تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عقيدة أهل السنة والجماعة



ahmadamir
04-28-2003, 06:50 PM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى أله وصحبه وسلم 0
لقد تعمدت أن أضع هذا الموضوع لما له من الأهمية القصوى بل هو أهم شيء فهو يتعلق بالمعتقد الذي ينال به المرء سعادة الدارين وبه الفلاح والنجاح 0
وهذه مقدمة رسالة أبن أبي زيد القيرواني 310 - 386 هـ 0 0 قال رحمه الله تعالى ( باب ما تنطق به الألسنة وتعتقده الأفئدة من واجب أمور الديانات ) :

من ذلك الإيمان بالقلب والنطق باللسان بأن الله اله واحد لا إله غيره ولا شبيه له ولا نظير له ولا ولد له ولا والد له ولا صاحبة له ولا شريك له ليس لإولويته أبتداء ولا لآخريته أنقضاء لا يبلغ كنه صفته الواصفون ولا يحيط بأمره المتفكرون 0
يعتبر المفكرون باياته ولا يتفكرون في ماهي ذاته ( ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم ) 0
العالم الخبير المدبر القدير السميع البصير العلي الكبير ، وأنه فوق عرشه المجيد بذاته وهو بكل مكان بعلمه خلق الإنسان ويعلم ما توسوس به نفسه وهو أقرب إليه من حبل الوريد ( وما تسقط من ورقة إلا يعملها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين ) على العرش أستوى وعلى الملك أحتوى وله الأسماء الحسنى والصفات العلى لم يزل بجميع صفاته وأسمائه ، تعالى أن تكون صفاته مخلوقة وأسمائه محدثة ، كلم موسى بكلامه الذي هو صفة ذاته لا خلق من خلقه وتجلى للجبل فصار دكاً من جلاله ، وأن القرآن كلام الله ليس بمخلوق فيبيد ولا صفة لمخلوق فينفد ، والإيمان بالقدر خيره وشره .. حلوه ومره .. كل ذلك قدره الله ربنا ومقادير الأمور بيده ومصدرها عن قضاءه ، علم كل شيء قبل كونه فجرى على قدره
لا يكون من عباده قول ولا عمل إلا وقد قضاه وسبق علمه به ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) يضل من يشاء فيخذله بعدله ، ويهدي من يشاء فيوفقه بفضله ، فكل ميسر بتيسيره إلا ما سبق من علمه وقدره من شقى أو سعيد ، تعالى في أن يكون في ملكه مالا يريد أو يكون لأحد عنه غنى ، خالقاً لكل شيء إلا وهو رب العباد ورب أعمالهم والمقدر بحركاتهم وأجالهم والباعث الرسل إليهم لإقامة الحجة عليهم ثم ختم الرسالة والنذارة والنبوة بمحمد صلى الله عليه وسلم فجعله أخر المرسلين بشيراً ونذيراً وداعياً الى الله بإذنه وسراجاً منيرا وأنزل عليه كتابه الحكيم بدينه القويم وهدى به الصراط المستقيم ، وأن الساعات لاريب فيها وأن الله يبعث من يموت كما بدأهم يعودون ، وأن الله سبحانه ضاعف لعباده المؤمنين الحسنات وصفح لهم بالتوبة عن كبائر السيئات وغفر لهم الصغائر بإجتناب الكبائر وجعل من لم يتب من الكبائر صائراً إلى مشيئته ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء ) ومن عاقبه الله بناره أخرجه منها بإيمانه فأدخله به جنته ( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ) ويخرج منها بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم من شفع له من أهل الكبائر من أمته .. وأن الله سبحانه قد خلق الجنة فأعدها دار خلود لأوليائه وأكرمهم فيها بالنظر إلى وجهه الكريم وهي التي أهبط منها أدم نبيه وخليفته إلى أرضه بما سبق في سابق علمه ، وخلق النار وأعدها دار خلود لمن كفر به وألحد في آياته وكتبه ورسله وجعلهم محجوبين عن رؤيته وأن الله تعالى يجيء يوم القيامة والملك صفاً صفا لعرض الأمم وحسابهم 0
وتوضع الموازين لوزن أعمال العباد ( فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ) ويؤتون صحائفهم بأعمالهم ( فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حساباً يسيرا وأما من أوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعوا ثبوراً ويصلى سعيرا ) 0
وأن الصراط حق يجوزه العباد بقدر أعمالهم فناجون متفاوتون في سرعة النجاة عليه من نار جهنم وقوم أوبقتهم فيها أعمالهم 0
والإيمان بحوض النبي صلى الله عليه وسلم ترده أمته لا يضمأ من شرب منه ويذاد عنه من بدل وغير 0 وأن الإيمان قول باللسان وأخلاص بالقلب وعمل بالجوارح يزيد بزيادة الاعمال وينقص بنقصها فيكون بها النقص وبها الزيادة ولا يكمل قول الإيمان إلا بعمل ، ولا قول ولا عمل إلا بنية ، ولا قول ولاعمل ونية إلا بموافقة السنة 0
وأنه لا يكفر أحد بذنب من أهل القبلة وأن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون وأرواح أهل السعادة باقية ناعمة إلا يوم يبعثون ، وأرواح أهل الشقاوة معذبة إلا يوم الدين ، وأن المؤمنين يفتتون في قبورهم ويسألون ( يثبت الله الذين أمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الأخرة ) وأن على العباد حفظة يكتبون أعمالهم ولا يسقط شيئاً من ذلك من علم ربهم وأن ملك الموت يقبض الأرواح بإذن ربه ، وأن خير القرون الذين رأوا الرسول صلى الله عليه وسلم وآمنوا به ثم الذين يلونهم 0
وأفضل الصحابة الخلفاء الراشدون المهديون أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم أجمعين 0
وأن لايذكر أحد من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم إلا بأحسن ذكر والإمساك عما شجر بينهم وأنهم أحق الناس أن يلتمس لهم المخارج ويضن بهم أحسن المذاهب والطاعة لأئمة المسلمين من ولاة امورهم وعلمائهم وأتباع السلف الصالح وإقتفاء أثارهم وإلاستغفار لهم وترك المراء والجدال في الدين وترك كل ما أحدثه المحدثون 0وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى أله وصحبه وسلم 0



__________________

ahmadamir
04-28-2003, 07:08 PM
لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

المؤلف: ابن قدامة المقدسي

الحمد لله المحمود بكل لسان ، المعبود في كل زمان ، الذي لا يخلو من علمه مكان ، ولا يشغله شأن عن شأن ، جل عن الأشباه والأنداد ، وتنزه عن الصاحبة والأولاد ، ونفذ حكمه في جميع العباد ، لا تمثله العقول بالتفكير ، ولا تتوهمه القلوب بالتصوير { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } ، له الأسماء الحسنى والصفات العلى { الرحمن على العرش استوى له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى } ، أحاط بكل شيء علما ، وقهر كل مخلوق عزة وحكما ، ووسع كل شيء رحمة وعلما { يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما } موصوف بما وصف به نفسه في كتابه العظيم وعلى لسان نبيه الكريم .

وكل ما جاء في القرآن أو صح عن المصطفى عليه السلام صفات الرحمن وجب الإيمان به وتلقيه بالتسليم والقبول وترك التعرض له بالرد والتأويل والتشبيه والتمثيل ، وما أشكل من ذلك وجب إثباته لفظا وترك التعرض لمعناه ونرد علمه إلى قائله ونجعل عهدته على ناقله اتباعا لطريق الراسخين في العلم الذين أثنى الله عليهم في كتابه المبين بقوله سبحانه وتعالى { والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا } ، وقال في ذم مبتغي التأويل لمتشابه تنزيله { فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله } ، فجعل ابتغاء التأويل علامة على الزيغ وقرنه بابتغاء الفتنة في الذم ثم حجبهم عما أملوه وقطع أطماعهم عما قصدوه بقوله سبحانه { وما يعلم تأويله إلا الله }.

قال الإمام أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه -في قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن الله ينزل الى سماء الدنيا و إن الله يرى في القيامة )) وما أشبه هذه الأحاديث - : ( نؤمن بها ونصدق بها لا كيف ولا معنى ولا نرد شيئا منها ، ونعلم أن ما جاء به الرسول حق ولا نرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا نصف الله بأكثر مما وصف به نفسه بلا حد ولا غاية { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } ، ونقول كما قال ونصفه بما وصف به نفسه لا نتعدى ذلك و، لا يبلغه وصف الواصفين ) .

نؤمن بالقرآن كله محكمه ومتشابهه ولا نزيل عنه صفة من صفاته لشناعة شنعت ، ولا نتعدى القرآن والحديث ، ولا نعلم كيف كنه ذلك إلا بتصديق الرسول صلى الله عليه وسلم وتثبيت القرآن .

قال الإمام أبو عبدالله محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه : ( آمنت بالله وبما جاء عن الله ، على مراد الله ، وآمنت برسول الله وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله ).

وعلى هذا درج السلف وأئمة الخلف رضي الله عنهم كلهم متفقون على الإقرار والإمرار والإثبات لما ورد من الصفات في كتاب الله وسنة رسوله من غير تعرض لتأويله .

وقد أمرنا بالإقتفاء لآثارهم والإهتداء بمنارهم وحذرنا المحدثات وأخبرنا أنها من الضلالات فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة )) .

وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : ( اتبعو ولا تبتدعوا فقد كفيتم ) .

وقال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه - كلاما معناه - : ( قف حيث وقف القوم فإنهم عن علم وقفوا وببصر نافذ كفوا ، ولهم على كشفها كانوا أقوى ، وبالفضل لو كان فيها أحرى ، فلئن قلتم حدث بعدهم فما أحدثه إلا من خالف هديهم ورغب عن سنتهم ، ولقد وصفوا منه ما يشفي ، وتكلموا منه بما يكفي ، فما فوقهم محسر وما دونهم مقصر ، لقد قصر عنهم قوم فجفوا وتجاوزهم آخرون فغلوا ، وإنهم فيما بين ذلك لعلى هدى مستقيم ) .

وقال الإمام أبو عمرو الأوزاعي رضي الله عنه : ( عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس ، وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوه لك بالقول ) .

وقال محمد بن عبد الرحمن الأدرمي -لرجل تكلم ببدعة ودعا الناس إليها - : ( هل علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي أو لم يعلموها ؟ ) قال : لم يعلموها ! قال : ( فشيء لم يعلمه هؤلاء أعلمته أنت ؟! ) قال الرجل : فإني أقول قد علموها ! قال : ( أفوسعهم ان لا يتكلموا به ولا يدعو الناس إليه أم لم يسعهم ؟ ) قال : بلى وسعهم ! قال : ( فشيء وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفاءه لا يسعك أنت ! ) فانقطع الرجل ، فقال الخليفة - وكان حاضرا - : ( لا وسع الله على من لم يسعه ما وسعهم ) .
وهكذا من لم يسعه ما وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين لهم بإحسان والأئمة من بعدهم والراسخين في العلم من تلاوة آيات الصفات وقراءة أخبارها ولإمرارها كما جاءت فلا وسع الله عليه .

فمما جاء من آيات الصفات قول الله عز وجل : { ويبقى وجه ربك الرحمن } ، وقوله سبحانه وتعالى : { بل يداه مبسوطتان } ، وقوله تعالى - إخبارا عن عيسى عليه السلام أنه قال - : { تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك } ، وقوله سبحانه : { وجاء ربك } ، وقوله تعالى : { هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله } ، وقوله تعالى : { رضي الله عنهم ورضوا عنه } ، وقوله تعالى : { يحبهم ويحبونه } ، وقوله تعالى في الكفار : { غضب الله عليهم } ، وقوله تعالى : { اتبعوا ما أسخط الله } ، وقوله تعالى : { كره الله انبعاثهم } .

ومن السنة قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة الى سماء الدنيا )) ، وقوله : (( يعجب ربك من الشاب ليست له صبوة )) ، وقوله : (( يضحك الله الى رجلين قتل أحدهما الآخر ثم يدخلان الجنة )) .

فهذا وما أشبهه مما صح سنده وعدلت رواته ، نؤمن به ولا نرده ولا نجحده ولا نتأوله بتأويل يخالف ظاهره ، ولا نشبهه بصفات المخلوقين ولا بسمات المحدثين ، ونعلم أن الله سبحانه وتعالى لا شبيه له ولا نظير { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } ، وكل ما تخيل في الذهن أو خطر بالبال فإن الله تعالى بخلافه .

ومن ذلك قوله تعالى : { الرحمن على العرش استوى } ، وقوله تعالى : { أأمنتم من في السماء } .
وقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك وقال للجارية أين الله قالت في السماء قال أعتقها فإنها مؤمنة )) ، رواه مالك بن أنس ومسلم وغيرهما من الأئمة .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم لحصين : (( كم إلها تعبد ؟ )) قال : سبعة ستة في الأرض وواحدا في السماء ! قال : (( من لرغبتك ورهبتك ؟ )) قال : الذي في السماء ، قال : (( فاترك الستة واعبد الذي في السماء وأنا أعلمك دعوتين )) ، فأسلم وعلمه النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول " اللهم ألهمني رشدي وقني شر نفسي " .

وفيما نقل من علامات النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في الكتب المتقدمة أنهم يسجدون بالأرض ويزعمون أن إلههم في السماء .

وروى أبو داود في سننه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إن ما بين سماء الى سماء مسيرة كذا وكذا )) وذكر الخبر إلى قوله : (( وفوق ذلك العرش والله سبحانه فوق ذلك )) .

فهذا وما أشبههه مما أجمع السلف رحمهم الله على نقله وقبوله ولم يتعرضوا لرده ولا تأويله ولا تشبيهه ولا تمثيله .

سئل الإمام مالك بن أنس رحمه الله ، فقيل يا أبا عبدالله { الرحمن على العرش استوى } كيف استوى ؟ فقال : ( الاستواء غير مجهول ،والكيف غير معقول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة ) ثم أمر بالرجل فأخرج .

ومن صفات الله تعالى أنه متكلم بكلام قديم يسمعه منه من شاء من خلقه ، سمعه موسى عليه السلام منه من غير واسطة ، وسمعه جبريل عليه السلام ومن أذن له من ملائكته ورسله .
وأنه سبحانه يكلم المؤمنين في الآخرة ويكلمونه ، ويأذن لهم فيزورونه .

قال الله تعالى { وكلم الله موسى تكليما } ، وقال سبحانه : { ‏يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي } ، وقال سبحانه : { منهم من كلم الله } ، وقال سبحانه :{ وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب } ، وقال سبحانه : { فلما أتاها نودي يا موسى إني أنا ربك } ، وقال سبحانه : { إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني } وغير جائز أن يقول هذا أحد غير الله .

وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ( إذا تكلم الله بالوحي سمع صوته أهل السماء ) روي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم .

وروى عبدالله بن أنيس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( يحشر الله الخلائق يوم القيامة عراة حفاة غرلا بهما ، فيناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب " أنا الملك أنا الديان " )) رواه الأئمة واستشهد به البخاري .

وفي بعض الآثار أن موسى عليه السلام ليلة رأى النار فهالته ففزع منها فناداه ربه : يا موسى ، فأجاب سريعا استئناسا بالصوت فقال : لبيك لبيك أسمع صوتك ولا أرى مكانك فأين أنت ؟ ، فقال : أنا فوقك وأمامك وعن يمينك وعن شمالك -فعلم أن هذه الصفة لا تنبغي إلا لله تعالى - قال : كذلك أنت يا إلهي ، أفكلامك أسمع أم كلام رسولك ؟ قال : بل كلامي يا موسى .

ومن كلام الله سبحانه القرآن العظيم ، وهو كتاب الله المبين وحبله المتين وصراطه المستقيم وتنزيل رب العالمين ، ، نزل به الروح الأمين على قلب سيد المرسلين بلسان عربي مبين منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود .
وهو سور محكمات وآيات بينات وحروف وكلمات من قرأه فأعربه فله بكل حرف عشر حسنات ، له أول وآخر وأجزاء وأبعاض ، متلو بالألسنة محفوظ في الصدور مسموع بالآذان مكتوب في المصاحف ، فيه محكم ومتشابه وناسخ ومنسوخ وخاص وعام وأمر ونهي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه { تنزيل من حكيم حميد فصلت } ، وقوله تعالى : { قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا } .

وهذا هو الكتاب العربي الذي قال فيه الذين كفروا : { لن نؤمن بهذا القرآن } ، وقال بعضهم : { إن هذا إلا قول البشر } فقال الله سبحانه : { سأصليه سقر } ، وقال بعضهم : "هو شعر" ، فقال الله تعالى : { وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين } فلما نفى الله عنه أنه شعر وأثبته قرآنا لم يبق شبهة لذي لب في أن القرآن هو هذا الكتاب العربي الذي هو كلمات وحروف وآيات لأن ما ليس كذلك لا يقول أحد إنه شعر .

وقال عز وجل : { وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله } ولا يجوز أن يتحداهم بالإتيان بمثل ما لا يدرى ما هو ولا يعقل .

وقال تعالى : { وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي } فأثبت أن القرآن هو الآيات التي تتلى عليهم .

وقال تعالى : { بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم } ، وقال تعالى : { إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون } بعد أن أقسم على ذلك .

وقال تعالى : { كهيعص } { حم عسق } وافتتح تسعا وعشرين سورة بالحروف المقطعة .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( من قرأ القرآن فأعربه فله بكل حرف منه عشر حسنات ومن قرأه ولحن فيه فله بكل حرف حسنة )) حديث صحيح .
وقال عليه الصلاة والسلام : (( إقرأوا القرآن قبل أن يأتي قوم يقيمون حروفه إقامة السهم لا يجاوز تراقيهم يتعجلون أجره ولا يتأجلونه )) .

وقال أبو بكر وعمر رضي الله عنهما : ( إعراب القرآن أحب إلينا من حفظ بعض حروفه ) .
وقال علي رضي الله عنه : ( من كفر بحرف منه فقد كفر به كله ) .

واتفق المسلمون على عد سور القرآن وآياته وكلماته وحروفه .
ولا خلاف بين المسلمين في أن من جحد من القرآن سورة أو آية أو كلمة أو حرفا متفقا عليه أنه كافر وفي هذا حجة قاطعة على أنه حروف .

والمؤمنون يرون ربهم في الآخرة بأبصارهم ويزورونه ويكلمهم ويكلمونه ، قال الله تعالى : { وجوه يوئذ ناضرة إلى ربها ناظرة } ، وقال تعالى : { كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون } ، فلما حجب أولئك في حال السخط دل على أن المؤمنين يرونه في حال الرضى وإلا لم يكن بينهما فرق .

ahmadamir
04-28-2003, 07:10 PM
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( إنكم ترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته )) حديث صحيح متفق عليه ، وهذا تشبيه للرؤية بالرؤية لا للمرئي بالمرئي فإن الله تعالى لا شبيه له ولا نظير .

ومن صفات الله تعالى أنه الفعال لما يريد ، لا يكون شيء إلا بإرادته ، ولا يخرج شيء عن مشيئته ، وليس في العالم شيء يخرج عن تقديره ولا يصدر إلا عن تدبيره ، ولا محيد عن القدر المقدور ، ولا يتجاوز ما خط في اللوح المسطور ، أراد ما العالم فاعلوه ولو عصمهم لما خالفوه ، ولو شاء أن يطيعوه جميعا لأطاعوه ، خلق الخلق وأفعالهم ، وقدر أرزاقهم وآجالهم ، يهدي من يشاء بحكمته ، قال الله تعالى : { لا يسأل عما يفعل وهم يسألون } ، وقال الله تعالى : { إنا كل شيء خلقناه بقدر } ، وقال تعالى : { وخلق كل شيء فقدره تقديرا } وقال تعالى : { ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها } ، وقال تعالى : { فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا } .

وروى ابن عمر أن جبريل عليه السلام قال للنبي صلى الله عليه وسلم : ( ما الإيمان ؟ ) قال : (( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره )) ، فقال جبريل : ( صدقت ) . رواه مسلم .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( آمنت بالقدر خيره وشره وحلوه ومره )) .
ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم - الذي علمه الحسن بن علي يدعو به في قنوت الوتر - : (( وقني شر ما قضيت )) .

ولا نجعل قضاء الله وقدره حجة لنا في ترك أوامره واجتناب نواهيه ، بل يجب أن نؤمن ونعلم أن لله علينا الحجة بإنزال الكتب وبعثة الرسل ، قال الله تعالى : { لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل } .
ونعلم أن الله سبحانه وتعالى ما أمر ونهى إلا المستطيع للفعل والترك وأنه لم يجبر أحدا على معصية ولا اضطره الى ترك طاعة .
وقال الله تعالى { لا يكلف الله نفسا إلا وسعها } ، وقال تعالى : { فاتقوا الله ما استطعتم } ، وقال تعالى : { اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم } ، فدل على أن للعبد فعلا وكسبا يجزى على حسنه بالثواب وعلى سيئه بالعقاب وهو واقع بقضاء الله وقدره .

والإيمان قول باللسان وعمل بالأركان وعقد بالجنان ، يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان ، قال الله تعالى : { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة } ، فجعل عبادة الله تعالى وإخلاص القلب وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة كله من الدين .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق )) ، فجعل القول والعمل من الإيمان .

وقال تعالى : { فزادتهم إيمانا } ، وقال : { ليزدادوا إيمانا } .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه مثقال برة أو خردلة أو ذرة من الإيمان فجعله متفاضلا )) .

ويجب الإيمان بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وصح به النقل عنه فيما شاهدناه أو غاب عنا ، نعلم أنه حق وصدق ، وسواء في ذلك ما عقلناه وجهلناه ولم نطلع على حقيقة معناه ، مثل حديث الإسراء والمعراج وكان يقظة لا مناما فإن قريشا أنكرته وأكبرته ولم تنكر المنامات .

ومن ذلك أن ملك الموت لما جاء إلى موسى عليه السلام ليقبض روحه لطمه ففقأ عينه فرجع إلى ربه فرد عليه .

ومن ذلك أشراط الساعة مثل خروج الدجال ، ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام فيقتله ، وخروج يأجوج ومأجوج ، وخروج الدابة ، وطلوع الشمس من مغربها ، وأشباه ذلك مما صح به النقل .

وعذاب القبر ونعيمه حق ، وقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم منه وأمر به في كل صلاة .
وفتنة القبر حق ، وسؤال منكر ونكير حق .

والبعث بعد الموت حق ، وذلك حين ينفخ إسرافيل عليه السلام في الصور { فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون } ، ويحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا بهما ، فيقفون في موقف القيامة حتى يشفع فيهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، ويحاسبهم الله تبارك وتعالى ، وتنصب الموازين ، وتنشر الدواوين ، وتتطاير صحف الأعمال إلى الأيمان والشمائل { فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا وأما من أوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا ويصلى سعيرا } .

والميزان له كفتان ولسان توزن به الأعمال { فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون } .

ولنبينا محمد صلى الله عليه وسلم حوض في القيامة ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وأباريقه عدد نجوم السماء من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا .

ويشفع نبينا صلى الله عليه وسلم فيمن دخل النار من أمته من أهل الكبائر فيخرجون بشفاعته بعدما احترقوا وصاروا فحما وحمما فيدخلون الجنة بشفاعته .
ولسائر الأنبياء والمؤمنين والملائكة شفاعات ، قال تعالى : { ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون } ، ولا تنفع الكافر شفاعة الشافعين .

والجنة والنار مخلوقتان لا تفنيان ، فالجنة مأوى أوليائه ، والنار عقاب لأعدائه ، وأهل الجنة فيها مخلدون { إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون } .
ويؤتى بالموت في صورة كبش أملح فيذبح بين الجنة والنار ثم يقال : يا أهل الجنة خلود ولا موت ويا أهل النار خلود ولا موت .

ومحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وسيد المرسلين ، لا يصح إيمان عبد حتى يؤمن برسالته ويشهد بنبوته ، ولا يقضى بين الناس في القيامة إلا بشفاعته ، ولا يدخل الجنة أمة إلا بعد دخول أمته ، صاحب لواء الحمد ، والمقام المحمود ، والحوض المورود ، وهو إمام النبيين وخطيبهم وصاحب شفاعتهم ، أمته خير الأمم ، وأصحابه خير أصحاب الأنبياء عليهم السلام .

وأفضل أمته أبو بكر الصديق ثم عمر الفاروق ثم عثمان ذو النورين ثم علي المرتضى رضي الله عنهم أجمعين ، لما روى عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال : ( كنا نقول والنبي صلى الله عليه وسلم حي أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ، فيبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينكره ) .
وصحت الرواية عن علي رضي الله عنه أنه قال : ( خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ولو شئت لسميت الثالث ) .

وروى أبو الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( ما طلعت الشمس ولا غربت بعد النبيين والمرسلين على أفضل من أبي بكر )) ، وهو أحق خلق الله بالخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم لفضله وسابقته وتقديم النبي صلى الله عليه وسلم له في الصلاة على جميع الصحابة رضي الله عنهم وإجماع الصحابة على تقديمه ومبايعته ولم يكن الله ليجمعهم على ضلالة .

ثم من بعده عمر رضي الله عنه لفضله وعهد أبي بكر إليه .
ثم عثمان رضي الله عنه لتقديم أهل الشورى له .
ثم علي رضي الله عنه لفضله وإجماع أهل عصره عليه .

وهؤلاء الخلفاء الراشدون المهديون الذين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم : (( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ )) .

وقال صلى الله عليه وسلم : (( الخلافة من بعدي ثلاثون سنة )) ، فكان آخرها خلافة علي رضي الله عنه .

ونشهد للعشرة بالجنة كما شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : (( أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وسعد في الجنة وسعيد في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة )) .
وكل من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم شهدنا له بها ، كقوله : (( الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة )) ، وقوله لثابت بن قيس إنه من أهل الجنة .
ولا نجزم لأحد من أهل القبلة بجنة ولا نار إلا من جزم له الرسول صلى الله عليه وسلم ، لكنا نرجو للمحسن ، ونخاف على المسيء .

ولا نكفر أحدا من أهل القبلة بذنب ولا نخرجه عن الإسلام بعمل .

ونرى الحج والجهاد ماضيا ، مع طاعة كل إمام برا كان أو فاجرا ، وصلاة الجمعة خلفهم جائزة ، قال أنس قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( ثلاث من أصل الإيمان الكف عمن قال لا إله إلا الله ولا نكفره بذنب ولا نخرجه من الإسلام بعمل ، والجهاد ماض منذ بعثني الله عز وجل حتى يقاتل آخر أمتي الدجال لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل ، والإيمان بالأقدار )) رواه أبوداود .

ومن السنة تولي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحبتهم وذكر محاسنهم والترحم عليهم والاستغفار لهم ، والكف عن ذكر مساوئهم وما شجر بينهم ، واعتقاد فضلهم ومعرفة سابقتهم ، قال الله تعالى : { والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا } ، وقال تعالى : { محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم } ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( لاتسبوا أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه )) .

ومن السنة الترضي عن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين المطهرات المبرآت من كل سوء ، أفضلهم خديجة بنت خويلد وعائشة الصديقة بنت الصديق التي برأها الله في كتابه زوج النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ، فمن قذفها بما برأها الله منه فقد كفر بالله العظيم .

ومعاوية خال المؤمنين وكاتب وحي الله أحد خلفاء المسلمين رضي الله عنهم .

ومن السنة السمع والطاعة لأئمة المسلمين وأمراء المؤمنين برهم وفاجرهم ، ما لم يأمروا بمعصية الله فإنه لا طاعة لأحد في معصية الله ، ومن ولي الخلافة واجتمع عليه الناس ورضوا به أو غلبهم بسيفه حتى صار الخليفة وسمي امير المؤمنين وجبت طاعته وحرمت مخالفته والخروج عليه وشق عصا المسلمين .

ومن السنة هجران أهل البدع ومباينتهم وترك الجدال والخصومات في الدين ، وترك النظر في كتب المبتدعة والإصغاء إلى كلامهم ، كل محدثة في الدين بدعة .

وكل متسم بغير الإسلام والسنة مبتدع - كالرافضة والجهمية والخوارج والقدرية والمرجئة والمعتزلة والكرام والكلابية ونظائرهم - فهذه فرق الضلال وطوائف البدع أعاذنا الله منها .
وأما بالنسبة إلى إمام في فروع الدين كالطوائف الأربع فليس بمذموم ، فإن الاختلاف في الفروع رحمة ، والمختلفون فيه محمودون في اختلافهم ، مثابون في اجتهادهم ، واختلافهم رحمة واسعة ، واتفاقهم حجة قاطعة .

نسأل الله أن يعصمنا من البدع والفتنة ويحيينا على الإسلام والسنة ويجعلنا ممن يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحياة ويحشرنا في زمرته بعد الممات برحمته وفضله آمين .


