تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عمرو خالد ومسألة التعايش - 1



فتحي قاسم
07-05-2007, 04:52 PM
عمرو خالد ومسألة التعايش
مقاربة أولى

لي على النهج الذي يستخدمه عمرو خالد – وهو نجم تلفزيوني بلا شك – الكثير من التحفظات والملاحظات بل وحتى أكون أمينا مع الحق ومع نفسي ومع من يقرأ ما أكتب أقول إني من معارضي هذا النهج وممن يرون أنه يضر أكثر مما ينفع وقد كنت أعد موضوعا أتحدث فيه عن هذه المسألة بما ييسر لي المولى عز وجل في ذلك لكني بعد أن بدأ عمرو خالد برنامجه الجديد الذي يأتي تحت عنوان عريض هو التعايش وهو مفهوم يثير بحد ذاته الكثير من الملاحظات وعلامات الاستفهام آثرت أن أشغل قلمي بهذا الموضوع أولا . لكني أؤجل الدخول في صلب الموضوع مفضلا أن أبدأ بذكر بعض الملاحظات عن بعض النقاط والأمور التي وردت في البرنامج المذكور في الحلقة التي بدأ فيها الحديث عن الإمام أبي حنيفة النعمان .
1- يذكر عمرو خالد في حديثه الكوفة التي يصفها بأنها لم تكن مدينة صغيرة فقط حسب قوله " بل كان بها مسجد ضخم جدا في ذلك الوقت يسع أربعين ألف مصل " وأنا لا أريد أكثر من الإشارة إلى ضرورة تحري تطابق ما نذكره مع الحقائق التي تقبلها طبائع الأشياء وأضع إستفهاما بخصوص هذا المسجد الذي يكون بهذا الحجم في كوفة ذلك الزمن ثم أضع إستفهاما آخر حول المغزى المراد من ذكر مثل هذا الخبر في السياق الذي ورد فيه مؤكدا على أن عدم إحترام العقل بالتعلق بذكر ما لا تقبله الوقائع الإجتماعية الخاضعة لسنن موضوعية ثابتة كان ابن خلدون رائدا في محاكمة الوقائع التاريخية بموازينها هو أمر يدعم إنحرافنا وضعفنا الفكري ويزيد من سوء تعاطينا مع المسائل المختلفة التي يكون البعض منها من أكثر المسائل حيوية وأهمية في حياتنا .هذا في الوقت الذي نحن فيه في أمس الحاجة لإصلاح مثل هذا الخلل الفكري على أن نلاحظ أيضا أن مما يترتب عن استخدام مثل هذا الأسلوب في ذكر الأمور المخالفة لما يقبله العقل الصادق مع نفسه هو انتشار الكسل العقلي أو على وجه أصح البلادة والبلاهة العقلية التي تجعل العقل مجرد مستقبل ساذج يقوم مقام الإناء الفارغ الذي يتقبل كل ما يسكب فيه مع فارق الإنبهار الذي قد يخامر هذا العقل بما يسكب فيه لكنه بكل تأكيد لا يخامر الإناء على الاطلاق .
2- وأريد أيضا أن نعود إلى فهم الوقائع التاريخية كما حدثت معتمدين على دقة فهم الظروف المحيطة بالإنسان صاحب الفعل أو الواقعة التاريخية وعلى حسن تقمص وعيه الذي يجب ألا ينفك عن واقعه أو عن زمنه وهنا أتساءل عن صحة هذا التعليل الذي ذكر لنقل الإمام علي بن أبي طالب لمقر الخلافة الإسلامية إلى الكوفة وهل كانت الإرادة الكامنة وراء ذلك فعلا هي رغبته في أن يكون قرب المشاكل حتى يكون أقدر على حلها كما تعلم ذلك من النبي صلى الله عليه وآله وسلم حسب قول صاحب البرنامج وهي صياغة توحي بالاختيار المتعمد من الإمام علي لهذا العمل تطبيقا لمبدأ عام تعلمه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو أمر لا يثبته هذا الذي ذكره بخصوص أهل الصفة فهل بوسعنا أن نفهم أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يستوحون من فعله صلى الله عليه وآله وسلم مثل هذه المباديء الإدارية أم كانوا يفسرون ويفهمون الأمر وفق مباديء ومفاهيم أكثر دينية مثل العطف والرحمة ونية التبليغ والحرص على التعليم . ثم لننظر أيضا إلى هذا التعليق الذي جاد به علينا صاحب البرنامج عقب ذكر هذا الكلام " إننا الآن نجد العشوائيات مهملة في أماكن بعيدة لا أحد يعلم عنها شيئا" ولنلاحظ هذا الإنجرار والانسياق غير المسئول وراء اللغة وهو ما يؤدي في العادة إلى انعدام الأمانة الفكرية فهل هذا الوصف للعشوائيات المهملة هو وصف أمين وصادق فعلا أليست العشوائيات كما يعلم الجميع على مرمى بصر الجميع لأنها لا تنشأ بعيدا كما ذكر بل هي كما جرت العادة على وصفها تمثل حزام البؤس الذي يحيط بالمدن الكبيرة ذات الأحياء المرفهة والفقيرة ومنها العواصم ذاتها وقرب العشوائيات من محيط القاهرة أمر معروف فهل يغيب هذا عن البصر أو عن البصيرة خاصة في عصر الإعلام الذي ينبش حتى ما تحت التراب وينقل كل شيء لكل أحد .
3- ولا بأس أيضا أن نراجع قصة اختيار الإمام أبي حنيفة دراسة الفقه وهي قصة أقل ما يقال فيها أنها تأتي من منظور لاحق وكثيرا ما يستخدم الناس مثل هذا المنظور لصنع هالة قدرية مبكرة حول الأشخاص المهمين وهي تصورات تضر أكثر مما تنفع ومن أول ضررها أنها تساهم في صنع وتثبيت تصور يفهم التاريخ مجالا لممارسات كائنات ذات أوصاف بطولية وإمكانيات فذة الأمر الذي يعني لنا ببساطة القائنا خارج التاريخ لأننا نكتشف بمعادلة سهلة أننا لا نملك مثل هذه الصفات مما يحتم علينا أن ننسحب بهدوء مقتنعين بترك التاريخ لأهله وهو أمر بالغ الخطورة حين يتعلق بمجال النشاط الديني .
ثم أنظر أيضا إلى هذا الكلام الذي نسب للإمام أبي حنيفة واسلكه في نفس العقد " والله كانت بين بيتي وبيت حماد سبع سكك والله ما كنت أستطيع أن أمد قدمي في إتجاه بيت أستاذي حماد " ويضيف عمرو خالد بعد ذلك معلقا " أنظر الأدب والحب لأي درجة " .
4- يذكر عمرو خالد تتلمذ أبي حنيفة على يد الإمام جغفر الصادق ويقول " جعفر الصادق هو مؤسس كل الفقه الشيعي أي أن أبو حنيفة أخذ الفقه الشيعي " فهل يقبل هذا الكلام على علاته باحث منصف ؟ ألا يجب أن نسأل هنا عن هذا الفقه الشيعي الذي أسسه الإمام الصادق وأخذه عنه عنه الإمام أبو حنيفة فصار حاملا للفقه الشيعي فأي فقه هو ؟ وهل كان الفقه الشيعي في ذلك الزمن قد تميز فعلا عن فقه الجماعة الإسلامية في عمومها ؟ ويجب ألا ننسى هنا إشكالية صحة نسبة كل ما ينسبه الشيعة للإمام جعفر الصادق في كتبهم التي ألفت بعد ذلك الزمن . فهذا القول الذي ذكر هنا ليس بالقول السهل ويفتقد إلى التحرير ويفتقر للدقة العلمية المطلوبة ويعطي ايحاءات ضارة فوق كونها مخالفة للواقع .
5- هل حقا جرى الأمر على هذه الصورة المذكورة فكون أبو حنيفة مجمعا فقهيا من أربعين عضوا يمثلون تخصصات مختلفة وظل هذا المجمع يعقد جلساته على مدار ثلاثين سنة ملبيا ما تفرضه المشاكل الإجتماعية من الحاجة للحل الذي يأتي من رحم الشريعة ؟ ولو صح هذا فهل يصح القول بأنهم " كانوا يتحدثون في كل شيء ويربطوه بالدين فالغوا الفجوة بين الحياة والدين لأنهم ربطوا الأثنين معا " فهل كانوا يتحدثون في كل شيء فعلا ؟ أم أن هواء المقال أوسع بكثير من أرض الواقع ؟ وهل هم من ألغى الفجوة بين الحياة والدين لأنهم ربطوا الأثنين معا ؟ وهل كانت هذه الفجوة قائمة أصلا وهل كانت الحياة منفكة عن الدين في الإسلام وكان الدين منفصلا عنها ؟ أم أن التوحيد بينهما من سمات الإسلام الأصيلة ؟
6- يكثر عمرو خالد من الخلط بين الحادثة الفردية أو الفعل الفردي والسلوك الجماعي الأمر الذي يؤدي إلى خطأ في فهم حقيقة السلوك الأول وأهميته في نطاق الواقع الإجتماعي الذي ظهر فيه هذا من جهة ومن جهة أخرى فهو يعيد ربط المفاهيم الصحيحة بميزان الوقائع الحديثة والمعاصرة إذ يبدو هذا التأويل في مثل هذه الحالة للواقعة الفردية القديمة بمثابة الدليل الذي يثبت لنا حق الانتماء القديم للحياة الحديثة بقيمها ونظمها وهو ما يشعر بمدى إحساسنا بالنقص وبالحاجة لإظهار صحة مكوناتنا الثقافية بإدخالها تحت ظل مكونات ثقافية حديثة .

