تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أطفال لا يرون الشمس.. في البسطة الفوقا



من هناك
07-19-2007, 06:30 AM
الغريب في الامر هو الأسماء فمنها اسماء إسلامية واسأل الله ان لا يبتليهم بالتنصر إن كانوا مسلمين. والأغرب إن المنطقة مسلمة والجريدة التي حققت هذا السبق الصحفي هي مقربة من الحكومة ووزيرة الشؤون الإجتماعية التي يجب ان تكون مسؤولة عن هذه الحالات بدل ان تضيع الوقت في عمليات التجميل والسيليكون.



أطفال لا يرون الشمس.. في البسطة الفوقا

المستقبل - الخميس 19 تموز 2007 - العدد 2678 - الصفحة الأولى - صفحة 1

http://www.almoustaqbal.com/images/blank/blank.gif http://www.almoustaqbal.com/images/blank/blank.gifhttp://www.almoustaqbal.com/issues/images/2678/c1-n10.jpghttp://www.almoustaqbal.com/images/blank/blank.gif http://www.almoustaqbal.com/images/blank/blank.gif http://www.almoustaqbal.com/images/blank/blank.gifhttp://www.almoustaqbal.com/issues/images/2678/c1-n11.jpghttp://www.almoustaqbal.com/images/blank/blank.gif
دارين العمري
كالخفافيش التي تعيش في العتمة، كمخلوقات لا تستحق أدنى مقومات العيش، هكذا كان شكل الحياة التي عاشها ثمانية أطفال أمواتاً أحياء وكأنهم تحت الأرض "مدفونين بالحيا".
عامان بكاملهما حبس فيهما هؤلاء الأطفال في غرفة مظلمة لم يروا فيها نور الشمس في أحد الأحياء الفقيرة لمنطقة البسطة الفوقا.
عامان سلبوا فيهما من أدنى حقوق الطفل المنادى بها في أكثر المجتمعات ديموقراطية وحضارة في القرن الواحد والعشرين.
المأساة بدأت منذ عامين حينما أتى الوالد ذو الجنسية الهندية وزوجته مع أطفالهما ليسكنوا في إحدى الغرف القديمة في محلة البسطا الفوقا. خبأهم الوالد طوال هذه الفترة عن عيون البشر بسبب خوفه من إلقاء القبض عليه بسبب إقامته غير الشرعية في لبنان.
ليل الأحد الماضي تاريخ إلقاء القبض على الوالد والوالدة، كان الأطفال على موعد جديد مع الحياة حينما اكتشف الجيران وجودهم وأخرجوهم من "زنزانتهم الإجبارية".
شعور بالغضب لا يوصف ينتابك حينما ترى الغرفة التي أقامت فيها العائلة الهندية والتي تقع في أحد الزواريب المتواضعة في حي البسطة. مساحة لا تتعدى الخمسة أمتار، عاش فيها عشرة أشخاص كسجن فظيع لا يتمتع بأدنى مؤهلات الإقامة فيه، جدران اختفى دهانها بفعل الزمن والرطوبة فغلب عليها اللون الرمادي المائل إلى السواد. حمام عربي يقبع في إحدى زوايا الغرفة لا باب له، وتفح منه روائح كريهة تنتشر في جوانب الغرفة. ثياب متسخة وأوساخ تغطي كل المكان.
إلى جانب هذه الأغراض، تحتوي الغرفة على خزانة حديدية أكلها الصدأ، ومجلى صغير مليئ بالأوساخ لا يصح لأن يكون مكاناً تنظف فيه الصحون. أما الأرض فعارية إلا من غشاء باطوني هو ملهى لكافة أنواع الحشرات والقوارض.
قبالة الغرفة، بعض من الزبالة التي أخرجها الجيران من الداخل (أحذية عتيقة، ثياب ممزقة، حرامات عتيقة إضافة إلى آوانٍ يوجد فيها طعام متعفن).
تاريخ إلقاء القبض على الأهل، هو التاريخ الذي اكتشف فيه جيران الحي المأساة بعد صراخ الأولاد الخائفين الذين تركوا لوحدهم من دون طعام وشراب داخل الغرفة.
هرع الجيران لإنقاذهم، لكن الباب كان مقفلاً. في اليوم الأول حاولوا مساعدة الأولاد عبر تقديم الطعام لهم من خلال فتحة صغيرة في الباب.
في اليوم الثاني كسر الجيران الباب بعد أن أخذوا إذناً من المخفر، فكانت المفاجأة الكبيرة بوجود ثمانية أولاد داخل المنزل. تقول إحدى الجارات إن الوالد كان يدعي أن لديه ثلاثة أولاد فقط، فصدم الجيران أمام عدد الأولاد الذين تم اكتشافهم من دون أن يعلم أحد في الحي سابقاً بأمرهم.
تروي "أم هاني" وهي التي حملت على عاتقها مسؤولية ايواء الأولاد في منزلها بعد "تحريرهم" أن الجيران عندما كانوا يمرون من أمام باب الغرفة كانوا دائماً يجدونه موصداً بعد أن كان الوالد والوالدة يذهبان منذ الصباح إلى العمل ولا يعودان حتى الليل. تقول إن الأولاد بعد أن تم إخراجهم من الغرفة كانوا "كالمحابيس عم بيرجفوا ويبكوا متل اللي رايح على الإعدام" خافوا عندما رأوا نور الشمس "فونسوا وغمضوا عيونهم". كان المنظر شنيعاً "كان الأطفال وسخين متل الأسرى الفيتناميين أيام الحرب".
