تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بعد أحداث "البارد"..حملة اعتقالات لسلفيي لبنان و اتهامات سلفية للرافضة



صلاح الدين يوسف
07-28-2007, 09:31 PM
بعد أحداث "البارد"..حملة اعتقالات لسلفيي لبنان
أيمن المصري

http://www.saowt.com/servlet/Satellite?blobcol=urldata&blobheader=image%2Fjpeg&blobkey=id&blobtable=MungoBlobs&blobwhere=1185447035988&ssbinary=true أبو عبد الله الزاهد طرابلس– كشف أحد رموز التيار السلفي في شمال لبنان الشيخ أبو عبد الله الزاهد عن أن الأجهزة الأمنية اللبنانية تشن حملة اعتقالات إثر أحداث مخيم نهر البارد (شمال لبنان) تركز على شباب التيار السلفي، مشيرا إلى عدد المعتقلين الذي وصل حتى الآن إلى 250 شابا".

يأتي ذلك فيما كشف مصدر متابع لملف المعتقلين - رفض الكشف عن اسمه – عن أن "حوالي 50 من المعتقلين ثبتت عليهم تهمة ارتباطهم بجماعة فتح الإسلام التي قادت المواجهات ضد الجيش اللبناني بنهر البارد". وكانت أحداث مخيم نهر البارد بدأت بمواجهات بين عناصر من جهاز فرع المعلومات اللبناني التابع لقوى الأمن الداخلي ومجموعة مسلحين تحصنوا في شقة بمنطقة المائتين بطرابلس فجر 20 مايو 2007، قامت الأجهزة الأمنية إثرها بحملة مداهمات واعتقالات في مدينة طرابلس والبداوي والبقاع.
وأكّد الزاهد (وهو رئيس لجنة أهالي معتقلي طرابلس) لـ إسلام أون لاين.نت أن: "ارتباط المعتقلين من التيار السلفي بجماعة فتح الإسلام ليس ارتباطا عضويا، إنما هو ارتباط مناصرة أو تجارة سلاح عابرة"، موضحا أن بعض المعتقلين في مجموعة طرابلس من السلفيين لا يعرفون أحدا من فتح الإسلام، لكنهم نزلوا إلى الشارع بسلاحهم مناصرة لأصدقائهم الذي طلبوا دعمهم، دون أن يعرفوا ماهيّة المشكلة.
ولكن المرشد الاجتماعي في مصلحة السجون إيهاب البنا ذكر لـ إسلام أون لاين.نت أن "بعض الشباب تم اعتقالهم بسبب إيوائهم عناصر توجهوا لاحقا إلى العراق للمشاركة في الجهاد ضد المحتل الأمريكي، أو اتصالهم بأناس في مخيم نهر البارد لهم نقود في ذمتهم".

السلفية الجهادية
ومع إقراره بوجود فكر متطرف لدى بعض شباب التيار السلفي في لبنان تصل إلى حد تكفير المسلمين من عناصر الجيش اللبناني بدعوى التحاقهم بمؤسسة تتبع دولة كافرة، وأن بعضهم يرتكب أعمالا متهورة، لكن الشيخ الزاهد حصر ظاهرة العنف في إطار "التعبير عن غضب وانفعال أكثر منه عن دراسة وقناعة".
وشرح قائلا: "حين يسمع الشباب عن توقيف صديق لهم وتعرضه للتعذيب، دون تمكّنهم من رفع الظلم عنه بسبب غياب السند السياسي، بخلاف بقية الطوائف التي لها مرجعياتها السياسية التي تحتضن ساحاتها وتدافع عنها.. هذا الشعور بالظلم يساهم في تعبئة وشحن نفوس الشباب، وقد يخرج منهم من لا يملك نضجا ولا يحمل وعيا شرعيا فيقوم بأعمال متهورة.. تعبيرا عن هذا الغضب". من جانبه قال أحد المتابعين لملف المعتقلين: إن "حوالي 50 من المعتقلين ثبتت عليهم تهمة ارتباطهم بجماعة فتح الإسلام".
وترافق انتشار التيار السلفي بلبنان مع مرحلة الجهاد الأفغاني، الأمر الذي ترك بصماته على الشباب السلفي المتأثر بالفكر الجهادي، لكن الزاهد اعتبر أن "العنف يكبر ويصغر بحسب الضغط الذي يعيشه الشباب"، مستدلا بأن "التيار السلفي موجود منذ بداية السبعينيات، ورغم ذلك لم تبرز أيّة حالة من حالات العنف".
وأبدى القيادي السلفي قناعته الكاملة بخطأ هذا التفكير والسلوك، مشيرا إلى أن "قيادات التيار السلفي تعمل جاهدة على ضبط تهوّر الشباب"، نافيا أن يكون أحد من قيادات التيار يدعو للخروج على الدولة.

