مقاوم
07-22-2007, 07:15 PM
مذبحة المسجد الأحمر .. واستراتيجية مكافحة الإرهاب
بقلم د . محمد يحي
أثار الاقتحام العسكري الدموي للمسجد الأحمر في إسلام أباد، ومصرع المئات من رواده وطلاب العلم بداخله الفزع والاشمئزاز في نفوس المسلمين في كل أنحاء العالم. لكنه في نفس الوقت كشف بكل وضوح عن انحطاط وعمالة نظام الحكم القائم في باكستان والذي لم يتورع في سبيل التظاهر بالقوة والثبات أمام أمريكا والغرب عن ذبح المئات من أبناء الشعب الباكستاني خلال عملية عسكرية لم يستطع القيام بما يقاربها إزاء عمليات التحرش الهندي في كشمير.
وهذا العداء الذي يناصبه نظام برويز لأبناء شعبه ليس بالجديد.. فهو الذي رخص للأمريكان في الماضي القريب بشن غارات مدمرة سقط ضحيتها المئات من الباكستانيين في مناطق زعم الأمريكان وهو معهم أنها معاقل للطالبان أو القاعدة أو الإرهاب. وهو الذي أبدى كل التساهل في حقوق الشعب الباكستاني المسلم في كشمير عندما صدرت التعليمات الأمريكية بالتساهل مع الهند عندما حدث تقارب للهند مع أمريكا.
ومشرف الذي وصل إلى الحكم بانقلاب عسكري هزلي مريب لم يخفي حقيقة مهمته لصالح أمريكا (ومن ينسى التقارب مع إسرائيل ومع الهند ومع النظام العميل في كابول، ومن ينسى عمليات محاربة الإسلام وحركاته والمدارس الدينية وفرض العلمنة الجارية منذ قدومه). لكن الجديد هو تلك العصبية والدموية الشرسة التي أدت به وفي سبيل التفاني في تحقيق المهمة إلى القيام بعملية عسكرية شديدة ضد مدنيين من أبناء شعبه لا يستحقون مثل هذه العملية حتى ولو وصفهم هو ونظامه بالإرهابيين المسلحين. واتضحت هذه الدموية في رفض كل مساعي الوساطة مع المعتصمين أو الموجودين داخل المسجد.
وخطورة هذه الحادثة التي إقتحم فيها مسجد في بلد إسلامي كبير وهدمه على رؤوس من فيه بعد نعتهم بالإرهابيين في زعم مكشوف، هي أنها سوف تنشأ سابقة تتطلع إليها بشوق أنظمة أخرى ولا سيما في العالم العربي في إطار مسعاها الخاص للتقرب من الغرب والأمريكان وإسرائيل. ولهذا فإنه في ظل قوانين الإرهاب المزمع إدخالها في بلدان عربية عديدة (ولا ننسى أن مشرف أعلن عن وضع ما أسماه باستراتيجية جديدة لمكافحة الإرهاب في اليوم التالي للمذبحة مما يعني أن هذه الاستراتيجية هي إستراتيجية الإبادة المسلحة لأي شخص أو جماعة توصف بالإرهاب بدون محاكمة ولا تحقيق) فإن المذابح الدموية والجماعية واقتحام المساجد والمعاهد الدينية سوف تصبح ظاهرة منتشرة في هذه البلدان.
وتبقى في هذه القضية المحزنة نقطة مهمة بحاجة إلى لفت الانتباه.. ألا وهي ذلك الدور التضليلي الخطير الذي قام به الإعلام المحلي والدولي في تغطية الأحداث ولا سيما من ناحية دوافع ونوايا وأفكار وطبيعة المعتصمين بالمسجد.. لقد أدت هذه التغطية إلى التشويش والتحريض الأمرلا الذي شجع على اتخاذ قرار التصفية الدموية وبرره (ظاهرياً) في نظر الغرب الذي يعمل مشرف لصالحه.
