تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لله درك يا سمية



amina
07-27-2007, 04:50 PM
http://saowt.com/forum/images/banners/special_user.gif
لقد نالت الأخت امينة تنويهاً متميزاً لهذا الموضوع
-------------------------------------------------------


هذه القصة يرويها السيد صلاح


تحصلت علي تقدير ممتاز في الثانوية العامة و لله الحمد , اخترت تخصصا طالما رغبت فيه وهو الطيران ...تخرجت من الكلية و كنت من الاوائل ثم حظيت بمنصب عمل مناسب مباشرة بعد التخرج .
كنت اعيش مع والدي و اخوتي , و مع بلوغي الخامسة و العشرين من العمر أخذت أمي تلح علي بالزواج و تعرض علي خطبة احدى بنات أعمامي أو أخوالي فعلى حد قولها بنات هذه الايام ليس فيهن أمان "أن تأخذ احدى أقاربك أضمن لك .." و كنت في كل مرة اتحجج لها باني لا افكر في الزواج حاليا , و امي هي ادرى الناس بي فانا شاب ملتزم و خجول و في الحقيقة كنت أفكر في الزواج لكني كنت اريد مواصفات خاصة في العروس أهمها الدين و ما أظن أن تلك المواصفات متوفرة في احدى قريباتي .

مرت الايام و قام أخي الاكبر بانشاء جمعية متعددة الخدمات كتحفيظ القران و تعليم اللغات و هناك فرع خاص بالنساء فيه يتعلمن الطبخ ,الخياطة و التدابير المنزلية ......كنت أساعد أخي في تسيير هذه الجمعية في ساعات تفرغت فيها لاجل ذلك طالبا الاجر من الله ,كما تطوعت عمتي للاشراف على فرع النساء .ذات مرة أتت فتاة تريد التسجيل بأحد أقسام النساء ,كان يبدو من مظهرها أنها متدينة ,قابلتها عمتي و أطلعتها على الوثائق المطلوبة للتسجيل فشكرتها و انصرفت . بعدها بيومين كنت أنا المشرف فأتت تلك الفتاة و سألت عن عمتي فأخبرتها أنها ليست موجودة و أني أحل مكانها ,فقالت أنها أتت لتودع ملف تسجيلها في قسم التدابير المنزلية ,استلمت منها الملف , لفت نظري أنها لا زالت طالبة و هي في السنة الرابعة تخصص صيدلة ..أعلمتها بجدول الدراسة لدينا و أنها تستطيع الالتحاق بقسمها ابتداء من الاسبوع القادم .

تكررت مشاهداتي لها قصدا ومن غير قصد , اعجبت بها كثيرا و فكرت في خطبتها فاخذت ملفها و أعدت قراءته فوجدت أن اسمها سمية و هي اصغر مني بما يقارب خمس سنوات , قررت أن أكلم عمتي لتفيدني برأيها أولا ثم لتسألها ان كانت مخطوبة .. رحبت عمتي بالموضوع و أخبرتني أنها أيضا معجبة بها . و بالفعل ذات يوم كلمتها عمتي و طلبت رأيها في فأجابتها و الخجل باد على وجهها : في الحقيقة , أنا لم أتمم دراستي بعد و ...فقاطعتها عمتي و طلبت منها أن تعلم اهلها باننا سنزورهم في أقرب فرصة .
و الحمد لله ذات يوم ذهبت مع والدي و عمتي لخطبة سمية , كان والدها رجلا متواضعا و أمها كذلك .. قال والدها ان ابنته لا زالت طالبة و الوقت مبكر .. لكن مع اصرار والدي و حسن حديثه أقنعه بالخطبة ثم عندما تنهي دراستها يكون الزواج , الا اذا كان الرفض بسبب العريس اما لشخصه او أهله ثم اعطاه الوقت الكافي للتفكير و السؤال عنا و انتهت زيارتنا بهذه النتيجة .
بعد أيام عاود أبي الزيارة لمعرفة الرد و الحمد لله قبل والدها شريطة ألا تكون الخطبة الا بعد التخرج .

مرت الايام و تخرجت سمية و صارت خطيبتي ثم حصلت على وظيفة في مختبر و بعد سنة اقيم زفافنا ...قضيت أحلى الايام معها , كل يوم كانت تزداد سموا في نظري و يزداد حبها في قلبي , صرت أحمد الله على فوزي بها.

