تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عمرو خالد وصناعة نموذج الإسلام الأمريكانى



هنا الحقيقه
08-02-2007, 02:07 PM
محمد إبراهيم مبروك


القاهرة في 1 أغسطس 2007م
http://www.islamicnews.net/Public/Media/2007-05-10_86936A26-9FB3-40A9-8DD4-A4B323909AF7.jpg المعايير التي يجب الاحتكام إليها في نقد ظاهرة عمرو خالد

قد تكون مشكلة المشاكل بين ناقدي "عمرو خالد" والمدافعين عنه، هي غياب المعايير المتفق عليها بينهما؛ لأنه لو ثبتت هذه المعايير لكان الخلاف محض افتراء من أحد الطرفين، حيث أن التطبيق العملي لتلك المعايير بشأن الحالة التي نحن بصددها لا يعد كونه تطبيقاً تلقائياً لها.

وتبرز أهمية تثبيت المعايير من ناحية كون أن الجانب الأعظم من مريدي "عمرو خالد" لا يكادون يعرفون شيئاً لا عن الإسلام أو غيره.

وتنقسم هذه المعايير إلى: المعايير الاعتقادية، ومعايير الكليات الإسلامية، ومعايير الواقع.


المعايير الاعتقادية

ومن الطبيعي أن تكون المعايير الاعتقادية هي أهم المعايير التي نحتكم إليها في موضوعنا هذا دون أن يعني ذلك أننا سنستعرض أسس العقيدة الإسلامية هنا ولكن سوف نذكر باختصار أهم هذه الأسس التي بدا واضحاً انحراف دعوة عمرو خالد عنها.


* التوحيد:

لا شك أن التوحيد هو أهم أسس العقيدة الإسلامية وهو يعني ثلاثة أمور أولها: أن الله وحده لا شريك له هو الذي خلقنا وخلق العالم أجمع وهو رب الناس أجمعين وهو مالك الأمر في هذا العالم كله لا شريك له في ملكه ولا معقب له في حكمه.

وثانياً: أنه لا عبودية إلا لله سبحانه وتعالى وهذا يعني أمرين أولهما : أن الله وحده لا شريك له هو الذي توجه إليه دون سواه جميع الشعائر والأعمال التعبدية من صلاة ودعاء وتوكل وخوف ورجاء واستعانة ، أما الثاني : فيعني أن الله وحده لا شريك له هو الحاكم الآمر الذي نتلقى منه الشرائع التي تحكم كل قضايانا وأمور حياتنا ونظام معيشتنا وكل ما يتعلق بدنيانا من سياسة واقتصاد وقواعد اجتماعية وغير ذلك من الأمور.

وكل ذلك يلخصه قوله تعالى: "إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ" [الفاتحة : 5].

يقول "ابن تيمية" عن هذا التوحيد الذي يُسمى توحيد الألوهية: "وهذا التوحيد هو الفارق بين الموحدين والمشركين، وعليه يقع الجزاء والثواب في الأولى والآخرة، فمن لم يأتِ به كان من المشركين"(1).

وثالثها : الإيمان بالذات الإلهية كما تحدثت عنها النصوص الإسلامية وليس النصوص المستمدة من أي دين أو فلسفة أخري .
والخلاصة في هذا المعنى هو أننا لا يحق لنا أن نصف الله إلا بما وصف به نفسه. وعدم الإلتزام بذلك يعني الإنحراف عن قواعد التوحيد كما جاء بها الإسلام.

وقد تواطر العلماء على التعبير عن هذه المعاني بالمصطلحات التالية كما وردت في شرح قاضي القضاة ابن العز الحنفي 731: 792هـ علي متن العقيدة الطحاوية :

التوحيد يتضمن ثلاثة أنواع :

أحدها : الكلام في الصفات

والثاني: توحيد الربوبية وبيان أن الله وحده خالق كل شيء .

والثالث: توحيد الألوهية وهو استحقاقه سبحانه وتعالي أن يعبد وحده لا شريك له"(2).


* ما يوجبه الإيمان بالرسل:

والإيمان بالرسل صلوات الله عليهم هو الأساس الثاني للعقيدة الإسلامية وما يهمنا هنا هو ما ينبغي على الإنسان اتباعه تجاه الأنبياء والرسل فضلا عن التصديق بنبوتهم يقول الإمام ابن تيمية، في كتابه "الصارم المسلول على شاتم الرسول، في ذلك:

" إن الله سبحانه وتعالي أوجب لنبينا صلى الله عليه وسلم علي القلب واللسان والجوارح حقوقاً زائدة على مجرد التصديق (بنبوته) .

