تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : جبال الحسنات بدقائق معدودات (1)



أبن حشاش
07-01-2007, 10:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
لك الحمد اللهم جزيل الثواب جميل المأب سريع الحساب منيع الحجاب منحت اهل الطاعه :الطاعه ورغبتهم فيها واوجدت فيهم الاستطاعه واثبتهم عليها وخلقت لهم الجنان و سقتهم فضلا اليها و جعلت في الاعمال مفضولا و فاضلا و جيها فالرحمه و موجباتها منك و الطاعه و ثوابها صدرا عنك مقاليد الامور كلها بيديك و المبدا منك و المصير اليك .
و صل اللهم اتم صلاة و اكملها و اشرفها و افضلها واعمها و اشملها علي الدليل اليك و المرغب فيها لديك محمد افضل خلقك اجمعينو علي اله و صحبه الطيبين الطاهرين صلاة لا يحصيها عدد ولا يقطعها امد وسام تسليما كثير الي يوم الدين .
اما بعد
فهده الرساله اذكر فيها أيات من الكتاب المبين و جملا من حديث سيد المرسلين صلي الله هليه وسلم
في ثواب العمال علي فواضل الاعمال ليكون ذلك باعثا لاولي الهمم العليه علي نيل تلك الرتب السنيه و سائقا للمتقين الي جوار رب العالمين
انما حدا بي علي ذلك النتظام في سلك الادلاء علي الخيرات و المعونه لأخ مسلم شمر لرقي تلك الدرجات عسي الله ان يلحقني به في اعلي الغرفات فيها قصرت عنه همتي الدنيه من القربات فالفضل لديه لا يضاهي و الخير بيديه لا يتناهي ( مقتبس من كتاب المتجر الرابح ) للدمياطي رحمه الله .قال الله تعالي : { و الوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون } .
الاعراف :8, {والوزن } أي الاعمال يوم القيامه { الحق } أي لا يظلم تعالي أحدا , كقوله تعالي : {و نضع الموازين القسط ليوم القيامه فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل أتينا ببها و كفى بنا حاسبين } (الآنبياء : 47 )
و من رحمة الله الواسعه علي عباده ان جعل الحسنه بعشر امثالها و السئه بمثلها , قال تعالي { من جاء بالحسنه فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئه فلا يجزى الا مثلها وهم لا يظلمون } الآنعام :160 .
و قد وردت الأحاديث مطابقه لهذه الأيه فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : فيها يرويه عن ربه تبارك و تعالي (( ان ربكم عز وجل رحيم :من هم بحسنه فلم يعملها كتبت له حسنه , فان عملها كتبت له عشر الي سبعمائه الي اضعاف كثيره.ومن هم بسيئه فلم يعملها كتبت له حسنه , فان عملها كتبت له واحده او يمحوها الله عز وجل ولا يهلك علي الله الا هالك .
واعلم يا أخي أن دخول الجنه اسباب كثيره , ولا نستطيع التحدث عنها جميعها في هذه العجاله , ولكن سنتحدث عن سبب واحد فقط و هو كسب الحسنات و جمعها و ثقلها في الميزان قال تعالي :{ فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضيه,و أما من خفت موازينه,فأمه هاويه و ما أدراك ماهيه,نار حامية }(القارعه6-11)وغير ذلك من الأيات .
وسوف أقوم بضرب بعض الأمثلة علي طرق كسب الحسنات الناتجة عن أعمال يسيرة,لا تحتاج الي أن جهد ولا وقت يذكر , وسوف اعتبر مضاعفة الحسنات عشر مرات . وذلك اتباعا للآية الكريمة أعلاه, وسوف أقوم ايضا بأخذمعدل لعمر الانسان (20) سنه, وذلك اتباعا لقول الرسول صلي الله عليه وسلم (( أعذر الله الي امرىء أخر أجله حتى بلغه ستين سنه )).
وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم (( اعمار امتي ما بين الستين الي البعين , و اقلهم من يجوز ذلك ))
انظر يا أخي الي كرم الله و لطفه علي عباده نظر الانهماك الانسان و استغراقه في الغفله جعل الله له سبلا عديده و بسيطه , يستطيع من خلالها الحصول علي أكبر قدر ممكن من الأجر و الثواب .
راجيا من الله الجزاء الأوفي و الحمدلله علي ذلك و ما توفيقي الابالله عليه توكلت واليه أنبت. وسلام علي المرسلين و الحمدللله رب العالمين .


تحليل عمر الانسان
لو حللنا عمر الانسان الواقعي لو جدناه زهاء الثلاث سنوات , و مرادنا من العمر الواقعي , هو العمر الذي من أجله خلق الجن و الانس,ألاوهو العباده,و العمل الصالح,قالتعالي :{ و ما خلقت الجن والانس الا ليعبدون } الذاريات:56 .