وفي النهاية أحب أن أذكر أني أعلم مدى الإعجاب الذي يكنه الكثيرون لعمرو خالد ومدى الشعبية التي يحظى بها لديهم ومع كامل احترامي للجميع فإن احترامي لما أراه حقا وصوابا أوسع وأبلغ وأرى أنه مما يتوجب على المسلم ألا يكون إمعة وألا ينساق وراء هواه وأن يعرف الحق بقلبه وبعقله معا وآمل أن كل من أراد الرد على ما كتبته أن يلزم حدود الحوار النافع مستهديا بنية طلب الحق الذي لا تثبته شهرة ولا ينفيه خمول ذكر .

فتحي قاسم
07-05-2007, 04:54 PM
خالد ومسألة التعايش 2
هل التعايش من منطق الإسلام ؟

كيف نعيش سويا ونتفاهم مع بعضنا البعض ؟ هكذا يبدأ عمرو خالد حديثه بطرحه لهذا السؤال علينا وهو سؤال مشروع لا غبار عليه شريطة أن تبقى محاولة الإجابة عليه في الحدود التي يتطلبها السؤال إذ تبقى المسألة محصورة في الجانب السلوكي البسيط للتعامل بين أفراد البشر أو في الجانب العقلي الذي يحدد المناهج والآليات الفكرية المتباينة التي يؤدي تبنيها من قبل أفراد متعددين إلى سوء التفاهم بينهم حيث يبقى تحقيق التقارب متوقفا على إيجاد المنطق المشترك والمنظور الموحد . ويجب أن نعي في مثل هذه الحال أن هذا ألمر لا يعني الغاء التناقض أو التضاد الذي لا سبيل لنكرانه بين الحق والباطل وبين الخير والشر وبين الصواب والخطأ وهو ما يترجم على أرض الواقع في صورة خلافات واختلافات وتناقضات وصراعات بين بن البشر أفرادا وجماعات ويكون من السذاجة المفرطة الركون إلى المفاهيم الأخلاقية البسيطة – مثل مفهوم التعايش – في فهم وتعليل مثل هذه الاختلافات ثم يكون من الحماقة الكبرى الاعتماد على تلك المفاهيم في حل هذه المسائل .
وما يفعله عمرو خالد ببساطة هو أنه يدير ظهره تماما لحقائق الواقع ويسلك مسلكا مضادا لما ذكرناه فيبدو الأمر في ضوء ما يطرحه مغرقا في سذاجة مخلة هي أقرب إلى تعامل الطفل الذي إذ يدير ظهره يتوهم أن ما اختفى عن نظره صار معدوما ويبدو هذا واضحا وهو يطرح عقب السؤال الذي ذكرناه انفا سؤالا آخر هو " كيف نتعامل سويا وتقبل بعضنا حتى وإن لم نقبل أفكار بعضنا ؟ " فتحدد الأمر إذن في مجرد تعايش أجوف مفرغ من كل حقوق الثقافة والالتزام يجرد الإنسان من إنسانيته ويتركه مجرد دمية رقيقة تتصاف مع باقي الدمى على رف واحد لا يجمع بينها إلا حسن المنظر وجمال الهيئة . وهو يعيد التأكيد على ذلك مرة أخرى فيقول " دعوة للتعايش والتحدث والتحاور واحترام بعضنا بعضا مهما بلغت درجة الاختلاف " . ومن الواجب علينا أن نتساءل في مثل هذه الحال حتى لا نضيع في عالم من الضباب عن معنى هذا التعايش وصور هذا الاحترام المطلوب فكيف يكون الأمر بين المسلم والكافر ؟ وبين المؤمن والمنافق ؟ وكيف تكون صورته بين التقي والفاسق ؟ بل كيف يتصور حاله بين الجلاد وضحيته ؟ فضلا عن الجزار وضحيته . فحدد لي كيف يمكن أن يكون في فلسطين والعراق وكيف كان يمكن أن يكون حيثما كان استعمار في مشارق الأرض ومغاربها وقبل أن يخطر ببالك – وأحسبه قد خطر – أني قد خرجت بالأمر عن حدوده وانسقت في ذكر ما لم يكن عمرو خالد يعنيه بكلامه أسوق لك هذا الجزء من كلامه وفيه من الوضوح ما فيه "لقد أصبحنا في حال صعب جدا حالنا نحن المسلمين وحال بلادنا أنا أتحدث عن حياتنا التي أصبحت حياة صعبة بداية من علاقة الرجل بزوجته والخلافات الزوجية والمشاكل والتعاسة التي لا تزال في ازدياد والطلاق المنتشر لأننا لا نعرف كيف نعيش سويا حتى داخل منازلنا انظر إلى جيل الشباب هناك فجوة كبيرة بين جيل الشباب وبين الأباء وكبار السن حتى في داخل المنزل الواحد انظر إلى انتشار المخدرات والعنف والانحرافات الفكرية هذا الجيل جيل جميل ولكنا لا نعرف كيف نتعايش معه وهو كذلك انظر إلى ما يحدث في فلسطين بين الفلطينيين وبعضهم إنهم لا يستطيعون أن يتعايشوا سويا نشاهد العراق والدماء السائلة وبكاء الأمهات نشاهد لبنان وما يحدث فيها من خلافات نشاهد دارفور والمسلمين وهم يقتلون بعضهم كل هذا لأننا لا نستطيع أن نعيش سويا ". وهل أنت بعد مثل هذا الكلام بحاجة لأن أدعوك للتأمل فيه وهو أوضح من أن يحتاج لتأمل فهل يرضى عاقل أن يفسر كل سوء حال المسلمين وكل ما يعانونه في حياتهم من صعوبات ومشاكل على مستوى الأفراد أو على مستوى الجماعة والأمة أن يفسر كل ذلك بعامل واحد ؟ وهل يمكن أن يقتنع أحد أن هذا العامل هو عدم قدرتهم على التعايش سويا ؟ أليس في مثل هذا القول تسفيه للعقول وطمس للحقائق أو – وهو التعبير الأصوب – طمس للعيون حتى لا ترى الحقائق التي تبقى قائمة ولو غطى غشاء العمى البصر .

