجد نفعاً ولم تقرّب احداً من احد، بقدر ما عكست سلبيات وباعدت جذرياً بين كل من له علاقة بالازمة شكلاً ومضموناً؟!
والذين يعتقدون عن خطأ أو عن صواب ان من الضروري التفاهم على مخارج مشتركة بين الأكثرية والأقلية، لم يتوصلوا الى ماهية التفاهم على المطلوب، بقدر ما استوعبوا ماهية الخلاف، بدليل ان حزب الله لم يكن ينظر الى الحكومة نظرة غير وفاقية ليصل الى حد إعلان انسحابه منها، وهكذا بالنسبة الى حركة "أمل".
لكن ما طرأ قبل مؤتمر الحوار الوطني وخلاله وبعده، وضع حزب الله في خانة الطرف غير المؤثر في المجريات السياسية، ما أملى عليه اختيار الطريق الأسهل للسير باتجاه فرض خط مختلف أمكنه الوصول إليه من خلال الانقلاب على الحكومة وعلى الحلف الرباعي الذي خاض الانتخابات على أساسه مع جماعة 14 آذار (...)
من المستحيل القول ان نقل حزب الله بندقيته من كتف الى كتف كان عملية سهلة. لكن خيار تحالفه مع التيار العوني جاء بمثابة لعب الورقة الأخيرة طالما انه يعرف مسبقاً ان حصته لن تزيد في السلطة. كذلك فانه كان يعرف مسبقاً ان تنازل قوى 14 آذار عن لعب ورقة أكثريتها النيابية غير وارد. لكن الحزب فضل وضع الأكثرية أمام خيارين أحلاهما مر. الاول خلق مشكلة بين المكونات السياسية لقوى 14 آذار. والخيار الثاني زعزعة الثقة بين المسيحيين.
ولأن تماسك الأكثرية لا يزال على حاله. ولأن الثقة بين مكوناتها لا تزال سائدة، لم يعد أمام حزب الله من خيار ثالث مزدوج يعطي بموجبه حق التصرّف الوزاري لحليفه العوني ولا يتراجع بالتالي عن طرحه فرس رهان في السباق الرئاسي باعتباره "جوكر طائفته والمسيحيين".
أما وقد طرأ ما طرأ عبر الانتخابات الفرعية في المتن، فمن المؤكد ان رهان حزب الله لم يعد كما سبق، على رغم كل ما أثير من غبار حول التباين الارمني وكذلك الخلاف الماروني - الارمني، للتعمية على ما لحق بالتيار العوني من اصابات قاتلة قلصت حجمه من الثلثين الى أقل من النصف دفعة واحدة!
وكل ما يُقال عن ان "الجنرال" لم ولن يتأثر، فهو كلام باطل بدليل ما يصدر عن حلفائه من ايحاءات تدّعي ما ليس بوسع العونيين ادعاءه من مكاسب، خصوصاً ان أرقام المتن قد تكلمت بما ليس بوسع أحد تكذيبه؟!
من هنا يصح القول ان ما سبق للمعارضة ان رفضته، قد حصل في زمن "العز العوني". اما وقد تزعزعت الجدران والاساسات التي كانت تدعيها أوساط الرابية، فمن المؤكد ان ما يقال عن تحرك داخلي عبر الرئيس بري أو من خلال غيره، هو رجع صدى لما لم يعد بوسع احد في المعارضة الاتكال عليه عبر حسابات عون الشخصية والثنائية!
وما لم تحصل عليه قوى 8 آذار وهي في برج نصرها وعونها ووهابها ومرادها وكرامها وفرنجيتها وحصها والبقية الباقية من أحزابها اللقيطة ومن خوارجها، لن تحصل عليه وهي "خارجة مدممة من معركة اسمها الانتخابات الفرعية في المتن؟!
الشرق 2007/08/10
الفرد نوار
يُقال هذه الأيام ان الرئيس نبيه بري عاد الى التحرك، من غير ان يصدر عنه ما يوضح نمط تحركه، وهل المقصود حقيقة استعادة المبادرة من الخارج (...) من الجامعة العربية ومن "الام الحنون" فرنسا، حتى وان كان مقتنعاً بان أية مبادرة "لا تحبل في لبنان لن تضع حملها في لبنان".
من هنا يفهم ان رئيس المجلس النيابي رئيس حركة "أمل" مثله مثل أي طرف في المشكلة السياسية السائدة، لكنه ليس كسواه طالما ان بوسعه تحريك اللعبة ساعة يشاء وفي هذا الاتجاه أو ذاك. غير انه يبقى طرفاً، بمعنى ان أي دور يمكن ان يقوم به، لا بد وان يحظى بموافقة تقريرية مسبقة ممن هم معه في الصف المعارض!