أبعاد "طائفية"
ولا تخلو الاعتقالات بحسب رؤية السلفيين من الأبعاد الطائفية، فيعتبر الشيخ الزاهد أن "جهاز مخابرات الجيش محسوب على الطائفة الشيعية وعلى حلفاء سوريا في لبنان، والشيعة يحقدون على الفكر السلفي لعلمهم بأنه الوحيد الذي يمكن أن يقف في مواجهة المدّ الشيعي".
وتابع قائلا: "ومعروف أيضا عداء النظام النصيري (النظام العلوي بسوريا) للفكر السلفي". وتساءل: "لماذا لا تتم الاعتقالات من قبل شعبة المعلومات (التي يهيمن عليها السنّة)؟ ولماذا لا يتمّ التحقيق بطرابلس بدلا من سوق المعتقلين لبيروت، حيث الغالبية الشيعية من قيادة الجيش هناك". ولم يتسن لإسلام أون لاين.نت الحصول على تعليق من جهاز المخابرات على هذه التصريحات.
وفي ساحة القبة بطرابلس حيث أجرى مراسل إسلام أون لاين.نت اللقاء مع القيادي السلفي، رُفعت لافتة كبيرة كتب عليها: (نظامكم الشمولي لا يعرف سوى القتل والإرهاب. التوقيع: أبناء طرابلس). ولدى سؤال أحد السلفيين عن المقصود بالنظام الشمولي، أجاب: "النظام السوري".

تعذيب على دفعات
وفيما يتعلق بأساليب معاملة المعتقلين كشف إيهاب البنا (وهو موقوف سابق فيما عرف بأحداث الضنية) عن اعتداءات بالضرب وحالات شتم وإذلال يتعرض لها الموقوفون في أحداث نهر البارد بسجن رومية على يد سجناء من طوائف أخرى يعتبرون من القيمين على السجن، بسبب الانتماء المذهبي أو الفكري للمعتقلين.
وأشار البنا إلى أنه تمت العديد من المراجعات قام بها عدد من المحامين لوقف التجاوزات التي يتعرض لها المعتقلون "فتم تخصيص جناح خاص بالسجن سمّي بجناح الإرهاب". وكشف عن ملامح تأسيس شبكة محامين تتولى الدفاع عن الموقوفين.
من جانبه قال أحد المحامين الذين يتولون الدفاع عن معتقلي نهر البارد - رفض الكشف عن اسمه - إن "التعذيب الذي يتعرض له المعتقلون يتم على دفعات، فعند التوقيف يتعرض المعتقل لجولة أولى من التعذيب، تتضمن الضرب والرفس والسباب والشتائم، بعدها تتم إحالته لمركز التحقيق (على الأرجح سجن وزارة الدفاع)، حيث يتم تعريضه لسلسلة من آلات التعذيب عرف منها حتى الآن الفرّوج والبلانكو.. وحين ينتهي التحقيق يتم نقل الموقوف لسجن رومية، حيث يستقبل رجال الأمن المعتقلين بجولة أخيرة من التعذيب، هذا عدا المضايقات التي يتعرض لها المعتقلون من نزلاء السجن.
وأشار المحامي إلى أنه شهد جلسة تحقيق مع أحد المعتقلين أمام واحد من قضاة التحقيق، حيث قام المعتقل برفع قميصه كاشفا ظهره الذي تظهر عليه علامات التعذيب المبرح، لكن القاضي تظاهر بالانشغال بأوراقه وكأن شيئا لم يحصل.