بعد كل هذا يمكن أن أحدد بعض المآخذ على الفكرة الأساسية لهذا البرنامج والمتمثلة في مفهوم التعايش في التقاط التالية
1- يمكن التعاطي مع مفهوم التعايش اعتمادا على منظورين مختلفين هما المنظولا الإسلامي والمنظور العقلي وبالرجوع غلى المنظور الأول لا يكون من الصعب القول أن هذا المفهوم ليس مفهوما إسلاميا يمكن قبوله بهذا الوصف ولا يعود الأمر هنا إلى مجردكون هذا المفهوم لم يرد بنصه داخل مجال النص الإسلامي أو حتى داخل مجال الخطاب الإسلامي الأوسع فهذه المسألة قد يكون بالإمكان تجاوزها لو تمكنا من تجاوز النقطة الآخرى الأكثر أساسية وهي عدم توافق هذا المفهوم مع المجاري الأساسية في النظام الفكري الإسلامي الذي يقوم تعاطيه مع الواقع على استخدام عدد من المفاهيم الأكثر قربا وتناغما مع حقيقة الواقع المتعدد الأوجه والعناصر والوقائع ففي مجال مقارب من ذات مجال مفهوم التعايش استخدم النظام الفكري الإسلامي مفاهيما مثل صلة الرحم بر الوالدين افحسان إلى الجار إغاثة الملهوف توقير الكبير العطف على الضعيف وهي كلها مفاهيم تعبر عن فضائل أخلاقية يمكن إدماجها في السلوك الديني بواسطة النية وهو ما لايمكن أن يحدث مع مفهوم التعايش الذي يبقى من هذه الزاوية مفهوما غريبا عن المجال الإسلامي ومن زاوية أخرى لا يمكن للإسلام أن يهضم مثل هذا المفهوم لعمومه المخل الذي يخرج به عن إطار التحديد الذي يخرجه بالتالي عن حدود الضبط السلوكي . فما الذي يعنيه التعايش من الناحية العملية ؟ وما معنى أن نتعايش ؟ ومع من ومع ماذا نتعايش ؟ وما حدود هذا التعايش ؟ أسئلة متعددة تضعنا أمام الحقيقة الهلامية لهذا المفهوم هذه الحقيقة التي تجعل هذا المفهوم يشبه سفينة نوح عليه السلام التي اجتمع فيها من الأصناف التي تتسم العلاقة بينها بالدموية الشيء الكثير مع فارق واضح يتمثل في كون ذلك الإجتماع في سفينة نوح عليه السلام كان حالة استثنائية خارجة عن طبيعة الحياة التي تجعل من بعض الأصناف مفترسا كما تجعل من البعض الآخر فريسة أما بالنسبة لمفهوم التعايش فليس الأمر على هذه الصورة إذ لا تطرح علينا هنا حالة إستثنائية إنما هي حالة هي في ذاتها الحياة الإنسانية في امتدادها اليومي المتاقب على مر الزمن . فهل يقبل الإسلام مثل هذه الصورة ؟ ألا يتعارض ذلك مع الكثير من المفاهيم التي تعطي الحياة الإنسانية طابعها الإسلامي ؟ ولنبدأ بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولنثني بانصر أخاك ظالما أو مظلوما قيل يا رسول الله نصرته مظلوما فكيف أنصره ظالما ؟ قال : تمنعه من الظلم فذاك نصرك غياه ولا ننسى ( مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين وفرقوا بينهم في المضاجع ) ولننظر في قوله تعالى } لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا { النساء . وقوله تعالى في نفس السورة
} وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا { وما دمنا في سورة النساء فلننظر في قوله تعالى فيها
}وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا { ولنتأمل المفهوم الذي ذكره الله تعالى في سياق أمره هذا وهو مفهوم الإحسان وأين منه هذا المفهوم الغريب الدخيل _ التعايش – ثم انظر كيف فصل عز وجل بذكر هذه الأصناف إشعارا بكون الإحسان فضيلة تتجلى في أفعال مخصوصة في أحوال خاصة ولم يترك الأمر لعموم مخل .