مرت ثلاث سنوات و لم نرزق بطفل و كثرت الأقاويل عنا و كثرت تلميحات أمي و التي كانت جارحة في أغلب الأحيان , لكن سمية لم تكن ترد على أحد منهم ,كانت صابرة محتسبة , توقعت أن ردة فعلها ستكون كباقي النساء كأن تقول : أتسمع كلام أمك , أسكتها ...., أو أن تطلب الذهاب الى أهلها ..و في الواقع حتى وان قالت ذلك ما كنت لأعاتبها لأني استأت لما سمعت أكثر منها .
كنا نقوم الليل سويا و ندعو الله و نتضرع اليه الى أن فرج همنا و نفس كربتنا و رزقنا ولدا سميناه على بركة الله سيف الاسلام و امتلأ بيتنا بهجة و سرورا .
بعد ازدياد سيف توقفت سمية عن العمل بالرغم من أن مركزها كان جيدا و تضييع فرصة كتلك كان ضربا من الجنون , أنا لم أتدخل بالموضوع هي التي قامت بذلك من تلقاء نفسها و عندما سألتها عن سبب استقالتها قالت : "من يربي ابني ان أنا استمريت بالعمل " فقلت تاخذين اجازة مؤقتا ثم تتركينه عند أمي أو أمك فقالت :"أيهما أنفع لي وظيفة اذا تمسكت بها ربما نفعت المجتمع أم ابن أربيه و أهتم به حتى اذا شب نصر الاسلام و شهد لي يوم القيامة بتلك التربية ". عندها شعرت براحة و اطمئنان على أسرتي الصغيرة .

