تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رئاسة مجلس الوزراء ترد على حسن نصرالله



14_Azar
07-26-2007, 10:15 AM
حاول تغيير المعالم السياسية لمرحلة العدوان وابتداع مواقف مختلقة
آخرها ان إرسال الجيش الى الجنوب وتعزيز "اليونيفيل" هي من افكاره

الحكومة وقفت دائما ضد أي فكرة لنشر قوات متعددة الجنسية في الجنوب

حاول تعظيم إنجازاته وإقناع الجنوبيين بأنه هو من أعادهم الى قراهم

ما زال يبحث عن مبررات للحرب وإمكانات توظيف نتائجها داخليا واقليميا
بدل استظلال آفاق الوحدة الوطنية فضل بقاء اللبنانيين أسرى أزقة بيروت


وطنية - 25/7/2007 (سياسة) اصدر المكتب الاعلامي في رئاسة مجلس الوزراء بيانا اليوم رد فيه على كلام الامين العام ل "حزب الله" السيد حسن نصرالله الى محطة الجزيرة، جاء فيه : "في ذكرى مرور عام على حرب تموز، أجرى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مقابلة مع محطة الجزيرة كرر في قسمها الثاني ما سبق أن ذكره بعد الحرب، ورددنا عليه وقتها بالصوت والصورة. وبما ان حديث السيد نصر الله قد احتوى على الكثير من المغالطات يهمنا أن نعلق بما يلي:

كان يحدونا الأمل أن يتاح للبنانيين الوقوف في مناسبة مرور سنة على العدوان الإسرائيلي الغاشم وقفة تأمل للنظر إلى حالهم وما حل بهم نتيجة هذا العدوان خاصة وان ما لحق بهم طاول كل أوجه حياتهم السياسية والوطنية والإنسانية والاقتصادية، إن عبر الخسائر في الأرواح والممتلكات والفرص أو عبر المعاناة الشديدة والخسائر في النفوس والصفوف التي كانت موحدة وباتت متفرقة نتيجة الاختلاف على الحرب ومسبباتها ونتائجها. لهذه الأسباب وانطلاقا من هذه الرؤية كان لرئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة في الحادي عشر من هذا الشهر كلمة توجه فيها إلى اللبنانيين، كل اللبنانيين دعاهم فيها إلى التلاقي مجددا ومد يده باتجاه الجميع من اجل إعادة نقاش ما جرى والاعتبار منه واستخلاص الدروس للنظر إلى المستقبل. وقد كان كلام رئيس مجلس الوزراء في هذا الإطار اقتناعا منه أن الجميع أمام محنة العدوان كان تحت ضغط المواجهة بكل الأشكال والصور، وبالتالي لا بد بعد أن هدأت النفوس أن يتم التفكير مليا إلى أين يجب أن تسير الأمور بهدوء وتعقل لكي نحفظ صفوفنا وقوانا. لكن بعد أن استمعنا إلى كلام السيد حسن نصرالله في الحلقتين التلفزيونيتين وعلى وجه الخصوص حلقة الأمس تأكد لنا أن ما سعينا خلفه يبدو انه كان سرابا، وان السيد نصرالله بدل أن يركز على ما يجمع بين اللبنانيين بعد الخسائر التي تكبدوها على كل الأصعدة نتيجة العدوان، فانه انصرف إلى التركيز على نقطتين: الأولى، للقول إن حزب الله قد انتصر وانه قائد هذا الانتصار، ونحن لا نريد أن نناقش هذا الموضوع مع التأكيد ان وحدتنا وصمودنا وتضحياتنا وعمل الحكومة الاغاثي والسياسي والدبلوماسي مكننا من ان نمنع اسرائيل من الانتصار وهذا انجاز كبير وتاريخي. والثانية، على اتهام الآخرين بالتآمر والخيانة، بل انه أضاف في هذا الحديث معطيات جديدة لم نكن نعرفها عنه سابقا وهي محاولة تغيير المعالم السياسية لمرحلة العدوان وابتداع مواقف ووقائع ومعالم لم تكن موجودة. بل أكثر من ذلك محاولة ابتداع وقائع مختلقة تعتدي على ذكاء الآخرين وليس آخرها الادعاء المثير للاستغراب الشديد أن فكرة إرسال الجيش إلى الجنوب كانت من بنات أفكاره وكذلك تعزيز قوات اليونيفيل".

