تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ترجمة لعالم من أجل علماء السلف في الجزيرة العربية



الصورة الكاملة
07-07-2007, 01:06 PM
مفكرة الإسلام: توفي بعد منتصف ليلة السبت 5/11/1422هـــ الموافق 19/1/2002مــ الشيخ العلامة المجاهد الشيخ حمود بن عقلا ء الشعيبي عن عمر يناهز الثمانين عاما إثر جلطة قلبية لم تدم سوى ساعات بذلت خلالها كل الجهود لكن الأجل وافاه وذلك في مستشفى الملك فهد التخصصي بمدينة بريــدة في المملكة العربية السعودية .


وقد كانت حياة الشيخ رحمه الله ومواقفه كلها واهتماماته تدور في فلك الجهاد والمجاهدين ومتابعة أخبارهم ونصرتهم بكل ما لديه من إمكانات وكانت فتواه في ذلك وأخباره ومواقفه معلومة مشهودة للقريب والبعيد.


فتكلم حين سكت الآخرون،وصدع بالحق الذي يعتقده ولم يخش في الله لومة لائم ، ووفى بأمانة العلم من غير كتمان أو مداراة أو مداهنة في شجاعة نادرة ؛ وذكرنا رحمه الله في مواقفه تلك بالأئمة الأعلام ممن نذروا حياتهم لله وبمواقف شيخ الإسلام رحمه الله.


وكان موقف الشيخ رحمه الله من المجاهدين في أفغانستان موقفا عجبا و بلغ في ذلك مبلغا عظيما حتى أشفق عليه المقربون منه ؛يقول أحد المقربين من الشيخ رحمه الله:"جعل الشيخ أغلب ليله لإخوانه المجاهدين في أفغانستان دعوة وتضرعا ،وكان لايملك دمعه مع كل خبر بفرح أو حزن يرد إليه عن إخوانه هناك "


ويقول أحد تلامذته:"كنا نتوقع أن الشيخ يموت بالقلب وليس ذلك تأليا على الله وإنما لما رأيناه من حاله رحمه الله؛حيث كان يشتد حرقة عند نقاشه دفاعا عن المجاهدين وربما خرج من المجلس وأسنانه تصطك وجسمه يرتعد إذا رأى أحدًا من يشار إليه بالخير يحط من شأن المجاهدين"


ويقول:"كنا نعرف أخبار المجاهدين مما يُفرح أو يحزن من وجهه وهو مقبل علينا قبل أن يتكلم،وعندما وقعت مأساة قندز رأينا الموت أقبل على الشيخ فحزنا عليه لشدة ما أصابه من الكرب والحزن وكان يكرر: أين المسلمون أين المسلمون؟!!"


وقد كانت حياة الشيخ رحمه الله مثالا لحياة العلماء الربانيين زهدا وورعا ورغبة عن الدنيا ،مع عبادته وصدعه بالحق ونصرة أهله وقمع الفساد وأهله في شجاعة نادرة دون مبالاة لما قد يصيبه جراء ذلك رغم تحذير المقربين منه مرارا وحثه على عدم الجهر بفتاواه تلك فلم يثنه شيء من ذلك عن مبادئه ومنهجه رحمه الله.


نبذة عن حياة الشيخ رحمه الله :


نسبه ومولده:هو أبو عبد الله حمود بن عبد الله بن عقلاء بن محمد بن علي بن عقلاء الشعيبي الخالدي من آل جناح من قبلية بني خالد ، انتقل جده الخامس الشيخ العقلا من المنطقة الشرقية إلى شقراء ثم تحول إلى القصيم وأقام فيها ، وأخوه انتقل إلى الجوف (دومة الجندل) وأقام فيها ، والعقلاء من أهل الجوف من أبناء عمومته.


ولد في بلدة الشقة من أعمال بريدة[1] ؛ سنة 1346هـ ونشأ فيها.


نشأته وطلبه العلم: نشأ الشيخ رحمه الله في أسرة طيبة من أهل الخير والصلاح وكان لوالده فضل كبير في تنشئته على الصلاح والعلم وعندما بلغ السادسة أحلقه والده بالكتّاب فتعلم القراءة والكتابة والحساب ، وأتقن هذه الأمور ثم انتقل إلى قراءة القرآن ولما بلغ السابعة من عمره كف بصره بسبب مرض الجدري الذي عم كثير من مناطق المملكة وذلك عام 1352هـ ، وعلى الرغم من ذلك واصل دراسته في الكتَّاب حيث حفظ القرآن وكان والده هو الذي يحفظه القرآن قبل ذهابه للكتاب وبقي مدة يحفظ القرآن على يد الشيخ عبدالله بن مبارك العمري ، وأتم حفظ القرآن وعمره ثلاثة عشر عاما وذلك عام 1359 هـ ، و ضبط الحفظ والتجويد عندما بلغ الخامسة عشر من عمره وكان ذلك عام 1361هـ .