وللحديث بقية

فتحي قاسم
07-05-2007, 04:56 PM
عمرو خالد ومسألة التعايش 3
حمى اللحم المسموم


مرة أخرى أعود لتأكيد ما سبق أن بينته في الحديث السابق من اعتبار مفهوم التعايش مفهوما غريبا عن الإسلام وهو أمر من الصواب العودة إليه لإثارته قدرا ليس باليسير من اللبس في بعض العقول التي توهمت أن في ذلك تحجيم لقدر الإسلام وإنقاص من قيمته بوصفه " نظام معرفي متكامل " وقادها سوء الفهم إلى تصور أن هذا القول يعني وصف الإسلام بالعنف والتطرف وعدم التسامح وبنفي الألفة والتراحم بين أبنائه . ووجد البعض نفسه مدفوعا إلى تذكيري ببعض الوقائع والأحداث التي اعتبرها دليلا دامغا على احترام هذا التعايش في الإسلام وقد أسدى لي الكل خيرا إذ نبهني إلى ما جعلني أرى ضرورة العودة للمسألة بغرض رفع ما اكتنفها من سوء فهم . ويحسن بي أن اعتمد على بعض ما اعترض علي به من أجل رفع سوء الفهم هذا . غير أني أريد أن أبدأ قبل هذا بدفع بعض الذي يقال ولا يرقى إلى مستوى الحوار بل يكون الركون الساذج إليه سببا في ضياع الحقيقة من بين يدي طالبها وأضرب مثلا لذلك هذه المقولة التي طالما لاكتها الألسن والتي كثيرا ما تستخدم من طرف منطق غرور وتعال يقوم على استصغار واستحقار الطرف الاخر وأقصد بذلك قولهم " لحوم العلماء مسمومة " وهي قولة أراها هي ذاتها بعيدة عن منطق الإسلام فضلا عن أنها تضعنا أمام إشكالات متعددة قد يكون أقلها الإتفاق على شخص الذي نعتبره جديرا بأن يسمى عالما حتى نقر بأن لحمه مسموم لا ينبغي أن ينهش إن تصورنا قول الحق وحمل أمانة الكلمة نهشا وهو ما لاينبغي لعاقل أن يتصوره كما لا ينبغي ان يتصور أن العلم وحده كفيل بالعصمة من الخطأ والزلل وكيف يكون ذلك وقد قال الله تعالى } وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ {* الأعراف 175- 176 قال الشيخ السعدي في تفسيره " أي علمناه كتاب الله فصار العالم الكبير والحبر النحرير " فانظر بأي وصف وصفه الله تعالى مع ثبوت علمه . ثم كيف يكون ذلك أيضا وقد استعاذ نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم من علم لا ينفع كما جاء فيما رواه مسلم وغيره ( اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها ) . وإن أردت زيادة بيان فانظر في قوله تعالى } إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَـذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ { البقرة 26
فتأمل كيف قضى الله تعالى بهذا المثل الذي ضربه أن يهدي به البعض ويضل به البعض الآخر .
وقد عجبت من بعد عجبي من هذه المقولة ذاتها من أن يراها البعض سلاحا يدفع به عن عمرو خالد وهو أمر يعود بنا بشكل حاد إلى الإشكال الذي ذكرته انفا بخصوص الإتفاق على شخص من يكون جديرا بأن يسمى عالما فيدخل بذلك في حمى اللحم المسموم .
ثم يبدو أنه كي نخلي الساحة من مثل هذه الأفكار والأقوال الساذجة التي تفتت منطق الحوار وتمزق جوهر الفكر أن نتعرض لما يقوله البعض من أنه لا يتصور حصول مثل الأخطاء التي ذكرتها – وقد ذكر البعض من قبل أخطاء أخرى منها ماهو أدهى بكثير مما ذكرت – من رجل داعية لا يعقل أن يقول شيئا دون أن يتثبت من صحته خاصة أنه يعلنه أمام الجميع جهارا نهارا كما يحلو للبعض أن يقول . ولا أحسب أني بحاجة لأكثر من قدر بسيط من المنطق لرد مثل هذا القول الواهي بشرط أن تتحرر العقول منةأسر الهوى فالجميع إن صدق مع نفسه يعلم أن هذه الثقة العمياء الغبية لا يسندها دليل نظري ولا عملي وأنه لا يصح لنا لا شرعا ولا عقلا أن نجعل من أحد كائنا من كان مصدرا للحق والصدق دون نظر وتأمل إذ إن الحق لا يثبت إلا بدليله وليس فلان أو فلان بدليل . هذا مع ملاحظة أن العقل قد يحركه الهوى فيما يعرض ويعلن والنفس الأمارة بالسوء بين جنبي ابن آدم تسوقه أحيانا إلى مضايق الزيغ والضلال حتى لو وهبه الله تعالى عقلا يقظا ونشطا وهو أمر يجب أخذه في االاعتبار بقدر أكبر في زمننا هذا على وجه الخصوص حيث تداخلت الثقافات واوتينا من بين أيدينا ومن تحتنا ومن حوالينا وصار تحصيل النظر الذي ليس به زغل أمر بحاجة لمجاهدة وطول مراجعة ووجب الحذر الأكبر مما تعرضه وسائل الإعلام ذات القدرات الواسعة على النشر والإعلان والتي تخاطب الجميع على اختلاف أقدار عقولهم ومستويات فكرهم فتسلك أحيانا مسالم الإضلال المتعمد وتسلك أحيانا أخرى مسالك الضلال المتوهم وتتملق في الكثير من الأحيان العقول والنفوس فتتنزل إلى ما في عقول العامة من محدودية وتميل إلى ما نفوسهم من تيه وانحراف . وهنا أعرض لمسألة أخرى وجب رها وإخراجها من الساحة حتى يخلو الأمر للحوار الجاد المثمر وأعني بذلك ما يقوله العض عن الأسلوب الذي يسلكه عمرو خالد والذي يقوم على التبسيط للمسائل منتقلين من ذلك دون وجه حق إلى إعتبار التبسيط أمرا محمودا غاضين النظر عن أنه قد يؤدي أحيانا إلى خلل في عرض المسائل يضاف إليه خلل في فهمها كما أن السعي وراء التبسيط يؤدي إلى نزع الجدية عن بعض الأمور المحترمة ذات الطابع الجاد .
ومن أغرب الأمور وأكثرها استقاقا للاستهجان أن يرد البعض النقد الموجه لفكر أو عمل إنسان بدعوى أن كل ابن آدم خطاء وكأن التسليم بهذه الحقيقة يوجب السكوت عن كل خطأ والقبول به أمرا أوجبته طبيعة النقص البشري غافلين عن أن ذلك يعني بكل بساطة كسر كل موازين تزن الحق والباطل والخطأ والصواب فلا يبقى بعد ذلك مجال لمحاسبة أو قصد لتصحيح وتقويم حتى لا يبقى من حياة البشر إلا حياة دون حياة الحيوان حيث إن الحيوان نفسه يتعلم من الخطأ ولو إلى قدر محدود .
ويهلل البعض فرحا جاهرا بالحمد لله تعالى أن لم تكن الأخطاء التي ذكرتها أخطاء عقدية تمس الدين في لبه وجوهره وكأن كل ما لم يكن من صلب العقيدة فقد جاز فيه الخطأ وقبل فيه ازلل . على أن عدم تعرضي لمثل هذه الأخطاء الي ذكر لا يعني خلو ما يعرضه عمرو خالد منها فهناك من تتبع مثل تلك الأخطاء بتوسع . غير أني لم أكن في صدد تناولها وكان كلامي في ذكر بعض الأخطاء المحددة الواردة في حلقة واحدة وجعلت ذلك مقدمةلحديثي فلم يكن ذكر الأخطاء هو الغرض الأصلي بل كان غرضي أن أبين تهاوي وتفسخ مفهوم التعايش ذاته كما عرض في البرنامج ولم أكن أحب لأحد تنفس هواء الإسلام أن يستهين بالخطأ لمجرد كونه خارج حدود التعارض مع متطلبات العقيدة ذلك أن المسلم يعلم علم اليقين أن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم كان قبل أن يحمله الوحي أمانة الدعوة والرسالة وتغيير عقيدة الشرك إلى عقيدة التوحيد موصوفا بين قومه بالصدق والأمانة وهما صفتان وجب أن يتصف بهما كل من يمارس دعوة بين النلس في أي مجال أجازت الحياة الإنسانية فيه حصول الدعوة إذ كيف للناس أن يقبلوا دعوة لو لم يكن لديهم صادقا أمينا في العقيدة وفي غير ذلك وأضيف إلى ذلك أن كثرة الخطأ – وهو حال عمرو خالد – يفتح باب الشك ي مدى جدية والتزام الداعية أو المفكر أو المثقف أو المعلم ويدل على تساهله وانسياقه مع الهوى ودواعي النفس .
إن العصر الذي نعيش فيه وما اتصف به من نمو للنشاط العقلي بقدر كبير غير مسبوق في مجالات اعلم المتعددة على اختلافها وفي مجالات الثقافة والأدب جعل من عدم التوقي الحازم من الوقوع في الخطأ العقلي أو الفكري مهما كان بسيطا أمرا ممقوتا يسقط هيبة ومصداقية صاحبه إذا تكرر . وعلينا ألا ننسى في هذا الخصوص أن العرض الساذج للإسلام يسيء له إذ يظهره وكأنه بناء غير راسخ الأركان أو متناسق الجدران وهي مسألة سنتعرض لها في حيث مقبل بإذن الله تعالى وحسبنا الآن أن ندرك مدى الحاجة لاحترام عقول المخاطبين باحترام المنطق السبيم والتزام الموضوعية والتحلي بروح التجرد عن الهوى وعدم الوقوع في المبالغات التي تستهجنها الفطر السليمة وعدم مخالفة الحقائق الثابتة في ميادينها .
وأضيف أخيرا أنه مما يجافي الذوق السليم ويعارض المنطق القويم أن يرد قول القائل بدعوى أنه خامل الذكر غير معروف فلا يكون له أن يتكلم في شأن من أخذ من الشهرة بنصيب ناهيك عمن طارت شهرته في الآفاق وقد علمنا أن الحق حق من أي مكمن جاء وسمعنا بمن وافته المنية وهو خامل الذكر فلما مرت السنون وربما القرون جاء من يفحص عن بعض آثاره فأخرجه وهو في قبره من خمول الذكر إلى فضاء الشهرة فصارت كتبه تتناول وأفكاره تتداول .فالحق الحق هو المبتغى والمقصد وعلى من يمم وجهه شطره أن يتجرد عن كل نوازع الهوى .