اضاف: "في كل الأحوال، إزاء ذلك يهمنا إيضاح بعض النقاط لكي لا يخيل للبعض أن ما قيل صحيح.
بداية، نقول إن بعض المشكلة مع الأمين العام للحزب، وبعض أقطاب المعارضة، أنهم غير مستعدين لإعادة النظر والمراجعة حتى لو كان ما يقولونه اليوم، هو عكس ما قالوه بالأمس، وأنهم لا يعتبرون من الأخطاء المهددة للوطن والشعب والدولة للارتقاء بالخطاب لجهة توخي الحقيقة، ولجهة تجنب ما يؤدي إلى تسعير الأحقاد، وشرذمة الوعي والناس.
لذلك، وللمرة الرابعة أو الخامسة، يود المكتب الإعلامي لرئاسة مجلس الوزراء الإدلاء بالملاحظات التالية:
أولا: قال السيد نصر الله في المقابلة إنه هو من كان وراء فكرة إرسال الجيش للجنوب. وهذا الأمر شديد الغرابة، فقد دأب على الترويج لسنوات إن إدخال الجيش غير ملائم، وإن المقصود بإدخاله رأس المقاومة وفكرتها. ثم قال أخيرا نهاية حرب تموز إنه لم يكن يريد إدخال الجيش للجنوب حرصا عليه لأنه ضعيف!
الواقع أن رئيس مجلس الوزراء، وفي النقاط السبع، وما قبلها كان هو صاحب فكرة إرسال الجيش للجنوب من أجل تأمينه، وتأمين الناس وحمايتهم، وحماية حدود لبنان الدولية. وعندما نوقش هذا الموضوع في مجلس الوزراء أثناء الحرب بمبادرة من دولة الرئيس، وافق عليه الوزراء بمن فيهم ممثلو حركة "أمل"، أما وزير حزب الله فقد كان مترددا لآخر لحظة ولكن وافق بعد ذلك وصدر القرار بالاجماع وهذا هو نص قرار مجلس الوزراء بتاريخ 16/8/2006 والقاضي بإرسال الجيش إلى الجنوب، وليس بناء على طلب حزب الله أو ضغوطه.
"قرر مجلس الوزراء: نشر الجيش اللبناني في منطقتي جنوب الليطاني والعرقوب وقضائي حاصبيا ومرجعيون وتكليفه المحافظة على الأمن في هاتين المنطقتين وهذين القضائين وفقا لأحكام المادة الرابعة من قانون الدفاع على أن تكون مهام الجيش وصلاحياته على كامل تلك المناطق الدفاع عن ارض الوطن والحفاظ على الأمن والنظام التامين. وكذلك الحفاظ على أملاك المواطنين وأرزاقهم وحمايتها ومنع وجود أي سلطة من أي نوع كان تكون خارجة عن سلطة الدولة اللبنانية: وعليه في ذلك أن يعمل على التأكد من احترام الخط الأزرق وتطبيق القوانين المرعية الإجراء بالنسبة لأي سلاح خارج سلطة الدولة اللبنانية وعلى الجيش وقيادته التعاون مع قوات الطوارئ الدولية واليونيفل والتنسيق معها حسبما ينص عليه قرار مجلس الأمن رقم 1701".