وبعد حفظ القرآن عمل مع والده في الحقل وكان يشاركه في تلقيح النخل و إصلاح المزرعة قدر الاستطاعة .


ثم رحل إلى الرياض لطلب العلم وذلك في سنة 1367هـ بتوجيه من والده ـ رحمه الله ـ ، فبدأ بتلقي العلوم على فضيلة الشيخ عبداللطيف بن إبراهيم آل الشيخ ، وأكمل الأجرومية والأصول الثلاثة والرحبية في الفرائض والقواعد الأربعة حتى اكملها فهما وحفظا .


ثم انتقل للقراءة على سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ سنة 1368هـ ، فقرأ عليه زاد المستقنع ثم كتاب التوحيد وكشف الشبهات والواسطية لشيخ الإسلام والأربعين النووية وألفية ابن مالك وبلوغ المرام و الطحاوية والدرة المضيئة للسفاريني والحموية واستمر في القراءة على سماحة الشيخ محمد بن ابراهيم ـ رحمه الله ـ حتى فتح المعهد العلمي عام 1371هـ وهو أول معهد يفتح . وكل هذه الكتب كما قال الشيخ رحمه الله عن نفسه:" كنت احفظها كما أحفظ الفاتحة ".


مشايخه : تلقى رحمه الله العلم على يد كثير من أهل العلم سواء كان ذلك قبل التحاقه بالمعهد العلمي والكلية سنة 1374 كما سبق في بيان نشأته وطلبه أو بعد ذلك ومن هؤلاء الذين تلقى عنهم العلم في المعهد العلمي:


الشيخ عبد العزيز ابن باز ـ رحمه الله ـ في التوحيد والحديث ، والشيخ محمد الأمين الشنقيطي ، والشيخ عبدالرحمن الأفريقي في الحديث ، والشيخ عبد العزيز بن رشيد[2] في الفقه وهو عالم كبير ، والشيخ عبدالله الخليفي والشيخ حمد الجاسر في الإنشاء والإملاء ، كما درس رحمه الله على بعض أهل العلم من مصر النحو والبلاغة منهم يوسف عمر حسنين وعبداللطيف سرحان ويوسف الضبع .


ومن المشائخ الذين تلقي عليهم العلم فضيلة الشيخ سعود بن رشود قاضي في محكمة الرياض والشيخ ابراهيم بن سليمان .


تلاميذ الشيخ : بعد تخرج الشيخ رحمه الله من الكلية عين مدرسا في المعهد وذلك عام 1376هـ وذلك لمدة سنة واحدة ، ثم نقل للتدريس في الكلية وذلك عام 1377هـ وبقي فيها إلى عام 1406 ـ 1407 هـ حيث أحيل للتقاعد بناء على طلبه . وقد تتلمذ على يديه في المعهد والكلية جملة من العلماء وطلبة العلم منهم:


فضيلة المفتي عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ[3] ومعالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي وزير الشؤون الإسلامية سابقا[4] ، ومعالي الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ وزير العدل ، وفضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء ، والشيخ غيهب الغيهب، وفضيلة الشيخ قاضي تمييز عبدالرحمن بن صالح الجبر ، والشيخ قاضي تمييز عبدالرحمن بن سليمان الجارالله ، والشيخ قاضي تمييز عبدالرحمن بن عبدالعزيز الكِليِّة ، الشيخ قاضي تمييز عبدالرحمن بن غيث ، الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله العجلان رئيس محاكم منطقة القصيم سابقا ، والشيخ سليمان ابن مهنا رئيس محاكم الرياض ، والشيخ عبدالعزيز بن عبدالرحمن السعيد الرئيس العام لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والشيخ محمد بن مهوس رئيس هيئة التحقيق والادعاء العام ، والشيخ الدكتور عبدالله الغنيمان ، والشيخ حمد بن فريان وكيل وزارة العدل سابقا ، وفضيلة الشيخ إبراهيم بن داودوكيل وزارة الداخلية .


وممن درس على يديه في القصيم : الشيخ سلمان بن فهد العودة، والشيخ علي بن خضير الخضير .


كما أشرف رحمه الله على كثير من الرسائل العلمية .


رحم الله الشيخ رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلف لنا خيرا منها.



--------------------------------------------------------------------------------


[1]وهي الآن طرف بريدة الشمالي وفيها كان يقيم الشيخ رحمه الله قبل وفاته .


[2] من علماء الرس


[3] سماحة مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء ، درسه الشيخ ـ حفظه الله ـ في الكلية .


[4] مدير جامعة الإمام ووزير الشؤون الإسلامية سابقا ، وأمين رابطة العالم الإسلامي حاليا