مضت أربع سنوات على ولادة سيف , بدأت ألاحظ تدهور صحة سمية نصحتها باستشارة طبيب فقالت أنا بخير ... و ذات يوم أغمي عليها فأسرعت بها الى المستشفى فأعطوها حقنا و عدنا الى البيت ,ثم صارت تعاني من سعال و صداع شديدين فأدخلتها مستشفى خاصا فأخبرني الطبيب بأن نتائج التحاليل و الأشعة لن تتضح الا بعد يومين .
وعدت في الموعد المقرر لكني لم أجد الطبيب المتكفل بحالتها قيل لي أنه سافر و يعود بعد ثلاثة أيام .
مكثت سمية بالمستشفى أربعة أيام , كنت كل يوم أزورها مع سيف و لكني لاحظت أن وضعها يسوء يوما بعد يوم. و في اليوم الخامس و هو الذي كان سيطلعني فيه الطبيب على مرضها دخلت غرفتها فلم أعرفها ظننتني أخطأت الغرفة , كانت تشع نورا , كانت تبدو أجمل من أي وقت مضى فقلت لها الحمد لله اليوم تبدين أحسن بكثير و من أين لك كل هدا النور ؟ فابتسمت و قالت جملة لم أفهمها ,قالت : "لاني اليوم سألقاه". استغربت كلامها و حينها دخلت الممرضة و قالت ان الطبيب يريدني .
عندما دخلت عليه رأيت الأسى باديا على وجهه ,فسألته خيرا دكتور , ما مرضها ؟ فقال بعد مقدمة طويلة : مع الأسف ان مرض زوجتك خطير و لا يرجى الشفاء منه : هو سرطان بالرئة في حالة جد متقدمة , حينها لم تقوى قدماي على حملي و لم أستطع تصديق كلامه ثم أضاف قائلا: ان هذه أغرب حالة تمر علي من المعلوم أن السرطان يتطلب وقتا لكي ينتشر و مع مختلف مراحل تطوره تحدث تغيرات و تصاب بعد ذلك الاجهزة الاخرى بخلل في أداء وظيفتها و لكن في حال زوجتك كان التطور سريعا جدا و ما يثير الاستغراب هو أن كلتى رئتيها تالفة تلفا تاما و مع ذلك فهي لا زالت على قيد الحياة ..
تركت الطبيب و ركضت مسرعا الى غرفتها , وجدتها تصلي جالسة و بعد ان انتهت من الصلاة أعطتني برقية و قالت اقرأها غدا ان شاء الله . و في هذا الحين وصل أهلها ليطمئنوا عليها , تركتهم معها ووقفت أمام النافذة أتذكر كلام الطبيب , تمنيت لو أني كنت في كابوس و سأصحو منه و لم استطع حبس دموعي فانهمرت كالشلال حتى ابتلت لحيتي و حينها وصلتني رسالة على الجوال و اذا فيها : صلاح من فضلك اجعلهم يخرجون ,أريدك الان و لوحدك . و كانت من سمية فخرجت و طلبت من الممرضة أن تقول لمن أتى لزيارتها أن يتفضلوا بالخروج لترتاح .و بالفعل ودعها أهلها و خرجوا .
دخلت و جلست الى جانبها و أنا أحاول حبس دموعي ,فقالت لي :"صلاح , أي زوجة كنت لك " فقلت و الله نعم الزوجةفقالت "أرجوك ان كنت أغضبتك يوما فاصفح عني الان" فقلت لم تقولين هذا الكلام أنت اليوم افضل بكثير و قد طمئنني الطبيب عنك .فقالت اني أعرف مرضي و أعلم أن أجلي قد اقترب .فقلت أمريني بما تريدين ,قالت أريد رؤية سيف , فقلت هو قادم مع عمته بعد قليل
قالت أرأيت كم أنا ناكرة للجميل ,طردت اهلي الذين عشت معهم أغلب عمري و اثرتك عليهم رغم أني لم اعش معك الا بضع سنوات , ,ما اجحدني؟
ثم ابتسمت و أمسكت بيدي و قالت "أستودعك الله الذي لا تضيع و دائعه و أضافت كلمات أخرى لم أسمعها جيدا ثم ارتخى جسدها فعرفت أنها ماتت فصرت أبكي و أشهق ...ثم خرجت و أخبرت الطبيب .
لم يصدق أهلها خبر موتها فقد بدت اليوم في حالة جيدة . اجتمع الاهل و الاصحاب و اقيمت الجنازة وودعت سمية .,أمضيت يومي ذاك تائها ,مر علي شريط حياتي تذكرت كل لحظات أفراحنا وماسينا و أذن الفجر و أنا لم اذق طعاما و لا نوما صليت و دعوت الله لها دعاء عريضا ,ثم شعرت بالنعاس فغفوت للحظات ثم استيقظت و تذكرت البرقية التي أعطتني اياها ففتحتها, و قد كتبت فيها :
"بسم الله الرحمان الرحيم : صلاح , اني احبك حبا لاقياس له , و لذلك أرجوك أن تنفذ وصيتي , أكتب لك هذه الرسالة و أنا اشعر أن أجلي قد اقترب و أعلم ما أصابني وعلى كل هذا قدر الله له الحمد على أي حال .
أعلم أنك لن تستطيع الاهتمام بسيف لوحدك لذا أطلب منك ان تتزوج من سارة صديقتي أنت تعرفها فقد طلقها زوجها و ترك لها ابنة ,اسمع سارة صديقتي منذ الثانوية و أنا أعرفها حق المعرفة و أعترف أنها أجمل مني و اوسم و هي ذات خلق سام , فأرجوك تتزوج منها , ثم من مثلك فقدت زوجة فأبدلك الله زوجة خيرا منها و ابنة أيضا .
لا تظن أبدا أني لن أغار منها و لكن لأجلك يرخص كل غال , أنا أعلم انك
تحبني و ستظل تذكرني و لكن من فضلك لا تزعج سارة بكثرة ذكري أمامها , و اذكرني في مكان لا يعلم به غيرك : اجعلني في قلبك , و أيضا اعتن جيدا بابنة سارة و عاملها كابنتك , واوصيك بسيف لا تجعله ولدا مدللا , ربه ليرفع راية الحق و ينفع أمة الاسلام .
و أخيرا لا تخبر أحدا بشأن الوصية ثم لا تكترث لأحد بشأن زواجك الجديد و أقول لك ألف مبروك . مع سارة أكون مطمئنة عليك و على سيف .
أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه "
قرأت الرساله و الدموع تنهنر من عيني , و مرت الأيام و بات كل شيء في المنزل يذكرني بسمية أينما و جهت بصري وجدت بصمتها . و بعد أكثر من سنتين نفذت وصيتها بعد تردد طويل لكني استخرت الله و له الحمد . وجدت سارة امراة صالحة كما وصفت لي , و بنينا أسرة سعيدة ولدت لنا طفلة سميناها سمية أما ابني سيف فبحمد الله ختم القران قبل أن يكمل المرحلة الابتدائية .
و في النهاية أقول :"لله درك يا سمية , جوادة في حياتك و جوادة بعد مماتك"

