تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إرجاء إتلاف الزراعات الممنوعة «حتى إشعار آخر»



من هناك
08-09-2007, 03:22 AM
إرجاء إتلاف الزراعات الممنوعة «حتى إشعار آخر»


http://www.al-akhbar.com/files/images/p08_20070809_pic.full.jpg
مزارعون مسلّحون بانتظار المواجهة مع القوى الامنية؟ (أرشيف - وائل اللادقي)

عند التاسعة من صباح أمس كانت القوى الأمنية تنتظر إشارة لتبدأ بعملية إتلاف للأراضي المزروعة بحشيشة الكيف في البقاع التي كان مقرراً أن تستمر شهراً، بدءاً بسهل بلدة دير الأحمر. لكنّ المدير العام لقوى الأمن الداخلي أمر بإرجاء العملية حتى إشعار آخر.


بينما أعلنت الشرطة القضائية إصرارها على الاستمرار في مطاردة تجّار المخدّرات توزّعت القوى الأمنية المشاركة في عملية إتلاف المزروعات الممنوعة منذ أول من أمس على فصائل البقاع الأمنية شمسطار ــــــ طليا ــــــ دير الأحمر ــــــ رأس بعلبك والهرمل استعداداً لانطلاق العملية، وانتظرت فجر أمس ساعات عديدة لتعود بعدها الى مراكزها الأساسية. وعلمت «الأخبار» من مصدر عسكري رفيع أن سبب التأجيل جاء عقب اجتماع تنسيقي في قاعدة رياق الجوية العسكرية حضره ضباط من الشرطة القضائية وفرع المعلومات والجيش اللبناني، وجرى فيه عرض معلومات عن «استعدادات مسلحة من المزارعين للتصدي لقوى الأمن الداخلي والجيش أثناء قيامهم بمهماتهم الأمنية».


وفي التفاصيل، أفاد مصدر أمني لـ«الأخبار» أن العملية أُجلت بسبب ورود معلومات عن تجهيز الأراضي المزروعة بالحشيشة بالألغام، الأمر الذي يتطلب تدخل فوج الهندسة في الجيش، إضافة الى مؤازرته القوى الأمنية في عمليتها. لكن الجيش «اعتذر عن المساعدة بسبب مسؤولياته الكبيرة: فهو يقاتل في نهر البارد منذ أشهر، وهو مسؤول عن الأمن والنظام على كل المناطق اللبنانية وخصوصاً أن البلاد على أبواب استحقاق رئاسة الجمهورية».



تهديد أصحاب الجرارات

أما السبب الآخر لتأجيل العملية بحسب مصادر متابعة فهو امتناع بعض أصحاب الجرارات الزراعية عن المشاركة مع القوى الأمنية في الإتلاف بسبب التهديدات المتكررة من مزارعي الممنوعات لأصحاب الجرارات إذا ما ساعدوا قوى الأمن وصلت الى التهديد بالقتل. أصحاب الجرارات الزراعية أفادوا «الأخبار» امتناعهم عن المشاركة، وكلٌّ كانت له أسبابه، وبدوا كأنهم الحلقة الأضعف في هذه القضية حيث تُستخدم جراراتهم خلال هذه العملية ببدل مادي هو مئة الف عن كل يوم عمل يبدأ من التاسعة صباحاً حتى الرابعة بعد الظهر، وهي لا تكفي ثمن المازوت حيث يبدو العمل تطوعياً بحسب ما يقول المزارع فضل الله خير الدين متساءلاً: كيف إذا كان هناك تهديد لحياتنا، ويكمل «لن أشارك في هذه العملية ولا أريد وجع الرأس». أما هاشم ع. فيؤكد رفض المشاركة في عملية الإتلاف ليس بسبب التهديد بل لأنه مع زراعة الحشيش ما دامت الدولة لم تؤمّن البديل المناسب لمزارعي المنطقة الذين سئموا ما سمّاه «الوعود العرقوبية». ويقول عصام ش. ساخراً: «نتمنّى أن يباشروا الإتلاف بداية أيلول، في إشارة غير مباشرة إلى أن مزارعي الحشيش حتى ذلك التاريخ يكونون قد انتهوا من جني محصولهم. أما أبو محمد ش. فتمنى أن يترافق الموعد الجديد لبدء عملية إتلاف الحشيشة مع قرار جدي من الحكومة بإيجاد بدائل لزراعة المخدرات وأضاف «أنا زرعت الحشيشة هذا العام لأنها الخيار الوحيد المتاح أمامنا لتسديد ديوننا ولأن الفقر لا يطاق».


تدريب للمواجهة!
خبر إرجاء عملية إتلاف أراضي الحشيشة تلقاه المزارعون بشيء من الفرح و«انتصار مطالبهم»، لكن مصدراً متابعاً لعمليات الإتلاف أكّد تأجيلها لبضعة أيام فقط لا بشكل نهائي.
وكانت منطقة البقاع قد شهدت في الأسبوع الماضى اعتصامات للمزارعين «حذّروا خلالها من دخول قوى الأمن الى المنطقة بغية إتلاف الحشيشة المزروعة وهدّدوا بالوقوف في وجهها حتى لو أدى ذلك إلى إراقة دماء». وكانت قد توافرت معلومات لدى الأجهزة الأمنية، بعد الإعلان عن عمليات الإتلاف، أن أبناء بعض العشائر أجروا اتصالات مع شبان من المزارعين في بلدة دير الأحمر وجوارها، وقاموا في بلدة دار الواسعة بتدريبات عسكرية للتصدي لقوى الأمن. وأشاروا إلى أنهم قد جهّزوا لهذه الغاية أسلحة حربية مختلفة وقذائف ار بي جي. وعلى صعيد متصل، توافرت ً معلومات أمنية عن احتمال قيام بعض المزارعين بقطع الطريق العام عند مفرق بريتال وطليا حورتعلا إذا ما دخلت القوى الأمنية الى الأراضي المزروعة.