وهذا آخر المعتقد
والحمد لله وحده
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

aicha
04-28-2003, 08:52 PM
بارك الله فيك يا اخي
نحتاج الي الكثير من هذه المواضيع لتنير قلوبنا وعقولنا ولتذكرنا لان الذكرى تنفع المؤمنين

محمد الزيني
04-28-2003, 09:26 PM
بالفعل ..

fakher
04-29-2003, 06:37 PM
بارك الله فيك مشاركة جميلة جداً وكما قال الأخ محمد متميزة وإن شاء الله رح نثبتها حتى ينهل منها جميع الشباب

ahmadamir
04-29-2003, 08:02 PM
بارك الله تعالى فيكم وجزاكم خيرا" أحبتي في الله وأخوتي فيه وفي الدين والايمان والعقيدة 0

أشكرك أخي فخر على تثبيته0

والفضل في ذلك للّه عز وجلّ0

فوالله ثم والله ثم والله لولا الله ما اهتدينا ولا صمنا ولا صلينا0

هو عز وجل هدانا وهو الذي ربّانا وهو علّمنا واذا مرضنا فهو يشفينا وهو يرزقنا ويطعمنا ويسقينا,هو يحفظنا ويكلئنا ويرحمنا ونطمع أن يغفر لنا0

نسأله عز وجلّ أن يثبتنا بالقول الثابت في الدنيا وفي القبر والآخرة0

ونسأله سبحانه وتعالى مثبّت القلوب أن يثبّت قلوبنا على دينه0

ونسأله عز وجل أن يرينا الحق حقا" ويرزقنا اتباعه , وأن يرينا الباطل باطلا" و يرزقنا اجتنابه 0

ونسأله حبّه وحبّ من يحبّه وحبّ كل عمل يقربّنا الى حبّه0

ونعوذ به سبحانه وتعالى من شياطين الانس والجنّ ومن شرّهم وأذاهم وضررهم0

ونعوذ به من الفتن ما ظهر منها وما بطن ومن شرّها , ونعوذ به من الضلالات ومن السيّئات0

الّلهمّ اغفر للمؤمنين والمؤمنات, الأحياء منهم والأموات0

الّلهمّ اهد كل ضالّ , وعلّم كل جاهل , واشف كل مريض يا هادي يا عليم يا شافي0

وأسأله سبحانه وتعالى بتلك المحامد التي سوف يسأله بها سيّدنا محمّد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة عند الشفاعةوالتي لم تحضره في الدنيا , أن يعز الاسلام والمسلمين والايمان والمؤمنين, وأن يجبر كل كسير ويكسر كل جبار,وأن يأخذ كل من يريد بالاسلام والمسلمين خيرا" وأن يوفق كل من أراد بالاسلام والمسلمين خيرا" الى كل خير0

آمين آمين آمين

وصلى الله تعالى على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وأزواجه وأهل بيته وعلى ذريّته الطيبين الطاهرين ومن تبعهم جميعهم باحسان الى يوم الدين0

منير الليل
04-30-2003, 02:45 AM
شكرا لك أخي وجزاك الله خيرا،
وأنا أقترح أن تتابع هذه السلسلة,,,,,,

ونجمع العقائد الإسلامية في هذا الموضوع.,,

منير الليل
05-03-2003, 02:02 PM
1- تمسك بحبلِ الله وأتبعِ الهُدى --- ولا تكُ بدعيا لعلك تُفلحُ
2- ودنْ بكتابِ الله والسننِ التي --- أتت عنْ رسول الله تنجو وتربحُ
3- وقل غيرُ مخلوقٍ كلام مليكنا --- بذلك دان الـأتقياء , وأفصحوا
4- ولا تكُ في القرآن بالوقف قائلاً --- كما قال أتْباعٌ لجمٍ وأسححُوا
5- ولا تقل القرآن حلْقٌ قرأْتُهُ --- فإن كلام اللهِ باللفظ يُوضحُ
6- وقل يتجلى الله للخلقِ جهرةً --- كما البدر لا يخفى وربك أوضحُ
7- وليس بمولدٍ وليس بوالدٍ --- وليس له شِبْهٌ تعالى المُسبحُ
8- وقد يُنكِر الجهمي هذا عندنا --- بمصداقِ ما قلنا حديثٌ مصرحُ
9- رواه جريرٌ عم مقالِ مُحمدٍ --- فقلُ مِثل ما قد قال ذاك تنْجحُ
10- وقد ينكرُ الجهمي أيضاً يمينهُ --- وكِلتا يديه بالفواضلِ تنْفحُ
11- وقل ينزلُ الجبارُ في كلِّ ليلةٍ --- بر كيفَ جلَّ الواحدُ المُتمَدحُ
12- إلى طبقِ الدنيا يمُنُّ بفضلهِ --- فتفرجُ أبواب السماءِ وتُفتحُ
13- يقولُ أَلا مُستغفرٌ يَلقَ غافراً --- ومُستمنحٌ خيراً ورِزْقاً فُمنحُ
14- روى ذاك قومٌ لا يردُّ حديثُهم --- ألا خابَ قومٌ كذبوهم وقُبِّحوا
15- وقل: إنَّ خير النَّاسِ بعد محمَّدٍ --- وزيراهُ قدَماً ثم عثمانُ الارجَحُ
16- ورابعهُمْ خيرُ البريَّة بعدهُم --- عليٌّ حليفُ الخيرِ بالخيرِ مُنْجِحُ
17- وإنَّهم للرَّهطُ لا ريبَ فيهمُ --- على نُجبِ الفردوسِ بالنُّور تَسرحُ
18- سعيدٌ وسعدٌ وابن عوفٍ وطلحةُ --- وعامرُ فهرٍ والزبيرُ الممدَّح
19- وقل خيرض قولٍ في الصحابة كلِّهم --- ولا تك طعَّاناً تعيبُ وتجرحُ
20- فقد نطقَ الوحيُ المبينث بفضلِهم--- وفي الفتح آيٌ للصَّحابةِ تمدحُ
21- وبالقدرِ المقدورِ أيقِن فإنَّه --- دعامةُ عقدِ الدِّين ، والدِّينُ أفيحُ
22- ولا تُنكِرَنْ جهلاً نكيراً ومُنكراً --- ولا الحوْضَ والِميزانَ انك تُنصحُ
23- وقُلْ يُخرجُ اللهُ الْعظيمُ بِفَضلِهِ --- مِنَ النارِ أجْساداً مِنَ الفَحْمِ تُطرحُ
24- عَلى النهرِ في الفِرْدوسِ تَحْيَا بِمَائِهِ --- كَحِبِّ حَمِيلِ السَّيْلِ إذْ جَاءَ يَطْفَحُ
25- وإن رَسُولَ اللهِ للخَلْقِ شَافِعٌ --- وقُلْ في عَذابِ القَبْرِ حَقّ موَُضحُ
26- ولاَ تُكْفِرنْ أَهلَ الصلاةِ وإِنْ عَصَوْا --- فَكُلهُمُ يَعْصِي وذُو العَرشِ يَصفَحُ
27- ولَا تَعتقِدْ رأيَ الْخَوَارجِ إِنهُ --- َمقَالٌ لَمنْ يَهواهُ يُردي ويَفْضَحُ
28- ولا تكُ مُرْجيًّا لَعُوبا بدينهِ --- ألاَ إِنمَا المُرْجِي بِالدينِ يَمْزحُ
29- وقلْ : إنمَا الإِيمانُ : قولٌ ونِيةٌ--- وفعلٌ عَلَى قولِ النبِي مُصَرحُ
30- ويَنْقُصُ طوراً بالمَعَاصِي وتَارةً --- بِطَاعَتِهِ يَمْنَي وفي الوَزْنِ يَرْجَحُ
31- ودعْ عَنْكَ آراءَ الرجالِ وقَوْلَهُمْ --- فقولُ رسولِ اللهِ أزكَى وأَشْرحُ
32- ولا تَكُ مِن قوْمٍ تلهوْا بدينِهِمْ --- فَتَطْعَنَ في أهلِ الحَديثِ وتقدحُ
33- إِذَا مَا اعْتقدْت الدهْرَ يا صَاحِ هذهِ --- فأَنْت عَلَى خَيْرٍ تبيتُ وتُصْبِحُ

هو الإمام العلامة الحافظ شيخ بغداد , عبدالله بن الإمام أبي داود سليمان ابن الأشعث , أبوبكر السجستاني .

منير الليل
05-03-2003, 04:43 PM
علو الله

الإبانة ج: 1 ص: 120

للشيخ علي بن اسماعيل الأشعري المتوفى سنة 324هجري

الباب الخامس ذكر الاستواء على العرش 116 إن قال ما تقولون في الإستواء قيل له نقول إن الله عز وجل يستوى على عرشه استواء يليق به من غير طول استقرار كما قال الرحمن على العرش استوى5 20وقد قال تعالىإليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه من الآية 10 35 وقال تعالى بل رفعه الله إليه من الآية 158وقال تعالى يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه من الآية 5 32وقال تعالى حاكيا عن فرعون لعنه الله ياهامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب اسباب السموات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا من الآيتين 37 40 كذب موسى عليه السلام في قوله إن الله سبحانه فوق السموات وقال تعالى أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض من الآية 16 67 فالسموات فوقها العرش فلما كان العرش فوق السموات قال أأمنتم من في السماء من الآية 14 67 لأنه مستو على العرش الذي فوق السموات وكل ماعلا فهو سماء والعرش أعلى السموات وليس إذا قال أأمنتم من في السماء من الآية 16 67 يعنى جميع السموات وإنما أراد العرش الذي هو أعلى السموات ألا ترى الله تعالى ذكر السموات فقال تعالىوجعل القمر فيهن نورا من الآية 16 71 ولم يرد أن القمر يملؤهن جميعا وأنه فيهن جميعا ورأينا المسلمين جميعا يرفعون أيديهم إذا دعوا نحو السماء لأن الله تعالى مستو على العرش الذي هو فوق السموات فلولا أن الله عز وجل على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو العرش كما لا يحطونها إذا دعو إلى الأرض

فصل

وقد قال قائلون من المعتزلة والجهمية والحرورية إن معنى قول الله تعالى الرحمن على العرش استوى أنه استولى وملك وقهر وأن الله تعالى في كل مكان وجحدوا أن يكون الله عز وجل مستو على عرشه كما قال أهل الحق وذهبوا في الاستواء إلى القدرة ولو كان هذا كما ذكروه كان لا فرق بين العرش والأرض السابعة لأن الله تعالى قادر على كل شيء في السماء والأرض فالله سبحانه قادر عليها وعلى الحشوش وعلى كل ما في العالم فلو كان الله مستويا على العرش بمعنى الإستيلاء وهو تعالى مسئول على الأشياء كلها لكان مستويا على العرش وعلى الأرض وعلى السماء وعلى الحشوش والأقدار لأنه قادر على الأشياء مستول عليها وإذا كان قادرا على الأشياء كلها لم يجز عند أحد من المسلمين أن يقول إن الله تعالى مستو على الحشوش والأخلية تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا لم يجز أن يكون الإستواء على العرش الإستيلاء الذي هو عام في الأشياء كلها ووجب أن يكون معنى الإستواء يختص بالعرش دون الأشياء كلها وزعمت المعتزلة والحرورية والجهمية أن الله تعالى في كل مكان فلزمهم أنه في بطن مريم وفي الحشوش والأخلية وهذا خلاف الدين تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا 118 مسألة ويقال لهم إذا لم يكن مستويا على العرش بمعنى يخص العرش دون غيره كما قال ذلك أهل العلم ونقله الأخبار وحملة الآثار وكان الله عز وجل في كل مكان فهو تحت الأرض التي السماء فوقها وإذا كان تحت الأرض والأرض فوقه والسماء فوق الأرض وفي هذا ما يلزمكم أن تقولوا إن الله تحت التحت والأشياء فوقه وأنه فوق الفوق والأشياء تحته وفي هذا ما يجب أنه تحت ما هو فوقه وفوق ما هو تحته وهذا هو المحال المتناقض تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .

منير الليل
05-03-2003, 04:57 PM
عقيدة الأئمة الأربعة في توحيد الأسماء والصفات



بسم الله الرحمن الرحيم
--------------------------------------------------------------------------------


الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين وأشهد أن سيدنا ومولانا محمداً عبده ورسوله سيد الأولين والآخرين، اللهم فصل وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين وعلى آلهم وصحبهم أجمعين صلاة وسلاما دائمين متلازمين أبد الآبدين آمين.

وبعد،

قد سألني بعض الأصدقاء حفظهم الله تعالى أن أعمل مختصراً في عقيدة الأئمة الأربعة رحمة الله عليهم ورضوانه، ليقرب على المتعلم درسه ويسهل على المبتدئ حفظه ويتبين بطلان قول كثير من أهل الزيغ والبدع - أخزاهم الله - الذين انتسبوا إلى بعض من الأئمة الأربعة كالماتريدية والأحباش وغيرهم، ونسبوا إليهم عقيدة التعطيل بالتأويل الباطل، وهذا فرية بلا مرية، ومن شك في ذلك، فليطالع "أصول البزدوي" و"مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" و"روح المعاني" و"الفقه الأبسط" و"شرح العقيدة الطحاوية" و"الجواهر المنفية في شرح وصية الإمام" و"ذم الكلام" و"الصفات" و"الشريعة" و"الأعتقاد" و"التمهيد" و"عقيدة السلف أصحاب الحديث" و"الفتح" و"ترتيب المدارك" و"آداب الشافعي" و"الحلية" و"السنن الكبرى" و"الأسماء والصفات" و"شرح السنة" و"إثبات صفة العلو" و"العلو" و"مختصر العلو" و"مجموع الفتاوى" و"الرسالة" و"الانتقاء" و"اللسان" و"ذم التأويل" و"الطبقات" و"اجتماع الجيوش الاسلامية" و"السير" و"كتاب المحنة" و"مناقب الشافعي" و"السنة" و"سير أعلام النبلاء" و"تهذيب التهذيب" و"مناقب الإمام" و"درء تعارض العقل والنقل" و"طبقات الحنابلة" وأخيراً "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" يظهر له أن زعمه موقع له في خسران، وإن ليس كل من انتسب إلى الإمام أبي حنيفة وبقية أئمة أهل السنة والجماعة - رضوان الله عليهم - يعدُّ موافقاً له في أصول الدين وفروعه، بل هناك من كبار المبتدعة من انتسب إلى الإمام أبي حنيفة، وأبو حنيفة بريء منهم كبراءة الذئب من دم يوسف، فبالمقارنة بين الإمام أبي حنيفة وأبي منصور الماتريدي والماتريدية يظهر إنَّهما مختلفان في المنهج متباعدان في التطبيق في كثير من مسائل الاعتقاد. فلم يكن الماتريدي والماتريدية على منهج الإمام أبي حنيفة في الاعتقاد وإن انتسبوا إليه في الفروع، وإنه ليس من منهج الإمام أبي حنيفة نوع من التشبيه أو التعطيل، وكذلك لا يوجد في كلام الإمام تفويض مطلق، بل الذي في كلام أبي حنيفة تفويضٌ مقيَّدٌ بنفي العلم بالكيفيَّة فقط لا المعنى، فقد أثبت الإمام جميع الصفات: ذاتيَّة كانت أو فعليَّةً بدون تأويلٍ، أو تحريفٍ، وظلَّ ملتزماً بمنهجه هذا أثناء التطبيق؛ فأبى أن يُؤوِّل اليد بالقدرة أو النعمة، والرضا بالثواب، والغضب بالعقاب. وكذلك يزعم الأحباش أنهم على مذهب الإمام الشافعي في الفقه والاعتقاد ولكنهم في الحقيقة أبعد ما يكونون عن مذهب الإمام الشافعي - رضي الله عنه، فهم يُأولون صفات الله تعالى بلا ضابط شرعي فيُأولون الاستواء بالاستيلاء كالمعتزلة والجهمية، والإمام الشافعي يثبت صفات الله بلا كيف ولا تعطيل، وهذا هو الصراط المستقيم في باب صفات الله إثبات بلا تشبيه وتنزيه بلا تعطيل. فعقيدة الأئمة الأربعة: أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد - رضوان الله عليهم - اعتقاد واحدٌ في أصول الدين. وقد جمعت نصوص الأئمة الأربعة الواضحة في بيان عقيدتهم ليعرف القارئ الكريم أنهم متفقون في باب الاعتقاد. والحمد لله الذي يسَّر وأعان على إتمام هذا، فللَّهِ وحده الفضل والمنَّة.

