إلهــــــي... أطرق بابك.. وأنا العبد الفقير الضعيف الذليل..
أثقلت كاهلي ذنوبي.. وغطتني معاصيّ.. واعتلتني همومي.. شأني هكذا، فأنا الجهول الظلوم، آه من قلة الزاد.. وقسوة القلب.. وبعد المسير..

أنى المفر.. وأنا أسكن في أرضك.. وأستنشق هواءك.. ورزقي من عطائك.. ونفسي بين يديك تقلبها كيفما تشاء.

إلهي.. الدنيا سجني.. وسياط سجانيها ألهبت ظهري!!
من لي غيرك الشافي.. وما لي رجاء إلا إياك.. إن انقطعت نفسي عمن سواك فما لي رجوع إلا إليك.. فإني أرجو رحمتك وأخاف عذابك.. غريب أنا بين الإخوان والأهلين.. فريد في سجني.. وحيد في دربي!!

لكن كل شيء يهون بلذة الأنس بمناجاتك.. فلا تحرمني ربي حلاوتها في قلبي.

من لي غيرك يا ملاذي في سفري.. ويا أنيسي في وحشتي.. شغلت قلوب الخلق بالدنايا.. وأخلدت إلى الأرض.. ونفسي التعبة الضعيفة كم ألزمتها بحبك، والسياحة في رحابك.. لكن تأبى إلا العودة إلى ما خلقت منه.. كيف تعلو، وقد أثقلت بالشهوات والذنوب؟!

آه ما أسعد ذرات الثرى آه ما أهنأ قلب الحيوان ليتني كنت جمادا ليتني كنت وهما ليس يحويني مكان إنني يا ربي عبد آثم فاحبني يا ربي بعضا من أمان إلهي.. يظن الناس بي خيرا وإني.. لشر الناس إن لم تعف عني، إن تتركني لنفسي فإني ضائع.. وإن كنت ترعاني فلست أضيع.. سلمت إليك ربي أمري.. ورضيت ما كان منك في (كــن).

ربــــــي.. إني أسألك من فضلك.. ولا أسألك عدلك.. كيف لا وأنت القائل ـسبحانكـ (ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة)..

أسألك.. ربي.. أن تقربني من الجنة ـوأنا لست أهلا لهاـ، وتباعدني عن النار ـوالعياذ باللهـ وأنا أقرب إليها.. فتقبل يا رب.. مني رجوعي.. فإن غفرت فلأنك أنت أنت، لا لأني أنا أنا!!

يا كاشف ضر أيوب.. ومنج يونس من الظلمات.. وغافر ذنب آدم.. اكشف البأس فإني (مسني الضر وأنت أرحم الراحمين)، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين