تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قطع الحلقة السورية من السلسلة الإيرانية يُطوّق دور طهران الإقليمي .. ومخاطره



14_Azar
07-01-2007, 06:21 PM
قطع الحلقة السورية من السلسلة الإيرانية يُطوّق دور طهران الإقليمي .. ومخاطره





انتهت إحدى الدراسات الأكثر جدية حول إخفاقات السياسة الغربية في المنطقة بشكل عام وفي لبنان بشكل خاص إلى أن الدور الإيراني النشط ما كان ليحقق نجاحاً في لبنان وفلسطين لولا حلقة الوصل السورية ، وأن قطع هذه الحلقة وحده يحد في هذه المرحلة من دور إيران الإقليمي كما يساعد على تحجيم أدائها العراقي والتعامل معها داخل حدودها أولاً وبقدر ما في العراق ثانياً دون أي امتداد جغرافي آخر يبدو فيه الدور الإيراني نشطاً ويفرض معادلاته ، سواء في لبنان عبر سورية أو فلسطين عبر لبنان وسورية أو في الخليج من خلال الحلقة السورية التي أصبحت همزة وصل التنظيمات الأصولية متعددة الإنتماءات ومن خلفها اللاعب الإيراني. لا يحتاج المرء لكبير جهد أو عظيم ذكاء ليكتشف هذه الحقيقة . فبغير حلقة الوصل السورية ما كان للإرهاب أن يضرب في لبنان ولا للأصولية الفلسطينية أن تنتصر في غزة ، وغداً تكتشف أجهزة أمن الخليج ، إن لم تكن قد اكتشفت بعد ، أن كثيراً من عناصر الإرهاب يتسلل إليها من الحلقة السورية التي أحسنت إيران إعدادها والإمساك بها. يساعد النظام السوري على النهوض بهذا الدور وأداء المهمات القذرة أنه نظام أمني وليس نظاماً سياسياً ، وأن تاريخه يغص بدور القاتل والمحقق والقاضي ، وأنه أيضاً وأولاً نظام تقيّة يُبطن غير ما يُظهر ويقول غير ما يفعل ويُعلن غير ما يُخفي. يؤكد عارفو النظام من داخله ، ونزعم أننا منهم ، أن بنيته الأمنية نصف الطائفية تسمح له بهذا الدور . قلنا نصف الطائفية لأنه يستخدم الطائفة ولا يخدمها ، وقد يختار منها أصفياء موالين يمدهم بأسباب الرزق والقوة ليستخدمهم فيما بعد في مهمات متعددة الأبعاد والأوجه والتسميات. ولقد انتهى النظام من خلال تجربته إلى قناعة بأن توفير الحماية لعناصر أصولية منتقاة ، محددة ومعينة، ، وتربيتها في مناخ المخابرات وبرعايتها يمكنه من استخدامها بتوقيته السياسي ، ولا يتحرج خلالها أو بعدها من ضربها أو تسليمها بعد أن تكون أدت الرسالة السياسية المطلوبة.


يقال والعهدة على رواة من داخل النظام ممن يعرفون كثيراً من حقائقه وأسراره إن هنالك فرعاً أمنياً مختصاً بالتعبئة، ، وإن النظام يملك قيادات دينية تحسن تجييش العناصر وتدريبها وتحريضها بتوقيت تختاره القيادة فترسلها لأداء مهماتها دون أن تدري تلك العناصر شيئاً من حقائق ما يحيط بها وبدورها . يكفيها ذلك الاعتقاد البهيم المغلق بأنها تقاتل في سبيل الله ، أو أنها تواجه عدواً للإسلام تجهله.!! كذلك يُحسن ذلك الفرع الأمني تدريب العناصر المؤمنة والجاهلة على مهمات تتصل ، فيما يقال لها ، بإسرائيل لتجد نفسها في مواجهات أخرى مختلفة على الأرض بعد أن تكون قد تورطت . وقد يقال لمن يبقى حياً منها إنها كانت في مواجهة عملاء إسرائيل ، وهي مقولة يمكن استخدامها لإقناع البسطاء بها وإخفاء الحقيقة. ونعود إلى الموضوع . يشكل النظام الأمني السوري حلقة وصل في سلسلة من سلاسل الإرهاب تموله إيران وتقوم بتدريبه في أرضها أو في العراق أو في لبنان ، ليقوم النظام الأمني في سورية بتوفير الحماية له أو استخدامه في مهماته الخاصة ، وتظل هذه المهمات ، بقدر كبير ، رهن القرار الإيراني ما عدا مساحة ضيقة من حرية العمل لنظام الأسد. من هنا يسود الاعتقاد بأن قطع هذه الحلقة سوف يوفر الكثير من الجهد في مواجهة الإرهاب المبرمج الذي ينفذ النظام السوري عملياته تحت اسم القاعدة ويتسع لكل أشكال العنف والجنون..!! ثمة خشية من التغيير طرحتها تجربة العراق الدامية . وهنالك من يعتقد بأن انهيار النظام السوري يحمل مضاعفات خطرة . غير أن النظام هو الذي يثير هذه الهواجس ويتحصن بالتخويف منها ليبقى ، إضافة إلى أن تجربة العراق يجهل من يثير الخشية منها صعوبة نقلها لسورية بحكم اختلاف الظروف وطبيعة المجتمع والقضية . فليس في سورية ثلاث كتل بشرية متوازية ومتوازنة، ، وليس فيها عنف المجتمع العراقي ولا صراعاته التاريخية النائمة ويحركها الخارج لترتوي بالدم . ولن يكون في سورية احتلال أميركي.


هذا إضافة إلى أن ما يريد النظام إخافة الآخرين منه ، أي تنظيم الإخوان المسلمين ، ليس بالقوة والحضور والبرنامج الذي يجعله خطراً . وقد قدرت مراكز البحث والرصد قوة الإخوان في أي انفتاح ديموقراطي بما لا يزيد على عشرين في المئة حداً أقصى ، أي إنهم ليسوا قوة سياسية يمكن أن تجتاح المجتمع فضلاً عن أن بنية التنظيم في سورية تحمل طبيعة المجتمع السوري الأقرب إلى تدوير الزوايا . ويظل لتكوين هذا المجتمع ، المؤمن روحياً والأقرب إلى العلمانية سياسياً ، أثره في التغيير الذي يخيف به النظام الآخرين من غرب وعرب . نقول هذا ونثق من صحته بتاريخ طويل من المعرفة والمعايشة يمتد ما يقارب ستين عاماً. قَطْعُ السلسلة الإيرانية من حلقتها السورية . تلك هي القضية ، ومن هنا نبدأ . من هنا تبدأ مكافحة التطرف وأدواته وأعمال الإرهاب المنظم الذي تديره آلة النظام السوري المدربة في المنطقة. غير ذلك حرث في البحر.