منير الليل
05-03-2003, 04:58 PM
إمام المسلمين أبو حنيفة النعمان رضي الله عنه

هو النعمان بن ثابت بن زوطي, التيمي بالولاء. أبو حنيفة. فقيه العراق وإمام الحنفية وأحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة. ولد ونشأ بالكوفة, ولما شب تلقى الفقه على حماد بن أبي سليمان الأشعري وسمع كثيرا من علماء التابعين وروى عنهم كعطاء ابن أبي رباح ونافع مولى ابن عمر والشعبي والزهري وغيرهم. وروى عنه جماعة منهم ابنه حماد وزفر والهذيل ومحمد بن الحسن الشيباني وأبو يوسف القاضي وغيرهم. كان زاهدا ورعا, أراده يزيد بن هبيرة, أمير العراق, أيام مروان بن محمد أن يلي القضاء فأبى وأراده بعد ذلك المنصور العباسي على القضاء فامتنع وقال: لن أصلح للقضاء, فحلف عليه المنصور ليفعلن, فحلف أبو حنيفة أنه لن يفعل, فحبسه المنصور إلى أن مات, وقيل إنه قتله بالسم وقيل إنه توفي وهو يصلي. كان واسع العلم في كل العلوم الإسلامية وهو الذي تجرد لفرض المسائل وتقدير وقوعها وفرض أحكامها بالقياس وفرع للفقه فروعاً زاد في فروعه, وقد تبع أبا حنيفة جل الفقهاء بعده ففرضوا المسائل وقدروا وقوعها ثم بينوا أحكامها. وكان أبو حنيفة يتشدد في قبول الحديث ويتحرى عنه وعن رجاله, فلا يقبل الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا إذا رواه جماعة عن جماعة, أو إذا اتفق فقهاء الأمصار على العمل به . توفي في بغداد عن سبعين سنة. [الأعلام ج9 ص4، تاريخ بغداد ج13 ص323- 378، وفيات الأعيان ج5 ص405، المسعودي ج3 ص304، البداية والنهاية ج10 ص107، تذكرة الحفاظ ج1ص168 العبر ج1 ص214، النجوم الزاهرة ج2 ص12، مروج الذهب ج3 ص304، المعارف ص495، دائرة المعارف الإسلامية: مادة أبو حنيفة]

عقيدة الإمام أبو حنيفة - رضي الله عنه - في التوحيد:

1) قال الإمام أبو حنيفة: لا يوصف الله تعالى بصفات المخلوقين، وغضبه ورضاه صفتان من صفاته بلا كيف، وهو قول أهل السنة والجماعة، وهو يغضب ويرضى ولا يقال: غضبه عقوبته، ورضاه ثوابه. ونصفه كما وصف نفسه أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، حي قادر سميع بصير عالم، يد الله فوق أيديهم، ليست كأيدي خلقه، ووجهه ليس كوجوه خلقه. [الفقه الأبسط ص56]

2) قال الإمام أبو حنيفة: وله يد ووجه ونفس كما ذكره الله تعالى في القرآن، فما ذكره الله تعالى في القرآن، من ذكر الوجه واليد والنفس فهو له صفات بلا كيف، ولا يقال: إن يده قدرته أو نعمته؛ لأن فيه إبطالَ الصفة، وهو قول أهل القدر والاعتزال… [الفقه الأكبر ص302]

3) قال البزدوي: العلم نوعان علم التوحيد والصفات، وعلم الشرائع والأحكام. والأصل في النوع الأول هو التمسُّك بالكتاب والسُّنة ومجانبة الهوى والبدعة ولزوم طريق السنُّة والجماعة، وهو الذي عليه أدركنا مشايخنا وكان على ذلك سلفنا أبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد وعامة أصحابهم. وقد صنف أبو حنيفة - رضي الله عنه - في ذلك كتاب الفقه الأكبر، وذكر فيه إثبات الصفات وإثبات تقدير الخير والشر من الله. [أصول البزدوي ص3، كشف الأسرار هن أصول البزدوي ج1 ص7، 8]

4) قال الإمام أبو حنيفة: لا ينبغي لأحد أن ينطق في ذات الله بشيء، بل يصفه بما وصف به نفسه، ولا يقول فيه برأيه شيئاً تبارك الله تعالى ربّ العالمين. [شرح العقيدة الطحاوية ج2 ص427 تحقيق د. التركي وجلاء العينين ص368]

5) سئل الإمام أبو حنيفة عن النزول الإلهي، فقال: ينزل بلا كيف. [عقيدة السلف أصحاب الحديث ص42، الأسماء والصفات للبيهقي ص456، وسكت عليه الكوثري، شرح الطحاوية ص245، شرح الفقه الأكبر للقاري ص60]

6) قال الملاَّ علي القاري بعد ذكره قول الإمام مالك: "الاستواء معلوم والكيف مجهول…": اختاره إمامنا الأعظم – أي أبو حنيفة – وكذا كل ما ورد من الآيات والأحاديث المتشابهات من ذكر اليد والعين والوجه ونحوها من الصفات. فمعاني الصفات كلها معلومة وأما كيفيتها فغير معقولة؛ إذْ تَعقُّل الكيف فرع العلم لكيفية الذات وكنهها. فإذا كان ذلك غير معلوم؛ فكيف يعقل لهم كيفية الصفات. والعصمة النَّافعة من هذا الباب أن يصف الله بما وصف به نفسه، ووصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل، بل يثبت له الأسماء والصفات وينفي عنه مشابهة المخلوقات، فيكون إثباتك منزهاً عن التشبيه، ونفيك منزَّهاً عن التعطيل. فمن نفى حقيقة الاستواء فهو معطل ومن شبَّهه باستواء المخلوقات على المخلوق فهو مشبِّه، ومن قال استواء ليس كمثله شيء فهو الموحِّد المنزه. [مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ج8 ص251]

7) قال الإمام أبو حنيفة: ولا يقال إن يده قدرته أو نعمته لأنَّ فيه إبطال صفة، وهو قول أهل القدر والاعتزال. [الفقه الأكبر ص302]

8) قال الألوسي الحنفيُّ: أنت تعلم أن طريقة كثير من العلماء الأعلام وأساطين الإسلام الإمساك عن التأويل مطلقاً مع نفي التَّشبيه والتجسيم. منهم الإمام أبو حنيفة، والإمام مالك، والإمام أحمد، والإمام الشافعيَّ، ومحمد بن الحسن، وسعد بن معاذ المروزيُّ، وعبد الله بن المبارك، وأبو معاذ خالد بن سليمان صاحب سفيان الثوري، وإسحاق بن راهُويه، ومحمد بن إسماعيل البخاري، والترمذي، وأبو داود السجستاني.. [روح المعاني ج6 ص156]

9) قال الإمام أبو حنيفة: ولا يشبه شيئاً من الأشياء من خلقه، ولا يشبهه شيء من خلقه، لم يزل ولا يزال بأسمائه وصفاته... [الفقه الأكبر ص301]

10) قال الإمام أبو حنيفة: وصفاته بخلاف صفات المخلوقين يعلم لا كعلمنا، ويقدر لا كقدرتنا، ويرى لا كرؤيتنا، ويسمع لا كسمعنا، ويتكلَّم لا ككلامنا... [الفقه الأكبر ص302]

11) قال الإمام أبو حنيفة: لا يوصف الله تعالى بصفات المخلوقين. [الفقه الأبسط ص56]

12) قال الإمام أبو حنيفة: وصفاته الذاتية والفعلية: أما الذاتية فالحياة والقدرة والعلم والكلام والسمع والبصر والإرادة، وأما الفعلية فالتخليق والترزيق والإنشاء والإبداع والصنع وغير ذلك من صفات الفعل لم يزل ولا يزال بأسمائه وصفاته. [الفقه الأكبر ص301]

13) قال الإمام أبو حنيفة: ولم يزل فاعلاً بفعله، والفعل صفة في الأزل، والفاعل هو الله تعالى، والفعل صفة في الأزل والمفعول مخلوق وفعل الله تعالى غير مخلوق. [الفقه الأكبر ص301]

14) قال الإمام أبو حنيفة: من قال لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض فقد كفر، وكذا من قال إنه على العرش، ولا أدري العرش أفي السماء أم في الأرض. [الفقه الأبسط ص49، مجموع الفتاوى لابن تيمية ج5 ص48، اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم ص139، العلو للذهبي ص101، 102، العلو لابن قدامة ص116، شرح الطحاوية لابن أبي العز ص301]

15) قال الإمام أبو حنيفة للمرأة التي سألته أين إلهك الذي تعبده؟ قال: إن الله سبحانه وتعالى في السماء دون الأرض، فقال رجل: أرأيت قول الله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ} [سورة الحديد: الآية 4] قال: هو كما تكتب للرجل إني معك وأنت غائب عنه. [الأسماء والصفات ص429]

16) قال الإمام أبو حنيفة: والقرآن غير مخلوق. [الفقه الأكبر ص301]

17) قال الإمام أبو حنيفة: ونقر بأن القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق. [الجواهر المنفية في شرح وصية الإمام ص10]

18) قال الإمام أبو حنيفة: ونقر بأن الله تعالى على العرش استوى من غير أن يكون له حاجة. [شرح الوصية ص10]


--------------------------------------------------------------------------------

منير الليل
05-03-2003, 04:59 PM
الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه

هو مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي، ينتهي نسبه إلى ذي أصبح، وهي قبيلة من اليمن. أبو عبد الله. قدم أحد أجداده من اليمن إلى المدينة وسكنها، وكان جده أبو عامر من أصحاب رسول الله، شهد معه المغازي كلها ما عدا بدرا. هو أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة، وإليه تنسب المالكية. أخذ العلم عن نافع مولى عبد الله بن عمر، وأخذه عن ابن شهاب الزهري، وأما شيخه في الفقه فهو ربيعة بن عبد الرحمن المعروف بربيعة الرأي. كان مالك إماما في الحديث، وكان مجلسه مجلس وقار وحلم، وكان رجلا مهيبا، ليس في مجلسه شيء من المراء واللغط. حدث عنه كثير من الأئمة، منهم ابن المبارك والأوزاعي والليث بن سعد والشافعي. قال البخاري. أصح الأحاديث عن مالك عن نافع عن ابن عمر. كان يعتمد في فتياه على كتاب الله ثم على سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ما ثبت عنده منهما، وكان يعطي لما جرى عليه العمل في المدينة أهمية كبرى، ولا سيما عمل الأئمة وفي مقدمتهم الشيخان: أبو بكر وعمر. حمل إلى جعفر بن سليمان العباسي، والي المدينة فضربه سبعين سوطا لأنه أفتى بعدم لزوم طلاق المكره، وهي فتوى ذات وجه سياسي، لأنها تسري إلى أيمان البيعة التي أحدثوها، وكانو يكرهون الناس على الحلف بالطلاق عند المبايعة، فرأوا أن فتوى مالك تنقض البيعة وتهون الثورة عليهم. سئل مالك عن البغاة أيجوز قتالهم؟ فقال: يجوز قتالهم إن خرجوا على خليفة مثل عمر بن عبد العزيز، فقيل له: إن لم يكن مثله، قال: دعهم ينتقم الله من ظالم بظالم، ثم ينتقم من كليهما، فكانت هذه الفتوى سبب محنته. استند في إبطال يمين المكره على حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ‌‌‌‌‌‌‌‌‌ رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما أكرهوا عليه. ولما بلغ الخليفة ما فعل والي المدينة بمالك أنكره وعزل جعفر بن سليمان عن المدينة وأمر أن يؤتى به إلى بغداد محمولا على قتب (أي على جمل) . ثم لقي المنصور مالكا في موسم الحج سنة 163هـ واجتمع به في منى واعتذر إليه وطلب منه أن يدون علمه في كتاب يتجنب فيه شدائد عبد الله بن عمر ورخص عبد الله بن عباس وشواذ عبد الله بن مسعود، وأن يقصد إلى أواسط الأمور وما اجتمع عليه من الأئمة والصحابة، وأمر له بألف دينار وكسوة، فصنف مالك الموطأ وهو أول كتاب ظهر في الفقه الإسلامي. ومن كتبه (المدونة) وهي مجموعة رسائل من فقه مالك جمعها تلميذه أسد بن الفرات أقام مالك بالمدينة ولم يرحل منها إلى بلد آخر، وقد وجه إليه الرشيد ليأتيه فيحدثه، فقال: العلم يؤتى، فقصده الرشيد إلى منزله، وجلس بين يديه فحدثه. أكثر من رحل إليه المصريون والمغربيون من أهل أفريقية والأندلس، وهم الذين نشروا مذهبه في شمال أفريقية وفي الأندلس، ثم ظهر مذهبه في البصرة وبغداد وخراسان بواسطة فقهاء رحلوا إليه من تلك البلاد. توفي في المدينة عن 86 عاما ودفن بالبقيع. [الأعلام ج6 ص128، البداية والنهاية ج10 ص174، الإمامة والسياسة لابن قتيبة ج2 ص178-180، تذكرة الحفاظ ج1 ص207، شذرات الذهب ج1 ص289، الفهرست ص 286، وفيات الأعيان ج4 ص135، المعارف ص 498]

