تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ألا يا صبا نجد متى هجت من نجد لقد زادني مسراك وجداً على وجدي



الغراااام نجدي
07-03-2007, 05:48 AM
على ربى نجد


لا أدري ما الذي يولع قلبي بحبها ، ولماذا تهيج مشاعري شوقا كلما فارقتها ، مع أنها لا تملك الكثير من مقومات الجمال التي يتمتع بها مثيلاتها ، غير أن لها جاذبية خاصة عجز الأدباء والشعراء عن اكتشافها .
فهي كالقمر إذا فتشته وبحثت فيه لم تجد سوى أرض قفر وجبل صلد ومع ذلك ما مدح الشعراء شيئ بقدر ما مدحوه وهل لهم وصف إلا هو .
فكيف بمن سلبت قلبي حبا جياشا ، وملأت فؤادي مشاعرا فياضة ، يعجز القلم عن وصفها ، والكلام عن الإحاطة بها .
وفي الحقيقة أني لست الوحيد الذي أولعت بها ، وليس ذلك بغريب ! فجاذبيتها قرعت قلوب المحبين ، وهزت مشاعر العاشقين ، وصارت سلوة لمن سامر ليلها واستأنس بنسيم صباها وقد قال عنها الأديب والشيخ الوقور علي الطنطاوي رحمه الله تعالى : أنها ( مهوى الأفئدة ومثوى الجمال ومثار الخيال ).
وكم كنت أتمنى أن أكون أشعر من لبيد لأخلد أبياتا في حبها ، وأبلغ من خطباء عكاظ لأصف روعتها .
لكن ما يغيظني ويملأ قلبي حسرة أني لا أملك منهما شيئا ، فليست ثمة لغة في الكون تعبر عن الحب كالشعر والنثر ، فبقي حبها حبيس الفؤاد ، واكتفيت معها بلغة العيون ، واقترضت من تجار الشعر نفائس أبياتهم لعلي أعبر عما بداخلي أتجاهها .


وأقول : لحظة أيها القارئ الكريم !
قبل أن تسبح في بحور التخمينات ويذهب خيالك بعيدا عما أريد ، إن معشوقتي أرض جذابة في محياها ، بسيطة في تكوينها ،لاتحمل كثير من العقد التي تحملها كثير من المغاني ، بل هي صحراء مبسوطة ، وأطلال ساحرة ، سُكِب على وجنتيها واحات جميلة ، وشجر السدر قد تفرق في مغانيها ، وشذى الخزامى فاح من أطرافها ، وعصف بواديها أريج الشيح .
وقد قال أيضا الطنطاوي رحمه الله تعالى عنها : ( وما أحسب بقعة في الأرض قيل فيها من الشعر ما قيل في الحجاز ونجد )بل قال قبله ياقوت الحموي في معجم البلدان : ( ولم يذكر الشعراء موضعا أكثر مما ذكروا نجد وتشوقوا إليها ) فهي معشوقة الشعراء وطرب الأدباء ، وما أحببت أرضا بعد أرضي الكويت كما أحببت نجدا ، مع أن مقامي فيها مرور ! ومسيري فيها عبور! لأرض الحرمين ومهبط الوحي الأمين .
فإليك أيها الأديب الأريب طرفا مما قاله الشعراء عن نجد :







· يقول جرير :

أحب ثرى نجد وبالغور حاجة ** أغار الهوى يا عبد قيس وأنجدا






· ويقول إبن خفاجة :

وما شاقني إلا وميض غمامة **تطلع من نجد فحيا اللوى ربعا


· بل ومن العجيب أن تشبه مرابع بلاد الأندلس بنجد وأن يرغب من يشتاق لنجد ومرابعها بأرض تشابهها في غرناطة !!







يقول ابن زمرك :

يامن يحن لنجد وناديها ** غرناطة قد ثوت نجد بواديها


فالشاعر في هذا البيت يخاطب من نازعة الشوق والحنين لأرض نجد أن يسلّي نفسه بأرض شبيهة بها في أسبانيا ألم أقل لكم أن لها جاذبية تضيع مغاني الأندلس في أذيالها !







· أما الأمير أسامة بن منقذ أمير شيزر مملكة الجمال الشامي والشامة التي تزين نهر بردى يقول :

تناءت بنا عن أرض نجد وأهله **نوى غربة كالصدع في الحجر الصلد



وقد قيل في اليأس الشفاء من الهوى **ودائي الذي أقضي به اليأسُ من نَجد


· ويقول ابن خياط في ديوانه :

خذا من صبا نجد اماناً لقلبه ***فقد كاد رياها يطير بلبه



واياكم ذاك النسيم فإنه ***متى هب كان الوجد أيسر خطبه!


· وكذلك الشريف الرضي حيث يقول :

فجنى نسيم الشيح من نجد له*** حرق الحشى وتحلب الاماق



آه على نفحات نجد انها ***رسل الهوى وادلة الاشواق


ويقول أيضا :

أحب نجد ونجد بعيدة ***ألا حبذا نجد وإن لم تفد قربا



يقولون نجد لست من شعب أهلها ***وقد صدقوني لكنني منهم حبا
كأني وقد فارقت نجدا شقاوة ***فتى ضل عنه قلبه يبتغي قلبا
وله أشعار أخرى كثيرة في هذا الباب .







· أما مجنون ليلى قيس بن الملوح فقد كان له شأن آخر مع نجد ولياليها وكيف لا وهي الأرض التي طوت قصته في ثراها وجبل التوباد شاهد عليها .






ومن أشعاره في نجد :

أكرر طرفي نحو نجد وانني *** اليه وان لم يدرك الطرف انظر



حنينا الى ارض كأن ترابها *** اذا امطرت عود ومسك وعنبر
وما نظري من نحو نجد بنافع *** اجل لا ولكني على ذاك انظر


ومنها :

أقول لصاحبي والعيس تهوي*** بنا بين المنيفـة فالضمـار



تَمَتَّعْ مِنْ شَميمِ عَرَارِ نَجْـدٍ ***فما بَعْدَ العَشِيَّة ِ منْ عَـرَارِ
· ومن روائع ابن الدمينة الشاعر الأعرابي المعروف قوله :






ألا يا صبا نجد متى هجت من نجد ** لقد زادني مسراك وجداً على وجدي
ان هتفت ورقاء في رونق الضحى ** على غصن غض النبات من الرند
بكيت كما يبكي الوليد ولم تكن ** جليداَ وابديت الذي لم تكن تبدي
وقد زعموا ان المحب إذا دنا ** يمل وان البعد يشفي من الوجد
بكل تداوينا فلم يشف ما بنا ** على أن قرب الدار خير من البعد.
وأخيرا ألا ترى يا قلمي أني أسهبت كثيرا في مدح نجد ؟ فصدقني أني أملك من الأشعار والأقوال أكثر مما أمليت لك لكن ينبغي عليّ أن أرجعك في غمدك حتى لا يمل قارئ سطورك .







كتبها تركي العبدلي في 02:47 مساءً

عبد الله بوراي
07-14-2007, 04:42 PM
تَمَتَّعْ مِنْ شَميمِ عَرَارِ نَجْـدٍ ***فما بَعْدَ العَشِيَّة ِ منْ عَـرَارِ

لهذا البيت وقفة مع شيخى
فقد ردده أكثر من مرة
بعد أن أستوقفه
ترى ما سر ذلك ...........؟

بارك الله فيك

شوقتنا لرُبى نجد

عبد الله