رايت أن نشري لقصتي ربما قد يكون ردا و لو بسيطا لجميل تلك المرأة العظيمة "سمية" ...


................................... ................................... ..............منقول

من هناك
07-27-2007, 06:32 PM
جزاك الله خيراً على النقل ورزقنا الله بنساء صالحات مثلها وبالذرية الصالحة وجعلنا مثل زوجها

منال
07-27-2007, 06:45 PM
السلام عليكم

بوركتِ اختنا الفاضلة على القصة الاكثر من رائعة

رحم الله سمية وجميع موتى المسلمين

admin
08-02-2007, 03:13 AM
السلام عليكم،
اريد ان ابارك للاخت سمية على التنويه الذي اقترحه المشرفون والمشرفات على هذا الموضوع وننتظر المزيد.

منتدى صوت
الإدارة

Abuhanifah
08-02-2007, 07:04 AM
مبارك للاخت امينة على هذا الموضوع المميز ورحم الله سمية التي كانت مثال للزوجة الصالحة وللمسلمة الصابرة على الابتلاء...

عبد الله بوراي
08-02-2007, 09:17 AM
http://www.sa8r.com/uploads/6ce89b37dd.jpg (http://www.sa8r.com)


http://www.sa8r.com/uploads/8bab142805.gif (http://www.sa8r.com)

amina
08-03-2007, 12:40 PM
تُــشكرُون و في الجنــــــــة تُحشرُون

هنا الحقيقه
08-03-2007, 01:00 PM
مبروك اختنا الفاضلة ونتمنى لك التميز دوما

من هناك
08-03-2007, 01:15 PM
مبارك يا اخت امينة وننتظر منك المزيد

تُــشكرُون و في الجنــــــــة تُحشرُون

مقاوم
08-03-2007, 01:57 PM
أللهم أصلح لنا زوجاتنا وأصلحنا لهن.

جزاك الله خيرا أختنا الفاضلة على هذا الموضوع الرائع ونبارك لك الفوز والتميز.

chidichidi
08-03-2007, 08:42 PM
بدأت ألاحظ تدهور صحة سمية نصحتها باستشارة طبيب فقالت أنا بخير ... و ذات يوم أغمي عليها فأسرعت بها الى المستشفى فأعطوها حقنا و عدنا الى البيت ,ثم صارت تعاني من سعال و صداع شديدين فأدخلتها مستشفى خاصا فأخبرني الطبيب بأن نتائج التحاليل و الأشعة لن تتضح الا بعد يومين .

ما الحكم الشرعي لطلب الاستشفاء؟ وهل على المريض ان يسعى للعلاج؟ وهل يعتبر من لا يتداوي في حكم المنتحر ان كان يعرف ان مرضه قاتل؟ لا شك انه لا شافي الا الله لكن اليس على الانسان الاخذ بالاسباب؟؟
هل ياثم من لا ياخذ بالاسباب وهل يعتبر مقصر؟؟ الرجاء الافادة وشكرا

شيركوه
08-05-2007, 07:37 PM
البعض ياخذون بحديث رسول الله صلى الل عليه وسلم
"ولا يسترقون " في انهم ممن يدخلون الجنة من دون حساب
وياخذون قول الله سبحانه "وَإِذّا مَرِضتُ فَهُو يَشفِين"

وان الطبيب ما هو الا واسطة وليس هو الشافي فيقررون الاعتماد على الله سبحانه وحده ويتكلون عليه وحده
فالشفاء بيده

اذا كانت هذه النظرة صحيحة فهؤلاء على درجة عالية من الايمان
ولكن لا اعرف مدى شرعيتها فعلا
-----------------

رحمها الله

رزقنا الله هكذا زوجات

السلام عليكم