عقيدة الإمام مالك بن أنس - رضي الله عنه - في التوحيد:

1) سئل مالك عن الكلام والتوحيد؛ فقال مالك: محال أن يُظنَّ بالنبي - صلى الله عليه وسلم - أنه علَّم أمَّته الاستنجاء، ولم يعلمهم التوحيد، والتوحيد ما قاله النبي - صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله. فما عُصم به المال والدم حقيقة التوحيد. [ذم الكلام ق - 210]

2) عن وليد بن مسلم قال: سألت مالكاً، والثوري، والأوزاعي، والليث بن سعد عن الأخبار في الصفات؛ فقالوا أمِرّوها كما جاءت. [الصفات للدارقطني ص75، الشريعة للآجري ص314، الأعتقاد للبيهقي ص118، التمهيد لابن عبد البر ج7 ص149]

3) قال ابن عبد البر: سئل مالك أيُرى الله يوم القيامة؟ فقال: نعم يقول الله عزَّ وجلَّ: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ {22} إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [سورة القيامة: الآيتان 22، 23] وقال لقوم آخرين: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ} [سورة المطففين: الآية 15]. [الانتقاء ص36]

4) عن ابن نافع، وأشهب، وأحدهما قال: يزيد على الآخر: يا أبا عبد الله: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ {22} إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [سورة القيامة: الآيتان 22، 23]، ينظرون إلى الله؟ قال: نعم بأعينهم هاتين؛ فقلت له: فإن قوماً يقولون: لا ينظر إلى الله، إنَّ {نَاظِرَةٌ} بمعنى منتظرة الثواب. قال: كذبوا بل ينظر إلى الله أما سمعت قول موسى عليه السلام: {رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ} [سورة الأعراف: الآية 143] أفترى موسى سأل ربه محالاً؟ فقال الله: {لَن تَرَانِي} [سورة الأعراف: الآية 143] أي في الدنيا لأنها دار فناء ولا ينظر ما يبقى بما يفنى فإذا صاروا إلى دار البقاء نظروا بما يبقى إلى ما يبقى وقال الله: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ} [سورة المطففين: الآية 15]. [ترتيب المدارك للقاضي عياض ج2 ص42]

5) عن جعفر بن عبد الله قال: كنا عند مالك بن أنس فجاءه رجل فقال: يا أبا عبد الله، {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [سورة طه: الآية 5] كيف استوى؟ فما وجد - جاء في لسان العرب ج3 ص446: وجد عليه في الغضب يُجِدُ وجداً ومَوْجِدَة ووجداناً غضب، وفي حديث الإيمان، إني سائلك فلا تجد عليَّ أي لا تغضب من سؤالي - مالك من شيء ما وجد من مسألته، فنظر إلى الأرض، وجعل ينكت بعودٍ في يده علاه الرحضاء - يعني العرق - ثم رفع رأسه ورمى بالعود، وقال: الكيف منه غير معقول، والاستواء منه غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وأظنك صاحب بدعة وأمر به فأخرج. [الحلية لابي نعيم ج6 ص325، عقيدة السلف أصحاب الحديث للصابوني ص17-18، التمهيد ج7 ص151، الأسماء والصفات للبيهقي ص407، قال الحافظ ابن حجر في الفتح ج13 ص406، 407: إسناده جيد. وصححه الذهبي في العلو ص103]

6) عن يحيى بن الربيع قال: كنت عند مالك ابن أنس، ودخل عليه رجل فقال: يا أبا عبد الله، ما تقول فيمن يقول القرآن مخلوق؟ فقال مالك: زنديق فاقتلوه. فقال: يا أبا عبد الله، إنما أحكي كلاماً سمعته. فقال: لم أسمعه من أحد، إنما سمعته منك، وعظَّم هذا القول. [الحلية لابي نعيم ج6 ص325، شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي ج1 ص249، ترتيب المدارك للقاضي عياض ج2 ص44]

7) عن عبد الله بن نافع قال: كان مالك بن أنس يقول: من قال القرآن مخلوق، يوجع ضرباً، ويحبس حتى يتوب. [الانتقاء ص35]

8) عن عبد الله بن نافع قال: قال مالك: الله في السماء، وعلمه في كل مكان. [مسائل الإمام أحمد لأبي داود ص263، السنة لعبد الله بن أحمد ص11 (الطبعة القديمة)، التمهيد لابن عبد البر ج7 ص138]


--------------------------------------------------------------------------------

منير الليل
05-03-2003, 05:00 PM
الإمام محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه

هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب القرشي، بن عبد المطلب بن مناف. أبو عبد الله. موطن أبيه مكة خرج أبوه إلى غزة فولد له ابنه محمد، فعادت به أمه إلى مكة وهي يمانية من الأزد، وهو ابن سنتين بعد وفاة أبيه. استظهر القرآن في صباه، ثم خرج إلى قبيلة هذيل بالبادية، وكانوا من أفصح العرب، فحفظ كثيرا من أشعارهم، ثم عاد إلى مكة وقد أفاد فصاحة وأدبا. لزم مكة وقرأ على مسلم بن خالد الزنجي، وهو يومئذ شيخ الحرم المكي ومفتيه، حتى أذن له أن يفتي. ثم أتى الإمام مالكا في المدينة فقرأ عليه الموطأ فاكتسب فقها من مسلم وحديثا من مالك. رحل إلى اليمن وولي عملا لقاضيها مصعب بن عبد الله القرشي، وكانت اليمن مهدا لكثير من الشيعة، فاتهم بالتشيع، وكان الخليفة آنئذ هارون الرشيد، فحمل إليه، وهو في مدينة الرقة مع جماعة من المتهمين، وقد تعرض بهذه التهمة لخطر شديد، لولا لطف الله ثم شفاعة الحاجب الرشيد الفضل بن الربيع، فدافع عنه حتى أثبت براءته، وتكلم الشافعي أمام الرشيد فأعجب به وأمر بإطلاقه ووصله، وكان ذلك عام 184 هـ. انتهز الشافعي فرصة وجوده بالعراق فدخل بغداد واتصل بمحمد بن الحسن الشيباني، صاحب أبي حنيفة، فأنزله عنده وأخذ الشافعي عنه واطلع على كتب فقهاء العراق واكتسب من فقههم، فجمع بين طريقة الفقهاء وطريقة أهل الحديث وكانت له مناظرات مع محمد بن الحسن مملوءة بكتب الشافعي. عاد بعد ذلك إلى مكة وكانت محجة العلماء من سائر الأقاليم، فاستفاد وأفاد وناظر وأخذ عنه كثيرون، ثم رحل إلى بغداد سنة 195 هـ في خلافة الأمين، وأخذ عنه علماء العراق، وأملى هناك كتبه في مذهبه (العراقي أو القديم) ، واجتمع بعلماء بغداد وأئمتها ومنهم الإمام أحمد بن حنبل، ثم عاد إلى مكة وقد انتشر ذكره في بغداد وانتحل طريقته كثير من علمائها. في سنة 198 هـ عاد إلى العراق في رحلته الثالثة إليه، ومكث في العراق قليلا وسافر منه إلى مصر، فنزل بالفسطاط ضيفا على عبد الله بن عبد الحكم، وكان من أصحاب مالك، وكانت طريقة مالك منتشرة بين المصريين، وفي مصر صنف كتاب (الأم) وهو من كتبه الجديدة التي أملاها مع كتابه (الرسالة) في الأصول. والشافعي هو أحد الأئمة الأربعة. وقد نشر مذهبه بنفسه بما قام به من رحلات، وهو الذي كتب كتبه بنفسه وأملاها على تلاميذه ولم يعرف هذا لغيره من كبار الأئمة. والشافعي شاعر مقل، قريب المعاني، سهل الأسلوب، نجد في بعض مقطوعاته روح الشاعر. هو أول من صنف في أصول الفقه وأول من قرر ناسخ الحديث من منسوخه. من تصانيفه: كتاب الأم، رسالة في أصول الفقه، سبيل النجاة، ديوان شعره وغير ذلك. توفي في مصر عن 54 سنة. [الأعلام ج6 ص249، تاريخ بغداد ج2 ص56-73، وفيات الأعيان ج4 ص163، تذكرة الحفاظ ج1 ص361، شذرات الذهب ج2 ص9، حسن المحاضرة ج1 ص303، البداية والنهاية ج10 ص251، العبر ج1 ص243، حلية الأولياء ج9 ص63، طبقات الشافعية ص 6، معجم الأدباء ج6 ص367، الفهرست ص294]

عقيدة الإمام ابن إدريس الشافعي - رضي الله عنه - في التوحيد:

1) عن الربيع بن سليمان قال: قال الشافعي: من حلف باللهِ، أو باسم من أسمائه، فحنث؛ فعليه الكفارة. ومن حلف بشيء غير اللهِ، مثل أن يقول الرجل: والكعبة، وأبي، وكذا وكذا ما كان، فحنث؛ فلا كفارة عليه. ومثل ذلك قوله: لعمري.. لا كفارة عليه. ويمين بغير اللهِ فهي مكروهة، منهي عنها من قبل قول الرسول - صلى الله عليه وسلم: إن اللهَ عزَّ وجلَّ نهاكم أن تحلِفوا بأبائكم، فمن كان حالفاً فليحلِف بالله أو ليسكت. [مناقب الشافعي ج1 ص405] وعلل الشافعي ذلك بأن أسماء اللهِ غير مخلوقة؛ فمن حلف باسم اللهِ، فحنث؛ فعليه الكفارة. [آداب الشافعي لابن أبي حاتم ص193، الحلية لابي نعيم ج9 ص112، السنن الكبرى للبيهقي ج10 ص28، الأسماء والصفات للبيهقي ص255، 256، شرح السنة للبغوي ج1 ص188، والعلو للذهبي ص121، ومختصره للألباني ص77]

2) عن الشافعي أنه قال: القول في السنة التي أنا عليها، ورأيت أصحابنا عليها، أهل الحديث الذين رأيتهم، وأخذت عنهم مثل سفيان، ومالك، وغيرهما: الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وأن اللهَ تعالى على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء، وأن الله تعالى ينزل إلى سماء الدنيا كيف شاء. [اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم ص165، إثبات صفة العلو ص124، مجموع الفتاوى ج4 ص181-183، والعلو للذهبي ص120، ومختصره للألباني ص176]

3) عن المزني قال: قلت إن كان أحد يخرج ما في ضميري، وما تعلَّق به خاطري من أمر التوحيد؛ فالشافعي، فصرت إليه وهو في مسجد مصر، فلما جثوت بين يديه، قلت: هجس في ضميري مسألة في التوحيد، فعلمت أن أحداً لا يعلم علمك، فما الذي عندك؟ فغضب ثم قال: أتدري أين أنت؟ قلت: نعم. قال: هذا الموضع الذي أغرق اللهُ فيه فرعون، أبلغك أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أمر بالسؤال عن ذلك؟ قلت: لا، قال: هل تكلم فيه الصحابة؟ قلت: لا، قال: أتدري كم نجماً في السماء؟ قلت: لا، قال: فكوكب منها تعرف جنسه، طلوعه، أفوله، ممَّ خُلِق؟ قلت: لا، قال: فشيءٌ تراه بعينك من الخلق لست تعرفه تتكلم في علم خالقه؟ ثم سألني عن مسألة في الوضوء فأخطأت فيها، ففرَّعها على أربعة أوجهٍ، فلم أصب في شيء منه، فقال: شيءٌ تحتاج إليه في اليوم خمس مرات؛ تدع عِلْمَهُ وتتكلف علم الخالق إذا هجس في ضميرك ذلك. فارجع إلى قول اللهِ تعالى: {وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ {163} إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ} [سورة البقرة: الآيتان 163، 164] فاستدل بالمخلوق على الخالق، ولا تتكلف على ما لم يبلغه عقلك. [سير أعلام النبلاء ج10 ص31]

4) عن يونس بن عبد الأعلى، قال: سمعت الشافعي يقول: إذا سمعت الرجل يقول الاسم غير المُسمى، أو الشيء غير الشيء، فاشهد عليه بالزندقة. [الانتقاء ص79، مجموع الفتاوى ج6 ص187]

5) قال الشافعي في كتابه الرسالة: والحمد لله... الذي هو كما وصف به نفسه، وفوق ما يصفه به خلقه. [الرسالة ص7، 8]

6) عن الشافعي أنه قال: نثبت هذه الصفات التي جاء بها القرآن، ووردت بها السنة، وننفي التشبيه عنه، كما نفى عن نفسه، فقال: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [سورة الشورى: الآية 11] [السير للذهبي ج20 ص341]

7) عن الربيع بن سليمان قال: سمعت الشافعي يقول في قول الله عزَّ وجلَّ: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ} [سورة المطففين: الآية 15] أعلمنا بذلك أن ثم قوماً غير محجوبين، ينظرون إليه، لا يضامون في رؤيته. [الانتقاء ص79]

8) عن الربيع بن سليمان قال: حضرت محمد ابن إدريس الشافعي، جاءته رقعة من الصعيد فيها: ما تقول في قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ} [سورة المطففين: الآية 15] قال الشافعي: فلما حجبوا هؤلاء في السخط؛ كان هذا دليلاً على أنه يرونه في الرضا. قال الربيع: قلت يا أبا عبد الله وبه تقول؟ قال: نعم به أدين اللهَ. [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي ج2 ص506]

9) عن الجارودي قال: ذُكر عند الشافعي، إبراهيم بن إسماعيل بن عُلَيَّة [قال عنه الذهبي: جهمي هالك كان يناظر ويقول بخلق القرآن. ميزان الاعتدال ج1 ص20، وانظر ترجمته في لسان الميزان ج1 ص34، 35] فقال: أنا مخالف له في كل شيء، وفي قوله لا إله إلا الله، لست أقول كما يقول. أنا أقول: لا إله إلا الله الذي كلَّم موسى عليه السلام تكليماً من وراء حجاب، وذاك يقول لا إله إلا اللهُ الذي خلق كلاماً أسمعه موسى من وراء حجاب. [الانتقاء ص79، والقصة ذكرها الحافظ عن مناقب الشافعي للبيهقي، اللسان ج1 ص35]