كما أوجب سبحانه علي خلقه من العبادات علي القلب واللسان والجوارح أموراً زائدة علي مجرد التصديق به سبحانه ، وحرم سبحانه لحرمة رسوله – مما يبيح أن يفعل مع غيره – أموراً زائدة علي مجرد التكذيب بنبوته .

فمن ذلك : أنه أمر بالصلاة عليه والتسليم بعد أن أخبر أن الله وملائكته يصلون عليه والصلاة عليه تتضمن ثناء الله عليه ، ودعاء الخير له ، وقربته منه ، ورحمته له ، والسلام عليه يتضمن سلامته من كل آفة ، فقد جمعت الصلاة عليه والتسليم جميع الخيرات ، ثم إنه يصلي سبحانه عشراً على من يصلي عليه مرة واحدة حضاً للناس علي الصلاة عليه ؟، ليسعدوا بذلك ، وليرحمهم الله بها .

ومن حقه: أن يكون أحب إلي المؤمن من نفسه وولده وجميع الخلق كما دل علي ذلك قوله سبحانه: " قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ..." [التوبة : 24].

ومن ذلك: أن الله أمر بتعزيزه وتوقيره فقال: (وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ) [الفتح : 9]، والتعزيز: اسم جامع لنصرته وتأييده ومنعه من كل ما يؤذيه، والتوقير: اسم جامع لكل ما فيه سكينة وطمأنينة من الإجلال والإكرام وأن يعامل من التشريف والتكريم والتعظيم بما يصونه عن كل ما يخرجه عن حد الوقار .

ومن ذلك: أنه حرم التقدم بين يديه بالكلام حتي يأذن، وحرم رفع الصوت فوق صوته، وأن يجهر له بالكلام كما يجهر الرجل للرجل، وأخير أن ذلك سبب حبوط العمل، فهذا يدل علي أنه يقتضي الكفر، لأن العمل لا يحبط إلا به، وأخبر أن الذين يغضون أصواتهم عنده هم الذين خلصت قلوبهم للتقوى، وأن الله يغفر لهم و يرحمهم، وأخبر أن الذين ينادونه وهو في منزله لا يعقلون ، لكونهم رفعوا أصواتهم عليه، ولكونهم لم يصبروا حتى يخرج ، ولكن أزعجوه إلي الخروج.

ومن كرامته المتعلقة بالقول : أنه فرق بين أذاه وأذى المؤمنين فقال تعالي :

(إِنّ الّذِينَ يُؤْذُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللّهُ فِي الدّنْيَا والآخرة وَأَعَدّ لَهُمْ عَذَاباً مّهِيناً) [الأحزاب - الآية: 57].

(وَالّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُواْ فَقَدِ احْتَمَلُواْ بُهْتَاناً وَإِثْماً مّبِيناً) [الأحزاب - الآية: 58].

وقد تقدم في هذه الآية ما يدل علي أن حد من سبه القتل ، كما أن حد من سب غيره الجلد.

هذا إلى خصائص له أخر يطول تعدادها(5).


* الولاء والبراء:

يقول الشيخ صالح الفوزان: "من أصول العقيدة الإسلامية أنه يجب على كل مسلم يدين بهذه العقيدة أن يوالي أهلها ويعادي أعداءها ، فيحب أهل التوحيد والإخلاص ويواليهم ، ويبغض أهل الإشراك ويعاديهم ، وذلك من ملة إبراهيم والذين معه، الذين أمرنا بالإقتداء بهم ، حيث يقول سبحانه وتعالى: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِيَ إِبْرَاهِيمَ وَالّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُواْ لِقَوْمِهِمْ إِنّا بُرَءآؤاْ مّنْكُمْ وَمِمّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَآءُ أَبَداً حَتّىَ تُؤْمِنُواْ بِاللّهِ وَحْدَهُ) [الممتحنة : 4]، وهو من دين محمد عليه الصلاة والسلام قال تعالى: ( يَـَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنّصَارَىَ أَوْلِيَآءَ بَعْضُهُمْ أولياء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلّهُمْ مّنكُمْ فَإِنّهُ مِنْهُمْ إِنّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ) [المائدة : 51]، وهذه فى تحريم موالاة أهل الكتاب خصوصا .

