تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لحود لحكومة ثانية لتعطيل المحكمة الدولية لرفع المقصلة عن رقبة بشار و بري يرفض لأنه يخشى عراقاً ثانياً في لبنان



14_Azar
07-06-2007, 08:41 AM
لحود لحكومة ثانية لتعطيل المحكمة الدولية لرفع المقصلة عن رقبة بشار و بري يرفض لأنه يخشى عراقاً ثانياً في لبنان


تلقى إميل لحود التعليمات واضحة وصريحة من بشار الأسد:

حكومة ثانية برئاسة شخصية سنية تأخذ على عاتقها بعد ((بيانها الوزاري)) الطلب من الأمم المتحدة إيقاف التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وبالتالي تعطيل المحكمة الدولية التي شكلها مجلس الأمن الدولي لهذه الغاية.. فيرفع المقصلة عن رقبته الطويلة.

بدأ لحود استعداداته لتشكيل الحكومة وتحدث مع عدد من الشخصيات الإسلامية السنية.. رفض أكثر من رئيس وزراء سابق الاشتراك أو تأليف مثل هذه الحكومة، وذهب إليه أحدهم لينصحه بعدم الإقدام على هذه الخطوة، لكن وزيراً سابقاً وافق على تأليف الحكومة، مشترطاً أن تشارك كل قوى المعارضة فيها وعلى رأسها حزب الله وحركة أمل.

قال لحود: يجب إنجاز الحكومة قبل 15 تموز/يوليو 2007 تحت أي مسمى، سواء كانت حكومة إنقاذ حتى نلتقي مع البطريرك صفير في دعوته إلى حكومة إنقاذ سداسية، أو هيئة إنقاذ وطنية مثل تلك التي دعا إليها الرئيس الياس سركيس عندما اجتاح الجيش الصهيوني لبنان عام 1982..

قيل للحود فليكن رئيس الحكومة مارونياً مثل سليمان فرنجية حتى يبدو ان الموارنة استعادوا حكم لبنان، وحتى لا تحرق أي شخصية إسلامية سنية من جماعتنا (سوريا) بين جماعته إذا وافق على تشكيل هذه ((الحكومة)) التي سيقاطعها سنّة لبنان وهم مع قوى 14 آذار يشكلون 65% من اللبنانيين.

سليمان فرنجية مضمون سورياً، أما أي شخصية سنية حتى لو كان فتحي يكن، فإنه لن يجرؤ على السير على هوانا مثل فرنجية.

رد لحود بأن تكليف سني لا يعتبر انقلاباً.. لأنني سأبقى رئيساً للجمهورية، أما إذا كلفت مارونياً فهذا يعني انني سأذهب إلى بيتي.. والمستشارون الدستوريون عندي (يقصد جريصاتي) نصحوني بأن أكلف شخصية سنية تشكيل الحكومة. وان أبقى أنا رئيساً للجمهورية.

وماذا ستفعل بمجلس النواب الذي لا تسيطر عليه بل تسيطر عليه قوى الأكثرية الرافضة لهذه الحكومة وتعتبرها انفصالية وتعتبر تحركك ضد الدستور وانقلاباً على الشرعية الشعبية والنيابية والسياسية والأخلاقية؟ وبالتالي لن تسمح لك في أي استشارات ولن يستقيل فؤاد السنيورة يأتي الجواب من سوريا..

كم أصبح عدد النواب الذين يرجحون الأغلبية لمجموعة 14 آذار الاستقلالية؟ تتم تصفية من نحتاج إلى تقليص الأكثرية النيابية بقتله.. ثم نضغط على نواب آخرين بين أيدينا، كما فعلنا مع النائب العلوي مصطفى حسين في عكار، وآخرين في بيروت والجبل والبقاع تحديداً..

أما استقالة فؤاد السنيورة فتأتي تحصيلاً حاصلاً.. حسب الترتيبات الاستخباراتية السورية.. يتم قتل وزيرين من الوزراء الحاليين.. ويتم الضغط على وزير ثالث فيصبح مجموع النقص في هذه الحكومة 11 وزيراً (7 مستقيلون، وزيران قتيلان.. وزير سيبعد بالقوة أبو بالإغراء.. ووزير شهيد هو بيار الجميل) فتسقط الحكومة تلقائياً.