فتحي قاسم
07-05-2007, 04:57 PM
عمرو خالد ومسألة التعايش 4


مفهوم التعايش إذن مفهوم غريب عن الإسلام بل وأزيد الأمر تأكيد وبيانا فأقول إنه مفهوم ضار يؤدي إلى إعوجاج فهمنا للإسلام كما يساهم في إضعاف وانحراف الآليات العقلية التي نستخدمها في تناولنا لمسائل الحياة والدين فضرره إذا إن صح التعبير يظهر أثره في الشكل والمضمون معل وهو أمر سيتضح بعون الل تعالى مع تقدمنا في بحث وعرض المسألة ولكن ما علينا الآن فعله هو أن نزيد صورة هذه الغرابة وضوحا للعقول التي تبغي الفهم حقا دون أن تسوقها نوازع الهوى في مجارس سوء الفهم أو يدفعها سوء الفهو النتأصل فيه إلى سوء فهم جديد فتظل تدور في حلقة من الفهم السقيم لا إنفكاك منها .
وكنت قد بينت في كلام سابق أن هذه الغرابة تتبدى أول ما تتبدى في الغرابة اللفظية حيث لا يمكن لنا العثور عليه لفظا في مجمل التص الديني الأصلي من الكتاب والسنة ولا في الخطابات الدينية لأئمة الدين وعلمائه على إمتداد قرون طويلة . ومع تسليمي بأن هذا الأمر في حد ذاته قد لا تترتب عليه غرابة المفهوم أعني إن غرابة المفهوم لا تترتب بالضرورة عن غرابة اللفظ إذ قد يعود الأمر إلى ما يلحق باللغة من تجدد وتوسع في الألفاظ بالإضافة إلى ما قد يستجد على أرض الواقع على الصعيد المادي والصعيد المعنوي مما لم يكن معروفا ولا مألوفا في أزمنة مضت فتسارع اللغة إلى إعطائه لفظا يعبر عنه حيث من الممكن أن نلاحظ أن ارتقاء الحياة الإنسانية يدفع إلى السطح اهتمامات وتوجهات لم تكن ذات بال أو لم يكن يلتفت إليها فيما سبق من زمن وبالتالي يعبر عن تلك المستجدات الطافية على السطح بمفاهيم ذات ارتباط فيما تشحن به من معان بحقائق الحياة على أرض الواقع . غير أن للمسألة أوجه أخرى قد لا تتوفر في المسألة قيد البحث بالنسبة لنا فلو اعترض البعض علينا بمفهوم الديمقراطية مثلا وهو مفهوم لا شك في غرابت اللفظية عن المجال الفكري الإسلامي لقلنا كما كان يقول أسلافنا إن القياس هنا هو قياس مع الفارق فمفهوم الديمقراطية هو من جهة أولى مفهوم طرح ليعبر عن عن واقع إنساني سياسي معاش فهو – بغض النظر عن اختلافنا حوله – يفرضه على العقل وعلى ساحة الفكر واقع حياتي معاش مما يكسبه وجودا لا سبيل إلى نكرانه وهو أمر يختلف لالنسبة لمفهوم التعايش ثم من جهة ثانية فإن مفهوم الديمقراطية يأتينا من فضاء فكري آخر مغاير لفضاء الدين وإن كان يتداخل معه شأن كل الفضاءات الفكرية في عالم غلإنسان وأقصد بذلك فضاء الفكر السياسي في حين أن مفهوم التعايش يطرح علينا بوصف مفهوما دينيا في الأساس وهو ما يؤدي في التهاية إلى حصول اختلاف كبير في طريقة التعامل مع المفهومين من وجهة نظر الدين فإذا لم يكن مطلوبا من الفكر الإسلامي أن يعترف بمفهوم الديمقراطية عنصرا داخليا ينبت في عالمه فإنه يكون مطالبا بهذا حين يتعلق الأمر بمفهوم التعايش .
فإذا ما تجاوزنا مسألة غرابة اللفظ إلى ما يتعلق بالمعنى صار علينا أن نحدد حقيقة مفهوم التعايش وهنا جاز لي أن أقول إن مفهوم التعايش يمكن أن يفهم من جهة تعبير عن فضيلة أخلاقية كما إنه يمكن أنه يمكن أن يفهم على مستوى آخر بوصفه يعبر عن قيمة عليا وهذا يعني باختصار أنةالتعايش يمكن أن يتناول بوصفه فضيلة كما يمكن أن يتناول بوصفه قيمة وبين الطرفين اختلاف وجب إيضاحه لأهميته في فهم مسألتنا قيد النظر .فأما الفضيلة فهي مفهوم سلوكي أخلاقي بسيط غير مركب لا يتضمن إلا ذاته ويعمل عمله بصورة مباشرة في نطاق سلوك الفرد فيكون له تعلق مباشر بالنية . فلو نظرنا إلى الكرم على سبيل المثال فليس من الصعب أن ندرك أنه فضيلة فالكرم مفهوم بسيط غاية في البساطة ولا يتضمن معناه شيئا سوى الكرم نفسه فهو في توحد تام مع ذاته حتى إنه لا يعبر إلا عنها كما أنه يمكن للنية أن تتعلق به مباشرة في حين يتمثل هو السلوك تمثلا مباشرا دون توسط من أمر آخر غيره وهم ما ذات ما يمكن أن يقال عن التواضع والإيثار واللرحمة بالضعيف وبر الوالدين وغير ذلك من كل ما يمكن ضمه للسلسلة الواسعة للفضائل . لكن الأمر ليس على هذه الصورة بالنسبة لمفهم التعايش فهو أولا مفهوم مركب يتضمن في داخله عددا غير محدد من أصناف السلوك المختلفة فبوسعك أن تدخل فيه غلإحسان إلى الجار وصلة ارحم وإغاثة الملهوف وإنظار المعسر وإفشاء السلام وعيادة المريض وحفظ الأمانة وغير ذلك من حالات السلوك الفردي النتباينة . وهذا يعني من جهة ثانية أن هذا المفهوم ليس له تعلق مباشر بالفعل الأخلاقي إذ يحتاج لتحقيق ذلك لتوسط هذه المفاهيم اتي يتضمنها والتي ذكرنا بعضها على سبيل المثال وهنا يحق لك أن تتساءل عن القيمة العملية لهذا امفهوم ثم يكون لك أن تتساءل بعد ذلك عن القيمة الدينية له لا سيما أن الفهم الإسلامي لحقيقة العمل كما لقيمته يرتبط ارتباطا وثيثا بالنية وهو ما بينه الحديث النبوي الشريف ( إنما ألعمال بالنيات ) . فما هي القيمة التي تكون للتعايش لو راعينا هذه الحقيقة حيث لا يكون للنية ارتباط مباشر بهذا المفهوم وعلى ذلك يكون من السهل أن تتصور حصول نية العفو أو نية الصدق وكذلك الأمر بالنسب لصلة الرحم وإفشاء السلام وإماطة الأذى عن الطريق وعيادة المريض ولا يخرج عن ذلك أي من الفضائل المعروفة مما يتيح دخول كل هذه الأفعال في دائرة السلوك الديني في حين لا يتوفر ذلك للتعايش إذ ليس من السهل تصور وجود نية التعايش لدى الفرد وليس من السها أن نتخيل أن هذا التعايش المزعوم قد خطر ببال أحد أثناء أية ممارسة أخلاقية على إمتداد التاريخ الأسلامي منذ لحظته الأولى وحتى وقتنا هذا فلقد كان الجميع يتحركون وفقا لمنظومة أخلاقية تحتلها مجموعة الفضائل المعروفة حيث لا مكان فيه إطلاقا للمفاهيم النظرية الغامضة وغير المحددة .
وبعد أن علمنا أنه ليس بالإمكان استيعاب مفهوم التعايش في النظام الأخلاقي للفضائل الإسلامية لسبب بسيط وهو إن التعايش ليس بفضيلة تبقى علينا أن ننظر فيع باعتباره قيمة لنرى إن كان بالإمكان استيعابه إسلاميا بهذا الوصف أم لا .