وقال تعالى: (لاّ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الاَخِرِ يُوَآدّونَ مَنْ حَآدّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوَاْ آبَآءَهُمْ أَوْ أَبْنَآءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ) [المجادلة : 22].

وكما أن الله سبحانه حرم موالاة الكفار أعداء العقيدة الإسلامية فقد أوجب سبحانه موالاة المؤمنين ومحبتهم، وقال تعالى: (إِنّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) [الحجرات : 10]، فالمؤمنون إخوة فى الدين والعقيدة وإن تباعدت أنسابهم وأوطانهم وأزمانهم، وقال تعالى: (وَالّذِينَ جَآءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاّ لّلّذِينَ آمَنُواْ رَبّنَآ إِنّكَ رَءُوفٌ رّحِيمٌ) [الحشر : 10]، فالمؤمنون من أول الخليقة إلى آخرها مهما تباعدت أوطانهم وامتدت أزمانهم إخوة متحابون يقتدي آخرهم بأولهم ويدعو بعضهم لبعض"(6).

ويقول الدكتور محمد البهي، وزير الأوقاف المصري السابق في كتابه "العلمانية وتطبيقها في الإسلام" : أخذ ببعض الكتاب وكفر بالبعض الآخر، : "ولكي يفصل القرآن مبدأ ((الولاء)) الذي هو مبدأ أساسي فى سياسة الأمة الإسلامية ويبرر أسباب ما يراه فيه يقول : (إِنّمَا وَلِيّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالّذِينَ آمَنُواْ الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ [55] وَمَن يَتَوَلّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالّذِينَ آمَنُواْ فَإِنّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ) [المائدة : 55، 56].

وكما ينهي القرآن عن أن يتجاوز المؤمنون والمؤمنات بولائهم أو صداقتهم وودهم إخوانهم في الإيمان إلى غير المؤمنين من أهل الكتاب والمشركين ممن اعتادوا أو ممن شأنهم أن يسخروا من المؤمنين ومن دينهم على السواء ينهى أيضاً عن أن يتخذ المؤمنون والمؤمنات { خاصة } و{ مستشارين } من غير المؤمنين فيقول تعالى: (يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتّخِذُواْ بِطَانَةً مّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدّواْ مَا عَنِتّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَآءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيّنّا لَكُمُ الاَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) [آل عمران : 118]، بطانة من دونكم { خاصة من غير المؤمنين } لايألونكم خبالا { أي لا يقصرون فيما يورثكم الشر والفساد } ودوا ما عنتم { أي ما يشق عليكم } قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون.

الكـليـات الإسلامية

وهذه الكليات تعبر عن المعاني الجامعة لهذا الدين التي تشتمل عليها كل أركانه وتنتظم لها كل مفرداته وهي تنبع بشكل أصيل من عقائده وترتبط بها أرتباطاً عضوياً لا يقبل الانفصام .

ومن أهم هذه الكليات:

الشمول : والذي يعنيه ذلك أن الإسلام يمثل مرجعية كاملة ووحيدة لكل ما يخص المسلمين في تصوراتهم ومفاهيمهم وقيمهم وسلوكهم دليل ذلك : قوله (مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ) [الأنعام : 38]، وقوله: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) [الأحزاب : 36]، وقوله (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا) [النساء : 65]، وأزعم أن مفكري الإسلام في العصر الحديث منذ جمال الدين الأفغاني حتى محمد الغزالي ما كان همهم الأكبر في شيء مثل ترسيخ هذا المفهوم الشمولي للإسلام ومع ذلك نرى الآن ممن يتسمون بالمفكرين أو الدعاة الإسلاميين من يفرط في هذا المفهوم أو يلتف عليه بكافة الحيل .
اقتران الأمر بالمعروف بالنهي عن المنكر: يأتي الأمر بالمعروف في القرآن مقترناً بالنهي عن المنكر (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ) [آل عمران : 110].
وهذا أمر تقرره البديهة كما يقرره القرآن – وذلك تبياناً لواقعية القرآن – لأنه لا شك أن أمري بالمعروف يحدث في بيئة واقعية تعوق بمنكرها إقرار هذا المعروف ومن ثم كان لازماً النهي عن هذا المنكر أيضاً، أما الذين يخالفون القرآن ويخالفون البديهة ويساومون الباطل بالحديث عن الأمر بالمعروف فقط فإن ذلك لا يعني سوى ذراً للرماد في العيون لأن هذا المعروف لن يطبق في الهواء الطلق ومن ثم فإنه يجب التعرض لهذا المنكر الذي يعوق تطبيقه.
ولا يعني ذلك أني أرتضي إيقاف الدعوة إذا فقدت القدرة على النهي عن المنكر كل النهي ولكني أقول هنا أنه عند اعتراض الضرورة فإن الضرورة تقدر بقدرها وفي ذلك كتبت الرسائل والمباحث (راجع رسالة ابن تيمية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، ولكن دون أن تكون الضرورة مبطلة لمبدأ اقتران الأمر بالمعروف بالنهي عن المنكر بوجه عام.