في عز حرارة الصيف كانت ثياب صوفية تغطي أجسام الأطفال السقيمة "بس الجيران أعطوهم ثياباً نظيفة لبسوها بعد ما حممناهم وقمنا الوسخ عنهم" تقول أم هاني.
يروي الجيران أنه عندما دخلوا إلى الغرفة، فوجئوا بكمية "الوسخ والجية" والرائحة الكريهة المنبعثة منها. الغرفة كانت مليئة "بالجرادين والصراصير" بحسب ما تروي إحدى النساء التي حاولت تنظيف الغرفة مع نساء أخريات واضعات كمامات على أنوفهن.
إحدى الجارات في الحي وتدعى هنادي طه تصف كيف كانت الرائحة: "الريحة كانت بتخوف، صرنا نستفرغ كلنا".
لم يستطع الأطفال السير على أقدامهم عند إخراجهم من الغرفة "كانوا عم بيتفركشوا وإجريهم مضبوبين على بعض" تقول هنادي، وتعزو السبب إلى أن الأولاد لم يمشوا منذ فترة طويلة بسبب سجنهم في الغرفة الصغيرة طوال الوقت. بدورها تقول أم هاني "الأولاد كتير حنونين على بعض"، تولد لديها هذا الشعور بعدما حاولت إعطاء فرشة لكل طفل ينام عليها وعندها "تكوموا فوق بعض وناموا"، ولم يستطع أن ينام كل واحد في مكانه بعد أن اعتادوا النوم هكذا في لياليهم الطويلة على الأرض العارية".
الوضع أكثر من مأسوي، فالأطفال بحسب ما رأى الجيران "كانوا يأكلون ويقضون حاجتهم في المكان نفسه".
الأمر الفظيع هو أن الوالدة كانت تقوم بإنجاب أطفالها بنفسها في الغرفة "بتقطع حالها متل العرب الرحل" تقول عفاف صباغ إحدى النسوة في المكان، وذلك بحسب ما أخبرت الجيران صديقة الوالدة بعد أن علمت باعتقالها. وقد يكون هذا هو السبب لعدم تمتع الأولاد بأوراق ثبوتية رسمية.
حاولت أم هاني الاهتمام بالأطفال أثناء وجودهم في منزلها كأولادها "صرت قلن ماما ماما حتى يروقوا"، لكنها لم تستطع التواصل معهم من خلال الكلام "لغتهم غريبة عجيبة"، كانت إذا أرادت أن تسالهم شيئاً، تطلب من أختهم الكبيرة رشا (9 سنوات) والتي تعرف النطق ببعض الكلمات العربية أن تلعب دور المترجم "كنت أخذ من أختهم الكبيرة حكيهم لأنو بتحكي شوي عربي". أكثر ما طلبه الأولاد كان الماء بعد خروجهم من الغرفة، أحدهم لم يأكل شيئاً فاضطروا لأخذه عند الطبيب الذي وصف له بعض الأدوية والفيتامينات، وآخر لا يستطيع قضاء حاجته بسبب كآبته، وآخر انتشرت على جلده الرقيق بقع بيضاء منتفخة قد يكون سببها قلة النظافة.
لم يفهم أحد من الجيران قصة الأولاد وكيف حبسوا كل هذه المدة "بكرا بجيبوا مترجم للأولاد وبيفهموا شو قصتهم" تقول هنادي.
"أحمد، ابراهيم، كيكيو، لولو، نور، طارق، توتو" هي أسماء الأولاد بحسب ما عرفت عنهم أختهم رشا. رشا الطفلة ذات السنوات التسع كانت هي التي تقوم بدور الأم بين إخوتها أثناء غياب والدتها طوال النهار فكانت تهتم بهم وتطعمهم. عند سؤالها ماذا كانت تطعمهم تقول رشا "رز"، نسألها لماذا لم تخرج من الغرفة تقول "باب ما في" وتقصد أن الباب كان دائماً موصداً. تهز رشا رأسها ايجاباً عندما يسألها الجيران فيما إذا كانت مبسوطة خارج الغرفة ولكن مع هذه الفرحة الغامضة تنطق قائلة بحزن "ماما بابا بوليس".
بعد إعلام جيران الحي لقوى الأمن، راجعت الجهات المختصة القاضي النائب العام الاستئنافي في بيروت بيار فرنسيس فأمر بنقلهم إلى "بيت الرجاء الإنجيلي" في الكحالة المتعاقد مع وزارة الشؤون الاجتماعية. بعد ظهر أمس نقل الأطفال إلى المركز في الكحالة "كانوا خايفين كتير" عند وصولهم إلى المركز تقول لينا عازار إحدى العاملات في المركز "ضيفناهم شوكولا وعصير"، وتم تقديم الهدايا لهم من قبل العاملين، فهدأوا قليلاً "وهلق ماشي حالهم".
بحسب عازار، فإنه تم تواصل أولاد المركز مع الضيوف الجدد بأسلوب محب جداً "وكأنهم ضيوف عزيزين" مما جعل الأولاد يشعرون بارتياح أكبر في مكانهم الجديد.
مأساة مهولة، تثير جدلاً كبيراً حول مستقبل هؤلاء الأطفال وأطفال آخرين في العالم يعيشون يومياً أشكالاً مختلفة من الذل والمهانة داخل جدران بيوتهم من دون أن يعلم أحد بمصيرهم إلا بعد فوات الأوان.