يقول السيد نصرالله انه كان صاحب فكرة إرسال الجيش إلى الجنوب وقد يقول قائل أنه ربما جاء ذلك تعويضا عن وضعه الخطوط الحمر أمام الجيش اللبناني لرد الاعتداءات على الجيش في مخيم نهر البارد من قبل الإرهابيين. على أي حال فإننا نعتقد بعد هذا كله أنه لا داعي للمزيد، لأنه ليس لكلام الأمين العام للحزب في هذا الصدد أي أثر للصحة أو ظل من الحقيقة. ورئيس مجلس الوزراء لا يرى فيما أقدمت عليه الحكومة مجرد فضيلة أو خيار سياسي صحيح فقط، بل إنه رأى فيه دائما واجبا وطنيا لحماية لبنان وجنوبه، ومنذ العام 2000.

ثانيا: قال الأمين العام للحزب في مقابلته مع "الجزيرة" إن الحكومة ما كانت تريد إرسال الجيش إلى الجنوب، وإنما تريد استقدام قوات متعددة الجنسية. وقد تكرر ذلك من الأمين العام للحزب ومحازبيه عشرات المرات. وليس في هذا الادعاء أيضا أي أثر من الحقيقة بل إن أحدا ما خطرت على باله تلك الفكرة العجيبة. ففي اليوم الثالث على نشوب حرب تموز، وفي كلمة وجهها للبنانيين والى المجتمع الدولي إزاء العدوان الوحشي الذي يتعرض له لبنان فقد حدد موقف الحكومة اللبنانية واضحا من هذا الشأن. قال رئيس مجلس الوزراء إن لبنان يريد بقاء "اليونيفيل" موسعة ومعززة، لكي تتمكن من القيام بمهامها بشكل أفعل. وهكذا فالحكومة اللبنانية هي التي وقفت ضد أي فكرة لنشر قوات متعددة الجنسية في الجنوب دائما. وكان موقفها بسط سلطة الدولة بقواها الشرعية مع قوات "اليونيفيل" المعززة وصولا إلى تطبيق اتفاق الهدنة. ورئيس الحكومة قال بالحرف بعد ثلاثة أيام على العدوان:
"أولا: "وقف شامل وفوري لإطلاق النار، ترعاه الأمم المتحدة، ويفسح المجال أمامها وأمام الدول العربية الشقيقة والجهات الدولية الصديقة، وبالتعاون مع الحكومة اللبنانية لمعالجة مسؤولة لكل المشكلات الناجمة عن الأحداث الأخيرة وتلك التي تسببت بها".
ثانيا: "العمل على بسط سلطة الدولة على كل أراضيها، بالتعاون مع الأمم المتحدة في الجنوب اللبناني، وكذلك العمل على استعادة كامل الأراضي اللبنانية، وممارسة سيادة الدولة غير المنقوصة عليها، والتمسك باتفاقية الهدنة الموقعة عام 1949 والتي أكدها اللبنانيون في وثيقة الوفاق الوطني في الطائف".

ثالثا: اتهم السيد نصر الله الرئيس السنيورة بأنه لم يكن يريد وقفا لإطلاق النار إلا بعد الحل الشامل. وهذا ادعاء لا علاقة له بالحقيقة. منذ اليوم الأول كان الرئيس يصر على وقف شامل وفوري للنار، ويجري بعده الاتفاق على نقاط المشروع الذي كانت الحكومة قد طرحته وعرف بمشروع النقاط السبع. وقد قال الرئيس ذلك علنا عدة مرات، ومن بينها بيانه يوم مذبحة قانا، والذي أعلن فيه قطع التفاوض على أي شيء قبل وقف جحيم النار الإسرائيلية على لبنان. ولذلك كان الجهد ينصب على ما بعد وقف اطلاق النار لتأمين أرض لبنان وحقوق الشعب اللبناني في الأمن والاستقرار والسيادة، وهو الجهد الذي ظهرت آثاره في الإجماع الداخلي على النقاط السبع، وفي تضمين تلك النقاط في القرار الدولي رقم 1701".