10) عن الربيع بن سليمان، قال الشافعي: من قال القرآن مخلوق؛ فهو كافر. [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي ج1 ص252]

11) عن أبي محمد الزبيري قال: قال رجل للشافعي، أخبرني عن القرآن خالق هو؟ قال الشافعي: اللهم لا، قال: فمخلوق؟ قال الشافعي: اللهم لا. قال: فغير مخلوق؟ قال الشافعي: اللهم نعم، قال: فما الدليل على أنه غير مخلوق؟ فرفع الشافعي رأسه وقال: تقر بأن القرآن كلام الله؟ قال: نعم. قال الشافعي: سبقت في هذه الكلمة، قال الله تعالى ذكره: {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ} [سورة التوبة: الآية 6] {وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً} [سورة النساء: الآية 164] قال الشافعي: فتقر بأن الله كان، وكان كلامه؟ أو كان الله، ولم يكن كلامه؟ فقال الرجل: بل كان الله، وكان كلامه. قال: فتبسم الشافعي وقال: يا كوفيون إنكم لتأتوني بعظيم من القول إذا كنتم تقرُّون بأن الله كان قبل القبل، وكان كلامه. فمن أين لكم الكلام: إن الكلام اللهُ، أو سوى اللهِ، أو غير اللهِ، أو دون اللهِ؟ قال: فسكت الرجل وخرج. [مناقب الشافعي ج1 ص407، 408]

12) وفي جزء الاعتقاد المنسوب للشافعي - من رواية أبي طالب العُشاري - ما نصه قال: وقد سئل عن صفات الله عزَّ وجلَّ، وما ينبغي أن يؤمن به، فقال: للهِ تبارك وتعالى أسماء وصفات، جاء بها كتابه وخبَّر بها نبيه - صلى الله عليه وسلم - أمته، لا يسع أحداً من خلق الله عزَّ وجلَّ قامت لديه الحجَّة أن القرآن نزل به، وصحَّ عنده قول النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما روى عنه، العدل خلافه، فإن خالف ذلك بعد ثبوت الحجَّة عليه، فهو كافر بالله عزَّ وجلَّ. فأما قبل ثبوت الحجة عليه من جهة الخبر؛ فمعذور بالجهل؛ لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل، ولا بالدراية والفكر. ونحو ذلك إخبار الله عزَّ وجلَّ أنه سميع وأن لد يدين بقوله عزَّ وجلَّ: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [سورة المائدة: الآية 64] وأن له يميناً بقوله عزَّ وجلَّ: {وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [سورة الزمر: الآية 67] وأن له وجهاً بقوله عزَّ وجلَّ: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [سورة القصص: الآية 88] وقوله: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [سورة الرحمن: الآية 27] وأن له قدماً بقوله - صلى الله عليه وسلم: "حتى يضع الرب عزَّ وجلَّ فيها قدَمه." يعني جهنم؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم - للذي قُتِل في سبيل الله عزَّ وجلَّ أنه: "لقي الله عزَّ وجلَّ وهو يضحك إليه." وأنه يهبط كل ليلة إلى السماء الدنيا، بخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك، وأنه ليس بأعور لقوله النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ ذكر الدجال فقال: "إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور"، وأن المؤمنين يرون ربهم عزَّ وجلَّ يوم القيامة بأبصارهم كما يرون القمر ليلة البدر، وأن له إصبعاً بقوله - صلى الله عليه وسلم: "ما من قلب إلاَّ هو بين إصبعين من أصابع الرحمن عزَّ وجلَّ" وإن هذه المعاني التي وصف الله عزَّ وجلَّ بها نفسه، ووصفه بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا تُدرَك حقيقتها تلك بالفكر والدراية، ولا يكفر بجهلها أحد إلا بعد انتهاء الخبر إليه به، وإن كان الوارد بذلك خبراً يقول في الفهم مقام المشاهدة في السَّماع؛ وجبت الدينونة على سامعه بحقيقته والشهادة عليه، كما عاين وسمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم، ولكن نثبت هذه الصفات، وننفي التشبيه كما نفى ذلك عن نفسه تعالى ذكره فقال: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [سورة الشورى: الآية 11]... آخر الاعتقاد. [ذم التأويل لابن قدامة ص124، الطبقات لابن أبي يعلى ج1 ص283، اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم ص165، السير للذهبي ج10 ص79]


--------------------------------------------------------------------------------

منير الليل
05-03-2003, 05:01 PM
الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه

هو أحمد بن حنبل بن هلال الذهلي الشيباني المروزي البغدادي. أبو عبد الله. أصله من مرو ولد في بغداد وفيها تعلم. رحل إلى الكوفة و البصرة وإلى الشام والحجاز واليمن، وعني في هذه الأسفار بطلب الحديث، ثم عاد إلى بغداد. ولما قدم الشافعي إلى بغداد تفقه عليه، ثم اجتهد لنفسه. صاحب المذهب الحنبلي والإمام في الحديث والفقه. وقف وقفته المشهورة في المحنة بخلق القرآن، وتزعم الفريق الذي عارض هذه الفكرة واحتمل مع أصحابه كثيرا من الأذى والضرر، فقد أمر المعتصم بضربه بالسياط، فضرب حتى تمزق جسمه وحبس نحو ثمانية وعشرين شهراً وهو في العذاب، ثابت محتسب، فلما علموا أنه لا يجيب أطلقوا سراحه. في عهد الخليفة الواثق بالله منع من الفتيا وأمر أن يختفي، فلزم بيته حتى مات الواثق فارتفعت المحنة في عهد الخليفة المتوكل وتلاشت فكرة خلق القرآن وقد أظهر المتوكل إكرامه له، فاستدعاه إليه وأكرمه وأمر له بجائزة كبيرة فلم يقبلها، وخلع عليه خلعة سنية فاستحيا منه أحمد فلبسها إلى الموضع الذي كان نازلا فيه، ثم نزعها نزعاً عنيفاً وهو يبكي، وجعل المتوكل يرسل إليه في كل يوم من طعامه الخاص ويظن أنه يأكل منه، ولكنه كان صائماً طاوياً تلك الأيام حتى غادر سامراء وعاد إلى بغداد. سمع الحديث من أكابر المحدثين وشيوخ بغداد وروى عنه البخاري ومسلم وطبقتهما، وكان إمام أهل الحديث في عصره، وعداده في رجال الحديث أثبت منه في عداد الفقهاء. من تصانيفه: المسند ويحتوي على نيف وأربعين ألف حديث. كتاب طاعة الرسول. كتاب الناسخ والمنسوخ. كتاب العلل، كتاب الجرح والتعديل، وغير ذلك. توفي عن 77 سنة. [الأعلام ج1 ص192، تاريخ بغداد ج4 ص412، البداية والنهاية ج10 ص316، شذرات الذهب ج2 ص96، وفيات الأعيان ج1 ص63، العبر ج1 ص435، الفهرست ص320، دائرة المعارف الإسلامية: مادة ابن حنبل]

عقيدة الإمام أحمد بن حنبل - رضي الله عنه - في التوحيد:

1) إن الإمام أحمد سئل عن التوكل، فقال: قطع الاستشراف بالإياس من الخلق. [طبقات الحنابلة ج1 ص416]

2) قال الإمام أحمد: لم يزل الله عزَّ وجلَّ متكلماً، والقرآن كلام الله عزَّ وجلَّ، غير مخلوق، وعلى كل جهة، ولا يوصف الله بشيءٍ أكثر مما وصف به نفسه، عزَّ وجلَّ. [كتاب المحنة لحنبل ص68]

3) عن أبي بكر المروذي قال: سألت أحمد بن حنبل عن الأحاديث التي تردها الجهمية في الصفات والرؤية والإسراء وقصة العرش فصححها، وقال: تلقتها الأمة بالقبول وتمر الأخبار كما جاءت. [مناقب الشافعي لابن أبي حاتم ص182]

4) قال عبد الله بن أحمد: إن أحمد قال: من زعم أن الله لا يتكلم فهو كافر، إلاَّ أننا نروي هذه الأحاديث كما جاءت. [طبقات الحنابلة ج1 ص56]

5) عن حنبل أنه سأل الإمام أحمد عن الرؤية فقال: أحاديث صحاح، نؤمن بها، ونقر، وكل ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بأسانيد جيدة نؤمن به ونقر. [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي ج2 ص507، السنة ص71]

6) أورد ابن الجوزي في المناقب كتاب أحمد بن حنبل لمسدَّد وفيه: صفوا الله بما وصف به نفسه، وانفُوا عن الله ما نفاه عن نفسه... [سير أعلام النبلاء ج10 ص591، تهذيب التهذيب ج10 ص107]

7) قال الإمام أحمد: وزعم - جهم بن صفوان - أن من وصف الله بشيءٍ مما وصف به نفسه في كتابه، أو حدَّث عنه رسوله كان كافراً وكان من المشبِّهة. [مناقب الإمام أحمد ص221]

8) قال الإمام أحمد: نحن نؤمن بأن الله على العرش، كيف شاء، وكما شاء، بلا حد، ولا صفة يبلغها واصف أو يحده أحد؛ فصفات اللهِ منه وله، وهو كما وصف نفسه، لا تدركه الأبصار. [درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية ج2 ص30]

9) قال الإمام أحمد: من زعم أن اللهَ لا يُرى في الآخرة فهو كافر مكذب بالقرآن. [طبقات الحنابلة ج1 ص59، 145]

10) عن عبد الله بن أحمد، قال: سألت أبي عن قوم يقولون: لما كلم اللهُ موسى، لم يتكلم بصوت فقال أبي: تكلم اللهُ بصوت، وهذه الأحاديث نرويها كما جاءت. [طبقات الحنابلة ج1 ص185]

11) عن عبدوس بن مالك العطار، قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: ... والقرآن كلام اللهِ، وليس بمخلوق، ولا تضعف أن تقول ليس بمخلوق؛ فإن كلام اللهِ منه، وليس منه شيء مخلوق. [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي ج1 ص157]


--------------------------------------------------------------------------------


والله أسأل أن يكون هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم وأن يوفقنا جميعاً لهدي كتابه والسير على سنَّة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

كتبه الشيخ أبو إبراهيم الرئيسي العماني. (18 من صفر 1423هـ)

منير الليل
05-03-2003, 05:34 PM
القضايا الكلية للاعتقاد في الكتاب والسنة

للشيخ عبد الرحمان بن عبد الخالق

يؤمن أهل السنة والجماعة ويشهدون، ونؤمن معهم بحمد الله ونشهد بأن:

أولاً ( الإيمان بالله تعالى) :

وجود الله تعالى:

(1) الله هو الإله الحق الذي شهد بوجوده وربوبيته ووحدانيته كل موجود.

توحيد الذات:

(2) ونؤمن أنه سبحانه وتعالى بذاته فوق عرشه مستو على النحو الذي يليق بجلاله، كما مدح بذلك نفسه في سبع آيات من كتابه، وأن عرشه فوق سبع سماواته.

(3) وأنه سبحانه الأول الذي ليس قبله شيء، والآخر الذي ليس بعده شيء، والظاهر الذي ليس فوقه شيء، والباطن الذي ليس دونه شيء وأن صفاته كلها - كما هي أبدية فهي كذلك أزلية ليس لأوليته ابتداء ولا لآخريته انتهاء.

(4) وأن ذاته سبحانه وتعالى لا تشبه شيئا من مخلوقاته ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) وأنه الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.

(5) وأنه سبحانه وتعالى لا يحل في شيء من مخلوقاته، ولا يحل فيه شيء من مخلوقاته، وأن كل ما سواه فمخلوق بأمره خاضع لمشيئته.

توحيد الصفات:

(6) وأنه سبحانه الحي القيوم بذاته، المقيم لكل ما سواه، فالعرش والكرسي والسماوات والأرض وكل ما فيها لا قيام لشيء من ذلك إلا به، ولا بقاء لعرش ولا كرسي ولا سماء ولا أرض ولا ملائكة ولا جن ولا إنس إلا بإقامة الله لهم ورعايته وحفظه …. فكل شيء مفتقر إليه ولا يفتقر هو إلا شيء جل وعلا.

(7) وأنه سبحانه وتعالى العليم الخبير الذي يحيط علمه بالأولين والآخرين، ولا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض، وأنه ما من حركة ولا سكون إلا وقد علمه قبل وقوعه ويعلمه حال وقوعه وأنه سبحانه لا يضل ولا ينسى.

(8) ونؤمن أن الله سبحانه وتعالى هو رب كل شيء ومليكه والمتصرف فيه وأنه لا شريك له في ملكه، ولا ظهير له ولا معين له.

( 9) وأنه سبحانه وتعالى الرحمن الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء، وتنزه عن الظلم والجور.

(10) وأنه سبحانه وتعالى العليم الحكيم الذي يضع كل أمر في نصابه والذي لا يفعل شيئا سدى وعبثا.

(11) ونؤمن أن ربنا سبحانه وتعالى يحب ويرضى، ويفرح ويضحك وكذلك يسخط ويمقت ويكره ويغضب وفي كل ذلك لا يشبه شيئا من خلقه.

(12) وأنه سبحانه وتعالى يلطف ويرحم، وينجي عباده المؤمنين، كما أنه يخذل ويعذب وينتقم ويستدرج ويمكر بعبيده الظالمين.

(13) ونؤمن أنه سبحانه وتعالى يتكلم كما يشاء كما قال ( وكلم الله موسى تكليما) وينزل ويقترب من عباده كما يشاء ( ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا عند ثلث الليلة عند ثلث الليلة الآخر) وأن له وجها ( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) ويداً ( مالك ألا تسجد لما خلقت بيدي) وقدماً ( فيضع رب العزة قدمه فيها) وساقا: ( يكشف ربنا عن ساقه) وأن شيئا من صفاته سبحانه وتعالى لا يشبه صفات المخلوقين.