والواقع أن هذا الدور التحريضي هو المعهود على مدى أكثر من أربعة عقود من الجانب الإعلامي في تغطيته للأحداث والتطورات المتعلقة بالتيارات الإسلامية المختلفة.
www.qawim.net (http://www.qawim.net)
بقلم د . محمد يحي
أثار الاقتحام العسكري الدموي للمسجد الأحمر في إسلام أباد، ومصرع المئات من رواده وطلاب العلم بداخله الفزع والاشمئزاز في نفوس المسلمين في كل أنحاء العالم. لكنه في نفس الوقت كشف بكل وضوح عن انحطاط وعمالة نظام الحكم القائم في باكستان والذي لم يتورع في سبيل التظاهر بالقوة والثبات أمام أمريكا والغرب عن ذبح المئات من أبناء الشعب الباكستاني خلال عملية عسكرية لم يستطع القيام بما يقاربها إزاء عمليات التحرش الهندي في كشمير.
وهذا العداء الذي يناصبه نظام برويز لأبناء شعبه ليس بالجديد.. فهو الذي رخص للأمريكان في الماضي القريب بشن غارات مدمرة سقط ضحيتها المئات من الباكستانيين في مناطق زعم الأمريكان وهو معهم أنها معاقل للطالبان أو القاعدة أو الإرهاب. وهو الذي أبدى كل التساهل في حقوق الشعب الباكستاني المسلم في كشمير عندما صدرت التعليمات الأمريكية بالتساهل مع الهند عندما حدث تقارب للهند مع أمريكا.
ومشرف الذي وصل إلى الحكم بانقلاب عسكري هزلي مريب لم يخفي حقيقة مهمته لصالح أمريكا (ومن ينسى التقارب مع إسرائيل ومع الهند ومع النظام العميل في كابول، ومن ينسى عمليات محاربة الإسلام وحركاته والمدارس الدينية وفرض العلمنة الجارية منذ قدومه). لكن الجديد هو تلك العصبية والدموية الشرسة التي أدت به وفي سبيل التفاني في تحقيق المهمة إلى القيام بعملية عسكرية شديدة ضد مدنيين من أبناء شعبه لا يستحقون مثل هذه العملية حتى ولو وصفهم هو ونظامه بالإرهابيين المسلحين. واتضحت هذه الدموية في رفض كل مساعي الوساطة مع المعتصمين أو الموجودين داخل المسجد.
وخطورة هذه الحادثة التي إقتحم فيها مسجد في بلد إسلامي كبير وهدمه على رؤوس من فيه بعد نعتهم بالإرهابيين في زعم مكشوف، هي أنها سوف تنشأ سابقة تتطلع إليها بشوق أنظمة أخرى ولا سيما في العالم العربي في إطار مسعاها الخاص للتقرب من الغرب والأمريكان وإسرائيل. ولهذا فإنه في ظل قوانين الإرهاب المزمع إدخالها في بلدان عربية عديدة (ولا ننسى أن مشرف أعلن عن وضع ما أسماه باستراتيجية جديدة لمكافحة الإرهاب في اليوم التالي للمذبحة مما يعني أن هذه الاستراتيجية هي إستراتيجية الإبادة المسلحة لأي شخص أو جماعة توصف بالإرهاب بدون محاكمة ولا تحقيق) فإن المذابح الدموية والجماعية واقتحام المساجد والمعاهد الدينية سوف تصبح ظاهرة منتشرة في هذه البلدان.
وتبقى في هذه القضية المحزنة نقطة مهمة بحاجة إلى لفت الانتباه.. ألا وهي ذلك الدور التضليلي الخطير الذي قام به الإعلام المحلي والدولي في تغطية الأحداث ولا سيما من ناحية دوافع ونوايا وأفكار وطبيعة المعتصمين بالمسجد.. لقد أدت هذه التغطية إلى التشويش والتحريض الأمرلا الذي شجع على اتخاذ قرار التصفية الدموية وبرره (ظاهرياً) في نظر الغرب الذي يعمل مشرف لصالحه.
والواقع أن هذا الدور التحريضي هو المعهود على مدى أكثر من أربعة عقود من الجانب الإعلامي في تغطيته للأحداث والتطورات المتعلقة بالتيارات الإسلامية المختلفة.
www.qawim.net (http://www.qawim.net)