تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : شوفوا هالمسخرة



بشرى
04-26-2003, 06:37 PM
الحجاب: لا تدعو إليه الشرائع والعقائد

إن الآية تصف وضعا قائما يتعلّق بأداب اللّباس ومراعاتها، وإظهار العفاف عن نساء النّبي وبناته و"نساء المؤمنين" وهو أمر لا يجاذل فيه عاقل، فستر المفاتن وتجنّ" باللّباس الملتصق بالجسد إلى حدّ إظهار خصوصياته... وما يؤدي إليه ذلك من إغراء وإشارة تتفق عليه الشرائع والفلسفات وقوانين الاجتماع دون أن يبلغ حدا من الصرامة والتطرف يبتدع فيه ما يصطلح عليه بالزي الإسلامي".

فما كانت للأديان والعقائد أزياء مخصوصة، ولم يشر القرآن ولا السّنة إلى هيئة في اللباس محددة، وغاية من هنالك الدعوة إلى ستر العورة وهو ما يقتضيه العرف والتقاليد بل ما يميّز الإنسان عن الحيوان، ويتأكد هذا السّتر عند ممارسة طقوس العبادة كالصّلاة ولو كان الحجاب شرطا مطلقا في الإسلام لأمر به صراحة في القرآن، فالحجاب إذن هو من العادات السابقة للإسلام والباقية بعده وستر الرأس أو الوجه أحيانا من عادات الأمم الشرقية التي لم تتدين بالإسلام، وما كان الحجاب أو السّفور من الأسباب المباشرة لانحراف المرأة أو الرّجل أو من موانع تجاوز الآداب العامة والأخلاق الحميدة، فالعبرة بجوهر الإنسان وإيمانه بقيم الإسلام ومثله لا بالوقوف عند المظاهر الشكلية.

ولا جدال في أن الخطاب موجّه في سورة الأحزاب إلى "نساء النّبي" وقد أجمعت التفاسير وكتب الفقه على اختلاف مذاهبها على ذلك وقد أمرهن الله بالتحجب وبيّن سبب الحكم وهو أنهن لسن كأحد من النساء "ولما كان الخطاب خاصا بنساء الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت أسباب التنزيل خاصة بهن لا تنطبق على غيرهن، فهذا الحجاب ليس بغرض، ولا بواجب على أحد من نساء المسلمين" (قاسم أمين، تحرير المرأة ص 56).

ففي عهد الرسول كانت المرأة حرة في ارتياد المسجد وكانت العلاقات في الحياة اليومية طبيعية بين المرأة والرجل، لكن التعقيد المتزايد في الملبس أخذ يتطور بتأثير عقلية متشددة أدت إلى الفصل الجذري بين النساء والرجال ومع ذلك فلم تثبت البحوث اللغوية والتاريخية وجود قطعة من الملابس غايتها ستر وجه المرأة عن الأنظار في المجتمع على عهد النبي محمد.
(المصدر: مجلة أفكار أون لاين التونسية www.afkaronline.com)