تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بيان حول التطورات الخطيرة في البدّاوي ـ المكتب الإعلامي لحزب التحرير في لبنان



ابو شجاع
07-17-2007, 01:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

بيان حول التطورات الخطيرة في البدّاوي

لبنانالتاريخ:16 جمادى الآخرة 1428هـ المـوافـق:1 من تموز 2007م



«إن الوضع الحالي الذي عليه المخيمات سيُفاقم المشكلات، لما ستخلفه المعارك الحالية من ردود فعل لا تُحمد عُقباها، وتركُ وضع المخيمات على ما هو عليه سيولّد مشكلات أشد تعقيداً من المشكلة الحالية...» ، «إننا نقرع ناقوس الخطر، إذ باتت المؤامرة تتكشّف يوماً بعد يوم، ... الأمر أبعد من إلقاء القبض على مجموعة مسلّحة، وأنّ سوء إدارة الأزمة، إذا تمادى، سيخرج الأمر من سيطرة العقلاء...»

هذا غيض من فيض البيانات السابقة، التي نبّه فيها حزب التحرير، من تفاقم الأزمة، وها قد بدأت تظهر بشكل لافت، أمارات الصواب الذي كان عليه الحزب، حين نبّه من سوء المعالجة في إدارة أزمة مخيم "النهر البارد". ومن المفارقات، أن يُصرّح قطب كبير من أقطاب "الموالاة"، أنه آن الأوان لتسوية سياسية، في هذا الإطار، في إشارة ضمنية إلى العجز عن الإمساك بزمام المخيّم بعد مرور أكثر من أربعين يوماً على سير المعارك فيه، وتحدّث هذا القطب بلهجة واضحة عن ضرورة «حماية الجيش»!

إن الأزمة في لبنان، واكبها حملة إثارة للعصبيات المذهبية والطائفية والقُطْرية، لا مثيل لها، رُفع خلالها شعارات موالية للنظام الظالم الظلامي في سوريا، وفي المقابل رُفعت شعارات معادية للنظام في سوريا ورُفع شعار "لبنان أولاً"، وواكب كلّ ذلك حملة إيغار للصدور، وإيقاع العداوة والبغضاء بين الناس، وكانت وسائل الإعلام الأداة الفعالة لتأجيج حالة العداء والانقسام والشرذمة، فامتلأت البلاد بروائح منتنة لعصبيات ثلاث:

1- العصبية المذهبية: السنة ضد الشيعة والشيعة ضد السنة.

2- العصبية الطائفية: تخويف النصارى من المسلمين والعكس.

3- العصبية القطرية: إثارة الكراهية بين أهل لبنان من جهة وأهل سوريا والفلسطينيين من جهة أخرى والعكس.

إن إيجاد العداوة بين الناس، وإيغار صدورهم بالعصبيات الجاهلية، هما أمران حرّمهما الشرع الحنيف، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الدعوة العصبية: «دعوها فإنها منتنة» [متّفق عليه]، فالمسلمون مأمورون بالتآخي فيما بينهم، قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ}، فلا فضل لأسود على أبيض ولا لعربي على أعجمي إلاّ بالتقوى، قال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد» [رواه مسلم]، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذُله...» [رواه مسلم].

ثم لمصلحةِ مَن التناحر والتباغض، وإيجاد العداوة بين مقلدي مذهب ومقلدي المذهب الآخر، والعداوة بين أهل لبنان وأهل سوريا، والعداوة بين أهل لبنان وأهالي المخيمات، ثم ماذا بعد؟!!! ... أليس في تفرقنا ضعفنا، وفي وحدة كلمتنا قوتنا، قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا}

أما سقوط قتلى وجرحى في مسيرة البداوي الجمعة، فإنه بعد حملة التحريض الشعواء، الجائرة والمقصودة، التي قادها أكثر من فريق، ضد سكان المخيم العُزّل الآمنين، لأهداف مبيَّتة، محمِّلاً إياهم، ظلماً، مشكلة "فتح الإسلام"، مع أنهم، باعتراف جميع السياسيين العقلاء، لم يكن لهم أي دور في مجيء تلك المجموعة التي قَدِمَتْ من سوريا واستقرت في المخيم، بعد أن زُوِّدت بترسانة أسلحة ضخمة، بحيث لم تكن لتستطيع أي جهة أو تنظيم في المخيم، أن تفرض عليها أمراً، بدليل المعارك المستمرة حتى اليوم مع الجيش.

