تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تحقيق.غزة من كان يسعى للاطاحة بمن؟



صوت الكرامة
06-22-2007, 09:47 AM
تحقيق: غزة.. من كان يسعى للاطاحة بمن؟
تاريخ النشر : 19/06/2007 - 07:37 ص

http://www.akhbaruna.net/ar/DataFiles/Cache/TempImgs/2007/1/Images_dahlan_350_350.jpg (http://www.akhbaruna.net/ar/DataFiles/Contents/Files/Images/dahlan.jpg)
القدس - تحقيق ادم انتوس: بدأت الحكومة الامريكية تمهد الطريق أمام الرئيس الفلسطيني لحل الحكومة التي تقودها حركة حماس قبل عام على الاقل من سيطرة الحركة على قطاع غزة. وقالت مصادر غربية واسرائيلية وفلسطينية رسمية في مطلع الاسبوع إن اعلان عباس حالة الطوارئ وتنصيب سلام فياض الذي يتمتع بقبول لدى الغرب مكان رئيس الوزراء المنتمي لحماس لم يكن مجرد رد على هجوم حماس بل جاء تتويجا لشهور من المشاورات والتخطيط وراء الستار وتحريض الولايات المتحدة.
وفي نهاية الامر كان الضغط على عباس للعمل ضد حماس بنفس القدر من داخل حركة فتح ان لم يكن أكبر من ضغط واشنطن التي تحاول التقليل من أهمية دورها.
ولا يمكن أن يقال ان أمرا كان بمثابة مفاجأة سيئة للامريكيين الا الاحداث الاخيرة التي أسفرت عن سيطرة حماس على كل قطاع غزة وذهبت أدراج الرياح خطط الولايات المتحدة وحلفائها لبناء قوات عباس في غزة في مواجهة حماس.
ويرى كثير من المسؤولين والمحللين الغربيين أن الهجوم كان ضربة وقائية وجهتها حماس قبل أن تتمكن واشنطن من بناء فتح. وتقول حماس إنها تحركت لمواجهة "انقلاب" تسانده الولايات المتحدة. وقال دبلوماسي غربي كبير إن زعماء حماس "كانوا يعرفون ما يجري. كانوا يعرفون أن عباس سيحاول بناء سلطته. قرأوه في الصحيفة مثل كل الاخرين."
وذكر معين رباني المحلل في المجموعة الدولية لمعالجة الازمات أن التساؤل عمن كان يسعى للاطاحة بمن في محله. وقال "ستجادل حماس بأنها لم تكن تسعى الا للدفاع عن فوزها في الانتخابات بينما سيزعم عباس أنه يدافع عن شرعية المؤسسات الفلسطينية. هناك عناصر قوية داخل حماس رأت أن الوقت ليس في صالحهم."
وقال ادوارد أبينجتون مستشار عباس والقنصل الامريكي السابق في القدس، منذ وقت طويل والعضو في جماعات للضغط في واشنطن إن إدارة الرئيس بوش أبلغت الرئيس الفلسطيني بنواياها بعد قليل من فوز حماس في الانتخابات في مطلع عام 2006. وأضاف أنه جرى ابلاغ عباس بأن "حماس منظمة غير مشروعة وأنهم يفعلون كل ما يستطيعونه لاجبارها على ترك السلطة." وحكى ابينجتون عن اجتماع عقد في تموز/ يوليو العام الماضي قائلا "ذكر لي (عباس خلاله) أن الامريكيين يحثونه على حل الحكومة وتشكيل حكومة طوارئ. "رفض أن يفعل ذلك لانه سيؤدي الى حرب أهلية. لم يكن يريد الدخول في مواجهة لكنه قال في نهاية الامر إن ذلك كان مفروضا عليه."
وقال مسؤولون غربيون إن عباس استطاع أن يتحرك بسرعة الاسبوع الماضي لتشكيل حكومة جديدة لان جزءا كبيرا من العمل التحضيري كان قد أنجز بالفعل. وكان مسؤول أمريكي كبير قد أبلغ عددا من المشرعين الامريكيين في جلسة مغلقة في وقت سابق هذا العام بأن عباس يستطيع أن يحكم بمرسوم لمدة تتراوح بين ستة اشهر و12 شهرا قبل اجراء انتخابات. وفي مواجهة مادة في الدستور تنص على موافقة البرلمان الفلسطيني الذي تتمتع فيه حماس بالاغلبية على أي حكومة جديدة أصدر عباس مرسوما بتعطيل هذا البند.