وفي حال اختلفت الصورة، من الواجب تحديد نوعية الاختلاف: هل غيّر الرئيس بري سياسته؟ طبعاً لا. هل اصبح مقتنعاً بغير ما كان يصدر عنه ويتمسك به؟ طبعاً لا. هل أدرك وجود استحالة أمام الأخذ بمطالب المعارضة على سلامتها وعلى علاتها في آن؟ طبعاً لا. هل توصل الى ما يجعله قادراً على تغيير وجهة نظر حلفائه وأصدقائه؟ طبعاً لا!!
لذا، يبدو الكلام على ان الرئيس بري بصدد خطوة حوار أو تقارب أم تفاهم، في غير محله، خصوصاً ان قوى 8 آذار عموماً وحزب الله تحديداً لم يصدر عن أي منهما ما يفيد ان المماحكة لم تجد نفعاً ولم تقرّب احداً من احد، بقدر ما عكست سلبيات وباعدت جذرياً بين كل من له علاقة بالازمة شكلاً ومضموناً؟!
والذين يعتقدون عن خطأ أو عن صواب ان من الضروري التفاهم على مخارج مشتركة بين الأكثرية والأقلية، لم يتوصلوا الى ماهية التفاهم على المطلوب، بقدر ما استوعبوا ماهية الخلاف، بدليل ان حزب الله لم يكن ينظر الى الحكومة نظرة غير وفاقية ليصل الى حد إعلان انسحابه منها، وهكذا بالنسبة الى حركة "أمل".
لكن ما طرأ قبل مؤتمر الحوار الوطني وخلاله وبعده، وضع حزب الله في خانة الطرف غير المؤثر في المجريات السياسية، ما أملى عليه اختيار الطريق الأسهل للسير باتجاه فرض خط مختلف أمكنه الوصول إليه من خلال الانقلاب على الحكومة وعلى الحلف الرباعي الذي خاض الانتخابات على أساسه مع جماعة 14 آذار (...)
من المستحيل القول ان نقل حزب الله بندقيته من كتف الى كتف كان عملية سهلة. لكن خيار تحالفه مع التيار العوني جاء بمثابة لعب الورقة الأخيرة طالما انه يعرف مسبقاً ان حصته لن تزيد في السلطة. كذلك فانه كان يعرف مسبقاً ان تنازل قوى 14 آذار عن لعب ورقة أكثريتها النيابية غير وارد. لكن الحزب فضل وضع الأكثرية أمام خيارين أحلاهما مر. الاول خلق مشكلة بين المكونات السياسية لقوى 14 آذار. والخيار الثاني زعزعة الثقة بين المسيحيين.
ولأن تماسك الأكثرية لا يزال على حاله. ولأن الثقة بين مكوناتها لا تزال سائدة، لم يعد أمام حزب الله من خيار ثالث مزدوج يعطي بموجبه حق التصرّف الوزاري لحليفه العوني ولا يتراجع بالتالي عن طرحه فرس رهان في السباق الرئاسي باعتباره "جوكر طائفته والمسيحيين".
أما وقد طرأ ما طرأ عبر الانتخابات الفرعية في المتن، فمن المؤكد ان رهان حزب الله لم يعد كما سبق، على رغم كل ما أثير من غبار حول التباين الارمني وكذلك الخلاف الماروني - الارمني، للتعمية على ما لحق بالتيار العوني من اصابات قاتلة قلصت حجمه من الثلثين الى أقل من النصف دفعة واحدة!
وكل ما يُقال عن ان "الجنرال" لم ولن يتأثر، فهو كلام باطل بدليل ما يصدر عن حلفائه من ايحاءات تدّعي ما ليس بوسع العونيين ادعاءه من مكاسب، خصوصاً ان أرقام المتن قد تكلمت بما ليس بوسع أحد تكذيبه؟!
من هنا يصح القول ان ما سبق للمعارضة ان رفضته، قد حصل في زمن "العز العوني". اما وقد تزعزعت الجدران والاساسات التي كانت تدعيها أوساط الرابية، فمن المؤكد ان ما يقال عن تحرك داخلي عبر الرئيس بري أو من خلال غيره، هو رجع صدى لما لم يعد بوسع احد في المعارضة الاتكال عليه عبر حسابات عون الشخصية والثنائية!
وما لم تحصل عليه قوى 8 آذار وهي في برج نصرها وعونها ووهابها ومرادها وكرامها وفرنجيتها وحصها والبقية الباقية من أحزابها اللقيطة ومن خوارجها، لن تحصل عليه وهي "خارجة مدممة من معركة اسمها الانتخابات الفرعية في المتن؟!