واعلم أخى الكريم .. أنه من القضايا الخطيرة التى التبست على كثيرٍ من المسلمين وسببت اختلافاً شاسعاً بينهم .. هى مسألة صفات الله تعالى .. وبالأخص .. تلك الصفات التى قد توحى بالتشبيه .. مثل اليد والوجه والساق والكلام .. وأدى هذا الاختلاف إلى انقسام المسلمين إلى فرقٍ متعددة .. فمنهم من أثبت تلك الصفات إثباتاً تشبيهياً لله بمخلوقاته (المشبهة والكرَّامِيُّون) .. ومنهم من نفى تلك الصفات نفياً تاماً (المعتزلة) .. ومنهم من أثبت بعضها وتأول بعضها (الأشاعرة والماتريدية) ونحن نعتقد فى هذه المسائل عقيدة السلف الصالح .. حيث كانوا لايصفون الله تبارك وتعالى إلا بما وصف به نفسه دون تكييفٍ أو تمثيلٍ أو تشبيهٍ .. ولبيان مدى احتراز السلف من الوقوع فى مغبة التشبيه .. فقد قال الإمام أحمد بن حنبل .. لو أن أحدهم فى أثناء ذكره لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن القلوب بين اصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء" -لو أنه حرك إصبعيه- حتى يقرب المشهد للسامعين .. لأمرنا بقطع أصابعه !

(14) ونؤمن أنه سبحانه وتعالى القوي العزيز وأنه على كل شيء قدير، وأنه لا يعجزه شيء، ولا يؤوده حفظ السموات والأرض، ولا حول ولا قوة لأحد ولا لشيء إلا به سبحانه، وأنه الفعال لما يريد.

(15) ونؤمن أن الله سبحانه وتعالى هو الجواد الكريم ذو الفضل والإحسان الذي ما من نعمه إلا منه، وما من عطاء إلا من عنده، وأنه لا راد لإحسانه ولا ممسك لفضله.

(16) ونؤمن أن الله سبحانه أعظم وأجل من أن يحيط أحد من خلقه علما به ( ولا يحيطون به علما) وأنه ليس بعد سلطانه سلطان، ولا بعد ملكه ملك. وأنه لا يستطيع أحد أن يثني عليه كما أثنى هو على نفسه ونؤمن أنه لا يعلم الله على حقيقته إلا الله سبحانه وتعالى.

حكمه الخلق:

(17) ونؤمن ونشهد أن الله سبحانه وتعالى ما خلق الخلق من ملائكة وجن وأنس وسماوات وأرض إلا ليعبدوه ويسبحوه، وأنه ما من شيء إلا وهو يسبح بحمده ويقدس له بلسان مقاله أو بلسان حاله.

(18) ونشهد أن كل من تأبى عن تقديس الله وعبادته من ملائكة أو جن أو أنس يطرده الله ويلعنه كائنا من كان، وأن من نازع الله في ألوهيته ودعا إلى عبادة نفسه أو عبادة غير الله يلعنه ويعذبه ( ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه كذلك نجزى الظالمين).

(19) ونؤمن أن العبادة التي لا يقبل الله من أحد غيرها هي الطاعة المطلقة لله سبحانه فيما عقل معناه وما لم يعقل معناه مع كمال الذل والخضوع والحب لله سبحانه.

(20) ونؤمن أن الدين الذي لا يقبل الله سواه من ملك أو جن أو إنس هو الإسلام ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) والإسلام هو الاستسلام لله بالطاعة والخضوع.

(21) ونشهد أنه سبحانه لما خلق الخلق جعل لكل شيء قدرا ومقدارا ومنزله. فللملائكة أقدارهم ومنازلهم، وللجن كذلك وللأنس كذلك وأوجب على أحد أن يلزم قدره ومقداره ومنزلته.

(22) ونشهد أنه سبحانه وتعالى أمر الجن والإنس بعبادته ولم يخلقهم إلا من أجل هذه العبادة وأنه ابتلاهم بالخير والشر، واختبر طاعتهم، وأن الجن والأنس كل منهم يكسب الخير والشر باختيار نفسه ولكن أحدا منهم لا يوقع الخير إلا بتوفيق من الله وإعانة، ولا يوقع الشر جبرا على الله ولكن في إطار إذنه ومشيئته.

(23) ونشهد أن الله سبحانه وتعالى خلق آدم من طين هذه الأرض بيديه سبحانه، خلقا مستقلا، وأمر جبريل الذي هو روح الله أن ينفخ فيه فصار بشرا ينفخه جبريل، وأن ذلك كان في السماء، وأنه سبحانه أمر الملائكة بالسجود له فسجدوا إلا إبليس الذي أبى استكبارا وكفرا وعنادا ولذلك طرد الله إبليس من رحمته، وحذر آدم منه.

(24) ونشهد أن الله خلق حواء من ضلع آدم وجعلها زوجة له، واختبرهما الله بأن يأكلا من نكل ثمار الجنة إلا شجرة واحدة فأكلا منها فأهبطهما الأرض ليعمرها بنسلهم جيلا بعد جيل وليختبرهم فيها بالطاعة والإنابة والإسلام له، فمن أطاع أرجعه إلى الجنة ومن عصى فمصيره النار.

توحيد الألوهية - ( القصد والطلب)

(25) ونشهد انه لا يبلغ عبد التوحيد الخالص إلا إذا كانت محبته ورغبته وخوفه وخشيته وتعظيمه لله عز وجل أعظم من كل مخلوق، وآلا إذا كان توكله على الله وحده، وحسبه لله وحده.

(26) ونشهد أن الركوع والسجود والذبح والصوم والنذر والحلف كل ذلك لا يجوز إلا لله ومن صرف شيئا من ذلك لغيره فقد أشرك.

(27) ونشهد أنه لا طواف إلا ببيت الله، ولا تقبيل عباده - إلا للحجر الأسود. ولا شد رحال - عباده - إلا للمسجد الحرام ومسجد النبي(صلى الله عليه وسلم) والمسجد الأقصى.

(28) ونشهد أنه من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد وأن الغيب لا يعلمه إلا الله، ومن ادعى اطلاعا على الغيب أو اللوح المحفوظ فهو كافر مشرك.

(29) ونشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حمي جانب التوحيد، وسد كل الذرائع الموصلة إلى الشرك فحرم بناء المساجد على القبور ونهانا أن نطريه عما أطرت النصارى المسيح ابن مريم ونهى عن الصور والتماثيل.

(30) ونشهد أن الكرامة حق لعبد صالح مؤمن وأن خرق العادة قد يكون للفسقة والمجرمين كما هو للدجالين والكذابين ومن علم حقيقة الدين استطاع أن يفرق ( بين أولياء الله وأولياء الشياطين).

(31) ونؤمن أن لله سبحانه وتعالى الكبرياء العظمة والمجد، وأن سبحانه لا يشفع عنده إلا بإذنه، ولا يتألى عليه، ولا ينازع في كبريائه وعظمته ولا يعقب على أمره وحكمة.

(32) ونؤمن أن أخبار الله كلها صدق، وأحكامه كلها عدل. ( وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا)

(33) ونشهد ونؤمن أن لله الخلق والأمر وأن الحكم له وحده، وأنه هو الذي يشرع لعبادته ويأمر وينهى، وأن من نازع الله في شيء من ذلك فقد أشرك.

(34) ونشهد أن كل من أطاع سيدا أو أميرا أو حاكما في غير طاعة الله مزيدا لذلك راغبا عن طاعة الله فهو كافر مشرك. وأنه لا طاعة المخلوق في معصية الخالق.

ثانيا ( الإيمان بالملائكة) :

ويشهد أهل السنة والجماعة ونشهد معهم ونؤمن بحول الله وقوته:

(35) أن الملائكة خلقهم الله من نور وأقامهم في طاعته وعبادته. ( لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن أرتضى وهم من خشية مشفقون).

(36) وان الله سبحانه يبعثهم ويقيمهم في أعمال كثيرة عدا التسبيح والتحميد له، كإرسال رسالاته إلى رسله من البشر، وتثبيت المؤمنين في القتال، وإحصاء أعمال الناس خيرها وشرها وحفظ البشر من الحوادث التي لم يرد الله أن يصابوا بها. وقبض الأرواح وسوق السحاب ونفح الروح، وغير ذلك مما بينه الله في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.

(37) ونحب الملائكة ونؤمن بهم لمحبتهم للمؤمنين ودعائهم لهم ولاشتراكنا معهم في الإيمان بالله وتعظيمه وتقديسه. ولا نفرق بين ملك وملك كما فعلت اليهود بل نحبهم لطاعتهم لربهم وسيرهم في مرضاته.

ثالثا ( الإيمان بكتب الله):

(38) ونشهد ونؤمن أن الله سبحانه أنزل كتبا وصحفا على رسله، وأنها جميعها عند تنزيلها منزهة من العيب والنقص والغلط لأنها كلام الله، ونشهد أن كل الكتب السابقة على القرآن حرفها أهلها وغيروها. عد القرآن الذي حفظه الله من التغيير والتبديل وسيبقى كذلك إلى قرب قيام الساعة فضلا من الله ورحمة حيث يرفعه الله من الأرض.

(39) ونشهد أن القرآن المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم كلام الله حقا وصدقا ليس بمخلوق، ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأنه معجزة حية باقية تحدي الله به الأولين والآخرين أن يأتوا بسورة مثله بيانا وبلاغة ومعنى وإحكاما وأن أحدا مهما أوتي من العلم والفصاحة والبيان لا يأتي بذلك.

(40) ونشهد أن الله قد أنزل القرآن تبيانا لكل شيء مما يصلح الناس في دنياهم وأخراهم، وأنه لا خلاف بين آياته، وأن الله تعبدنا بتلاوته وتدبره، وجعل خيرنا من تعلمه وعلمه.

_____________
ويوجد أبواب أخرى لها... ولكن هذا ما اخترته

منير الليل
05-24-2003, 07:36 AM
عقيدة السلف أصحاب الحديث
[المؤلف؛ أبو عثمان الصابوني]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين وصلى الله وسلم على بينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد فإني لما وردت آمد طبرستان وبلاد جيلان متوجها إلى بيت الله الحرام وزيارة مسجد نبيه محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الكرام، سألني إخواني في الدين أن أجمع لهم فصولا في أصول الدين التي استمسك بها الذين مضوا من أئمة الدين وعلماء المسلمين والسلف الصالحين، وهدوا ودعوا الناس إليها في كل حين، ونهوا عما يضادها وينافيها جملة المؤمنين المصدقين المتقين، ووالوا في اتباعها وعادوا فيها، وبدعوا وكفروا من اعتقد غيرها، وأحرزوا لأنفسهم ولمن دعوهم إليها بركتها وخيرها، وأفضوا إلى ما قدموه من ثواب اعتقادهم لها، واستمساكهم بها، وإرشاد العباد إليها، وحملهم إياهم عليها، فاستخرت الله تعالى وأثبت في هذا الجزء ما تيسر منها على سبيل الاختصار، رجاء أن ينتفع به أولو الألباب والأبصار، والله سبحانه يحقق الظن، ويجزل علينا المن بالتوفيق والاستقامة على سبيل الرشد والحق بمنه وفضله.

قلت وبالله التوفيق.


[عقيدة أصحاب الحديث]


أصحاب الحديث، حفظ الله أحياءهم ورحم أمواتهم، يشهدون لله تعالى بالوحدانية، وللرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالرسالة والنبوة، ويعرفون ربهم عز وجل بصفاته التي نطق بها وحيه وتنزيله، أو شهد له بها رسوله صلى الله عليه وسلم على ما وردت الأخبار الصحاح به، ونقلته العدول الثقات عنه، ويثبتون له جل جلاله ما أثبت لنفسه في كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسم، ولا يعتقدون تشبيها لصفاته بصفات خلقه، فيقولون: إنه خلق آدم بيده، كما نص سبحانه عليه في قوله عز من قائل: (يا إبليس ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي) ولا يحرفون الكلام عن مواضعه بحمل اليدين على النعمتين، أو القوتين، تحريف المعتزلة الجهمية، أهلكهم الله، ولا يكيفونهما بكيف أو تشبيههما بأيدي المخلوقين، تشبيه المشبهة، خذلهم الله، وقد أعاذ الله تعالى أهل السنة من التحريف والتكييف، ومن عليهم بالتعريف والتفهيم، حتى سلكوا سبل التوحيد والتنزيه، وتركوا القول بالتعطيل والتشبيه، واتبعوا قول الله عز وجل: ا ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).


[قولهم في الصفات]


وكذلك يقولون في جميع الصفات التي نزل بذكرها القرآن، ووردت بها الأخبار الصحاح من السمع والبصر والعين والوجه والعلم والقوة والقدرة، والعزة والعظمة والإرادة، والمشيئة والقول والكلام، والرضا والسخط والحياة، واليقظة والفرح والضحك وغرها من غير تشبيه لشيء من ذلك بصفات المربوبين المخلوقين، بل ينتهون فيها إلى ما قاله الله تعالى، وقاله رسوله صلى الله عليه وآله وسلم من غير زيادة عليه ولا إضافة إليه، ولا تكييف له ولا تشبيه، ولا تحريف ولا تبديل ولا تغيير، ولا إزالة للفظ الخبر عما تعرفه العرب، وتضعه عليه بتأويل منكر، ويجرونه على الظاهر، ويكلون علمه إلى الله تعالى، ويقرون بأن تأويله لا يعلمه إلا الله، كما أخبر الله عن الراسخين في العلم أنهم يقولونه في قوله تعالى: (والراسخون في العلم يقولون: آمنا به، كل من عند ربنا. وما يذكر إلا أولو الألباب).


[القرآن كلام الله غير مخلوق]


ويشهد أصحاب الحديث ويعتقدون أن القرآن كلام الله وكتابه ووحيه وتنزيله غير مخلوق، ومن قال بخلقه واعتقده فهو كافر عندهم، والقرآن الذي هو كلام الله ووحيه هو الذي ينزل به جبريل على الرسول صلى الله عليه وسلم قرآنا عربيا لقوم يعلمون بشيرا ونذيرا، كما قال عز من قائل: (وإنه لتنزيل رب العالمين. نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين. بلسان عربي مبين) وهو الذي بلغه الرسول صلى الله عليه وسلم

أمته، كما أخبر به في قوله تعالى: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) فكان الذي بلغهم بأمر الله تعالى كلامه عز وجل، وفيه قال صلى الله عليه وسلم: أتمنعوني أن أبلغ كلام ربي " وهو الذي تحفظه الصدور، وتتلوه الألسنة ، يكتب في المصاحف، كيف ما تصرف بقراءة قارئ، لفظ لافظ، وحفظ حافظ، وحيث تلي، وفي أي موضع قرئ وكتب في مصاحف أهل الإسلام، وألواح صبيانهم وغيرها كله كلام الله جل جلاله، غير مخلوق ق فهو كافر بالله العظيم.

سمعت الحاكم أبا عبد الله الحافظ يقول سمعت أبا الوليد حسان بن محمد يقول سمعت الإمام أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول القران كلام الله غير مخلوق، فمن قال: "إن القران مخلوق" فهو كافر بالله العظيم، لا تقبل شهادته، ولا يعاد إن مرض ولا يصلى عليه إن مات، ولا يدفن في مقابر المسلمين، ويستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه.