* دين الفقراء والمساكين والمستضعفين في الأرض:

لم يأت الإسلام كسائح متجول يتفقد المظالم السياسية والاجتماعية والاقتصادية القائمة ويعمل على الإبقاء عليها بتسويغ المراكز الاقتصادية القائمة لكسب ود أصحاب الثروات وأرباب الأموال، وإنما جاء للدفاع عن الفقراء والمساكين والمستضعفين في الأرض، فرعاية هذه الفئات واستنهاضها والدفاع عن حقوقها مسؤولية إسلامية لا يمكن الحياد عنها، كي لا يكون المال بتعبير القرآن (دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ) [الحشر : 7].

وكان صلى الله عليه وسلم يقول "اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر" ، فقال رجل : أيعدلان ؟ قال : "نعم" [صحيح رواه ابن حبان عن أبي سعيد الخدري]

ويقول حجة الإسلام أبو حامد الغزالي، في كتابه "الاقتصاد في الاعتقاد"، في هذا الشأن:

"إن نظام الدين لا يحصل إلا بنظام الدنيا.. ونظام الدين بالمعرفة والعبادة لا يتوصل إليها إلا بصحة البدن وبقاء الحياة وسلامة قدرة الحاجات من الكسوة والمسكن والأقوات والأمن من سائر الآفات.. فلا ينتظم إلا بتحقيق الأمن على هذه المهمات الضرورية".

ولقد كان للإسلاميين اهتماماً كبيراً بهذا الجانب الاجتماعي في الإسلام خصوصاً لدى رواد جماعة الإخوان المسلمين حيث تجد صدى ذلك في كتابات حسن البنا وسيد قطب ومصطفى السباعي ومحمد الغزالي، ويبدو أن استمرار إبراز ذلك في الإسلام ارتبط بالتنافس مع النفوذ العالمي للدعاية الشيوعية في القرن العشرين، ومن ثم فقد تراجع هذا الاهتمام بعد سقوط الاتحاد السوفيتي والشيوعية في العقد الأخير من ذلك القرن، ثم أهمل تماماً بعد تمحور الصراع العالمي في استقطاب تام بين الغرب الأمريكي والإسلام والإسلاميين.

والآن وبعد بلوغ شعوب بعض الدول الإسلامية إلى دخول نسبة الأربعين والخمسين في المائة ألا يكون الحديث عن كون الفقر مسؤولية فردية، وذلك بالحديث عن كون الحل له يعود لإرادة الأفراد التي يجب أن تتوجه جهودها إلى إقامة المشاريع الشخصية هنا وهناك التي لا شك أنها ستصطدم في المعظم الأعم منها بالعوائق التي يفرضها استتباب مصالح المراكزالقائمة في الداخل والخارج ألا يكون هذا الحديث في ظل السكوت عن المظالم الدولية ومظالم أرباب السلطة والأموال هو نوع من إلهاء هذه الشعوب عن البحث عن الحلول الحقيقية وبمثابة تخدير لهم عن مواجهة المظالم التي تسحق حياتهم.

* الارتكان إلى أهل الظلم والبغي:

جاء في الحديث "الظلم ظلمات يوم القيامة"، ولقد وصف الله سبحانه وتعالى الشرك نفسه بأنه ظلم عظيم، قال تعالى: (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) [لقمان : 13].

ولكن الإسلام لم يكتف بهذا، وإنما اعتبر مجرد الارتكان إلى الظالمين والسعي معهم سبباً لدخول النار.

قال تعالى: (وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ) [هود : 113].

تُرى إذا كان هذا هو موقف الإسلام من الارتكان إلى أهل الظلم والبغي، فماذا يكون موقفه ممن يتحدثون باسمه ويستخدمون كوسيلة لتسويغ ظلم الظالمين ويتم استدعائهم من حكام هذه الدول إلى تلك لتسكين الشعوب وتخديرهم عما يلحق بهم من الظلم؟!!