رابعا: قال السيد نصرالله أن "حزب الله" لم يوافق على النقاط السبع في مجلس الوزراء، وان الرئيس السنيورة لم يحصل على موافقة مجلس الوزراء قبل أن يطرح النقاط السبع في روما! لكن السيد نصرالله تجاهل أن الرئيس السنيورة حصل على تفويض مجلس الوزراء بالتفاوض لوقف العدوان انطلاقا من خمسة بنود هي: وقف فوري لإطلاق النار، استرجاع مزارع شبعا، استعادة الأسرى، الحصول على خرائط الألغام التي زرعتها إسرائيل في الأراضي اللبنانية مقابل بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها. وانه كان قد توافق على ما جاء في الخطاب الذي القاه في مؤتمر روما جملة وتفصيلا مع الرئيس بري الذي كان يفاوض باسم "حزب الله". وبالتالي فان ما يقوله السيد نصر الله، ينسف من الأساس قرار مجلس الوزراء بتفويض الرئيس السنيورة، ويعود وينسف تكليفه الرئيس بري التفاوض باسمه، ليبقى "حزب الله" هو صاحب الحق الحصري باتخاذ قرار الحرب والسلم والتفاوض ومنح شهادات الصدق والكذب والالوهية والطهارة والنظافة وما إلى ما هنالك من بدع يجري العمل على ترويجها وتعميمها".

وفي المجال ذاته، وهنا نقطة الخطورة فان السيد نصرالله الذي يريد الاحتكام إلى محاضر مجلس الوزراء أورد في حديثه مواقف جديدة منها رفضه لما ورد في النقاط السبع منها مبدأ أن لا سلاح الا سلاح الدولة والعودة الى اتفاقية الهدنة مع حل مسألة مزراع شبعا كما ورد في نص حديثه، مع العلم أن هاتين النقطتين هما من صلب ما نص عليه اتفاق الطائف وبالتالي فان إعلانه رفض هاتين النقطتين الواردتين في البنود السبعة إنما يؤشر إلى رفضه بعض مضامين اتفاق الطائف بحجة أن الأمر كان مطروحا أمام طاولة الحوار ولم يتم الاتفاق عليهما متناسيا أن لا حوار بخصوص اتفاق الطائف الذي يقول في مناسبات متعددة إن الحزب ملتزم به. فكيف يلتزم السيد نصرالله من جهة بالطائف ويرفض نقاطا واردة في البنود السبعة سبق أن نص عليها اتفاق الطائف ؟ وهل كان على الرئيس السنيورة عندما يفاوض باسم لبنان أن يتجاهل اتفاق الطائف ويعود في كل مرة ليحصل على تفويض من مجلس الوزراء للمطالبة بتطبيق الطائف؟".

خامسا: تحدث الأمين العام للحزب عن المنطقة العازلة جنوب الليطاني، والتي كانت الحكومة تريد إقرارها وإدخال القوات متعددة الجنسية إليها. وهذه أسطورة جديدة قديمة ينبغي أن يحول احترام عقول الناس دون تردادها. اسرائيل هي التي طالبت بالمنطقة العازلة، وما استجاب لها أحد. وما حدث هو نشر جيشنا الوطني بقرار من الحكومة اللبنانية، وهو الجيش الذي من مهماته الدفاع عن لبنان وحمايته، من دون سواه.

سادسا: وزعم السيد نصر الله أنه أبلغ من قبل "مسؤولين" يوم 14 آب، انه ممنوع على المهجرين العودة إلى الجنوب إلا بعد وقف إطلاق النار. وكان السيد نصر الله قد قال ذلك في إحدى مقابلاته بعد الحرب مباشرة، ورد عليه الرئيس السنيورة وقتها. والواقع أنه لولا هذه الدعوى الباطلة، لما عمدنا للرد على هذا الادعاء، ذلك أن إصرار الأمين العام للحزب على ترديد هذا الأمر هو بمثابة إثارة للفتنة الداخلية بين المسلمين من جهة وبين اللبنانيين من جهة اخرى، وهو الذي أصر ويصر على مكافحة الفتنة والانقسام!

