تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حسنات اسرائيل لعنات/منقول



صوت الكرامة
07-18-2007, 08:32 PM
حسنات إسرائيل لعنات
تاريخ النشر : 18/07/2007 - 02:00 ص

http://www.akhbaruna.net/ar/DataFiles/Cache/TempImgs/2007/2/Blogs_103_abbas-olmert_350_350.jpg (http://www.akhbaruna.net/ar/DataFiles/Contents/Files/Blogs/103/abbas-olmert.jpg)
مقدم بواسطة: toshiko

د. عبد الستار قاسم
تشهد هذه الأيام كرماً صهيونياً متدفقاً على بعض الفلسطينيين. قرارات إسرائيل المفعمة بما يسمى بحسن النوايا تتوالى، والوعود البراقة بكرم أكثر لا تنقطع. قررت حكومة إسرائيل الإفراج عن 250 فلسطيني تعمدت القول بأنهم من حركة فتح، وقررت إصدار عفو عن كل مطلوب لأجهزتها الأمنية مقابل تسليم سلاحه للأجهزة الأمنية الفلسطينية، وتتوارد الأخبار حول سماحها للسيد نايف حواتمة بالقدوم إلى فلسطين. هذا فضلاً عن تنسيقها مع أمريكا والدول الأوروبية لضخ الأموال لجيوب حكومة سلام فياض.
بداية لا أظن أن هناك فلسطيني واحد يمكن أن يجادل ضد إجراءات وخطوات تخفف من معاناة الشعب الفلسطيني مثل الإفراج عن المعتقلين وعبور الأموال ورفع الحواجز وعودة اللاجئين وإزالة الاستيطان. الهموم الفلسطينية كثيرة ومتنوعة وكل فلسطيني يأمل بإزالتها جميعا بحيث تصبح الحياة اعتيادية كما أن حياة شعوب الأرض اعتيادية.
إنما هذا الكرم الإسرائيلي المتواضع جداً لا يعبر عن قدرة فلسطينية على انتزاع حقوق، وإنما يتم تقديمه من أجل إذكاء الفتنة الداخلية الفلسطينية. إسرائيل لا تتخذ هذه الخطوات الكرمية من أجل الشعب الفلسطيني وإنما من أجل دعم طرف ضد آخر وفق تصريحات مسؤوليها المتتالية والتي تقول بأن اهتمام إسرائيل منصب الآن على دعم الرئيس محمود عباس. إنها تستغل الاقتتال الفلسطيني الداخلي والخلافات من أجل مزيد من التأجيج خدمة لمصالحها.
إزاء هذا الوضع، أرى أن علينا أن نفكر ملياً وألا نطوع أنفسنا بدافع الحاجة أو الضرورة أو الشهوة أو الرغبة في الانتقام لسياسات إسرائيل. إسرائيل تزرع البغضاء والكراهية بين أفراد الشعب عندما تقول إنها ستفرج فقط عن معتقلين فتحاويين، أو عندما تقول إنها تعفو عن مسلحين فلسطينيين، أو تعلن أنها تسمح لحواتمة بالعودة من أجل دعم عباس. وهي أيضا تعزز الانقسام والخلافات عندما تطلب هي وأمريكا من حكومة فياض عدم صرف رواتب لمن يؤيدون حماس. إنهم يجبرون الشعب الفلسطيني على انقسام حاد مفاده بأن مهادنة إسرائيل أو الصداقة معها تأتي للشخص بالخيرات، ومعاداة إسرائيل وعدم الرغبة في التنسيق معها تؤدي إلى الجوع والعطش. إنهم يدفعون الشعب لأن ينقسم ليس حول اجتهادات سياسية وإنما حول محبة إسرائيل.
هناك عرَّابون لإسرائيل وأمريكا، وهم قادة وزعماء في وسائل الإعلام ولا يهمهم إن جروا الشعب الفلسطيني إلى مزيد من الاقتتال والخلافات. ويبدو أنه لا يهمهم إن صنفهم التاريخ بعملاء أو جواسيس أو خونة، وأقصى ما يهمهم هو مصالحهم الشخصية. ومن الضروري ألا تدفعنا خلافاتنا الفصائلية للجري وراء هؤلاء فنخسر بالمزيد. لقد دفعنا حتى الآن ثمنا باهظا جدا لقاء نزوات وشهوات وأهواء هؤلاء الأشخاص الطارئين الذين يرفعون شعارات وطنية براقة وخداعة، ومن الأجدى أن نحصن أنفسنا في مواجهة هذا النزيف والاستنزاف. إسرائيل هي المستفيدة من كل صراعاتنا التي لا منتصر فيها، وهي التي تتلذذ على دمائنا النازفة.
فرح أناس من قبل هذا بما قدمته إسرائيل لهم لكي تجعل منهم زعماء وقادة، وكلهم في النهاية صنفهم الشعب في دائرة الخيانة. إسرائيل لا تقدم خدمات لفلسطيني لأنه وطني أو لأنه يصر على الحقوق الفلسطينية. إسرائيل لا تقدم خدمات إلا لمن يتبنى سياساتها ولديه الاستعداد لجر الشعب الفلسطيني نحو الهاوية. وربما في السابقين عبرة للحاضرين، ومن الأفضل لمن وقع فريسة للوهم أن يراجع نفسه. خدمات إسرائيل لعنات، ولا يفيدنا في النهاية سوى وحدتنا. في النهاية، يقع كل من يحصل على كرم إسرائيلي في دائرة الاتهام الشعبي والوطني.


http://www.akhbaruna.net/ar/DataFiles/Templates/Akhbaruna/Images/Top_Page.gif تعليقات حول الموضوع

التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط، ولا يتحمل موقع أخبارنا أي مسؤولية عنها ولا يتبناها بالضرورة.
لقراءة شروط نشر التعليق الرجاء الضغط هنا