سكان المخيم هؤلاء، رغم ما يعانونه من تشريد وقهر وحرمان، بعد أن حُشروا في مخيمات مكتظة يكاد لا يصل نور الشمس إلى كثير من منازلها، في ظروف معيشية وصحية متردية، رغم كل تلك المعاناة، وبدل المسارعة لمعالجة مشكلتهم الإنسانية، حُمّلوا مسؤولية المعارك ضد الجيش ظلماً فوق ظلم، وأُهملوا باستهتار فاضح من قِبَلِ القائمين على رعاية شؤون الناس، ثانية، وتُركوا دون رعاية، ليُشرَّدوا، مجدّداً، إلى مخيم البداوي المكتظ، ما جعل معاناتهم تتضاعف أضعافاً، وقد تعاملت الحكومة ومن بيدهم القرار السياسي مع المشكلة بعدم اكتراث صارخ، ولا مبالاة، واستهتار بكرامة تلك العائلات، ففوق إهمالها لوضعهم الإنساني الذي كانوا عليه، عادت واستهترت بوضعهم الإنساني المستجد، فضلاً عن حقوقهم الشرعية، وإن شريكة الحكومة في هذه المأساة الطبقة السياسية المتناحرة من "موالاة" و"معارضة"، التي سكتت بشكل مقزز عما آلت إليه حال عائلات المخيم المشردين ثانية.

في هذه الظروف الإنسانية المأساوية، وقعت نهار الجمعة أحداث البدّاوي الأليمة، التي كانت حصيلتها ثلاثة قتلى و40 جريحاً. فهذه الأزمة هي نتيجة طبيعية لحمْلة التحريض على قاطني المخيم، والاستهتار بتأمين العيش الكريم لهم، وهذا ما زال يمكن تأمينه من الأموال المتدفقة التي تأتي لصالح المهجرين من مخيمهم.

والغريب الغريب أن لا يبادر أو يَعِد القيّمون على رعاية شؤون الناس وأمنهم، أن يفتحوا تحقيقاً في الدماء التي سالت، على أرض "البداوي"، ولا سيما أنّ أطرافاً معنية عديدة، أشارت، وفاقاً لوقائع، إلى وجود طرف ثالث، ليس من الجيش، ولا من المعتصمين، أطلق الرصاص ليتفاقم الوضع، ويصل إلى الحدّ الذي بلغه، كما أشار آخرون إلى أصابع إقليمية استغلّت حركة المعتصمين، ودسّت من أطلق النار. تُرَى، أيّ أمر أهمّ من وجود طابور خامس، يفتح على الجيش معارك وهمية، ويزجّه في حومتها، ويوغر صدور اللبنانيين، على إخوتهم الفلسطينيين؟

ثم ألم تكن هناك وسائل مناسبة ومعروفة ومتعارف عليها في تفريق حركات الاحتجاج، التي لم يخلُ منها أيّ عهد، ولم تسلم منها أيّ حكومة، ولم تنجُ منها أيّ منطقة؟! لماذا تأجيج المشاعر، وزيادة الأضغان المفتعلة، وفتح الأبواب المشـرعة، للأقـلام الطائشـة، أو الألسنة الرعناء، عبر قنوات التلفزة غير المسؤولة للمشاركة في التحريض، بلغة مقيتة!؟

إن كل قطرة دم بريئة تسيل ظلماً يتحمل مسؤوليتها أهل الحكم خاصّة، وأهل الطبقة السياسية عامة، الذين يأخذون البلد إلى التفتيت والفتن والخراب. وعلى كلّ القوى السياسية المسؤولة، والعقلاء من أهل القلم، وأصحاب الفكر المهتمّين بالشأن العامّ، أن يتحركوا ليأخذوا على يد الطبقة السياسية المتناحرة، سواء أكانوا في الحكم أم خارجه، لمنعهم من أخذ البلاد إلى مزيد من حفلات الدم الصاخبة، وتجنيب العباد ويلات الفتن والحروب .

المكتب الإعلامي
لـحزب التحرير
في لبنان

776762/03- 094404/03


http://www.hizb-ut-tahrir.info/arabic/index.php/spokemen/pressrelease_single/2070 (http://www.hizb-ut-tahrir.info/arabic/index.php/spokemen/pressrelease_single/2070)