الربانيون العاملون لدين الله لا يجتهدون في جلب الثروات ولا يسرفون في مباهج الحياة الدنيا.

" كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل " رواه البخاري عن ابن عمر.

هذا الحديث يعبر عن الحقيقة الروحية التي ينبغي أن تعيش داخل المسلم الرباني والتي تعني عدم النظر إلى كل ماديات الحياة الدنيا مجرد وسائل إلى بلوغ الحياة الآخرة دون أن يعني ذلك حرمان المسلم الرباني من الحياة الطيبة أو تحريم زينة الله التي أخرجها للخلق، ولكنه يعني من ناحية أخرى عدم تكالب المسلم الرباني على مباهج الحياة الدنيا وتكديس الثروات بوجه عام، وإذا لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم – الذي كانت تجتمع لديه ثروات الجزيرة العربية – يشبع من خبز الشعير ثلاث ليالٍ ولا يوقد في بيته نار بالشهور، ألا يكون تصنيع الثروات الضخمة من أُناس يدعون الإقامة على دعوته والاقتداء به أمر مثير للدهشة والعجب ويطعن في مصداقية حقيقة هؤلاء؟!!.


* العزة لله ورسوله ولعامة المؤمنين :

يقول الله تعالى : (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا) [النساء : 139]، وهذا يعني أن عزة الارتكان إلى الله العزيز القدير يهون بجانبه جلال الملوك وجاه أرباب الثروات، كما أن عزة هذا الدين تسمو به عن أن يتخذ مطية للتسول أو عرضه للمن والاستهوان، وهو قبل كل ذلك أعز من أن يكون عرضة للتجزئة أو المساومة، قال تعالى : (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ) [الكهف : 29]، وقال تعالى: (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا

جيلاني
08-04-2007, 12:03 PM
هل علمت الان يا هنا الحقيقه ماالفرق بين الوهابي و بين السني ؟؟

راجع مقالك المنقول لتعرف

هنا الحقيقه
08-04-2007, 01:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اولا
الحمد لله الذي قرأ المقال احد الاعضاء ورد بمشاركة حتى لو كانت هزيلة
لاني اعتقد لطول الموضوع تعاجر بعض الاخوه عن قرائته ومروا عليه مرور الكرام

ثانيا :
اما قولك يا جيلاني

ان الفرق بين اهل السنة والوهابية
فلم اجد فرق في هذا الموضوع فهل تقتبس مشكورا من المقال المنقول وتحدد اين استدلالك بان هناك فرق لكي نعرف
فربما علمت انا شيء وغابت عني اشياء

عبد الله بوراي
08-04-2007, 02:57 PM
هل علمت الان يا هنا الحقيقه ماالفرق بين الوهابي و بين السني ؟؟

راجع مقالك المنقول لتعرف

صه لقد ألقمتكم راجمات هنا الحقيقة حجرا هو الى أم القنابل أقرب.

من هناك
08-04-2007, 03:51 PM
طيب ما هو الفرق بين السني والوهابي؟

شيركوه
08-04-2007, 06:16 PM
برنامج الوسطية على قناة الرسالة ما رايك به؟

http://www.saowt.com/forum/showthread.php?t=23839

السلام عليكم

هنا الحقيقه
08-04-2007, 06:47 PM
لمن هذا السؤال ؟

دوختنا والله يا اخي شيركوه

شيركوه
08-04-2007, 07:04 PM
ليس سؤالا ولكن تعليك بسيط ...
والموضوع برايي متلعق ببعضه

السلام عليكم

جيلاني
08-05-2007, 10:13 AM
طيب ما هو الفرق بين السني والوهابي؟

الوهابي ديدنه تكفير المسلمين سنه شيعة

و السني يرى ان المسلمين جميعا اخوته مها اختلف معهم

هدا باختصار

جيلاني
08-05-2007, 10:47 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اولا
الحمد لله الذي قرأ المقال احد الاعضاء ورد بمشاركة حتى لو كانت هزيلة
لاني اعتقد لطول الموضوع تعاجر بعض الاخوه عن قرائته ومروا عليه مرور الكرام

ثانيا :
اما قولك يا جيلاني

ان الفرق بين اهل السنة والوهابية
فلم اجد فرق في هذا الموضوع فهل تقتبس مشكورا من المقال المنقول وتحدد اين استدلالك بان هناك فرق لكي نعرف
فربما علمت انا شيء وغابت عني اشياء


وتبرز أهمية تثبيت المعايير من ناحية كون أن الجانب الأعظم من مريدي "عمرو خالد" لا يكادون يعرفون شيئاً لا عن الإسلام أو غيره.