موقف بري
لم يكن رئيس الوزراء في الحكومة الانفصالية هو وحده الذي اشترط تأييد كل الكتل التي تشكل المعارضة بقيادة حزب الله، حتى يوافق على تكليفه بتشكيل الحكومة بل ان لحود أيضاً قال أمام البعض: سأعطيكم حتى 15 تموز/يوليو حتى أعلن هذه الحكومة.. وبعدها لن أقدم على أي خطوة، وعلى كل القوى المعارضة وتحديداً رئيس مجلس النواب نبيه بري وحزب الله أن يعلنا ليس فقط تأييدهما لقيام حكومة ثانية، بل ومشاركتهما من خلال نواب ينتمون إلى الحزب والحركة في هذه الوزارة..

وعندما بلغه من الرئيس بري ان هناك متسعاً من الوقت نجري فيه مزيداً من الحوارات العلنية والسرية وعبر مبعوثين عرب وأجانب وحول طاولات حوار محلية وخارجية، من الصف الأول ومن الصف الثاني.. قبل الاقدام على هذه الخطوة، وان هناك نحو شهرين حتى 25 أيلول/سبتمبر، وهو الموعد الذي حدده بري لعقد جلسة مجلس النواب للبدء في انتخاب رئيس جديد للجمهورية.. رد لحود غاضباً أنا لن أنتظر أحداً حتى هذا التاريخ.



رفض لماذا؟

لماذا رفض بري الحكومة الثانية: ولماذا طلب اعطاء المزيد من الوقت للحوار؟

لم يكن سياسي بحجم الرئيس نبيه بري بحاجة لمن يرشده الى خطورة تشكيل حكومة ثانية في لبنان تحت أي مسمى، فهو يعرف ان هذه الخطوة التي قد تكون الاولى في حجمها ضد الدستور وضد الشرعية، لكنها لن تكون الاخيرة في ادخال لبنان حرباً اهلية من نوع جديد.. اين منها حرب السنتين 1975 - 1976، ثم الحروب التي تلتها حتى جاء اتفاق الطائف عام 1989 لينهيها.

قرأ بري سيناريو تداعيات ما بعد اعلان الحكومة الانفصالية.. وهو مغمض العينين ليلاً.. وهو سارح الفكر شارد الذهن نهاراً اثناء تمشيته مع بعض الاصدقاء او وحيداً داخل مقره الرئاسي.. فطرح على نفسه القلقة سؤالاً مباشراً: اذا كنت انا رئيس مجلس النواب، ورئيس حركة سياسية شعبية ولديها امكانات كبيرة للدفاع عن النفس، ومرهوبة الجانب الى حد بعيد.. ازيد من اجراءاتي الامنية الى حد لم اكن اتوقعه في حياتي، ولا حتى عندما كنت مستهدفاً بالقتل من اسرائيل ومن ايران ومن خصومي الداخليين.. ولا اغادر بيتي الا الى سفر محاط بأقصى درجات السرية والكتمان، ولا امشي تحت أي فسحة من سماء داخل قصري وحراسي يشيدون كل يوم برجاً للحماية بالباطون المسلح.. فما هو مصير أي مواطن لبناني من الثلاثة او الاربعة ملايين لا يملك أياً من امكاناتي وحراساتي؟

رأى نبيه بري بعد الحكومة الثانية اذا أبصرت النور حاجة الى توكيد شرعيتها ليس الدستورية وهي لن تكون دستورية تحت أي ظرف من الظروف، بل الواقعية بمعنى الامر الواقع.. وحتى ينجح هذا الامر الواقع لا بد له من قوة تفرضه ثم تحميه.. بكل ما تعنيه كلمة قوة من معانٍ ونتائج.

القوة في لبنان هي تحديداً عند حزب الله، وهو حزب مدجج بالسلاح وبالعقيدة وبالدافع السياسي والمذهبي والشخصي.. خاصة بعد ان وصل الى حائط مسدود في كل ممارساته السياسية التي كشفت عقماً سياسياً في كل ما يفعله.. وإصراراً على تغطية هذا العقم والفشل بما يعوض امام جمهوره هذا النقص في القدرة السياسية.. وليس له الا استخدام السلاح..