من قلب بغداد
07-20-2007, 10:27 AM
لا حول و لا قوة إلا بالله !!
أمر غريب فعلاً .. نسألُ الله السلامة و ماذا كان سيحدث لو
تم إيواءهم في البلد بصورة طبيعية

من هناك
07-20-2007, 02:37 PM
كان التوطين سيحصل :)



لا حول و لا قوة إلا بالله !!
أمر غريب فعلاً .. نسألُ الله السلامة و ماذا كان سيحدث لو
تم إيواءهم في البلد بصورة طبيعية

من قلب بغداد
07-21-2007, 01:31 PM
يعني هي بقت على هلمساكين الـ 7 أو 8 .. :roll:
يوطنوهم و يكسبون فيهم ثواب ..
فهم اولاً و آخِراً بشر

من هناك
07-22-2007, 02:43 AM
كلا يا اختي في لبنان هناك ابناء بطة عجفاء وبطة بيضاء.
فإما ابناء البطة العجفاء فيجب ان يموتوا إلى اي لون انتموا

اما ابناء البطة البيضاء فيجب ان يجنسوا ويكرموا لأن البطريرك بحاجة إلى اصوات مسيحية اكثر :)



يعني هي بقت على هلمساكين الـ 7 أو 8 .. :roll:
يوطنوهم و يكسبون فيهم ثواب ..
فهم اولاً و آخِراً بشر

من قلب بغداد
07-22-2007, 10:23 AM
يعني حتى في هذهِ !
و الله !
أمَا البشر مساكين أصبحوا مجرد أداة بيد المتسلطين
أعاذنا الله من شرورهم

شيركوه
07-22-2007, 08:20 PM
كلا يا اختي في لبنان هناك ابناء بطة عجفاء وبطة بيضاء.
فإما ابناء البطة العجفاء فيجب ان يموتوا إلى اي لون انتموا

اما ابناء البطة البيضاء فيجب ان يجنسوا ويكرموا لأن البطريرك بحاجة إلى اصوات مسيحية اكثر :)


كانو هاه ... كانو عم تحكي عن لبنان؟

:roll:

السلام عليكم