فتحي قاسم
07-05-2007, 04:59 PM
عمرو خالد ومسألة التعايش 5

إذا كان النظام الأخلاقي للإسلام لا يحتوي التعايش ضمن دائرة فضائله لعدم اعتبار التعايش فضيلة أخلاقية فهل يكون من الجائز القول إن النظام المعرفي للإسلام يتضمن التعايش بوصفه قيمة ؟ هذا ما يتوجب علينا بحثه هنا وأجد من الملائم لسلامة العرض أن نضع القطار من البداية على حديد السكة فأبادر إلى القول ان مفهوم التعايش يبقى غريبا عن النظام المعرفي للإسلام لسبب أرجو من الجميع حسن إدراكه دون تعجل من شأنه أن يقع بهم في سوء فهم غير محمود ويتمثل هذا السبب في أن مفهوم القيمة ذاته مفهوم غريب عن النظام المعرفي للإسلام الذي يقوم على مفاهيم واضحة ومحددة تتلاحم مع الواقع في تفاصيله وتحتضنه في تشعباته وهو ما يشكل نقطة جوهرية في صلاح الإسلام للتعاطي مع الواقع فضلا عن تحقق ماهيته الدينية .
فعلينا أن نعي أن القيمة تمثل فكرة عليا ذات استقلالية ووجود منفصل عن أية منظومة فكرية مما يتيح لها أن تكون أ – ميزانا ومرجعا للحكم على المنظومة الفكرية ب – مصدرا تستقى منه الأفكار وتبنى مما يتولد منه المنظومات الفكرية . فإذا كانت الشيوعية قد بنيت بشكل أساسي على قيمتي العدالة والمساواة فإن الرأسمالية قد بنيت على قيمتي الحرية والفردية . وعلينا أن نلاحظ عدم إمكانية الجمع بين هذه القيم المختلفة في مرتبة واحدة او في نظام معرفي واحد إذ أن هذه القيم من شأنها التضارب والمدافعة مع عجز أي منها عن استيعاب الواقع الإنساني البالغ التعقيد والتفصيل وهو ما يفسر فشل كل الفلسفات الإجتماعية التي مثلتها الأنظمة البشرية المتعددة التي قامت على المجهود العقلي للإنسان فظلت أسيرة تفسير قسري للواقع يعمد إلى محاولة ضغطه – أي الواقع – في اطار يضيق كثيرا عن الاتساع المطلوب لاستيعابه فلا تكون النتيجة في كل الأحوال إلا الفشل المحتوم بعد فترة تطول أو تقصر وبعد أن تكون البشرية قد تكبدت من الخسائر ما لا يمكن حصره من الوقت والجهد والصحة والرضا النفسي والدماء .
وعلى ذلك نقول إن الأنظمة وكذلك النظم التي تقوم على منطق القيم هي كلها عرجاء عوراء تفهم الواقع بشكل من التبسيط المخل وتؤدي إلى نتائج كارثية وهذا هو عين حال المنطق القيمي دائما .
ولكن ما الذي يجعل القيمة لا تتلائم مع النظام الفكري الإسلامي ؟
1 – بالدرجة الأولى ومع حقيقة كون القرآن خطابا الهيا فلن يكون بالإمكان أن يناسبه مفهوم القيمة وذلك لاعتبار أساسي يتمثل في كون الخطاب الالهي خطابا مطلقا يمثل في ذاته الحقيقة العليا والتي هي حقيقة من صنع الله تعالى فالله عز وجل هو خالق الكون وهو خالق قوانينه وحقائقه أيضا وهذا يتنافى مع مفهوم القيمة الذي يفرض ذاته مفهوما متعال ذا استقلالية ذاتية تامة يمتلك برهانه وحقيقته في ذاته الأمر الذي يجعل اعتماد مفهوم القيمة ينتهي في خاتمة المطاف إلى تقييد غير معقول ولا مقبول للذات الالهية بمثل ما فعلته المعتزلة حين قالت بوجوب فعل الصلاح والأصلح على الله تعالى تعالى رب العزة عن ذلك . وعلى هذه الصورة تكون القيمة التي يفترض فيها أن تكون ضابطة للحياة الإنسانية في تجلياتها المختلفة ضابطة كذلك للمشيئة الالهية والعلم الالهي أيضا ويصير بالإمكان محاكمة الخطاب الالهي المتمثل في القرآن بالرجوع إلى مفاهيم أكثر علوية منه وهي القيم التي طالما وصفت بأنها إنسانية وذلك يعني قلب الأمور بجعل الإنساني حاكما على الالهي .
2 – تنفي الطبيعة الدينية للإسلام ذاتها الاعتماد على المفاهيم القيمية وهذا يفهم من اعتبار الإسلام دينا شاملا يقوم على تنظيم الحياة الإنسانية في شتى مناحيها بتدخل مباشر من النص في الكثير من الأحيان وقد صارت وفرة النصوص مع ما تحويه من امكانيات تفصيلية عاملا داعما لقوة الاعتماد على التص وحائلا دون اللجوء للمفاهيم الكلية العامة ويظهر هذا بصورة واضحة وجلية في النشاط الفقهي الواسع الذي مورس بوصفه نشاطا تقنينيا للأوضاع البشرية من النظور الإسلامي حيث ظل هذا النشاط قريبا من النص دائما باعتباره العمود الفقري في كامل البناء الفقهي وهذا ما يفسر رفض بعض القوى الفكرية للقياس كما فعلت الظاهرية ثم وضع الذين اعتمدوه مصدرا للكثير من الضوابط التي تقيده ةتضبط استخدامه للحيلولة دون الانزلاق بعيدا عن النص كما يفسر الخلاف الحاصل حول بعض الاليات الفقهية الأخرى مثل الاستحسان .
3 – ولما كان الإسلام يقوم في جزء كبير منه على ثوابت هي التي تعطيه جوهره وحقيقته صارت الممارسة النشطة للتفكير القيمي هدما لهذا الجوهر ويعود ذلك بصورة أولى إلى أن الارتكاز على القيم والمفاهيم شديدة التجريد والتعميم لا يمكن أن يترجم في صورة تعاط مع الواقع إلا بواسطة نشاط فاعل للعقل الذي تختلف رؤاه باختلاف الأفراد والتجارب والثقافات والأزمان وهذا يعني أن مجرد الإتفاق في مجموعة من المباديء والمفاهيم الكلية والعامة لا يعني قيام فئة اجتماعية أو فكرية واحدة فحصول الاختلاف في فهم وتمثل المبدأ الواحد يتم في فضاء واسع يتيح الفرصة لنشوء عدد كبير من التمثلات والقراءات المتباينة التي قد تصل إلى حد التناقض الحاد بينها .
ومن هذه الزاوية نستطيع أن ندرك شيئا من القيمة العالية وكذلك الواقعية لمفهومي الأمة والجماعة في الإسلام إذ تحدد الأمة مجال الانتماء الواقعي الذي يتم عبره الانتماء للإسلام في حين يقوم مفهوم الجماعة بمثابة الحارس الذي يحفظ للمسلم هذا الانتماء ويحول دون الانفلات منه وبذلك يمثل المفهومان دعوة للاندماج والتوحد المادي داخل فئة تمارس سلوكيات حياتية متطابقة أو متقاربة . وقد يكون بامكاننا أن نفهم ذلك بالرجوع إلى بعض النصوص الإسلامية ذات العلاقة فعلى سبيل المثال يمكن أن نذكر مما رواه البخاري في صحيحه قوله صلى الله عليه وآله وسلم ( من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله فلا تخفروا الله في ذمته ) .
فالاسلام يطرح نفسه كما ويفهمه أتباعه بوصفه توحدا سلوكيا بين المنتمين اليه في كثير من المسائل الفروعية التي بها يكون المسلم مسلما والتي بها تظهر الأمة والجماعة مكونا حيا على أرض الواقع ويكون هذا طبعا بالاضافة إلى التوحد في مباديء العقيدة ولنا أن نراجع في ذلك دخول بعض مسائل الفروع في كتب العقيدة عند علماء السلف .
ولكل ذلك فإن محاولات الهروب من فضاء الإسلام تمت بدعاوى إسلامية ارتكزت على قيم ومباديء عامة مع ما صاحب هذه الدعاوى من إهدار واضح لقيمة النص في اظهار حقيقة المسألة عن طريق تلافي التعرض لهذا النص أو تجاوزه الى الفكرة الكلية ثم العودة إليه في محاولة لجعله يتوافق مع تلك الفكرة التي صارت هي المرجع الأعلى وكثيرا ما يحاول صاحب مثل هذا المنهج أن يحاجك بقوله متسائلا : فهل يعقل أن الإسلام يخالف هذا ؟ أي يخالف الحرية أو كرامة الإنسان مثلا أو غير ذلك من الأفكار العامة التي يكون الركون إليها سببا لتدمير كل البنى الدينية بمحو ما تحمله من خصائص تفرها وتميزها عن غيرها .

هنا الحقيقه
07-05-2007, 05:21 PM
المشكلة في عمرو خالد انها يركن الى الروايات والاحاديث الضعيفة ويجعلها ركن من اركان منهجة

ويقوم بلوي عنق الرواية ليطوعها حسب هواه
رجل له حضور والناس يروه وله معجبين لكن الحقيقة ان كلامه فيه سفسطة وبعيدة عن ارض الواقع جدا

عبد الله بوراي
07-05-2007, 05:48 PM
المحترم فتحي قاسم

في عُجالة ومن خلال مُطالعة سريعة لِمَ في مواضيعك المتسلسلة والتى إنصب فيها مُجمل الحديث

عن الداعية عمرو خالد ومسألة التعايش..............

لي تعليق بسيط أرجو أن يتسع له الصدر

الداعية الأستاد عمرو خالد له موقع بأسمهِ فيما أعتقد وفيه توتيق ( كاااااااااااااامل ) لكل ما لكم
من مأخد ووجهة نظر عليه
فهل تكرمت ونقلتَ لنا فقراتً منها.................؟

فعملية تقطيع أوصال الجُمل ( في نظرى) تُشم رائحتها

وما تبقى منها
غير
ولا تقربوا الصلاةَ ................................... ...................

وفي الموضوع الأول من هذه السلسلة

ومن خلال النظرة السريعة لهذا الموضوع الدسم

لم نستطع وضع الأصابع على مكامن ما هو مُنافي للعقيدة أو يمُس أركانها بسوء.

مجرد رأى (غير مُلزم) وإستهلال لحديث , قد يكون الخطاء فيه ( وهو وارد) غير مقصود

ولكنكم تعمدتم تسليط الضوء على ( الحبة) وجعلتم منها قبة.

فما السبب يا ترى..............................؟

مع ملاحظة أخوية وهي أننا نناقش في أمور مواضيع وليس
أشخاص.