اين يستخدم حزب الله سلاحه؟
في شوق شديد حتى الشبق الى ممارسة العنف لينفس حزب الله عن حالته المرضية ليس له الا المعارك التي ستبدأ حتماً في احتلال المؤسسات والوزارات والادارات التي يستطيع احتلالها بدءاً من مجلس النواب الى رئاسة الوزراء الى وزارة المالية الى مصرف لبنان الى مطار رفيق الحريري الى مرفأ بيروت، الى اهراءات القمح.. الى كل ما تطاله يداه.. ليبدأ حرباً اهلية غير مسبوقة في لبنان تعتمد اولاً تحييد الجيش.. ثم تقسيم قوى الامن الداخلي او فرطها حتى لا تصبح اداة بيد احد.. وهذه الحالة تستدعي منه احتلال ثكنات قوى الامن الداخلي (ثكنة الحلو وسيار الدرك في فردان..) أي في القسم الاسلامي في بيروت.. فضلاً عن السيطرة على كل المخافر في بيروت والضاحية الجنوبية.. فضلاً عن وسائل الاعلام المرئية والمسموعة الرسمية والخاصة المكتوبة والمقروءة..

سيستدرج هجوم حزب الله من قلب العاصمة في الوسط التجاري المحتل بدءاً من ساحة رياض الصلح على المؤسسات الرسمية والدوائر الحكومية والوزارات، تعطيلاً لمصالح العباد والناس، وقهراً ضد كل موظف لا يلتزم برنامج الحزب.. الذي سيعتمد ((غطاء شرعياً)) له هو برنامج الحكومة الانفصالية.. ومن يتصدى لهذه الهجمة عليه ان يواجه النار التي يتوق حزب الله الى استخدامها بعد أن عطل نفسه عن مواجهة اسرائيل اثر النتائج السياسية المدمرة التي حصدها خلال عدوان الصيف الماضي (2006).

هنا تبدأ الفتنة المذهبية.

اذا كان الرئيس نبيه بري وغيره من المهتمين العرب والدوليين مهتمين جداً بمصير جبهة الجنوب المقفلة منذ تطبيق القرار الدولي 1701، وبفتح جبهة البقاع لاستدراج السيطرة السورية العلنية من الحكومة الانفصالية بحجة وقف المذابح في البقاع.. فإن الرئيس بري يخشى على الجنوب وعلى البقاع.. ثم على بيروت تحديداً حيث التداخل السكاني بين السنة والشيعة يهدد في حال بدء أي صراع مسلح بأن يصبح الاقتتال داخل كل شارع وحارة ومبنى ومنـزل.. وطبعاً داخل كل ادارة ومدرسة وجامعة وموقف سيارات ومخزن بضاعة وداخل كل وسيلة نقل ونادٍ رياضي.

الرئيس بري يخشى عراقاً ثانياً في لبنان يراه امامه حتى اذا اغمض عينيه.. حتى ليبدو كابوساً يقضّ مضاجعه ليلاً ونهاراً.. وستكون نتائجه كارثة على الجميع وهو يقصد الجميع كل اللبنانيين سنة وشيعة ومسيحيين ودروزاً وكل الاحزاب، حزب الله وأمل والاشتراكي والمستقبل، وكل المناطق الجنوب والبقاع والجبل وبيروت والشمال..



الأمل!

وعلى قدر ما يخيف بري هذا الأتون المحتمل، فإنه يعلّق الأمل كبيراً على بيارق أمل تطل من هنا ومن هناك.

وأولها ان يعود الحوار السعودي – الايراني لمنع أي فتنة مذهبية في لبنان بين السنة والشيعة، وهو يدرك ان هذا الحوار اوقف هذه الفتنة في مهدها حين هجم حزب الله على جامعة بيروت العربية يوم 25/1/2007، بعد فشله في الاضراب القسري يوم 23/1/2007.

وهو ينتظر زيارة وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل لطهران، ليعيد الحياة الى حوار سابق ساهم كثيراً في اطفاء النار في لبنان.

صحيح ان الرياض مستاءة جداً من اجهاض اتفاق مكة بين حركتي حماس وفتح الذي أخر الحرب الاهلية التي انتهت الى مأساة غزة اخيراً، محملة طهران مسؤولية تكبير رأس (حماس) على (فتح) لحسم المعركة عسكرياً في هذا القطاع، وباتت هذه القطعة من فلسطين تحت احتلالين اسرائيلي وايراني، كما العراق تحت احتلالين اميركي وايراني.. الا ان الرياض عاقلة بما يكفي لتكتشف حاجة ايران الى دورها في اخطر ما تواجهه ايران في هذه المرحلة وهو حماية ملفها النووي للوصول به الى غايتها الاساسية وهو دخول النادي الذري.