فهل يعقل أن تصر الحكومة على استمرار إخلاء الجنوب من أهله ومنعهم من العودة، وهي التي كانت تصر على قوات "اليونيفيل" الموجودة في الجنوب، وكذلك على القوى الأمنية اللبنانية في أيام اشتداد القصف على الآمنين من ابنائنا الجنوبيين بعدم الانصياع للضغوط التي كانت تبذلها إسرائيل لتفريغ الجنوب وقراه من الأهالي، وذلك عن طريق الترويع والإيذاء وارتكاب الجرائم الجماعية.
كيف يستقيم هذا الادعاء والحكومة كانت تصر خلال كل المفاوضات مع المبعوثين الدوليين على العودة الفورية والكاملة للمواطنين اللبنانيين الى بلداتهم وقراهم فور بدء مفعول وقف اطلاق النار، وهي كانت تصر في الوقت نفسه على إرسال الجيش الى الجنوب لحماية الناس الموجودين فيه؟
إننا لا نصدق أن أحدا أخبر السيد نصر الله بذلك لا من الرسميين ولا من غير الرسميين، بل إنما يحاول هو تعظيم الإنجازات التي حققها الحزب، وإقناع ابناء الجنوب أنه هو الذي أعادهم إلى الجنوب. صمود مقاتلي المقاومة معروف ومشهود، لذلك نرى أنه لا حاجة لدعمه بالأساطير، وبإثارة الفتن. إن منطق الأمين العام مؤداه أن هناك مؤامرة كبرى خارجية وداخلية منسقة ضد الجنوبيين وبالتعاون والتنسيق مع بعض اللبنانيين، وأنه لولا الحزب ما أمكن التصدي لتلك المؤامرة، فلا حول ولا قوة إلا بالله.

سابعا: قال السيد نصر الله إنه طالب بعد الحرب بحكومة وحدة وطنية، بينما أبى الفريق الآخر ذلك. والواقع أن الحكومة المتعددة القوى كانت قائمة، وهو الذي خرج منها. وعندما جرت المطالبة بالعودة من جديد عرض رئيس مجلس الوزراء الصيغة المعروفة على نطاق واسع (19-10-1)، بما يؤمن صيغة المشاركة وتمنع الاستئثار والتعطيل فأصرت الأطراف الأخرى على الثلث الضامن أو المعطل.
وفي المرة الأخيرة عندما حاول الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، التوسط في الأزمة، وافقت قوى 14 آذار على حكومة موسعة (19+11) من ضمن توافق مضمون على إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، و"حزب الله" هو الذي لم يوافق، كما هو معروف على نطاق واسع أيضا.

بعد عام على حرب تموز، ما زال الأمين العام للحزب يبحث عن مبررات للحرب، وعن إمكانات لتوظيف نتائجها في الداخل، وفي الصراع الإقليمي. لذلك، فهو يلجأ إلى تكرار الأساطير والدعاوى والمزاعم التي لا تنم عن حرص على وحدة اللبنانيين واستقرارهم. وبدل أن يستظل السيد نصر الله آفاق الوحدة الوطنية، فضل أن يبقى ويبقي اللبنانيين اسرى أزقة بيروت وشوارعها، محولا بطولات شباب المقاومة وتضحياتهم المشرفة وتضحيات الشعب اللبناني الكبيرة والمؤلمة والتي ننحني ازاءها إلى محاججات عقيمة، واعتبر مخيم تعطيل وسط العاصمة "تفصيلا" متجاهلا أن هذا التفصيل ألحق باللبنانيين أفدح الخسائر الاقتصادية والنفسية بعدما كان العدوان نال منهم، وجاء بدل أن يرد الجميل للبنانيين الذين تضامنوا مع المقاومة في وجه العدوان ليقبض على قلب عاصمتهم بقبضة أمنه ومربعاته الإيديولوجية والسياسية.

أما رئيس الحكومة، وهو الذي ليس عنده ما يخجل منه، لا قبل الحرب، ولا بعدها، فما زال على دعوته إلى أخذ العبر والدروس، والتركيز على اللقاء الكبير والضروري بين اللبنانيين، عشية الاستحقاقات الكبرى في لبنان والمنطقة".