تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المسارات الدائرية لحسن نصر



14_Azar
07-23-2007, 01:57 PM
سئل السيد حسن نصر (الله) في حوار مع صحيفة الأهرام المصرية عن إتباع حزبه للتقيّة؟ فقال: إن التقيّة "ضرورة فرضتها ظروف القهر السياسي في فترات تاريخية معينة, وكان الشيعة المضطهدون يلجئون إليها لمنع الفتنة والشقاق والصدام المكلف بالحكم الظالم" هكذا تكلم نصر (الله)
ويشارك نصر (الله) رموز شيعية كثيرة في القول: بأن التقيّة قد ولى زمنها ولم يعد لها مجال في العصر الحالي, ولكن المشكلة في هذه الأقوال أنها يمكن تصنيفها ضمن "التقيّة".

ومن الطبيعي أن من يمارس التقيّة لن يتعرف أبداً بذلك, وهذا يضعنا أمام معضلة, فلا توجد قرائن على ترك الشيعة للتقيّة كما يزعمون, بل إن القرائن المتاحة كلها تؤكد إتباعهم لها, إذا.. نحن امام مسار دائري ليس له نهاية, فقادة حزب (الله) يدينون بالتقيّة, ولكنهم يقولون: إنها قضية تاريخية انتهت, وهذا القول يندرج ببساطة ضمن التقيّة, ومن ثم لا تصل إلى شيء, وهذا يذكر بمثال فلسفي رمزي يقرب المعنى, يقول المثال: إن أهل قرية ما كذابون, والمتكلم من هذه القرية, إذا ليسوا كذابين, إذا كلامه صادق, وهكذا مسارات حلزونية لا تصل بنا إلى شيء.

ومن يصعب عليه فهم المثال السابق, فليتابع تطبيقا حرفيا له من كلام نصر (الله) أثناء الحرب الماضية في تموز 2006, حيث انه صرح لقناة (نيو تي في) أن قيادة حزب (الله) لم تتوقع ولو واحد بالمائة أن عملية الأسر ستؤدي إلى حرب بهذه السعة وبهذا الحجم, لأنه وبتاريخ الحروب هذا لم يحصل.. ولو علمت أن عملية الأسر كانت ستقود إلى هذه النتيجة لما قمنا بها قطعا" وبعد أن ترك الرأي العام يتفاعل مع هذا الاعتراف الخطير لفترة من الزمن, خرج على الناس ليقول: إن كلامه فسر بالخطأ العمد.

وفي حوار مع الصحفي "طلال سلمان" رئيس تحرير صحيفة السفير المتحمسة لحزب (الله), أفاض نصر (الله) الحديث في بيان كيف إن كلامه اخرج من سياقه, وفيما يقرب من ألف كلمة تحدّث في مسارات دائرية لا يفهم منها شيء, وقال في النهاية: "اعرف أن هذا السؤال موجود عند الناس وأثير بقوة في زمن الحرب, اعتبر من مسؤوليتي الحقيقية أن أجيب عنه, وقلت نعم لو كنا نحتمل لما أقدمنا في هذا التوقيت على عملية الأسيرين" ولكنه استدرك بالقول: "ولكن هذا الكلام جاء في أي: سياق؟ جاء في سياق أنه حتى هذا الاحتمال ليس واردا على الإطلاق" وهذا احد المسارات الدائرية غير المفهومة.

وهناك مسار آخر, حيث قال في السياق نفسه: "لا احد في الدنيا لو يدرس ويقيم ويحلل كان يفترض بأن اسر جنديين يؤدي إلى حرب بهذا المستوى.. ولأن الحرب لا صلة لها بأسر الجنديين, هذه الحرب هي خارج أي: منطق أو معيار أو قانون أو ضوابط", ولكنه يعود فيقول: "إذا كنت اريد أن استعمل عبارات لا يمكن اجتزاؤها أو اقتطاعها, أنا أقول لم نخطئ التقدير وكانت حساباتنا دقيقة وصحيحة, وأيضا لسنا نادمين"

إذا هذه حرب لا يمكن توقعها بالدراسة والتحليل, وفي الوقت نفسه حزب (الله) لم يخطئ التقدير والحسابات, أي: إن الحرب كانت متوقعة...الخ.

وفي النهاية الأمران قائمين, فمن يرد أن يقتنع إن (السيد) حسن قد اعتذر للبنانيين فليقتنع, ومن يرد أن يفهم إن حزب (الله) غير مسئول فليفهم!

ومثل هذه المعضلات معها إلا المدخل العقدي في تفسير الأحداث, وهذا المدخل يرشدنا إلى استصحاب الأصل وهو التقيّة طالما لم تردنا قرائن قوية تفيد العكس, والقوم لم يقصروا في بيان ذلك, والحديث - الموضوع - والمنسوب الى جعفر الصادق - رحمه الله – معروف ومشهور "لا دين من لا تقيّة له" ونحسبهم متدينين للغاية