عبد الله

هنا الحقيقه
07-05-2007, 07:01 PM
الاخ العزيز بوراي

الموضوع هو مجرد نقد تناوله الاخ الفاضل ولم يتهم الاخ فتحي قاسم عمرو خالد بشيء من معصية او كفر ومن الامور التي تحتاج الى ان يورد الكلام كله

فقد ضرب مثلا مثلا قول عمرو خالد ان في الكوفة مسجد يظم اربعين الف مصلي فنصح وانتقد الاخ فتحي هذا القول ونصح عمرو خالد ان يتحرى اولا قبل ان يخبرنا بذاك لان عمرو خالد رجل مشهود له ولهذا اذا انا اخذت كلام من عمرو خالد واستشهدت به ورده عليه شخص تكون شهادة او راي عمرو خالد عنديمجروحه بسبب عدم دقة المعلومة

وايضا اوضح الناقد او الكاتب ان عمرو خالد قال ان ابا حنيفة درس الفقه عن د جعفر الصادق فاخذا لفقه الشيعي كله من جعفر الصادق وهنا تسائل الكاتب عندما يسقولعمرو خالد هذا القول
وكمانعلم هي سنتين عند جعفر الصادق قضاها النعمان فهل يستطيع ان ياخذ الفقه كله في هذه المدة ثم هل ابا حنيفة وافق الشيعة بالاراء فاذا اخذ من جعفر الصادق يتوجب عليه ان ياخذ على الاقل بعض المسائل !! ونحن نعلم ابا حنيفة يقول بالقياس والشيعة لا يقولون ولهذا الشيعة قالوا ان شيخ او امام ابا حنيفة ابليس لانه اول من قاس فأخطأ وهل هناك مذهبراو فقه جعفري واضع لكي ياخذه ابا حنيفة

هذه من ما قاله الاخ الفاضل ولم يتهم او يطعن بعمرو خالد ولا اظن ان الامر يستحق ان يجلب دليل او كلام عمرو خالد كله

على العموم اذا اشكل عندك شيء او تريد ان تستفسر عن شيء في الموضوع اقتبس منه واستشكل به لكي يجيبك الاخ فتحي او غيره من لهم علم بما يقوله عمرو خالد

والله اعلم

عبد الله بوراي
07-05-2007, 07:16 PM
بارك الله فيكَ

مجرد رأى

وقد قيل

راي خطا يحتمل الصواب وراي غيري خطا يحتمل الصواب

عبد الله

هنا الحقيقه
07-05-2007, 07:19 PM
وبك الله بارك

والاختلاف في الراي ل يفسد للود قضية

لكن احببت ان اصلح معلومة اخيالفاضل ربما سهوت وكتبتها

راي خطا يحتمل الصواب وراي غيري خطا يحتمل الصواب



والصحيح راي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب

بارك الله بك

عبد الله بوراي
07-05-2007, 07:33 PM
وبك الله بارك

والاختلاف في الراي ل يفسد للود قضية

لكن احببت ان اصلح معلومة اخيالفاضل ربما سهوت وكتبتها


والصحيح راي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب

بارك الله بك

من قال رأي صواب فقد زكى رأيه
ومن قال عكس ذلك فقد تواضع


فما هو رأى أخي................................ ................؟

من هناك
07-05-2007, 07:33 PM
اخي فتحي قاسم،
انا احترم رأيك وقد تبعنا بعض العناء من اجل قراءة هذه الدراسة المطولة وفيها خير كثير ولكنك وقعت فيما تحذر منه.

اولاً، لم ارى في موضوعك تعريف عمرو خالد للتعايش؟
كما انا الأمثلة التي اوردتها عنه بخصوص انتقال الخليفة علي بن ابي طالب إلى الكوفة او تتلمذ ابو حنيفة على يد جعفر بن محمد او مجلس ابو حنيفة الفقهي، لا تدعم رأيك في الموضوع ولا دلائلك.

ثانياً، يحق للرجل ان يدعو إلى ما يدعو إليه ويحق لك ان تفند ولكن نحن بحاجة عملية للحوار كما كان يحدث بين الأئمة الكبار وقد يكون من الأفضل توجيه رسالة اخوية اولاً تعبر عما تريده فيها وبعد ذلك تكتب هذه المطولات شرط ان يكون في المطولة ادلة كافية للبرهان على ما جئت به لأن الموضوع بهذه الحالة إنشائي بحت رغم انني اوافقك في ان طريقة عمرو خالد لا تبني رجالاً للمستقبل بل تعمل فقط على تقريب الناس من الإسلام.

مع كل علات هذه الدعوة الجديدة إلا انها تتحسن تدريجياً وسوف تضيع كل هذه الاخطاء لأن الناس لن تحملها ويبقى الخير بإذن الله

هنا الحقيقه
07-05-2007, 08:01 PM
مع كل علات هذه الدعوة الجديدة إلا انها تتحسن تدريجياً وسوف تضيع كل هذه الاخطاء لأن الناس لن تحملها ويبقى الخير بإذن الله

نعم اخي بلال
لكن العجيب ان عمرو خالد في موضوع تكلم عن الرسالة ومن له رسالة يجب عليه ان يختم علومها بعدها ينصح او يدعو لهذه الرسالة واخذ مثال على ذلك الامام الشافعي وكيف انه فيصغره حفظ القرءان وعمره 13 حفظ جميع الاحاديث النبوية وبعدها جلس عند مالك في المدينة وقال له مالك افتي مكاني لكنه رفض وقال له يجب ان اخذ علم العراق وذهب الى اليمن وبعدها الى العراق واخذ ما اخذ من علم ابا حنيفة وبعدها ذهب الى مصر عندها بدأ يفتي ويغير قديمة بجديده

لكن نرى ان عمرو خالد لم يفعلها فهو مجرد تعلم واخذ بعض العلم اصبح يدعو وينشر ما يفكر به ويخطأ بدون حساب فيتوجب على داعية اسلامي تراه الملايين من المسلمين ان يكون حذر وان لا يختار الا ما هو دقيق
علما ليس همنا ان يدعوا للتعايش لكن السؤال الذي قاله الاخ فتحي التعايش مع من وكيف في اي شروط ؟ هذا المطلوب ؟


الاخ بوراي

من قال رأي صواب فقد زكى رأيه

لكن القول المأثور هو الذي ذكرته لك
اما قد زكى فلا اعتقد لان اخر الكلام نقول ويحتمل الخطأ فاذا حملته الخطأ لم تزكية ولكن كان هو رايك

وهل عندما اقول اني ارى الصواب في هذا الموضوع كذا زكيت راي اكون قد اثم هنا الحقيقة ؟


ومن قال عكس ذلك فقد تواضع




يعني من قال ان راي غير صواب تواضع ؟!!!
لا ارى ذلك انما من قال هذا فقد قال بما لا يعتقد انه صواب وعنعن بالراي كما يقولون العرب
ولا ياخذ منه الراي فانما الراي عند اصحاب من يعتقدون ان رايهم هو الصواب او الاصوب

من هناك
07-05-2007, 08:09 PM
اخي هنا الحقيقة،
انا اوافقك فيما ذهبت إليه تماماً ولكن ما الفرق بين ما يطرحه عمرو خالد على التلفزيون او ما يطرحه اي شخص يكتب في المنتديات من الناحية الشرعية طبعاً؟

نحن نلوم عمرو خالد لأنه وصل لمرتبة من الشعبية بدون علم كاف كي يغطي حاجة هذه المجموعات ولكننا نحاول ان نلصق به تهماً اخرى هذه هي المشكلة ولذلك تجد اتباعه يغلقون اسماعهم عن سماع اي نصيحة اخرى

هنا الحقيقه
07-05-2007, 08:14 PM
انا اوافقك فيما ذهبت إليه تماماً ولكن ما الفرق بين ما يطرحه عمرو خالد على التلفزيون او ما يطرحه اي شخص يكتب في المنتديات من الناحية الشرعية طبعاً؟


الفرق ان عمرو خالد يسمع من ملايين الناس وقد سخرت له قنواة فضائية ومؤتمرات وندوات فاخذ الطابع القدسي او العالم الذي قوله لا فصال فيه عند المسلمين العامة واكيد من مثلك ومثل الاخ فتحي لا يسمع من اي شخص الا ويبحث وراءه لكن الناس البسطاء ياخذون كلام عمرو خالد ثقة
اما صاحب كلام الانتر نت فهذا اولا لا يسمع من يبحث عن كلامه او يثق بكلامه عينا فاكيد التاثير يختلف فعمرو خالد ربما اثر او سمعه ملايين الناس في الساعه الواحده
اما هنا الحقيقة فلا مسمع الا لمن يقرا مقاله مثلا بلال وحتى بلال لا ياخذ كلام هنا الحقيقه راس مال وانما يجادلة ويحاججه ويحاوره وربما بالنتيجه يكون هنا الحقيقة على خطأ فهذا هو الفرق

