تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : يا واقفًا....



منال
08-08-2007, 04:32 AM
يا واقفًا....



للشاعر الدكتور/ عبدالرحمن العشماوي

ما لي أراك تقلبُ النظرا *** وكأن عينك لا ترى أثرا؟
وكأن قلبك لا يحس بما *** يجري ولا يستشعر الخطرا

وكأن ما في الكون من عبرٍ *** ومن المواعظ واجهت حجرا
ما لي أراك عقدتَ ألوية *** للوهم ساقت نحوك الكدرا؟

أو ما ترى شمس الضحى وإذا *** جن الظلام أما ترى القمرا؟
أو ما ترى الأرض التي ابتهجت *** أو ما ترى النبع الذي انحدرا؟


يا هارباً من ثوب فطرته *** أو ما ترى الأشواك والحفرا؟
أو ما ترى نار الظلال رمت *** لهباً إليك وأرسلت شررا؟



ما لي أراك كريشة علقت *** ببنان مرتعشٍ رأى الخطرا؟
تصغي لقول المصلحين وإن *** فُتِحَ المجال، تبعتَ من فجرا

إن أحسن الناس اقتديت بهم *** وإذا أساؤوا تتبع الأثرا
أتظل بين الناس إمعة *** يسري بك الطوفان حيث سرى؟

عجباً أما لك منهج وسط *** كمحجةٍ نبراسها ظهرا؟
يا ساكناً في دار غفلته *** متوارياً وتعاتب القدرا

أنسيت أن الأرض حين ترى *** الجفاف ترقب المطرا؟
أنسيت أن الغصن يسلبه *** فصل الخريف جماله النضرا

ما لي أراك مذبذباً قلقاً *** حيران يشكو طرفك السهرا؟
هذا قطار العمر، ما وقفتْ *** عرباته يوماً ولا انتظرا

فإلى متى تبقى بلا هدفٍ *** اسماً كأنك تجهل السفرا؟
هبت رياح المرجفين على *** إسلامنا، فلتحسن النظرا

أو ليس للقرآن جلجلة *** في قلبك الشاكي الذي انفطرا؟
أجزعت؟ كيف وديننا أفق *** رحب وأدنى ما لديك ذرا؟!

خسر الجزوع وإن سعى سعياً *** نحو المراد، وفاز من صبرا
الأرض كل الأرض ترقبنا *** وتقول: هذا بابي انكسرا

لم تسلك الدرب الصحيح فهل *** ترجو النجاة وتطلب الظفرا؟
إن الكريم إذا أساء بلا قصدٍ *** وأخطأ تاب واعتذرا

هذي بلادك، ذكرها عَطِرٌ *** فبها تسامى المجد وازدهرا
رفعت لواء الحق منذ هوت *** أصنامها وضلالها اندحرا

هي واحة الدنيا فكم نشرت *** ظلاً على من حج واعتمرا
فافخر بها إن المحب إذا *** صدق الهوى بحبيبه افتخرا

دع عنك من ماتت مشاعره *** وفؤاده في حقده انصهرا
أرأيت ذا عقلٍ يمد يداً *** نحو التراب ويترك الثمرا؟

فإلى متى أبقى تدنسني *** مدنية، وجدانها كفرا؟
ولديكم الإسلام ينقذني *** مما أعاني يدفع الخطرا

الأرض تدعونا أنتركها *** ونكون أول عاشقٍ هجرا؟
يا واقفاً والركب منطلقٌ *** أو ما ترى الأحداث والعبرا؟

أو ما ترى في العصر عولمةٌ *** جلبت إليك بنفعها الضررا
ولديك مفتاح الصعود بها *** إن لم تكن ممن بها انبهرا

عد يا أخي فالبحرُ ذو صَلَفٍ *** كم مركبٍ في موجه انغمرا
كن واضحاً كالشمس صافية *** بيضاء يجلو نورها البصرا