وقال تعالي :{ الذي خلق الموت و الحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا و هو العزيز الغفور } الملك :2.
و عمر الانسان الحقيقي هز ما بين سنتين او ثلاث سنوات,هلم لننطرمدي صحة هذا الكلام .
فعن ابو هريره رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال (( أعمار أمتي ما بين ستين سنه الي سبعين ))
و في روايه عنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلي الله علي وسلم (( أعمار أمتى ما بين ستين الي سبعين و اقلهم من يجور ذلك .
رأينا نسبة عمر الانسان في المرحله الراهنه تساوي ما بين اربعين الي خمسين سنه ,فلنفترض عمر الاانسان (63)سنه بدلا من _40)او(50)سنه,لآننبينا صلي الله عليه وسلم كان عمره (63) سنه تقريبا,فهيا لكى نري كيف تفني و تمضب هذه الحياة الفانية .
كما تعلم أن القانون العالمى هو ان يعمل الانسان (ساعات يوميا ,وتعلم أيضا أن اليوم يساوي (24)ساعه ,فاذا حسبنا مدة (ساعات يوميا في (63)سنه نري أننا قد صرفنا في العمل (21) سنه و كذلك لأن يحافظ الانسان علي صحته وفق أصول الطب : يحتاج الي نوم ( ساعات يوميا,فاذا حسبنا مدة النوم ( ساعة يوميا خلال(63)سنه قد صرفنا 21+21=42سنه في العمل والنوم من مجموع عمر الانسان المفروض.
و كلنا نعلم ان الانسان غير مكلف بالشريعه الي (12)او(13) سنه من عمره ,وهو حد البلوغ تقريبا يصرفه الطفل في اللهو و اللعب .
علي كل حال .. تمر (13)سنه الطفوله و اللعب,جميعها (42)مع(13)سنهفأصبح ماضيمن العمر 42+13=(55)سنه فقضي العبد هذه الحياة بعضها في الطفوله,وبعضها في النوم,وبعضها في العمل و العمالة أليس كذلك يا عبدالله ؟
فما بقي من عمرك الان الا(سنوات وهل تمضي هذه المدة الباقية كلها في العبادة يا أخي؟الجواب:كلا ،لا تمضي في العبادة ألاقليلا كما ستراه ان شاء الله .
لان كثيرا من المسلمين اليوم لايصلون بل ولايقربون الصلاة عندما يسمعون منادي الله(الا من رحم الله) فمثل هؤلاء كمثل الذي ينعق بما لا يسمع الادعاء ونداء اي(كالدواب السارحة التي لا تفقه ما يقال لها بل اذا نعق بها راعيها اي
دعاها الى ما ير شدها لاتفقه ما يقول ولا تفهمه بل انما تسمع صوته فقط .
بل وان قلنا:ما اراد الله بهم خيرا لكان صحيحا لقوله تعالي:{ولو علم الله فيهم خبرا لاسمعهم}الانفال: (23)اعاذنا
الله من ذلك.
نعم, تمضي هذه السنوات الثمانيه الباقيه لنا مع الاهل والاقارب,وفي الحوائج المتعلقة بحياة الانسان,والمصلي
الذي يؤدي(5) صلوات يوميا,يصرف في اداءها ساعةواحدة او بالكثير ساعه و نصف من مجموع(24)ساعه في اليوم و الليله ,وأما غير المصلي ( رجلا كان او امرأة)فالي الله المشتكي من غفلته,وهو لا يليق بان نذكره.وماذا نتذكر عن احوال شخص صرف منتهي طاقته في المعاصي و الشهوات البهيميه من الاكل و الشرب و غيرها قال تعالي :{ كلوا و تمتعوا قيلا انكم مجرمون }المرسلات: (46).
اخوتي واصحابي:حللنا اوسط عمر الانسان فلتحلـل بنفسك ايضا, وسترى ان المصلي المحافظ على الصلوات الخمس يصرف في عبادة ربه سنتين وسبعة اشهر وخمسة عشر يوما من مجموع(63)سنة.
تأمل كم من الوقت والساعات نصرفها في حوائجنا وشهواتنا النفسية؟
وكم من الوقت والساعات نصرفها في العباده وقد قال تعالى:{وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون} الذاريات:
56.
للأسف نعبد ربنا سنتين او ثلاث(وهم الذين يصلون والله أعلم من تقبل منهم) من مجموع ما اعطينا من العمر(اما من لم يصل فلا يصرف لره ولا دقيقه,بل يصرف حياته للبطن ولكسب حطام الدنيا, وقل النبي صلى الله عليه وسلم: ( ..ولا يملا جوف ابن ادم الا الترب.. ) (اي تراب القبر) متفق عليه. ونتمنى الجنه الاماني التي:{عرضها كعرض السماء والارضي}في هذه المده الحقيرة.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ان عبدا لو خر علي وجهه من يوم ولد الي أن يموت هرما في طاعة الله : لحقرة ( أي ذلك لليوم,ولود أنه رد الي الدنيا كيما يزداد من الأجر و الثواب .