اول القصيدة كفر!!!

هنا الحقيقه
08-05-2007, 12:34 PM
وتبرز أهمية تثبيت المعايير من ناحية كون أن الجانب الأعظم من مريدي "عمرو خالد" لا يكادون يعرفون شيئاً لا عن الإسلام أو غيره

اولا ما علاقة الوهابية بهذا الكلام
ثم من هم الوهابية
ثالثا هل اعتراضك على هذه الكلمة ام عندك اعتراض على غيرها


تفضل سماحة الجيلاني
اخبرنا

شيركوه
08-05-2007, 07:18 PM
الواضح من اسلوب النقاش ان الاخ كان عامل لفة وجاي على النت دايخ

السلام عليكم

أبو الخطاب السوري
08-09-2007, 12:26 PM
اتقوا الله يا جماعه السلفيين لا يكفروا عموم المسلمين هذا كلام خطير ولم يكفروا عمر خالد بل خطاؤه وبتكريمه من مجلة التايم أكبر خطأ

جيلاني
08-09-2007, 01:07 PM
اولا ما علاقة الوهابية بهذا الكلام
ثم من هم الوهابية
ثالثا هل اعتراضك على هذه الكلمة ام عندك اعتراض على غيرها


تفضل سماحة الجيلاني
اخبرنا

سؤال كيف اصبح مريدي عمرو خالد لا يفقهون عن الاسلام في شي و لمادا؟؟؟

فسرها لنا يا هنا الحقيقه !!!!

هنا الحقيقه
08-09-2007, 02:59 PM
اتقوا الله يا جماعه السلفيين لا يكفروا عموم المسلمين هذا كلام خطير ولم يكفروا عمر خالد بل خطاؤه وبتكريمه من مجلة التايم أكبر خطأ

من قال ان هناك من يكفر عمرو خالد والعياذ بالله ؟

هنا الحقيقه
08-09-2007, 03:00 PM
سؤال كيف اصبح مريدي عمرو خالد لا يفقهون عن الاسلام في شي و لمادا؟؟؟

فسرها لنا يا هنا الحقيقه !!!!
عندما تكون مسلم وتوحد الله ولا تشرك به شيء وترجع عن اقوالك السابقة نقول لك كيف
اما انك حامل افكار لم ينزل الله بها من سلطان

وترد ان تستفسر عن راي غيرك بغيرك فهذا ليس شأنك ابدا

جيلاني
08-12-2007, 12:35 PM
عندما تكون مسلم وتوحد الله ولا تشرك به شيء وترجع عن اقوالك السابقة نقول لك كيف
اما انك حامل افكار لم ينزل الله بها من سلطان

وترد ان تستفسر عن راي غيرك بغيرك فهذا ليس شأنك ابدا



لمادا يا هنا الحقيقه تهربت عن السؤال ؟؟

لقد فهمت الان الفرق بين اخانا السني المحترم الدي نقدره و نحترمه

و بين الوهابي الدي ليس له عمل سوى اخراج عباد الله من ملة الاسلام .

شيركوه
08-12-2007, 08:58 PM
ما قلتلكم عاملو لفة وجاية دايخ ما عم يركّز ...

:)
السلام عليكم

chidichidi
08-12-2007, 10:02 PM
هذا الكلام جميل ومفيد ويجب ان يكون موجه للجميع وليس لمريدي عمرو فقط
ممكن تعميم الموضوع او تغيير العنوان لان المضمون بعيد عن العنوان (هذا حسب رأي طبع اذ اني وجدت الكلام عام يخص جميع المسلمين بجميع فئاتهم وارائهم)
اما بالنسبة لصاحب السؤال المن دون معنى اقول لك ارجع واقرا المقال وانظر الى الاشخاص المستشهد باقوالهم وارائهم وبعدها قل لنا ما هو الفرق؟؟
ما تقصده اخي شيركوه هو الاعلام كيف يبرز اشخاصا ويجعلهم رموز للدين مع ان اختصاصهم ابعد ما يكون عن التاصيل الشرعي صحيح؟؟

شيركوه
08-12-2007, 10:09 PM
صحيح اخي شادي

السلام عليكم