تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رقصة الديك المذبوح



عزالدين القوطالي
07-23-2007, 08:38 AM
رقصة الديك المذبوح
قوات الإحتلال بعد سنوات من إحتلال العاصمة بغداد



وعد الغزاة قبل وأثناء وبعد إحتلالهم لبلاد الرافدين بتحويل العراق والمنطقة العربية من ورائه الى واحة للديمقراطية وحقوق الإنسان وجنة من جنات عدن على وجه الأرض ونموذجا فريدا للنماء الإقتصادي والتطور الإجتماعي والتنوع والثراء الثقافي والتسامح الديني والمذهبي ؛ وكانت الإدارة الأمريكية قد بشرت على لسان بوش الصغير وأركان نظامه المسيحي المتصهين بتوفير مستقبل زاهر للشعب العربي في العراق بمجرد إسقاط النظام الثوري الحاكم فيه حيث ستعمّ الحرية والرخاء وينعم الشعب بالأمن والإستقرار والرفاه الإقتصادي ويودّع الى الأبد شبح الفقر والجوع والمرض بعد حصار وحشي دام لأكثر من 12 سنة. فما الذي تحقق من وعود إدارة البيت الأسود الأمريكي بعد مرور ثلاث سنوات على إحتلال العاصمة بغداد ؟؟ وهل إستطاعت الولايات المتحدة أن تنجز الحد الأدنى من برنامجها القصير المدى في العراق؟؟ قبل الإجابة عن هذا التساؤل كان لا بد من الرجوع الى ثلاث سنوات خلت وبالضبط تاريخ الفاتح من شهر ماي/آيار 2003 حين صرح بوش الصغير من على ظهر حاملة الطائرات الأمريكية قبالة ساحل سان دييغو وقد رفعت بجانبه لافتة كبيرة كتب عليها بالأحرف العريضة ( المهمة أنجزت) قائلا: لقد إنتهت العمليات القتالية الرئيسية في العراق . لقد ظنّ بوش الصغير أن مهمة إسقاط النظام الثوري الحاكم في العراق سوف تكون سهلة للغاية ولن تكلف قوات الإحتلال أية خسائر تذكر وهو ما شجعه على الجزم بإنتهاء العمليات القتالية وبالتالي دخول بغداد وسط ترحيب شعبي مثل ذاك الذي أستقبل به الجيش الأمريكي حين تحرير فرنسا من الإحتلال الألماني في الحرب العالمية الثانية ودخول طلائع الجيش الى العاصمة باريس ولكن فاته أن هناك فرق جوهري بين أن تدخل بلدا ما بصفتك محررا كما هو شأن القوات الأمريكية في تلك الحرب وبين أن تدخله بوصفك محتلا كما هو حال قوات الغزو الصهيو-أمريكي سنة 2003 في العراق. إن غباء الإدارة الأمريكية رغم كل ما وضع في تصرفها من إمكانات مادية وطاقات علمية وقدرات تكنولوجية وأدمغة مختصة في كافة المجالات وأقمار إصطناعية هو غباء مثير للدهشة أولا وللإستغراب والحيرة ثانيا وللسخرية في نهاية المطاف إذ لم تتمكن أضخم وأكبر قوة إقتصادية وعسكرية وعلمية على وجه الأرض أن تستقرئ الواقع العراقي وأن تفهم كنهه وأن تستوعب الدرس من خلال إستحضار التجربة المأساوية في فيتنام ولبنان والصومال وإفغانستان. فالعنجهية الأمريكية وقفت حائلا دون رؤية واضحة لما ينتظر جيش الغزاة من أيام عصيبة لا ولم ولن يشهد مثلها من قبل وأعمت بصيرة بوش الصغير ومن معه فأصيبوا بعمى الألوان ولم يعد بإستطاعتهم أن يميزوا بين الأشياء فأضحوا يتخبطون في أخذ القرار ونقيضه في نفس الوقت ويضربون العدوّ والصديق دون تمييز أو تفريق ويأمرون جندهم بإطلاق النار على كل شيء متحرك يعترض سبيلهم في العراق فلا غرو بعد ذلك أن تعتمد إدارة البيت الأسود على سياسة الهروب الى الأمام لأنها وجدت نفسها أمام خيارين أحلاهما مرّ إما الإنسحاب المخزي أو البقاء وما يعنيه من إستدامة لنزيف الخسائر اليومية الضخمة والمتواصلة . لقد وجدت الإمبريالية الأمريكية نفسها عارية تماما أمام الشعوب الأمريكية وأمام العالم بأسره بعد ثلاثة سنوات على خطاب بوش الصغير المعلن لنهاية العمليات القتالية بل أكثر من ذلك رجعت قوات الغزو الى نقطة البداية وأكتشفت أنها تورطت في حرب من نوع جديد لا أمل في كسبها مطلقا وأنها وقعت في مستنقع لا خروج منه فالجيش الأمريكي الأسطورة – الأكذوبة وقع في مصيدة رجالات المقاومة وأصبح مسجونا داخل سجن كبير إسمه العراق لا خروج منه إلا بفضيحة تاريخية أو على نعش مغطى بالعلم الأمريكي. كذب بوش الصغير حينما وعد بتحقيق الديمقراطية وحقوق الإنسان على الطريقة الأمريكية فلم يفلح في المحافظة على الحد الأدنى من قيم الحرية والعدالة والمساواة التي كانت قائمة أيام حكم من يصفونه بالدكتاتور وبدلا من توفير تلك القيم وتجذيرها وتطويرها سعى المحتل الى القضاء