أما اللفظ فإن الشيخ أبا بكر الإسماعيلي الجرجاني ذكر في رسالته صنفها لأهل جيلان أن من زعم أن لفظه بالقران مخلوق يريد به القرآن فقد قال بخلق القرآن.

وذكر ابن مهدي الطبري في كتابه الاعتقاد الذي صنفه لأهل هذه البلاد أن مذهب أهل السنة والجماعة القول بأن القرآن كلام الله سبحانه، ووحيه وتنزيله، وأمره ونهيه غير مخلوق، ومن قال: مخلوق فهو كافر بالله العظيم، وأن القرآن في صدورنا محفوظ، وبألسنتنا مقروء، وفي مصاحفنا مكتوب وهو الكلام الذي تكلم الله عز وجل به، ومن قال: إن القرآن بلفظي مخلوق، أو لفظي به مخلوق فهو جاهل ضال كافر بالله العظيم.

وإنما ذكرت هذا الفصل بعينه من كتاب ابن مهدي لاستحساني ذلك منه، فإنه اتبع السلف أصحاب الحديث فيما ذكره مع تبحره في الكلام، وتصانيفه الكثيرة فيه وتقدمه وتبرزه عند أهله.

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: قرأت بخط أبى عمرو المستملي سمعت أبا عثمان سعيد بن أشكاب يقول: سألت إسحاق ابن إبراهيم عن اللفظ بالقرآن فقال: "لا ينبغي أن يناظرفي هذا، القرآن كلام الله غير مخلوق ".

وذكر محمد بن جرير الطبري رحمه الله في كتابه (الاعتقاد) الذي صنفه في هذه، وقال: " أما القول في ألفاظ العباد في القرآن فلا أثر فيه نعلمه عن صحابي، ولا تابعي إلا عمن في قوله الغنى والشفاء، وفي إتباعه الرشد والهدى، ومن يقوم قوله مقام الأئمة الأولى أبي عبد الله أحمد بن حنبل رحمه الله، فإن أبا إسماعيل الترمذي حدثني قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل رحمه الله يقول: " اللفظية جهمية "، قال الله تعالى (فأجره حتى يسمع كلام الله) ممن يسمع؟ قال: سمعت جماعة من أصحابنا لا أحفظ أسماءهم يذكرون عنه رضي الله عنه أنه كان يقول: من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي: ومن قال غير مخلوق فهو مبتدع".

قال محمد بن جرير: "ولا قول في ذلك عندنا يجوز أن نقوله غير قوله إذ لم يكن لنا فيه إمام نأتم به سواه، وفيه الكفاية والمقنع، وهو الإمام المتبع رحمة الله عليه ورضوانه ". هذه ألفاظ محمد بن جرير التي نقلتها نفسها إلى ما ها هنا من كتاب الاعتقاد الذي صنفه.

قلت: وهو- أعني محمد بن جرير- قد نفى عن نفسه بهذا الفصل الذي ذكره في كتابه كل ما نسب إليه، وقذف به من عدول عن سبيل السنة، أو ميل إلى شيء من البدعة، والذي حكاه عن أحمد رضي الله عنه وأرضاه أن اللفظية جهمية فصحيح عنه، وإنما قال ذلك لأن جهما وأصحابه صرحوا بخلق القرآن، والذين قالوا باللفظ تدرجوا به إلى القول بخلق القرآن، وخافوا أهل السنة في ذلك الزمان من التصريح بخلق القرآن، فذكروا هذا اللفظ وأرادوا به أن القرآن بلفظنا مخلوق، فلذلك سماهم أحمد رحمه الله جهمية. وحكي عنه أيضا أنه قال: " اللفظية شر من الجهمية".

وأما ما حكاه محمد بن جرير عن أحمد رحمه الله أن من قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق فهو مبتدع، فإنما أراد أن السلف من أهل السنة لم يتكلموا في باب اللفظ ولم يحوجهم الحال إليه، وإنما حدث الكلام في اللفظ من أهل التعمق وذوي الحمق الذين أتوا بالمحدثات، وبحثو ا عما نهو ا عنه من الضلالات وذميم المقالات، وخاضوا فيما لم يخض فيه السلف من علماء الإسلام، فقال الإمام أحمد هذا القول في نفسه بدعة، ومن حق المتدين أن يدعه، ولا يتفوه به ولا بمثله من البدع المبتدعة، ويقتصر على ما قاله السلف من الأئمة المتبعة أن القرآن كلام الله غير مخلوق، ولا يزيد عليه إلا تكفير من يقول بخلقه.

أخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الخراجي بمرور، حدثنا يحى بن سالوكه عن أبيه عبد الكريم السندي تال: قال وهب بن زمعة: أخبرني الباسافي قال: سمعت عبد الله بن المبارك يقول: " من كفر بحرف من القرآن فقد كفر بالقرآن، ومن قال: لا أومن بهذا الكلام فقد كفر".


[استواء الله على عرشه]


ويعتقد أهل الحديث ويشهدون أن الله سبحانه وتعالى فوق سبع سموات على عرشه كما نطق به كتابه في قوله عز وجل (إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام، ثم استوى على العرش، يدبر الأمر، ما من شفيع إلا من بعد إذنه) وقوله في سورة الرعد: (الله الذي رفع السموات بغير عمد ترونها، ثم استوى على العرش) وقوله في سورة الفرقان (ثم استوى على العرش الرحمن، فاسأل به خبيرا) وقوله في سورة السجدة (ثم استوى على العرش) وقوله في سورة طه: (الرحمن على العرش استوى) يثبتون له من ذلك ما أثبته الله تعالى، ويؤمنون به ويصدقون الرب جل جلاله في خبره، ويطلقون ما أطلقه سبحانه وتعالى من استوائه على العرش، ويمرونه على ظاهره ويكلون علمه إلى الله، ويقولون: (آمنا به، كل من عند ربنا، وما يذكر إلا أولو الألباب) كما أخبر الله تعالى عن الراسخين في العلم أنهم يقولون ذلك، ورضيه منهم، فأثنى عليهم به.

أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المعلي حدثني محمد بن داود بن سليمان الزاهد أخبرني علي بن محمد بن عبيد أبو الحسن الحافظ من أصله العتيق حدثنا أبو يحيى بن بشر الوراق حدثنا محمد بن الأشرس الوراق أبو كنانة حدثنا أبو المغيرة الحنفي حدثنا قرة بن خالد عن الحسن عن أبيه عن أم سلمة في قوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى) قالت: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإقرار به إيمان، والجحود به كفر.

وحدثنا أبو الحسن بن اسحق المدني حدثنا أحمد بن الخضر أبو الحسن الشافعي حدثنا شاذان حدثنا ابن مخلد بن يزيد القهستاني حدثنا جعفر بن ميمون قال سئل مالك بن أنس عن قوله: (الرحمن على العرش استوى) كيف استوى؟ قال: (الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وما أراك إلا ضالا وأمر به أن يخرج من مجلسه).

أخبرنا أبو محمد المجلدي العدل حدثنا أبو بكر عبد الله ابن محمد بن مسلم الاسفراييني حدثنا أبو الحسين علي بن الحسن حدثنا سلمة بن شبيب حدثنا مهدي بن جعفر بن ميمون الرملي عن جعفر بن عبد الله قال: جاء رجل إلى مالك بن أنس يعني يسأله عن قوله: (الرحمن على العرش استوى) قال: فما رأيته وجد من شيء كوجده من مقالته، وعلاه الرحضاء، وأطرق القوم، فجعلوا ينتظرون الأمر به فيه، ثم سري عن مالك فقال: الكيف غير معلوم، والاستواء غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعه، وإني لأخاف أن تكون ضالا، ثم أمر به فأخرج".

أخبرنا به جدي أبو حامد أحمد بن إسماعيل عن جد والدي الشهيد، وأبو عبد الله محمد بن عدي بن حمدوية الصابوني حدثنا محمد بن أحمد بن أبي عون النسوى حدثنا سلمة بن شبيب حدثنا مهدي بن جعفر الرملي حدثنا جعفر بن عبد الله قال: جاء رجل لمالك بن أنس فقال: يا أبا عبد الله (الرحمن على العرش استوى) كيف استوى؟ قال فما رأيت مالكا وجد من شيء كوجده من مقالته، وذكر بنحوه.

وسئل أبو علي الحسين بن الفضل البجلي عن الاستواء، وقيل له كيف استوى على عرشه، فقال: أنا لا أعرف من أنباء الغيب إلا مقدار ما كشف لنا، وقد أعلمنا جل ذكره أنه استوى على عرشه، ولم يخبرنا كيف استوى.

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو بكر محمد بن داود الزاهد، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي، حدثني عبد الله ابن أحمد بن شبويه المروزي، سمعت علي بن الحسين بن شقيق يقول: سمعت عبد الله بن المبارك يقول: " نعرف ربنا فوق سبع سموات على العرش استوى بائنا منه خلقه، ولا نقول كما قالت الجهمية إنه ها هنا " وأشار إلى الأرض.




http://www.tawhed.ws/r?c=2.1&i=4
للمتابعة إذهب الى الرابط

منير الليل
05-24-2003, 09:54 AM
قصيدة ابن أبي داود


رحمه الله


وفيها بيان لعقيدة أهل السنة والجماعة



--------------------------------------------------------------------------------





قال أبوبكر ابن أبي داود رحمه الله تعالى:





تمسك بحبل الله واتبع الهدى *** ولا تك بدعيا لعلك تفلح


ودن بكتاب الله والسنن التي *** أتت عن رسول الله تنجو وتربح


وقل غير مخلوق كلام مليكنا *** بذلك دان الأتقياء وأفصحوا


ولا تك في القرآن بالوقف قائلا *** كما قال أتباع لجهم وأسجحوا


ولا تقل القرآن خلق قرانه *** فإن كلام الله باللفظ يوضح


وقل يتجلى الله للخلق جهرة *** كما البدر لا يخفى وربك أوضح


وليس بمولود وليس بوالد *** وليس له شبه تعالى المسبح


وقد ينكر الجهمي هذا وعندنا *** بمصداق ما قلنا حديث مصرح


رواه جرير عن مقال محمد *** فقل مثل ما قد قال في ذاك تنجح


وقد ينكر الجهمي أيضا يمينه *** وكلتا يديه بالفواضل تنفح


وقل ينزل الجبار في كل ليلة *** بلا كيف جل الواحد المتمدح


الى طبق الدنيا يمن بفضله *** فتفرج أبواب السماء وتفتح


يقول ألا مستغفر يلق غافرا *** ومستمنح خيرا ورزقا فيمنح


روى ذاك قوم لا يرد حديثهم *** ألا خاب قوم كذبوهم وقبحوا


وقل إن خير الناس بعد محمد *** وزيراه قدما ثم عثمان الأرجح


ورابعهم خير البرية بعدهم *** علي حليف الخير بالخير منجح


وإنهم الرهط لا ريب فيهم *** على نجب الفردوس في الخلد تسرح


سعيد وسعد وابن عوف وطلحة *** وعامر فهر والزبير الممدح


وسبطي رسول الله وابني خديجة *** وفاطمة ذات النقاء تبحبحوا


وعائشـة أم المؤمنين وخالنـا *** معـاوية أكـرم به ثم امـنح


وأنصاره والمهاجرون ديارهم *** بنصرتهم عن كية النار زحزحوا


ومن بعدهم فالتابعون لحسن مآخذ *** وأفعالهم قولا وفعلا فأفلحوا


ومالك والثوري ثم أخوهم *** أبو عمرو الأوزاعي ذاك المسبح


ومن بعدهم فالشافعي وأحمد *** إماما هدى من يتبع الحق ينصح


أولــئك قوم قـد عفا الله عنهم *** فاحببهـم فإنـك تــفرح


وقل خير قول في الصحابة كلهم *** ولاتك طعانا تعيب وتجرح


فقد نطق الوحي المبين بفضلهم *** وفي الفتح آي للصحابة تمدح


وبالقـدر المقدور أيقن فإنـه *** دعامة عقد الدين والدين أفيـح


ولا تنكرن جهلا نكيرا ومنكرا *** ولا الحوض والميزان إنك تنصح


وقل يخرج الله العظيم بفضله *** من النار أجسادا من الفحم تطرح


على النهر في الفردوس تحيى بمائه *** كحبة حمل السيل إذا جاء يطفح


وإن رسول الله للخلق شافع *** وقل في عذاب القبر حق موضح


ولا تكفرن أهل الصلاة وإن عصوا *** فكلهم يعصى وذو العرش يصفح


ولا تعتقـد رأي الخوارج إنـه *** مقال لمن يهواه يـردي ويفضح


ولاتـك مرجيا لعوبـا بديـنه *** ألا إنما المرجي بالديـن يمـزح


وقل إنما الإيمان قول ونــية *** وفعــل على قول النبي مصبح


وينقص طورا بالمعاصي وتارة *** بطاعته ينمى وفي الوزن يرجح


ودع عنك آراء الرجال وقولهم *** فقول رسول الله أزكى وأشرح


ولاتك من قوم تلهو بدينهم *** فتطعن في أهل الحديث وتقدح


إذا ما اعتقدت الدهر يا صاح هذه *** فأنت على خير تبيت وتصبح





قال ابن بطة وإبن شاهين وإبن شاذان قال لنا ابو بكر ابن أبي داود رحمه الله هذا قولي وقول أبي وقول أحمد بن حنبل رحمه الله وقول من أدركنا من أهل العلم وقول من لم ندرك ممن بلغنا قوله عنه فمن قال علي غير هذا فقد كذب.

ahmadamir
05-26-2003, 04:39 PM
قال الامام الغزالي رحمه الله

في كتاب ( المنقذ من الضلال والموصل الى ذي العزة والجلال)

قل لمن يفهم عني ما أقول

أترك البحث فذا شرح يطول

ثم سر غامض ضربت من

دونه أعناق الفحول

أنت لا تدري من أنت

ولا اياك ولا كيف الوصول

ولا صفات ركّبت فيك حارت

في خفاياها العقول

أنت أكل الخبز لا تعرفه كيف

يجري فيك أو كيف يوؤل

أين الروح منك في جوهرها

هل تراها أو ترى كيف تجول

فاذا كانت طواياك التي

بين جنبيك أنت بها جهول

كيف تدري من على العرش

استوى لا تقل كيف استوى كيف الوصول

فهو لا كيف ولا أين له جلّ ذاتا"

وصفاتا" وعلا وتعالى ربنا عما تقول