وينفي مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون أن الاطاحة بالحكومة في حد ذاته كان هدفهم بقطع الاموال العام الماضي عن السلطة التي تقودها حماس وبتحويل أموال لمحاولة اعادة بناء فتح والاعداد لانتخابات جديدة. ويقولون إن هدف واشنطن كان حرمان حماس من المساندة المالية والدبلوماسية لتسقط في نظر الناخبين.
وكان تمويل أمني أمريكي مجموعه 60 مليون دولار تولى تنسيقه دايتون قد حصل على الضوء الاخضر من الكونجرس لكنه كان في مرحلة التحويل بعد عندما شنت حماس هجومها في غزة. وقال دبلوماسيون إن سوء تخطيط فتح وتأخير اسرائيل شحنات الاسلحة الى غزة ساعدت حماس في السيطرة على القطاع. وعلق الكونجرس أموالا وعرقل تدريب العديد من قوات عباس. وقال وزير الامن العام الاسرائيلي ديختر إن مشاكل فتح نجمت عن " الافتقار الى القيادة" وسوء هيكل القيادة لا عن تأخر اسرائيل في الموافقة على شحنات الاسلحة.
وقال معين رباني إن واشنطن عطلتها "قيود سياسية فرضتها على نفسها. لم يتمكنوا من ارسال أي أسلحة (أمريكية). لم يتمكنوا من ارسال كل الاموال."
ورغم هزيمة فتح في غزة يرى بعض المسؤولين الامريكيين والاسرائيليين أن النصر الذي حققته حماس يتيح بعض الفرص. وكانت حكومة الوحدة الوطنية التي شكلها عباس قد أذابت الخط بين حماس وفتح. ويقول أحد الدبلوماسيين الاوروبيين إن الامور ربما أصبحت الان أكثر "وضوحا". وقال مسؤول سابق في ادارة بوش "انه يوضح الامور" وربما يساعد اسرائيل والولايات المتحدة في تشكيل جبهة أعرض ضد حماس وحليفتها الرئيسية ايران. ويشير المسؤولون والمحللون الى أن حماس أصبحت معزولة في شريط ساحلي مغلق مكتظ بالسكان. وربما يساعد استئناف تدفق الاموال على عباس في الضفة الغربية الاكبر مساحة وحيث الاستقرار أكثر أهمية اسرائيل في دق اسفين بين قيادة حماس وسكان غزة الذين يتزايد فقرهم.
ويجادل بعض المسؤولين الغربيين والفلسطينيين بأن واشطن أذكت النار بمجرد انتهاء حماس وفتح في اذار/ مارس من تشكيل حكومة "وحدة" لم تستمر طويلا. وحث مسؤولون أمريكيون عباس على منح محمد دحلان السيطرة على الامن ثم حثوه على نشر قوات فتح في غزة. وقال ابينجتون " أن نرى بمثل هذا الوضوح نساند قوات فلسطينية مسلحة ضد أخرى هو موقف بالغ الخطورة وفشل تماما في حالة غزة."
لكن ماثيو ليفيت الذي كان مسؤولا عن مكافحة الارهاب في وزارة الخزانة الامريكية حتى كانون الثاني/ يناير برر موقف واشنطن قائلا "الناس يتساءلون كيف تستطيع الولايات المتحدة أن تدعو الى الديمقراطية في المنطقة ثم لا تساند حكومة منتخبة." وأضاف ليفيت الذي يعمل حاليا في معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى قائلا "هناك عواقب لانتخاب ارهابيين. منها أنك لا تستطيع أن تتوقع من الغرب أن يوافق عليهم."


http://www.akhbaruna.net/ar/DataFiles/Templates/Akhbaruna/Images/Top_Page.gif تعليقات حول الموضوع

التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط، ولا يتحمل موقع أخبارنا أي مسؤولية عنها ولا يتبناها بالضرورة.