عليها نهائيا وإستبدالها بعمليات التعذيب والإرهاب والقتل العشوائي التي فاحت رائحتها في فضيحة سجن أبو غريب ومراكز الإعتقال السرية المنتشرة على كامل أرجاء العراق ؛ ولم يستطع المحتل بناء الديمقراطية الحقيقية التي تحلم بها الشعوب وتتوق إليها الجماهير إذ شجّع الغزاة الأحزاب الطائفية وميليشيات الموت والدمار ونزعة الإلتفاف على إرادة الشعب وتزوير الإنتخابات وفرض حكومة عميلة لا شخصية ولا إرادة لها على الأغلبية الساحقة من جماهير شعبنا في العراق. وبدلا من المحافظة على حياة العراقيين وأمنهم وأموالهم حمل الغزاة معهم الموت الى آلاف العراقيين إذ تؤكد آخر الإحصائيات أن العمليات العسكرية الأمريكية قد أودت بحياة أكثر من 194 ألف قتيل من المدنيين وضعف ذلك العدد او أكثر من الجرحى والمعاقين والعجز ناهيكم عن الدمار الشامل الذي طال المساكن والمحلات التجارية والأبنية الحكومية والمدارس والمستشفيات والمعالم الأثرية والدينية والتاريخية. وكذب بوش الصغير ثانية حينما وعد العراقيين بإعادة الإعمار وبناء ما دمرته الآلة العسكرية الأمريكية والسعي الى المحافظة على أموال الشعب إذ ثبت من خلال التقارير الإخبارية وتصريحات الأمريكيين أنفسهم أن أموال الشعب العراقي قد نهبت وإختلست وعم الفساد المالي وسوء التصرف بشكل لا مثيل له وتكفي الإشارة في هذا المجال الى التقرير المقدم من المفتش العام الأمريكي المختص بشؤون إعادة إعمار العراق بتاريخ 23/02/2006 الذي تم نشره مترجما وكاملا بمجلة المستقبل العربي العدد 325 الخاص بشهرآذار/مارس 2006 فقد ثبت بصفة قاطعة أن سوء التصرف والصفقات المشبوهة والمشاريع الوهمية هي العناوين البارزة لإدارة أموال الشعب العربي في العراق. وكذب بوش الصغير مرّة ثالثة عندما أكّد للشعوب الأمريكية أن حرب العراق ستكون حربا لا خسارة فيها بإعتبارها مجرد فسحة أو نزهة ترفيهية وأن الجيش الأمريكي له من القدرات والإمكانيات ما من شأنه أن يحافظ على أرواح الجنود وسلامة المعدات والآليات العسكرية الباهضة الثمن وقد ثبت بصفة قاطعة أن جيش الإحتلال قد تكبد خسائر فادحة وكارثية في الأرواح إذ تشير التقارير المستقلة الى أن قوات الغزو فقدت منذ بداية حربها على العراق ما لا يقل عن سبعة آلاف قتيل وأكثر من خمسة عشر ألف جريح كما أن خسائر العدو الأمريكي على مستوى العتاد العسكري في تصاعد مستمر وبوتيرة متسارعة إذ تفقد قوات الإحتلال نحو 50 آلية عسكرية شهريا هذا بالإضافة الى المبالغ المالية الطائلة التي أنفقتها الولايات المتحدة على العمليات العسكرية في العراق فقد تمّ مثلا إنفاق أكثر من 300 مليار دولار في غضون عامين فقط . وبالمقابل من الكذب المستمرّ والمتواصل والمفضوح لبوش الصغير وعصابته في البيت الأسود صدق رجالات المقاومة في وعودهم الى أبناء الشعب العربي في العراق فأشتدّت عمليات المقاومة وتعددت وتنوعت بشكل ملفت للإنتباه حتى وصلت الى ما يفوق 600 عملية في الأسبوع الواحد بنهاية سنة 2005 وهو ما حدى بأقطاب الفكر الإستراتيجي في الولايات المتحدة الى الدعوة للإنسحاب الفوري من العراق قبل أن تحلّ الهزيمة الكاملة بقواة الغزو إذ كتب زبيغينيو بريجنسكي مستشار الأمن القومي الأمريكي في عهد الرئيس كارتر بأن الإنسحاب الأمريكي من العراق هو الخيار الواقعي الوحيد المتوفر أمام الإدارة الأمريكية لاسيما وأن الشعوب الأمريكية لم يعد بإستطاعتها أن تضحي بالمزيد من القوات والخسائر والنفقات بعد أن ثبت كذب بوش الصغير وهذا ما يفسر تقلّص شعبيته لدى الأمريكيين الى ما يقل عن الأربعين بالمائة حسب آخر إستطلاعات الرأي فبوش الصغير وعصابته وقواته المحتلة يرقصون اليوم رقصتهم الأخيرة وعلى طريقتهم الخاصة : إنها رقصة الديك المذبوح كما يسمونها أو رقصة الموت والهزيمة النكراء كما نسميها وكما هي بالفعل.

عزالدين بن الحسين القوطالي
تونس في: 23/07/2007

هنا الحقيقه
07-23-2007, 12:27 PM
ان شاء الله تكون تهاية امريكا في العراق

فلن تنعم بالامن ولا السلام هناك

فرجال المقاومة المجاهدين يلقون الاحتلال واذنابهم كل يوم
دروس من الموت والهلاك

فان كان من في امريكا خائف فما حال الذين في العراق

هل نستطيع ان نقول عليهم انهم ميتون من الرعب