تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الاعتراف



بشرى
04-26-2003, 06:30 PM
الاعتراف بفضل الوالدين يقضي بالدعاء لهما

يريد الله سبحانه وتعالى أن تعترف الأجيال المتعاقبة بالفضل والجهد الذي بذلته الأجيال السابقة في إتمام دورة الحياة؛ فيعترف الابن بفضل أبيه وأمّه، ويحفظ لهما هذا الفضل إلى وقت يستطيع أن يردّ جزءا بسيطا منه على الأقلّ. فالجهد المبذول في حجم العطاء المبذول. والآيات القرآنية الكثيرة تصوّر المشقّة المبذولة، قال تعالى: "ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا".. الأم تحمل وليدها في بطنها بمشقّة، وهي تقاسي بحمله مشقّة وتعبا من وَحَم وغَثَيان وثقل وكرب، تمتنع عن الطعام والشراب وتَعافُ كل شيء وتلده بمشقّة أيضا من أَلَم الطلق وشدّته، ووجع الولادة، ثم الرضاع وسهر الليالي الطوال لتأمين راحته ونظافته وسلامته بمحبة وحنان ودون ضجر. ومدّة الحمل والفصال (أي الفطام) ثلاثون شهرا. هذا الجهد المبذول يقتضي الشكر في قالب دعاء لهما بالقول: "وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا"

واجباتك تجاه أبويك عند الكبر
إذا بلغ الوالدان سنّ الكبر وصارا في آخر العمر وفي حالة من الضعف والعجز عن الكسب فالحاجة إلى الإحسان إليهما في هذه الحالة أشدّ وألزم. ففي هذه الحالة يحتاجان إلى البرّ بسبب الضعف والعجز؛ فلا يصدر منك تجاه أبويك فعل قبيح "فلا تقل لهما أفّ ولا تنهرهما" والفرق بين التأفّف والنهي عن الانتهار أنّ الأول للمنع عن إظهار الضجر والثاني للمنع عن إظهار المخالفة في القول بالرد أو التكذيب.
فالتأفف: الكلام الرديء الخفي.
والنّهْر: هو الزجر والغلظة وإسماع الكلام القبيح.
"وقل لهما قولا كريما" أي القول الليّن الطيّب الحَسَن المقرون بالتوقير والتعظيم والحياء والأدب.
ويُلاحظ تقديم النهي أولا عن الكلام المؤذي، ثم أمر بالكلام الحَسَن والطيّب. فالتخلي عن السيئ مقدّم عن التحلّي بالمكارم ومنع الأذى أولا ثم الإحسان بالقول والفعل.