هنا الحقيقه
07-05-2007, 08:18 PM
ولكننا نحاول ان نلصق به تهماً اخرى هذه هي المشكلة ولذلك تجد اتباعه يغلقون اسماعهم عن سماع اي نصيحة اخرى

نعم اخي مثلا التعايش

يتكلم بصورة مبطنه حول امكانية التعايش بين اليهود والمسلمين ويجب ايجاد ارضية مشتركة بينهم ومن هذا الكلام المبطن وهو اكيد لا يوجه اصابعه ويشير على اسرائيل لكن يحاول ان يوصل شيء فشيء لعقل القارء والمستمع حتى يتقبل الفكرة
هذا ما قصدته اما موضوع ان عمرو خالد يقول ان الفن جميل ومستباح لكن ليس كل فن فالعري غير مقبول ويستشهد برسول الله
وكيف انه كان يسمع الشعر من حسان بن ثابت
فلوى عنق الرواية لتخدم مصالحه وفكرته
وقال انالشعر فن ولم يقل ادب

وقال اليس الشعر فن اذن التمثيل فن والغناء فن ومن هذه التشبيهات والقياس فهل ممكن ان نقول نعم صدقت يا عمرو خالد ؟

فتحي قاسم
07-06-2007, 02:01 PM
أشكر الجميع على اهتمامهم وأرجو من الكل العودة لقراءة الموضوع بتأن ففي ال>ي كتبته اجابات عن بعض ما طرح وآمل أن يكون فيما أطرحه اليوم في المنتدى الكريم اجابات شافية عن الكثير من التساؤلات التي أثيرت أو ستثار .
ولي أن أقول باختصار هنا أن الموضوع الأساسي هو مفهوم التعايش وفكرتي تقوم على أن ه>ا المفهوم ليس مقبولا في نسيج الفكر الاسلامي وفي المواضيع السابقة وفي ما سأطرحه اليوم شرح للمسألة وأنا على استعداد للحوار البناء مع الجميع .

من هناك
07-06-2007, 02:28 PM
هل لديك دليلاً واضحاً على ان النبي صلى الله عليه وسلم رفض التعايش؟
كما اطلب منك ان تعرف التعايش مرة اخرى حسب فهمك له وايضاً كما عرفه عمرو خالد

عبد الله بوراي
07-06-2007, 02:47 PM
وأسئلتى لا تبتعد عن أسئلة أخى بلال

مع زيادة إستفهام

لماذا عمرو خالد بالذات.................؟

أليس في الساحة الدعوية من ينادى بدعواه..................؟

لِمَ لا تسلط ( الأضواء) عليهم...............؟

لك فائق الإحترام

عبد الله

هنا الحقيقه
07-07-2007, 07:05 PM
لماذا عمرو خالد بالذات.................؟


اخي بوراي واذا انتقدنا غيره يقول غيرك لماذا فلان الايوجد غيره
وهكذا نسقط في دوامة لا مهاية لها
ولان عمرو خالد يعتبر احد اعلام ورموز هذا النهج فلا ضرر من انتقاده ام خلف النقد هناك امور لا نعلمها ؟ وقد علمتها انت فارجو اخبارنا لكي نقف معك ان كانت وجة نظرك صحيحه

عبد الله بوراي
07-09-2007, 03:14 PM
كم كنتُ معجباً أشد الإعجاب ببيت الشعر الجاهلي (( سيأتيك بالأخبار من لم تزوّد ))

فتحي قاسم
07-12-2007, 10:04 AM
ألمس من وراء الاسئلة التي طرحتماها اعتراضا واستهجانا على التعرض بالنقد لبعض ما يطرحه عمرو خالد على الأشهاد أمام الجميع ويؤثر به على جمهرة غفيرة من ماهديه ولا أحسب أني تعرضت لنبي أو رسول حتى يستهجن ما قلته على أن ما قلته لم أخرج فيه عن ما يستلزمه الحوار الفكري الجاد من التزام بضوابط المنطق الصارمة وحدود أدب الحوار . وكان فيما قلتماه ما يفهم منه أنكما ما قرأتما ما كتبته بتأن وحسن استيعاب إذ كانت عين الاعتراض والاستهجان المسبق هي التي تقرأ منكما .
ومع كل ذلك سأحاول أن أرد هنا على كل ما طرحتماه من أسئلة بنيت لى التأفف والانزعاج ووقع فيها التعرض للنوايا دون وجه حق .
أما السؤال الأول المتعلق بإن كان لدي دليل على أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عارض التعايش فهو سؤال جانب أصول المنطق القويم لأن الدليل يطلب من المثبت لا من النافي هذا أولا أما ثانيا فلأن الإجابة موجودة في عموم الموضوع الذي كتبته يلمسها فيه القاريء الجاد والجواب باختصار هو لا ليس لدي هذا الدليل الذي تبحثان عنه ويعود ذلك لسبب بسيط هو أن مفهوم التعايش كما ذكرته صراحة ليس من منطق الإسلام فليس هو من جانب الفضيلة كما بينت وأوضحت كما أنه ليس من منطق الإسلام سلوك مسلك التفكير القيمي بل إن هذا النوع من التفكير شديد الضرر على الوعي الإسلامي ويستخدم لنقض هذا الوعي أو لحرفه من قبل الأطراف التي تكيد للإسلام .
مفهوم التعايش إذن مفوم غريب ومغرض ولست أفهم حاجتنا لمثل هذا المفهوم ولم كل هذا الدفاع المستميت عنه . على ني أحسب أنه دفاع عن شخص عمرو خالد لا عن الفكرة ذاتها .
أماى مسألة التعريف فليست بذات قيمة في موضوعنا فنحن نتحدث عن الحرية وهل عرفناها ؟ ونتحدث عن الصدق وهل عرفناه ؟ وقس على ذلك الكثير من الألفاظ التي هي محا استخدام يومي في لغة الثقافة أو في لغة الشارع . ثم إن مفهوم التعايش شديد العمومية يمكن تعريفه بالتمثيل إن أردت فتقول التعايش هو حسن الجوار هو بر الوالدين هو إغاثة الملهوف هو هو هو هذا إذا جريت على منهج عمرو خالد في العاطي مع هذا المفهوم لكن ليس له تعريف علمي أو منطقي سليم ومع ذلك ليس ذلك بمانع من استخدامه والحوار حوله .
أما السؤال عن تخصيص عرو خالد بالحديث دون سواه فهو سؤال ينقب عن النوايا ويفرض سوء النية وساحة الفكر تعج بالكثير من الكتب والدراسات والمقالات التي تتحدث عن شخص بعينه أو مذهب بعينه أو عن فكرة أو تيار أو توجه محدد وكل هذا تحديد مقبول بل وضروري تتطلبه سلامة الفكر الذي أول شروطه تحديد موضوعه ثم تبقى مسألة اختيار هذا أو ذاك دون سواه تحكمها مجموعة من الاعتبارات منها توجه الكاتب وقناعاته الفكرية وتصوره لأولويات المسائل وشعوره بأهمية الموضوع وكلها اعتبارات لا غبار عليها ولا يصح افتراض سوء النية دون دليل فإن النفس أمارة بالسوء . وقد صدق أخونا هنا الحقيقة فيما ذكره فالسؤال هذا ذاته قابل للطرح أما اختيار أي كان . وربما ظهرت اجابات أخرى أوسع فيما يأتي من كتابات ولن أخفي عن أحد أني أعتبر ما يمارسه عمرو خالد أمرا يضر بالإسلام وبالوعي الإسلامي وبعقول شباب المسلمين وسيظهر هذا محددا حين نتحدث عن أغاليطه المنطقيه والعلمية إن قدر الله تعالى لنا ذلك .
تبقى المسألة إذن مسألة حوار فكر في ساحة أفكار لا اعتبار فيها للأشخاص وأنا لا يعنيني شخص عمرو خالد بشيء ولست من الذين يبجلون الأشخاص مهما ارتفعوا أو مهما زينوا ولمعوا وهلل وصفق لهم وأفكاري معروضة على طبق أمام الجميع وللكل أن يحاور ويناقش وعلى الكل أن يبذل الجهد الكافي في القراءة وللاستيعاب وأن يطرح جانبا افتراضات سوء النية أو التعلق بأفكار مسبقة ’