ولتعلم أخي في الله أن سنتين أو ثلاث سنواتمن مجموع (63)سنه من عمرك : هي حياتك الحقيقية .
وتفهم هذه الحقيقه من المثال الآتي : رجل يعمل ( ساعات يوميا,فاذا أدى العمل باخلاص تعد ساعات عمله الثمانيه عمليه الحقيقي , وسيستلم راتبه كاملا,أما اذا حضر الي مقر عمله وعمل ساعه واحده فقط وصرف الساعات الباقيه في هذا و ذاك,وعلم المسئول عن خيانته في عمله,ستعد تلك الساعه فقط عمله,بالرغم من أنه كان في مقر عمله طوال (ساعات,أما انه اذاعمل ساعه واحده فقط,وطلب بدل جهد(ساعات,يقال له :انه احمق وغبي واذا أراد المسئول سيسمعه هذه الكلمات وهو عليه غضبان : أخرج من فضلك واجلس في بيتك .
اخواتي في الله حياتي و حياتكم الحقيقيه هي التي صرفناها في طاعة الله و عبادته سبحانه,التي خلقنا لأجلها, فأنت بين كلمتين : فاختر لنفسك ما شئت منها: فان شئت فاجعل محياك و مماتك كله لله , وان شئت فاجعل كله لك و لنفسك الفانيه ,ولايكرهك احد علي ذلك , فكن كيف شئت فبين يديك الحساب و الزلزلة ..قال تعالي {لا اكره في الدين } البقره 256,بل الله تعالي خير الانسان,فقال تعالي {من شاء فليؤمن زمن شاء فليكفر انا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب و ساءت مرتفقا }الكهف 29.والآيه تحمل معنى التهديد لمن كفر و طغى .و الانسان حريص هلع يرجع دنياه علي أخرته رغم أن الدنيا فأنيه و الأخره باقيه فيها عجبا .
يفضل المفضلون علي الأفضل,فمع ذلك انظر الي كرم الله و لطفه المتزايد علي عباده انظر لانهماك الانسان و غرقه في بحر الغفله,جعل الله له سبلا عديده يسيره , يستطيع من خلالها الحصول علي اكبر قدر ممكن من الأجر و الثواب ,لا يستطيع الانسان حتى تصوره ,جعل الله ثواب بضع كلمات نقولها- بعد الاخلاص ورحمه الله - الجنه, و فيها ما تشتهيه الأنفس كما ستقرأه في هذه الرساله ان شاء الله .
ولايخفي عنك ان ما ذكر ناه من تحليل عمر الانسان وتقسيمه ما هو الا با ستقراء حالة كثير من المسلمين, الذين لايجدون فرصة للعبادة,ولا يشكرون على ما أسدى عليهم من النعيم قال تعالي:{ان الله لذوفضل على الناس ولكن اكثر الناس لا يسكرون}غافر: (61).وقال تعالى{وقليل من عبادي الشكور}سبأ: (13).
قال القرطبي رحمه الله:وكأن الصلاة والصياموالعبادات كلها هي في نفسها الشكر ا ذ سدت مسدة, ويبين هذا قوله تعالى :{الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقلــيل ماهم}سورة ص:24, وهو الراد بقوله:{وقليل من عبادي الشكور} انتهى.
فأما الذين قد أثنى الله عليهم من فوق سبع سماوات من العلماء و الا ولياء والصلحاء واهل الله فليس هذا تحليل عمرهم, هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون, وهل يستوي الاعمى و البصير, وهل تستوي الظلمات و النور,كلا,لا يستويان مثلا, فان قيامهم وقعودهم, وذهابهم, وايابهم, وأكلهم وشربهم,ومنعهم وعطاءهم,وحركاتهم وسكناتهم,حتى نومهم:كلها الله رب العالمين, ولهم نصيب في هذه الاية حقا:{قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له...} الانعام:62.
رزقنا الله اشواق هؤلاء الابرار واذواقهم,وعلى راسهم سيد الانبياء صلوات الله وسلامه عليه.حتى نشرب معه صلي الله عليه وسلم كأسا دهاقا,ومن لبن لم يتغير طعمه{ على سرر موضونة متكئين عليها متقابلين-ربنا واجعلنا ممن-يطوف عليهم ولدان مخلدون,بأكواب واباريق وكاس من معين, لا يصدعون عنها ولاينزفون, وفاكهة مما يتخيرون, ولحم طير مما يشتهون, وحور عين,كأمثال اللؤلؤء المكنون, جراء بما كانوا يعملون}.
امين يارب العالمين