لكن،

طهران تعرف ان فرصتها في الانتصار على اميركا لحماية ملفها النووي تتوافر في امتلاكها اوراقاً متعددة تؤثر على المصالح الاميركية والدماء الاميركية والداخل الاميركي بدءاً من ورقة احتلال ايران لجزء كبير في العراق، وإلحاق خسائر بشرية يومياً عبر عمليات جماعاتها المباشرين او الذين ارسلتهم ايران من جماعات القاعدة الى العراق لمحاربة الشيعة والاميركان..

وان ايران اصبحت الآن اقوى بعد احتلال (حماس) لقطاع غزة، وان ايران ستصبح اقوى اذا استمر النظام السوري في حكم بلاد الامويين.. وان ايران ستصبح اقوى ايضاً اذا ظلت ممسكة بالورقة اللبنانية..

وامساك ايران بالورقة اللبنانية يتم من خلال التالي:

1- حماية نظام بشار الاسد (كما تحميه اسرائيل) عندما يتعرض لأي ضغط عربي او دولي نتيجة عمليات التخريب التي يقوم بها في لبنان.

2- الاعتماد المطلق على حزب الله كأحد الفرق العسكرية الايرانية المتقدمة داخل لبنان، ينفذ السياسة الايرانية كما سياسة بشار الاسد طالما هي ملتقية مع سياسة حكام طهران.

3- ومثلما فعلت ايران (ونظام الاسد) في العراق من خلال تسريب مسلحي القاعدة لاشعال هذا البلد، فإن طهران وبشار الاسد يكرران اليوم الامر نفسه في لبنان.

في العراق تطال عمليات القاعدة الاميركان والشيعة والسنة من ابناء العراق.

في لبنان تطال عمليات القاعدة القوات الدولية والجيش اللبناني والدولة اللبنانية.. كما تطال المسلمين السنة المعتدلين تنفيذاً لحسابات نظام الاسد الذي يريد الانتقام من المسلمين السنة بسبب دورهم الحاسم في طرده من لبنان.

تمسك ايران بهذه الاوراق كي تدخل على اميركا من موقع القوة.. لكنها في الوقت نفسه تخشى من هجوم صهيوني عليها ينتظر الضوء الاخضر الاميركي.

واشنطن حتى الآن في مرحلة مراجعة لسياساتها تجاه ايران وسوريا وهي ما زالت مرتبطة بالمعادلة التالية:

*اميركا تمنع اسرائيل من ضرب ايران

*اسرائيل ما زالت تمنع اميركا من اسقاط نظام بشار الاسد.

في هذه الفسحة تتحرك المملكة العربية السعودية كي تفرض معادلة جديدة في المنطقة وهي تحييد لبنان من الصراع الايراني – الاميركي، لوضعه تحت معادلة التوافق السعودي – الايراني خارج الصراعات الممتدة من العراق الى لبنان عبر سوريا وفلسطين (غزة).

اذا اقتنعت ايران بهذا التوافق الذي تعرضه السعودية على طهران نجا لبنان من الأتون الذي يخشاه بري.. واذا أصرّت ايران على انها لن تفعل شيئاً في لبنان إلا بموافقة بشار الاسد.. فهذا يعني ان مخاوف بري في محلها تماماً.. مثلما هي مخاوف السعودية التي اضطر مجلس وزرائها في جلسته الاخيرة وهي الاولى بعد عودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من جولته الدولية والعربية، الى التحذير من التهديدات الامنية التي تطال سياسيين واعلاميين لبنانيين، وهذا التحذير موجه الى بشار الاسد تحديداً فهو المتهم الوحيد بالقتل والتخريب والاغتيالات في لبنان مدعوماً بحماية لا شك فيها من ايران واسرائيل.

الرياض تحذّر ايضاً ايران من استمرار دعمها لنظام بشار الاسد في سياسته التخريـبية في لبنان، وقد عبّر عنها مباشرة في تهديده لأمين عام الامم المتحدة بان كي مون حين قال له ان سوريا في عين العاصفة ويجب ان تتحدثوا معنا بشأن لبنان حتى يعود مستقراً وإلا فالحرب المذهبية ستمتد من البحر المتوسط حتى قزوين.

وتأمل الرياض من طهران ان تستجيب لهذه المعادلة قبل ان تلتهم الفتنة المذهبية التي يشجع عليها بشار الاسد لبنان وسوريا والعراق ودول الخليج العربي.. وإيران ايضاً.